الأربعاء، أغسطس 17، 2016

لأصحاب الحموضة: تعالوا جنب أخيكم!

عدة نصائح من شخص له باع نسبيّ في هذه المسألة:

- تجنب الأكل قبل النوم مباشرةً، أقله ساعتين مثلا.
- الزم رياضة المشي، والرياضة بصفة عامة مفيدة.
- اسند رأسك على مخدة عالية نسبيا وقت النوم.
- تجنب قدر الإمكان أكل الپاتيهات المحشوّة بالجبنة البيضاء أو الزيتون إذا لم تكن طازجة.
- الخبز بالنسبة لك هو الخبز البلدي، لا شأن لك بالفينو أو الريتش بيك، فإن كان ولابد فرِّغ الفينو من اللبادة قدر الإمكان (تلك الكلاكيع البيضاء).
- تجنب أكل الجبنة الرومي القديمة أو شديدة الملح. فهي نار يا حبيبي يا نار.
- البسكوت أبو عجوة، ليس لك.
- البطاطس المحمرة من الشارع، ليست لك.
- تجنب تماما أكل الشارع، خاصة عربيات الفول والفلافل. لا تأكل الفول إلا المجهّز بالبيت وإلا فلا مفر من الحمو. أكل الكبدة والمخ والسجق/سدق من الشارع يُعد من المحرمات بالنسبة لك.
- قلل جدا من المخللات والطرشي، وإن كان ولابد فليكن مجهز في البيت.
- تجنب قدر الإمكان من الأكل برة البيت أصلا، ولكن نظرًا لصعوبة تجنبه بالنسبة لناس كتير فعلى الأقل استنضف واختَر بعناية ما تأكله.
- تجنب الأكل الغارق في الزيت، وابتعد قدر الإمكان - أنا عارف إنها صعبة - عن السمن والزبدة ومثل هذا النفخ.
- قلل من معدل أكلك، ما تتطافسش.
- تجنب استنشاق دخان السجائر.
- اجعل من اللبن الرايب صديقا لك. هو مفيد بشكل عام. والجأ له بعد الله وقت هجوم الحموضة. ولا تقربنّ اللبن العادة كعلاج للحموضة أبدا، سيُزيد من الحموضة. مخادع هو في هذا الأمر.
- الخيار صديقك. اجعله السناكس المفضلة لك.
- اجعل للسمك نصيبًا ثابتًا في الأسبوع. يُنصح أن يكون نصيبه أكثر من اللحم والفراخ.
- السڤن أپ لا شأن لها بالحموضة. ولا تعالج الفاسد من طعام الشوارع في بطنك. هي فقط تساعد على النشوة بعد الدب في الأكل.

الأحد، أغسطس 14، 2016

سلوك التعليق المعتاد!

أعتقد إن فيسبوك سهِّل كتير على الباحثين في علم الاجتماع وسلوك الجماهير إنهم يلاحظوا إنه نفس الـ pattern من النقاشات بيحصل بالضبط قبل أي حدث جماهيري، وخلاله، وبعده.

الأول يترقب الناس الحدث وينقسموا في الحكم على اللي هيحصل، والمبارزة النقاشية - الهريويّة - بتبدأ من هنا. وكل طرف بيبقى مجهز من جواه الحكم اللي هيطلقه بعد الحدث.

بعد كده خلال الحدث نفسه: بيتفرغ الناس للتعليق على تفاصيل الحدث والتفنن في كتابة ذلك على السوشال ميديا بالطريقة اللي تجيب إعجابات أكثر أو إعادة تغريد أكثر.

ثم بعد الحدث: يتفرغ الناس للحكم والإشارة لآرائهم التي كانوا عليها قبل الحدث، سواء جاء الحدث في صفها أم لا، بيشوفوا طريقة يؤكدوا بها على آرائهم دي وإنهم كانوا صح.

ثم يظهر فئة من الناس - وارد يكونوا من المتبارزين من قبل أو لا - يصفوا المتناقشين بالهري والسطحية ويبصوا لهم من وجهة نظر استعلائية جدًا.

ثم يظهر فئة تانية من الناس، يحللوا الموضوع بشكل يبدو علمي، ويفندوا فيه الوقائع التاريخية اللي حصلت من قبل ولها علاقة بالحدث اللي الرأي العام يدور حوله، ووقتها تلاقي هذه المنشورات إقبالا من الناس بشكل ملحوظ، عشان بتوحي عن ناشرها إنه شخص بيفهم وله عقل بيزِن به الأمور..

أنا بشوف ده بيحصل بشكل متكرر في أي حكاية عارضة على السوشال ميديا. أهلي-زمالك، دولار، زي المتسابقات في الأولمبياد، قرارات رئاسية، مواجهة صهيوني في مسابقة ما.. وهكذا.

وده بيُشير بدليل حسي مش بس لكل صاحب نظرة إننا وقعنا في فخ الكلام بشكل هيستيري - أو الموضوع زاد بشكل مبالغ فيه -، إذ أصبح الاهتمام بشكلي إيه ورأيي إيه قصاد الناس أهم بالنسبة لي من الواقع بتاعي والقيمة اللي بأضيفها فعليا.

وهي عامةً حاجة سيئة جدًا إننا نكون تحولنا كده، لأن مبدئيا كده: هنُسأل على الوقت اللي بنضيعه والناتج بتاعه صفر كبير، صفر فعلا لأن النقاشات دي لا يُرجى منها أي تغيير في الواقع الحقيقي اللي بنعيشه. فكأننا استعوضنا فشلنا في تغيير الواقع بكتر الكلام اللي مالوش عازة..

الاثنين، أغسطس 08، 2016

هنا القاهرة!



بالنسبة لي، جزء كبير جدًا من مأساة الإنسان المُتمدِن - وبالأخص اللي عايش في القاهرة - سببه هو تلك الكتل الخرسانية اللي مرمية بشكل عشوائي في أحياء بتتوصف إنها أحياء راقية. أي مهندس معماري أو مخطط شرع في الجريمة دي؟! لما يبقى المهمة بتاعته إنه يبني عماير كتل خرسانة لاصقة في بعض وإزاي أحشي العمارات دي شقق بأكبر قدر ممكن، وأخللي عندي أكبر قدر من العمارات في مساحة الأرض الواحدة عشان أبيع شقق أكتر، ويدفع بعد كده سكان الشقق دي الثمن في عيشة تجيب الضغط والتوتر - ما تقولش يستاهلوا عشان اختاروا، ما هم مكانوش فاهمين.. وبعدين مين اللي لاقي حتة تلمُه في الزمن ده؟! - أنا بشوف إن الحكومة اللي تسيب الحبل على الغارب للمستثمرين أو للمصممين إنهم يعملوا جرائم هندسية تمس الإنسان بالشكل ده تبقى حكومة مستهترة ومتهاونة في حق شعبها. أما يبقى إنك تلاقي مساحة خضراء إعجاز ما بعده إعجاز في أحياء مفترض إنها أحياء مُراعى فيها الجانب الجمالي والصحي، ما بالك بالأحياء اللي بتتوصف إنها أحياء شعبية دول يعلموا في نفسهم إيه؟!. عيشة الإنسان دي شئ مهم، مش عارف واللهِ المفروض نقولها إزاي؟ أما بتكون بتتكلم في بديهيات كده بيبقى الموضوع صعب، أصلك هتفهمهم إزاي إن: المفروض تكون عايش في مكان هادئ يساعد أعصابك إنها تكون في وضع صحي مش متوتر علطول، وميكونش فيه دخان، ويكون المساحات الخضراء فيه شئ أساسي، وما ينفعش القهاوي البلدي تبقى موجودة تحت العماير، فيه عيال صغيرة بتعدي مينفعش تشم رائحة دخان الشيشة وتسمع القبضايات الرجالة وهم بيشتموا اللعيبة في الماتش، ده فضلا عن إن ما ينفعش يبقى في إشغال للمساحة الفاضية اللي قدام العمارة عشان السادة رواد القهوة يبرطعوا فيها والسكان يمشوا من وسطهم. إنما تعرف، المشكلة إن الموضوع انتكس ع الآخر، لأن القهوة دي أساسا بتتملي من سكان العمارات، عايز أقول لك إن حبهم للمكان ممكن يكون جزء كبير منه إن مكنش كله بسبب القهوة البلدي اللي تحت بيته. يا سيدي أنا مش بقول لك ما تقعدش على قهوة بلدي ومش عايز تشيش ما تشيِّش ولا تتنيِّل بس بعيد عني، عايز كيفك اتكيِّف بعيد! إنما أنا ذنبي إيه يطلع لي دخان الحجر بتاعك أشمه في البلكونة بدل ما أشم الهوا زي خلق ربنا. طبعًا ولا حيّ ولا قسم ولا أجدعها تخين في المحافظة ياخد باله، ما القهوة مخالفة أساسًا، بس صححت أوضاعها - مع اللي صححوا يعني هي جت عليها - مع الحي وقام معلق بانَر بطول القهوة: قهوة مش عارف مين، وقام فاتح مطعم الناحية التانية من العمارة رستوران مش عارف مين، غالبا مشويات هَوْ هَوْ بمذاق عالي ودِهنة بتنِزْ! الرحمة حلوة يا خوانا!!

الأحد، أغسطس 07، 2016

لا تنظروا للنتائج، وانظروا للمسببات!

القضية ليست قضية قرار الخوض في مشروع غير مُجدٍ اقتصاديًا كازدواج قناة السويس وتوسيعها - على الأقل في الوقت الراهن - دون دراسة واقعية لمجريات الأمور حول العالم، وليست كذلك في قرار الإقدام على الاقتراض من البنك الدولي بمليارات الدولارات لتكون عبئا إضافيا على كاهل الشعب المصري وأجياله القادمة، وليست كذلك في الإعلان عن مشروع مضحك ساذج لا يمُت للمنطق العلمي والتجريبي بصلة واللعب بمشاعر مرضى التهاب الكبد الوبائي بمصر بكل سهولة، وليست كذلك في الفشل المفضوح في إدارة ملفات البلاد الخارجية وأولها وأكثرها حساسية وتهديدًا لأمننا المائي والغذائي سد النهضة الإثيوبي، وليست كذلك في القمع وتكميم الأفواه وجنون العظمة الذي أصبح فيه النظام مؤخرًا وتشويه كل عاقل يريد أن يبين الحقيقة للناس.. القضية ليست في كل ذلك، فإن كل ذلك ما هو إلا نتاج لحكم غاشم لا يعرف إلا الحلول الأمنية سبيلا للسيطرة على البلاد، وكل ما يدور في تفكيره يتمحور على تأمين النظام وإحكام قبضته على الأمور. فمصالح الناس ومستقبل الأمة يأتيان في أولوية أخيرة للنظام - إن كان هناك وقت للنظرِ فيهما. ومن هنا، فإن كل التصرفات السابق ذكرها والتي لم يتسع المجال هنا لسردها تأتي لتحقيق غاية النظام في تأمين وجوده بالشكل الذي عليه هذا، والكلام هنا ليس على الأفراد، فإنهم زائلون حتما ولزاما كما اقتضت سنة الله في أرضه، وإنما هو يورثون الفكرة بعضهم بعضا، ليظل المستبد الأساسي والرئيسي هو مؤسسات الدولة السيادية التي لا تقبل لها مقوضا أو مرجحا، فتظل هي القوة الأساسية في البلاد وما دون ذلك كماليات إن وُجدت فلتكن في إطار ما ترسمه لها تلك المؤسسات وإن غابت فلا مشكلة. ارمِ بمصالح المواطن والشعب في أقرب سلة مهملات لك فالأولوية للدولة واستقرارها وهبيتها، والدولة هي هم وفقط. ومن هنا يأتي إشكالنا مع استخدام مصطلح الدولة الذي يتداولونه للعب بمشاعر البسطاء وأصحاب المصالح، فيقولون: هيبة الدولة تضيع، أركان الدولة تهتز، وما يقصدون إلا أنفسهم! ومن هنا نميل نحن لاستخدام مصطلح البلاد، وهو ما يقابل الدولة من المجتمعات والبشر. الحياة الحقيقية التي يعيشها الكادحون على هذه الأرض.

ومن هنا، ترى أن كل خضوع للنظم الغربية يأتي في تأمين القيادات الموجودة لا لصالح الشعب، وما كان صالح الشعب أبدًا في الركون إلى دول الاستعمار والبلطجة. وترى كل إعلان عن إنجاز وهمي هو للعب بمشاعر الناس وإيهامهم بالتقدم والنماء لتخرس الألسنة، ويستخدمون في ذلك أبواقهم الإعلامية الكاذبة التي تتلون بلون الموجود، بل إن كل إنجاز حقيقي على الأرض إذا ما نظرت في باطنه تجده في الأغلب متعلق بما يمسه الناس في حياتهم اليومية ليسكتوا عما يحدث وراء الستار من تآمر على مستقبلهم وكيان بلادهم. فالاهتمام الأول يكون بالكهرباء، اصرف كما تشاء ولكن لا تدع الكهرباء تقطع، وينافس ذلك الاهتمام بالوقود، اصرف كما شئت وتذلل لطوب الأرض من الدول ولكن يجب أن يتوافر الوقود دائمًا في بنزينات الشوارع، فلتزيد الأسعار لا يهم، المهم أن البضاعة موجودة بالسوق، حتى يطمئن الناس ولا يتحرك أهل الكنبة ضد النظام، بعد ذلك: افعل ما شئت! اعرض أراضي البلاد للبيع لا يهم، تنازل عن سيادة البلاد على بعض أراضيها لا يهم، تعاقد على كميات وأنواع عجيبة من السلاح من فرنسا لتنال رضاها السياسي عنك كنظام لا يهم، حاصر غزة مع من يحاصر لا يهم، اعتقل ما يزيد عن الـ 40 ألف مصري لا يهم، زِد من مرتبات العساكر والقضاة في كل مناسبة لا يهم، تعاقد على قرض باثنيْ عشرة مليار دولار نسدده من قوت يومنا على مدار ثلاث أو أربع سنوات لا يهم، ارفع الأسعار لا يهم، استفحل في مصالح البيزنس للمؤسسة العسكرية في كل ربوع الأرض لا يهم، لا يهم، لا يهم.. المهم أن يسكت الناس ويخشون سيفك المُسلط عليهم باستمرار. بعد ذلك كلها تفاهات يمكن التعامل معها بصريخ إعلامي منافق أو تبريرٍ سفيه.