الاثنين، فبراير 17، 2014

في العمل التطوعي - الصدق مع النفس..

بسم الله،

الكلمات اللي جاية دي لنفسي أولًا ولكل شخص ممكن يشوف إنها لفتت انتباهه في حاجة، والله أسأل أن يرزقني فيها الإخلاص وألا أكون ممن يقولون ما لا يفعلون..


الحمد لله إحنا جيل كتير مننا أوي اشترك في الأعمال الخيرية والدعوية والتربوية، وقرروا يستقطعوا من وقتهم عشان الأعمال دي رغم إنهم مش بييجي لهم منها عائد بل بالعكس ممكن يصرف عليها كمان إذا لزم الأمر، وده شئ جميل ونسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهم.


الأمر الهام جدًا في الموضوع، إنه نفتكر كويس أوي: ليه إحنا استقطعنا من وقتنا وقت مش قليل تمامًا - واللي كان ممكن نستغله في إننا نعمل حاجات تانية كتير مباحة وكويسة أوي كمان - عشان نوجهه تجاه هذا العمل التطوعي/الدعوي/التربوي؟


السؤال ده غاية في الخطورة.. عشان ممكن التكديرة اللي بتتكدَّرها وانت بتروح هذا العمل تروح هدر، لأنك أساسًا مش واخد النية الصح بتاعته تمامًا، وقلب معاك إنه عشان: لازم يكون لي عمل تطوعي غير الشغل بعمله في حياتي..


احذر إن الموضوع يتحول إنه بس عشان تقول للناس أصل أنا شغال في الأكاديمي الفلانية ولا المنظمة العلانية، لأنه بكده الموضوع هيروح بك في منحى تاني تمامًا..


إحنا محتاجين نوجه كل حاجة بنعملها في حياتنا لله، فما بالك بالحاجة اللي إحنا أساسًا رايحينها خالصة لله من أول الموضوع؟


لو انت أخلصت الموضوع ده كويس أوي هتلاقي انعكاسات جَليًّة أوي، زي مثلًا:


- تعاملك مع المشاكل اللي بتواجهك في العمل التطوعي ده نفسه هيكون مختلف، يعني مش هتترفز نرفزة جاهلية مثلًا، ومش هتظُن سوء في الناس، وهتقدر ظروف الناس اللي معاك، وهيبقى همك إن الموضوع يطلع كويس وإن الناس تكون مخلصة فيه عشان ربنا يبارك فيه وما يحرمكش ثوابه.


- مش هتلاقي تعارض بين اللي بتعمله في العمل التطوعي ده وحياتك الطبيعية من حيث الفعل نفسه، يعني مثلًا: انت شغال في مجال التربية، وبتتعامل مع أولاد في مختلف الأعمار.. مينفعش إنك تكون مع الأولاد دول بوِش وتيجي لما تروح البيت لزوجتك وعيالك تقوم قالب على وش العصبية والنرفزة معاهم.. لو الموضوع ماشي معاك صح بفضل الله هتلاقي إنك مُتسق مع نفسك في الموضوع ده.. ليه؟ لأنك مش بتعمل العمل التطوعي ده بهدف الرياء لا سمح الله أو بهدف تضييع الوقت بدل ما ترجع البيت.. الموضوع ده مهم أوي على فكرة


- هتلاقي إنه في خلال ما انت بتقوم بالعمل التطوعي ده كلامك متسق مع أفعالك، ده لإنك مش جي العمل ده تعمل منظر ولا تتنطط ع الناس.. لأ! وبالتالي انت هدفك مرضاة الله عز وجل وحده، فيوم ما هتقول حاجة هيبقى بدافع الصالح العام للعمل ده، ومش هتتضايق لما حد تاني يقول الاقتراح اللي انت كنت ناوي تقوله.. ليه؟ عشان انت هدفك الصالح العام للموضوع سواء كان الاقتراح ده من بقك ولا من بق غيرك..


طيب بقي أمر هام جدًا بقى:


طالما قررت إنك تستقطع جزء محترم من وقتك لهذا العمل التطوعي والتزمت به مع الله سبحانه وتعالى ثم الناس اللي انت مشاركهم هذا العمل التطوعي، يبقى عليك الالتزام فعلًا.. وبالتالي لو انت وقتك مشغول جدًا في حياتك وهيخليك مش هتعرف تبقى ملتزم في هذا العمل التطوعي، يبقى متخُشش


دي دعوة لترك الأعمال التطوعية والدعوية؟


لا، طبعًا. دي دعوة للاتساق مع النفس وعدم الضحك عليها.. خليك صادق مع نفسك.. مش شطارة أبدًا إنك تبقى ياما هنا ياما هناك، واسمك شغال في كذا وكذا وكذا وواقع الأمر انت ولا لك قيمة فيهم، بس عشان تبقى قصاد نفسك يا سلام أنا الحمد لله قايم بدوري التطوعي في الحياة مية مية..


رأيي، لا متخُشش في الليلة دي.. عشان تبقى واضح قصاد نفسك انت مين بالضبط وبتعمل إيه، خاصةً إنه مش حرام أبدًا إنك تكون مشغول في حياتك بحاجات كتيرة غير الأعمال التطوعية الرسمية.. يعني إيه المشكلة إن تكون حياتك عبارة عن: شُغل وبيت ورياضة وصِلة رحِم وبتجتهد في الصدقات مثلًا، ده كده أحسن بكتير من اللي بتبقى حياته عبارة عن: شغل وبيت واسمه عضو في منظمة كذا التطوعية وفريق كذا الدعوي ومش عارف إيه اللي بيعمل إيه وهو في واقع الأمر مبيعملش أي حاجة فيهم هم التلاتة غير إنه كاتب إنه شغال فيهم ع الفيسبوك..


أرجع تاني وأقول، الكلام ده لي قبل ما يكون لأي حد يقرأ الكلام ده، وفي النهاية على سبيل الاختصار غير المخِل نقدر نقول: الصدق، الصدق، الصدق.


وجزاكم اللهُ خيرًا..