الخميس، نوفمبر 29، 2012

الشرعية والشريعة



لصق كلمة "الشريعة" بالـ"الشرعية" في مليونية الإخوان السبت المُقبل لا تبرير لها غير أنها - فقط - للحشد، أنا لا أذكر موقفًا واحدًا للإخوان المسلمين ناصروا فيه الشريعة حق نُصرتها منذ أن تولوْا حُكم البلاد، بل آذوْا الشريعة أكثر مما نفعوها - على الأقل حتى الوقت الراهن - ولا أزكّي نفسي عليهم بل أقول اللهم اهدِني وإياهم للحق، ولنصرة الشريعة الحقيقيّة، ويارب عافني وإياهم من التملق بها وقت الحاجة ثم المراوغة عنها لأمور السياسة.

فقط، أراد الإخوان أن يكونوا أكثر عددًا من مليونية رافضي الإعلان الدستوري، فألصقوا كلمة "الشريعة" ليُجرّ لمليونيّتهم من لا يدري عن الأمر شيئًا غير أن يقال له: أن "الشريعة" في خطر، ولا أدري أي خطر يخشاه الإخوان على "الشريعة" إذا كان الدستور بيدهم، وهم من يصوّغون - أو صاغوا - دستور البلاد الذي هو من المُفترض "بما لا يخالف شرع الله".

إن حشدَ السبت المُقبل لا علاقة له بالشريعة، وهو فقط استعراض قوة للتيار المؤيد للإعلان الدستوري وعامل محفّز جديد للانقسام والفُرفة، والرئيس مُرسي يزكّي كل فترة انقسام الشعب بخطبه الموجّهة فقط لأنصاره، ولا أساوي بينه وبين القذافي ولكن واقع الأمر أن هذا ما كان يحدث منه حين ارتفعت حدّة الاحتجاجات بليبيا أن كان يخطُبُ في أنصاره فقط، رافضًا الاعتراف بالاحتجاجات أساسًا.

أخشى على الرئيس مُرسي من تغيّرات النفس الإنسانيّة، وأخشى عليه من خطبه التي يلقيها بين أنصاره، وأول هذه الخطب كانت خطبة الاستاد التي أجد ارتياحًا كبيرًا في وصفها بالفاشلة شكلًا وموضوعًا وأثرًا عليه هو شخصيًا قبل أن تكون على شعبه.. هو بشر، وطبيعي إن خرج إنسيٌّ يخطب في جموع الناس كلها بلا استثناء تهلّل لكل ما يقول أن تتغيّر نفسه وتظنّ في نفسها أمرًا، لا أسيء الظن بمُرسي وإنما إنكار محاولة الحشود التي تُحشد له "فَرعنته" هو - في رأيي - مغالطة واضحة.

على الرئيس مُرسي أن يخرج من الدائرة الصغيرة، وأن الناس لن يقدّروا ولائه العاطفيّ والوجدانيّ للإخوان، فلن يتفهّموا أبدًا توجيه كل خطبٍة له لأهله وناسه.

وأن تبرير البعض لتصرفاته وتصرفات جماعة الإخوان لن يستمرّ طويلًا، وإلا مسَّخ أكثر مما هو ماسخ.

وأنه يوجد من الناس من يفرّق بين "شرع الله" الحقيقيّ، والتمسُح بالشريعة وقت اللزوم.

في النهاية، نحسب كل الناس على خير، وإلا إن كنا لا نحسبهم على خير ما استهْلكنا أنفسنا في ردّ الظُلم، أو تصحيح المسار.. نأمل من الله تعالى أن يتحلى "الجميع" بروح المسئوليّة، لأن الكل سيُحاسب أمام الله في الآخرة.

الأربعاء، نوفمبر 28، 2012

التصالح مع الدولة الغويطة..



لما كان الاختيار بين مُرسي وشفيق، كان القرار التصويت لمُرسي على اعتبار أنه على الأقل لن يكون متصالحًا مع الدولة الفاسدة حتى نخاعها، وبالتالي فشخصيًا لا أعتبر إن أصدر مُرسي قرارات ثوريّة أن هذا تعدي على الحرية - التي لم تُنشأ بعد - ولكن على هذه القرارات أم تكون ثوريّة هدفها الإصلاح الحقيقيّ لا فضّ المجالس.

ولا يجب تصدير المشهد أنه قِصاص من أشخاص، بل واقع الأمر أن الدولة ذاتها بحاجة إلى اجتزاز، الق
ضية لم تكن فقط في عيد المجيد محمود، بل في المبدأ ذاته..

لا أمانع صدور قرار إقالة النائب العام عبد المجيد محمود ولكن تحفُظي أن تكون الفكرة كلها في أشخاص، أما إعادة هيْكلة المؤسسات فلا يُنظر لها بعين اهتمام لأنها لا تجذب زخَم المجتمع ولا تحشد الناس..

أما بشأن تحصين قرارات مُرسي ولو بشكل مؤقت لحين إقرار دستور جديد ومن عيده انتخاب مجلس نواب، وتحصين مجلس الشورى من الحل فإن هذا انعكس عندي كما يلي:

- إلزام الناس على الموافقة بمنتج التأسيسيّة الحالية ولو كرهوا لأن رفضهم إياها يعني استمرار صلاحيات مُرسي الكاسحة وكله بإرادة الناس.

- تحصين الشورى من الحل لا معنى له عندي غير أنه قرار حزبيّ من الطراز الأول، ودُفع إليه من الجماعة.. ولأن المسودّة الجديدة تعطي صلاحيات أوسع للشورى، فحصّن الرئيس الشورى صاحب الأغلبية من الحرية والعدالة من الحَل، على الرغم من أن هذا الشّورى لم ينتخبه سوى 6% (أقل أو أكثر لا أذكر تحديدًا) من الشعب، ففُرض علينا هذا الشورى في تشريع الأربع سنوات القادمة ونحن لم ننتخبه حتى على هذه الصلاحيّات.

- ومع كل هذه القرارات العنتريّة لم نجد قرارًا منهم يشرح لنا كيف سيعيد هيْكلة الداخليّة، أم أنه على وفاق معها.. حتى لا توجد إشارة لذلك، ولا حتى رسالة اطمئنان للناس أن الرئيس المنتخب يغيّر ويُصلح في مؤسسات الدولة..

- والحقيقة أن الشُرطة ليست هي الوحيدة التي تحتاج لإصلاح، بل "كل" مؤسسات الدولة تحتاج إلى تطهير جذري من الفساد، وتطهير جذري من الغباء، وإعادة هيْكلة حقيقية على مستوى الأشخاص وعلى المستوى الإداري.

- أما وقد حصر السيد الرئيس تحصين قراراته على مستوى القرارات السياديّة فقط، التي لا أعرف تعريفًا لها إلا أنه فيما يبدو هي لا تمكّنه من تطهير الفساد على المستوى الإداري لأن مثل هذه القرارات سيُطعن عليها.. إذًا فالقصد من تحصين قرارات مُرسي هو تحصين عدم حل التأسيسيّة، وعدم حل الإعلان الدستوري الذي أطاح به بالمجلس العسكري، وعدم حل مجلس الشورى.. أما إذا أراد مُرسي إقالة مسئولًا فاسدًا على سبيل المثال فيُمكنه الطعن على هذا القرار وأن يعود لكرسيّه بعد حُكم المحكمة (لأنها قوانين مُبارك كما يبرّر المبرّرون)، وبالتالي تغلب الطبيعة الحزبيّة على القرارات وهذا لا يُبشِّر بالخير..

إلا أنه بالنسبة لي، فإن الرئيس الشرعي للبلاد هو محمد مُرسي، والمطالبات برحيله في رأيي لا معنى لها، وإلا أصبحت جمهوريّات "موز" على رأي أخينا الدكتور البرادعي.

الأحد، نوفمبر 25، 2012

الرئيس الهوشي



المُنعش واللذيذ في القرارات الدستوريّة الأخيرة إنها بتقوللك:

"والله لو لم توافقوا على الدستور القادم، فأنا مضطر أحكم بصلاحياتي الكاسحة دي لحد ما تتفقولكم على دستور، فأنا شايف إنكم ترضوا بقليلكم، وتوافقوا على الدستور اللي جَيّ ده زي ما هو كده وإلا يبقى انتو بقى اللي اخترتوا والإرادة الشعبية الفحيتة اللي جرّت البلاد لحكمي المستنير".


والمُنعش كذلك، أن التعديلات جاءت في منتهى "الدكْرَرة" على النائب

العام وحصّنت التأسيسيّة وحصّنت قرارات الرئيس، وفكّت نفسها تمامًا من إعادة الهيْكلة الحقيقيّة للداخلية، فيما يبدو إن مُرسي بيتصنع من جديد.. وتصالحه مع الشُرطة والجيش (ميزانية رقم واحد تتحطّ زي ما هي في ميزانية الدولة ولا نقاش ولا كلام) خلاه يصدّر كل الصراعات كأنها مع النائب العام.. صحيح محدّش طايق النائب العام (عبد المجيد محمود) بس الحقيقة حصر المشكلة معاه هو كأنه هو اللي مفسّد البلد (لوحده) وهو اللي مبوّظ الأدلة شئ أفعواني الصراحة..
------
الحقيقة، تزعُّم شوية الهلاهيل اللي اسمها قوى سياسيّة الاعتراض على قرارات مُرسي يفقدني الشهيّة للاعتراض عليها فقط لئلا أدعمهم، عشان كل العالم دي بتاعة مصالح نفعيّة مش أكتر، وقبل كده رضوا بانقضاض المجلس العسكري على الشرعيّة اللي ساهم فيها أكثر من 30 مليون مصري وحَل مجلس الشعب وراح بالدبّابات قفل مجلس الشعب ولا كأنه نازل عركة!

اللي نازلين مشبّكين إيديهم في الميدان دلوقتي، هي فورتينة واحدة تفسخهم من

جديد، وهم اللي وصّلونا أساسًا للفقع اللي إحنا فيه ده وخيّرونا في انتخابات الإعادة ما بين اختيارين ما كناش نتمنّى أبدًا نفقع فيهما.. كله بتاع مصلحته، والحقيقة أنا لما باعترض على قرارات مُرسي مبعتبرش نفسي في صف القوى المخرْتأة السياسيّة دي.. حتى لو وصل الأمر أروح أعترض ع الإعلان الدستوري في ميدان الحجاز لوحدي مثلًا!

الخميس، نوفمبر 22، 2012

الطريقان..



الحقيقة هم كانوا طريقان لا ثالث لهما، إما ثورة حتى النخاع ودم.. وإما "فورة" تطير بس وش مكنّاش حابّينه وبعدين نسيب اللي يلعب سياسة يلعب واحنا نتفرّج ونبقى بس أداة وقت اللزوم..

وم الآخر كده، إحنا مالناش في الحل الأول ده تمامًا.. لا احنا بنطيق تضييق في العيشة، ولا بنستحمل إراقة الدماء، ومعندناش صبر.. فمن الآخر كان الأسلوب التاني هو الأنسب لنا..

لكن، الحقيقة برضو.. مش كل الناس مشيت على نهج المنهج التاني..

- فيه ناس ارتضت بالسّاسة اللي ع الساحة، وقعدت تتفرّج وبس!
- وفيه ناس معاهم معاهم عليهم عليهم،
- وفيه ناس تعصّبت فحت لأحد الفريقيْن ولا كأنه حيدخّلهم الجنة (مش تيار إسلامي بس، كُله!)
- وفيه اللي فكّ نفسه تمامًا..
- وفيه اللي محروق إنه فاتته الثورة، فقاعد بيحُكّها عشان يرجّع الأيام دي، ووقت الضرب يفلسع هو وغيره يتنفخ..!
- وفيه اللي أساسًا مكنش حابب الثورة، بس بما إنه يبدو كده وإن الثورة حتجيبلُه عيشة مكنش عايشها، ومش قادر يتنازل عن مستوى معيّن كان عايشه على قفا ناس تانية، فهوب عاش اللحظة وقاللك ثورة ويسقط الرئيس وأي فسا..
- وفيه اللي فعلًَا عاوز يطهّر الشرطة والبلد بصفة عامة، بس الحقيقة بيختار معارك زي ما تقولوا كده بطريقة مش Result oriented ، يعني تلقاه يروح عند وزارة الداخلية وينفعل هناك.. أنا مببقاش عارف إيه المنتظر؟
لسة هي نفس وزارة الداخلية اللي بقالها 60 سنة شغالة بتحمي النظام - في مُجملها يعني - إزاي من يوم وليلة عايزها هوب تقلب عقيدتها وتبقى سيريلاك!

بالنسبة لي إن الشُرطة بس في المرحلة الحالية تهتم بأمن المواطنين بدل أمن النظام ده يبقى انقلاب فحيت وحاجة جامدة لوز.. أما بقى تتطوّر وتغيّر من أسلوب تعاملها مع المظاهرات اللي بتستهدفها فلسة بدري أوي.. بدري أوي يعني!

والحقيقة، إن الاختيار التاني.. بتاع الانتخابات و"الإصلاح" وكده ده بيتطلّب إدارة ثورية للبلاد، ماهو إحنا مسبناش الاختيار الأول بتاع الشارع عشان لمؤخذة نفخّد في الاختيار التاني.. أبدًا، وإنما عشان نجيب واحد يبقى عنده صلاحيّات تنفيذيّة يغيّر بها كل شئ، وهو يقدر يغيّر، ومطلوب منه يقول لنا ويطلعنا على النهج اللي ماشي عليه.. وإلا بقى يبقى كده ريمة رجعت لعادتها القديمة وكل شوية حنطلع من حفرة نقع في الحفرة اللي بعدها..

واللهُ المستعان..

الجمعة، نوفمبر 16، 2012

الإمام أحمد والخباز..

رُويت قصة عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان في سفر لأحد البلدان، فصلى العشاء بالمسجد ثم أراد أن يستريح قليلًا من السفر، فما لبث أن جاءه حرس المسجد ينهره ألا ينام بالمسجد وأن يخرج، ولم يتأثر الحارس لما قال له الإمام أنه عابر سبيل وأصرّ أن يخرج خارج المسجد، فقام الإمام رحمه الله واتكأ على عتبة المسجد، إلا أن الحارس خرج له لما أراد غلق باب المسجد وأصر ألا ينام حتى في هذا الموضع، حتى أن جرّه من رجليْه إلى قارعة الطريق..

فلما رأى ذلك خبازٌ بجوار المسجد نادى على الإمام - ولم يكن يعرف أنه الإمام أحمد - وعرض عليه أن بيبت عنده إلى الفجر..

فمدّ الإمام جسده بدكان الخباز، ولاحظ على الخباز أنه وهو يعمل لم يسكت أبدًا عن ذكر الله، فشدّ ذلك انتباه الإمام رحمه الله فسأله: أما تتعب من الذكر؟، فقال الخباز: تعوّدت عليه، فسأله الإمام: وهل تجد من بركة الذكر شيئًا؟، فقال الخباز: نعم، ما دعوت الله بدعوة إلا وأجابها لي، إلا دعوًة واحدًة لم تتحقق بعد، فقال له الإمام: ما هي؟، قال الخباز: أن أرى الإمام أحمد بن حنبل، فقال الإمام حينها: ها هو الله، أتاك بأحمد بن حنبل يُجرّ من رجليْه إلى مخبزك.

القصة كما رواها الشيخ العريفي بالرابط: قصة الإمام أحمد بن حنبل والخباز - محمد العريفي.

فوائد:

- فضل الذكر على أهله، وكيف أن ذكر الله بحق يجعل المؤمن في معية الله.
- مقام الإمام أحمد بن حنبل، حتى أن الخباز دعا الله أن يراه..
- لما نَهَر الحارس الإمام بالمسجد، لم يقُل له الإمام: أما تدري من أنا؟ كيف تفعل ذلك بعالم مثلي؟ بل قال له: أنا عابر سبيل، وكأنه يذكره أنه عليه إكرام عابر السبيل. فانظُر إلى خلق الإمام رحمه الله واستغلاله للموقف في الدعوة.
- رغم علم الإمام إلا أنه سأل الخباز عن ثمرة ذكره، وهل الإمام لا يدري ما ثمرة الذكر؟ بالتأكيد هو يعملها، ولكن هذا الموقف يعلمنا أن الكبار من العلماء يتحرّون العلم في كل موقف، ويتعلمون من الناس كلها.. لم يأنف الإمام أحمد أن يعلم من الخباز الثمرة التي ينتفع بها من الذكر..

رزقنا الله العلم ونفعنا به، وباعد بيننا وبين الكِبر والعُجب كما باعد بين المشرق والمغرب.

الاثنين، نوفمبر 12، 2012

أربعة جنيه..


‎"أربعة جنيه، لو فيه كان بها.. مفيش خلاص مش مشكلة"..
-----------------------

قالها موظف الصحة ذو النضارة ذات العدسة المكسورة بعدما أنهى التاسك بتاعته إذ كتب لي شهادة قيد لمار، وكما ترى.. بعد أن فاض بأمثال هؤلاء الكيل لجأوا إلى هذا الأسلوب وكأنها أتعاب تأدية وظيفته.. واللطيف، أنه من أجل هذه الأربعة جنيهات.. كتب على قصاصة ورق رقم تليفونه وأعطاها لي، وقال: ابق اتصل بيّا الأول قبل ما تيجي تسأل على الشهادة الأصلية عشان لو مطلعتش متجيش ع الفاضي.

وطبعًا، ده بالنسبة لمصالحنا الحكومية "أوفر تاسك".. وأحسب أنه افتعلها من أجل أن يحلل - أي يجعلها حلالًا - الأربعة جنيهات التي يأخذهم خارج مصاريف الحكومة.

والله الواحد يقعد يفكر في المصالح الحكومية دي، يقول إن برنامج داتا بيز محترم ممكن يفصل تلاتّربع الموظفين دول من أشغالهم، والمواطن ياخد حاجته أسرع كمان.. بس تفكّر طب دول حيروحوا فين؟ فعلًا الإجراءات غاية في الروتين وشحططة مش أكتر للمواطن، وغباء إدراي من الدرجة الأولى، بس يقوللك أهو بنشغلهم أي حاجة.. الناس هناك شغلتهم يوقّعوا على توقيعات بعض بس والمواطن هواللي بيجيبلهم كل حاجة، حتى طوابع البوستة المواطن هواللي بيروح البوستة يجيبهم.. أمال انتو بتعملوا إيه طيب؟! بتمضوا بس!

أرجع أقول طب إيه الحل مش عارف.. وهم فعلًا ظروفهم صعبة جدًا - كما ظهر لي يعني - ومعرفش البديل إيه.. يتعيّنوا فـ حتت تانية مثلًا؟ للأسف عمرهم ضاع في الامضاءات وما أظنّش اكتسبوا أي مهارات إضافية تخلّيهم يعرفوا يشتغلوا في أماكن تانية فيها شغل حقيقي..

الموضوع محيّر الصراحة..

الأربعاء، نوفمبر 07، 2012

خواطر تنفيسية - المجتمع والكلاب!



كُتب على الشعب المصري لعقود من الزمن أن يعيش تحت رحمة حاجاته الأساسية ومن هنا استبد به الحُكام وقتلوا كل إبداع فيه، ولما رأي المصري أن بلدَه لا تستحق منه العيشَ فيها، فرّ منها كلما سنحت له الفرصة، ونشد الحياة الكريمة في بلاد الغرب غير مكترث ببلاده التي ارتبطت في ذهنه بالقحت والعرق والعمل العقابي.

لا يزال الشعب المصري - في غالبه - يصارع أول مستوى من مستويات هرم لماسلو لحاجات الإنسان، يعيش قابعًا فيه يدور حول نفسه لا يصعد إلى أعلى أبدًا.. حتى أن الدنيا أصبحت بالنسبة له أكل عيش، بيت يؤيه، وعذرًا.. جنس.



ما يلبث أن يُهدّد في أي من هذه الحاجات، فيسعى جاهدًا للحفاظ عليها، غير معتني تمامًا بالرقي في حاجاته، فلا يسمو بطلب الرأي ولا يرى للإبداع في بلاده موقعًا.. ودأبت الحكومة خلال العقود الماضية أن ترسّخ وتعمّق هذه الحالة.

عقود مضت ولا تجد حلمًا قوميًا تحُث الدولة عليه الناس، وأحيانًا تعلّي سقف الحياة ومطالبها رغم عدم استعداد الشعب لذلك، فتجد نفس البلد فيها الدش والنايل السات ومشاريع لأضخم المتاحف، وكذلك البحث في القمامة عن لقمة العيش، والعشوائيات، وأطفال الشوارع.. تجد الشوارع مكتظة - ما شاء الله - بالمرسيديسات والبي إمّـات - وكذلك الأتوبيسات من أردأ ما يكون، تنعدم الإنسانية فيها..

وعلى الرغم من فقر غالبية الشعب المصري، تجد الأفلام والمسلسلات تعرض ما تشتهيه أنفس المواطنين من كل الملذات التي لا تطالها أيديهم، من طعام وبيوت فاخرة وجنس! فيشاهد المواطن المسكين على تليفزيونه الترانزستور تحت الكوبري فيلمًا لجزار الأخلاق أو غيره ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الناس، فلا يطول اللحمة في الجزارة ولا في الأفلام، يتحنَّسُها!

إن الدولة المصرية أصبحت دولة منفتحة منذ عهد السادات، الذي فتحها على مصراعيْها لتستقبل كل الأفكار وأضدادها في آن واحد.. ليكون الشعب المصري أكبر نموذج للتخلف الشعبي، في وقت لم يكن هو على استعداد للانفتاح أساسًا..!

لا أعلم كيف كان يفكر السادات إن كان ينشُدُ مصلحة الوطن، ولا أدري كيف أدار ذلك من بعده طريح السجن حسني مبارك.. إذ استمر على سياسة "الْهِ تسُد".. اجعل الشعب فقيراً ولو كان غنيًا..

نعم، الشعب في عهد حسني مبارك لم يعِش راضيًا حتى المتيسّر منهم، طفحت المادية وجوه الجميع.. فأصبح المتيسر صاحب السيارة مالك الشقة يتعسّف في زواجه شأنه شأن فقير الحال المحتاج.. الكل متغوط في مسالك الحياة التي سحبت مجهوداتهم كلها فأصبحوا لا يفكرون إلا في لقمة العيش وسد الغرائز وفقط..

ياه، لو أن هذا الشعب حظيَ بحياة طبيعية.. شأنه شأن باقي العالم.. لقاده..

ولهذا يرى فينا العرب وغيرهم أننا فينا من الكنوز ما نضنّ به عليهم وعلى غيرهم.. ولكنهم لا يعيشون معنا في نفس المجاري.. لعل الباقي مجاريهم مختلفة عن مجارينا..

ومع كل هذا، تعمّد القائمون على هذا البلد، ترك الحبل على الغارب بخصوص الإعلام المسئول، في وقت لم يكن الشعب أكثر مسئولية من حاكميه.. فأصبح بائع اللحم الرخيص هو الفائز.. وانتشرت الدعارة عيانًا بيانًا على شاشات السينما بل واقتحمت البيوت من خلال الفضائحيات على شاشات التليفزيون.

إن لم تكن الحكومة مسئولة عن ضياع أخلاق الشعب وسيطرة الهوس الجنسي فقط على مقدراته فمن المسئول؟! أرجوكم، كفاكم عويلًا أن الحكومة لا شأن لها بأخلاق الشعب.. نعم.. هذا صحيح، ولكن فقط إن مرّ هذا الشعب بفترة يكون بُنيَ فيها خلقُه وتكوّنت فيها شخصيتُه.. أما شعبنا هذا، فانغمس في لقمة العيش بدري بدري.. ولم تهتم الحكومة بكفايته المعيشيّة واتّكلت عليه هو ليسدّها، فأصبح الفكر العام السائد لدى كل الشعب هو الماديّة الجارفة، إلا من رحم بي، وعاش كل فرد في جزيرة منعزلة لا يهتم تمامًا بصالح أخيه.. بل يعتقد تمام الاعتقاد أن مصلحته الشخصية لا يمكن أن تتشابك تمامًا مع مصلحة أخيه..



فإذا سُمع عن احتمالية نضب المياه، سارع الجميع بشراء كراتين المياه ليحصن نفسه من العطش، ولينحرق الباقون.. ويشتري فوق احتياجاته الشخصية.. لا يهم.. المهم أن أضمن أنا تمام الضمان ألا أعطش.. احتمالية عطش غيري أمر لا يهمني بالمرة! والحكومة لا ترسّخ إطلاقًا أي من مبادئ التكافل الاجتماعي بل هي شخصيًا تعيش في مجتمع منعزل عن الناس.. وكل فرد فيها إن ضرب البلاد خطرٌ عظيمٌ فيصرخ بملء فيه: أنا ومن بعدي الطوفان!

استكمالًا لذلك، أصبح لدينا شعب غير مسئول، يستجيب لكل خبر تافه ، صحيح أو مكذوب.. كل فضيحة تشد انتباهه ويا للهنا إن كان للجنس فيها نصيبًا.. والإعلام الغير المسئول - وهو الأغلبية الكاسحة من الإعلام الموجود - يشحن في تهييج المجتمع، تهييج وعيه، وتهييج غرائزه..

تهييج غريزته في الطعام، فالحياة هي ماكدونالدز وبيرجر كينج والمشوي والطازج.. فأن تملأ بطنك بأي من منتجات الدهون والشحون والزيوت ثم تنجعص على سريرك كما البعير هي كل المتعة!

وتهييج غريزته الجنسية، بجعل المجتمع كله جنسيّ.. Society Eroticization، فالجنس في الأفلام، وفي الإعلانات على التليفزيون، وفي الإعلانات بالموديلز في البانرات في الشوارع، وفي الجرائد، وفي الأغاني.. العُري والجنس في كل شئ.. ولا تجد من ذلك مفرًا.. ستصطدم بذلك حتمًا.. لن تقاوم كثيرًا.. إلا إن رحمَك الله ورزقت الجلد والصبر..

كل هذا، لعبٌ في الجذور.. فقط، أُثير خبرٌ حول مطالبة النائب العام وزارات الاتصالات والداخلية بتطبيق قرار منع المواقع الإباحية.. حتى ثارت ثورة الجميع.. ممن شكّكوا في النوايا ومّمن ثاروا للثورة وفقط.. ماذا؟ المواقع الإباحية!!!

واللذيذ أنك تجد نفس سياسات الإلهاء تطبق هي هي.. فالأول كان يُلهي بالإباحة، والجديد يُلهي بالتلويح بالحجب.. الاثنان ألهيا الشعب فيما لا طائل منه..

يا سلام على من يحجُب المواقع الإباحية، وعلى يده تخرج أفلام لكل المواطنين لا تُصنف حتى أنها للكبار فقط تقدح في كل معروف تعلمه أي فرد في "الأسرة المصرية".. يالها من دولة ذات كيان ووحدة ومركزية! ياله من أي كلام!!

وكأنه بمجرد قرار الحكومة بحجب المواقع الإباحية سيكون الأمر: كُن فيكون! سينتهي الشعب المصري عن متابعة الجنس.. وسيكتفي إذًا بتجارة البشر في أفلام السُبكي مستمتعًا بالقذارة فيها..

القضية في الجذور.. لا تعالجوا أطرافًا ونحن نرى أنكم لا تتحركون تجاه إحلال الجذور ولو قيد أنملة!!!

تُبقي على كل رموز الحكومات السابقة من عفن وروتين جاهل أصم - كنت تنتقدها في السابق - ثم تفرقع فرقعًة جديدة لتعبئ بها الشارع لتكف متابعة الناس لك..

هي دائرة مغلقة، من الشعب للحكومة ومن الحكومة للشعب! كل يفسد على الآخر، وكلاهما يعلم ذلك وأيُّهما لا يريد أبدًا "تصحيح المسار".

الثلاثاء، نوفمبر 06، 2012

الفارق بين مرشحيْ الرئاسة..



الفارق بين مرشحيْ الرئاسة في أمريكا دي بالنسبة للسياسة الخارجية اللي تهمّنا تملّي بيبقى إنه واحد حرّاق أوي في تطبيق السيطرة على مقدّرات الدول الأخرى والتاني بيبقى شغال ع الهادي..

زي ما تقول كده همّا خرّارتين: واحدة بالكهربا، والتانية بالفحم.. واحد زي بوش ده كانت خرّارته كهربا.. سريع في نهب الدول التانية ونفخ العالم ودخّل جيوش ونفخ الدنيا، أما أوباما وكلينتون تحسُهُم شغالين بتكنولوجيا الفحم كده، عالهادي يعني.. واحدة واحدة.. وفي النهاية برضو السياسات الخارجية بتطبق والسيطرة على مقدرات الدول بتحصل، والحقيقة لومهم على الموضوع ده عبث الصراحة، متقدرش تلوم التنين إنه بيطلع نار.. هو كده، لازم يطلع نار.. حتعمل له إيه يعني.. إنما تلوم الأنعور اللي عامل فيها دَكَر وهو جعجاع ع الفاضي.. أما يبقى لينا وزن فـ أي شئ في العالم نبقى نلاقي حاجة نتمنظر بها إنما كده هُزُء أوي الصراحة!

الخميس، نوفمبر 01، 2012

خواطر حول ساندي بعد ما الموضوع خُلُص..

- أنا لا محموء عاللي ماتوا ولا فرحان (أكيد)، أبسط شئ العشرين ولا الخمسين واحد اللي ماتوا دول بيموتوا في حادثة سير هنا في مصر.. ده شم تقليل من قيمة البني آدم طبعًا ده تقليل من قيمتنا إحنا بس!

- صحيح هو إعصار ساندي لو كان ضرب الدلتا (عافانا الله) كان إيه اللي حصل؟ يا ترى حصيلة القتلى كانت حتبقى كام؟ وياترى حصيلة الخسائر المادية حتبقى كام؟

- هم ليه إعلامهم فحيت كده وكل فسْوة يصوّروهالنا إنها فيلم Independence Day من جديد؟ 

- الفيسبوك وتوتير (أنا بحبهم طبيعي) بيـ أوفرّيتوا كل شئ! يعني لو مكنش فيه فيسوبك وتويتر (رغم إني بحبهم يعني) مكنش الموضوع خد الحيّز ده من نقاشنا خاااااااااااااالص..

بس يعني، ودُمتم..

غلق المحلات



بخصوص موضوع غلق المحلات فأنا لي تعليق ربما ملهوش علاقة بفكرة الغلق من عدمه،

- في البداية يلوّحون بالقانون، ثم ينذرون بتطبيقه، ثم بَعْتة.. ودي نفس السياسة اللي كانت شغالة قبل كده في كل القوانين اللي عليها جدال في الشارع.. بدايًة لما طُرح الموضوع للنقاش لم يُطرح في الحقيقة للنقاش، وإنما طُرح إنه قرار طلع وحيتم العمل به من بعد العيد، ليتضح إن لم تتم استشارة اللي حيتمَسّوا مباشرًة من الموضوع ده، وم
قالولناش صراحًة ليه الموضوع ده حيطبّق وفي التوقيت ده بالذات، وكأنه حَبَكت يتعمل قبل ما مجلس الشعب يُنتخَب ويناقش هو القانون بنفسه وياخد صبغة محترمة شويّة.


- صحيح هم متراجعوش عن تطبيق الفكرة بالكامل، قالوا حننتظر لحين إصدار اللائحة التنفيذيّة للقرار، أنا مش فاهم وهو كان إزاي حيتطبّق القرار من غير لائحة تنفيذيّة.. طَب المخالف كان حيتعاقب إزاي؟ فلوس؟ كام؟ سجن مثلًا، ولا حيتشمّعْلُه المحل.. طب اللي يقفل عشرة مساًء، أصلًا حيفتح الساعة كام؟

كل ده كان حيتنفذ على أساس إيه، ولا التعامل برضُه كان حيبقى بأسلوب أمنى واقفل يلا المحل يلا، ولا شغل إتاوات بقى وكده؟


قوم تيجي الحكومة معلش يا حدوئة، حنأجل تنفيذ القرار لحد ما نشوف إيه هو القرار أصلًا..!


- بالإضافة بقى إن الموضوع مش حيمشي عافية، انت المرور عندك متنيّل أساسًا حتكَرْبِس الناس دي كلها في فترة معيّنة عشان يقضّوا اللي عايزينه من المحلات دي حتفرم الدنيا في بعض.. كمان في رأيي إمكانية تطبيق القرار في الحقيقة صعبة جدًا، على رأي اللي قال: حتطبق قرار زي ده -دلوقتي- على ناس لسة فايقة من حظر تجوّل كانت بتنزل تتفرّج عليه في الشوارع.. الموضوع ماشي سلْق بيض أوي وقرار زي ده مش شايف إنه ينفع يتسلق بالطريقة دي خاصًة إنه مفيش أي داعي للاستعجال..


آمل بس مزيد من الشفافيّة وتشركوا الناس معاكو، مجلس الشعب منحَل، اشركوا بيوت الحكمة والبحث المتخصصة في الكلام ده واشركونا - بعد إذنكم يعني - في اللي ناويين تعملوه فينا..