الاثنين، مايو 28، 2012

انْظر من/ماذا تنتخب؟


أنصح الأخوة "المناضلين"، الذين لا يريدون عودًة للنظام القديم، والذين يريدون أن يسقطََ حُكم العسكر.. أنهم إذا ما نووْا إقناع أيّ ممّن يريدون شفيق رئيسًا للبلاد أن يعدلوا عن هذا القرار أن يتجنّبوا الآتي:

-  ذِكر شهداء الثورة، أحيانًا يظنّ البعض أنه إذا ما اتّكأْنا على وتر الشهداء من قبيل: "إذا أردت أن تنتخب شفيق فاعلم أنك تغمس اصبعك في دم الشهداء وليس في الحبر الفسفوري"، أو "هل تظنّ أن مات هؤلاء من أجل أن يحكم شفيق؟" أنهم بذلك سيثنون من يريد انتخاب شفيق عن قراره.. الحقيقة أنه في الغالب، من يريد انتخاب شفيق لم يعترف يومًا بالثورة أصلا، وأكثرهم اعترافًا بالثورة اعترف بها كأمر واقع.. - أعرف ضبّاط شرطة معترفين بالثورة أنها ثورة بالمناسبة - ولكنهم لا يحبّونها.. لأنها لم تجلب لهم الخير، وبالتالي فمن استُشهد في هذه الثورة بالنسبة له لم يصنع له معروفًا.. في الأغلب هو راضي بالحكم العسكري أو على قناعة أن كرامة المواطن المصري لا تستحقّ أكثر مما كانت عليه وقت حُكم مبارك..

- تجنّبوا كذلك الدفاع المستميت عن "نوايا" الإخوان، هذا استخْفاف بعقله.. لأنه كان يعيش بيننا طوال العام الماضي وكان يرى تصرّفات الإخوان وكان يُحلّلها.. فلا تستهزئ من تحليله لها أو تردّ على مثل هذه التحليلات بالدفاع العاطفي عن الإخوان من قبيل: هؤلاء اعتُقلوا وعُذّبوا عقود من قبل.. بالمناسبة، ومما هو معلوم بالضّرورة على حد ما أعتقد أنه في أغلب الأحوال ستجد من يريد شفيق رئيسًا غير منكر على النظام السابق ابعاده الإخوان واقصائه لهم.. وبالتالي فاللعب على هذه الوتيرة لا يُجدي نفعًا..


- كذلك تجنّبوا السُخرية من شفيق، كونه لا يعرف كيف يتحدّث فالحقيقة أن المرشح المناظر لا يملك خطابًا مقبولًا لدى العامّة أيضا..


- في المُطلق تجنّبوا الحديث العاطفي لأنه لن يتعاطف مع كلامك ولو أبدى لك مواقفته العاطفية على ما تقول.. هو يجاملك لأنك حزين ومتضايق و"يا عيني" مكسور.. فقد يكون ابن ناس ولا يظهر لك أن عواطفك ومشاعره لا تعني له شيئًا في القضيّة..


- يُنصَح أن ترى وجهة نظره أولًا، قد يساعدك ذلك في معرفة أي مفتاح تفتح به كالون نفسه؟


- أرى كذلك ألا تحاول أن تقنعه أن الإخوان ليسوا طمّاعين في الحُكم مثلا.. فبكل السُبُل لا يمكنك إيجاد وسيلة لإقناعه بذلك.. أو أن تُجَنّ في عقلك فتقول له أن الإخوان زُهّــاد في السلطة.. معظم تصرّفات الإخوان طوال الفترة الماضية ضد هذه الفكرة تمامًا..


- لا تربُط الإخوان بالدّين..


- افترض معه أسْوأ ما يمكن أن يحدث إذا ما تولى الإخوان الرئاسة.. إيه آخرهم في أربع سنوات؟ وتخيّل أنت بكل نزاهة ماذا يمكن أن يحدث مقابل ماذا يمكن أن يحدث إذا ما تولى شفيق الرئاسة في الأربع سنوات القادمة.. وأوصيك أن تكون عادلًا.. في تحليلك.. يعني "ما تتشَطَّرْش".


- اعْلم أنّ فرص إقناع من انتخب شفيق في الجولة الأولى أن يعْدل عن قراره أصعب بكثير - تكاد تكون مستحيلة - من إقناع من وجد نفسه في خيار ما بين "إخوان" و"شفيق"..


- ادعُ للبلاد أن يوليَ الله عليها أمرَ رشد.. يُعزُّ فيه أهل طاعته، ويتابُ فيه على أهل معصيته.. وأن تحيا مصر كريمة عزيزة.. حرة مستقلة.. تجبر العالم على احترامها..

الجمعة، مايو 25، 2012

خليك بارد وتنّـــح!

طا.. الحمد لله وصلنا لمرحلة الإعادة.. وعلمنا بنسبة 99.99% إن الإعادة إن شاء الله بين مرسي وشفيق، أنا مش عايز الناس تتضايق.. أيوة.. نطبّق نظرية خليك بارد وتنح.. ليه بقى؟ لأن الضيقة وكدة مش حتيجي غير على صحّتك أحبيبي.. بجد.. لازم ناخد المواضيع بشكل موضوعي كده عشان مش لازم يجيلنا ضغط ولا سُكّر واحنا شباب يعني.. ربنا يعافينا.. أنا بس حلامؤخذة حازق في نفسي كلمتين أحبّ أفضفض بيهم.. وده برضُه من باب الحفاظ ع الصّحّة.. ومن باب خليك بارد..

- إلى السادة "الثّوّار"، ماشاء الله عليكم ساعدتّم بتشتّتكم وتفرقّكم الحمد لله الكعكة اللي انتو قاعدين تتخانقوا عليها طارت من إيديكو.. وثبتت النظريّة فعلا إنكم آخركم ميدان التحرير، أما لما جيتوا تلعبوا سياسة كل واحد فيكو اللي حواليه نفخوه وخلوه أد البرميل.. ليه يكون تابع لغيره - على أساس إن الاتحاد تبعيّة وقلة شخصيّة - فعشقتم الاستقطاب.. فكل واحد فيكو بقى عايز يبقى هو الملك لحد ماى جِه اللي بيلعبوا سياسة بقالهم عقود أنْطروكو برّة.. على فكرة فُل، مفيش لوم ولا حاجة.. بس متوأوؤوش بقى وهوبّا الميدان ضاع هوبّا ده كان بصْباع والكلام ده.. نتكتم ونشوف نعمل إيه في اللي جايّ..

- إلى جماعة الإخوان، أثبتت الفترة اللي فاتت دي إنكم أصحاب مبادئ.. لا فعلا من ناحية المبادئ اللي مبتتجزّأش انتو أصحاب مبادئ مبتتجزّأش.. بس للي في صالح "الجماعة".. أما قياسها بقى إيه اللي صالح مصر ففاكس.. المهم وحدة الصّف الجماعي "الإخواني" وخلاص.. انتخابات برلمان بقى انتخابات رئاسة كان ممكن تُدار منكم بشكل يخرّجنا من القرف اللي وقعنا فيه ده بكل سهولة.. كله تفكير في مصلحة الجماعة وفقط.. براحتكو فعلا.. دي حقيقة.. بس التعامل بعد كده حيبقى بالشكل الانتهازي ده من الطّرفين برضُه.. يعني محدّش حيقف جنبكو غير لو حسّ إن مصلحته معاكو.. محدش حيتعاطف معاكو غير لما ميبقاش أدامه غير "المصلحة" معاكو.. يعني أنا شخصيّا في الإعادة صوتي لمرسي.. بس ده مش عشان مشروع النهضة "اللي مش مقتنع به أصلا" ولا عشان انتو بتمثّلوا الإجماع للتيار الإسلامي.. بالنسبة لي انتو فريق سياسي زيّه زي أي فريق سياسي موجود.. لكن صوتي ليكو عشان مينفعش أدي صوتي لأحد رموز النظام القديم.. مبشتاقش أنا للقهر والبلطجة وقلة الكرامة بتاعة نظام حسني مبارك.. فمصلحتي دلوقتي معاكو.. انتهازيّة سياسيّة أيوة..

- وإلى اللي صوّتوا لشفيق، فمرسي (شكرًا يعني) ع اللبوس ده، وان كنتو عملتوا كده عشان سفيق ييجي يلمّ "العيال بتوع التحرير".. ففُل أوي.. بس ياريت منسمعش حسّكوا بقى لما "الاستقرار" يبوظ، وعجلة الانتاج تفسّي.. لومكم كله يبقى على شفيق.. هو اللي حيجيب الاستقرار.. وإذا كان انتو فعلا مش قادرين تقتنعوا بإن مصر كان ممكن تستحق أحسن م القرف اللي كانت عايشاه أيام حسني مبارك.. فلما نعمل لكم إيه مش حتغيّروا فكركم.. انتو انتخبتوه أساسًا وانتو متعرفوش برنامجه.. انتو انتخبتوه عشان بتعزّوا أوي أسلوب تعامل النظام القديم مع المصريّين.. وقيسوا انتو بقى شوفوا كرامة المصري جوة البلد كانت عاملة إزاي وبرة البلد عاملة إزاي.. ويبقى مقدار الكرامة دي هي اللي مناسبة ليكو أوي.. انتو مش شايفين إننا نستحق أكتر من كده!!

- وأحب أحيّي المجلس العسكري إنه أدار الفترة الانتقالية - اللي حتبقى دائمة لو شفيق كسب - بمنتهى الحرفيّة، اللي من خلالها كرّه الشعب المصري كله في الثورة.. وخلى قطاع كبير منهم يصوّتوا.. بمنتهى الحريّة.. لأحد ممثلي نظامه القديم.. لا لشئ.. إلا عشان يلمّ البلد.. قال يعني المجلس العسكري كان عارف يلمّها..

الخلاصة: خليك بارد وتنّح.. والأمل كبير إن شاء الله بس مش لازم دلوقتي يعني!

الأحد، مايو 20، 2012

متلازمة ستوكهولم دي ولا إيه؟!




تلاقي السّت فقيرة ومُعْدمة وقد لا تجد ميّة تشربها، ولا عندها صرف صحي آدمي تعيش عليه، ولا يعولها أحد، بل ربما تعول هيّ بناتها اللي لسّة متجوّزوش.. وعايشة فـ عشوائيّات غير آمنة، وبقالها ع الحال ييجي ثلاثين سنة.. وسبحان الله.. تقوللك أنتخب عمرو موسى.. 

ولا سوّاق التاكسي اللي كان كَفْران دوريّة نهار ودوريّة ليل.. ومش عارف يسدّد حق قسط العربيّة.. اللي شغّالة على جاز مبيلاقيهوش.. ويرجع مهدود الحيل.. وبقاله ع الحالة دي ييجي عشر سنين.. ودلوقتي.. تشوف قراره في التصويت.. مين اللي حيدّيله صوته عشان يتغيّر حاله للأحسن.. تلاقيه يقوللك موسى ولا شفيق!!

هوّانتو كنتو شُفتو منهم خير قبل كده لما حتدّوهم الرئاسة كمان.. مش كنتو بتقولوا حسني كويس بس اللي حواليه همّا اللي فاسدينه.. إن ماكانوش دول اللي حواليه.. فممتوقّعوش إنهم حيغيّروا البطانة اللي كانت حواليه.. يغيّروها ليه؟! ومكنوش اتكلموا قبل كده ليه؟! شافوا الفساد والقرف اللي ودّى حسني وزمايله السجن ومتكلموش ليه؟! 

واحد كان بينكّت لحسني عشان يبقى اللذوذ بتاعه.. والتاني طوول عمره تلميذه..

انتو فعلا شايفين مصر مكنتش تستحقّ أحسن من كده؟!

الجمعة، مايو 18، 2012

سي في؟!



نعم.. أحمد شفيق له "سي في" قويّ جدًا.. الراجل كان مدير عمليات القوات الجويّة وقائد القوات الجوية وبعدين بقى جامد فحسني مبارك مسّكه مصر للطيران وبعدين ماشاء الله عليه وعلى حواليه قام ممسّكُه وزارة الطيران.. وحاز على أوْسمة بقى ونياشين ياما.. والصراحة.. الصراحة يعني.. مفيش حد من المرشحين "الثوريين".. هَه.. حاز على هذه الأوسمة من النظام السابق، ولا عمرهم تولّوا مناصب قياديّة.. في النظام السابق.. فمنين بقى.. هَه.. إيش جاب لجاب عدم اللامؤخذة؟

أيوة ما هو المرشحين "الثوريين" دول.. كانوا معارضين للنظام السابق الحقيقة.. فأساسًا مكنش ليهم إنهم يتولوا أي مناصب تنفيذيّة.. واللي ربنا كرمه منهم وتولى مناصب قياديّة كانت مناصب مش تحت مسئولية النظام السابق.. ففعلا.. مش حيبقى معاهم "السي في".. أوسمة ونياشين يعني والكلام ده.. لكن معاهم تغيير.. ورؤية.. والحقيقة إحنا اتعمينا من الناس دي بقالنا 30 سنة وأكتر.. واتهرينا من الخبرات والكفاءات المباركيّة لما مبقيناش عارفين لا نزرع ولا لمؤخذة نقلع ولا صناعة ولا جيش قوي ولا سياسة خارجيّة تخلّيلنا قيمة أساسا..

خلاصة القول.. ماحْناش عايزين رئيس عنده خبرة سياسية.. لو خبرته السياسية دي مع النظام السابق اللي طفّح الشعب المصري.. واللي "مُفترض" قامت عليه ثورة..

فلو انت عايز تنتخب شفيق ولا عمرو موسى.. مفيش مشاكل.. انتخبه.. طالما لعبناها انتخابات محدّش يقدر يمنعك من كده.. لكن ده يبقى معناه إنك مش شايف إن مصر كانت تستحق أكتر من اللي كانت عايشاه أيام حسني مبارك.

الأربعاء، مايو 16، 2012

ليه؟!


هو ليه الناس مفترضة إنه عشان أبقى صاحب مبدأ مينفعش الناس كلها تحبّني.. مس يمكن عشان أنا صاحب مبدأ الناس كلها بتحبّني.. ليه الناس رابطة إنه عشان أبو الفتوح إسلامي وتاريخه إسلامي يبقى مينفعش ناس منتمية للفكر اليساري ولا الليبرالي تحبّه.. هو قال إيه مخالف لصريح الدّيــن؟ وليه أنصار التيارات الليبرالية واليسارية يخــوّنوا ناس منهم شافوا في أبو الفتوح رجل المرحلة..


هو مين اللي قال إن الانتساب للفكر الإسلامي في الحياة عمومًا يعني إقصاء الآخرين ورفضهم وضرورة الصدام معاهم.. مين اللي قال إني عشان أبقى إسلامي لازم أنفخ أي ليبرالي أسمعه وأُنكر كل ما يقول.. مين اللي قال إنه لما تيارات كتيرة من المجتمع تشوف في واحد إنه رجل المرحلة يبقى الرجل ده كدة متلوّن ومنافق وبمئة وشّ!! 


هو إحنا للدرجة دي.. أدمنّا الاستقطاب؟؟!!

الاثنين، مايو 14، 2012

لا يزال هناك رجــال

بعد أن يفيض بك الكيْل في هذه الدنيا..


فتظنّ أنها "جَبَرت"..


انظر شرق البلاد.. 


فستجد أن الكوكب لا يزال يعيش في رجالا..


أبَوْا إلا أن يعيشوا كرامًا.. أو يموتوا شهداء..


بارك الله في رجال فلسطين..


وثبّــت أسرانا من أهل فلسطين لدى الصّهاينة على الحقّ المبين..

الأربعاء، مايو 09، 2012

في شفيق وخبرته الدولتية

رجل دولة رجل دولة يعني!!
 
امبارح خالد صلاح ده بيسأل شفيق على خصومه السياسيّين فردّ قال: لا أنا مبعتبرهمش خصوم سياسيّين عشان لو بعتبرهم كده يبقى أنا عامل لهم اعتبار.. وأنا مش عامل لهم اعتبار!!!

وشايف إن تاريخ عبد المنعم أبو الفتوح بيتمثّل في إنه كان بيودّي بطاطين، على اعتبار إن نشاطه السياسي من وهو في الجامعة واعتُقل عشانه ده كان بيقزْقزْ لب ساعتها.. بينما طبعًا سيادة الفريق كان مقاتل ع الجبهة من قبل ما أبو الفتوح ده يتولد أساسًا.. عنده خلفية عسكرية.. وأبو الفتوح خلفيّته بطاطينيّة..

يدّعي أنه مينفعش واحد "مالوش خبرة" هوبّ مرة واحدة كده يبقى رئيس، لازم يكون رجل دولة أساسًا.. طب أنا موافق بس هاتولي رجل دولة خبرته دولتيّة بس متكونش خبرة دولتيّة مباركيّة.. عشان مفترض إنه في ثورة قامت على النظام المباركيّ ده.. يا سيدي أنا مش عايز رجل دولة لو خبرته كرجل دولة مع نظام ذليل.. أنا عايز واحد يحسّسني إني عندي كرامة!!! دانا مشوفتوش جاب سيرة الكرامة ولا مرة!!! ولا مرة!!!

الاثنين، مايو 07، 2012

خواطر تنفيسية


دائمًا في الإصلاح الدعوي المنجى والطريق للتنمية والتقدم وحسن الأخلاق، والإصلاح الدعوي هنا يشمل الدعوة الدينية من حث على العبادات وإحسان المعاملات والدعوة العملية من اتقان للعمل، والتقسيم هنا في رأيي لا يجوز، لأني أرى أن الإصلاح الدعوي الديني واحد، فلا يعد ذلك انفصامًا للشخصية..

وبالتالي فكل دعوة نتجت من حركة، جماعة، تنظيم هدفت لإصلاح مصر، أو الأمة.. أو العالم أجد نفسي مؤيّدًا لها وداعمًا لها إن استطعت بأيّ وسيلة..

وأرى أنه لا يجب التهوين بأي حال من الأحوال من أي مباردة هدفها الإصلاح بوجه عام..

إلا أني من منطلق الثورة، قد تكون لي حسابات -في الغالب- تنظر للأمور من وجهة مختلفة نوعًا ما.. والاختلاف ليس دومًا تفرّدًا، ولا هو على سبيل الإطلاق نظرة موضوعيّة.. بمعنى أنه في كثير من الأحوال قد يتطلب الأمر تصرفًا ثوريًا شجاعًا يضع كثير من الموازين في أقل من معيارها المتعارف عليه، وفي نفس الوقت قد يكون حساب كافة آثار كافة العوامل هو التصرف المطلوب..

ولكن كل مرء له هواه، مهما جنحت في وقت من الأوقات للحلول الثورية النارية، أجد نفسي أقل ثورًة ممن عُرف عنهم الفكر الثوري على طول الخطّ.. فأنا أميل للفكر المحافظ الذي يفضل التغيير بالأساليب المتاحة والتي في الأساس تعتمد على المنهج الدعوي أكثر من المناهج الثورية التي تريد في معظم الأحوال أن تقلب "الترابيزة"..

ولذلك لم أكن ممن توقعوا الثورة على الإطلاق، بل لم أفكر فيها حلًا لما نعيشه من ظلام واستبداد.. وكان منهجي هو الإصلاح ما استطعت، وبالسُبُل المتاحة الموجودة وإن ضُيّقَ عليّ.. فسيأتي من بعدي من يكون خيرًا مني وأقوى على التغيير.. على ذات المنهج.. وتكون دائرة تأثيره أوسع.. وأوقع.. فيغيّر ويتغيّر.. لذا ظننت دومًا أني قد لا أرى نصرًا مبينًا في حياتي ولكن يكفيني أن أرى من الناس من يمضي على المنهج الصحيح.. ليس منهجي أنا طبعًا ولكن المنهج القويم الذي ننشده جميعًا تحقيقًا للحياة الكريمة العزيزة في الدنيا وفوزًا بجنة الآخرة..

وعلى مدار الثورة لم يكن تفاعلي مع الثورة هو التفاعل الثوري المنشود ككثيرٍ ممن عرفتهم - وهم أفاضل - ربما لأن تكويني ليس ثوريًا.. بل أميل دومًا للإصلاح..

أشهد أنني لا أجيد صناعة الثورة أو تنظيمها، ولكني أتفاعل معها بما أراه مناسبًا لي.. في كلمات أخرى: أنا أخدم ثورة "الحق" بأكثر ما أتقنه.. أيًا كان هذا الذي أستطيع إتقانه.

وربما بسبب ذلك، أرى كثير من الأحداث التي تجري بوجهة نظر "محافظة" نوعًا عن غيري، ولكني لا أنفي عنها صفة أحداث الثورة..

على سبيل المثال.. رأيت في أحداث "محيط" وزارة الدفاع ومن قبلها أحداث العباسية بلطجة وإجرام غير مسبوق على إخواني المعتصمين إذ شهدَ لهم الجميع أنهم لم يمارسوا العنف.. وإن مورس من قبلهم فقد قوبل بهيجان عسكري مسلح غير مسبوق راح ضحيته ما يقرب من عشرين قتيلا ومئات الجرحى.. نسأل الله تعالى الرحمة لقتلانا - نحتسبهم شهداء عند الله - ولأهلهم الصبر ولمصابينا الشفاء العاجل ولمعتقلينا أن يُردّوا إلى أهاليهم ردًّا جميلا..

وما اعتقدت أبدًا أنهم مارسوا ما يمكن تصويره أنه تهديد لأمن مصر القومي، أو تهديد أمن المواطنين في الشارع.. إلا أني رأيت أن الاعتصام في ذاته سياسيًا.. خطأ.

نظرت للموضوع بنظرة محافظة - أطلق عليها موضوعية - بالمكاسب والخسائر.. ما المنتظر من هذا الاعتصام؟ يعني.. ما الذي يحدث فنعتبر وقتئذ أن الاعتصام قد نجح في أهدافه؟ هل متوقع أن يسقط حكم "العسكر" بهذا الاعتصام؟.. أم أن المتوقع وبخبرة عام ونصف أن ينتهي دومًا بأحداث مؤسفة، يذهب ضحيتها العشرات - نحتسبهم شهداء بإذن الله - ولكن على الأرض لا نجد مغْنمًا واحدًا..

أنظر للأحداث فأقول، مالنا وقد رضينا بانتخابات رئاسية تحت حكم المجلس العسكري أن يفرق عنّــا فصيل أو فصيــلان ليصرّوا على حلول لم نجد منها نفعًا.. خاصًّة أن زخم تأييد الشعب المصري للثورة.. بَهَت..

جو الثورة "اللذيذ" الذي كان يجذب المصريين قبل ذلك لإسقاط حسني مبارك ذهب بغير رجعة.. الناس تفرقت فصائل كثيرة.. والحال ليس كما كان في بداية الثورة..

أنظر لمصر فأقول أن مصر ثقيلة جدًا.. دولة ثقيلة تجذّر فيها النظام وتفرّع وتشرّع أكثر مما نعتقد أنه يمكن أن يزال كل ذلك.. بثورة..

نظرت فرأيت أن بتر النظام الفاسد كله لا يأتي إلا بثورة أتاحت لنا انتخابات حرّة شفّــافة نزيــهة تضمن لنا أن من سيأتي لسُدّة الحكم سيكون من اختيارنا.. وبذلك تستمر مسيرة الإصلاح..

أو..

فضّ فكرة الانتخابات الرئاسية، والقتال مع "العسكر" إلى غير رجعة.. ولكن بغير زخم شعبي كافي، فنرسل أبنائنا مئات وراء مئات فيُقتلون..

أو..

ثورة جديدة شعبية كاملة ووقتئذ تتغير كل الحسابات..

وفي النهاية أقول.. لا بديل عن منهج الإصلاح.. مفعوله بطئ جدا.. ولكنه فعّــال على المدى البعيد..

أسأل الله السداد في القول والعمل لنا جميعًا..

الخميس، مايو 03، 2012

إحْنا منهارين.. منهارين..

طب أنا أحب ألفت نظر بس "الراجل" اللي مقضّيها حرق في البلد بس إنه ناسي حاجة مهمّة أوي، يبدو إنه سُهى عليه يصدّر لنا "تامر من غمرة" والراجل بتاع "أم الدنيا" وكمان الست بتاعة "مصر بتتحرق" يتكلموا في برامج الإعلام كلها عشان يحسسونا إنه في واحد بيحرق في البلد.. يا جماعة ما الموضوع كده مش جايب همُّه.. يعني حرام عليكو عمر أفندي الراجل لسة شاريه وكده تولّعوا فيه بدمّ بارد.. ومستفدتوش حاجة من حرقه.. أيوة مانتو ناسيين الشقّ الإعلامي بتاع الموضوع.. لازم يبقى فيه ولولة ومظاهرات في مصطفى محمود - لأن العباسية مشغولة دلوقتي - تطالب المجلس إنه يقعد بقى عشان استقرار "الأوضاع".. فبس عشان نوصل للنتيجة قبل ما البلد كلها تتحرق ع الفاضي..

خلاص يا عم "الراجل اللي بيحرق في البلد" إحنا منهارين أوي.. منهارين خالص.. أنا خايف أوي.. بليز ستوب إِت.. مصر بتتحرَق.. مصر بتتحرَق.. دول عاملين جمعة "النهاية".. نهاية مييين.. إهئ إهئ.. وحياة أبوك ولا وحياة أمك أيُّهم أغلى يعني عليك خلاص عرفنا إنك جامد أوي وممكن تحرق البلد كلها خلااااااص!!!

الثلاثاء، مايو 01، 2012

في تصعيـد التيـــار الإســلامي



أولا: لا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتداء على أي معتصم مهما كانت مطالبه طالما أن هذا المعتصم انتهج النهج السلمي في اعتصامه.

ثانيًا (وهي مرتبطة بأولا): تأييدك للاعتصام من عدمه ليس له علاقة بضرورة التسليم بعدم إيذاء المعتصمين..

شخصيًا لست مؤيدًا للاعتصام الحالي عند وزارة الدفاع، ولكني ضد أي اعتداء على المعتصمين هناك، ومن اعتدى على المعتصمين أرسل إليهم البلطجيّــة، بمعنى أنه هو نفسه يعلم تمامًا أن الاعتداء على هؤلاء المعتصمين لا يمكن أن يكون مبررًا إلا من قبيل البلطجة والخروج على القانون..

كل هذا مع التأكيد أن اعتصام وزارة الدفاع لم يجنح للعنف، ولم يمارس البلطجة، ولم يروع أمن المواطنين، ولم يسدّ الطرق أو عطّل حياة الناس الطبيعية..

ما سبق أمر طبيعي ووجب التنويه له، واستنتاجًا منه أؤيد من ينزل داعمًا للمعتصمين ضد أعمال البلطجة وإن كان لا يؤيد مطالبهم، كذلك كان الحال بالنسبة لي مع اعتصام مجلس الوزراء على سبيل المثال، وإن كان اعتصام مجلس الوزراء عطّل ولو شكلاً حركة العمل في مجلس الوزارة..

القضية هنا.. في تصعيد التيار الإسلامي..

أكون كذابًا إن ادعيْت أني أفهم ما يجري خاصة من قبل التيار الإسلامي سواء في تصعيده ضد المجلس العسكري - في الشارع - أو ضد الحكومة في البرلمان..

الفكرة أنه وقت ما كان المجتمع المصري كله في حالة تخوف من تسليم السلطة للمدنيين، ولم تكن خارطة الطريق واضحة لدى العامّة.. لم يكن التيار الإسلامي من مؤيدي النزول للشارع.. بل وصل الأمر للامتناع عن نزول بعض المليونيات.. دون الدعوة حتى للاعتصام.. وذلك بداعي أن النظام يريد أن يجرّ التيار الإسلامي لمواجهة شاملة في الشارع يقلب بها الأوضاع رأسًا على عقب.. الحقيقة لا أفهم ما الذي جدّ جديد حفّز التيار الإسلامي النزول للشارع..؟!

وأتمنى ألا تكون الإجابة: يعني الناس مينزلوش الشارع تقولوا باعوا الثورة.. ينزلوا تقولوا إيه اللي جدّ جديد.. نعم التساؤل مشروع لأن نزول التيار الإسلامي للشارع الآن يأتي مع قرب انتخابات رئاسية وتسليم - مفترض - السلطة للشعب، صبرتم طوال هذه الفترة واخترتم عدم النزول تفاديًا لقلب الأوضاع، ثم وبعد أن وضحت خارطة للطريق ساهم في توضيحها اعتصام نوفمبر الذي رفضتم النزول فيه بشكل رسمي يحمل اسم جماعاتكم، الآن تنزلون في المليونيات وراء المليونيات، ويعتصم منكم عند وزارة الدفاع - أساسًا بدافع قضية حازم أبو إسماعيل - وتهتفون بإسقاط العسْكر؟!!

ثم لا أفهم إصرار الإخوان على إسقاط حكومة الجنزوري التي بقي على عداد انتهاء ولايتها شهرين، ولا أجد له تبريرًا غير محاولة إظهار قوة الإخوان في الحياة السياسية.. نحن نقدر على خلع الحكومة!! أداء الحكومة سيء ولكن ليس في الشهور الأخيرة فقط، منذ أن وُلّيت هذه الحكومة وكان عليكم الاعتراض عليها.. الآن تذكرتم أن الجنزوري يتخبط و.. و.. لا أرى من تبعات تغيير الحكومة الآن إلا إرباكًا للمشهد السياسي ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية..

تحريك الشارع الآن أصبح - للأسف - ليس لمصلحة مصر وإنما أصبح لعبة صراعات سياسية، وهذا ما جعل الكثير من أهل التحرير يعزفون عن النزول لمثل هذه المليونيات.. قد يغصب أحدهم على نفسه في النزول مرة، ولكن ما إن ينزل حتى يرى أن المليونية هدفها سياسي بحت..

روح الميدان القديمة التي كانت موحدة على قلب رجل واحد هدفه إسقاط حسني مبارك لا تجد لها مسلكًا في تظاهرات هذه الأيام..

الآن هي لعبة سياسة.. ونحن - أو أنا شخصيًا - أشعر وكأني كتلة حرجة تتأرجح بين هؤلاء وهؤلاء.. فعلاً صدق من قال من قبل أن الثورة كانت في يد الثوار والشعب معهم، ولكن حتمًا سيأتي وقت لينتهي دور هؤلاء الثوار ويتولى الدفة أصحاب السياسة.. ولكن يبدو أن تولى الساسة و"أنْطرة" الثوار جاء مبكرًا زيادة عن اللزوم..

بالله عليكم اختاروا.. إما ثورة حتى النهاية و"فرْمتة" هذا النظام عن آخره وتحمل تبعات ذلك مهما حدث من خسائر ومهما تكبدنا من أرواح ودماء شهداء.. أو أن تلعبوها سياسية، وتحمل تبعات ذلك مهما حدث من أن الرئيس القادم عليه أن يلعب سياسة هو الآخر مع المجلس العسكري..

أما الجمع بين الاثنين، بمعنى إكمال الثورة على النظام - المجلس العسكري من النظام السابق - وفي نفس الوقت انتخاب رئيس صدامي مع المجلس العسكري في انتخابات تقام تحت حكم المجلس العسكري هو أمرٌ لا أجد له في "دماغي" أي منطق!!




في عمرو موســى



إذا كنت لا تقبل مرشحًا رئاسيًا ما.. لله في لله كده.. بمعنى أنه ليس لديك دليل قاطع على تورطه في فساد من قبل أو سكوت على ظلم، أو أنه أيّد من قبل النظام المباركي في غير موطن إما بالكلام أو بالأفعال.. إذا كنت لا تجد دليل قاطع على أنه ليس لديه الجديد أو ربما ليس لديك الدليل على أنه ينوي إعادة انتاج النظام القديم من جديد.. ولكنك لا تقبله هكذا.. لله في لله.. يعني الراجل قطع كل سبُل الوصول لصوتك بالحسنى وأنت مع ذلك ترفض.. حاول أن تفكر في أي ميزة قد تدفعك في وقت من الأوقات أن تعطيه صوتك.. أو بلاش كده.. فكّــر ماذا لو - وربنا يعافينا - تولى هذا الشخص الرئاسة، ما هي الصفة الوحيدة التي يحظى بها هذا المرشح دونًا عن غيره تُعزّيــك أنه فاز..

بالنسبة لي هذه الصفة هي الخبرة السياسية والدبلوماسية..

ولكن؟

هل مصر الآن تحتاج إلى رئيس صاحب خبرة دبلوماسية وسياسية سابقة؟

ولو مصر تحتاج هذه الصفة.. هل مصر تحتاج رئيس اكتسب خبرته الدبلوماسية والسياسية وهو يخدم نظام مبــارك؟!

الرجل لديه خبرة دبلوماسية.. لا شكّ.. ولكنها خبرة دبلوماسية لخدمة نظام ذليل لأمريكا..

هو مش المفروض الثورة دي جت من أجل أن نعيش عيشة كريمة، وأن تكون مصر دولة مستقلة تجبر العالم على احترامها؟

طيب إزاي بأي حال من الأحوال تنتخب من كانت خبرته السياسية والدبلوماسية - نقطة قوته الوحيدة - كلها اكتُسبت في عهد بائد..

أنا مش عايز واحد يمارس نفس سياسات الذل والهوان للدول الكبرى وتكتلات العالم الضاغطة على مصر..

أنا عايز واحد ييجي يفَرْمَت هذ الفكر أساسا..

مين اللي قال إني عايز واحد محنّك سياسيًا ويعرف يتكلم مع الناس برّة..

أيوة أنا عايزه يعرف يتكلم مع الناس برّة بس ورأسه فوق..

ليس كَبرًا والعياذ بالله وإنما عزّة ونديّــة..

قامت الثورة لكي يتم تغيير تعامل مصر مع المتغيرات داخليًّا وخارجيًّا..

ليس لكي نعود نبحث عمّن عاش في كنف نظام الذل بل وأشاد في تعامله مع الأمور من قبل..