الأحد، يوليو 31، 2011

خـواطـــر حــول جُمُعـــة 29 يوليـــو


نزلت للتحرير في جمعة "الإرادة الشّعبيّة" والتي أصبح اسمها جمعة الإرادة الشعبية ولم الشمل ووحدة الصّف وخذ من عندي رأب الصّدع وبالمرّة المحاكمة والحساب والقصاص وإلى غير ذلك وكلُ على حسب هواه..

إلا أنه وكما اتضح.. فهي كانت من الآخر.. جمعة التيار الإسلامي وبمختلف أفكاره..

نزلت للتحرير وكان هدفي الأساس هو رفض الوثيقة التي فرّق بها المجلس العسكريّ أطياف الشّعب ثانية في مهارة يحسد عليها بعد أن نجح في تفريقه فكريّاً في فتنة استفتاء "نعم" و"لا".. والتي تبيّن لنا هذه الأيّام أن كل هذا لم يكن له أيّ لازمة..

أكاد أُجزم أن المجلس نفسه لا يؤيّد هذه الوثيقة الفوق بتنجانيّة، والتي بثّها لتفريق الشعب بعد أن اتّحد وأصبح مطلبه الأساس استكمال مطالب الثّورة.. إلا أنه رزع هذا الـ"مهموز" في بيان الفنجريّ ليعود الشعب فينفصل كما كان.

ولا أجد حرجاً أنه رغم كشف حيلة المجلس العسكريّ لتفريق الشعب، أن يتمسّك الناس برفض هذه الوثيقة وإعلان ذلك على الملأ.. والحقيقة في رأيي الشخصي أعتبر هذا أمراً توافقيّاً.. فإذا اخترنا كلنا أن ينتخب مجلس شعب أولاً ثم تكوّن من خلاله هيئة تأسيسيّة لوضع دستور فلا يصحّ الالتفاف على هذا القرار والإتيان بوثيقة هي فوق دستوريّة لا تعدّل ولا تلغى.. وهي حاكمة لمبادئ الدستور وسيضعها "نخبة" ليست أدرى بمصلحة الناس من الناس أنفسهم.. ولا هي وصيّة على قراره..

وكنت أتصوّر أنه سيتوحّد هذا المطلب في الميدان.. لأن هذا مطلب "شعبي" ومن هنا كان تسمية الجمعة بالإرادة الشعبيّة.

إلا أنني لاحظت عدداً من السلبيات، جعلني أغادر الميدان - ليس هذا نتيجة السلبيات فكنت حتماً سأغادره - وأنا حزين - وهذا نتيجة هذه السلبيات..

لاحظت رفع علم المملكة السعودية مرتين، مرة في يد أحد المتظاهرين.. وحينها أسِفت ولكني عزوت ذلك لجهل الرجل، فكدتَُ أجزم أنه ما رفعه إلا لـ "لا إله إلا الله - محمّد رسول الله"، فكان يمسك العلم متباهياًَ بها.. أما المرة الثانية فرأيت العلم مثبتاً على المنصّة الرئيسيّة للميدان.. وقتها حزنت كثيراً.. لإنه حتى وإن علقها جاهلٌ بالأمر فكان على قادة الميدان إزالتها.. لأن في تعليقها أذى كبيراً للتيار الإسلامي، وشبهات جمّة.. بالإضافة أن المقام لا يسع تعليق علم السّعوديّة.. كما أن النظام السعودي ليس هو مثال الحكم الإسلامي الرشيد المبتغى.. بل لا علاقة له به أساساً.. لا أتلمّس في السعوديّة خيراً إلا من أرضها وأهلها.. أما كنظام حكم.. فشأنه شأن كل دول الخليج..

غياب القادة عن الميدان كان سمةً أساسيّة أثّرت على الأحداث، فالمنصّات كثيرة.. وكلها يصيح نفس الصيحات.. كان من الأفضل توحيد المنصّات كلها في منصّة واحدة.. والتركيز على رفض الوثيقة المزعومة.. إلا أن الصيحات كلها كانت بين الهتاف الشهير للجماعة الإسلامية: إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية.. وهتاف: الشعب يريد تطبيق شرع الله.

والحقّ أنه لا حساسيّة لديّ من هذه الشعارات ولكن ظننت أن الوقت ليس وقتها، كان على الجميع التركيز على مطالب الثورة، ورفض الوثيقة المزعومة.

بسبب عدم التركيز على هذه المطالب إلا على اللافتات، حوّل المجلس العسكري هذه الجمعة إلى جمعة تأييد له، فخرجت علينا أخبار اليوم بمانشيت: "ألف تحية للمشير من التحرير" وهو كذب وافتراء ولكن في نفس الوقت لم ينتقد الجمع المجلس العسكري نفسه في أيّ من تصرفاته بوضوح.. وهذا ما شجّع المجلس لتحويل الجمعة وكأنها مساندة له.

انقلبت الجمعة من جمعة مطلب موحّد إلى جمعة استعراض قوّة ظهر فيها وزن التيار الإسلامي على المستوى الشعبي، رأيت وفوداً يبدو عليهم الإرهاق من أثر السّفر.. كانت جمعة حاشدة فعلاً.. الحقّ أن هذا الحشد سيكون في منتهى الروعة إذا ما توحدت هذه الصفوف حول مطلب رفض الوثيقة واستكمال مطالب الثورة.

نسأل الله الخير والصّلاح للأمّة.

الأربعاء، يوليو 27، 2011

لماذا 29 يوليو؟


- لئلا أُصاب بالإحباط..
- لكي لا يَشمت فينا عمر سليمان ويثبت للجميع أن كلامه كان على حقّ حينما قال: الشعب المصري غير جاهز للديمقراطيّة.
- لكي لا يتحكّم فيّ مدّعو الحِكمة.. الشّعب أحكم من ألف مثلُهُم.
- لكي أثبت الهويّة الحقيقيّة لهذا الشّعب المصريّ العظيم، ولأرفض أن يتلاعب بها كائناً من كان.
- لكي أخرس الألسنة التي تتحدّث باسم الشّعب وهي لا تستهدف إلا التّورتة.
- لكي لا يضيع يوم الاستفتاء الذي تفاخرنا به كلنا هباءً.
- لكي يعرف المجلس العسكريّ أننا لسنا خدّاماً له ولا لحّاسين لبيادته.
- لكي يظهر فصيل التيّار الدّيني بإيجابيّة.. ولكي يغيّر الصّورة المشوّهة التي ساهم الإعلام الرخيص في نشرها عنه.
- لكي أطالب بمحاكمات عادلة لفَسَدة الدّاخليّة.. وقت الثّورة.. وقبلهـــــــــــــــا.
- لكي أرفض محاكمة حسني مبارك على شواطئ شرم الشّيخ.
- لكي أرى برنامجاً حقيقيّاً سينفّذ من قبل الحكومة بخصوص الأمن، والاقتصاد، وإعادة هيكلة الأجور، والمشروعات القوميّة.
- لكي أشهد بإذن الله تناغماً حقيقيّاً بين جموع الشّعب المصريّ..



الاثنين، يوليو 25، 2011

يا أهلَ التّحرير.. هاكُمُ الواقع المرير


نزلت من البيت لأستوقف سيارة أجرة أذهب بها إلى محطّة مصر لأطّوّق في أي من القطارات المتجهة إلى عروس البجر المتوسّط.. المهم.. من غير أن أطوّل عليكم ولا على نفسي.. رَكبت مع سوّاق ابن حلال.. وبطبيعة الحال والمشوار.. دردشنا سويّاً..

بالتأكيد الكلام كان حول السياسة.. والبلد.. وطبعاً مفتتح الكلام كان السائق إذ قال:

- أنا متابع جيّد للي بيحصل.. ومعلش يعني متزعلش منّي.. ولا واحد من المترشّحين دول حيكون رئيس مصر.. ولا واحد.. رئيس مصر لسة مترشّحش.. رئيس مصر حيكون من القوات المسلحة.. حيستقيل ويرشّح نفسه في الانتخابات.. وحيكسب.. وأول واحد من اسمه..

- قاطعته: سامي عنان.. نعم قلتها لأن سامي عنان عند الكثيرين يمثّل الشخصيّة الحقيقيّة للجيش المصري.. والكاريزما وكل شئ.. لا أدري لماذا..

- بالضبط كده.. وكمان الراجل خللي بالك علاقته كويسة بأمريكا.. يعني متوافق عليه.. شوف.. مصر في المرحلة دي مينفعهاش غير واحد عسكريّ.. هو اللي يعرف يديرها.. غير كده مينفعش.

سألته..
- طيب حضرتك بتقول مصر دلوقتي مينفعش يديرها غير واحد عسكريّ.. وحالياً المجلس العسكري هو اللي بيدير البلاد.. هل انت راضي عن إدارة المجلس لشئون البلاد؟؟

- لا، طبعاً!

- طب أمال إزاي بتقول لازم رئيس مصر يكون عسكريّ؟

- شوف حضرتك.. دلوقتي المجلس العسكري مش عارف يعمل حاجة.. عشان الشباب والثورة واخداهم.. مش عارف ياخد معاهم موقف.. مش قادر يعتقل حد مش قادر يعمل حاجة.. إنما لما يكون فيه رئيس منتخب.. براحته.. حينفخ السلفيين.. ينفخ الإخوان.. مفيش مظاهرات.. ساعتها يقدر يلمّ البلد من تاني..

رأيت أن أنقل لكم عيّنة عشوائيّة أعتقد أن منها الكثير من الشّعب المصري.. انظروا كيف يشتاق الرجل إلى الحكم العسكريّ الفاشيّ.. الذي لا يسمح بالمعارضة ولا بالتظاهر.. ونحن على تويتر نعيش في اللالا لاند.. وبالمناسبة هذا الرجل كادح.. يعني هذه المظاهرات كلها من المفترض أنها من أجله هو.. قال لي أن لديه ولدين وبنت آن لهم الزواج منذ زمن ويستحيل عليه تزويجهم.. ولكنه في نفس الوقت.. ينتظر رئيساً عسكريّاً ليلمّ البلد من جديد.

إلى أهل التحرير.. وأهل تويتر.. انزلوا الشارع العادي.. اعتصم كما أنت في التحرير هذا لا يعنيني الآن الحقيقة.. ولكن استقطع من وقتك ساعة لتعرف آراء الشّعب العاديّ حول ما يجري.. غير معقول أن من تدافع عنه لا يريدك أن تدافع عنه.. يجب أن يتحمّل هو كذلك القضيّة.. لا تنسى.. أن هؤلاء هم الشّعب.. وأن كفّتهم في النهاية هي الأرجح.. وأن المجلس العسكريّ يستمدّ من هؤلاء شرعيّته..

أكاد أُجزم أن الناس الآن لا تتعاطف مع ما يجري.. خاصّة بعد تصرفات البعض الغير مسئولة.. أو الحماسيّة بشدّة.. التي لا تخدم الثّورة، بل تكرّه الناسَ فيها..

الأربعاء، يوليو 20، 2011

كـُشـك نـَـدوَة




استمتعت بجلسة - وقفة - سَمَر عند كُشك جمال بعلي عبد الرازق.. والصُّحبة كانت محمود الشّعّار (المعتصم الكبير)، وبوزو (كبير البلاعزة)، وسمير (نجم السّاحة الشّعبيّة).. وكنت الحقيقة مشتاق للكلام مع الشّعّار لأنه غارز أكثر مني بكثير في التحرير والتظاهرات.. وأنا شخصياً أحب أن أتحصّل على الصورة كاملة.. وأرى أن من فوائد أن تكون خارج الميدان أن ترى الصورة كاملة.. فتراها من وجهة النظر المتحفظة والمستقرة والنضالية والفلولية.. وحتى وجهة النظر المجلس العسكريّة.

خَلُصت مع الرجل في آخر النقاش - الذي استفدتّ منه حقاً - أن مطالب معتصمي التحرير مشروعة - وانا عارف الكلام ده من الأول - إلا أني اختلفت معه في إصرار البعض على غلق منشآت حيويّة لأزّ المجلس العسكريّ لتنفيذ هذه المطالب المشروعة.. إذ كنت أرى أن هذا يُضعف من مصداقيّة الثورة لدى الناس - شعّار يرى أنه من يكره التظاهرات الآن هو من كان يكرهها قبلا.. وأن الشعب المصري كله لم يفرح سويا في أيام الثورة إلا في يوم التنحّي - وأرى أن مثل هذه التصرفات تقهر الغلبان الضعيف ولا تؤذي السلطة في شئ.. وبالتالي من الممكن أن يستغل الحكام ذلك في تقليب الشعب على أهل الثورة.. فيُلتفّ على المطالب.

ولكن مما استفدتّه هو ما لفت نظري له المعتصم الكبير إذ نبّهني أن هؤلاء الحكّام - مجلس وزرا ومجلس عسكريّ - هم فاقدين للقيادة.. فرئيس الوزرا هذا طول عمره منذ عهد عبد الناصر وهو سكرتير الريّس.. والمجلس العسكري هذا يفعل ما يؤمر.. فهم يفتقدون القيادة.. يحتاجون أمراً يتبعوه.. ولهذا نرى هذا التخبّط..

ثم طرقنا باب محاكمة ضباط الداخلية الفاسدين.. فقلت أنني في قرارة نفسي أود أن أرى محاكمة فسّاد أمن الدولة قبل الثورة أكثر من أن أرى محاكمة قتلة شهداء الثورة في وقت الثورة.. طبعاً أود أن أرى الاثنتين.. ولكني على قناعة أن قتلى الثورة قُتلوا فتنةً.. رصاصات طائشة.. أو قتلوا في اقتحام الداخلية.. أمر طبيعي أن يطلق النار عليهم.. غلط نعم.. والمنظمة كلها كان حتماً أن تهدّ.. لكنه أمر منطقيّ أن يحدث.. ولكن ماذا عمّن كانوا يقتحمون البيوت ليلا ليوقظوا أهلها وليهتكوا الأعراض خدمة لأسياد هذا النظام وترويعاً للشعب.. أريد أن أتشفى في هؤلاء أكثر من أيّ أحد!.

وهكذا كان النقاش بيني وبين الشّعّار الذي خرجني قليلا من "فقع" أهل تويتر الكرام.. وفولورزهم وتويتاتهم.. ووعدت إلى أرض الواقع.. ثورةً وفلولا..

وأجمل ما في الموضوع أن ركبت وراء الشعار في الموتوسيكل ليوصلني إلى بيتي.. أول مرة في تاريخي الحديث.. والقديم بكل تأكيد... أركب موتوسيكل.. والهوا يطسّ في وشّي.

الأحد، يوليو 17، 2011

حيدرة يُبَعبِع - 2


أنا مع الاعتصام السلمي - مفتوح ولا مقفول - لتحقيق المطالب.. خاصّةً إن المطالب مش بتتحقّق غير بكده!!

أنا ضدّ أيّ عمليّة تخريبيّة ولو كان الهدف منها نيل الحقوق، عشان في الأول وفي الآخر إحنا مش بنحارب كيان الاحتلال.. والتخريب ده عقاب للشعب مش عقاب للمجلس العسكريّ.

لو الاعتصام كده كده حيؤدّي للعمليات التخريبيّة.. يبقى أنا ضدّ الاعتصام لغاية أما نبقى شعب مسئول يعرف الصّحّ من الغلط.

لا يمكن أشارك في اعتصام الناس فيه بتطّجّن على عمليات تخريب، أو وقف حال للغلابة.

مجمّع التحرير مش بتاع الثّوّار.. ده بتاع شعب مصر كلّه.. مش يقفلوه ويفتحوه على مزاجهم..

أنا أهاجم وأنتقد المجلس العسكريّ براحتي.. ومحدّش له عندي حاجة.. المجلس العسكري حاجة.. والجيش المصري حاجة تانية.. طالما ارتضى المجلس العسكريّ تحمّل أمانة البلاد في الفترة الانتقاليّة اللي احنا فيها دي يبقى عليه تقبّل النّقد ولو كان شديد..

أنا ضدّ النقّد بالشّتمية.. عشان ده مش نقد.. دي قلة أدب.. وماهواش حميّة على مصلحة البلد مثلاً.. بل هي زياطة..

أنا على استعداد إني أرزّع للمجلس العسكري بكل السُّبُل إلا الشّتيمة.. وإلا حقّه يقاضيني.. زي ما أنا مرضاش حدّ يشتمني لو مخالفني في الرأي..

بس كده!

الاثنين، يوليو 11، 2011

مدوّنة رئيس سابق - يا شماتّي فيكم


والله براوة عليكم أيها الرجال..

خليتوا الواحد يسيب الحكم كده وضميره مرتاح..

أسيبلكم الكرسيّ وكأنّي فيه..

ماشيين على الدّرب وعلى نفس الخطى..

أنا أتأنطر الأنطرة دي بعد خدمة قرابة حاجة وستّين سنة أفنيت فيهم عمري للبلد..

أما خونة.. صحيح!

لكن الحمد لله.. بعدي خير خلف لخير سلف.

وفيه منكم م اللي بيزكّوا الفتنة منكم لنفسيكم.. من غير ما أتدخّل والله.. كتّر خيركم..

قلتلكم.. يا أنا.. يالفوضى..

بواعاعاعاعاعاعاعاعععااا..

الاعتصام والمجلس والمجتمع والناس


المجلس يقود الشعب للتظاهرات والاعتصام بشكل غير مباشر لتحقيق مطالبه.. وهذا بالوقائع.. أن المجلس لا يقوم بأي تصرفات حقيقيّة إلا إذا ضُغِطَ عليه من قبل الناس.. لا تجد أي تصرف حقيقي يحدث من قبل المجلس وبغير الضغط الشعبي.. وبهذا يوعّي المجلس النّاس أن حقوقهم لن تأتي إلا بالضّغط!

لو أن المجلس سار على الدرب منذ أن تولى زمام الأمور بعدج خلع حسني مبارك لسارت البلاد في طريقها الصحيح ومن غير هذا الاضطراب.. لكن المجلس مصرّ أن يغذّي نظرية المؤامرة لدى الناس.. وهي موالسته لحسني مبارك.

قبل ذلك كان المجلس مهتمّ بدفع مثل هذه التّهم وإنكارها.. وكان أسلوب التعامل هو الطّبطبة على الناس.. وبيانات الفيسبوك التي لم تكفّ عن التأكيد على تأييد الجيش لمطالب الشعب المصري المشروعة.. أما الآن.. فيبدو أن المجلس العسكري لا يرى مطالب الشعب مشروعة.. وخوّل عصام شرف أن يتعامل مع مطالب الناس منه لنفسه.. في حين أنه يضيّق على الرجل في تنفيذ رؤيته للإصلاح والتي كان يرى أنها تقتضي استبعاد عدد من الوزراء الذي لا يُرى لهم في الحكومة هشّاً ولا نشّاً.. فأصبحنا نحن ملطّمين بين مجلس يبدو أنه اختار سبيل التطنيش واللعب على الأغلبيّة الصامتة.. وبين وزارة ليس لها من الأمر شيء.. إذا فالحلّ هو الشارع.

ولكن النزول إلى الشارع يقتضي مراعاة مصالح الناس.. ولا أرى أيّ معنى لقطع طرق السّفر للتعبير عن الغضب.. بهذا.. أنتم تنتقمون من الناس.. والذين يريدون محاصرة القناة للضغط على المجلس العسكري لتنفيذ المطالب هم غير مسئولون بكل تأكيد!! يريدون أن يضغط الغرب على المجلس العسكري لتحقيق المطالب كي تفتح قناة السويس.. والحقيقة أن هذا تصرف غاية في عدم المسئولية وينذر بمواجهو شديدة..

فإذا كان المجلس يلعب على وتر الأغلبية الصامتة.. فحتماً ليس الحل أن نقلب الطاولة على الجميع.. وأن نتحدى الشعب نفسه.. لا يجب أن نترك الفرصة للمغرضين والشّامتين أن يتهموا الثورة جزافاً أنها أخّرت مصر.. أو أن الثورة لا تراعي مصالح البلاد..

إننا نريد الضغط لتحقيق المطالب لا هدم الدولة لتحقيق المطالب.. ما بالكم إذا ما كان موقف الغرب من حصار قناة السويس أن يعطيَ الضوء الأخضر للمجلس العسكري ليفعل ما يراه مناسبا لتفريق المعتصمين هنالك بالقوّة إن أراد.. هؤلاء يحترمون الحريّة فعلا ولكن داخل حدود بلادهم.. لا يعنيهم أن تكون مصر حرة ولا مقموع شعبها.. المهم ألا تتأثّر أموالهم.. وقد كانوا يتعاملون مع حسني مبارك من قبل وكان لديهم العزيز الغالي.. إذ كانت الأمور مستقرة.. والفلوس رايحة جاية.. يعني م الآخر.. هم مع مصلحتهم فإذا كانت مصلحتهم مع الديمقراطيّة أيّدوها وإذا كانت مصلحتهم مع القمع أيّدوه.

لا تخسروا الناس.. أَعملوا عقولكم.. سأطالب بحقّي بكل قوّة ومن فم الأسد ولكني لن أتخذ من تعطيل حياة الناس إلى ذلك سبيلا.

الأربعاء، يوليو 06، 2011

الأغلبيّـــة الصّـــامتة - الأكثر وعيــا


أحياناً.. حينما تكون بعيداً عن قمّة الحوار وضجيجه وزخمه وسخونته، ترى الأمور بشموليّة أكثر ومن جوانب عدّة..

أهل الثّورة في مناقشاتهم الحادّة يدّعون - في بعض الأحيان - سابق علمهم ببعض الأحداث والمتوقّع في الأيام القادمة.. ولعل بعضُهُم يشاكس من يراه سلبيّاً في أوج الأحداث وقد يتهمه بالجهل أو عدم الوعي.

الطّامّة أن من تتهمه بعدم الوعي هذا هو معظم الشّعب المصري.. والذي نجحت الثورة بتوفيق الله أولاً ثم بمشاركته.. نعم أهل الثّورة نجحوا في كسب تأييد جموع الشّعب المصري إذ توحّدوا كلهم جميعاً حول هدف واحد.. هو سقوط نظام حسني مبارك.

فنظام حسني مبارك أهلك الكثير من الفقراء والمساكين.. وأذلّ الكثير من أصحاب الرّأي والمحترمين.. ونسف أحلام كثيـــر من شباب هذه الأمّة.. هذا جمّع هدف كل هؤلاء المجتمعين في ميدان التحرير.. وبغير قائد.. مما استحال مهمّة التفاوض مع أركان هذه الثورة.. فأصحاب الثورة هو الشّعب كله..

فبما أن الثورة هي ملك للشعب كله.. فلا يصحّ.. أن يظهر الآن في الأفق.. من يدّعي أنه هو حامي حماها.. فإذا كنت حقاً تقرّ بأن حامي الثورة هو الشّعب.. فعليك ألا تغفل.. الأغلبيّة الصامتة..

والتي هي في نظري التي لا تشترك في النقاشات والمداولات والاتهامات.. ولكن في النهاية.. سبحان الله.. تكون الكلمة كلمتها.. وهذا هو عين ما حدث في الاستفتاء.. إذ عاش معظم أهل الثورة في الـ "لا".. لأسباب يرونها منطقيّة عقلانيّة.. وفي الحقيقة.. الأغلبية الصامتة كان لها رأيها الذي قرّر نتيجة الاستفتاء لصالح "نعم" وبأغلبيّة محترمة.

الأغلبية الصامتة.. تظلّ صامتة.. إلى أن ترى أن حدثاً جللاً يعمّ بالبلاد.. وقتئذ.. ستتحرّك..

أما الآن.. فقناعتي الشخصية تقول أن الأغبية الصامتة لا تتحرك مع تظاهرات المتظاهرين..

ما يحدث غير واضح المعالم لعيون الأغلبيّة الصامتة.. وبالتالي فهي لا تأخذ موقف محدّد.. تصمت!

وبالتالي إذا ما أردنا نجاح تظاهرات يوليو.. علينا أن نستقطب الأغلبيّة الصامتة..

نستقطب الأغلبيّة الصامتة.. بالكلمة اللينة كأسلوب دعويّ.. وبتوحيد الهدف..

الثورة نجحت لأنه كان لها هدفٌ واحد: إسقاط حسني مبارك، ومرتكَزٌ واحد: ميدان التحرير يجتمع عليه الجميع..

فعلينا أن ننحّي - بحقّ - خلافاتنا الفكريّة.. التي لا شأن للأغلبيّة الصامتة بها.. ونوحّد الهدف.. وأرى أن الهدف الأسمى الآن.. هو تفعيل محاكمة رموز النظام السابق بجدّيّة.. ومحاكمة من ضَلَعَ في قتل المتظاهرين السلميّين أثناء الثّورة.. ولو كان أكبر رأس.

الثلاثاء، يوليو 05، 2011

لُغَــةُ الثَّـــــــورة


يا من انتفضتّم لينقشع الظّلم عن هذه البلاد.. وليعمّ الخير على ربوعها.. وليعيش المصري حياة كريمة.. وليذوق طعم الكرامة..

يا من انتفض ليُصلِحَ البلاد..

يا من ثار في وجه الظلمة وناهبي خيرات البلاد..

أرجو ألا تنسوا.. أنكم إنما انتفضتم لتصلحوها.. ولتصلحوا شعبها.. ليكون شعباً صالحاً مصلحاً...

لقد حملتم على أكتافكم أمانة ثقيلة.. ففضلتم مواجهة الموت بصدوركم على أنكم تمكثوا خانعين لجور السلطان.. أسأل الله ألا تكرّهوا الناس فيكم وفي ثورتكم..

واعلموا أن نجاح الثورة جاء بفضل الله أولاً.. ثم بفضل من ءازركم من جموع الشّعب.. فلا تعايروا هذه الجموع الغفيرة بجهلها..

قد ساندكم الشعب المصريّ العظيم في أيام الثورة حتى أُطيح برأس النظام المصري.. وحتى ظهرت لنا آفاق الحرية..

فاصبروا.. اصبروا على الشعب..

لا تحكموا بجهل الشعب وإلا صِرتم أجهل الجهّال..

وتمعّنوا في اختيار الكلمات.. التي من شأنها أن تؤلّف قلوب الناس معكم..

ولا تضعوا مصالحكم الشّخصيّة فوق مصلحة بلادكم العليا..

فاعملوا بعقولكم..

لا تهادنوا الظالم في ظلمه.. ولا تقسوا على شعب هو في مجموعه أحكم منكم وأدرى..