الأربعاء، ديسمبر 14، 2016

أساس المأساة.. #حلب #سوريا #العالم


 إزهاق الأنفس وسلب الحياة هو بلا شك أقسى ابتلاء لذوي المقتولين، ولا أرى ما هو أصعب على الإنسان تحمله من قتل ذويه أو إيذاؤهم. لذا، فإنه من الطبيعي أن ما يجري في بلادنا كلها على مدار سنين طوال أن يجلب علينا الحزن والشعور بالمأساة.

ولكن الجانب الأكبر من المأساة - في نظري - هو الأسباب الدنيوية التي دعت لمثل هذه النتائج. فإن ما نعيشه الآن ما هو إلا محصلة طبيعية لتراكمات من الخسارة والخيانة والظلم والتفرق والفشل والجهل على مدار عقود طويلة من الزمن. وبالتالي، فإن الوقوف عند الحالة الحالية مما نحن فيه هو محض قصور نظر أو قل تغافل عن أساس المأساة.

لقد عاش المسلمون سنينا طويلة من الفرقة والتشرذم وحب الدنيا والتعلق بها وقهر للضعفاء وشراسة لأصحاب النفوذ والقوة، أحيل ذلك بقدر لا بأس به إلى بعدهم من المنهج الرباني الذي ارتضاه الله لهم. ولا أريد  بذلك أن أعيد وأكرر بكائيات على المجد الزائل.. ووقت أن كنا وكانوا.. ومثل ذلك من الخطاب، الذي لا يؤدي إلا للتحسُرِ والندم، والبكاء الذي لا طائل منه. وإنما أريد فقط أن أقرر هنا، أن السبب الأعظم لتعاسة البشرية وبالأخص المقهورين من المسلمين منهم هو البعد عن منهج تزكية النفس القويم الذي أنعم الله به علينا، ثم تأتي من بعد ذلك الأسباب العملية المتعلقة بسوء إدارة الأمور، والخيانات، والطغيان، والظلم، والجهل، ومثل ذلك..

---

ما الواقع الآن؟

الواقع مرير، أراضٍ محتلة. حكام طغاة. جهلٌ مُطبق. أمة لا تملك قرارها. يتسابقون أيهم يفوز برضا الغرب المنتصر. ولاة أمور إما مرضيٌ عنهم من الغرب المنتصر أو هم عملاء خونة من أساس الموضوع. بشر يُقتلون. لا ثمن لدماء المسلمين ولكن دماء الغرب المنتصر غالية. نقتل بعضُنا بعضا والأسوأ من ذلك أننا صِرنا نستسيغ ذلك..

الشعوب مُنقادة لما يُراد لها أن تنقاد إليه، ابتلوا بالجدل إلى أقصى حد. نسوا أنهم هنا في هذه الدنيا ليفعلوا ويكسروا العادات، بل انصاعوا لما هو موجود وركنوا إليه. ومن منهم لديه بعض الإحساس، آثرَ البكاء على ما يحدث آملًا بذلك ألا ينسى شاعريَّته. إلا قليلُ منهم، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.

والجانب المظلم من المأساة، هو من يظن أنه بكتابة كلمات لا يراها إلا هو ومن حوله من الأصدقاء والمعارف حول ما يجري من أحداث أنه بذلك انتصر للقضية، وفعل ما عليه بها. والأظلم في هذا الأمر، أن تتسع تلك الشريحة بشكل كبير، فيصبح وكأنه لا يحدث سواء البكاء على ما يجري. فتجد أنه فعليًا لا ينتصر أحدٌ للقضية، إلا القليل. والقليل مُحارَب بضراوة وشراسة شديدة من أصحاب المصالح، ومع الوقت يزداد الأمر عليه صعوبة أكثر فأكثر. وييْأس من "القليل" أعداد أكثر فأكثر. حتى يعود ذلك المحارِب الذي يريد أن يؤثرَ بقوة فيما يجري من أحداث غريبا، لا أحد يستسيغ تواجده أصلا. وكأن الجهاد انحسر في جهاد البكائيات واللطم، وصار من يريد أن يغير بقوة في الأرض ويجتهد في ذلك كمن يحفر بالماء. حتى تجد أن أنصار البكاء واستجداء العالم ينكرون على من يعمل ويجتهد فيما يراه مؤثرًا ما يفعل، فيقولون موالٍ، أو صامت، أو جاهل.

ومن هنا، فإن المشكلة بوضوح منا نحن. من داخلنا. لا من العدو. من انعدام بوصلة التحرُك الحقيقي.

---

دعك مما نعيشه الآن، وتخيَّل لو أن الواقع كان كما يلي:

الأمة تتعرض لهجمات العدو الواحدة بعد الأخرى، ويتولى عليها إما طغاه مستبدين أو خونة عملاء للعدو، ولكن قطاعا واسعا من شعوب هذه الأمة مرتبطٌ بالله سبحانه وتعالى ومؤمنٌ به وقد أخذ قسطًا من التعلُمِ والتربية والفِكر فعرف ما يجب عليه فعله ليقلب طاولة العالم رأسًا على عقب فينتزع زمام الأمور مرةً ثانية. لا ييأس. لا ينظر للنتيجة. يعرف أن الأمرَ سيستغرق سنوات طوال. لا يلتفت للجدل الذي لا فائدة منه. لا يبكي على الحال وفقط. يعي ما يحدث حوله من الأمور.

ترى إن كان ذلك حاصلًا، ما استطاع أن يتولى أمرهم من يفسد عليهم دُنياهم.

ما هذه المثالية؟ تتحدث وكأن الأمر أسهل من السهولة..

لا طبعًا، هو ليس أسهل من السهولة على الإطلاق - وإن كان الله على كل شئٍ قدير - ولكن المُراد مما أقول هنا ليس تهوين الأمر على الناس وتخديرهم و/أو تصوير القصة وكأنها 1+1=2. لا. بل إن الأمر يحتاج التأسي بالنهج النبوي فيصير الجهد، والإخلاص، والتضحية، والصبر، وعدم الاستعجال، ومعية الله سبحانه في الضراء والسراء، والتواصي بالحق وبالتواصي بالصبر، وغير ذلك.. بل لأن الأمر بهذه الصعوبة، فإننا نستسهل الخوض في الجدال ومعارك شبكات التواصل الاجتماعي واللغو فيها وبذل فيها كل الطاقات بدلًا من الانشغال بما ينفع حقا.

---

عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا:

ألا تستنصر لنا؟!
ألا تدعو لنا؟! 

فقال : "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". رواه البخاري.

هؤلاء كانوا صحابة، وكانوا يُعذبون لأنهم أسلموا! وما صدَّهم فعل الكفار عن دينهم أبدًا، ولم ييأسوا.. فقط قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تستنصر لنا؟! ألا تدعو لنا؟! فما كان من نبي الله إلا أن أخبرهم أنه سبقهم من أوذوا في الله أكثر مما أوذوا، فما كان منهم إلا الصبر على البلاء والمُضي كما شرَّع الله لهم.

---

والحق سينتصر حتمًا، بك أو من غيرك. سواء انتسبت لذلك أم أعرضت ويأست. فأولى بك أن تنظر في أمرِك، ماذا عليك فعله كي تنجو من هذه الدنيا؟!

إن من أكثر ما نحتاجه فعلا في مثل هذه الأيام هو الهرع لسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، ونرى كيف كان يفعل، بكل التفاصيل.. نتأسى به بحق، لا بالكلام وكثرة التجارة به. صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق وأعظمهم.

---

علينا النظر، ما المُتاح الآن فعله.. وإني على قناعة تامة أن كل شخص يمكنه أن يخرج بغير ما يخرج به أخوه مما يمكننا عمله للتأثير بالإيجاب على مُجريات الأمور. وأرى أنه في العموم، توجد أساسيات علينا العمل عليها، ثم قد تنبثق منها فروعٌ أخرى تناسب كل شخص:

- جهاد النفس، والسيطرة عليها. التوبة إلى الله وترك معصيته. عهد جديد مع الله سبحانه وتعالى.
- الالتزام بصحبة القرءان الكريم وتدبُر آياته والحرص على تطبيقها عمليًا.
- الالتزام بالدعاء وعدم تركه. واليقين بالله.
- التعلُم. تعلُم الدين. وتعلُم ما ينفع من العلوم، والسهر على ذلك. وأن ينظر كل إنسانٍ في نفسه، فيعرف أين سيكون تأثيره أكثر فعالية، وبذلك يعرف في أي مجال سيبدأ. وعليه أن يبذل وقتا كافيا ليدرس بعناية كيف سيؤثر عمله إيجابا في واقع الأمة، ومن ثم يضع الخطة لذلك، ويختار الصحبة التي سيعمل معها لتحقيق هذا الهدف السامي، ثم يتوكل على الله أو ينضم لمجموعةٍ يراها تعمل بجِد في هذا الاتجاه فيستعين بها ويستعينون به على إتمام ما يروْنه مؤثرًا إيجابًا في رفع البلاء عن الأمة، ثم يتوكل على الله. المجالات التي يمكنك التأثير بها متنوعة وكثيرة.. انظُر في الثغرات التي تؤتى منها الأمة واعمل على حمايتها. وهي كثيرة الآن وتحتاج من يعمل بجد.


---

قال الله: "يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". آل عمران.

وقال الله: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". الأنفال.

تأمل مع نفسك دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الترمذي بإسناد صحيح: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذيْنِ الرجليْنِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر".

لماذا لا ترجو من الله أن يُعز الإسلام بك؟

الاثنين، نوفمبر 28، 2016

مصطلحات قضية فلسطين..

الكلام ده مهم جدا، مش مجرد ألفاظ بدل ألفاظ.. الفكرة إنه ده بينبني عليه تصرفاتنا وأسلوب تعاملنا مع قضية فلسطين. ده بيرجعني تاني للكلام بتاع المنشور السابق والخاص بتصرفات البعض اللي فيها استعطاف للعالم فيما يخص حق فلسطين..

ليه بقى؟

عشان لما بنقول مصطلحات زي معتقل/اعتقل من دون محاكمة/إسرائيل/.. ده بيعتبر إنه خلاص الكيان الصهيوني ده بقى كيان شرعي وقانوني ومشكلتنا معاه بس إنه بيعتقل الفلسطينيين دون تُهم. لكن لما أقول إن دول أسرى، يبقى أنا لسة فاكر إنها حرب وإن الكيان ده غير شرعي وغاصب وإن القضية دي مش هتتحل غير لما الكيان ده يُقتلع وينتهي تماما وتعود الأرض بكاملها لأصحابها. ده الأساس اللي ما ينفعش ننساه.. خاصةً في الأيام دي اللي بيحصل فيها حاجات عمرها ما كانت بتحصل من قبل فيما يخص التطبيع مع الصهاينة، الحد إنها بقت دولة شقيقة وبنتعامل معاها بمنتهى الأخوية: نروح نعزيهم، نطفي لهم حرايق، ده غير العلاقات الاقتصادية والسياسية اللي مع العرب كلهم والعالم الإسلامي..

فالخلاصة إنه مش كلام ومصطلحات وفراغ يعني، ده حفظ للحق من الضياع، وعشان نربي أولادنا على كده وما ننساش!

الجمعة، نوفمبر 25، 2016

#إسرائيل_بتولع

السلام عليكم..

سعدت جدًا بأخبار الحرائق التي طالت ممتلكات الصهاينة المحتلين.

بالمقابل، لا يمكنني أبدا - تحت أي ظرف - أبدي المسكنة والاستعطاف في حال حدوث العكس - أي في حال أبدى الصهيوني سعادته ونشوته إذا حصل لي مثل ما حصل له - وذلك:

لأني أعتبره عدوي، وهو يعتبرني عدوه. فلا منطق ولا عقل ولا تاريخ ولا جغرافيا يبرر استعطاف وتمسكن العرب للعالم حال وقوع الأذى من ذلك الكيان الغاصب. يعني إذا كان هو عدوي الذي لا أتوقع منه غير كل أذى واضطهاد وقمع، كيف لي أن أناشد العالم أن يضغطوا عليه كي يرحمني قليلا.. وهو عدوي الذي أشمت فيه إن أصابه ضرر بل مفترض أني أسعى دوما لذلك..

وبالتالي، فإني لا أجد نفسي داعمًا في أي وقت من الأوقات لنشر صور ومقاطع الإهانات والإذلال التي يقوم بها الكيان الصهيوني للشعب العربي على مدار عقود.. بينما أجد نفسي في غاية الحماس لنشر صور ومقاطع وأخبار المقاومة والانتصارات التي ينعم بها الله عليها كل حينٍ وآخر..

الأربعاء، نوفمبر 23، 2016

هل ترغبونهن في الحجاب حقا؟

انطلاقا من أننا ديننا دين إيجابيّ، فكل منا يجب أن يكون حريصًا على أخيه المسلم أن يكون على الطريق المستقيم السويّ. أملًا أن يعمنا الله سبحانه وتعالى جميعًا برحمته. ويجب أن يكون الدافع الأساسي وراء دعوة بعضنا البعض للخير هو التطبيق العملي لقول الله سبحانه وتعالى:

والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

وبالتالي، يجب علينا الحرص حين يدعو أحدنا الآخر، ألا يدخل في قلبه مثقال ذرة من كبر أو عجب أو سلطوية. فلا يظن نفسه مثلا أفضل من ذاك الذي يدعوه، لا لشئ إلا أن الله قدر أن جعله يسبقه بالنصيحة. فإن كان الأمر كذلك، سينعكس ذلك حتمًا على أسلوب الدعوة التي ينتهجها هذا الداعي. فيكون رحيمًا بمن يدعوه، معينًا له. لا أن يكون متسلطًا عليه وكأنه قد ملك أمر دنياه وآخرته.

---

من الأمور ذات الطابع الحساس لدينا هنا في مصر، هو دعوة البنات والسيدات لارتداء الحجاب. وهو أمر من الله سبحانه وتعالى صريح لا خلاف على ذلك. ولكن الأسلوب الذي ينتهجه البعض يؤدي - في الحالة الطبيعية - إلى نتائج سلبية تمامًا. إما بتنفير المُوجه إليها الخطاب من الحجاب - وربما من الدين - أو بخروج الأمر عن سياقه الأصلي الذي شرَّعه الله سبحانه وتعالى تمامًا.

الحجاب - أو قل الزي الشرعي (وذلك للرجال والنساء) - هو أمر من الله سبحانه وتعالى كسائر الأمور التي فرضها علينا سبحانه وتعالى. كالصلاة والصيام والزكاة وخلافه. مع اختلاف تفاصيل كل أمر شرعيّ و/أو أولوياتها بحسب ما يقوله الفقهاء. لا يجب أن يتعدى الأمر هذا الإطار. ولا يجب اختراع مبررات لا أصل لها لترغيب النساء فيه.

فمبادرات البعض - مع افتراض حُسن النوايا فيها - بمدح جمال النساء وهن يرتدين الحجاب أمر عجيب وغير معقول! فتقول إحداهن أو أحدهم - ومصيبة أن يقول أحدهم ذلك أفدح - "انظروا إلى وجهها وقد نوَّره الحجاب"، أو تقول هي: "شكلها أحلى بالحجاب". وهل ارتدت هي الحجاب ليكون شكلها أجمل فيه؟ لو كانت تلك هي الحقيقة للزمها التوبة من ذلك وتجديد النية في الأمر. ثم عليكِ يا أخت أن تراعي مشاعر من تظنين نفسك أنكِ تجمِّلي الحجاب في نظرها بمثل هذا الخطاب، فكلامك معناه بشكل مباشر أن البنت ليست جميلة بغير الحجاب، فلتلبس الحجاب لتحسِّن من الأمر قليلا. ما هذا؟ إلى أي مدى صِرنا لا نميِّز بين الكلام الجميل والكلام الجارح؟ لماذا يجوِّد البعض بما لا يعي ولا يفهم؟ خاصةً أنه غير مطلوب منه ذلك على الإطلاق. الأمر أبسط من ذلك بكثير: با بُنيتي: إن الله تعالى أمر بالحجاب فريضة على كل مسلمة بالغة مثلك، فافعلي ما تؤمرين - ويجب أن يسبق ذلك حبا لله وشريعته - لا أن يتعدى الأمر ذلك أبدًا.

المشكلة الحقيقية - في رأيي - أنه قد يكون الدافع وراء الدعوة لارتداء الحجاب اتجاه آخر غير اتجاه رضا الله سبحانه وتعالى والحرص على المسلمين. وقد تختلط النوايا بشدة في هذا الأمر، ولذلك علينا الانتباه. فمن الممكن مثلا أن يكون الدافع:

- تسلُط. فقط لذة فرض الرأي على الآخر. غير معتبر تمامًا أصل الموضوع.
- إحساس بالإنجاز. تريد أن تشعر أنك أنجزت شيئًا ما في حياتك، فتعتبر ارتداء إحداهن للحجاب سمعًا وطاعةً لك هو إنجاز شخصي لك بينما الأمر ليس كذلك تماما.
- تغذية الإحساس بالكبر، أو أنك أفضل منها. فتنصحها. حقيقة الأمر لا يهمك أن ترتدي هي الحجاب أو لا. القصة أن تظل أنت في مرتبة أعلى منها تلقي عليها النصائح والمواعظ. فبدلا من أن يكون ذلك مساعد لك أن يستقيم أمرك أنت الآخر فتنظر لحالك يا مسكين مع الله، يتحول الأمر إلى تغذية الكبر في نفسك. فمع كل موعظة وأخرى تنتشي نفسك بالدخان.

وربما غير ذلك..

وأقول إنه مما يساعد على خلق هذه الشوائب في القلب واختلاط النوايا هو فقر تزكية النفس لدى الإنسان. فلو أن نفسه نقية صادقة مع ذاتها وتعرف أولها ومنتهاها أو تريد ذلك بصدق، لما كان دافع دعوته لغيره إلا حرصه على نفسه وعلى غيره، واتباعا لقول الله تعالى: وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. ومن هنا، فإن ضعف تزكية النفس لدى الإنسان - وهي الهدف الأعظم والأسمى من خلقها - يجعل الإنسان يترك حتى الأخذ بالأسباب في أسلوب الدعوة. فإن مثل هذه الأمور الحساسة تحتاج إلى فطنة وحذر، ودراية بالأمور، وبالخلفية الثقافية لمن تدعوه.

الحجاب شأنه كشأن أي أمر تعبدي آخر، يحتاج إلى قلبِ صافِ نقيّ من أمراض القلوب حتى نحصل على الفائدة الكبرى من الالتزام به. فالصلاة إذا ما كانت تؤدى كحركات جسمانية فقط دون ارتباط حقيقي بين قلب العبد وربه أثنائها، فإنه بذلك يفقد عظيم الفائدة منها. كذلك الحجاب. أرى أنه يكفي للمرء أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعبادة على هيئة ما كي يتم تنفيذها بقلب منيب، ولكن حتما يجب أن يسبق ذلك تعلق بالله الواحد الأحد، وتدريب النفس على ذلك ومجاهدتها مع اليقين أن الله سبحانه وتعالى سيهدي إلى سبيله، فهو القائل: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..."

والله من وراء القصد..

الاثنين، نوفمبر 14، 2016

انتباه | في كلام دونالد ترامب بمنظمة الـ AIPAC

مما قال دونالد ترامب في خطابه الذي ألقاه بمنظمة الـ AIPAC خلال حملة ترشحه لمنصب رئاسة أمريكا أنه: في مجتمعاتنا، الأبطال هم الرياضيون ونجوم السينما، بينما في مجتمع الفلسطينيين فإن الأبطال هم القتلة - يقصد بذلك جنود المقاومة. في إشارةٍ منه أن مثل هذه المجتمعات تختلف عنا كثيرا. نحن نعلي من قدر نجوم المجتمع من الرياضيين ورموز السينما، بينما هم يعلون من قدر المقاتلين. والحقيقة: أنه لم يخطئ في ذلك، بل أقول أنه طالما تواجدت هذه الظاهرة - حب المقاتلين والمجاهدين - في صفوف بعضِ ما، لازم ذلك استمرار الأمل ولبشَّر بعدم موت حمية نصرة الحق في أمتنا. أما إذا أصبحنا سواء، فصارت أمثالنا العليا في لاعبي الكرة ونجوم السينما، فإن أمل الانتصار والمقاومة سيخبو ونصبح - حرفيا - تابعين لمن يعتدون علينا، وعيالا عليهم.. حتى تكالبوا علينا كما تكالب الأكلة إلى قصعتها. كلام خطير من شخص سيتولى حكم أقوى دول العالم والمسيطرة عليه. فعلينا الانتباه لقضيتنا ولديننا. لمن نوالي وممن نتبرأ.

اضغط هنا لتقرأ خطاب دونالد ترامب المشار إليه كاملا..

الثلاثاء، نوفمبر 08، 2016

إلى من توجه كلامك؟


الكلام وسيلة تواصل عبقرية خلقها الله سبحانه وتعالى، أهمية فارقة وقصوى. تخيل لو أن الكلام لم يكن موجودًا. لا لغة ولا كتابة ولا كلام ولا أي شئ. تلك الحضارات لم تكن لتقوم أبدًا. تنتقل المعرفة بالكلام وبعض المشاعر لا مفر من التعبير عنها بالكلام. نعمة كبرى أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بها. وكسائر النعم، علينا حسن استغلال هذه النعمة حتى لا تنقلب علينا ابتلاءً كبيرًا.

والكلام هنا أعني به كل ما يُقال وما يُكتب. في حياتك الحقيقية وعلى وسائل التواصل الاجتماعية على الانترنت.

ومع أهمية وفعالية هذه النعمة، فإن كثرة استخدامها أو استخدامها في غير محلِها يقلب الأمر رأسًا على عقب. وتنقلب من نعمة كبرى نعتمد عليها اعتمادًا أساسيًا في التواصل إلى نقمة في شكل حفرة واسعة يتجادل فيها الناس بغير هدف واضح في النهاية.

في نظري، يتم تفعيل الفائدة الكبرى من نعمة الكلام إذا ما تم توجيهه للأشخاص المعنيين أو الشريحة المُستهدفة بشكل صحيح. وقتها سينتج عن هذا الكلام عمل وبالتالي لا يكون الكلام هباءً منثورًا لا فائدة منه.

المطب:

وهو أننا أصبحنا نستخدم خاصية الكلام لذاتها. نتكلم لمجرد الكلام. وبالتالي أصبح لا ننتبه لأي الناس نوجه الكلام على خصوصيته. فمثلًا:

(*) شخص لديه دائرة معارف محددة على فيسبوك: جُلها أو قل كلها لا يد لهم فيما يجري في البلاد ولا علاقة لهم بالقرارات التي تتخذها الحكومة سواء كانت قرارات اقتصادية أو شئ من هذا القبيل. ما الفائدة أن يسخِّر هذا الشخص من وقته ساعات عديدة يتحدث ويتناقش مع من لا يد لهم ولا حيلة فيما يجري ويسعى بكل قوته أن يقنعهم بوجهة نظره - سواء كانت مؤيدة أو معارضة لما يجري - وقد يفقد صداقات في ذلك. دعك أن إقناع أي منا بأمر ما مخالف لقناعاته فيما يخص حال البلاد حاليا هو من المستحيلات حاليا، ولكن هب أن حصلت المعجزة الدنيوية فاقتنع. ما المحصلة؟ لا شئ. ما قام به صناع القرار قد قاموا به. ولن يتغير من الأمر شئ.

تقول ولكن النقاش مفيد للفكر بصفة عامة لذاته هكذا..

حسنا، أوافقك ولكن حين يكون النقاش على أسس عقلية. تُمتع من يتناقش. ولكن حين ترى أن من يتكلم لا دارية له بما يجري وما يقوله فقط هو نابع من رأيه السياسي والأخلاقي تجاه الأمر - وهو وضع للأمر في غير محله - فهو لا يعي تماما بفنيّات الموضوع. فقط يكتب لمجرد أن يعلن عن رأيه، والذي - في مجتمع سوي الفطرة - لا يُفترض أن يهتم أحدًا به. ولكنك تجد من يجادله، فهنا يجد الكاتب أو صاحب الرأي هذا فرصة للدخول في هذه المعركة الوهمية. وكأنه يصارع طواحين الهواء. لا فائدة مما كتب لأنه صادر من شخص لا علاقة له بهذا الفن، وصادر لشريحة لا علاقة لها بهذا الفن كذلك. فلا نجد مُحصلة لذلك كله سوى: الجدال.

(*) كتابة ونشر على فيسبوك/تويتر ما يُفهم منه أنه نقد لسلوك معين في المجتمع صادر من فئة معينة. هذه الفئة غير موجودة في محيط الكاتب على الانترنت. فتجد أن المحصلة لا شئ غير الجدال الفارغ الذي لا يُنتظر منه نتيجة إطلاقا. لأن الفئة المستهدفة من الخطاب غير موجودة. لم تقرأ مقالك. فما كان منك إلا التفريغ على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت لا أكثر. لو أنها كانت دعوة لمن حولك للنزول لأرض الواقع لتغيير هذا التصرف الذي تراه سلبيا ثم يتبع ذلك خطوات جدية في هذا الأمر لكان الأمر منطقيا نوعا ما.

ومن هنا، علينا أن ننتبه إلى من نوجه حديثنا. وبالتالي: قبل أن نكتب، نختار الفئة المستهدفة من الكلام أولا فنقول مثلا أن الكلام موجه إلى:

- الشباب المتواجد على الانترنت: فوقتها سيكون أسلوب الكتابة مناسب لهذه الفئة، وكذلك ستنشر ما تكتبه في الوسط الذي يتواجدون فيه (فيسبوك، تويتر، ...)

- الأهالي: فحسب. هم متواجدون فعليا على وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، ولكن ظني أنه ليكون الكلام أكثر تأثيرا وفعالية بالنسبة لهم، فإنه من الأحرى أن يكون التواصل معهم تواصلا على الحقيقة. بمعنى: أن تكلمه وأنت تراه. تزوره. تهتم به. تلك الخِصال التي - تقريبا - نسيناها حاليا. ووقتها يجب عليك أن تختار اللغة والأسلوب المناسبيْن للكلام معهم. تراعي شَيْبتهم. تراعي خبرتهم. تراعي أنهم - وذلك طبيعي للغاية - يشعرون أنهم يملكون الخبرة التي تؤهلهم أن يكون "الصح" معهم، فتجتهد في توصيل المعلومة لهم ولو كانت على غير قناعتهم بأن تحترم خبرتهم وسنين عمرهم التي قضوْها في الدنيا. والأغلب أنك تستفيد منهم أكثر مما يستفيدون منك، خاصةً فيما يتعلق بمواجهة صعاب الدنيا والتعامل معها والحكمة في اتخاذ القرارات الأسرية وخلافه.

- عامة الشعب: والذين لا يتواجدون على وسائل التواصل الاجتماعي إلا لنشر صور لهم وإبداء الإعجاب بالصور الأخرى. وهؤلاء لا يستقيم أبدًا أن تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت في توصيل ما تريده إليهم. نعود للتواصل الطبيعي على الأرض معهم، وتمثيل القدوة لهم فيما تريدهم أن يمثلوه. والمعايشة.

كما علمنا الأخ الكريم فريد أبو حديد من قبل، فإنه في علم التسويق: لكي تسوِّق بضاعتك كما ينبغي وتضمن لها مشتري = عليك أن تختار أولا الشريحة المستهدفة لمنتجك، لأن ذلك سيسوق بقية العملية الانتاجية تباعا. فسيؤثر هذا الاختيار على شكل المنتج ووسيلة الدعاية له وغير ذلك من الأمور. أفكارك التي تريد إقناع الناس بها هي بضاعتك التي تريد أن تروِّج لها. فإذا ما اخترت الشريحة المستهدفة من كلامك بعناية، ثم صوَّغت كلامك بعناية ليناسب تلك الشريحة، ثم نشرته في المكان المناسب لها ضمنت على الأقل أنه وصل إليهم ومَسَّهم. المفترض أن الخطوة التي تلي ذلك هي العمل بما يقتضيه هذا الكلام، فتضع الخطة المناسبة لذلك ثم تمضي.

غير ذلك = فالكلام لن يكون إلا ثرثرة فراغ وجدال مذموم لا يُرجى منه خير.

والله من وراء القصد.

----
(*) الصورة من فيلم "الطيب والشرس والقبيح" وكان المشهد يصور أحد القتلة يريد أن يقتل هذا الرجل بالصورة، فبعد أن رفع مسدسه ليقتله ظل يثرثر بالكلام ما يطول، فاستغل الرجل ذلك فأخرج مسدسه سريعًا فقتله. إذا كان القصد القتل فليذهب وليقتله، ما فائدة الكلام والثرثرة التي لا طائل منها إذا كانت النهاية هي قتله؟ فكانت النتيجة أن قُتل هو إذ سبقه ذلك الرجل بالصورة.

الاثنين، أكتوبر 24، 2016

في البحث والاختيار :)


تنبيه أول:

هذا المنشور ليس منشورًا استشاريًا عاطفيًا رومانسيًا، ولا هو من عينة "دليل الحزين في اختيار رفيقة عمره التنين" ولا أي شئ من هذا القبيل.

تنبيه ثاني:

كاتب المنشور لا يوصَف بالخبرة في التعامل مع البنات/الآنسات/العرايس ولا هو خبير في الوساطة فيما يخص هذا الموضوع وهو كما هو واضح للقاصي والداني أبسط ما يكون في هذا الصدد.

مقدمة:

هذا المنشور يهدف لاتساق الإنسان مع نفسه، وصدقه معها. وذلك لقناعته التامة أن هذا الأمر هو مربط الفرس وأساس التقدم أو الضياع للإنسان. وهو نقطة الانطلاق التي تجعلك تتصالح مع نفسك ومع الأشياء.

-----

اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يضطر الإنسان خلال حياته أن يبحث ويختار ويتخذ القرارات. ينعكس ذلك على محطات حياته كـ: اختيار الدراسة، اختيار الصحبة (أحيانا)، اختيار شغله (أحيانا كذلك)، واختيار شريكة حياته.

فمن الآخر كده، مفيش مفر. ربنا سبحانه وتعالى أعطاك العقل، مش هينفع تجنبه - للأسف الحقيقة - فعليك أن تعمله كما ينبغي لتحسن الاختيار قدر الإمكان وتمضي قُدُما.

طبيعي لما بتفكر تختار شريك حياتك إنك بتشوف الأنسب لك. الشخص اللي العِشرة معاه هتبقى سهلة. وفي وقت الخلاف - اللي طبيعي لازم يحصل بين أي اثنين طبيعيين - بيتم التعامل بحكمة وشياكة واحترام.

الفكرة بقى إن اللي بيحصل غير كده. اللي بيحصل إن الشخص بيشوف اختيار الزوجة ده زي اختيار الشغلانة اللي هيشتغلها، زي اختيار الشقة اللي هيسكن فيها. عايز يشوف أكبر قدر من المميزات فيها. فبيتحرى ويتقصى وبيعمل استطلاعاته في الخلق اللي حواليه بناءً على كده. مش بناءً على تآلف وتكامل الشخصية دي معاه.

فيقول لك إيه بقى: أنا عايز واحدة تكون حلوة - عشان القبول الشكلي طبعا يا جماعة مفيش مشكلة، هتحرموا علينا حياتنا - وتكون متربية وشخصيتها قوية وذكية ومتدينة طبعا. يعني لازم تكون واخدة كام مستوى كده في الفقه ولا حاجة. ويكون علامها مناسب لي اجتماعيا - اللي هو إيه مش عارف -. وتكون بنت ناس ومستواها المادي والاجتماعي عالي. وتكون طيبة. وتكون لذيذة وفرفوشة عشان أنا ماحبش الست النكدية. وتكون محافظة على صحتها ورشاقتها. وتكون ست بيت معتبرة تعرف تطبخ وتدير البيت. وتكون تعرف تربي عشان أولادنا يا جماعة. وتكون صبورة. وتستوعبني وأنا متعصب - بس أنا مش لازم عادي. ويكون لها رأي مفيش مشكلة. بس تسمع كلامي. عشان القوامة يا جماعة. ويكون عندها طموح. بس بيتها ما يتهزش شعرة. وهكذا.

أولا: من حقك تحلم. يا سلام. يعني هو الحلم بفلوس. مفيش مشكلة. وهل يعني مستحيل يتواجد الصفات دي كلها في بنت؟ لا مش مستحيل. يجوز عقلا يعني مفيش مشكلة. بس القصة مش في كده، القصة فيما يلي (من وجهة نظر العبد الفقير إلى الله):

- ما تشوف حالك الأول؟ والله ما بعايرك. أنت ممكن تكون كويس. بس ضروري تشوف نفسك أنت فين؟ يا ترى حالك مع الله عامل إزاي؟ يا ترى أنت كشخصية ككيان كجثة كده عامل إيه في الدنيا؟

- أحيانا كتيرة جدا بيحصل تناقض عجيب في الاختيارات. يعني الشخص من دول يبقى عايز واحدة: شخصيتها قوية، وصاحبة رأي، ولها أثرها الإيجابي في المجتمع، ومستقلة برأيها وتعرف تعتمد على نفسها بالكامل. بس في نفس الوقت مطيعة ورأيها صفر جنب رأيه. وما ينفعش تعارضه في اللي هو شايفه صح. اختيارات البيت هي اختياراته هو. هي منفذ بس. طب إزاي يا بني؟! ما هو بالعقل! أنت واخدها إنسانة حرة، لها رأي، ما تقتنعش غير بالنقاش. لها باع برة البيت. بأمارة إيه عايزها معاك أنت تسلب كل قوتها دي وتسمع الكلام وتلغي شخصيتها تماما؟! ده مش عدل. أنت كده مش عايز واحدة بالمواصفات دي. أنت عايز واحدة مطيعة أكتر منها صاحبة رأي وعندها نديَّة.

- من التناقض ده برضو، واللي في نظري بيوحي بخلل في شخصية الرجل: إنه يبقى عايز واحدة متدينة وكل حاجة، بس تديُنها ده يبقى ييجي بعد الزواج واحدة واحدة. إنما قبل كده، بيبني اختياره على البنت الـ showy بمعنى اللي بتكون ظاهرة وسط الناس أو بتتعمد تظهر نفسها وسط الناس إما بجمالها أو بسلوكها. السؤال هنا: أنت عايز إيه؟ عايز تصاحب ولا عايز تتزوج؟ ولا عايز تصاحب وتعيش المراهقة اللي مجتلكش فرصة تعيشها وأنت مراهق بس لما تتزوج ما تخرجش عن الإطار اللي أهلك معيشينك فيه؟ دي مأساة والله. وكتير من الزيجات بتتفركش بسبب الأفكار الغير منطقية وفي رأيي مش أخلاقية بالمرة دي. ده بيعبر عن التشوه اللي حصل في المجتمع. والفتنة اللي وقعنا فيها. وعدم الاتساق مع النفس والصدق معها. اللي يخليك متأثر بشدة بالزخرفة والهالة الضخمة اللي حوالين الغلط والافتتان بها وفي نفس الوقت أنت مُرغم ومزنوق في "العادات" و"التقاليد" اللي أهلك عودوك عليها. ما بيكونش الدافع الدين على فكرة. لأن لو الدافع الدين، كمان زمانه أثر عليك في كل الاختيار. وأرجع وأقول هنا نقطة مهمة جدًا: الدين وضع لك إطار مهم ودليل إزاي الزواج ينجح وإزاي معيار اختيارك يكون صح. إطار بس. تمام؟ مش أدق التفاصيل. يعني الدين مقالكش اختيار شخصية زوجتك تبقى كذا، ولا قال إنها لازم تكون بتدرس علم شرعي مثلا، ولا قال إنها لازم تكون على مقاسك في الشعائر اللي بتؤديها. ده زواج يعني تآلف بين اثنين. والله الاثنين دول ارتضوا إن مواصفاتهم لبعض تكون بشكل معين فبها ونعمت، ملكش إنك تحكم عليهم إن اختيارهم ده موافق للشرع ولا لأ.

إحنا بنصعب الحياة على نفسنا في كل حاجة. في الأكل والشرب والشغل والعيشة والزواج. بعيدًا عن صعوبات الزواج المتعلقة بمغالاة الأهالي. اختيارات الأشخاص نفسهم بتصعَّب الأمور عليهم جدًا. وبتكرههم في الزواج واللي بيتزوجوا. فـ ليه؟

خليك نفسك والله ده أبرك مليون مرة من إنك تعيش عيشة مش عيشتك وتلون نفسك بلون ناس تانية عشان المجتمع بيقول كده مش عشان الدين والقيم.

والله من وراء القصد.

الأحد، أكتوبر 16، 2016

لحظة تغير التاريخ..! #فلسطين

أكثر اللحظات التاريخية استفزازا بالنسبة لي هي اللحظات اللي بتكون ما بين وضع معين للبلد/للأمة/للعالم ووضع تاني مغاير تماما للي كان عليه قبل كده. مفهوم طبعًا إنه التحول ده مبيبقاش في يوم وليلة، ولكن في النهاية هي بتبقى لحظة بيحصل فيها استسلام أو إعلان انتصار. اللحظة دي بيبقى عندي شغف كبير جدًا أعرف حال الناس ساعتها بيبقى عامل إزاي، وربطه بحالهم قبل اللحظة دي وبعدها. الموضوع مشاعر أكتر منه أحداث تاريخية جامدة بنقرأها في كتب التاريخ أو منشورات فيسبوك. من أكتر اللحظات دي استفزازا بالنسبة لي هي لحظة نكبة فلسطين وتمكن العصابات الصهيونية من الأراضي هناك ومن ثم إعلان دولة اليهود. عندي قناعة إن الغالبية الكاسحة من الكتابات الموجودة في المحيط بتاعنا مش بتتناول اللحظة دي كما يجب أن يتم تناولها. إما بيكون بتجني كبير جدًا على الشعب اللي كان عايش وقتها وتصدير فكرة إن الناس سابت بلادها بسهولة لعصابات الصهاينة أو مداراة كبيرة وإخفاء لكم الخيانات اللي حصلت اللي أدت بنا للحظة دي. قبلها بمفيش كان فيه خلافة إسلامية - الدولة العثمانية - وكان لها سلطان وجاه واعتبار، في لحظة معينة السلطان والجاه والقوة دي كلها انهارت واستسلمت والبلاد اتقسمت ووصل بنا الحال للي إحنا فيه دلوقت.

لو جينا تخلينا إننا رجع بنا الزمن لورا لحد ما بقينا في حقبة الثلاثينيات 1930's.. عصابات اليهود المسلحة بتهاجم قرية ورا قرية تحتلها وتطرد منها العرب اللي فيها، وبعدها تسميها بأسماء يهودية في خطة منظمة لتغيير ديموغرافية المكان وتمكين أنفسهم من الأرض ونسبها لهم. إحنا دلوقت وسط العرب اللي كانوا وقتها وكل شوية بنسمع أنباء عن اليهود إنهم بياخدوا القرى وبيقتلوا الناس بدعم من الانجليز. في شيوخ وأطفال بيتهجروا من الأرض بتاعتهم قسرًا. وفي نفس الوقت فيه كتائب جهادية مسلحة قررت تقاوم العدو. وأمة تانية من الناس قررت تنظم تظاهرات في القدس ضد الاحتلال الانجليزي. يوم بيومه بنعيش مآسي وإحنا شايفين القدس وبلاد فلسطين بتضيع من إيدينا. إحساس الخزي والعار أقوى من ألم ضرب النار والقتل اللي بيحصل فينا.






جنود الاحتلال الانجليز قاعدين في بيت المقدس وكل يوم يواجهوا المظاهرات اللي بيعملها العرب، زي إخواتهم اللي في مصر. وسط أنظمة من الخونة والعملاء اللي نصبوهم علينا حكام لنا وإحنا ملناش شوكة عليهم غير بدعائنا عليهم وأعمال المقاومة المسلحة والمظاهرات اللي بتتعمل كل يوم.

فيه مننا كتير تطوعوا في كتائب المقاومة المختلفة، وكتير جُم من البلاد اللي جنبنا زي مصر عشان يجاهدوا اليهود الملاعين. كان فيه أبطال عظام فضلوا يقاتلوا العدو الصهيوني لحد ما حوصروا ومبقاش معاهم سلاح ولا ذخيرة وتكالب عليهم الكلاب فاستُشهدوا زي الشهيد عزالدين القسام والشهيد عبد القادر الحسيني..


كتير مننا كان بيحاول يشارك في الجهاد ولكن بالدعم المالي، فكانوا يروحوا البلدان المجاورة يلموا تبرعات لإغاثة المنكوبين من عدوان اليهود أو لقتال الصهاينة، كانت الشعوب معانا لكن الأنظمة يا إما مشاركة في الاحتلال ومتعاونة معاه يا إما خافت على نفسها لحد ما الدايرة دارت عليها واستغنى عنهم اللي كان بيؤيهم بعد ما اتحرقوا ككروت يداروا وراها عدوانهم الغاشم على أراضينا..





ولاد الكلب ملهمش ملة ولا دين غير الظلم والتجبُر، ويبقوا عُبط لو معملوش كده في ظل خنوع غريب من الأنظمة العربية واستسلام لهم ما يتفسرش غير إنه مشاركة في العدوان علينا. فكأن العدوان مش بس من عصابات الصهاينة اليهود، لا ده منهم هم كمان. واللي منهم ده أشد مرارة وقسوة علينا من هجوم الصهاينة علينا.. الصهاينة هدوا مساجد وقتلوا شيوخ وأطفال. سرطان ولاد الكلب.





والوساخة سمة اللي بيساوم على رقابنا وعلى أراضينا. يروحوا بالبدل الافرنجي يتفاوضوا على دمائنا. بتفاوضوا مين يا هطل؟ بتفاوضوا الملاعين اللي بيقتلونا؟ بتفاوضوهم عشان تخففوا وطأة رجليهم ودنسهم عننا؟ لا مش عايزين مفاوضتكم ولا تلزمنا! إحنا هنظل بالأرض ونموت فيها، واللي مننا اتهجر منها مصيره هيرجع لنا. وكل واحد معاه مفتاح داره عشان في يوم من الأيام هيرجع لها.


لابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم 
أسودعلى كل ظالم

ولو مشوفناش حقنا بيرجع لنا في الحياة الدنيا، فإحنا مؤمنين وموقنين بربنا الكريم العادل. اللي قال في كتابه الكريم:

"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار".. 

لماذا "الحمد لله على نعمة يوم القيامة"؟

الدنيا ليست دار جزاء، وإنما هي دار اختبار وابتلاء. والجزاء يكون في الآخرة. حين تجتمع عند الله الخصوم. وهذا ما يهون علينا ما نراه في هذه الدنيا من ظلم الحكام الغاصبين وبطشهم، أننا سنراهم يحاسبون أمام الله - ونحن معهم طبعا - كلنا سواء. كلٌ متجرد من سلطانه وجنده وسلاحه. الكل واقف أمام الله عارٍ تماما من كل ما اكتسب في الحياة الدنيا. لا ينفعه أمام ربه إلا قلبه إن كان سليمًا وعمله الصالح. يوم الحقيقة الذي لا كذب ولا خداع ولا مداراة ولا نفاق فيه. كل الكذب الذي كان يحصل في الدنيا لنفاق حاكم أو لتدليس يمارس على عباد الله في أرضه سينفضح في هذا اليوم المشهود. فالحمد لله على نعمة يوم القيامة، والحمد لله على ربنا العادل. ونسأل الله تعالى أن يختم لنا في هذه الدنيا على خير، وأن يدخلنا الجنة برحمته الواسعة.

الأحد، أكتوبر 09، 2016

في الشريف الخيريّ :)



بسم الله،

الله سبحانه وتعالى يُسبغ عليك نعمه ظاهرةً وباطنة في أشكال متعددة، فقد تكون في صورة نعم مادية تنعم بها في الحياة الدنيا كبيت جميل أو سيارة جيدة.. وقد تكون في صورة أسرة كريمة أو عمل مُريح وبيئة نظيفة أو بلاد كريمة، وقد تكون في صورة صاحب كريم.

والحمد لله رب العالمين، أشهد أن الله سبحانه وتعالى قد منَّ عليّ من فضله كثيرًا، فأعيش في فضل الله وحده لا شريك له، ومن أعظم ما حباني به ربي نعمة الصحبة، وأخص هنا الأخ حبيب شريف بن محمد بن عبد المنعم بن خيريّ، صديق الكلية وما بعدها. وإني لديّ من الأسباب ما يدفعني لقول ذلك والفخر به على الملأ، فإن الله سبحانه وتعالى جعل شريف سببا في:

- معرفتي بشباب الصديق، وهم خير الصحبة والرجولة. بارك الله فيهم وحفظهم وسدد خطاهم. وإني لأسأل الله لهم العافية في الدنيا والآخرة، من لا يزال هناك ومن فارقهم ومن أحبهم في الله دون أن يكون له معهم أثر.

- دخولي أكاديمية إحياء، وفي ذلك خيرٌ لو تعلمون عظيم. فقد شكلت إحياء فيّ كثيرًا، إيجابا بحمد الله وتوفيقه. وكان ذلك بعد فضل الله تعالى بمساعدة شريف بالأساس، هو من قدمني لهذا الفريق العظيم، الذي أسأل الله تعالى أن يجعل عمله طيبا مباركا وأن يخلصه كله لله وحده لا شريك له.

- شدني لمعرفة طريق العلم الشرعيّ، وإن كنت خذلته في ذلك فيما أرى وسبق هو فيه وجعله هما له وسبيلا لضبط منهج الأمة وفكرها أو المساهمة في ذلك مع من يساهم.

- عرفت عن طريقه الشيخ علاء عبد الحميد، ولو اقتصر فضله عليّ بذلك لكفاه، وعن طريقه عرفت الشيخ العريس الحبيب أنس السلطان حبيب الملايين ومؤسس شيخ العمود أمل العوام ونبراسهم في معرفة العلوم الشرعية.

- أدخلني مقرأة بيت الحبيب لؤي جمعة، والتي عرفت فيها أجمل الناس وأحبهم إلى قلبي. على الرغم أن توقيتات اللقاء معهم تتباعد إلا أني أنتظر بين الفترة والأخرى أن يجمعني اللقاء بهم من جديد، دفعة قوية في هذه الحياة العثرة.

وفوق هذا كله، شريف مصدر فخر ليّ بين العالمين، فهو صديقي والحمد لله هو لا ينكر ذلك :) ، فكم من الفضائل تحدث فقط بكون اسمي مرتبطُ باسمه.

ولا أستطيع أن أنسى السحل الذي أسحله إياه كلما ضاقت عليّ الأمور، أو احتجت توصيلة هنا أو هناك. والله لا يتأخر. رغم أني لا أعامله بمثل ما يعمل. ولكن لله في خلقه شئون. ليسوا سواء. أسأل الله تعالى له الهداية والتوفيق وأن يعمل بما يتعلم وأن يعلمَ غيره وينفع أمته وأن يرزقه صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة.

والحمد لله رب العالمين.

الثلاثاء، سبتمبر 06، 2016

سبحان الله..!

 
قطعة لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ الإنسان تنمو ويُشق لها عينان وأذنان وأنف، وينمو لها يدان وقدمان. قلبه ينبض ويضخ الدم لبقية جسده، يولَد فيبكي. من أبكاه؟ من أضحكه؟ من أين أتت له مشاعر الحب والكره؟ ومشاعر الإعجاب وحب اللهو واللعب؟ كيف لقطعة اللحم هذه أن تنمو فتكون بهذا الشكل المقبول للنفس؟ ومن أين للنفس أن تقبل أشكالا وترفض أخرى؟

سماءٌ عظيمة، تنظر إليها بعينك فلا تجد آخرها.. من رفعها هكذا بغير عمد؟ من أين لها بهذا الجمال؟ من جعل النفس تصفو وترتاح حين تنظر إليها صباحا أو مساءً؟ كيف ترتاح النفس لرؤية بخار الماء فيها فتستمتع بملاحقة تحركه مع الريح؟ كيف لهذه الريح أن تتحرك من مكان إلى مكان حاملةً في جعبتها هذا الرزق من المطر والخير للناس؟

بذرة صغيرة إن رأيتها على الأرض الصلبة أهملتها، إن وُضِعت في تربةٍ صارت شجرةً عظيمة، كيف صار هذا الإعجاز؟ بها خشب جامد وبها أوراق خضراء رقيقة؟ تُسقى بالماء على خِلقته هكذا.. فهذه تطرح برتقالا وتلك تطرح موزًا، والماء واحد.

لماذا تأتي الشمس وتذهب؟ من أتى بها ومن ذهب بها؟ لا تخلف ميعادها أبدًا. الصباح نور للخلق، والليل عتمة وسكنٌ لهم. عجيب!

من الذي جعل ظلَّ المرءِ ملازمًا له هكذا؟

سبحانك يا الله، ءامنت بك وحدك خالقًا لهذا كله.

الاثنين، سبتمبر 05، 2016

أسئلة..!

- يا ترى العربي اللي بيتولد على أرض القدس دلوقتي وأبوه وأمه مواليد ستينيات ولا سبعينيات، بيتعامل مع الاحتلال إزاي؟ إزاي ولد من ساعة ما اتولد وهو معتاد يشوف الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في الشوارع وفي كل حتة، وبيتعامل مع التجار والبياعين ومقدمي الخدمات اليهود بشكل روتيني وطبيعي جدًا.. إزاي ولد زي ده تفضل لهب المقاومة في قلبه ما تموتش؟ إزاي بيقدروا يزرعوا القضية في قلوب المواليد الجُدد؟ ولا بيألفوا التعامل والتطبيع مع اليهود غصب عنهم؟ يا ترى بيخافوا دولة إسرائيل تقع؟ يا ترى بيخافوا لو دولة إسرائيل أُسقطت نظام حياتهم اللي مشافوش غيره ينهار هو كمان ويلاقوا نفسهم في فوضى؟ يا ترى بيصيبهم من الحب جانب لو اقتصاد إسرائيل بقى قوى؟ يا ترى بيزعلوا لما بتحصل عمليات فدائية في قلب إسرائيل؟ يا ترى فيه منهم بيتمنى لو المقاومة الفلسطينية تموت عشان حياتهم تفضل في استقرار حتى لو في كنف اليهود المعتدين؟ يا ترى كون الفلوس اللي بيتعاملوا بها هي الشيقل الإسرائيلي ده ما بيخليهمش يألفوا العدو وينسوا فكرة القتال؟ أما بيتعامل بالفلوس اللي مرسوم عليها جولدا مائير وليفي إيشكول ما بيخليهمش يتعودوا إنهم يتعاملوا مع المجرمين دول وشوية بشوية تموت جواهم حمية الجهاد والاستقلال؟


- يا ترى أما بيشوفوا قوات الأنظمة العربية بتتعامل إزاي ما المعارضة من شعوبهم بيقولوا ده اليهود علينا أخف وأرحم؟ يا ترى لما بيقارنوا بين الرصاص المطاطي ومدافع المية والغاز المسيل للدموع وبين الرصاص الحي والخرطوش والاعتقالات الجزافية ما بيقولوش ده اليهود علينا أخف وأرحم؟ يا ترى ما بيتمنوش نعمة العيش في استقرار كيان إسرائيل الصهيوني تزول بعد ما بيشوفوا اللي بيحصل لما العرب يتمكنوا من بعض؟! يا ترى اللي بيحصل في بلادنا العربية والإسلامية بيمثلهمش فتنة في دينهم وفي وطنهم؟!


- يا ترى إيه اللي يخلي بلد زي إسرائيل تقع؟ بلد احتلال وكفرة وظلمة وقتلة.. بس أقوى سلاح في الشرق الأوسط وأعلى بحث علمي ووسط بلاد عربية كلها - تقريبا بلا استثناء - بيحكمها أنظمة ما بين خونة وعُملا ولصوص وقليلي الحيلة، ومتدعمة من أقوى بلد في الدنيا - دلوقتي - والدعم المعنوي والسلام اللي هي عايشة متنعمة فيه في كنف الأنظمة العربية أقوى من الدعم المادي اللي بتاخده من أمريكا؟ يا ترى إسرائيل دي عشان تقع لازم تقع من جواها؟ منها فيها؟ يعني النظام اللي عاملينه مبنى على احتلال أرض مش بتاعتهم ده يهوي بهم من نفسه؟ بس إزاي؟ دول قايمين على عقيدة قوية ووطنية شديدة؟ الناس كانت بتهاجر لهم مخصوص عشان يقيموا دولتهم لأنها الحلم بتاعهم.. معاك إن فيه منهم هلاسين، بس ما أنت الأغلبية الكاسحة عندك هلاسين أو قل منفضين أو عايشين وخلاص. على الأقل هم لما بيبنوا كيانهم الاستعماري ده بيبنوه بشغف وحماس ودين! شارون ولا باراك ولا نتنياهو لما كانوا بيضربوا غزة كانوا بيضربوها دين، مش أي حاجة تانية. وكونهم مستأمنين الحرب مع الدول العربية في الوقت الحالي فده خطة، هم مش هبل زينا، هم كل حاجة بتحصل بيخطوا بها مراحل مهمة في حياة دولتهم. الخطط موجودة ومُعدَّة من زمان، ولو حصل تغيير فيها بيبقى تغيير محسوب بحيث ما يحيدش عن الهدف الأساسي لهم. إيه اللي ممكن يرفع ظلم الاحتلال وينهي كيانهم ده تمامًا؟ إيه اللي ممكن نبدأ فيه دلوقتي بحيث كمان كام عشر عشرين خمسين سنة الوضع الحالي يتغير والظلم يترفع؟


- المسلمين العرب وغير العرب اللي بيولدوا على أرض بلاد أوربا ولا أمريكا ولا روسيا دول، وبيكون آبائهم مولودين هم روخرين فيها، والجد بس هو اللي قدم إليها مهاجر من بلده الأصلية، الناس دي بتعيش مواطنين أوربيين وأمريكيين تماما، مفيش فيهم نعرة قضية من قضايا المسلمين والعرب؟ طب اللي بيسافر من إخواتنا وأصحابنا للبلاد دي دلوقتي ونوى إنه يعيش فيها لآخر عمره، عارف تماما إنه أحفاده وأحفاد أحفاده من بعده هيبقوا مواطنين أوربيين وأمريكيين صالحين وبيشتغلوا على البرامج التنموية لبلادهم اللي منها ممكن يكون قايم على خيرات بلادهم الأصلية؟ واللي منها ممكن يكون قائم على حروب أشعلتها أوربا وأمريكا عشان تضمن إن بلادهم الأصلية دي ما يقوملهاش قومة أبدًا.. معقول مفكروش في حاجة زي كده؟ طب ولو فكروا فيها بيبقى إيه استنتاجهم؟ بيقولوا هنعيش في المجتمع العربي أو المسلم اللي هناك ملناش دعوة؟ ملكش دعوة إزاي؟ أنت مش بتدفع ضرايب هناك؟ مش شغال على برامجهم هناك؟ مش مشارك في بطاقتك ومجهودك في الكلام ده ولو بشكل غير مباشر؟ طب اللي عايشين هنا في بلادنا العربية المسلمة الجميلة، وشغالين في شركات أوربا وأمريكا اللي بتدعم الخطط اللي بتحطها الدول دي عشان مستقبل الدول دي يفضل في ازدهار ورخاء وبانيين ده على أحلام وآمال فقراء بلادنا العربية المسلمة الجميلة، ما بيفكروش إنهم لازم يسيبوا أشغالهم دي بأي شكل؟ وإن ما ينفعش يبقوا شغالين فيها كده من غير خطة إنهم يسيبوها ولا حاجة؟ وإلا يبقوا فرقوا إيه عن اللي عايشين في أوربا وأمريكا وشغالين معاهم.. ما كده كأنهم سفراؤهم هنا، عبيدهم هنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون!


- طيب الجماعة اللي عايزين يصلحوا ويحاولوا يعدلوا المايل في بلادنا العربية والمسلمة الجميلة، حاطين في بالهم إن طول ما الحوْجة موجودة للنظام الجائر بتاع العالم ده يبقى اللي بيعملوه ما يعديش كونه مُسكنات/مخدرات/وهم؟ طيب إيه الحاجة اللي تتعمل في بلادنا دي في ظروفنا دي في عصرنا ده اللي تهد الكيان العالمي الظالم ده كله وتحط مبادئ للعيش العادل الكريم للناس كلها؟ ولو الحاجة دي اتعملت وبقى لها أثر فعلا، هتتساب؟ هيسيبها نظام البلد اللي هي طلعت فيه؟ ولو سابها، هتتساب من الظلمة اللي برة؟ إيه اللي يركَّع الناس اللي برة دي ما يخليهمش يقدروا ييجوا علينا؟ طيب اللي شغالين في الجمعيات الخيرية على أكياس الرز واللحمة والفول واللي بيبنوا أسقف للبيوت واللي بيشتروا بهايم عُشر واللي بيوصلوا مية للقرى وغيرهم، شايفين مستقبل اللي بيعملوه ده؟ مقتنعين إن ده الحل وبس؟ طب الفساد ما دبِّش رجله فيهم هم شخصيًا؟ طب عملوا إيه عشان الفساد ده يقف ويتبتر؟ مش قادرين يعملوا حاجة؟ أمال هم بيعملوا إيه؟ وهو إيه الدافع ورا شغلهم ده؟ رضا ربنا؟ ولا رضا المجتمع المدني؟ ولا رضا الإعلام؟ ولا وقت فراغ وبنقضيه في حاجة مفيدة؟ ولا طاقة زيادة؟ ولا إيه؟ ولو رضا ربنا، طب إحنا شوفنا ربنا أمرنا بإيه عشان نعمله فعلا؟ ولا استسهلنا الخيار ده عشان ده اللي بنطلع فيه طاقاتنا الإيجابية والكلام الجميل ده؟!


- ليه ما بنتعلمش من التاريخ؟ بلاش التاريخ، ليه ما بنتعلمش من اللي بيحصل فينا؟ ليه مُصرين نمشي في السكة اللي ثبت إنها مش جايبة همها؟ ليه بنستثقل الطريق الطويل؟ طريق بناء الإنسان؟ ليه بننسى إن الهدف هو الإنسان نفسه مش المعمار ولا البناء ولا الفلوس ولا الطوب؟ هو إحنا بننسى فعلا ولا بنتعمد تجاهُل الحقيقة دي..

إنا لله وإنا إليه راجعون!

الخميس، سبتمبر 01، 2016

حكايات الشغف - مش #تنمية_بشرية :)


"في كل قصة عبرة لمن يعتبر، وعلى المرء أن يأخذ بأحسنِ ما يسمع".

---

اتباع الشغف قصة بتتحكي كتير، وكتير بيحاولوا يشتغلوا الحاجة اللي بيحبوها وكتير ظروف الحياة بتجبرهم على تغيير مسارهم المهني، فإما إنهم بيضطروا يستسلموا للظروف دي أو بيغيروا المسار مهما كلفهم ده عشان يشتغلوا في الحاجة اللي هم بيحبوها. حسين صديقي من أولى ثانوي، كان مثال للشخص المرتبط بالكمبيوتر وعالم الكمبيوتر من وهو صغير، شخصية استثنائية فيما يخص الموضوع ده. طبعًا الموضوع فيه جانب وراثي محترم، والده الدكتور عادل حسين فهمي مقدم برنامج "عالم الكمبيوتر" اللي كان بيتعرض زمان على التليفزيون المصري، وأحد الشخصيات الفريدة اللي تستحق الواحد منا إنه يقرأ عنها، ممكن تقرأ عنه - رحمه الله - في المقال المكتوب عنه في ويكيبديا هنا..

حسين في المدرس كان الـ Geek بتاع الكمبيوتر، وبمصطلحات التسويق كده تقدر تقول إنه كان عامل لنفسه branding بشكلٍ ما في المدرسة إن وجوده مرتبط بشكل كبير بالكمبيوتر والحاسوب والبرمجة والكلام ده.. في حصة معمل الكمبيوتر - اللي كان الطبيعي فيها المدرس يسيب الطلبة تلعب Games على الأجهزة الموجودة ولو طَرَش له كلمتين كده عن الـ DOS وقتها يبقى خير وبركة، الوقت ده كان حسين عنده مقدرة إنه يدي ورش عمل سريعة عن استخدامات الكمبيوتر - وقتها يا إخوانا كان تعاملنا مع الكمبيوتر هو الـ DOS وعشان كنا نكتب CD وبعدها مسافة وبعدين اسم اللعبة اللي عايزين نلعبها :) - الراجل كان عنده اطلاع بالـ Visual Basic وخلافه، مما أهله عن جدارة واستحقاق إنه يبقى إذا ذُكرت الحوسبة والكمبيوترات والكلام ده ذُكر حسين عادل فهمي :).

وعلى الصعيد الشخصي بالنسبة لي أنا وصديق لنا آخر - مصطفى - حسين كان ملاذنا الحقيقي لتفريغ شُحنات الرسم، كنا نرسم الرسومات ونديهاله يعمل لها Scan ويشتغل عليها editing ويرفعها لنا على موقع على الانترنت - كان هو اللي عامله ومخططه شافي مشفي - ولفترة من الفترات كان الموقع ده بيمثل لنا إحنا الثلاثة حلم، بالنسبة لي شخصيا كنت بنشكح جدًا لما بشوف الرسومات مرفوعة ع الشبكة النكبوتية، وكنا وصلنا لمرحلة حلوة إننا بنعمل فيديوهات تعريفية بالموقع وشغل عالي. للأمانة 80% من الشغل ده كان حسين، إحنا كنا بس بنرسم على الورقة ونديهاله. كان بيعمل الحاجات دي - أظن يعني - عشان كان بيستمتع بالشغل ده جدًا، والأهم من ده إن ده كان إطار لصداقتنا لفترة طويلة، أسست لصحوبية استمرت لحد دلوقتي وربنا يبارك فيها..

دخلنا بقى ثانوية عامة ودروس ثانوية عامة والهم اللي ما يتلم ده، كنا بناخد درس العربي والفيزيا سوا.. وكنت بروح له كتير جدًا في بيته، وشوف يا مؤمن يعني كان عندي انترنت في البيت وكل حاجة، بس زي ما قلت فوق كده الراجل ده كان مصدر كل ما هو جديد في الانترنت والكمبيوتر بصفة عامة بالنسبة لي.. وكتير أروح له عشان بس نلعب سوا فيفا مالتي بلاير ضد الكمبيوتر، ويخرب بيت الفرحة لما نكسب الكمبيوتر ويخرب بيت الإحساس بالمؤامرة الكونية الكبرى لما نخسر قصاده :)

حسين كان بيعتبرني الأرشيف بتاعه، بيحكيلي القصص اللي بيخش فيها على مختلف الجوانب والنواحي، 

تُوُفي والد حسين وإحنا في ثانوية عامة سنة 2002، وأظن دي كانت مرحلة مهمة جدًا في حياته.. والده كان من أكتر الناس اللي أثرت في شخصيته وخلت عقله ناقد ومحلل لكل حاجة حواليه. حسين مش شخص عايش كده بيعيش الأحداث اللي بتحصل مفيش حاجة، لأ! ده له تحليلات وتوقعات وانعكاسات لكل حاجة بتحصل بشكل عميق جدًا.. أعتقد إن من بصمات والده - الله يرحمه - عليه إنه يخليه يقرأ، يتفلسف في المزيكا.

حسين مكنش سميع مزيكا وخلاص، لا ده كان بيؤلف أغاني ويعزفها على البيانو اللي عنده في البيت - جيرانه كانوا متفهمين الدوشة اللي بيعملها لهم كل ليلة - لا عجب في ده طبعا! والده كان له مقالات في الموسيقى جمعها في كتابه الشيق: جاز، نهاوند وسيكا! وربط الموسيقى بالرياضيات في كتاب سماه: أصل السلالم الموسيقية. أذكر كويس إني اطلعت على الكتابين دول، خاصة الأخير. أظن لو شوفتهم دلوقتي هأكون أكتر اهتمامًا.. حسين وارث ملكة الكتابة دي من والده الله يرحمه، وله كتاب جميل عن مغامراته في أوربا اسمه: عجيب في بلاد العجائب.

خلصنا ثانوية عامة، وجت مرحلة الكلية، دخلنا سوا هندسة عين شمس العظيمة! وهنا مربط الحكاية..

مع شخصية حسين الكمبيوترية الـ Geekية الرياضية دي، إلا إنه كان بيكره الرسم الهندسي كره العمى، وما يطيقش هندسة الانتاج تماما، بعيد تماما عن دماغه.. الحقيقة أنا متفهم تمامًا، أنا كنت بحب الرسم الهندسي جدًا ولكن سكاشن الرسم الهندسي في الكلية عندنا كانت أشبه بعنابر التعذيب والمدرسين اللي كانوا بيشرحوا كان عندهم مشاكل حقيقية في التعامل، فتخيل بقى لو واحد كمان كاره المادة أكيد بالنسبة له الموضوع جحيم!

وطبعا بحكم نظام التنسيق العبقري اللي في الكلية، اللي بيودي كل واحد المكان اللي يناسبه طبعا! حسين يخيش في مادتي الرسم الهندسي والانتاج وبالتالي ما يحققش مجموع الدرجات اللي يدخله قسم كهربا اللي منه يخش على كمبيوتر.

وتنسيقه يوديه فين؟!

ميكانيكا!!

يبقى الراجل ممتاز في الكمبيوتر والبرمجيات، بس عشان هو مش كويس في الميكانيكا والرسم، فهندخله ميكانيكا!

على رأي صاحبنا علي جمال - رحمه الله -: إديني عقلك وامشِ حافي!

إنما الحمد لله رب العالمين، الرجل ربنا نجاه من الهم ده - لأنه بكل السُبُل مكنش هينفع - وانتقل للجامعة الألمانية ودخل هناك المجال اللي هو متميز فيه. وقدر هناك إنه يكون رابطة من محبي البرمجة وعمل Club لمساعدة الطلبة في الموضوع ده، وعلى حد ما كنت معاصر الـ Club ده عمل شغل كويس وكان له أثر إيجابي على دفعته في حينه.

حسين تخرج من الجامعة، وسافر درس برة، وحصل على شهادات عليا في النمسا، وكمِّل مسيرته هناك وحاليا هو ما شاء الله رجل باشا في شركة IBM اللي أول ما عرفت الكمبيوتر عرفته بالاسم ده.. كمبيوتر IBM.. هو فيها حاليا وعايش في النمسا. ومحقق نجاحات ملموسة وشغال على مشروعات لها علاقة بالاتحاد الأوربي - شُغل أجندة بقى وكلام من ده :) - واتكرم في شركته على مجهوداته فيها..

تخيل معايا لو كان حسين قال لك: "معلش ميكانيكا هندسة عين شمس أحسن، وحرام أضيّع سنة من عمري" كان هيبقى عامل إزاي دلوقتي؟ كاره المجال اللي هو فيه، أو بيحاول يحبب نفسه فيه بالعافية.. يادوبك يعدي سنين الكلية بالعافية ولو اشتغل في المجال هيتحول لموظف نمطي روتيني مفقوع، أو هيغير كاريره بقى على كبر ويشتغل في أي حاجة تانية.. طبعا، الحمد لله حسين كان معاه من الإمكانيات اللي خلاه يقدر يحول للجامعة الألمانية، وأنا مقدّر طبعا إن الإمكانية دي مش ضروري تبقى عند كل الناس.. لكن الفكرة نفسها: كتير ممكن يبقى مستخسر إنه يعيد "سنة" في حياته، فيكسل ويقرر إنه يكمل وخلاص. الحقيقة إنه بدل ما يبقى ضيع سنة، ضيع أربع أو خمس سنين كمان! لأنه قضاهم في حاجة مش بتاعته، غيره هيكون له الأولوية فيها. لأنه مهما عمل مش هيقدر يتميز في المحال، آخره يقضي المصلحة وخلاص. أهو "يقضي" أكتر حاجة سيئة ابن آدم ممكن يعملها في نفسه.

واحد زي حسين ده كتير يعتبروه دلوقت خير ممثل لمصر في الخارج - طيور مصر المغردة في الخارج والكلام ده :) - والراجل معلمش حاجة غير اللي بيحبه. أكيد فيه عوائق وبلاوي ياما واجهها في حياته - لا يتسع هذا المقام لذكرها، منها اللي كان هنا ومنها اللي قابله برة وكان أشد وأعسر - بس ده شئ طبيعي ما هي الدنيا مش المفروض تبقى سهلة وسلسة وكل حاجة فيها تشاور لها تيجي، الموضوع تطلب تعب ومجهود وسفر وإرهاق ومشاكل بتحصل ولازم يعديها عشان يكمل وهيصة!

في النهاية، حابب أقول لحسين إنه واحشني - غالبا ده الدافع الرئيسي لكتابة كل الطحن ده -، وإن شاء الله ييجي بالسلامة قريب -  في إجازة يعني مش قصدي حاجة - ونحكي كتير عن الدنيا دلوقتي وعن كل الأشياء :)

الأربعاء، أغسطس 17، 2016

لأصحاب الحموضة: تعالوا جنب أخيكم!

عدة نصائح من شخص له باع نسبيّ في هذه المسألة:

- تجنب الأكل قبل النوم مباشرةً، أقله ساعتين مثلا.
- الزم رياضة المشي، والرياضة بصفة عامة مفيدة.
- اسند رأسك على مخدة عالية نسبيا وقت النوم.
- تجنب قدر الإمكان أكل الپاتيهات المحشوّة بالجبنة البيضاء أو الزيتون إذا لم تكن طازجة.
- الخبز بالنسبة لك هو الخبز البلدي، لا شأن لك بالفينو أو الريتش بيك، فإن كان ولابد فرِّغ الفينو من اللبادة قدر الإمكان (تلك الكلاكيع البيضاء).
- تجنب أكل الجبنة الرومي القديمة أو شديدة الملح. فهي نار يا حبيبي يا نار.
- البسكوت أبو عجوة، ليس لك.
- البطاطس المحمرة من الشارع، ليست لك.
- تجنب تماما أكل الشارع، خاصة عربيات الفول والفلافل. لا تأكل الفول إلا المجهّز بالبيت وإلا فلا مفر من الحمو. أكل الكبدة والمخ والسجق/سدق من الشارع يُعد من المحرمات بالنسبة لك.
- قلل جدا من المخللات والطرشي، وإن كان ولابد فليكن مجهز في البيت.
- تجنب قدر الإمكان من الأكل برة البيت أصلا، ولكن نظرًا لصعوبة تجنبه بالنسبة لناس كتير فعلى الأقل استنضف واختَر بعناية ما تأكله.
- تجنب الأكل الغارق في الزيت، وابتعد قدر الإمكان - أنا عارف إنها صعبة - عن السمن والزبدة ومثل هذا النفخ.
- قلل من معدل أكلك، ما تتطافسش.
- تجنب استنشاق دخان السجائر.
- اجعل من اللبن الرايب صديقا لك. هو مفيد بشكل عام. والجأ له بعد الله وقت هجوم الحموضة. ولا تقربنّ اللبن العادة كعلاج للحموضة أبدا، سيُزيد من الحموضة. مخادع هو في هذا الأمر.
- الخيار صديقك. اجعله السناكس المفضلة لك.
- اجعل للسمك نصيبًا ثابتًا في الأسبوع. يُنصح أن يكون نصيبه أكثر من اللحم والفراخ.
- السڤن أپ لا شأن لها بالحموضة. ولا تعالج الفاسد من طعام الشوارع في بطنك. هي فقط تساعد على النشوة بعد الدب في الأكل.

الأحد، أغسطس 14، 2016

سلوك التعليق المعتاد!

أعتقد إن فيسبوك سهِّل كتير على الباحثين في علم الاجتماع وسلوك الجماهير إنهم يلاحظوا إنه نفس الـ pattern من النقاشات بيحصل بالضبط قبل أي حدث جماهيري، وخلاله، وبعده.

الأول يترقب الناس الحدث وينقسموا في الحكم على اللي هيحصل، والمبارزة النقاشية - الهريويّة - بتبدأ من هنا. وكل طرف بيبقى مجهز من جواه الحكم اللي هيطلقه بعد الحدث.

بعد كده خلال الحدث نفسه: بيتفرغ الناس للتعليق على تفاصيل الحدث والتفنن في كتابة ذلك على السوشال ميديا بالطريقة اللي تجيب إعجابات أكثر أو إعادة تغريد أكثر.

ثم بعد الحدث: يتفرغ الناس للحكم والإشارة لآرائهم التي كانوا عليها قبل الحدث، سواء جاء الحدث في صفها أم لا، بيشوفوا طريقة يؤكدوا بها على آرائهم دي وإنهم كانوا صح.

ثم يظهر فئة من الناس - وارد يكونوا من المتبارزين من قبل أو لا - يصفوا المتناقشين بالهري والسطحية ويبصوا لهم من وجهة نظر استعلائية جدًا.

ثم يظهر فئة تانية من الناس، يحللوا الموضوع بشكل يبدو علمي، ويفندوا فيه الوقائع التاريخية اللي حصلت من قبل ولها علاقة بالحدث اللي الرأي العام يدور حوله، ووقتها تلاقي هذه المنشورات إقبالا من الناس بشكل ملحوظ، عشان بتوحي عن ناشرها إنه شخص بيفهم وله عقل بيزِن به الأمور..

أنا بشوف ده بيحصل بشكل متكرر في أي حكاية عارضة على السوشال ميديا. أهلي-زمالك، دولار، زي المتسابقات في الأولمبياد، قرارات رئاسية، مواجهة صهيوني في مسابقة ما.. وهكذا.

وده بيُشير بدليل حسي مش بس لكل صاحب نظرة إننا وقعنا في فخ الكلام بشكل هيستيري - أو الموضوع زاد بشكل مبالغ فيه -، إذ أصبح الاهتمام بشكلي إيه ورأيي إيه قصاد الناس أهم بالنسبة لي من الواقع بتاعي والقيمة اللي بأضيفها فعليا.

وهي عامةً حاجة سيئة جدًا إننا نكون تحولنا كده، لأن مبدئيا كده: هنُسأل على الوقت اللي بنضيعه والناتج بتاعه صفر كبير، صفر فعلا لأن النقاشات دي لا يُرجى منها أي تغيير في الواقع الحقيقي اللي بنعيشه. فكأننا استعوضنا فشلنا في تغيير الواقع بكتر الكلام اللي مالوش عازة..

الاثنين، أغسطس 08، 2016

هنا القاهرة!



بالنسبة لي، جزء كبير جدًا من مأساة الإنسان المُتمدِن - وبالأخص اللي عايش في القاهرة - سببه هو تلك الكتل الخرسانية اللي مرمية بشكل عشوائي في أحياء بتتوصف إنها أحياء راقية. أي مهندس معماري أو مخطط شرع في الجريمة دي؟! لما يبقى المهمة بتاعته إنه يبني عماير كتل خرسانة لاصقة في بعض وإزاي أحشي العمارات دي شقق بأكبر قدر ممكن، وأخللي عندي أكبر قدر من العمارات في مساحة الأرض الواحدة عشان أبيع شقق أكتر، ويدفع بعد كده سكان الشقق دي الثمن في عيشة تجيب الضغط والتوتر - ما تقولش يستاهلوا عشان اختاروا، ما هم مكانوش فاهمين.. وبعدين مين اللي لاقي حتة تلمُه في الزمن ده؟! - أنا بشوف إن الحكومة اللي تسيب الحبل على الغارب للمستثمرين أو للمصممين إنهم يعملوا جرائم هندسية تمس الإنسان بالشكل ده تبقى حكومة مستهترة ومتهاونة في حق شعبها. أما يبقى إنك تلاقي مساحة خضراء إعجاز ما بعده إعجاز في أحياء مفترض إنها أحياء مُراعى فيها الجانب الجمالي والصحي، ما بالك بالأحياء اللي بتتوصف إنها أحياء شعبية دول يعلموا في نفسهم إيه؟!. عيشة الإنسان دي شئ مهم، مش عارف واللهِ المفروض نقولها إزاي؟ أما بتكون بتتكلم في بديهيات كده بيبقى الموضوع صعب، أصلك هتفهمهم إزاي إن: المفروض تكون عايش في مكان هادئ يساعد أعصابك إنها تكون في وضع صحي مش متوتر علطول، وميكونش فيه دخان، ويكون المساحات الخضراء فيه شئ أساسي، وما ينفعش القهاوي البلدي تبقى موجودة تحت العماير، فيه عيال صغيرة بتعدي مينفعش تشم رائحة دخان الشيشة وتسمع القبضايات الرجالة وهم بيشتموا اللعيبة في الماتش، ده فضلا عن إن ما ينفعش يبقى في إشغال للمساحة الفاضية اللي قدام العمارة عشان السادة رواد القهوة يبرطعوا فيها والسكان يمشوا من وسطهم. إنما تعرف، المشكلة إن الموضوع انتكس ع الآخر، لأن القهوة دي أساسا بتتملي من سكان العمارات، عايز أقول لك إن حبهم للمكان ممكن يكون جزء كبير منه إن مكنش كله بسبب القهوة البلدي اللي تحت بيته. يا سيدي أنا مش بقول لك ما تقعدش على قهوة بلدي ومش عايز تشيش ما تشيِّش ولا تتنيِّل بس بعيد عني، عايز كيفك اتكيِّف بعيد! إنما أنا ذنبي إيه يطلع لي دخان الحجر بتاعك أشمه في البلكونة بدل ما أشم الهوا زي خلق ربنا. طبعًا ولا حيّ ولا قسم ولا أجدعها تخين في المحافظة ياخد باله، ما القهوة مخالفة أساسًا، بس صححت أوضاعها - مع اللي صححوا يعني هي جت عليها - مع الحي وقام معلق بانَر بطول القهوة: قهوة مش عارف مين، وقام فاتح مطعم الناحية التانية من العمارة رستوران مش عارف مين، غالبا مشويات هَوْ هَوْ بمذاق عالي ودِهنة بتنِزْ! الرحمة حلوة يا خوانا!!

الأحد، أغسطس 07، 2016

لا تنظروا للنتائج، وانظروا للمسببات!

القضية ليست قضية قرار الخوض في مشروع غير مُجدٍ اقتصاديًا كازدواج قناة السويس وتوسيعها - على الأقل في الوقت الراهن - دون دراسة واقعية لمجريات الأمور حول العالم، وليست كذلك في قرار الإقدام على الاقتراض من البنك الدولي بمليارات الدولارات لتكون عبئا إضافيا على كاهل الشعب المصري وأجياله القادمة، وليست كذلك في الإعلان عن مشروع مضحك ساذج لا يمُت للمنطق العلمي والتجريبي بصلة واللعب بمشاعر مرضى التهاب الكبد الوبائي بمصر بكل سهولة، وليست كذلك في الفشل المفضوح في إدارة ملفات البلاد الخارجية وأولها وأكثرها حساسية وتهديدًا لأمننا المائي والغذائي سد النهضة الإثيوبي، وليست كذلك في القمع وتكميم الأفواه وجنون العظمة الذي أصبح فيه النظام مؤخرًا وتشويه كل عاقل يريد أن يبين الحقيقة للناس.. القضية ليست في كل ذلك، فإن كل ذلك ما هو إلا نتاج لحكم غاشم لا يعرف إلا الحلول الأمنية سبيلا للسيطرة على البلاد، وكل ما يدور في تفكيره يتمحور على تأمين النظام وإحكام قبضته على الأمور. فمصالح الناس ومستقبل الأمة يأتيان في أولوية أخيرة للنظام - إن كان هناك وقت للنظرِ فيهما. ومن هنا، فإن كل التصرفات السابق ذكرها والتي لم يتسع المجال هنا لسردها تأتي لتحقيق غاية النظام في تأمين وجوده بالشكل الذي عليه هذا، والكلام هنا ليس على الأفراد، فإنهم زائلون حتما ولزاما كما اقتضت سنة الله في أرضه، وإنما هو يورثون الفكرة بعضهم بعضا، ليظل المستبد الأساسي والرئيسي هو مؤسسات الدولة السيادية التي لا تقبل لها مقوضا أو مرجحا، فتظل هي القوة الأساسية في البلاد وما دون ذلك كماليات إن وُجدت فلتكن في إطار ما ترسمه لها تلك المؤسسات وإن غابت فلا مشكلة. ارمِ بمصالح المواطن والشعب في أقرب سلة مهملات لك فالأولوية للدولة واستقرارها وهبيتها، والدولة هي هم وفقط. ومن هنا يأتي إشكالنا مع استخدام مصطلح الدولة الذي يتداولونه للعب بمشاعر البسطاء وأصحاب المصالح، فيقولون: هيبة الدولة تضيع، أركان الدولة تهتز، وما يقصدون إلا أنفسهم! ومن هنا نميل نحن لاستخدام مصطلح البلاد، وهو ما يقابل الدولة من المجتمعات والبشر. الحياة الحقيقية التي يعيشها الكادحون على هذه الأرض.

ومن هنا، ترى أن كل خضوع للنظم الغربية يأتي في تأمين القيادات الموجودة لا لصالح الشعب، وما كان صالح الشعب أبدًا في الركون إلى دول الاستعمار والبلطجة. وترى كل إعلان عن إنجاز وهمي هو للعب بمشاعر الناس وإيهامهم بالتقدم والنماء لتخرس الألسنة، ويستخدمون في ذلك أبواقهم الإعلامية الكاذبة التي تتلون بلون الموجود، بل إن كل إنجاز حقيقي على الأرض إذا ما نظرت في باطنه تجده في الأغلب متعلق بما يمسه الناس في حياتهم اليومية ليسكتوا عما يحدث وراء الستار من تآمر على مستقبلهم وكيان بلادهم. فالاهتمام الأول يكون بالكهرباء، اصرف كما تشاء ولكن لا تدع الكهرباء تقطع، وينافس ذلك الاهتمام بالوقود، اصرف كما شئت وتذلل لطوب الأرض من الدول ولكن يجب أن يتوافر الوقود دائمًا في بنزينات الشوارع، فلتزيد الأسعار لا يهم، المهم أن البضاعة موجودة بالسوق، حتى يطمئن الناس ولا يتحرك أهل الكنبة ضد النظام، بعد ذلك: افعل ما شئت! اعرض أراضي البلاد للبيع لا يهم، تنازل عن سيادة البلاد على بعض أراضيها لا يهم، تعاقد على كميات وأنواع عجيبة من السلاح من فرنسا لتنال رضاها السياسي عنك كنظام لا يهم، حاصر غزة مع من يحاصر لا يهم، اعتقل ما يزيد عن الـ 40 ألف مصري لا يهم، زِد من مرتبات العساكر والقضاة في كل مناسبة لا يهم، تعاقد على قرض باثنيْ عشرة مليار دولار نسدده من قوت يومنا على مدار ثلاث أو أربع سنوات لا يهم، ارفع الأسعار لا يهم، استفحل في مصالح البيزنس للمؤسسة العسكرية في كل ربوع الأرض لا يهم، لا يهم، لا يهم.. المهم أن يسكت الناس ويخشون سيفك المُسلط عليهم باستمرار. بعد ذلك كلها تفاهات يمكن التعامل معها بصريخ إعلامي منافق أو تبريرٍ سفيه.

الأربعاء، يوليو 27، 2016

الواقع والأمل!

تنبيه!

---

بالورقة والقلم، وبكافة الحسابات الأرضية التي يمكن للمرء أن يحسبها، فإنه كفى بالواقع المصريّ متحدثًا عن نفسه فيما يخص اليأس والأمل. تعليمٌ في الحضيضِ، وصحة في الحضيض، وفسادٌ إداري ومالي منتشر في البلاد على كل المستويات، ثقافة هابطة، يتحكم العدو في مقدرات أمتنا وليس لنا إلا أن ننصاع، مُكبَّلين باتفاقياتٍ جائرة، ويتولى أمر بلادنا منذ عقود سفهاء لا يجيدون إلا الحلول الأمنية الغشيمة الغليظة التي لا تهدف إلا لتمكين أنفسهم من كرسيّ الحكم. خيانة للشعب على مدار عقودٍ طويلة حوَّلته من شعب أبيّ يقاوم الاحتلال الطغيان على مدار التاريخ إلى أمة جاثية للعدو لا تملك غير ذلك - وبكل أسف - لا يشغل بالها إلا تأمين مأكلها ومشربها وعيشها في الدنيا.

فمع كل ما سبق، ترى أن أي عمل إصلاحيّ يهدف لدحرِ كل هذا الظلام يصبح مستحيلَ النجاح، فإن نجح على المستوى الشعبي ولاقى قبولًا، كُبِت من السلطان إذ يخشى أن يكونَ لهذا العمل تهديد لكيانه، وإن كان متفقا مع رؤية الدولة، تراه ممسوخًا قد نُزِعَ منه ما يجعله مؤثرًا بحق.

والوقفة هنا:

أنه، إن كنت تظن أن عملك هو ما يؤثر حقا.. فالمخدوع أنت! وإن كنت تعمل لترى نتاج عملك خالصا، بعيدًا عن معية الله سبحانه وتعالى فأنت مغرور! وإن كنت تظن أن النتيجة هي المدار، فأنت جاهلٌ بالحقيقة! كم من مؤمنين كِرام ماتوا أو قتلوا قبل أن يروْا للإسلام عزًا؟! وأقول مؤمنين، لا أضرب المثلَ بالأنبياء والرسل حتى لا تقول هؤلاء مُرسلون من الله، شأننا غير شأنهم.

معروفٌ أن الإنسان يحب أن يرى نتاج ما يفعله في هذه الدنيا، ولكننا خلقنا لنجاهدَ أنفسنا. فنعمل ونجتهد فإما أن يرينا الله سبحانه وتعالى ما نحب من نصرٍ في الدنيا أو لا يريد ذلك، شأنه هو لا شأنك أنت، أنت تعمل، وتجتهد، وتدعو الله أن يمُنَّ علينا بالفرج والنصر القريب، ويكون كل وُجدانِك معك وأن تدعو، تدعو بحق، وتتمنى من الله ذلك فعلًا، كوْن هذه الأمنية تحصل أو لا تحصل فإن هذا أمرٌ آخر. فعليك أن تتثبَّت: بدعاء الله، وبالأخذ بالأسباب كتعلمِ العلمِ وصحبةِ الصالحين وغيره.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ~ آل عِمران.

"عن ابي عبد الله خبّاب بن الأرَت رضي الله عنه قال : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو متوسد بُردَة له في ظل الكعبة، فقلنا : ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟

فقال صلى الله عليه وسلم : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل ، فيُحفرُ له في الارض ، فيُجعل فيها ، ثُم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه ، فيُجعل نصفين ، و يُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه !! ، والله! ليتمن الله هذا الأمرُ، حتى يسير الراكب من صنعاء الي حضرموت لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".


تعليق: نحن الآن لا نصبر حين لا نجد وقودًا يسيِّر مركباتنا!! والواحد منا قد يغتم إذا لم يجد متاعه متاحًا في يومٍ من الأيام! أصحاب النبي كانوا يُعذبون على يد الكفار، وحين شكوْه أن يستنصرَ لهم وأن يدعو لهم قال لهم هذا القول البليغ، وأنهم بذلك يستعجلون! فانظر رحمك الله!!! وكيف ترى حال هؤلاء القوم؟ هل ترى ظروفهم وقتها كانت تُبشر بأي نصر؟ أي فرجٍ قريب؟ قومٌ مُستضعفون يعذَّبون بأصناف العذاب كلها، لا معهم مال ولا سلطان، ولكنهم كانوا يجتهدون ويأخذون بالأسباب كلها، للوحي الإلهيّ متبعون. إنما علينا الاقتداء بهؤلاء، لا بمن يهرب ويثبِّط فينا الأمل ويزكي فينا اليأس!



الاثنين، يوليو 25، 2016

النظام التعليمي في مصر وخيانة الأجيال!

النظام التعليمي في مصر هو أكبر أوجه الفشل والفساد اللي بتعيشه الدولة، كل ذرة فيه بتشع فشل وفساد وخيانة للأجيال اللي سنة ورا سنة بتعدي عليه ويطلعوا منه مش فاهمين حاجة في الدنيا.

---

شاب في سن الـ 16 سنة، الطبيعي في المرحلة دي يكون عنده فضول يتعلم ويستكشف الدنيا ويجرب فيها ويعيش فيها خبرات كتيرة عشان يعرف ياخد قراره. إننا نختزل حياته في إنه يقعد يحش ويصُم شوية معلومات عشان ييجي يوم الامتحان يطرُشها في ورقة الإجابة، وبعدين يعيش على أعصابه مستني النتيجة عشان يعرف وزارة التربية والتعليم هتحكم عليه يروح في أنهي كلية = دي اسمها خيانة لحياته، إحنا كده ساهمنا في إن فطرته اللي لها المفروض تدفعه للتعلم والتجربة واكتساب الخبرات تنتكس. 

ما برضاش أرخم على شباب الثانوية العامة وهم وسط الامتحانات وأقول لهم اللي بتعملوه ده مالوش لازمة عشان ببقى مقدر التوتر والضغط العصبي اللي هم فيه، إنما أنت لما تيجي تبص لها فعلا: الباشا اللي جاب 98% و97% في الثانوية العامة ده عمل بها إيه؟ هل هي اللي وجهته في شغله حاليًا. أنت تعرف كام واحد جاب نسب نجاح خيالية زي دي في ثانوية عامة ودخل كلية من كليات "القمة" وبعدين في شغله يا إما اتعك عشان معندوش المهارات اللازمة ومشافش الحياة على حقيقتها فعلا أو إنه ساب المجال اللي درسه عشان اكتشف إنه مش بيحبه وإنه مميز في حاجة تانية؟ -كتير. طب لو نفس الشخص ده كان اشتغل على الحاجة اللي عنده شغف فيها من وهو صغير كان هيبقى عامل إزاي فيها لما يوصل لسن الشغل وكسب الرزق وكده؟ - عبقري! يبقى إحنا لما نسحله في حش وحفظ حاجات ملهاش علاقة باللي بيحبه ولا اللي عنده شغف فيها يبقى إحنا بنضيع له وقته وبنضيع عليه فرصة التميز في الحاجة اللي بيحبها وضللناه عشان مخليناهوش يكتشف نفسه أصلا. إن مكانش ده يتوصف بالخيانة للشباب يبقى إيه اللي يتوصف بها؟!

الأحد، يوليو 24، 2016

أحلام وأماني - هندسة!

المفروض آخر سنة في كلية هندسة دي تبقى عبارة عن مشروع تخرج و internship للطالب في أي من الشركات اللي شغالة في الـ Major بتاعه، ويكون التقييم بتاعه من خلال شغله في الشركة دي، وتكون الـ internship دي بمرتب.. هيتعلم يدير الشغل إزاي وإدارة الموقع بمشرفينه بفنيينه ومن هو في الكلية.. مش لازم نستنى لحد ما يشتغل ويلبس ويتعرف ع الدنيا من جديد. لو الكلية مش وسيلة إنه يعرف الصناعة والسوق برة عاملين إزاي يبقى إيه لازمتها. وتكون الشركات اللي في السوق كلها مُلزمة إن يبقى فيها دايمًا عدد من المهندسين اللي على وش تخرج دول بالقانون. ويكون فيه benefits للشركات اللي تزود عدد المهندسين دول عشان ده كده بيقدم خدمة للمجتمع، بيخرج مهندس فاهم الشغل من قبل ما يتخرج. 

يبقى الطالب خلص العلم النظري - المهم أوي خالص - في سنوات الكلية اللي قبل البكالوريوس، ويبقى البكالوريوس كله exposure على السوق برة والحياة برة الكلية على الحقيقة عاملة إزاي..

كل الشركات اللي شغالة في القطاع الهندسي سواء مدني ولا ميكانيكا ولا كهربا ولا أيًا يكن تكون مُلزمة بالقانون إنها تعيِّن طلاب في البكالوريوس على قوتها، وهي المستفيدة الأكبر طبعًا: بتربي مهندسين على شغلها أما يتخرجوا بديهي هيفكروا يشتغلوا فيها، ولو مشتغلوش فيها أهي تكون استفادت من الـ benefits اللي الحكومة ملتزمة بها اللي ممكن تكون إعفاء من ضرائب أو أي حاجة من هذا القبيل.

الادعاء إن قوة كلية الهندسة بالتعقيد والنفسية الغير سوية بتاعة بعض الأساتذة اللي بيطلعوها ع الطلبة بتوعهم ده ادعاء باطل وثبت فشله على مدار السنين اللي فاتت كلها والسوق بيعاني منه في الوقت الحالي. لازم نواجه المشكلة على شكلها الحقيقي وهي إننا في الضياع، وهنفضل في الضياع طالما بنضحك على نفسنا وفاكرين إننا ياما هنا ياما هناك لما تقول خريج هندسة عين شمس ولا القاهرة بينما نظيرك في العالم برة مش مجرد سابقك، لأ، ده بيفكر بأسلوب تاني تمامًا. متعلم يعني إيه أبقى مهندس من وهو في الكلية، ومن غير ما الدكاترة يعقدوه ويقرفوه في عيشته ويفهموه إنه كده هيبقى راجل وبيستحمل. لأ هو مش داخل هندسة عشان يتعذب وينشف، هو داخل هندسة عشان يبقى قيمة مُضافة في أي مكان بيروحه، وده بيحصل بالعلم والتجربة والشغل العملي فعلا.

الثلاثاء، يوليو 19، 2016

صنم العجوة!

  اللي بيحكم السياسات والتصرفات اللي بتعملها الدول هو "المصـــالح" وفقط. ورغم إن ده كلام بديهي جدًا بس للأسف مع الوقت وتسارع الأحداث بننساه. حاملو لواء الديمقراطية وتطبيقها حول العالم - أمريكا وأروبا وكده - يغضون الطرف عن تطبيق طريقتهم المُثلى في الدول الأخرى طالما لهم مصالح مع أنظمة الدول، إنما أول ما رؤوس الأنظمة دي تتحرق يبتدوا ينشدوا في شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وخلافه. إنما في الواقع، هم لا فارق معهم حقوق الإنسان اللي هو أنت، ولا فارق معاهم استقرار نظام الحكم بتاعك وعدالته، هي بس أوراق بيلعبوا بها وقت الحاجة. والدليل على كده، تلاقي دولة من دول تتشدَّق بقيم الحرية والديمقراطية وتضغط على دول تانية وتنادي بتطبيقها فيها، ونفس الدولة دي تلاقيها بتدعم نظم عسكرية بالسلاح والاعتراف الدولي عشان بينهم وبين النظم دي سبوبة. فأرجوك، ما تنخدعش بالشعارات والبيانات اللي بتطلع من خارجيات الدول دي عشان دي بتبقى طالعة عشان مصلحة مش موجهة فعلا لنُصرة قيمة أو حاجة.

---


محاولة انقلاب تركيا دي لو كانت نجحت وكانوا قتلوا اردوغان، كان الغرب هيندد شوية وبعدين مع الوقت يتعامل مع الأمر الواقع - ده كده بحسن الظن إنهم مش هم اللي ورا محاولة الانقلاب أساسا - وكانوا ساعتها قالوا عايزين الأوضاع تستقر ونعمل حكومة منتخبة في أسرع وقت وخلاص. وصنم العجوة بتاع الديمقراطية ساعتها كان هيتاكل ولا فارق معاهم تمامًا، زي ما عملوا في مصر، وزي ما عملوا في تركيا، أما كانت الدفة في الأول بتُشير لتمكن الانقلاب فضلت أمريكا تطلع في بيانات ملوية من عينة: بنتابع الموقف، أو اللي قالوا في بعض وكالات الأنباء: Turkish uprising ، وأما تمكن إردوغان من استعادة السيطرة على الحكم قالوا ندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. مصالح فقط اللي بتحكم ما يجري، وكل مصطلحات الديمقراطية والحرية والرأي والكلام ده بيترمي في الزبالة.

الأحد، يوليو 17، 2016

الشعب المصري..

الشعب المصري شعب صَلْب وحمَّال أسِيَّة وذكيّ بالمقارنة مع شعوب كثيرة، ولو معاه قيادة مستنيرة ورشيدة يقدر فعلا يسوي الهوايل، لكنه اتخرب على مدار عقود.

الفقر والجهل والمرض هدّوا حيله، وبقى اهتمامه في الجري ورا لقمة العيش والسحلة في الساقية اللي ما بتنتهيش دي، وأصبحت المادة والمصلحة هي المتحكمة فيه مش المبادئ وصلاح الأمة ورفعتها.

وده راجع للخيانة اللي حصلت له على مدار العقود الأخيرة من قيادات كان كل تركيزها على الناحية الأمنية من حيث السيطرة على الحكم وحفظ النظام، مكنش من أولوياتهم أبدًا عيشة أحسن للناس ولا إن يبقى لهم مستقبل. انعكس ده على كل القرارات اللي اتخذتها القيادات دي من سلام مهين مع العدو إلى انبطاح كامل لسيطرة الغرب على مقدراتنا لحد اطلاق يد الفساد في كل جوانب الحياة. فبقى المواطن المصري الطبيعي - اللي معاهوش فلوس كفاية عشان يستغنى عن الحكومة - مريض وجاهل وفقير والأسوأ من ده كله مغيَّب عن اللي بيحصل على الحقيقة في الدنيا.

في دول تانية الشعب فيها متعرضش للي اتعرض له الشعب المصري من إهمال أصبح لدى المواطن العادي اللي فيها وعي وإدراك باللي بيحصل وما بيتضحكش عليه بسهولة، مش شرط تكون الدولة دي من أكثر الدول تقدمًا، ولا أكثرها غنى، بس المستوى التعليمي اللي فيها أعلى من نظيره المصري بكثير، ومستوى الاطلاع عند الفرد اللي هناك أعلى، إنما في مصر: نسبة صغيرة من الشعب هي اللي عندها الاطلاع وعندها مخ تقيم به الأمور بعيدًا عما يُغنى به صباحا ومساءً من إعلام الدولة، ودول في المُجمَل مكروهين من الأغلبية، عشان الأغلبية معندهاش الاطلاع ده ولا عايزة يبقى عندها الاطلاع ده، اتمسخت باللي عمله فيها النظام على مدار عقود فأصبح اقناعها بنقيض فكرها شيه مستحيل.

إنما - بالنسبة لي - الأمل لسة موجود، الناس مفاتيح، والفطِن هو اللي يعرف إيه المفاتيح بتاعتهم ويستخدمها معاهم، من غير ما يميَّع ولا يداهن ولا ينافق. ممكن تحصل، واللهِ. بس إحنا نستعين بالله أولا، وثانيا نأخذ بالأسباب اللي تخلينا نوصل لمجتمع واعي منتج يملك مقدرات نفسه.

عندنا شباب لسة صغير، بذرة تقدر تحطها في مجتمع إيجابي، هتطلع فكر إيجابي برضو..

عندنا شباب كتير جدًا عايز يتعلم، ودلوقتي أكتر من زمان بكتير، وعنده استعداد يموت نفسه عشان يكون أحسن..

عندنا عقول ذكية، ومجتهدة، وبتحقق نجاحات مُلفتة بالمقارنة مع نظائرها..

عندنا ناس مؤمنة إن ربنا استخلفها في الأرض عشان مهمة معينة: وهي عبادته. فبيشوفوا إزاي يحققوا مراد ربنا سبحانه وتعالى منهم فيها، في الظروف اللي وُجدوا فيها دي..

وقبل ده كله، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي. فهتسيب السعي وتقعد تتريق، يبقى أنت كده مش بتحقق المطلوب منك.

السبت، يوليو 16، 2016

محاولة انقلاب ١٥ يوليو - #تركيا

اللي يخصني إن الحمد لله ربنا حفظ اللاجئين والأهالي المُبعدين من بلادهم.

غير كده وبعد ما الموضوع خلص والصورة اتضحت تقريبا بشكل كامل:

- اللي حصل حدث مهم جدًا ولافت للنظر، هو محاولة الانقلاب فشلت فعلا، بس كون إنها المرة دي توصل لمرحلة السيطرة على إعلام الدولة الرسمي، ويكون للمنقلبين نوعا ما قوة مكنتهم من اعتقال رئيس الأركان وإذاعة بيان الانقلاب بالشكل ده فده مش طبيعي ومعناه إن فيه مشكلة.

- المقارنة بين اللي حصل في تركيا واللي حصل في مصر سامحوني إني أقول إنها مش عادلة. وحاسس بصراحة إن الناس جاية زيادة عن اللزوم على الشعب المصري، وإنه إزاي الشعب تركي شعب عظيم والشعب المصري شعب وقيع. كلامنا هنا عن بالأسباب اللي على الأرض وفي الواقع بعد إرادة ربنا سبحانه وتعالى النافذة: الوضع في مصر كان إن كل الأجهزة السيادية مع وبتدعم ومشاركة في الانقلاب على رئاسة الجمهورية، وزِد على ذلك قطاع من الشعب أساسًا. إنما في تركيا الوضع مش كده تمامًا، يتضح لك بعد ما العركة خلصت إن أجهزة الدولة هناك مخابرات وشرطة وجيش مع الرئاسة، وإن اللي عمل الانقلاب هم مجموعة من المتمردين - مع قوتهم اللافتة للنظر - حاولوا يعملوا الانقلاب ويكسبوا اللقطة والناس تتعامل مع الأمر الواقع لكن خسروا، والشرطة المدنية بقت تعتقلهم واحد واحد. إنما في مصر الناس كانت منتظرة بس هو امتى الرئيس هيتم الانقلاب عليه، والبلد كانت بتتحضر على مدار ٦ شهور إنه ماشي، وكانت أجهزة الدولة السيادية والقضاء والصحافة بتعاكس رئيس الجمهورية في تقريبا كل حاجة بيعملها. أحزاب المعارضة العلمانية والكردية في تركيا رغم خلافها الواسع مع إردوغان رفضت الانقلاب، إننا في مصر الانقلاب ما نجحش إلا بغطاء الأزهر والكنيسة وأحزاب المعارضة.. دول طلعوا في بيان الانقلاب مع وزير الدفاع أصلا، ومع ذلك - تعليقا على الشعب المصري والتنكيت عليه - طلع ناس اعترضت على اللي حصل ونالها من الأذى ما نالها وبقوا كأنهم ضد المجتمع ورغبته. فالناس تعمل إيه فعلا؟ ينزلوا عشان يُقتلوا وبس؛ الناس في تركيا نزلت بتحريض من الرئاسة وبدعم من الشرطة المدنية وهم سامعين تصريحات وزير الدفاع ورئيس والمخابرات وقائد القوات الخاصة والأحزاب السياسية برفضها للانقلاب وإنه هيفشل وإن الانقلابيين هيتحاكموا ويتعاقبوا على اللي عملوه، فأنى لنا بالمقارنة فعلا..

وأخيرًا: للأسف عواقب اللي حصل ده متوقع إنها تكون سلبية - رغم فشل محاولة الانقلاب - عشان طبيعي هيكون توتر لاحق في المجتمع التركي أو قبضة أغلظ للرئاسة على الحكم الشئ اللي ممكن يبرر محاولة انقلابية لاحقة بعد كده. يعني كده كده عواقب أي محاولة انقلابية مش كويس، سواء المحاولة نجحت أو فشلت، بس طبعا اللي حصل ده أخف الضررين بكتير، بالنسبة لي في ال مقام الأول عشان الـ ٢ مليون لاجئ سوري اللي هناك، والمشردين من بلادهم اللي كان ممكن يشرّدوا أكتر لو محاولة زي دي كانت نجحت.

#انقلاب_تركيا
#تركيا

الثلاثاء، يوليو 12، 2016

مسئولية رفع الظلم عن المستضعفين..


(*) الصورة من المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ مؤخرًا بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو 
ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والتمثال الموجود هو لثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية.

من أكتر الحاجات اللي بتخوفني الأيام دي ضياع قضية فلسطين واختزالها في فكرة الحدود والتراب والتعامل بمنتهى راحة البال وتخدير الضمير مع الظلم الواقع على الأمة فيها وتقبُل الأمر الواقع بل وخلق الأعذار والمبررات اللي بتسوغ لضياع الحق ده وبالتالي التعامل مع الكيان الصهيوني ومن والاه كأصدقاء مقربين.

جيل بعد جيل وقضية رفع الظلم الواقع على الأمة بتتنسي وخاصةً في الأجيال اللي جاية.

إحنا لازم ناخد موقف ونشوف نعمل إيه في دُنيتنا دي عشان نرفع الظلم ده ولو في الوقت الحالي بكلمة الحق اللي نقولها لأولادنا عشان القضية الأساسية متتنسيش والبوصلة ما تضيعش.

الأربعاء، يونيو 29، 2016

قراءة القرآن الكريم..

كلام الله لا يحتاج إلى انفعالات زائدة عن اللزوم في قراءاته حتى يصل معناه، كلام الله قوي حتى أنه إذا قُرئ بتدبر وتأني وهدوء وصل تأثيره إلى قلوب المؤمنين والتائبين المُنيبين لله. وما يظهر من انسيابة وعذوبة في تلاوات الشيوخ الكِبار أثناء قراءته هو أمر طبيعي لا أظنُه يحتاج منهم إلى تكلُفٍ إضافي أو علو صوتٍ أثناء القراءة. وبالنسبة لي، أرى أن علو الصوت الزائد عن اللزوم أثناء القراءة يؤثر سلبًا على المستمع - وعلى القارئ من باب أولى - إذ يشوشِر على تدبُر كلام الله والتفكُر فيه.

هذا لا يناقض ظهور إحساس قارئ الآيات وهو يتلوها، فتجد صوته حزينًا أو متحسرًا حين يقرأ آيات مصير الكفار وعذابهم، أو وهو يقرأ آيات جدال الكفار في الله وإصرارهم على الشرك والتوكيد.. وتجد صوته مُستبشرًا سعيدًا حين يقرأ آيات جزاء المؤمنين بجناتِ الخُلد، أو تجد صوته ناصحًا حين يقرأ آيات وعظ الأنبياء والصالحين لأقوامهم باتباع رسالات الله والإيمان به إلهًا واحدًا. دون علو صوت مبالغ فيه أو خروج عن وقار القرآن الكريم.

من هنا يظهر لي بعض جمال وحلاوة قراءة المشايخ أمثال الحصري والمنشاوي ومصطفى إسماعيل رضوان الله عليهم جميعًا، كل مقرئ منهم له أسلوبه المتفرد في القراءة الذي يمكِّنك من سماع الآيات منهم لفترات طويلة دون الشعور بالإرهاق أو الضغط، لأنهم طبيعيين، ملتزمين بأحكام القراءة والتجويد التي وصلت إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تكلف أو لحن.
اللهم ارزقنا تلاوة كتابك على الوجه الذي يرضيك عنا، وارزقنا فهمه وتدبره والعمل به.

والحمد لله رب العالمين.

الأحد، يونيو 26، 2016

أنتم سوريين بتوع الحلويات الشامي!

عندي أزمة حقيقية في اختزال السوريين المقيمين في مصر في إنهم يا جمال حلوياتهم وأدبهم في البيع وخلافه، عشان بقيت أحس إنه إحنا ما بنصدق نحط للناس توصيف معين يتوصفوا به للأبد، تحسُه استسهال في التعامل، حكم كده ع الناس وخلاص، قِسها كده لو حد جه وقال لك اه المصريين عندنا دول بتوع الفول والطعمية وبيبقوا غلابة أوي.

يا جماعة دول ناس، فيهم تنوع في كل الشغلانات والصفات والمِهن، أما تصر أنت على حصرهم في نموذج واحد أنت متعود عليه ده بيقلل من قيمتهم كبشر زينا لهم حياة وشخصية وتاريخ وظروف متنوعة.

سبحان الذي لا يتغير..!

زمان كان متابعة ماتشات الأهلي شئ مهم جدًا، يعني بأضبط جدول يومي - لو كان فيه يعني - على ميعاد الماتش، ماتش زي بتاع امبارح ده كان لا يُمكن يتفوِّت؛ أهلي وإسماعيلي وحسم دوري.. الاتنين.. دانا كنت أقعد أتفرج ع الماتش وأشوف الاستديو التحليلي - المُمل جدًا - وبعد كده بفضل معيِّش نفسي في الموود فأتناقش مع العيلة وأصحابي في لقطات الماتش، كله كوم وماتشات تصفيات كأس العالم كوم، والمأساة اللي بنعيشها مع كل فشل في التأهل.

دلوقتي ولسببٍ ما أنا فعلا مش قادر أعرفه، مبقاش حتى عندي فضول أعرف نتايج الماتشات، فضلا عن مشاهدتها، مش عارف إيه السبب في ده فعلا! الموضوع مبقاش في الاهتمامات تمامًا. قبل كده كنت بأبرر لنفسي تعلقي بمشاهدة الماتشات عشان لما أتفرج عليها مبقاش اسمي بيضيَّع وقت؛ فأقول مثلا أصل مصر لو طلعت كأس العالم المصري هيتصيَّت برة والناس هتبص لنا بصة تانية. دلوقتي ما بأجهدش نفسي في أني أفكر في الكلام ده، وفعليا الموضوع مبقاش فارق تماما.. ده لا ينفي إني ساعات أبص بصة كده فأتفرج على فيديو هتاف للألتراس وأُعجَب بتنظيمهم لنفسهم، أتابع سف الجماهير على بعض، أشوف اجوال كده من باب الاستمتاع باللعبة الحلوة، بس كمشاعر وحماس مبقاش فيه خالص. 

يمكن عشان شوفت إن قيمة البني آدم باللي بيعمله، ففاكس أحرق دمي على غيري ليه؟ 

يمكن عشان اتسقت مع نفسي في موضوع الانتماء للنادي إنه بالنسبة لي مالوش معنى؟
 
يمكن عشان الأحداث الجسام اللي حصلت خلال الخمس سنين اللي فاتوا دول عرفوني إن اللي كان عندي شغف بيه ده شئ ما يستحقش أصلا؟

سبحان الله..

رسائل - (6)

يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد..
إن يشأ يذهبكم ويأتِ بخلقٍ جديد،
وما ذلك على الله بعزيز. ~ سورة فاطِر.

---

قد يظن الإنسان أن سر السعادة والرضا لديه أن يستشعر أن بيده مقاليد أموره كلها، فلا يطمئن قلبه إلا وإحساس السيطرة على مجريات حياته حاصل، فتراه يصع لنفسه هدفًا ليلهث وراءه ظنًا منه أنه بالوصول إليه ستسقر نفسه وتسعد، فقد يكون هذا الهدف رصيدًا كبيرًا في البنك، أو زواج عياله، أو منصب كبير له نفوذ على الخلق.. 

ولكن الحقيقة أنه سيظل يلهث ويلهث وراء هذه الأهداف التي صنعها لنفسه، ولن يهدأ باله حتى يموت، وقتها سيعرف يقينًا أنه أضاع حياته فيما لا طائل من ورائه لآخرته،وسيرى وقتها الأمور بموازينها الحقيقية، لا غبار عليها.. "فبصرُك اليوم حديد".

يغوص في هذه الدنيا لأنه يعتقد كذبًا وافتراءً أو وهمًا، أنه يحتاج لنفسه، أنه هو القوة المحركة لمصيره، غير أن الحقيقة خلاف ذلك تمامًا، فإن الفاعل الأوحد لكل شئ في الأكوان كلها هو الله سبحانه وتعالى، وكل موجود في هذا الكون هو مفتقرٌ إلى الله جل وعلا في كل لحظة، نعيش في هذه الدنيا به سبحانه وتعالى لا بفطنتنا أو بجهودنا أو بكفاحنا في هذه الحياة.

إن الله هو الغني، وحده يتفرد بهذه الصفة على إطلاقها، أما نحن فكلنا فقراء له، وإن اتصف بعضنا بالغنى فهو نسبة لغيره، أما بالنسبة لله فكلنا فقراء إليه، لا نستغنى عنه أبدًا، لا يدخل إلينا نفسٌ أو يخرج إلا بأمره، لا ينبض قلب أحدُنا إلا بإذنه، له مقاليد الأمور، هو الغني الحميد.

لا يجب عليه شئ، إن شاء أذهبنا وأتى بخلق جديد يسبحون بحمده ويشكرون له، وما أيسر ذلك على الله. فعلينا أن ننتبه لهذه الحقيقة، ويُسلم أمره لمالك الملك، وقتها يمُن الله عليه بلذة الطاعة، فإذا ما ارتقى العبد في الطاعة العبودية لله، لعل الله يمُن عليه من أنوار حكمته فيعلمه من خبايا الأمور وحكمتها ما لا يعلمه غيره من عوام الناس.