السبت، مارس 16، 2013

أمُرسي.. اضبُط بقى!

يعني انت رايح تكسب ود الأمن المركزي والشرطة،

ماشي.. مش حتكلم معاك في دي.. ما هو انت مش حتبقى رئيس جمهورية حقيقي غير لو بيسمعوا كلامك، وانت خايف ليتنَمردوا عليك فرُحت تقول لهم: احنا مع بعضينا ومتخافوش وكل الكلام ده..

إيه لزومه في خطبتك تقول كلام ملوش أي تلاتة لازمة، مور أوفَر مش مقنع.. إزاي يعني الثورة قامت في 25 يناير دلالة على دورهم فيها؟ حقيقي داللي حصل؟ مش كانت قامت في 25 يناير للدلالة إنها أساسًا قايمة عشان ممارسات الداخلية؟!

انت عايز تجيب ورا معاهم، مش لازم تجيب ورا لحد ما تلبس في ناس تانية وتخسرهم..

مفهوم مفهوم إنك مش باقي عليهم،

أيوة احتمال كبير يعني..

لكن خلِّ بالك، انت مش باقي على جميعهم وليس كلهم..

عشان فيه ناس كتير من اللي كانوا معاك مبقوش قادرين يؤيدوك أكتر من كده،

ليه مروحتش حوار سوهاج ده من سُكات وأهو يبقى اسمك بتشتغل وملِكش دعوة بالناس واللي بيربكوك.. أهو تبقى قَدِّمت شُغل فعلًا..

ليه لازم تتكلم كل شوية،

على فكرة لما الناس بتقول فين مرسي فين مرسي وقت كل مصيبة لما بتحصل في البلد مبيبقاش قصدهم إنك تطلع تتلكم وتحكِّي، بيبقى المقصود إعلان خطة معينة للتحرك.. قرارت معينة، وخلُصنا..

ليه بقى تتكلم كتير خاصًة وإنها بتسرح معاك بالأوي في معظم الأحيان ومبتتدراش بنفسك لما بتسخن معاك، زي ما سخنت كده وكان ناقص تحسِّسنا إن الأمن المركزي ده هو أصلًا الثورة!

الناس محتاجة شُغل، وفلوس، ونمو، ويحسوا بفرق في البلد يا نجم، مبقاش ييجي منه الخُطَب العصماء اللي مبنشوفلهاش توابع على الأرض دي..

وربنا يوفقك ويوفق اللي بيشتغل عشان البلد من اللي معاك.

الاثنين، مارس 11، 2013

سبحان الله

سبحان من سخّر الرحمات للرُضَّعِ وجعل في قلوب من يحملهم ويهدهدُهُم رقًة ولو كان من قبل فظًا جامدَ المشاعر،

سبحان من جلعني أنتبه ليدايْ الباردتيْن قبل أن أحمل لَمار من أجل الدُش، فأُدَفئ يدايْ بالماء الدافئ خصيصًا لها قبل أن أحملها للـ "بانيو"، وجعلني أصبر حتى تكون المياه على جسدها دافئة لا هي بالساخنة ولا هي بالباردة.

سبحان من قدَّر لها رزقَها وكتبه لها من قبل أن تٌخلق، وسخَّرني خدمًة لها وأنا سعيدٌ بذلك،

سبحان من جعل في قلب أمِها شغفًا بها من قبل أن تولد، فإذا ما جاءت إلى الدنيا كانت قطعًة منها لا تتجزأ،

سبحان من جعل وجهها يبتسم ضاحكًا إذا ما ابتسمت لها،

سبحان من خلقها ومن قبل خلق أباها وأمَها،

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.


الخميس، مارس 07، 2013

قوة الفرد

قدرًا شاهدت بعض من حلقة لمسلسل مصري قديم اسمه عصفور النار لم أكن أسمع عنه من قبل، غايته أنها قرية يتسيَّدُها شخص ذو نفوذ واسع في البلد وينصاع له جُل أهل القرية لا إراديًا، ويستعين هو بمنظومة أمنية قوية للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، من بطش وتخابُر وغيره، 

المسلسل به تفاصيل أخرى كثيرة، ولكن ما سبق هو أكثر ما لفت انتباهي، ويتضح بقوة أن القرية هي تمثيل لفكرة للمجتمع، والحاكم هو تمثيل للحاكم الديكتاتور الطاغية الذي يعتقد في ولاء أهل القرية له، ومن ذلك أنه وضع تشريعًا بالعرف أنه لا يجوز أي من أهالي القرية أن يبيعوا أملاكهم للغير، وإلا يصيب القرية العار.. وفي الحقيقة هو يهدف لتماسك البلاد وأن تظل كل أراضيها تحت ملكه أو تحت ملك من يدينون له بالولاء إما خوفًا أو نفاقًــا، 

الفكرة في: ما الذي يُجبر عامة الناس على الولاء لشخص ما؟

قوة سطوته ونفوذه والاعتراف بسلطانه.

وما الذي يصنع هذا النفوذ لهذا الشخص؟

استعانته بالمنظومة الأمنية التي تعطيه القوة والسيطرة على عامة الناس.

وما الذي أجبر الأفراد بهذه المنظومة الأمنية أن يدينوا بالولاء لهذا الشخص تحديدًا؟

إما لأنه يعدُهُم بالمال أو القُرب من السُلطان ومن ذلك سطوتهم هم شخصيًا على عامة الناس.

وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تنقض هذه المنظومة الأمنية على الحاكم ليصير معها النفوذ الكامل والسطوة الحقيقية على مقدرات البلاد؟

لأن وجود الحاكم القوي يمنعهم من ذلك.

وما الذي جعل هذا الحاكم قويًا؟

منظومته الأمنية.

إذًا هم سر قوته، وبالتالي مفترض هو أن يرتعد منهم وليس العكس؟

لا، لأن الحاكم لديه الشخصية القوية "الذكية" التي تقودهم وتعرف كيف تديرهم وبغيره سيصيرون قوة طائشة غير متحكم فيها مآلها الهلاك في النهاية.

إذًا فالذكاء حتمًا هو الذي يعطي القوة لشخص ما كي يسيطر على عامة الناس؟

نعم،

أي نوع من الذكاء هو؟

ذكاء القيادة.

هَب أن لدينا حاكمًا ذكيًا، ولكنه لا يملك من الجسم نصيبًا، فهو "قليل" كما يوصف اصطلاحًا بالعامية.. هل ستكون لديه القدرة على قيادة الناس لما يراه هو؟

وارد، ولكن يتطلب الأمر في هذه الحالة عبقرية، كما كان الحال مع نابليون بونابرت.

ولماذا يهاب الناس من صاحب الجسم القوي؟ أليس إذا ما انكبّوا عليه جميعُهُم طرحوه أرضًا؟

بلى، ولكنها طلّته الأولى عليهم تصنع بداخلهم رهبًة منه، تمنعهم من التفكير في مواجهته.

ولكن إذا ما فكروا قليلًا علموا أن القوة معهم هم لا معه هو؟

نعم.

إذًا فالإشكال أن الناس لا تفكر؟

نعم.

إذًا فقادة التحرر من الطغيان حتمًا مفكرون؟.

نعم.

ولو كانوا غير مشهورين؟

نعم، ولكن الشُهرة تجعل لأثرهم صدى أكبر.

لماذا؟

لأنهم مسموعين أكثر، بطبيعة الحال!

لماذا هم كذلك؟

لأن الكثير يعرفهم والكثير يطرب لحديثهم وبالتالي دائرة تأثيرهم أوسع.

ولماذا يسمعهم الكثيرون؟

لأن لديهم كاريزما.

وكيف اكتسبوا تلك الكاريزما؟

تعلموا، وعلّموا، وتربَّوْا على القيادة.

في الحق؟

أو في غيره.

إذا كان في غيره، هل يمكن أن يكونوا قادًة للتحرر؟

نعم.

كيف ذلك؟

قد يُستدرج التحرر لفعل أمر مذموم.

كيف؟

قد يكون التحرر بهدف سطوة ولكن من نوع جديد.

كيف؟

أن أخرجك من سطوة ديكتاتور طاغية بناءً على مبادئ معيّنة نفّرتك من سطوته، وأُدخلك تحت سطوتي بذات المبادئ.

كيف يمكن لمبادئ فعلت خيرًا بدايًة هي ذاتها تفعل شرًا؟

المبادئ وحدها لا تفعل، وإنما أسلوب استخدامها وتطويعها هو الذي يفعل. فمثلًا، مبادئ مثل التحرر قد تُصاغ لتشرعِن الفوضى ورفض الاحتكام لمبادئ وضعها الناس لتنظيم حياتهم. المبدأ هنا برئ من تطويع من احترف البلاغة وتهييج العوام ليتحول إلى الفوضى ورفض أي انتظام لأي نظام ولو كان برضا الناس أنفسهم.

ومن حق كل فرد أن يمارس بلاغته وحلاوة لسانه على الآخر، ولا يمكن منع أي أحد من الاستماع لهذا أو ذاك، ومن هنا تأتي المسئولية الحقيقية على فضلاء المجتمع بتنوير الناس وتوعيتهم ألا يكونوا قطعانًا ماشية تُساق حيثما أراد صاحب اللسان والجسم والذكاء والعلم، وإنما أن يفكّر كل فرد فيما يُقال، فيعقله بعقله هو وحده، وأن ينصفَ في ذلك، فلا يتبع هواه وإلا ظلم نفسه قبل أن يظلمَ أحدًا، 

اتباع الحق وحده جهادٌ للنفس.


الأحد، مارس 03، 2013

الشارع اللي ورا بيتي

الشارع خلف بيتي اتجاه واحد، وكان لذلك أثره في ازدياد ضغطي وحرقة دمي كل آخر نهار وأنا عائد لبيتي، لأني بالقطع سأُشاكل القادم بالاتجاه العكسي، خاصًة أن الشارع لا يحتمل سيارتيْن تسيران عكس بعضهما، وخاصًة وأن اللافتة واضحة وضوح الشمس على طرفيْ الشارع، والإشارات على طول الشارع بالاتجاه الإجباري للسير.. ولأنني حتمًا ولابد أمُر من الشارع لأدخل لجراج العمارة فللأسف عليّ أن أواجه استنصاح وفهلوة و"جليطة" الكثير من أبناء الشعب المصري كل يوم!

ومن ذلك أن يكبس القادم عكسيًا عليّ حتى يضعني في الأمر الواقع، وإنه لو أريد أن تسيرَ الأمور عليّ أن أرجع أنا له ليستكمل طريقَه هو، على الرغم من أنه هو المخطئ، وعلى الرغم من أني كل يوم أُصرّ على لفة مالهاش أي معنى فقط لكي أدخل الطريق بالاتجاه الصحيح، ومن هنا، أعند أنا في الحق، وأنتظر حتى يأتي ورائي من يعضدني، فنصبح كلتة في الاتجاه الصحيح versus not against كتلة في الاتجاه الخطأ، ومع تمسكنا بالمضي قُدُمًا، يعند الطرف الآخر معللًا أنه "نساعد بعضينا"، "والناس كلها بتمشي عكسي"، ووقتئذ يكون الرد الطبيعي: "أنا بقى مبمشيش عكسي".

المشكلة أن الأمر يتكرر كل يوم، ويتجلى عند موعد عودتي للبيت الذي يوافق موعد خروج الموظفين بالشركات المجاورة لبيتي من أشغالهم، وهنا يكون الصدام في ذروته، وحرقة الدم وعلو الضغط على آخر المؤشر، بعدها لا يمكن توقع العواقب، سلبًا أو إيجابًا.

ومع تكرار الأمر كل يوم، وتكرار مشاهد Mortal Kombat هذه، لا يتغير الأمر من يوم إلى آخر، خاصًة أن الدولة اكتفت بوضع اللافتات وفقط، تاركة أمر الالتزام بها لولاء وانتماء أبناء الشعب المصري العظيم، وعلى الرغم من أن هذا الشارع ملاصق للحرس الجمهوري، والشرطة العسكري على أول الشارع، إلا أنه هنا وفي هذا الموقف تحديدًا، فضّلت الدولة ألا يُقحم العسكر في حل مشاكلها المدنية، تاركًة الأمر للمدنيين من أبناء الشعب المصري العظيم اللي بيتصور مع العسكري وهو بيديلُه بوسة.

ما علينا..

وبالتالي، من آثار ذلك، أني كل يوم أرجع للبيت محروق دمي، حقيقًَة يتطور الأمر معي إلى أني لا أريد حديثًا لفترة مُعتبرة، 

وما ذنب النباتات إذًا؟!

ما ذنب البُنيّة والبنت أن أبناء من الشعب المصري هم غير مسئولين في تصرفاتهم فيأتون الطريق عكسيًا غير مبالين بنظام وُضع نظريًا؟

ما ذنب البُنيّة والبنت أن يتحملا مسئولية الدولة التي وثقت في شعبها أكثر من اللازم في مواطن عدة منها هذا الموقف؟ ما ذنب النباتات إذا ما قررت أجهزة الدولة المسئولة أن تكون بصفتها في مواقع قيادية، غير مسئولة؟!

وبما أن الأمر تعدى حيز نفسيتي وضغطي لينتقل إلى أهل بيتي، فكان عليّ أن أتسق مع الوضع الحالي قليلًا، وأن أجد حلًا يجعلني أرى مثل هذه التصرفات فلا يعلو ضغطي ولا ينفعل جهازي العصبي.. فقررت: أتنَّح!

والتناحة لا تعني أني سأتساهل لمن يأتي عكسيًا بالطريق، وإنما في كل مرة سأتخيل أن دُشًا باردًا انهمر على رأسي، وأني أسبح في الثلوج في قمة الاستمتاع، فقط في انتظار العودة للبيت الجميل..

ولكن الخوف كل خوف، أن أزداد في حالة الاتساق مع الوضع الحالي فأعتاد الخطأ حيثما كان، كافِ خيري شرّي، غير مبالِ بما يحدث..

والخوف أكبر أن يزداد إحساسي باللامبالاة لتصل للبلادة، فلعلي شخصيًا أقطع الطريق عكسيًا لما اعتدت أن أرى الخطأ غير مُقوم، فزللت فيه..

هي تلك الشعرة التي لا أجد لها حدًا واضحًا..!