الأربعاء، أغسطس 20، 2014

الإنسان والنظام..

القضية أنه مهما كان النظام فإنه في النهاية يعتمد على الأفراد، في النهاية طموحات وأفكار الفرد هي التي تحركه وتكون تصرفاته، وبالتالي لا أمل في فرض نظام ولو كان "ميخرش المية" لو أن الفرد كما هو "مخروب".

قد يكون للمؤسسة رؤية لمستقبلها وأحلام سامية وعظيمة، ولكن في النهاية حين تنزل إلى الأفراد فإن لكل فرد تربيته وخلفيته الفكرية التي تحركه. الفرد في النهاية يفكر في دنيتِه الخاصة وكيف يستخلص "المصلحة" مما يفعل بصرف النظر عن الهدف الأساسي من وجوده في المؤسسة، ويرى أن هذا هو الذكاء و"النصاحة" فتبقى المؤسسة ظانَّة أنها كيان عتيد عتيق يحمل من المسئوليات والآمال الكثير والواقع يقول أنها كتلة فساد متراكمة بعضها فوق بعض.

القضية أن الإنسان لدينا مخروب من الداخِل، ومهما كانت محاولات الإصلاح في النظام فإنه سيبقى مجرد مظهر خارجي لطيف ولكنه "مخوَّخ" من الداخل. علينا الاهتمام بالإنسان كإنسان.

الجمعة، أغسطس 15، 2014

جهاد غزة 2014 - (3)



كتبت: 25 يوليو 2013

يعني انت شايف أنهم بالكام صاروخ ده خلاص هيحرروا القدس؟ انت مش شايف في المقابل مات منهم كام واحد؟ انت عندك الأرواح دي إيه هينة كده؟!
------------

آه بالكام صاروخ والقتال بتاعهم ده ربنا ينصرهم ويحرروا القدس إن مكنش دلوقتي فمستقبلًا في كل الأحوال لما ربنا يأذن.

ومسألة استشهاد الكثير منهم فدي حاجة خاضعة لـ: "هم شايفين الحياة إزاي؟"، فلو هم - والحمد لله إنهم مش كده - شايفين إن الهدف من الحياة إننا نأنتخ ونبرطَع ونقعد في التكييف والمهم عندهم إن الكهربا متقطعش وإن الهوم دليفري ميقفش وإن التليفزيون ميبطلش تفاهة = فطبعًا ساعتها مش هيبقوا عايزين يؤذوا ولا إن الدنيا تضيق عليهم خالص. لكن الواقع - والحمد لله - مش كده، هم ناس عاشوا بالجهاد في الحياة، وما تذمروش رغم إنهم تحت الحصار بقالهم كام سنة، تجويع وقصف كل شوية وحصار على الدوا وغيره.. عشان عارفين إن المبدأ هو الأساس مش تربية الكروش والأنتخة هي الأصل. السلام بالنسبة لهم مش خيار استراتيجي على حساب كرامتهم ورجولتهم، إنما الجهاد هو الأصل ويا إما ياخدوا اللي هم عايزينه بالحق والقوة يا شكرًا نقعد تحت الحصار عادي جدًا، وليُستشهد منا من يستشهد، في الجنة إن شاء الله.

ومسألة كام واحد بيموت في غزة وحرام، فالحمد لله إنك بدأت تحس إن القتل ده جريمة وحاجة وحشة، أصل من شوية كده كنت بتقول على شوية ناس معتصمين في إشارة ما يموتوا ولا يتيتِّم عيالهم أصلهم قافلين الإشارة، فالحمد لله إنه مع الوقت بدأت تحس إن القتل ده أفظع جريمة في الوجود - والخيانة برضو - بس أتمنى إن يكون جات لك الرقة دي عشان حرام الناس تتقتل مش عشان انت ملكش دعوة بالموضوع، يعني أتمنى يكون نفس ردك ده هو هو لو الناس كانت ماشية في مسيرة في الشارع كده فاضَّرب عليهم نار تتعاطف معاهم برضو..

كونك لسة بتلوم الضحية دي بقى فربنا معاك، ممكن يكون لسة قدامك شوية، أو بتطالب الضحية إنها تتقتل وتغتصب أرضها وتسكت، أملًا إن الكيان الصهيوني يحن عليها ويبطل ضرب. الحقيقة إن دي مشكلتك انت وحدك، مش مشكلتهم هم: هم ناس اتربوا على الجهاد والقتال وإنه عادي إننا نعيش في ضيق ماهو مش الهدف من الدنيا إننا نبيع الدنيا ونطرِّيها، وإن اللي يعتدي عليّ أدافع عن نفسي وآخد بكل الأسباب الممكنة اللي تخليني أقاتله وأدفع عدوانه باللي أقدر عليه. هم عارفين إنه كده ولا كده الدنيا كلها زائلة، فنموت بكرامتنا أحسن ما نموت والعار ملازمنا.

وربنا يكرمنا ويغفر لنا تقصيرنا بحق المستضعفين في بلاده برحمته. إن رحمته وسعت كل شئ.

المجاهد عبد القادر الحسيني


 
 
ومن أعلام الجهاد في فلسطين الشهيد عبد القادر الحسيني والذي تأثَّر بجهاد وكفاح الشيخ عز الدين القسام رحمه الله تعالى ورضيَ عنه وناضل من أجل الدفاع عن فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغادر.

عبد القادر الحسيني من مواليد اسطنبول، درس القرءان الكريم في زاوية من زوايا القدس ثم درس الآداب والعلوم في بيروت ثم درس الكيمياء في مصر ثم عاد بعد ذلك إلى القدس الشريف. خطا من ذلك الوقت على خطا الشيخ المجاهد القسام وأدرك أن الجهاد والكفاح المسلح هو السبيل لدحر الصهاينة من الوطن. شارك في المقاومة ضد الاحتلال البريطاني ونفذ عمليات اغتيالات لقادة العسكر الإنجليز حتى أصيب إصابات بالغة نُقِلَ على إثرها إلى العراق في خُفية، وهناك لم يترك الجهاد بل شارك في مقاومة الاحتلال البريطاني أيضًا فاعتُقِل ثلاث سنوات.

وحين أُفرج عنه عاد إلى مصر وخطَّط فيها للمقاومة الفلسطينية فدرَّب المجاهدين هناك بالتعاون مع قوى وطنية مصرية وليبية مناهضة للظُلم والاحتلال كما قام بتدريب عناصر مصرية أيضاً للقيام بأعمال فدائية، حيث شاركت عناصره في حملة المتطوعين بحرب فلسطين وكذلك في حرب القناة ضد بريطانيا.

عاد الحسيني إلى فلسطين الوطن وقاد قطاع القدس وعمل على وقف الزحف اليهودي، ، ومن ثم قام بعمليات هجومية على قطعان المستوطنين المتواجدين في محيط المدينة المقدسة.

ثم كانت معركة القسطل التي ذهب إليها لتحريرها من دنس اليهود، ورغم أن المعركة كانت غير متكافئة تمامًا إلا أنه أصرَّ على الذهاب هناك لتحريرها إذ لم يكن هناك سبيل غيرُ ذلك، وقد خانه العرب ورفضوا تسليحه خوفًا من بريطانيا. خافوا من بريطانيا أن تغضب عليهم وتركوا الحسيني ورجاله في معركة القسطل محاصرين حتى استُشهد رحمه الله تعالى ورضيَ عنه.

ومن كلامه رحمه الله في هذا الموقف:

"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين".

"نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين ، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم"

رحم الله عبد القادر الحسيني وبلغه أعلى منازل الجنة. وليد اسطنبول وشهيد القسطل.

بطلًا حييت برغم ألوان الأذى


 
نَم في سلام، نومة الأبطال واترُك حماسًا ترُد كالزلزال
بطلًا حييت برغم ألوان الأذى، أفلا تموت اليومَ كالأبطال
قد عِشتَ تدعو للنضالِ فحان أن يحيا بموتِك ألف ألف نضال
فلإن قضيت فتحت كل حجارة في القدسِ ثأرٌ ناجزٌ لقتال
يا أيها الحر الذي لم يستطِب إلا الحياةِ أو المماتِ كريمًا
ما عشتَ كي تهنأ ولكن عشتَ كيّ تصلي الصهاينة اللئامَ جحيمًا
لما رحلت تركت خلفك أمةً رضعت لبان الثأرِ منك قديمًا
كنت الزعيم وإن طالتك يد الردى، سيظل ثأرك في الأنام زعيمًا
يا من وقفت بوجهِ أقوى دولةِ وهزمتها دهرًا وأنت المقعدُ
اختارك المولى لأنَّك طاهرٌ، ولأن غيرَك في النجاسةِ عربدوا
نَم في سلام، نومة الأبطال واترُك حماسًا ترُد كالزلزال
بطلًا حييت برغم ألوان الأذى، أفلا تموت اليومَ كالأبطال

رحمك الله يا شيخ المجاهدين..

الشيخ المجاهد عز الدين القسام




يطلق الجناح العسكري لحركة حماس على نفسه: كتائب عز الدين القسام، فمن هو عز الدين القسام؟

هو الشيخ المجاهد عز الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام من مواليد سوريا ودرس العلوم الشرعية بالأزهرِ الشريف في مصر ثم عاد إلى سوريا ليشارك في الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي، ودعَّم الثورة الليبية ضد المحتل الإيطالي، ثم انتقل إلى فلسطين العزيزة فقاوم فيها المحتل البريطاني حتى استُشهِد عام 1935 في معركة يعبد بعد جهاد كبيرٍ ضد الاحتلال الانجليزي.

باعَ الشيخ المجاهد القسام الغالي والنفيس في سبيل الله، وعقد العزمَ أنه إما نصرٌ أو شهادة يلقى بها الله تعالى.

الشيخ القسام سوري المولد، واستشهِد في فلسطين، وهذا هو الإسلام الذي لا يعرف الحدودَ ولا الفواصل. إنما هذه الحدود اصطنعها العدو الغربي ليفرق بها بين بني الإسلام، وقد فطن أمثال المجاهد القسام لمثل هذا وجاهدوا المحتل وخططه للاستيلاء على أرض المسلمين، ولم يترك السلاحَ حتى استشهِد وهو في يدِه رضيَ الله عنه.

وقد حمل راية الجهاد من بعد الشيخ القسام قادة أكابر، حملوا همَّ الأمة ولم يتركوا الجهاد أبدًا. فلم يركنوا إلى الحياةِ الدنيا وفهموا بحق أن الدنيا دار ابتلاء وأنه عليهم الكفاحَ فيها لرفع راية الإسلام ولكي تكون كلمة اللهِ هي العليا، ولكي يعيش أبناءهم وأحفادهم بعزة وكرامة.

وقد بارك الله في أرض فلسطين فنبت فيها الشيخ المجاهد القائد أحمد ياسين رحمه الله تعالى ورضيَ عنه وجزاه عنا خيرًا، قاوم الاحتلال الصهيوني بكل ما يملك وهو الشيخ المقعد حتى نال الشهادة من الله عام 2004 بينما كان عائدًا من صلاة الفجر.

بارك الله في المجاهدين وفي المقاومة، ونصرهم نصرًا مؤزرًا.

وانتقم الله من اليهود الكفرة المعتدين،

وخذل الله الخونة وموالي اليهود المنافقين.