اخشوا على أنفسكم أن تسألوا عما فعلتم في دنياكم نصرةً لأمتكم!
نحسب أن شهدائنا مثواهم الجنّة..
كلٌ على قدر ما عمل وأخلص لله..
ونحسب أن من أصيب دفاعاً عن الحقّ قد أُجرَ عليه..
فلا تخشوا على أمثال هؤلاء..
بل اعملوا على مكانتكم أنتم!
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ~ آل عِمران - القرآن الكريم.
سلسلة شوارع و ميادين القاهرة:
شارع الخليل بن قلاوون..
و هو يكمن خلف بيتي..
أرتاده كثيراً و أنا ذاهب للصلاة في المسجد الصغير..
هو شارع له أهمية خاصة لي إذ أن به مكتبة شهدت نموي الدراسي سنة بعد سنة..
نعم فهذه المكتبة دوماً أتوجه إليها في بداية كل عام من أجل شراء الكشاكيل و اللوازم الدراسية..
ظللت هكذا تقريباً أرتادها في بداية كل عام منذ أولى اعدادي تقريباً..
و على هذا الشارع أيضاً يقع محل بقالة صغير أشتري منه اللوازم البسيطة للبيت و صاحبه يعرفني فهو صديقي..
أما عن السلطان خليل بن قلاوون نفسه.. فهاكم ما وجدته عنه..
من موقع: إسلام أون لاين..
كتب أحمد تمام
شاءت الأقدار أن تكون دولة المماليك التي خرجت من رحم الأخطار العاتية التي أحدقت بالعالم الإسلامي هي التي تحمل على كاهلها تصفية الوجود الصليبي، ووقف الزحف المغولي المدمر الذي سحق في طريقه كل شيء، وزرع الفزع والهلع في نفوس الناس، وكاد يهلك ويدمر معالم الحضارة الإسلامية، ولو لم يكن لهذه الدولة من المفاخر سوى هذا لكفاها فخرًا، فما بالك وقد أحيت الخلافة العباسية في القاهرة، وازدهرت في ربوعها الفنون والعلوم والعمارة.
المماليك والحروب الصليبية
وكان أول نجاح أحرزه المماليك في وجه الصليبيين هو انتصارهم في معركة المنصورة المعروفة، وإيقاعهم بالملك الفرنسي "لويس التاسع"، زعيم الحملة الصليبية السابعة أسيرا، ولم يفرج عنه إلا بعد أن تعهد بألا يقصد شواطئ الإسلام مرة أخرى.
وواصل "الظاهر بيبرس" الجهاد ضد الصليبيين، ووضع برنامجًا طموحًا للقضاء عليهم وطردهم من الشام، وبدأت هجماته وحملاته في وقت مبكر من توليه السلطنة؛ فهاجم إمارة إنطاكية سنة (660هـ= 1262م) وكاد يفتحها، ثم بدأ حربه الشاملة ضد الصليبيين منذ عام (663هـ= 1265م) ودخل في عمليات حربية ضد إمارات الساحل الصليبي، وتوج أعماله العظيمة بفتح مدينة إنطاكية سنة (666هـ= 1268م)، بعد أن ظلت رهينة الأسر الصليبي على مدى أكثر من مائة وخمسين عامًا، وكان ذلك أكبر انتصار حققه المسلمون على الصليبيين منذ أيام حطين واسترداد بيت المقدس.
وواصل المماليك جهادهم ضد الصليبيين في عهد السلطان "المنصور قلاوون"، الذي تولى السلطنة في سنة (678هـ= 1279م)، فاستولى على "حصن المرقب" سنة (684هـ= 1285م)، واسترد "اللاذقية" سنة (686هـ= 1287م)، وفتح "طرابلس" بعد حصار دام شهرين في (688هـ= 1289م) ثم تلتها "بيروت" و"جبلة"، ولم يبق للصليبيين في الشام سوى "عكا" و"صيدا" و"عثليت" وبعض المدن الصغيرة، وتجهز لفتح "عكا"، غير أن المنية كانت أسبق من إنجاز حلمه؛ فتوفي في (ذي القعدة 689هـ= نوفمبر 1290م).
الأشرف خليل
وبعد وفاته خلفه على السلطنة ابنه "الأشرف خليل"، وشاء الله تعالى أن يطوي آخر صفحة للحروب الصليبية على يديه، وأن ينهي الفصل الأخير من القصة الدامية للحروب الصليبية في بلاد الشام.
لم يكن "الأشرف خليل" محبوبًا من أمراء المماليك، حتى إن أباه لم يكتب له ولاية العهد؛ بسبب شدته وصرامته واستهانته بأمراء المماليك، لكنه كما يقول "ابن إياس" في "بدائع الزهور": "كان بطلاً لا يكل من الحروب ليلاً ونهارًا، ولا يعرف في أبناء الملوك من كان يناظره في العزم والشجاعة والإقدام".
استهل "الأشرف" حكمه بالتخلص من بعض رجال الدولة البارزين، الذين كانت لهم السطوة والنفوذ في عهد أبيه، وبإحلال الأمن في جميع ربوع البلاد، وبدأ في الاستعداد لمواصلة الجهاد ضد الصليبيين، وإتمام ما كان أبوه قد بدأه، وهو فتح عكا، وإنهاء الوجود الصليبي.
الاستعداد للمعركة
خرج الأشرف خليل من القاهرة في (صفر 690هـ= 1291م) قاصدًا "عكا"، وأرسل في الوقت نفسه إلى كل ولاته بالشام بإمداده بالجنود والعتاد، ونودي في الجامع الأموي بدمشق بالاستعداد لغزو "عكا" وتطهير الشام نهائيًا من الصليبيين، واشترك الأهالي مع الجند في جر المجانيق.
وخرج الأمير "حسام الدين لاجين" نائب الشام بجيشه من "دمشق"، وخرج الملك المظفر بجيشه من "حماة"، وخرج الأمير "سيف الدين بلبان" بجيشه من "طرابلس"، وخرج الأمير "بيبرس الدوادار" بجيشه من "الكرك"، وتجمعت كل هذه الجيوش الجرارة عند أسوار عكا، وقدر عددها بنحو ستين ألف فارس، ومائة وستين ألفًا من المشاة؛ مجهزين بالأسلحة وعدد كبير من آلات الحصار، وبدأت في فرض حصارها على "عكا" في (ربيع الآخر 690هـ= 5 من إبريل 1291م)، ومهاجمة أسوارها وضربها بالمجانيق؛ وهو ما مكنهم من إحداث ثقوب في سور المدينة.
اشتد الحصار الذي دام ثلاثة وأربعين يومًا، وعجز الصليبيون عن الاستمرار في المقاومة، ودب اليأس في قلوبهم؛ فخارت قواهم، وشق المسلمون طريقهم إلى القلعة، وأجبروا حاميتها على التراجع؛ فدخلوا المدينة التي استسلمت، وشاعت الفوضى في المدينة، بعد أن زلزلت صيحات جنود المماليك جنبات المدينة، وهز الرعب والفزع قلوب الجنود والسكان؛ فاندفعوا إلى الميناء في غير نظام يطلبون النجاة بقواربهم إلى السفن الراسية قبالة الشاطئ؛ فغرق بعضهم بسبب التدافع وثقل حمولة القوارب.
انهارت المدينة ووقع عدد كبير من سكانها أسرى في قبضة المماليك، وسقطت في يد الأشرف خليل في (17 من جمادى الأولى 690هـ= 18 مايو 1291م)، ثم واصل سعيه لإسقاط بقية المعاقل الصليبية في الشام؛ فاسترد مدينة "صور" دون مقاومة، و"صيدا" ودمرت قواته قلعتها، وفتح "حيفا" دون مقاومة، و"طرسوس" في (5 من شعبان 690هـ= 3 من أغسطس 1291م)، و"عثليث" في (16 من شعبان 690هـ).
ظلت الجيوش المملوكية تجوب الساحل الشامي بعد جلاء الصليبيين من أقصاه إلى أقصاه بضعة أشهر تدمر كل ما تعتبره صالحًا لنزول الصليبيين إلى البر مرة أخرى، وبهذا وضع "الأشرف خليل" بشجاعته وإقدامه خاتمة الحروب الصليبية.
عاد السلطان إلى القاهرة يحمل أكاليل النصر، وسار موكبه في الشوارع يسوق أمامه عددًا كبيرًا من الأسرى، وخلفهم جنوده البواسل يحملون أعلام الأعداء منكسة، ورؤوس قتلاهم على أسنة الرماح.
قلاوون وقطز!
ولم تطل مدة حكم الأشرف خليل أكثر من ثلاث سنوات وشهرين وأربعة أيام؛ فقد كان الود مفقودًا بينه وبين كبار المماليك، وحل التربص وانتظار الفرصة التي تمكن أحدهما من التخلص من الآخر محل التعاون في إدارة شئون الدولة، وكانت يد الأمراء المماليك أسرع في التخلص من السلطان، ولم يشفع عندهم جهاد الرجل في محاربة الصليبيين؛ فكانت روح الانتقام والتشفي أقوى بأسًا من روح التسامح والمسالمة؛ فدبروا له مؤامرة وهو في رحلة صيد خارج القاهرة – كما فعل بقطز بعد انتصاره على التتار في عين جالوت- وتمكنوا من قتله في (12 من المحرم 693هـ= ديسمبر 1293م) وبقيت جثته ملقاة في الصحراء أيامًا إلى أن نُقلت إلى القاهرة؛ حيث دفنت بالمدرسة التي أنشأها لنفسه بالقرب من ضريح السيدة نفيسة.
نشرت من قبل في سبتمبر 2007
سلسلة شوارع و ميادين القاهرة:
شارع الشيخ على عبد الرازق..
هذا الشارع له أهمية خاصة بالنسبة لي..
فهو يقع خلف بيتي..
و أقف عليه كثيراً مع أصحابي.. فيكون دوماً مكان لتجمعنا و منه ننطلق إلى حيث نريد..
و هو يوازي شارع عمار بن ياسر الذي تقع عليه الكلية الحربية..
الشيخ علي عبد الرازق.. لجهلي لم أكن أعلم عنه الكثير.. لم أكن أعلم أنه أثير حوله الكثير من الكلام.. البعض انتقدوه.. و البعض أيده و أيد منهجه..
و له كتابه مشهور و هو "الإسلام و أصول الحكم" و الذي أورد فيه زيف الدعوة إلى الخلافة الإسلامية على يد الملك فؤاد.. و كان ضد أن يقدس السلاطين و الملوك.. أو أن يكون حكمهم إلهي.. و في هذا الشأن وجدت مقالاً جذاباًُ يستحق القراءة للسيد جابر عصفور.. أنقله إليكم..
علي عبد الرازق والدولة المدنية
بقلم جابر عصفور
لم ينقطع تواصل افكار الإمام محمد عبده داخل الازهر, ذلك علي رغم المقاومة العنيفة التي واجهها الإمام من معارضيه الجامدين الذين دفعه تعصبهم المقيت الي القول: إن إصلاح الازهر.. امامه عقبات وصعوبات من غفلة المشايخ ورسوخ العادات القديمة عندهم. وإن هذا الاصلاح لا يتم إلا في زمن طويل. ولكن الإمام نجح في زرع البذرة التي سرعان ما أثمرت وظهرت آثارها في تلاميذه الذين حملوا منه الشعلة, ومضوا في الطريق الذي اراده في سياق زمني أكثر مواءمة, واكثر تقبلا لأفكار الاستنارة, خصوصا بعد تأسيس الجامعة الأهلية سنة1908, مع نهاية العقد الأول من القرن العشرين, وما اسهمت في تأسيسه من استقلال مؤسسات المجتمع المدني ودورها التنويري, اضف الي ذلك دستور1923 الذي زاد الطابع المدني للدولة تأكيدا, وجسده في مبادئ تسند مفهوم الملكية المقيدة وتدعم الحريات واستقلال القضاء والحياة النيابية, ولا تعطي للمؤسسة الدينية مكانة خاصة ولا تمايز بين الأديان, مؤكدة حرية الاعتقاد وحق التعبير الذي لا ينفصل عن حق الاختلاف وحرية المعارضة السياسية.
ولم يستسلم الملك فؤاد(1868 ـ1936) المعروف بنزعته التسلطية للمد الديمقراطي الصاعد, فحاول مقاومته واستغل الخلافة العثمانية لإعلان نفسه خليفة للمسلمين واعيا بأن الملك بالدين يقوي, وان توليه الخلافة يضفي طابعا دينيا علي حكمه, ويمتد بسلطانه واحلامه التسلطية, وأخذ الموالون له في تزكيته والدعوة الي مبايعته وعلي رأسهم فقهاء السلطان من مشايخ الأزهر الذين ناصبوا الإمام محمد عبده العداء, ولم يكفوا عن معارضته والهجوم عليه, ولكن كانت البذرة التي زرعها الامام قد اثمرت في تلامذته الذين استشعر واحد منهم خطر الدعوة علي الخلافة, والسعي إلي تنصيب الملك فؤاد خليفة للمسلمين,
خصوصا بعد ان شاعت الأفكار التي تؤكد أن لا تعارض بين أصول الاسلام النقية والدولة المدنية التي تحترم كل الأديان وتتميز عنها في آن وجاء التحدي للملك وأحلامه من علي عبد الرازق قاضي محكمة المنصورة الذي أصدر كتابه الإسلام وأصول الحكم في أول ابريل سنة1925 ليكشف زيف دعوي الخلافة التي تطلع اليها الملك, ودعا اليها مواليه, ويظهر تحدي علي عبد الرازق لكل سلطة بشرية تقوم علي التسلط منذ السطر الأول من كتابه الذي يعلن فيه انه لا يخشي أحدا سوي الله, فلله وحده القوة والعزة وما سواه من الملوك ضعيف ذليل.
ويعي الشيخ علي منذ البداية انه يخوض حربا ضد انصار الحق المقدس من مشايخ التقليد الذين فهموا هذا الحق بما لا يختلف علي الفهم الذي حاربه جون لوك داعية الدولة المدنية في الغرب, ونقضه كما نقض افكار القائلين بأن سلطان الملوك مقدس وحكمهم سماوي, لذلك يقرن علي عبد الرازق معني الحكم المقدس في الغرب بما انتهي إليه مفهوم الخلافةفي الشرق خصوصا عند من جعلوها ركنا من أركان الاسلام وثوابت الدين المعلومة بالضرورة, ويؤكد الشيخ ـ مقابل ذلك ـ أن الخلافة ركنا من أركان الإسلام ولا اصلا من أصوله, وان فهمها علي هذا النحو كان ولا يزال دعما دينيا للحكم المطلق وتبريره في وعي المسلمين بحاجة تخييلية مؤداها ان الخليفة يستمد سلطانه من سلطان الله تعالي, وانه ظل الله علي الارض,
والهدف التدليس علي المسلمين وإقناعهم بما ليس في الاسلام, والمسكوت في المحاجة المضادة التي يطرحها علي عبد الرازق انه كما انتصر دعاة الدولة المدنية الديمقراطية في أوروبا علي دعاة الدولة الدينية( الثيوقراطية), واستبدلوا بحضورها الفاسد حضور الملكية المقيدة والحكم الجمهوري علي السواء, فإن دعاة الديمقراطية والدولة المدنية في مصر لابد ان ينتصروا علي ديكتاتورية الملك فؤاد والداعين له إلي حق مقدس جديد.
ولذلك يؤكد علي عبد الرازق ان الخلافة في الاسلام لم تعتمد سوي علي القوة او الشوكة او العصبية المقرونة بالقوة القاهرة, ولذلك كانت الغلبة عماد الخلافة التي استندت الي قوة قمعية تحميها وأسلحة مشهرة تدافع عنها, ويمضي الشيخ المستنير معرضا بالملك فؤاد هذه المرة, عندما يؤكد ان ذلك الذي يسمي عرضا لا يرتفع إلا علي رءوس البشر, ولا يستقر إلا فوق اعناقهم, وان ذلك الذي يسمي تاجا لا حياة له إلا بما يأخذ من حياة البشر, ولا قوة له إلا بما يغتال من قوتهم, ولا عظمة له ولا كرامة إلا بما يسلب من عظمتهم وكرامتهم...., وان بريقه إنما هو من بريق السيوف, ولهيب الحروب وقد حرصت علي نقل كلمات علي عبد الرازق بنصها لأظهر درجة الحماسة التي انطوي عليها في إثبات دعواه, ودرجة الكره التي كان يكنها للحكم الاستبدادي, واخيرا, لإيمانه ان الخلافة كانت في مجملها, وظلت كذلك الي زمنه نكبة علي الاسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد.
ويراجع علي عبد الرازق التاريخ الإسلامي ليثبت دعواه بما يبرهن عليها, مؤكدا ان المظاهر التي جعلها الفقهاء من مبررات الخلافة غير واجبة, فقد كانت ولاية الرسول علي قومه ولاية روحية منشؤها ايمان القلب وولاية الحاكم( الخليفة) مادية تقوم علي اخضاع الجسم, ويخلص من استعراضه التاريخ الاسلامي الي ان نظام الحكم غرض من الاغراض الدنيوية التي خلي سبحانه وتعالي بينها وعقولنا, وترك الناس احرارا في تحديدها علي ما تهديهم اليه عقولهم وعلومهم ومصالحهم ومطالب زمانهم, فالاسلام برئ من الخلافة التي نالت من تقديس باطل ما جعلها ركنا ثابتا في عقول الناس, بينما هي نظام حكم مثل غيرها من أنظمة الحكم. كلها خطط سياسية صرفة, وتدابير مدنية متغيرة لا شأن للدين بها, لا أمر بها ولا نهي عنها, علي اساس اننا ادري بشئون دنيانا, نرجع فيها الي احكام العقل, وتجارب الأمم, وقواعد السياسة, ونفيد فيها من الدول المدنية التي سبقتنا الي التقدم الذي لا نهاية له أوحد.
والنتيجة ان دعوي الملك فؤاد ومبايعته علي الخلافة باطلة, وان الحق الذي ينبغي اتباعه هو إقامة الدولة المدنية بكل شروطها ومؤسساتها التي تحقق التقدم وبالطبع كان علي الشيخ ان يدفع ثمن ما قاله غاليا جدا علي مستويات عديدة, تحدثت عنها تفصيلا كتب التاريخ الحديث.
لكن دفاعه عن الدولة المدنية ظل مضيئا في تاريخنا الحديث.
انتهى هنا مقال السيد جابر عصفور.. و هو من مؤيدي أفكار الشيخ علي عبد الرازق.. و هو أنه لا أساس للمطالبة بالخلافة الإسلامية.. و أن الحكم يجب أن يكون بالدولة المدنية و أن الحكم ليس أصلاً في الإسلام و إنما هو ركن من أركانه.. و يرى الشيخ علي عبد الرازق أن الحكم في الإسلام مصلحيّ لا عقدي مما أثار ضده الكثير من الإنتقادات و الهجوم خاصة و أن الملك قؤاد كان يود أن يدعي أنه خليفة المسلمين مستغلاً ملكه على مصر و السودان.. ربما أتفق مع الشيخ عبد الرازق في نقاط و لكني أقول..
يقول رسول الله (ص): عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..
فنحن نثبت الخلافة لأبي بكر و عمر و علي و عثمان رضي الله عنهم جميعاً.. و أننا نعتقد أن هؤلاء هم الخلفاء الراشدين لرسول الله (ص).. أما من بعد هؤلاء.. فكان الحكم بين الناس عامة.. و أسس الناس أنفسهم نظم الحكم كل على حسب منهجه.. فلا لأحد ما مثلاً.. إن تولى الحكم أن ينصب نفسه خليفة للمسلمين.. أو أن يحشر نفسه عن طريق الإعلام أو غيره أنه خامس الخلفاء الراشدين.. و لا يحق لأحد مطلقاً أن يدعي أن حكمه إلهي أو أن سلطانه مقدس.. أو أنه ظل الله في الأرض.. فلا أصل لهذا كله..و لكننا في الوقت ذاه نثبت الخلافة كما قلت لأبي بكر و عمر و عثمان علي.. و علينا أن نتمسك بسنة النبي (ص) و بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده.. هذا و الله أعلم.
المراجع: مقال السيد جابر عصفور
مقال عن الشيخ علي عبد الرازق من على موقع الكرامة:
www.elkarama.net
نشرت من قبل في سبتمبر 2007
لماذا لا يبحث كل منا عن تاريخ شارعه الذي يعيش فيه؟؟
فكرة لطيفة أليس كذلك..
هل تعرف الشخصية التي سمي عليها شارعك تكريماً.. بالتأكيد كانت شخصية ذات بصمة في التاريخ المصري و إلا ما تذكرها الناس ليسموا شارعاً باسمها و لو كان شارعاً صغيراً..
جائتني فكرة أن أبحث في تاريخ شوارع القاهرة.. على حلقات.. و بالطبع لن أحصيها كلها.. و رأيت أن أبدأ بشارعي.. تكريماً له.. يكفي أنه يحوي عبقرية فذة مثلي.. إحم.. ما علينا.. على أن أنتقل منه إلى شوارع عدة متاخمة أو منبثقة منه.. لكي نتعرف على تاريخنا.. فكم تحوي شوارعنا من أسرار..
شارع فريد سميكة.. ذلك الشارع الذي يمتد من الكلية الحربية و حتى الألف مسكن.. شارع طويل.. يمر بميدان الحجاز و ميدان الألف مسكن.. منه تطلع على الكلية الحربية أو النزهة الجديدة.. و قد تميل نحو مساكن شيراتون.. أو ربما تتجه نحو ميدان هليوبوليس أو ميدان المحكمة ثم الميريلاند.. إلخ..
من هو السيد فريد سميكة..
بحثت على الإنترنت عن المدعو فريد سميكة و الذي أطلق اسمه على شارعي.. لأفاجأ مفاجأة عظيمة..
اكتشفت أن فريد سميكة هو بطل مصري أوليمبي قديم.. حاز على الميدالية الفضية و البرونزية في الغطس في دورة أمستردام عام 1928.. و شاركه اثنان من المصريين في الفوز بالميداليات و لكن فى مسابقات أخرى..
كانت مفاجأة مذهلة.. أن يكون اسم شارعي على اسم بطل أوليمبي قديم.. و ممن حازوا على الميداليات في أوليمبياد أمستردام..
و لكن ثمة شئ استدركني..
شارعي اسمه شارع الشهيد فريد سميكة.. حتى أنني كنت أظنه من شهداء الحرب.. و لكني تأكدت من أنه لم يكن جندياً بالقوات المسلحة آنذاك.. بل هو رياضي كما بيّنت..
تذكرت.. و آمل ألا تكون قد خانتني الذاكرة.. أنني قرأت في يوم من الأيام.. عن غطاس مصري قديم.. قد مات غريقاً.. اسمه فريد سميكة..
نشرت من قبل في نوفمبر 2008
----------------
بعد نشر هذا المقال، أضاف صديقي المغترب: رفيق محمّد هذه الإضافة الرائعة لما بحث هو عن فريد سميكة: