الثلاثاء، نوفمبر 30، 2010

وقائع الأشرار والطّخّ بالنّار


إلى اللحظة أنا لا أتصوّر أبداً أن يجرّد إنساناً نفسه من كل شئ يمتّ للإنسانيّة، كل شئ بمعنى كل شئ.. فيطلق النّار على إنسان آخر مناصرة لإنسان آخر.. ليس لأنه مظلوم مثلاً.. ولا لأنه موتور مثلاً.. ولا حقداً مثلاً.. بل من أجل أن يصل الإنسان الآخر لكرسيّ في مجلس تشريعي وقتها سيحلق له ولمن ضرب بالنّار ولأهل الدّائرة جميعاً ولشعب مصر.. وابقى قابلني إذا ما حضر في المجلس أساساً.. سينساكم كلكم وسينضم لزمرة النّهّيبة في البلد.. ليعرف متى سيباع أصل من أصول الدّولة فيسابق الزمن فيشتريه برخص التراب، وليسخّر إمكانات الحصانة الظالمة له فيبطش هنا ويظلم هناك ولا رادع له إلا دعاء المظلومين..

أكثر من عشر ضحايا جراء الانتخابات.. عمليات عسكرية تحدث ولا يروح ضحيّتها هذا العدد.. لا توجد بلد في العالم بها هذا الهطل.. بغضّ النّظر عن التزوير أو تزييف إرادة الناس أو السلبية فهذا معتاد هنا وفي شأننا من الدول.. ولكن أن يروح ضحايا جراء اقتراع.. فهذا أيضاً يدعو للاشمئزاز والقرف!

هذا فساد شعب وحكومة.

الاثنين، نوفمبر 29، 2010

البيان القصير في شأن يوم الانتخابات العسير


الحقّ أنّه لم يثر اشمئزازي ما حدث من وقائع تزوير في المرحلة الأولى للانتخابات بقدر ما أصبت بالقرف حينما أيقنت أنه إذا ما فعلنا من حسنة - حكومة وشعباً - فلا يكون إلا بضغوط خارجيّة ليس الهدف منها مصلحة الوطن وإنّما أجندات خارجيّة.

أعني أنه ما حدث من شبه نزاهة في انتخابات الدورة الماضية ما كان إلا بسبب ضغوط أمريكيّة على مصر - وقت حكم بوش الابن - فوصلت بكتلة الإخوان للمجلس التشريعي خاصّة في المرحلة الأولى بالذّات، ولكن بما أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تلعب بورقة الديمقراطية كورقة ضغط على مصركما كانت تفعل سابقتها فحدث ما حدث من مهازل.

هذا ما يدعوني للقرف والاشمئزاز.. أما بشأن الانتخابات.. فلا جديد..

الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

التأوّل والتحوير


قد يقع المرء فريسة هواه وحبّه لإرضاء النّاس وهو غيورٌ على دينه، فيحتدم الصّراع في نفسه بين إرضاء النّاس والحقيقة في دينه التي لا شبهة فيها.. فيضطر لتأويل حكم أو أصل في دينه لإرضاء الناس وفي نفس الوقت لإثبات الحكم. فقد يخصّص ما هو عام أو يعمّم ما هو خاصّ من الأحكام لتجنّب شبهة تحوم حول الإسلام.. كاضطهاد للمرأة أو انتشاره بالسّيف أو غير ذلك.

الإسلام برئ من كل الشّبهات الموجّهة إليه، وهو دينٌ قيم لو اتّبعه الناس ما ضلّوا.. ولكن اثبات ذلك للجاهل بالإسلام لا يكون بالتّضليل حول أحكامه أو إنكار ما كان أصلاً من أصوله. فإذا لم تكن لديك الحجّة التي تحجّ بها من يهاجم الإسلام أو يشكّك فيه أو يتّهمه كذباً باتّهامات هو منها بريء، فلا تدخل في النّقاش.. لأنه ببساطة لا علم لك بالأمر.. فإذا ما علمت بالأمر واستقرّ في نفسك وأصبحت ملمّاً به كن جنديّاً لله فيه وصدّ الشّبهات عن الإسلام. أما كونك لا تدري ولكن غيرتك على دينك تجعل تخرج من المناظرة منكراً أصلاً من أصول الدّين أو حكماً من أحكامه فهذا هو الضّرب في الدّين، وبذلك تنساق وراء هجمات الآخرين المتكرّرة للتشكيك في الإسلام وتضليل الخلق عنه.

واعلم أن هذا هو دين الله، والله متمّ نوره.. ولو كره الكافرون.

الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

احترس يا عبد الله


ظنّ العبد أنّه عزيزاً...حليماً ذا علم كريماً
واغترّ بنفسه وحسب...أن النّاس له معظّمينا
فبأيّ حديث خيّل له ذلك...بأيّ دليل ظنّ أنّه عظيماً
وكلّه عيوبٌ وعورات...وشأنه شأن الخلق أجمعين
بل أحطّ ممّا ظنّ في نفسه...وأخزى ألا يكون مستقيماً
بل الله الله يا عبد الله...أطعه كن من الشّاكرينا
حسبك ألا تكون مرائياً...فأمرك بين الكاف والنّون محكوماً
الله لا إله إلا هو...غنيٌّ عن الخلق أجمعينا
لو يعاتبهم بما اكتسبوا من...الذنوب ما بقى على ظهرها كليماً
ولكنّ رحمة الله واسعة...فتب إلى الله إنّه كان توّاباً رحيماً

الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

ويرزقه من حيث لا يحتسب


يقول الله تعالى: ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدراً.

آية الاطمئنان.. الله سبحان وتعالى وهو غنيٌ عن الخلق كلّه، لا يزيد من ملكه أن يعبده أحد.. ولا ينقص من ملكه أن كفر به أحد.. هو المستحقّ للعبادة.. يطمئن المؤمنين في هذه الآية أنه هو الرزّاق، وأن اجتهاد العبد في طلب الرزق لا علاقة له بالنتيجة.. وإنما الرزق في النهاية من عند الله.

العبد مطالب أن يجتهد ويسعى في الرزق.. يقول الله: فامشوا في مناكبها، ويطلب العبد الرزق مستعيناً بالله تبارك وتعالى.. والله يقدّر له رزقه.. ولهذا فعلى العبد ألا يتعلّق قلبه بالأسباب - سعيه وطلبه للرزق - وإنما يتعلق قلبه بالله.. ويعلم أن الله تبارك وتعالى لا شريك له هو الرزّاق،وهذا قول الله: ومن يتوكّل على الله في حسبه.

وترى قول الله: ويرزقه من حيث لا يحتسب، قد يرزقك الله مما لا تتوقّعه.. أنت تجتهد في سعيك والله يرزقك مما يشاء.. مما أنت في مجتهد أو من غيره.. وهذا لله وحده وليس لأحد سواه.. سبحانه وتعالى هو الرزّاق.

إنّ الله بالغ أمره فلا ممسك لرزقه، ولا مطفئ لنوره ولو تجمّع أهل الأرض كلّهم لذلك.. فإن أراد الله أن يرزقك بنعمة فلن يمنعك أحدٌ إيّاها ولو تآمر أهل الأرض كلهم لذلك.. ويقدّر الله ما يرزقك به لصالحك.. قد جعل الله لكل شئ قدراً.. سبحانه وتعالى يعلم أن فلاناً المؤمن إن رزق المائل الطّائل لعله تجبّر وكفر.. فيرزقه بحيث يستقيم على طاعته فلا يحيد عنها.. ويعلم سبحانه أن فلاناً المؤمن إن حبس عنه الرزق يئس فضعف فكفر.. وهو لا يرضى لعباده الكفر..

فسبحان الذي قدّر الرزق لعباده.. ولأهل الأرض جميعاً.. وسبحان من كان غنيّاً عن العالمين..