الأربعاء، يونيو 30، 2010

ع القهوة - كلمات سامح خيري، تلحين وأداء حمزة نمرة


شباك وطالل ع الشوارع والبيوت

ناسها تشوفها تحبها ف قلبك تفوت

زي التاريخ جاية بتشهد ع الحارات

جدرانها شايلة حكاوي من الزمن اللي فات

صوت دندنات السهرانين أُمرا وغلابة

وبيت مضلل ع الغريب زي السحابة

القهوة عِشرة وجيرة ومشاريب ع الحساب

او فضفة من القلب بين اتنين صحاب

القهوة خلق بتحكي ف ميت مليون حوار

صوت ضحكها يكسر مرار الانتظار

القهوة مش يأس وطموح فاتو الزمن

ولا هي وقت بينقضي من غير تمن

عالقهوة ناس قاعدة تدوق طعم الوطن

عالقهوة ناس قاعدة تدوق طعم الوطن


http://www.youtube.com/watch?v=Pgdy3TeYDkY

المغفّل - أول ما لبست نضّارة


كان ذلك في أولى إعدادي..

وكنت لا أعرف أن نظري فكنت أظنّ أنّ هذا المستوى من الرؤية هو الطبيعي..

يعني أنه ليس من المفترض أن أرى البعيد بوضوح تام.. لأنه بعيد.. يكفي أن أرى ملامح بسيطة، ومفهوم أن تكون حدود الشكل غير موجودة.. ما هوبعيد.

وقس على ذلك في بقية قياسات الرؤية المعيشيّة.. يعني "لوجو" القنوات الذي يكتب أعلى الشاشة هذا.. قديماً كان "ق1 أو ق2 وهكذا".. عادي إذا ما كنت بعيداً عن التليفزيون طبيعي أن أراها مغشلقة مزغللة..

وظننت أن الناس كلهم كذلك.. إلا من أنعم الله عليه ببصر حادّ.

ولكنّ أخي - جزاه الله خيراً - لاحظ ذلك عليّ فطالما كان يطالبني بعمل كشف نضّارة، لأن الأمر لا يبدو طبيعيّاً.

فبعد المقاوحة، ذهبت بصحبة أهلي للدكتور.. وأنا مش مقتنع.. وكشفت نظر.

لتكون نتيجة الكشف -2.5 في كل عين، وسط ذهول أهلي.. طبعاً إلا أخي!

قمت باختيار نضّارة.. وحان يوم استلام النّضّارة.. وارتداء أوّل نضّارة في تاريخ محمد حيدرة.

أقل ما يوصف لما حدث لي هو.. الصدمة الحضاريّة!!

ما هذا.. أرى البعيد واضحاً وضوحاً جليّاً..

ما هذا.. الرجل الذي يمشي هناك أراه تماماً.. وأرى حركات يديه وماذا يفعل.. أليش هذا اختراق لخصوصيّته ؟؟!!.. بل يبدو أن مفهوم اختراق الخصوصيّة أوسع مما كنت أتخيّل بكثير..

ما هذا.. ألوان السيّارات واضحة وبشدّة.. البرتقالي برتقالي كما كنت أرسم..

ما هذا ؟؟.. "ق1" واضحة ودقيقة وجليّة..

يا سبحان الله.. وكأنّني كنت أعيش عيشة أخرى تماماً.. أرى الدنيا من منظار مختلف تماماً.

كتّر خيرك يا أحمد والله..

الاثنين، يونيو 28، 2010

المهندس والمجتمع والنّاس


يمكن اعتبار المجتمع المصري مجتمعاً عنصريّاً متناقضاً على نفسه في عدة شرائح، وعنصريّة المجتمع لا تقوم - لا سمح الله - على اختلاف البشرة أو الجنس أو الدين في الأساس، أو على الأقل ليس هذا ما أنشده هنا.. ولكنها عنصريّة اجتماعيّة.. يعني ينظر الناس للزبّال نظرة تربط بينه وبين الزبالة.. فهو زبّال شأنه شأن الزّبالة وفي الحقيقة من غير هذا الزبّال سنعيش كلنا في أمراض الدنيا كلها خاصة بعدما بلينا بشركة الزبالة - لا النظافة - التي ساهمت في قلب أنظف الأحياء إلى خرابات متنقلة.. كما أنه بما أننا بنقرف ننقل زبالتنا إلى الأماكن اللي المفروض شركات النظافة الحقيقية تجمعها منها يقوم بهذه المهمّة بدلاً منّا الزبّال..

كذلك ننسب السبّاك للبلاعة التي يعمل فيها وكأنه ولد فيها وأنها دائرته الانتخابيّة.. مع أنه عادي يعني هذا الرجل يعيش في بيت ومسكن وينام على سرير عليه فرش زيّنا مفيش حاجة.. وكذلك الفرّان واللبّان وغيرها من المهن الضرورية جداً في حياتنا ولكنه التعليم البايظ والدماغ البايظة.

التعليم البايظ الذي أوهمنا أن المجتمع عبارة عن مهندسين ودكاترة وقفل على كده.. على اعتبار أن بقيّة المهن هي درجة ثانية..

وقمة التناقض هنا، تجدها أنه مش معنى كده - لا سمح الله - أن المهندس أو الدكتور يحترم عادي جداً في المجتمع لا سمح الله.. لا عادي بالبرطوشة برضه طالما ليس له ظهر.. يعني كله بيقرّع على كله.. ولما تشوفه قلّه.

وعن المهندسين أتأسّى حينما أقول أنه في كليات الهندسة - الحكومة تحديداً - مهما بلغت من الرقيّ والتعقيد والصعوبة والذكاء والضغط.. إلا أنها نسيت أو تناست أو غفلت أو تغافلت أو حلقت أو تحالقت لعدة مهارات يجب أن تكون لدى المهندس - إذا كان من المنتظر أن يعمل مهندساً - ومنها القيادة والإدارة وفنّ التعامل وأسلوب الخطاب لمختلف الشرائح التي يتعامل معها والقدرة على الابتكار.

إسماً درسنا مادة للإدراة، وإسماً درسنا مواد فرعيّة.. ولكنها خوت من كل حقيقي وواقعي.. بحيث يخرج المهندس ليبصطدم بالواقع أنه لا يعرف كيفية التعامل مع الفنّيين أو المساعدين أو العملاء على اختلافهم أو الناس بشكل عام.. ليمكث فترة من الزمن كي يتعلم كيفية الخطاب مع الناس.. وليصطدم بأنه لا يعرف كيف يدير موقعاً أو مكتباً أو حتى يدير وقته.. ليأخذ هذا من نصيب خبرته.

فليست الخبرة انت بقى لك كام سنة شغال مهندس، ولكن الخبرة انت بقالك كام سنة شغال مهندس حقيقي.. ماهو نظيرك في أوربا والدول المتقدمة لطالما تخرج - وهذا ليس من قبيل عقدة الخواجة - ففي الغالب - إن لم يكن لعبيّاً فاشلاً - لديه القدرة على التخاطب مع الناس وإدارة الدنيا وهذا تعلمه من الاحتكاك الفعلي والمفاوضات الحقيقية التي عانى منها وهو في الكليّة.

فيخرج بيعرف يتكلم ويغبّر عن إمكانيّاته.. في حين أن الخرّيج هنا قد يكون لديه من المعلومات الفنّيّة ما هو كافي أي يزيد ولكنه لا يجيد التعبير عن نفسه فيسقط من نظر الآخرين.. فهذه خبرة يفتقدها المهندس المصري الطبيعي.

اللهم إلا المخلّصين.. الذين عرفوا كيفية تطوير أنفسهم خلال فترة الكليّة وهم ليسوا كثير.. والحقّ أن هذا من المفترض أن يتلقّاه الجميع ويكون الفارق بين الناس حينئذ كلٌ على قدر استيعابه وعلى اجتهاده في الأمر.. وقتئذ سيكون المتفوّق مميّزاً وقد علا مستوى الجميع إذ أنه من البديهي أن يتخرج المهندس وهو يعرف التعبير عن نفسه.. ويدري فنّ الإدارة.. وفنّ التعامل والتخاطب.

أرى أن العلاقة وطيدة بين نظرة المجتمع للفنّي أو السبّاك وبين سوء تخرّج المهندس وفقدانه المهارات الكاملة للتطوير من نفسه ومن المجتمع.. فمصر تخرج آلاف المهنسين سنويّاً والاقبال على كليات الهندسة منقطع النظير.. فحين أن الصنايعي لا يرى وأن الحرفة الآن أصبحت مفتقدة..

وبالتالي.. من كثرة المهندسين.. تجد كثير منهم يعملون في غير مجال الهندسة الحقّ.. وهو البحث والتطوير..

ليس من المفترض أن يعمل المهندس حرفة الفنّي.. إلا في أضيق الحدود.. لأن هذه في النهاية مهنة الفنّي الحرفيّ.. ولكن المهندس هو باحث مطوّر.. عينه يجب أن تكون سبّاقة وتحسّ كل فرص التطوير المتاحة.. على المهندس أن يرى السلبيّات على أنها فرص تطوير.. وهذا ليس الحال تماماً..

وما يغيظ.. تهكّم أساتذة الكليّات على نظام التعليم.. والسخرية منه.. وأنه يخرّج حميراً للمجتمع.. وأنك بعد تخرجك انت كده لسة مش مهندس!! طيب يا أخي ما تراه من فرص تطوير.. طوّره أنت!.. كن مثالاً..

أعط محاضرات إضافيّة لمن يريد الاجتهاد في أساليب الإدراة للمواقع أو إدارة الوقت مما تعلمته بالخبرة في حياتك.. إذا كنت ترى أن نظام التعليم يقتل الابتكار اخترع ما تراه مناسباً لخلق الابتكار في نفوس طلابك على الأقل في حدود مادّتك التي تدرسها.

أو لتصمت! لكن أن تتكلم وتتهكم وتشعر الطلاب أنك ياما هنا ياما هناك ثم تطبق نفس أساليب التحمير - أي عملية تحويل الإنسان إلى حمار - عادي جداً وبدم بارد.. فهي بحقّ جريمة.

العيب مش فيكو.. العيب في النظام!

هو النظام ده لوحده كده هوب اسكالوب بقى فيه نظام تعليمي فاشل ؟؟.. ولا النظام التعليمي قائم على الأساتذة دول.. إذا كان ليس من سلطات الأستاذ أن يغير في منهج التعليم بشكل كامل.. على الأقل يطبق في نطاقه هو.. وليكن مثالاً لغيره.

وتغيير صورة التعليم الفني وغيره من المهن المنكرة مجتمعيّاً لدى الناس سيزيد من اقبال الطلاب على التعليم الفنّي.. ويكن هذا مكمّل لذلك.. وبرضه في أوروبا والدول المتقدمة الاقبال على كليات الهندسة مش هو الأساس.. عادي يعني ممكن يبقى فنّي وشغال زي الفل وبيقبض ميت فل وأربعتاشر.. وش بعيد يكون أهم شخص في المؤسسة.. فنّي!

------------------------------------

العنوان مقتبس من أغنية: يا رب بلدي وحبايبي والمجتمع والناس والتي لا علاقة لها بالموضوع تماماً.




السبت، يونيو 26، 2010

أ و بـ ا مـ ا


وبعد مرور شويّة حلوين على تولي بركة حسين أوباما مقعد الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد طول انتظار بتولي شخص محايد يقف بجانب المظلوم في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.. حقق أوباما طموحات العرب - المتواكلين - لهم وقدم لهم كل ما يتمنّوه من أمنيات وزيادة..

فأوباما:

- جاء إلى القاهرة برغبته فخطب في العالم الإسلامي كما خطب بونابرت في أهل مصر، وأظهر ألفة مع الإسلام والمسلمين.. وقال السلام عليكم.

- عيّن أحمد زويل مستشاراً له في تأييد واضح للموقف العربي للقضية الفلسطينية، كما عين داليا مجاهد مستشارة له كذلك.

- بعث ببرقية شكر وعرفان وامتنان للمواطن المصري الأصل سمير نجيب إذ وضع هيكل التأمين الصحّي للمجتمع الأمريكي، في لفتة عادلة إنسانيّة خالصة.

- دعا إلى حظر الانتشار النووي.. وحصل على إثر ذلك بجائزة نوبل للسلام.

- قال إنه مينفعش الصراع العربي الإسرائيلي يفضل كده.

- شعر بالأسف لسقوط قتلى من أسطول الحريّة.

- تناول الجعّة مع رئيس الوزراء البريطاني كاميرون عقب لقاء أمريكا وبريطانيا في لفتة إنسانيّة خالصة رقيقة.

هنيئاً لنا بأوباما عميد حكّام العالم، وناصر الفقراء ونصير الضعفاء ومهلك الأشقياء ومكيد الخبثاء..

ماذا تتوقع من أوباما غير ذلك ؟؟ وهل تلومه على ذلك ؟؟

لا أتوقع من أوباما أي شئ غير ذلك، ولا ألومه على ذلك بل ألوم أقواماً عقدوا عليه آمالاً كبيرة وهو ليس أهلاً لها ولا يجوز أن يكون أهلاً لها وعلينا أن نفيق ونعمل بالمقصود من الآية:"إنّ الله لا يغيّرما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم"



الأربعاء، يونيو 23، 2010

الورقة المصريّة.. وكرّاسة الشروط


قبل كل شئ فإنه لا مساند للقضية الفلسطينية من العرب والمسلمين كدول وأنظمة غير مشاعر وأحاسيس أحياناً تترجم سياسيّاً لبعض المبادرات التي لا ترقى للدعم الكامل في وجه العدو الصهيوني.

وإن كان يوجد اهتمام من بعض الدول، فلا أراه اهتماماً خالصاً لله في لله.. واهتمام مصر بالقضية أمر حتمي وواجب عليها ولو كانت لا تفكر إلا في نفسها كما هو الحال الآن.

مصر مهتمة أن تكون الأوضاع بجانبها مستقرة.. وهي - مرغمة - ضمن خطة الشرق الأوسط الكبير الأمريكية، تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة كما تخدمها جميع الدول العربية وأولها دول الخليج..

بل يزيد أن من دول الخليج - م الآخر دولة قطر - من يتعاون بشكل رسمي وعلني مع الكيان الصهيوني فيما لم تصل إليه مصر بعد من تعاون.. فمصر تتعاون مع الكيان الصهيوني في إطار سياسي لكي تظل الأوضاع كما هي.. وخلاص!، ولكن لم يتطور الأمر لتبادل زيارات رئيسي البلدبن، أو التعاون الشامل في شتى المجالات.

بل إن تأسيس بعضاً من الدول العربية لا أصل له أساساً ولا جذر.. وهنا م الآخر دولة الأردن.. من أكبر حلفاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة.. وتوالى على حكمها حاكم تلو الآخر من كان همّه تثبيت عائله على كرسيّ الحكم حتى ولو ضحّى بالقضيّة تماماً.. وربما يعلن ذلك على الملأ ولا يبالي.. كما فعل الملك حسين حينما ذهب بنفسه لإسرائيل ليبلغ بوقوع حرب أكتوبر مبرراً أنه كان يخشى دخول مملكته في حرب لا شأن له بها.. ولا عجب في ذلك إذا كان أساس تكوين الأردن أن تكون فاصلاً بين المملكة السعودية - أراضي الجحاز - وإسرائيل بحيث لا يضغط الشعبين على حكامهما لتصعيد حرب دينية بين البلدين.. فقال يعني كده لهم حجّة.

فيعني م الآخر كله في الألسطا لئلا نزايد طرف على آخر لمجرد أنه كثير الجعجعة..

ومما تورطت فيه مصر - والأحرى أن نقول أن هذا واجبها ولكن الواقع أنها متورطة فيه - قضية المصالحة بين الجانبين الفلسطينيين.. حماس وفتح.. وما يؤكّد تورّط مصر في المصالحة بغير إرادتها هو أنها تريد تفرض شروطاً على طرف من الأطراف واحلق لنفسك ده اللي عندنا..

بعد جلسات المصالحة الفلسطينية التي تمت في مصر ليل نهار كل يوم سأمت مصر من عدم الوفاق الفلسطيني.. فقررت طرح كراسة شروط على الجميع أن يلتزم بها وألا يبدي أي تحفظ على أي بند من بنودها.. م الآخر.

ربما يكون الكلام هنا مقبول إلى هذا الحد.. ما هو لازم نخلص.. ولكن أن تكون هذه الكراسة منحازة تماماً لطرف من الأطراف وشروطها هي بالكامل ضد حماس.. تلغي تماماً.. وهذا بالتأكيد بعلم أمريكا.. إذاً فلا داعي لطرح الموضوع أساساً..

يعني مش الهدف إننا نطلع حماس هم اللي الإرهابيين الظلمة.. إذا كان الهدف هو المصالحة الفلسطينية وتضميد جراح الأمّة.. فعلى الورقة أن تكون عادلة ولا تدخل فيها حسابات لقوى أخرى في المنطقة..

فعلى حماس ألا تستمع لأي قوى أخرى في المنطقة غير الصالح العام..

وكذلك على فتح ألا تستمع لأي قوى أخرى في المنطقة غير الصالح العام.. وعلى الإثنين ألا يتعاملا من منطق أنهما فريقين.. في النهاية ما فتح وما حماس ؟؟ كلها مصطلحات وأسماء في النهاية هما مسلمين فلسطينيين عربيين..

لكن لعبة المصالح والأجندات لها كلمتها.. للأسف تكون الأولى والأخيرة..

أحياناً بعدما نرى أن الفريقان قاربا على الصلح مرة واحدة يطلع خازوقاً يدمر كل جهود المصالحة بين الطرفين.. هذا لأن الطرفين - أحدهما أو كلاهما - يسمع لقوى خارجية ولا يتحرك إلا بناء على توجيهاتها وإلا نزعت عنه هذه القوى دعمها.. ومالها.

بالتأكيد لو كان الصالح الفلسطيني هو الأساس في المفاوضات لكان الأمر حلّ منذ فترة.. ولكنها التبعيّة العمياء والجري وراء الدعم..

ثم تأتي مصر.. وتطرح ورقة هي الأخرى تخدم أجندات خارجية ويإما كده يإما بلاش.. وكأن مصر ترتدي عباءة المقاولون العرب حينما تطرح كراسة للشروط التعديل فيها ممنوع وإلا رفض عطاءك..

حماس ليست مقاول يريد التقديم للفوز بعملية شراكة الحكم.. ولا فتح مالك القضيّة.. ولا كانت مصر الاستشاري مثلاً..

الأحد، يونيو 20، 2010

الثانويّة العامّة.. وانتظار الطّامّة


أعصاب متوتّرة.. شدّ في كل مناطق الجسم.. حرقة دمّ.. إحساس بالمؤامرة.. خوف من بكرة.. قلق.. قضم أظافر.. اكتئاب.. بوهيميّة في الأداء.. أشعث.. أغبر.. إلى الحد أن الأمر قد يصل إلى التخلف العقلي.

هذه الأعراض ربما نتقبلها إذا ما سمعناها عن مذنب ينتظر تنفيذ عقوبة الإعدام مثلاً.. أو رئيس جمهوريّة بصدد اصدار قرار ممكن يودّي البلد في داهية مثلاً.. لكن ما لا يمكن تصديقه.. أن تكون هذه أعراض واحد مستنّي امتحانات الثانويّة اللي هي فاضل عليها شهر مثلاً!!!!

ولمّا كانت هذه أعراضه قبل أن يحتكّ بالامتحانات بشهر.. فطبيعي حينما يصطدم بها أقل واجب انهيار عصبي!!

ولمّا تجد أن هذه الحالات ليست فرديّة.. وأنها منتشرة على مستوى الجمهوريّة تقريباً.. إذاً فحتماً المشكلة ليست في الطلاب أنفسهم.. ولكن فيمن يهوّل ويضخّم ويصعّد من فكرة الثانويّة العامّة.

أذكر أنه في سنة من السنين، وصل الأمر للانتحــــــــــــــار!!.. يعني الطالب هانت عليه نفسه وضئلت الحياة في عينه ورأى أنه لا قيمة لها لأنه معرفش يجيب مجموع!!!

ياخي مانشالله ماجاب مجموع..

الأمر مستفزّ لدرجة ليست طبيعيّة.. حقيقة.. كل عام يمرّ ونعيش فيه صرخات وبكاء وعويل أهل الثانويّة العامّة وأنا يترسّخ لديّ الاعتقاد إننا فعلاً وبحقّ ومن غير جعجعة فارغة أو مزايدة.. راجعين لورا.. وفي منتهى السرعة.

لا أعرف دولة في العالم.. يحدث فيها ما يحدث في مصر بشأن الثانويّة العامّة.. ولطالما تساءلت لماذا دائماً الفرصة في مصر.. فرصة واحدة فقط!!.. إما أصبت.. وإما انتهى أملك في الحياة الكريمة التي كنت تنشدها.

يعني.. طالب يرى في نفسه الأهليّة أن يكون مهندساً.. فدخل قسم علمي رياضة.. ولكن تعثّر في المواد التي لا علاقة لها بالهندسة.. أو حتى يا سيدي تعثّر في مواد هندسة.. خلاص كده.. بالسلامة راح كل شئ!!.. لم يعرف الوصول لكلية الهندسة ولا سبيل له في إعادة السنة مثلاً لا سمح الله.. لأنه لو عادها يبقى ضاع من عمره سنة.. والناس تسخر منه ويشعر أنه في طريق.. والعالم كله سبقه فيه.

خلاص هي فرصة واحدة.. يعني قمة الظلم.. لا ومش مثلاً فرصة واحدة يساعدك فيها.. ولا يحترم مخّك فيها.. ولكنه الدّسم والحشر والنفخ.. وعليك أن تتذكّر الكلام بالحرف وإلا شطب المصحح - الذي يصوّر وكأنه أمّنا الغولة - على كل ورقة الإجابة.. يجب أن تكتب بالنّص حرفيّاً ما ورد في الكتاب المدرسي - أو ما لخّصه لك المدرس الخصوصي - وإلا ظنّ المصحح أنّك جايب كلام من برّه المنهج!!!!

كأنه مفروض على الطالب أن يجمّد فكره، ويحبس أفكاره.. ويتحوّل إلى حمـــار كبير.. لا يفقه شيئاً.. ولا رأي له في الحياة العامّة.. إلى الحد أنه كان أحياناً شبه يملى على الطالب في سؤال التعبير ماذا يكتب !!

يعني حينما يكون سؤال التعبير.. مثلاً.. تحدث عن الخصخصة وأثارها الإيجابية على المجتمع تحت قيادة الرئيس مبارك وكيف وأنها ساهمت في لحاق مصر بالركب العالمي، أو اكتب قصّة نهايتها: وكان ذلك جزاؤه لأنه أدمن المخدرات ولم يستمع لنصائح وزارة الصحة تحت رعاية الوزير الجبلي.. ياخي افرض واحد ضد مبدأ الخصخصة أساساً.. رأيه فيها أنها تطبق في بيع أصول البلد.. مثلاً.. أو يرى أن انتشار الإدمان سببه تهاون الدولة في المقام الأول.. لكن إزاي بقى ؟؟؟.. كده المصحح حيقول ده جايب أفكار غريبة من برّه.. ومش ملتزم بالمنهج.. الله.. ده يبقى واخد درس بقى!!

لتتحول الثانويّة العامّة من نظام توجيهي يهدف إلى توجيه الطالب حسب قدراته للجهة التي ينمّي فيها مهاراته، إلى كتلة من الغباء يدخل فيها الطلاب من ناحية.. يخرجون حميراً من الناحية الأخرى.. وليصطدموا بالواقع الأليم في الخارج.. فيعلموا أنها في الآخر.. مش فارقة.. وأنه اللي بيفهم هو اللي بيشتغل.

نشرت صورة في الأخبار بعد امتحان التفاضل للثانوية العامة لأم وابنتها.. وكأنهما فقدا عزيز لديهما.. يلبسون الأسود ويصرخون بكاءً وعويلاً.. فأيّ عرف هذا ولا في أي مكان بالعالم يحدث هذا..

بي قناعة أن استمرار وجود نظام الثانوية العامة بهذا الشكل المرعب للأهالي والطلاب هو نوع آخر من أنواع الإلهاء للناس.. ما هو لو التوجيهية في مصر أصبحت كما هي في العالم كله مرحلة انتقالية بسيطة زي خلق ربنا في العالم كله.. وليست من أهل الفرصة الواحدة.. الناس سترتاح.. وأعصابها ستهدأ.. وستختفي الدروس الخصوصيّة.. وبعضٌ من الاستقرار سيحلّ على الناس.. فلمّا يستقرّ الناس سيفكرون في ما هو أسمى من الأهداف.. الحقوق السياسية.. العدالة الاجتماعيّة وغير ذلك.. طب وعلى إيه بقى ؟؟!! لينهمك الناس في هذه المهازل التي لا علاقة لها بالواقع الخارجي ولا بنمط العمل في مصر ولا بأي حاجة في أي حتّة..

مسألة التعليم في مصر قضيّة أمن قومي.. كيف تفهم هذه العبارة ؟؟

الخميس، يونيو 17، 2010

الكرش والجناب


أيها الرشيق الرفيع الذي لا دهن فيك..

يا من يظنّ أنه لا سبيل للكرش إليك..

يا من يظنّ أن الجناب لن تصل إليك..

اعلم أنك مخدوعٌ مغبون..

طول عمري رفيع، أظن أنه لا مجال لتكوين كرش في معدتي.. وأعتقد أن جسدي غير قابل للتخن.. فآكل ولا أتخن.. وآكل ولا أتخن.. أدبّ ولا أتخن..

ولكني غفلت عاملاً مهماً أساسياً.. وهو الحركة..

فعلى الرغم من أني مواظب على لعب الكرة أسبوعيّاً.. إلا أنه يبدو أن قعدة المكتب، والاعتماد على السيارة في كل مشوار أثّر فيّ كثيراً.. وسهّل من مأمورية تكوّن كرش ماكر.. فأصبح لي معدة.. وتخنت!

كما أنه بدافع التفاعل الاجتماعي في العمل.. فألهط أكلاً دليفريّاً شبه كل يوم.. إشي فطير إشي ولعتين إشي كووك دوور.. وهذا الطعام أحسب أنه لا فائدة له تماماً غير المساعدة في تكوين الكرش.. أو الملقّب بالعزّ.

والفكرة أنه يكبر ويزيد كلما مرت الأيّام.. ولذلك فأخشى على نفسي أن أضيف وحدة جديدة من وحدات النموذج المصري للرجال.. أصحاب الكروش.. ومؤيّدي مقولة: عمر ما الكرش يعيب راجل.

يجب أن أقف مع نفسي وقفة..

وقفة يا حاج.

لعلي لا آكل من الدليفري وأحاول الحفاظ على تناول وجبة إفطار في البيت - زي آي بني آدم محترم - فالمشكلة ليست في كوني آكل ولكن المشكلة في أكل الدليفري.. أبو سمنة وزيت..

ومن خلال هذه التجربة.. فإني أحذّر إخواني.. وأخواتي برضه.. من الكرش وسنينه.. ألا يحوم عليكم فينتصر.. فإنه لا أمان له.

وإلى إخواني أصحاب الكروش القديمة.. تعالوا معاً ضد تنامي وتعاظم كروشنا.. ولنقف وقفة رجّالة.

شكراً..


الأربعاء، يونيو 16، 2010

الشاهد في قضيّة خالد


بعيداً عن ملابسات القضيّة نفسها وما إذا كان الرجل مدمناً أو غير مدمن.. فإن تناول الإعلام للقضيّة وتعامل الداخليّة هو ما استفزّني حقاً.. ولازال النظام يتيخيّل أنه يمكنه الضّحك على النّاس.

الفكرة أنه على النظام أن يفهم أنه ليس معنى أن الناس لا رد فعل لها حيال أمر ما أنها لا تفهم حقيقة الأمر، أو أنه يمكن الضحك والاستخفاف بعقولهم.. فالفكرة ليست أن الشاب مدمن أو غير ذلك.. الفكرة أنه تعرّض للضرب حتى الموت بغير حقّ وبدون أي مبرر.. هكذا.. لمجرد ضلوعه مع الشرطة في مشكلة ما.

وتناول الإعلام لهذه القضية وبيانات الداخليّة حيالها هي أكثر ما استفزّ الناس.. منها انتقاد مسئولي الداخلية لتغطية الإعلام للقضيّة.. وهو أمر غير مفهوم.. ما معنى ألا يغطي الإعلام مثل هذه الأمور غير أنها رسالة واضحة أن الإعلام ليس إلا للهلس والأفلام والمسلسلات الرخيصة..

والكذب بشأن تأديته للخدمة العسكريّة.. وتلفيق تصريحات لوالدته لا شأن لها بها.. هذه هي الكارثة الحقيقية.. أنه لازالت الحكومة تظنّ أنها يمكنها الضحك على الناس والاستخفاف بعقولهم..

خلاص الآن أصبحت التغطية الإعلامية أمر سهل للغاية.. الموبايل أبو كاميرا.. صوّر.. ارفع على اليوتيوب وشرّد للعالم كله.. إلى الحدّ أن القضيّة وصلت أصداؤها لأمريكا.. والعالم.

وأن تدّعي الشفافيّة وأنت عار منها تماماً، هذه هي الكارثة.. يعني لما يطلع علينا السيد تامر أمين - اللي خلاص جبت جاز منه - فيقول أنه لن يأتي في صفّ أي رواية من الروايات ثم يستطرد فيقول أن رواية وزارة الداخليّة الأقرب إلى المنطق فيستطرد مستهزءاً بالقصّة ويشبه القتيل باسماعيل ياسين في فيلم ابن حميدو لما أكل المخدّرات.. ويقول أنه في موقف محايد.

استهزاء بمشاعر الناس وعدم تناول الموضوع بموضوعيّة.. إذا لم تكن لديك الإمكانيّات الفنّيّة أن تكون محايداً، وينازعك ولائك للحكومة فيعيمك عن الحياديّة التي تزعم أنك تنتهجها.. فلا تتحدث بالأمر.. واقض ما أنت قاض في أزمة المحامين أو رغيف العيش.. فوقتئذ لن تضطر لموالاة أحد على حساب أحد.

ويتبعه خيري رمضان فيعلنها صراحة انحيازه التام لموقف الداخليّة، بل وتكريم أهل الفيديو أصل المشكلة ووصفهم بالأبطال.. والتأويل المطلق لصالح الداخليّة..

إلى أن وصل الأمر لمسامع أمريكا الأم فغضبت وصرحت أنه يجب محاسبة المسئولين عن هذه القتلة البشعة.. فيأمر النائب العام بإعادة تشريح الجثّة.. وهذه هي الطّامّة الكبرى.

أوننتظر الضوء الأخضر من أمريكا للبتّ الحقيقي في شأن مقتل مواطن
مصري في مصر ؟؟!!

وقع ذلك عليّ كان أقوى من الجريمة ذاتها، فالجرائم كل يوم وعرضة أن تحدث.. لكن التهاون في حق أبنائنا هو أساس من أساسات المنهج الفاسد.. وهذا ليس تهاوناً في حقّ أبنائها بالخارج مثلاً فهذياً نقول لا حيلة لنا.. بل إنه تهاون في حق أينائها على أرض مصريّة.. ولم نتحرّك إلا بعد أن وخزتنا أمريكا.

أمريكا تلومنا - كذباً - أننا لا نطبق العدل على أبنائنـــــــــــــــــا.. ونحن نتقبل التدخل في شئوننا بهذا الصدد..

نفس الفكرة في قضية رشوة مرسيدس العالمية بعد أن علم كل مسئول مرتشي في كل دولة بالعالم حدثت فيها هذه الرشوة إلا مصر وعتّم على الموضوع تعتيماً أهتماً.. اليوم وبعد انكشف كل شئ.. يرسل النائب العام المصري لأمريكا للاستفسار حول رشوة مرسيدس.

اللهم أصلح الحال بنا.. استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين.


الأربعاء، يونيو 09، 2010

كتاب الأغاني للحيدراني


ذوقيات المجتمع في تدني، وأخلاقه في انحدار مستمرّ..

واضحة أوي يعني مش محتاجة نباهة..

كما أن اللغة تلطّخت بالقبح.. والسفالة أصبحت أمر مألوف.. وللأسف غير مستنكر، كما أن العيب لا يقال له لا.. وربما يعاب على الصالح المصلح تدخّله فيما لا يعنيه.

وأكبر محرّض على القبح وانتشاره - عادي خالص - بين الناس هو الإعــــــــــلام.. ما بين تليفزيون وسينما.. وأغاني.. حتى أنه انتشرت أغاني محرّضة على الكيف والمخدّرات وإن كان ظاهرها ماتعملوش كده..

كالذي يقول: شربت سيجارة بنّي.. حاسس دماغي بتاكلني.. قاعد في الحارة بسقّط.. والغسيل عمّال بينقّط، ثم يصرخ فيقول: ياني ياني ياني.. مش حعمل كده تاني.

هي في باطنها محرّضة للكيف والمزاج أو على الأقل تليين الدماغ تجاهه.. عادي يعني يمكن تجربته.

ثم الذي يقول: شربت حجرين ع الشيشة.. ع الشيشة.. ع الشيشة.. محتمل يكون نفس المطرب الذي يبدو أنه لفّ ودار وطار وفات على كل أنواع المكيّفات ثم استفرغ ليتحفنا بتجربته الثريّة بالإسفاف.

لا تحقّرنّ من تأثير مثل هذه الأغاني.. فهي تقوم مقام الكيف تماماً ولكن في شكل هستيري.. هذا، وحينما يتّحد كيف الأغاني مع كيف المستكيّف المعتبر يكون التأثير دوبل.. والسلطنة مباشرة على الدماغ.. بالإضافة إلى الوهم النفسي فيعيش أحدهم انسجاماً يغيّبه عن أيّ حاجة في الدنيا.. بيته.. أسرته.. عائلته.. بلده.. بين جه ومين راح.. مين وقع ومين فاق.. يهرب من واقعه الفاشل وخلاص!.

ثم يأتي صنف آخر من هذا الهزل وهو جاب م الآخر تماماً بمعنى أنه لجأ إلى السبّ والقذف في الأغاني.. كالذي يقول:

أبو أمّك.

نعم بالضبط كما قرأت.. هكذا أبو أمّك..

مهما حاول كاتب الكلمات التبرير أو شرح قصده منها.. أبو أمّك..

تماماً شأنها شأن.. بتاخد فيزا.. إلى غير ذلك.

السؤال الذي أود أن أختم به: لماذا لا يزال في مصر شئ موجود اسمه: هيئة الرقابة على المصنّفات الفنيّة ؟؟ أعتقد أنه لا قيمة لها الآن.. الغوها حتى عشان ميبقاش رئيسها شكله وحش!.



الأحد، يونيو 06، 2010

أول كافر به


واجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأذى والمتاعب من كفار قريش كلهم على اختلاف مدى كراهيتهم لدعوته وجحودهم بها.. أسياد قريش من الكفار كان لهم نصيب الأسد من الأذى والصدّ عن سبيل الله ومحاربة الدعوة.. جحوداً بها وعنداً.. على الرغم من أنهم لم يعهدوا كذباً من رسول الله قطّ وسمّوه الصّادق الأمين..

يقول الله تبارك وتعالى: تبّت يدا أبي لهب وتبّ * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمّالة الحطب * في جيدها حبلٌ من مسد *

عبد العزى - الملقب بأبي لهب - كان أحد أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهو أول من جهر بعناده للدعوة.. فحينما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بدعوته ورسالته في قلب مكّة - فاصدع بما تؤمر - ونفّذ رسول الله الأمر فأنذر قومه بمكّة من عذاب الله، فيؤمنوا بالله لا شريك له.. جهر أبو لهب بالكفر فقال: تبّاً لك ألهذا جمعتنا..

ثم صار يصرف الناس عن خطبة الرسول فيهم وعن قول الحق..

وهنا لنا وقفة..

كان من كفار قريش من كانوا أكثر إيذاء لرسول الله كأبي جهل حتى قال عنه رسول الله فرعون هذه الأمّة.. ولعل حجم الإيذاء والصّد عن سبيل الله الذي قام به أبو جهل أكبر مما قام به أبو لهب.. إلا أن الله توعّد بأبي لهب دوناً عن أبي جهل في القرآن.. وقال: سيصلى ناراً ذات لهب.. كتبت له النّار ولا مبدل لكلمات الله في ذلك.

ذلك أنه أول من عاند وجحد بالحقّ، ودفع النّاس دفعاً لئلا يسمعوا كلام رسول الله.. وحرضته نفسه الخبيثة أن يقول على رسول الله كذباً.. وساقته شهوته أن يقف في وجه الحقّ حتى ولو كان يراه حقاً بصيراً منيراً لا ينكره إلا هالك.. وقد هلك.

حمل أبو لهب وزر كل من تبعه على عناده وكفره.. لأنه من بدأ بالكفر والجحود.. ولم يسمع.

لم يعط أبو لهب الفرصة لنفسه لتسمع الحقّ لكبره على الحق.. وقال: تبّاً لك ألهذا جمعتنا ؟؟، وزوّد أنه صار يصرف الناس عن قول الرسول فيهم..

أبو لهب ظلم نفسه.. قبل كل شئ.. لم يسمع!

ومن حكمة الله أن جاءت سورة المسد من السور القصيرة السهلة الحفظ، وأن تكون سورة كاملة في هذا الشخص وامرأته لنعتبر.. لا تصدّوا عن سبيل الله ولا تكونوا أول من يكفر بآيات ومعجزات الله.

الخميس، يونيو 03، 2010

التحليل السياسي.. والردّ القياسي


بما أن المؤثرين في المنطقة العربية هم غير العرب، بالتحديد هما إيران وتركيا.. بالإضافة لدولة إسرائيل، فإنه على إسرائيل أن تعرف من تجابه.. ومن حلفائها ومن أعدائها.. وإذا تم استفزاز أحد حلفائها العسكريين من قبلها ماذا سيكون رد الفعل.

تركيا حليف عسكري لإسرائيل منذ أعوام.. ولازالت الصفقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل سارية.. وإن قطعت تركيا المناورات المشتركة هذه الأيام بينها وبين إسرائيل فإنها لم تقطع صفقة السلاح لطائرات الاستطلاع بدون طيار المبرمة بينهم هذه الفترة.. فالشراكة بين إسرائيل وتركيا ليست وليدة اليوم.. والجيش التركي يحافظ على ذلك تماماً حتى برغم أنف إردوغان وجول.

فالأصل أن تركيا دولة أساسها العلمانية ولديها ثوابت لا يمكن لأي حزب فائز في الانتخابات أن يتنازل عنها وإلا انقلب الجيش عليها أولها علمانية الدولة.. وطالما أن حزب العدالة والتتنمية يحافظ على الثوابت التركية فلا ضير بالنسبة لمؤسسة الجيش التركي.

اتجاه تركيا السياسي مال ناحية العرب والمسلمين منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم.. وبرضا الشعب التركي.. على اقتناع أن ذلك فيه الصالح التركي.. وفي نفس الوقت تركيا تمضي قدماً في محاولاتها للانضمام للاتحاد الأوروبي..

فلما اتخذت تركيا موقفاً واضحاً ضد إسرائيل بخصوص السلاح النووي في مجلس الأمن.. قالت إسرائيل: ومالنا لا نرى ما يمكنهم فعله إذا ما استفززناهم استفزازاً..

ويؤكد ذلك قيام إسرائيل قبل هذه العملية البشعة بمناورات عسكرية شاملة.. شارك فيها المدنيون.. وكأن حرباً شاملة ضدهم.. تحسباً لما يمكن أن يحدث..

فلما نوت تركيا إرسال أسطول الحرية لغزة لكسر الحصار، كانت هذه أنسب فرصة..

كان يمكن لإسرائيل أن تعترض الأسطول وتمنعهم من الوصول لغزة... وخلاص.

إلا أن القرار كان.. اضرب لتقتل..

ولنر ماذا سيحدث.. جسّ نبض.

ولهذا كان موقف إردوغان لما قال: تركيا دولة لها جذور وليست بالأمة التي تتعرض لجسّ النبض.

وطبعاً موقف العرب غير مطروح فهو مسيّس من البداية ومن غير المتوقّع أن يقوم العرب بشئ له قيمة.

الغريب هنا الموقف الإيراني غامض وصامت.. لم أسمع تصريحاً يشقّ السحاب ولا صرخة تهزّ الأركان.. ولا أموالاً تدفع ولا مساعدة تقدّم.. فإما أن إيران ألهيت في ملفّها النووي.. أو أن موقفها من الأساس لم يكن مسانداً للقضية الفلسطينية غير جعجعة فارغة أو كضغط على إسرائيل لكي تكف عن التنديد ببرنامج إيران النووي.. أو أن إيران سياستها أن تكفّي نفسها وألا تشغل نفسها بغير أمتها وهذا حقها شريطة ألا تجعجع فيما لا تساهم فيه ولو ببصلة.

الأربعاء، يونيو 02، 2010

نفسيّة اليهود.. وانتظار اليوم المشهود


ضرب "أسطول الحريّة" ربما يكون له أكثر من تحليل، وإن كانوا جميعاً يصبّون في مصبّ واحد.. والحق أن أساس الهجوم هو غطرسة وقذارة صهيونية اعتدناها على مدى التاريخ.. الحديث والقديم.. فمن قتل نبيّاً يمكنه قتل أي إنسيّاً ولو كان آتياً في قمة السلام وبنيّة خالصة.

حقيقة اليهود أنهم قومٌ أساسهم الجبروت والطغيان والكبر الفاحش.. الشخصية اليهودية لا يعنيها قتل أو نهب أو هتك عرض غير اليهوديّ، هي قائمة على أنهم الأفضل والأجدر بحكم العالم بشرعهم هم وحدهم ولو كان ذلك كفراً بما أرسله الله إليهم من شعائر.

ربما لا يعني اليهودي أن تتهمه بأنهم قتلوا المسيح - أو شاركوا في ذلك - أو أنهم قلتوا يحيى وزكريّا وغيرهما من الأنبياء عليهم السلام.. ولكنه يعنيه أن تعترف أن القيادة له وأن من دون غيره من غير اليهود - الجوييم - لا يتعدّوا كونهم عبيداً.

لأجل ذلك كان غضب الله عليهم، لأن تكبّروا عليه.. فكأن النفس اليهودية تقول: أنا اخترت أن أعبد الله، وكأن الأمر منّة منه.. وهذا يختلف مع مبدأ الإسلام كل الاختلاف.. فاليهود من هذا المبدأ يمكنهم السخط على أيّ أحد.. بل وربما يعترفون لك بكل بساطة أنهم ضايقوا وآذوا سيدنا موسى عليه السلام ولا ترى في أعينهم ندماً على ذلك.. ولا ريبة في ذلك إذ أنهم سبق أن قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء.. عليهم غضب الله.

ومن هذا المنطلق فإنه لا سبيل مع قوم بهذه العقلية بالسلم إلا مرغمين.. ولذلك.. فإنك قد تجد منهم من لا ينكر نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام ولكن كيف يكون خاتم الأنبياء من غيرهم..

مجزرة الحريّة ما كانت إلا ترجمة لهذه النفسيّة المتكبّرة المتغطرسة التي طالما رأينا منها ربما ما هو أكبر من ذلك، ولكن وقتئذ لم يكن الإعلام بهذا الانتشار ولم تكن الكلمة مسموعة.. ولا أجد مثالاً أقرب من ضرب مدرسة بحر البقر في مصر وقت الحرب بغير مبرر ولا ذريعة.. وغير ذلك من جرائم اليهود المتكررة.

ولأن اليهوديّ كما ذكرت لا قيم له تجاه غيره من اليهود، فإنه لا يجد مشكلة في أن يتباكى على محرقة مضت من سنين قام بها هتلر فيهم، في حين أنه يقوم بأمثالها عشرات المرّات ولا يبالي.. فكأنه يقول نعم أنا أقتل كيفما شئت بالأسلوب الذي أريد.. وبالتشنيع الذي أشتهيه أما أن يقوم غيري فيّ بعشر ذلك فهذا غير مقبول..

وفوق ذلك تجده جباناً يخاف على حياته.. يودّ لو يعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر.. يحمي نفسه خلف الحصون يظنّ أنها ستعصمه من الموت.. يريد أن يعيش ويعيش ليستبدّ غيره وليحقق فكره في استعباد غيره من العالمين.. وهو يبرر لنفسه أي طريق يسلكه من أجل هذ الهدف.. مشروعاً أو غير مشروع.. إنسانيّ كان أو حيوانيّ.

وبالتالي فقد يبرم معك اليهوديّ عهداً ويخلفه.. نعم فهو عقده معك أنت يا غير اليهودي فحلالٌ له أن يخلّ بما عهد وربما كان بطلاً في عيون عشيرته لفعله ذلك.