الاثنين، مايو 31، 2010

قتل الحرّيّة


ضرب اليهود قافلة الإغاثة "أسطول الحرية" وقتلوا على متنها عشرين شهيداً وأصابوا العشرات، من بينهم شيوخ وكبار.. قد استحلّوا دماءهم كما استحلّوا من قبل بدعاوي هتلريّة كاذبة.. كما كان يتذرّع هتلر ليغزو بولندا وفرنسا وأوربا.. وكما كان يتذرّع ليقتل اليهود أنفسهم.. اليوم تنقلب القصّة.. ليقوم اليهودي بقتل كل ما يفكّر في مساعدة من يعتبره عدوّاً.. حتى ولو كانت مساعدة إنسانية خالصة..

أيام قبل مذبحة الحرية، قامت إسرائيل بإجراء مناورات عسكرية رفعت فيها الاستعدادات القصوى، وشملت المناورات العسكر والمدنيين.. حيث جهّزوا أنفسهم وكأن حرباً شاملة ستأتي عليهم من كل اتجاه.. كيف سيكون التعامل معها وكيف يكون الهجوم المضاد.. واليوم طبّقوا ما تدربوا عليه في المناورة، ولكن ضد مدنيين عزّل ما أرادوا غير مساعدة إخوانهم المحاصرين الذين باعهم الجميع.

لا أخفي عليكم، أخجل من نفسي أن أقول أننا للسلام جئنا وأننا لا نتعرض لإسرائيل بالهجوم فلا يهاجمونا.. فالعدو هذا لا ينبغي أن تكون هذه لغة الحوار معه..

هؤلاء يربّون أطفالهم على كراهية المسلمين والعرب.. وعلى العنصريّة الشنيعة التي تعطي لليهودي الحق في قتل أو نهب أو الاعتداء على كل من هو غيره.. فهو الجنس السامي..

كيف ننتظر من عقلية كهذه أن نسلّم لسلامهم ونأمن لأمنهم.. لا أمل للسلام مع هؤلاء إلا تحت إمرتنا.. أو نكون معهم وننسى أننا مسلمين.. ولا أرى غير الخيار الأول لي خياراً.. فلا أرضى أن أكون للخنزير ذليلاً..

حينما ضربت إسرائيل "الحرية" ضربتها في مياه دوليّة، والطّامّة أنهم رفعوا الرايات البيضاء استسلاماً وإذعاناً لأنهم ليسوا محاربين.. ولكن الأمر العسكري هو استخدام القوة المفرطة وقتل "الحريّة".

الحريّة والعزّة والكرامة لن نتحصّلهم بغير القوّة..

نعم، القوّة بعد الإيمان بالله.. ولا نرضى بغير ذلك سبيلا للخلاص من هؤلاء..

الأربعاء، مايو 26، 2010

آثار وأخبار


رغم مرور آلاف السنين على آثار الفراعنة إلا أنها لا تزال باقية وكأنها في حالتها الأولى، شهدت عصوراً عدة.. ملوكاً وحكّاماً على مر التاريخ بمختلف سياساتهم وأهوائهم وأفكارهم.. وبمختلف دياناتهم.. منهم من كان عادلاً ومنهم من كان ظالماً جائراً.. ما فكّر أحدهم في هدم الآثار الفرعونية لسبب ما.. وما اعتقد أحدهم في إزالتها لأنها مخالفة لمعتقده مثلاً أو لإرهاب الناس غير حادثة نابليون الشهيرة بخصوص أنف أبي الهول والتي أراد بها تركيع الشعب المصري لحملته.

بل بالعكس، ترى أنه سخّر جماعة من الناس للمحافظة على الآثار العالمية في كل مكان.. جماعة تابعة للأمم المتحدة - الكيان الرسمي الجماع لأمم العالم - مهمته المحافظة على الآثار التاريخية الموجودة وإدانة كل من يحاول العبث بها أو تهديدها..

ثم ترى أن الآثار المهتم بها حول العالم - في الغالب - هي آثار جبابرة الزمن القديم، والأمم التي سبقت ونسفت.. آثار الطغاة على مر الزمن.. متن فراعنة ورومان..

أما الآثار المهددة بالخطر، هي التي لا تنتسب لطاغية أو ظالم على مر الزمان.. ولكنها في حد ذاتها قيمة كبيرة.. كالمسجد الأقصى.. يتعرض يومياً لانتهاكات من اليهود وحفر أسفل قواعده بادّعاءات كاذبة باطلة.. حفظ الله مسجدنا الأقصى.

لماذا تظل آثار وبيوت أقوام الأمم السابقة الذين ظلموا وتجبّروا وآذوا رسلهم باقية ؟ بالذات ؟؟

إن في بيوت ومعابد وآثار هؤلاء القوم عبرة لنا.. كيف بعد أن طغوا ووصلوا للقوة أن بنوا السواري والأبنية الضّخمة المستعصية والحصون الفتّاكة وبعد أن جابوا البلاد طولاً وعرضاً.. واستولوا واستفحلوا.. كيف لا تحسّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟؟

كيف اختفى هؤلاء القوم الذين بنوا الأهرامات والمعابد العالية ؟؟ كيف لا أثر لهم اليوم ؟ لا ترى منهم إنسيّاً.. إلا أن مساكنهم باقية.

يعني اتّعظوا يا بني آدم.. فإنه سبقكم من كانوا أقوى وأعتى منكم.. ولكن هلكوا لمّا أعرضوا ورفضوا دعوة الهداية..

تلك كانت العبرة من بقاء بيوت ثمود قوم صالح..

وأظنّ أنّه علينا الاعتبار في ما نعرفه من آثار.. ألا ننظر إليها نظرة تسلية ومعرفة فحسب.. ولكني أحتسب في ذلك العظة.. أنه لا كبرياء لمخلوق على الله تبارك وتعالى وأنه كم من أمم قامت وتجبّرت وتفحّشت وتعلمقت ثم نسفت فلا تعرف من نسلهم أحداً.

الأربعاء، مايو 19، 2010

الزكاة الحياة


الله تبارك وتعالى كما أنعم علينا بنعمه الكثيرة وأولها نعمة الخلق فإنه وجبت له هو وحده العبادة.. يتفرّد جلّ شأنه بعبادة العباد فلا شريك له ولا منازع له في الملك.. وهذا هو مفهوم توحيد الألوهيّة الذي افتقده كفّار قريش إذ كان لديهم توحيد الربوبيّة هو أنهم يؤمنون أنه في النهاية هو رب واحد لكل ما يشركون به في العبادات.. ولكنهم أشركوا به في العبادات فعبدوا الأصنام لئلا تقربهم إلى الله زلفى وهذه هي الكارثة..

الله الواحد الفرد الصّمد لا شريك له في الملك والألوهيّة، وهو الوحيد الذي يستحقّ العبادة..

وقد شرع لنا الله تبارك وتعالى كيف نعبده.. وعلّمنا - ولله الفضل والحمد كله - كيف نصلّي ونصوم ونزكّي في كتابه الكريم ومن خلال سنّة نبيّه عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم..

ولأنّ الله بنا رحيم، فقد هدانا كيف نعبده.. فالحمد لله لم يترك الأمر اجتهاداً من الناس كل يعبد على طريقته.. فالسبيل الصحيح أن نعبد الله كما أمرنا في القرآن وأن نعبده على المنهج الذي بيّنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوح من غير لبس.

ولأن الدين اتّباع، فإنّه لا نقاش في ما أمرنا الله به في الكتاب والسنّة النبوية.. ولا نقاش في ما نهي عنه.. فإذا ما أمرنا بالصلاة على هذه الهيئة صلّينا بغير جدال.. وإذا ما أمرنا بالصيام والزكاة والحجّ على هذه الهيئات نؤدّي العبادات كما أمرنا ولا مجال لما ورد فيه مثل هذه الأمور وهي أمور غير مطروحة للنقاش لا في وجوبها ولا في كيفيّتها بل نقوم بها كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

نعمة العقل التي وهبنا الله إياها إنما أنعم بها علينا لنتفكّر في العبادات ولكي تكون لنا الإمكانيّة لعمارة الأرض لا لنجادل في مسلّمات لا نقاش فيها..

ومن ذلك التفكّر في عبادة الزّكاة، التي فرضها الله تبارك وتعالى على العباد كلٌّ على قدر استطاعته..

حول فقه الزكاة وأهمّيتها وغير ذلك: فقه الزكاة من موقع الشيخ القرضاوي

مما دفعني للكتابة في هذا الأمر.. هو أنه بعد أن تتفكّر في فريضة الزكاة تجد أن أنها لم تفرض تعسيراً على المسلم على الإطلاق.. بل إنك بمجرد التفكير فيها تجد:

- أن نسبتها بسيطة جداً من مالك.
- أن الشروط التي وضعت لإخراج الزكاة يسّرت أكثر فأكثر.
- تمّ أنّك تجد أنه بعد هذه الشروط، أن من أهداف الزكاة ألا يظلّ مالاً راكداً لديك من غير أن يساهم في تنمية المجتمع.. فأنك إذا ما صرفت مالك كله قبل أن يحول عليه الحول - في استثمارات.. تشغيل شباب.. صدقات.. مصاريف شخصيّة.. تنمية - لن تجب عليك الزكاة.. ولكن الزكاة على من مكث المال عنده بغير أن يساهم في اقتصاد المجتمع.. وكأن الهدف أن تستمر التنمية في مصارف الزكاة باستمرار بهذه النسبة البسيطة جداً من مالك..

وبالتالي فاللزكاة بعد اجتماعي تنموي غاية في القوّة - غير أنك في المقام الأول تبغى بها رضا الله تبارك وتعالى - أنها تساهم في بقاء المجتمع في حركة تنموية وشغل دائم.

وكذلك فإنها تجبرك أن تصل بيدك للفقير فتراه وتشعر به وتعلم أنك لا تعيش وحدك..

التفكّر في العبادات يصل بك لحمد الله على نعمة الإسلام، وحقاً كفى بها نعمة..

هذا هو ديننا الذي نحمد الله على الانتساب له، والذي نأمل أن يستخدمنا الله في نصرته..

أوصي نفسي وإيّاكم بعدم التباطؤ أو التكاسل في إخراج مال الله في ميعاده.. واعلم أن هذا حقّ الفقير عليك فأنت لست بمتفضّل به.



الاثنين، مايو 17، 2010

الخبر اليقين حول تامر أمين.. وتلولو الهوانم في شأن علا غانم


أمس.. استضاف السيد تامر أمين في "مصر النهاردة" الممثلة علا غانم التي اشتهرت بالشفتشي وكله على كله.. وخطفاً شاهدت خلسة من الحديث الذي دار بينهما بخصوص الجرأة في الأفلام والسينما النظيفة إلى آخر ذلك من الإسفاف..

الذي استوقفني - هو مش المفروض يستوقفني - هو ردود الممثلة الصائبة المميتة على كل التثبيتات التي يحاول تامر أمين تثبيتها بها بمنتهى المهارة واللياقة حتى أن الرجل انقعر ومنع عن الردّ.

يسألها ماذا عن الانتقادات التي وجّهت لها حينما ارتدت - ولمؤخذة - البكيني ؟؟

ردت في منتهى الموضوعية والمهارة الفائقة.. على فكرة أنا في الطبيعي في حياتي الشخصية مش بلبس بكيني.. أنا عادة بلبس كاش مايوه ولا حاجة.. لكن في الفيلم دي مش علا اللي لبست بكيني.. دي الشخصية في الفيلم..

أوفففففففففففففففففففففففففف.. ياللرد الموجع والمفجع والصاخب.. إيه ده.. ما هذه الرزانة.. فعلاً اللي بتطلع مش هي.. ده الدور يا جماعة.. طب هي تعمل إيه يا جماعة.. وبعدين البنت ما أذنبتش.. ماهي في العادي بتلبس كاش مايوه.. يا سلااااااااااااام..

ثم يسألها تامر أمين.. هل تعترفي بمفهوم السينما النظيفة ؟؟

تقول.. مابحبش المصطلح ده..

أكيد ما هو فاقد الشئ لا يعطيه أو لا يحبّه أحياناً..

ثم يظهر لنا تامر أمين بمهارته الفائقة - من غير أن يحرج الضيف - أنه مخالف لرأيه وأنه من المدرسة المحافظة.. في "هينت" في آخر الحلقة كما عوّدنا.. مثلما عمل مع جمال البنّا محلل القبلات والسجائر في نهار رمضان وإمامة النساء للرجال قشطة بيس يعني.. بعدما يستضيف الرجل ويحدث من البلبة ما يحدث، أو يستضيف القطّة ويحدث من الفتنة ما يحدث.. يعود فيقول.. أنا أختلف معك ولكن كل واحد له رأيه..

مادام الهدف إنك تقوللنا كل واحد له رأيه.. بتستضيفه ليه ؟؟.. ماحنا عارفين آراء جمال البنّا الشاذّة التي قالها في أكثر من موضع.. وعارفين أخلاق واحدة زي ديه..

ألسبق إعلامي زائف ؟؟ أم حبّاً في التوهان ؟؟

الأربعاء، مايو 12، 2010

تمديد حالة الطوارئ.. احتياطي لأجل أي طارئ


وافق مجلس الشعب المصري على القرار الجمهوري بمدّ حالة الطّوارئ، وبالتالي الحقّ في تقييد حريّات من يشتبه في انتمائهم لأي فكر إرهابي أو من ينتسون لتجارة المخدرات.

والجديد، أن المدّ اقتصر تطبيقه على الإرهاب وتجارة المخدرات.. يعني لن يتم تطبيق القانون إلا في الإرهاب والمخدرات.. يعني يتم الإفراج عن كل معتقلي قانون الطوارئ بغير تهم الإرهاب والمخدرات بقوة القانون - كما قال غضنفر البرلمان أحمد فتحي سرور - بأسلوب وطني حماسي قافش.. ذكّرنا فيه بالعهد الكاريزمي القديم..

ووسط تصفيق من أعضاء المجلس، وصيحات التأييد من النوّاب، لاستقدام عصر الحرية.. من غير طوارئ.. غير في الإرهاب والمخدرات.

ويطلع المحتكر الكبير أحمد بك عز، ليؤيّد وليعلمنا أننا في طفرة غير مسبوقة.. ويتحدث بلسان المعارضة.. أنها أقل حدّة حيال الأمر.. يا سلام عليك انت يا بتاع حديد عز يا أبو الخوازيق يا عالمي.

وكلنا يجب أن يعترف.. أننا في ظل قانون الطوارئ، لم نشهد أي عمليات إرهابية.. لا في التسعينيات.. ولا في طابا ولا شرم الشيخ ولا الأقصر ولا أي مكان..

وكذلك علينا الاعتراف، أنه بفضل قانون الطوارئ لم يعرف أولادنا البانجو ولا الكوكايين ولا الكيف بشكل عام.. وأن سوّاقين الميكروباص لدينا في قمة الفوقان، وكذلك سوّاقين اللوري.. حتى منذ تطبيق قانون الطوارئ وقلت الحوادث على الطريق لأننا به نمنع الحوادث قبل وقوعها.

والضمانات موجودة.. ولن يتم توقيف أي أحد وتفتّش خصوصيّاته وتقيّد حركته إطلاقاً مطلقاً تماماً.. إلا للاشتباه بالإرهاب أو المخدرات..

يا سلام يا سلام يا سلام..

الأربعاء، مايو 05، 2010

يا تليفزيون يا




شهد التليفزيون المصري طفرة في أسلوب تقديم البرامج وفي الـ"جرافيكس" والـ"حركات" التي تكون ما بين الفواصل.. وشهد كذلك تخلّيه عن المذيعات "اللي في النّص" الذين كانت كل مهمتهم أن يقولوا: البرنامج اللي جاي هو كذا.. ففطن التليفزيون المصري أنه لا ضرورة لذلك خاصة بعد أن تمكنوا من كتابة الحروف على الشاشة..

شهد كذلك التليفزيون المصري طفرة غير مسبوقة إذ أنه أصبح من غير الضرورة أن يكون أول أخبار نشرة الأخبار عن الرئيس حسني مبارك، وكذلك - حسبما تابعت - أنه لم يعد من الواجب عرض فيلمي: الناصر صلاح الدين وعنترة بن شدّاد يوم عيد ميلاد حسني مبارك.. وأكرر هذه طفرة غير مسبوقة إذ أن هذا الأمر كان المسلّمات التي لا ينكرها جاحد يعيش في مصر.. بالمناسبة كل سنة وسيادة الريس بصحة وعافية كده وزي الفل.. وكل سنة والناس بتبعتله برقيات تهنئة كده عشان عيد ميلاده بها من النفخ الأسطوري ما يدخل في موسوعة جينيس للنفاق العالمي.. ومصر اليوم في عيد.. حقيقي يعني.

كذلك فإن أخبار القناة الأولي أصبحت أكثر دقة وقوة وتغطية للحدث، في حين أن قناة النيل للأخبار - اللي هي أساساً بتاعة أخبار - لا تخلعها من قدمك ولا تزال تعيش في غيبوبة لا علاقة لها بأحداث العالم.. حاجة بؤس.

وشهد التليفزيون المصري كذلك طفرة في المذيعات اللي بيقدموا النشرة الجوية الحقيقة.. أنا مش عارف يعني الواحد المفروض يروح فين.. اللبس لا علاقة له تماماً بفكرة تقديم أخبار.. طب نكش الشعر وضربه في الخلاط وخلاص ألفناه - وهو خطأ - بس مش دي النقطة دلوقتي.. لكن بقية اللببس لبس سكرتيرات شركات انتاج فنّي يعني مش كده ياخوانّا الشباب يعني.

يجب أن يراعى أن جهاز التليفزيون يدخل كل بيت.. عشان كده كان في تحفّظات دايماً على أي مادة تعرض على شاشة التليفزيون.. لازم تكون محترمة.. عشان حيشوف الكلام ده رب الأسرة والأم والولد الصغير والبنت والأخت..

أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الرذيلة في المجتمع التليفزيون، وكذلك في انتشار ثقافة القبح.. ما لم يكن مألوفاً لأعين الناس أصبح مألوفاً لهم وبشدة وأصبح الحديث فيه عادي جداً وكله بسبب التساهل وغياب الرقابة على المصنّفات التي تعرض على شاشات التليفزيون..

طبعاً السينما خرجت من الموضوع ده من زمان وبقت خلاص لا يمكن البتّ فيما يعرض فيها ولا الجدال فيه.. لم يعد هناك سقف لما يعرض على السينما فدي خرجت من المعادلة من زمان.

فياريت بس شوية الناس اللي فاضلين اللي عندهم دم.. يخلوا بقى عندهم دم ويراعوا ربنا وضميرهم فيما يعرض عشان خلاص كده أوفر (بفتح الفاء ونطقها v )

الأحد، مايو 02، 2010

أسلوب التقشّف من غير التكلّف


بما أنني في مرحلة محاولة بيع السيارة الأسطورة الأوبيل كاديت الفريدة من نوعها، وبما أنني - بفضل الله - ابتعت سيارة أخي الكورولا ستة وتسعين.. فإنني في مقارنة مستمرة بين السيارتين.

فإلى اللحظة لازلت أركب الكاديت في بعض الأحيان لما تكون الكورولا في ركنة لا تعوّض والمشوار لا يستحقّ تحريك السيارة من الموضع المميّز.. أو حينما أستخدمها في مشاوير العمل لما أفرهد من ملء البنزين للكورولا وغير ذلك.

وهذه التجربة أرغمتني على المقارنة بين السيارتين.. دعك أنه لا مجال للمقارنة.. فهذه سيارة من الجيل العتيد الذي عانى الأمرّين وصمم لتحمل القسوة.. وصمم ليعلم قائد السيارة أن القيادة ليست أمراً هيّناً وأنه ليس من الذكاء أن تقود السيارة في كل صغيرة وكبيرة.. فعليك أن تفكر في رياضة المشي وكيف أنها مفيدة لبدنك وللقلب.. والأخرى من جيل الباور ستيرنج والتكييف والسنتر لوك والراحة والأنتخة.. موديل ستة وتسعين ممن تربّوا على الحجر وتناولوا أشهى أنواع البنزين من الإثنين وتسعين والمياه الخضراء للتبريد..

ركوبي للكاديت في مشاوير العمل في عز الحرّ يساعدني على الاستمتاع بالتويوتا في ذات المشاوير.. فلمّا أركب التويوتا تهون كل المصاعب الخارجية التي لا يد لي فيها.. زحمة السير وغباء المرور والسباب وغيره.. ومالي ومال زحمة السير إذا كنت في سيارة مكيّفة أستمع للراديو أو الكاسيت غير عابئ بتناحر روّاد الشارع من الناس.. ويتبلور هذا الإحساس إذا ما كنت راجع من مشوار العمل.. فوقتئذ لا أضع في ذهني حتى هموم العمل نفسه أو قلق اللحاق بالميعاد.

بالك لو أني لا أركب غير التويوتا.. لعلي أفرهد من الزحام ومن غباء الناس.. وسأعيش الأحداث الشوارعية زيادة عن اللزوم.. وسأفكر في أمور لا ينبغي التفكّر فيها.. سأركّز في كيف أصل في أقل وقت وكيف أفادي الزحام وغيره..

وهذا لأني سأكون قد ألفت الرحرحة والأنتخة والتكييف والأوتوماتيك.. وهذا طبع الإنسان.. إذا ما حقق الراحة في أمور ما اعتادها وما سكت عن الفرك حتى يكفّي نفسه بغيرها من الأمور..

هيييه.. يا ترى حعمل إيه من غيرك يا أوبل..