الأحد، مايو 26، 2013

مع ابن أختي الناصِح..



في الطريق مع ابن أختي - تانية ابتدائي للصلاة:
--------------------------------------------------
عمرو: عارف، أنا عايز يبقى عندي عربيتين بي إم دبليو ألماني، وواحدة من اللي سقفها بيتفتح دي.
أنا: اتنين بي إم دبليو؟ ليه؟
عمرو: عادي. وعايزها م اللي بيبقى فيها مكان لزجاجات المياه والصودا..
أنا: ...
عمرو: وعايز يبقى عندي فيلا كبيرة وكلبين حراسة ضُخام جدًا وأربع أفراد أمن.
أنا: ...
عمرو: وكلب صغير في الجنينة.
أنا: هو مش فيه كلبين خلاص؟
عمرو: أيوة دول حراسة!
أنا: طب انت عايز تشتغل إيه عشان الكلام ده كله؟
عمرو: أبقى عالم كبير.
أنا: عالم كبير، والعالِم حيجيب الكلام ده كله؟
عمرو: أيوة ماهو عالِم غني.. بياخُد فلوس كتير!
أنا: ...

الثلاثاء، مايو 21، 2013

سيناء.. الصحرا المُستباحة..

بصرف النظر عن الحوار الوطني لإعادة المخطوفين ولا لقاء شيخ الأزهر فاكِس نالوا من الحديث ما نالوا واتعمل حفلات كفاية على حِسِّهم بس اللي نقدر نجزم به فعلًا إنه وصدقـًا من قلبي، الموقف اللي فيه مُرسي ده يصعب.. أي اختيار حيعمله حيتلام عليه فحت، الفكرة إنه صراحًة متخَبْوَر خوابير لوز من الحقبة اللي فاتت فعلًا مالوش يد فيها.. وباين أوي إن البلد ليها ريِّسين وإنه مش عارف يخلي ولاء الجيش كأوامر وخلافه له غير على الورق..

لو رسيوا على إنهم يدَّخلوا بالقوة ويحاولوا ينقذوا الرهائن، فمتوقَّع فحت إن الرهاين يموتوا.. ويبقى بس كسب إنه الناس اللي هناك تبقى عارفة إن الدولة دراعها مش مبيتلويش- حتة كمال الشناوي - بتصرف زي ده وعادي جدًا حتدِّخل والكل يموت والجنود المُختطفين لما يموتوا حيبقى شُهداء وقُضيت!

وطبعًا لا يمكن يكون أحسن الحلول، بس ما العمل لو دي إمكانياتك وده آخرك؟!

الناس متخيِّلة إن مصر فيها فرق إنقاذ على شاكلة الكوماندوز الأمريكاني ولا الفرنساوي حيشفلح الخاطفين ويسلِّك منهم المخطوفين من غير ما يتخدشوا!

وفي نفس الوقت لو قرَّر يسايس ويفاوض شُكرًا مش حتبقى أول ولا آخر مرة يتخطف فيها جنود، بل ممكن يبقى الهجوم على كماين الأمن والسجون اللي في سينا والقوات اللي هناك أمر مستساغ جدًا! هو already بيحصل بس حتبقى دَرمغة فعلًا!!

ونرجع نقول أساس المشكلة فين؟ ماهو الموضوع ده له سبب.. ممكن أوي يكون الخاطفين مزقوقين من برَّة فعلًا.. وارد.. خاصًة إن الفيديو بتاع المخطوفين ده بيرمي في السِّكَّة دي.. لكن ده مينفيش إن السبب الحقيقي اللي ورا القرف اللي في سينا ده إنها بقت مشاع وصحرا مستباحة بسبب اتفاقية كامب ديفيد وما تلاها من تفاهمات وغيره..

بصراحة اللي حصل في سينا ده على مدى الثلاثين ولا الأربعين سَنة اللي فاتوا ميتوصَّفش غير خيانة.. إزاي لحد دلوقتي بنعتبر سُكان سينا اللي هناك غيرنا وناس تانية مش مصريِّين وبيتفحتوا عند كل حدث يحصل هناك..

مش معتبرين سينا غير في المنتجعات السياحية وخلاص، إنما تنمية حقيقية تخلي الناس تزحف على هناك مفيش.. مستشفيات للأهالي هناك يروحولها مفيش غير بطلوع الروح! جامعات عِدلة حِلِّلي لسة قرار جامعة سينا طالع أُدامها بتاع أربع سنين عشان تبتدي تطلع خريجين بعدهم كام سنة عشان يؤثروا في سينا نفسها ويعمَّروها..

ربنا يفُك كرب إخواننا المُجنَّدين ويطمِّن أهاليهم عليهم، ويهدي حُكامنا للإنجاز الصَّح والشُغل اللي في صالح البلد، ويحمي البلد والأمة كلها من كيد الكائدين.. ويكشف الخونة اللي خانوا واللي بيخونوا..


***

سؤال: لو كان نفس الحادث حصل أيام مبارك، يا ترى كان حيبقى إيه رد فعله؟ هل يتنحرر عشان ينقذهم؟ فاكرين السواح اللي اتخطفوا في الصحرا وكان معاهم مصريين؟ فاكرين كان همّ مبارك إيه ساعتها؟ فاكرينه لما قال للمشير، أخبار السواح الألمان إيه وحلق تمامًا للمصريين؟! طب فاكرين بقى لما طلع إن القوات لا حرّرت ولا نيلة وإن الخاطفين هم اللي سابوا الرهائن من نفسهم؟!

طيب فاكرين لما السفير المصري في العراق اتقتل؟ فاكرين البلد انتفضت إزاي وعملوا اللي ما يتعمل عشان ما يتقتلش، واتقتل برضو؟

في سياق متصل بقى، فاكرين لما راجل غلبان اتخطف في العراق برضو، وقت الإحتلال الأمريكي.. والبلد حلقتله حلاقة تامَّة.. لدرجة إنه صِعب على الخاطفين فسابوا وإدوله هديَّة مصحف كمان؟!!

قال هيبة الدولة وكرامة المواطن قال!!

الأربعاء، مايو 15، 2013

في ذكرى النكبة..



هل - فعلًا - لا تزال فلسطين في القلب أم أنها في القلب على حوائط الفيسبوك وتويتات التويتر وفقط؟

هل هي في قلوبنا حقًا أم صار الإحساس بها لا يتعدى بكاءً على التاريخ المجيد الذي لا نفعل شيئًا حياله سوى أننا نتغنى به ونسعى بكل ما أويتنا من قوة أن نُذكِّر العالم بأفضالنا عليهم وكيف أن أوربا قامت على العلوم في العصر الإسلامي؟

هل تبْكون الأندلس؟

حسنًا، قضيتي ليست أن الأندلس الآن أصبحت أسبانيا والبرتغال، ولا أن من يحكمها الآن أهل أوربا.. ولكن قضيتي هي تفاصيل الحدث؟ كيف أصبحت فترة الحكم الإسلامي للأندلس احتلالًا في التاريخ الأسباني والبرتغالي اليوم؟ وكيف أننا الآن نتعامل مع أسبانيا على أنها برشلونة ومدريد؟ وكيف ينادي منادٍ الآن بعودة الأندلس لحضن الإسلام إذا كان الإسلام غريبًا في بلادنا؟

إننا نتعامل مع الفلسطينيين الآن على أنهم أقلية تعيش على أرض يحكمها الإسرائيليون ويسعون لنيْلِ حقوقهم منهم، وشفقًة نفرح بحُكم تصدره محكمة إسرائيلية بإطلاق سراح فلسطيني لينال حريتَه؟!

نفرح بحكم تصدره محكمة إسرائيلية لم تُجبَر على ذلك من قريب أو من بعيد أنها أطلقت سراح مجاهد فلسطيني..!

طبعًا، الأزمة هنا ليست أزمة المجاهد الفلسطيني، فهو مجاهد.. ونحسب أجرَه عند اللهِ عظيمًا، ولكن الأزمة الحقيقية لدينا نحن! عندنا نحن.. ننتظر حكم المحكمة الإسرائيلية الغير شرعية لتبرئ أسيرَنا الفلسطيني من تهمة جهادِها لينال حريته؟!

ما هذا الوهن؟!

اليوم ذكرى النكبة، وأقصى رد فعلٍ لنا أن نسمع أنين غارة الحرب مع الفلسطينيين، فقط لنتذكر أنها محتلة!

تُرى لو كان سكان أمريكا الأصليين على تجمُّع عِرقي الآن، ما أقصى ما يمكن أن يفعلوه إحياءً لذكرى إبادتهم؟!

فلسطين الآن غريبة، والفلسطينيون غُرباء في هذه الدنيا.. وحتى من لجأ لبعض الدول العربية فسلك فيها معيشًة لا يزال غريبًا.. بل إننا نستسهِل اتهامهم بخرق أمنِنا وسيادتنا لأنهم يحفرون أنفاقـًـا يعيشون بها على الكفاف!

وكأن سيادتنا مبسوطة على أراضينا كلها ابتداءً!

وكأن لنا السيادة الحقيقة على قناة السويس فنقرر من يعبر ومن لا يعبر،

إننا نُحيل كل عجزِنا على الاتفاقيات الدولية والالتزامات البروتوكولية.. في حين أننا نرى أمام أعيِنا سيادة الأمم على أراضيها، وكيف أن التزامات هذه الأمم لا يمكن أن تتعارض مع سيادتها وقوة وبأسها!

كم عبرت حاملات الطائرات من قناة سويس المحروسة لتدُك بها بلدانًا عربية وإسلامية، ونحن نتحجج بالالتزامات الدولية المحنَّطة، وبها نبرر عجزنا وهواننا على العالم؟!

ولكننا ننتشي وننتفخ أمام عُزَّل، لا يجدون قوت يومهم فيحفرون أنفاقًا لتهريب حاجاتهم الأساسية من غذاء ودواء ومواد بناء..!

سلامُ العَجَزةِ ليس سلامًا، هو هزيمة!

سلامُ المستسلم ليس سلامًا، هو انبِطاح!

لتبقى عبارت: خيار استراتيجي، والسلام العام الشامل، نزع السلاح، والاتفاقيات الدولية، والأمم المتحدة، والأمم الغير منحازة، والشرق الأوسط الكبير، وحدود 67، والقدس الشرقية، وقطاع غزة، والضفة الغربية، ومعبر كرم أبو سالم، ومعبر رفح، وغيرها لديكم أيها الساسة وفقط..

أما نحن، فعلينا ألا ننسى.. أن مرادف كل هذه الاصطلاحات هو الهزيمة، أو الانتكاس، والذل، قل ما شئت!

ومفهوم، أنك لن تغيِّرَ الواقع ما بين عشيِّة وضحاها، ولكني أخشى من كثرة ابتذال المصطلحات واستسهال النطق بها، أن نَتَدَيَّث.. ثم نقِنن كوننا ديوث المنطقة الأكبر..

فالديوثُ يا إخوة لا يقول على الملأ أنه ديوث، عليه أن يجدد المبرر، عليه أن يجد من الكلام المعسول ما يبرر به تديثَه.. 

قد تكون ضعيفًا على الورق، وإيمانك وبأسُك يقوِّيك..

وقد تكون معتدلًا على مائدة المفاوضات، وواقع حالك: ذليل!

 

الاثنين، مايو 13، 2013

حوار تقليدي جدًا..

- عاملة إيه في الامتحانات؟
- أوف! ده عاملينلهم كل يوم امتحان.
- إحنا كل يومين بيمتحنوهم بس امتحانين في نفس اليوم.
- يا خبر! طب وبتعملي إيه؟!
- بذاكر لهم المادة المهمة والتانية بنطنشها.
- بتهزري؟!
- أيوة ما في ولية أمر قالتلي ذاكري المادة الأساسية والتانية هم بيغششوها لهم!!
- إيه ده؟! فعلًا؟!
- أي يعني لو مثلًا جيوميتري مع دين، بذاكر له الجيوميتري وهم بيغششوا له الدين!!
- ...
- وتصدقي فعلًا بيغششوها لهم!
- إيه ده؟ 
- أنا مش عارفة بيبقوا عارفين الحاجات دي إزاي؟!
- تلاقي ليهم حد في المدرسة بقى!
- اسكتي أنا خايفة أوي مودِّتش يوسف امتحان الميدتيرم بتاع الإنجليش هاي ليفِل!
- بتهزري؟ ليه كده؟!
- كتب كتاب أخويا كان تاني يوم، وهو أساسًا مكنش مذاكر فقتل حيروح ويسقط، فقلت ميروحش من أساسه!!
- بس كده يتأثر خلي بالك.
- آه ما قالولي كده هيأثر عليه أوي في الدرجات، كنت عاملة حسابي أعرف أؤجل له الامتحان بس معرفتش للأسف.
- ...
- ...
- بس التعليم دلوقتي بقى بايظ خالص!
- أيوة، أنا عمري ما فاكرة إنه ماما كانت تقعد معانا تذاكر لنا كده، غيرشي بس أيام الامتحانات!
- أيوة، طبعًا، مكنش فيه الهزار ده.. إحنا بالمنظر ده حنذاكر لهم في الجامعة..
- أعمل إيه؟! ما يوسف بيقولي إن ما ذاكرتليش مش هذاكر.. بأضطر أقعد أذاكر له.
- والمدراس مبقاش فيها تعليم، أنا بديلو دروس في كل المواد الصعبة.
- أنا بديله في كل المواد بلا استثناء، حتى اديتلو شوية دراسات اجتماعية!
- وبعدين موضوع السنترز ده أنا مش مقتنعة به خالص..
- آه، ده المدرس بيدي لأربعين راس في الحصة. طب كده فرقت إيه عن المدرسة؟
- أربعين راس؟!! لأ!! أنا لما الميس بتاعة العربي بتزود لهم العدد لـ 8 بقولها انت بتهرجي؟!
- ما هو أنا بشترط ع المدرس يا يِدي في البيت يإما بحاول أشوف غيره.
- ...
- أصلًا جاية بقول له حضرتك ينقع تبقى تدرس له الدرس في البيت، قال لي لأ أنا في سنتر.. بس قوليلي هو الولد بتاع بنات؟! أنا قلت إيه بتاع بنات دي لأ أنا يوسف لسة صغير مالوش في الكلام ده، قال لي بيتهيألك، كلهم ليهم في الكلام ده.. عامًة بس عشان لو مالوش في البنات اقعده وسط حصة فيها بنات كتير عشان ميعملش دوشة!
- أنا ابني له في البنات الحقيقة من وهو في ابتدائي فعادي، إنما المدرسة اللي نقلناهاله - قسرًا - دي معقدين الدنيا، مفيهاش بنات من أساسه!
- صحيح ده يوسف عايز يخرج مع صُحابه يروح سيتي ستارز مش عارفة أوديه ولا إيه؟!
- لوحده؟ انت عارفة صحابُه؟
- لأ! مش عارفة بقى!
- لأ ماتوديهوش.. أنا دودو برضو قال لي مرة عايز يروح سيتي ستارز مع صحابه.. قلت له حتروح إزاي؟ قال لي تاكسي.. قلت له من امتى بتركب تاكسي؟! قال لي ما كل أصحابي بيركبوا تاكسي..!
- أنتِ مبرتكبيهوش تاكسي لوحده؟
- لأ، بخاف الصراحة!
- ولا أنا.. ما هو بيقوللي ابقي وصليني وتعالي خُديني من هناك..!
- لأ، ودِّيه النادي يلعب وبتاع.. كده أماتن أكتر..
- أنا مبقتش عارفة العيال دي بتعمل إيه ولا بتصاحب مين ولا بيدرسوا إيه؟! الدنيا باظت خالص.. 
- المهم يعدوا وخلاص!

حوار تقليدي جدًا!!

أنا بقول لو التربية والتعليم كده مبلاش منها خالص؟! مبلاش؟!