الأربعاء، يوليو 27، 2016

الواقع والأمل!

تنبيه!

---

بالورقة والقلم، وبكافة الحسابات الأرضية التي يمكن للمرء أن يحسبها، فإنه كفى بالواقع المصريّ متحدثًا عن نفسه فيما يخص اليأس والأمل. تعليمٌ في الحضيضِ، وصحة في الحضيض، وفسادٌ إداري ومالي منتشر في البلاد على كل المستويات، ثقافة هابطة، يتحكم العدو في مقدرات أمتنا وليس لنا إلا أن ننصاع، مُكبَّلين باتفاقياتٍ جائرة، ويتولى أمر بلادنا منذ عقود سفهاء لا يجيدون إلا الحلول الأمنية الغشيمة الغليظة التي لا تهدف إلا لتمكين أنفسهم من كرسيّ الحكم. خيانة للشعب على مدار عقودٍ طويلة حوَّلته من شعب أبيّ يقاوم الاحتلال الطغيان على مدار التاريخ إلى أمة جاثية للعدو لا تملك غير ذلك - وبكل أسف - لا يشغل بالها إلا تأمين مأكلها ومشربها وعيشها في الدنيا.

فمع كل ما سبق، ترى أن أي عمل إصلاحيّ يهدف لدحرِ كل هذا الظلام يصبح مستحيلَ النجاح، فإن نجح على المستوى الشعبي ولاقى قبولًا، كُبِت من السلطان إذ يخشى أن يكونَ لهذا العمل تهديد لكيانه، وإن كان متفقا مع رؤية الدولة، تراه ممسوخًا قد نُزِعَ منه ما يجعله مؤثرًا بحق.

والوقفة هنا:

أنه، إن كنت تظن أن عملك هو ما يؤثر حقا.. فالمخدوع أنت! وإن كنت تعمل لترى نتاج عملك خالصا، بعيدًا عن معية الله سبحانه وتعالى فأنت مغرور! وإن كنت تظن أن النتيجة هي المدار، فأنت جاهلٌ بالحقيقة! كم من مؤمنين كِرام ماتوا أو قتلوا قبل أن يروْا للإسلام عزًا؟! وأقول مؤمنين، لا أضرب المثلَ بالأنبياء والرسل حتى لا تقول هؤلاء مُرسلون من الله، شأننا غير شأنهم.

معروفٌ أن الإنسان يحب أن يرى نتاج ما يفعله في هذه الدنيا، ولكننا خلقنا لنجاهدَ أنفسنا. فنعمل ونجتهد فإما أن يرينا الله سبحانه وتعالى ما نحب من نصرٍ في الدنيا أو لا يريد ذلك، شأنه هو لا شأنك أنت، أنت تعمل، وتجتهد، وتدعو الله أن يمُنَّ علينا بالفرج والنصر القريب، ويكون كل وُجدانِك معك وأن تدعو، تدعو بحق، وتتمنى من الله ذلك فعلًا، كوْن هذه الأمنية تحصل أو لا تحصل فإن هذا أمرٌ آخر. فعليك أن تتثبَّت: بدعاء الله، وبالأخذ بالأسباب كتعلمِ العلمِ وصحبةِ الصالحين وغيره.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ~ آل عِمران.

"عن ابي عبد الله خبّاب بن الأرَت رضي الله عنه قال : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو متوسد بُردَة له في ظل الكعبة، فقلنا : ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟

فقال صلى الله عليه وسلم : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل ، فيُحفرُ له في الارض ، فيُجعل فيها ، ثُم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه ، فيُجعل نصفين ، و يُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه !! ، والله! ليتمن الله هذا الأمرُ، حتى يسير الراكب من صنعاء الي حضرموت لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".


تعليق: نحن الآن لا نصبر حين لا نجد وقودًا يسيِّر مركباتنا!! والواحد منا قد يغتم إذا لم يجد متاعه متاحًا في يومٍ من الأيام! أصحاب النبي كانوا يُعذبون على يد الكفار، وحين شكوْه أن يستنصرَ لهم وأن يدعو لهم قال لهم هذا القول البليغ، وأنهم بذلك يستعجلون! فانظر رحمك الله!!! وكيف ترى حال هؤلاء القوم؟ هل ترى ظروفهم وقتها كانت تُبشر بأي نصر؟ أي فرجٍ قريب؟ قومٌ مُستضعفون يعذَّبون بأصناف العذاب كلها، لا معهم مال ولا سلطان، ولكنهم كانوا يجتهدون ويأخذون بالأسباب كلها، للوحي الإلهيّ متبعون. إنما علينا الاقتداء بهؤلاء، لا بمن يهرب ويثبِّط فينا الأمل ويزكي فينا اليأس!



الاثنين، يوليو 25، 2016

النظام التعليمي في مصر وخيانة الأجيال!

النظام التعليمي في مصر هو أكبر أوجه الفشل والفساد اللي بتعيشه الدولة، كل ذرة فيه بتشع فشل وفساد وخيانة للأجيال اللي سنة ورا سنة بتعدي عليه ويطلعوا منه مش فاهمين حاجة في الدنيا.

---

شاب في سن الـ 16 سنة، الطبيعي في المرحلة دي يكون عنده فضول يتعلم ويستكشف الدنيا ويجرب فيها ويعيش فيها خبرات كتيرة عشان يعرف ياخد قراره. إننا نختزل حياته في إنه يقعد يحش ويصُم شوية معلومات عشان ييجي يوم الامتحان يطرُشها في ورقة الإجابة، وبعدين يعيش على أعصابه مستني النتيجة عشان يعرف وزارة التربية والتعليم هتحكم عليه يروح في أنهي كلية = دي اسمها خيانة لحياته، إحنا كده ساهمنا في إن فطرته اللي لها المفروض تدفعه للتعلم والتجربة واكتساب الخبرات تنتكس. 

ما برضاش أرخم على شباب الثانوية العامة وهم وسط الامتحانات وأقول لهم اللي بتعملوه ده مالوش لازمة عشان ببقى مقدر التوتر والضغط العصبي اللي هم فيه، إنما أنت لما تيجي تبص لها فعلا: الباشا اللي جاب 98% و97% في الثانوية العامة ده عمل بها إيه؟ هل هي اللي وجهته في شغله حاليًا. أنت تعرف كام واحد جاب نسب نجاح خيالية زي دي في ثانوية عامة ودخل كلية من كليات "القمة" وبعدين في شغله يا إما اتعك عشان معندوش المهارات اللازمة ومشافش الحياة على حقيقتها فعلا أو إنه ساب المجال اللي درسه عشان اكتشف إنه مش بيحبه وإنه مميز في حاجة تانية؟ -كتير. طب لو نفس الشخص ده كان اشتغل على الحاجة اللي عنده شغف فيها من وهو صغير كان هيبقى عامل إزاي فيها لما يوصل لسن الشغل وكسب الرزق وكده؟ - عبقري! يبقى إحنا لما نسحله في حش وحفظ حاجات ملهاش علاقة باللي بيحبه ولا اللي عنده شغف فيها يبقى إحنا بنضيع له وقته وبنضيع عليه فرصة التميز في الحاجة اللي بيحبها وضللناه عشان مخليناهوش يكتشف نفسه أصلا. إن مكانش ده يتوصف بالخيانة للشباب يبقى إيه اللي يتوصف بها؟!

الأحد، يوليو 24، 2016

أحلام وأماني - هندسة!

المفروض آخر سنة في كلية هندسة دي تبقى عبارة عن مشروع تخرج و internship للطالب في أي من الشركات اللي شغالة في الـ Major بتاعه، ويكون التقييم بتاعه من خلال شغله في الشركة دي، وتكون الـ internship دي بمرتب.. هيتعلم يدير الشغل إزاي وإدارة الموقع بمشرفينه بفنيينه ومن هو في الكلية.. مش لازم نستنى لحد ما يشتغل ويلبس ويتعرف ع الدنيا من جديد. لو الكلية مش وسيلة إنه يعرف الصناعة والسوق برة عاملين إزاي يبقى إيه لازمتها. وتكون الشركات اللي في السوق كلها مُلزمة إن يبقى فيها دايمًا عدد من المهندسين اللي على وش تخرج دول بالقانون. ويكون فيه benefits للشركات اللي تزود عدد المهندسين دول عشان ده كده بيقدم خدمة للمجتمع، بيخرج مهندس فاهم الشغل من قبل ما يتخرج. 

يبقى الطالب خلص العلم النظري - المهم أوي خالص - في سنوات الكلية اللي قبل البكالوريوس، ويبقى البكالوريوس كله exposure على السوق برة والحياة برة الكلية على الحقيقة عاملة إزاي..

كل الشركات اللي شغالة في القطاع الهندسي سواء مدني ولا ميكانيكا ولا كهربا ولا أيًا يكن تكون مُلزمة بالقانون إنها تعيِّن طلاب في البكالوريوس على قوتها، وهي المستفيدة الأكبر طبعًا: بتربي مهندسين على شغلها أما يتخرجوا بديهي هيفكروا يشتغلوا فيها، ولو مشتغلوش فيها أهي تكون استفادت من الـ benefits اللي الحكومة ملتزمة بها اللي ممكن تكون إعفاء من ضرائب أو أي حاجة من هذا القبيل.

الادعاء إن قوة كلية الهندسة بالتعقيد والنفسية الغير سوية بتاعة بعض الأساتذة اللي بيطلعوها ع الطلبة بتوعهم ده ادعاء باطل وثبت فشله على مدار السنين اللي فاتت كلها والسوق بيعاني منه في الوقت الحالي. لازم نواجه المشكلة على شكلها الحقيقي وهي إننا في الضياع، وهنفضل في الضياع طالما بنضحك على نفسنا وفاكرين إننا ياما هنا ياما هناك لما تقول خريج هندسة عين شمس ولا القاهرة بينما نظيرك في العالم برة مش مجرد سابقك، لأ، ده بيفكر بأسلوب تاني تمامًا. متعلم يعني إيه أبقى مهندس من وهو في الكلية، ومن غير ما الدكاترة يعقدوه ويقرفوه في عيشته ويفهموه إنه كده هيبقى راجل وبيستحمل. لأ هو مش داخل هندسة عشان يتعذب وينشف، هو داخل هندسة عشان يبقى قيمة مُضافة في أي مكان بيروحه، وده بيحصل بالعلم والتجربة والشغل العملي فعلا.

الثلاثاء، يوليو 19، 2016

صنم العجوة!

  اللي بيحكم السياسات والتصرفات اللي بتعملها الدول هو "المصـــالح" وفقط. ورغم إن ده كلام بديهي جدًا بس للأسف مع الوقت وتسارع الأحداث بننساه. حاملو لواء الديمقراطية وتطبيقها حول العالم - أمريكا وأروبا وكده - يغضون الطرف عن تطبيق طريقتهم المُثلى في الدول الأخرى طالما لهم مصالح مع أنظمة الدول، إنما أول ما رؤوس الأنظمة دي تتحرق يبتدوا ينشدوا في شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وخلافه. إنما في الواقع، هم لا فارق معهم حقوق الإنسان اللي هو أنت، ولا فارق معاهم استقرار نظام الحكم بتاعك وعدالته، هي بس أوراق بيلعبوا بها وقت الحاجة. والدليل على كده، تلاقي دولة من دول تتشدَّق بقيم الحرية والديمقراطية وتضغط على دول تانية وتنادي بتطبيقها فيها، ونفس الدولة دي تلاقيها بتدعم نظم عسكرية بالسلاح والاعتراف الدولي عشان بينهم وبين النظم دي سبوبة. فأرجوك، ما تنخدعش بالشعارات والبيانات اللي بتطلع من خارجيات الدول دي عشان دي بتبقى طالعة عشان مصلحة مش موجهة فعلا لنُصرة قيمة أو حاجة.

---


محاولة انقلاب تركيا دي لو كانت نجحت وكانوا قتلوا اردوغان، كان الغرب هيندد شوية وبعدين مع الوقت يتعامل مع الأمر الواقع - ده كده بحسن الظن إنهم مش هم اللي ورا محاولة الانقلاب أساسا - وكانوا ساعتها قالوا عايزين الأوضاع تستقر ونعمل حكومة منتخبة في أسرع وقت وخلاص. وصنم العجوة بتاع الديمقراطية ساعتها كان هيتاكل ولا فارق معاهم تمامًا، زي ما عملوا في مصر، وزي ما عملوا في تركيا، أما كانت الدفة في الأول بتُشير لتمكن الانقلاب فضلت أمريكا تطلع في بيانات ملوية من عينة: بنتابع الموقف، أو اللي قالوا في بعض وكالات الأنباء: Turkish uprising ، وأما تمكن إردوغان من استعادة السيطرة على الحكم قالوا ندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. مصالح فقط اللي بتحكم ما يجري، وكل مصطلحات الديمقراطية والحرية والرأي والكلام ده بيترمي في الزبالة.

الأحد، يوليو 17، 2016

الشعب المصري..

الشعب المصري شعب صَلْب وحمَّال أسِيَّة وذكيّ بالمقارنة مع شعوب كثيرة، ولو معاه قيادة مستنيرة ورشيدة يقدر فعلا يسوي الهوايل، لكنه اتخرب على مدار عقود.

الفقر والجهل والمرض هدّوا حيله، وبقى اهتمامه في الجري ورا لقمة العيش والسحلة في الساقية اللي ما بتنتهيش دي، وأصبحت المادة والمصلحة هي المتحكمة فيه مش المبادئ وصلاح الأمة ورفعتها.

وده راجع للخيانة اللي حصلت له على مدار العقود الأخيرة من قيادات كان كل تركيزها على الناحية الأمنية من حيث السيطرة على الحكم وحفظ النظام، مكنش من أولوياتهم أبدًا عيشة أحسن للناس ولا إن يبقى لهم مستقبل. انعكس ده على كل القرارات اللي اتخذتها القيادات دي من سلام مهين مع العدو إلى انبطاح كامل لسيطرة الغرب على مقدراتنا لحد اطلاق يد الفساد في كل جوانب الحياة. فبقى المواطن المصري الطبيعي - اللي معاهوش فلوس كفاية عشان يستغنى عن الحكومة - مريض وجاهل وفقير والأسوأ من ده كله مغيَّب عن اللي بيحصل على الحقيقة في الدنيا.

في دول تانية الشعب فيها متعرضش للي اتعرض له الشعب المصري من إهمال أصبح لدى المواطن العادي اللي فيها وعي وإدراك باللي بيحصل وما بيتضحكش عليه بسهولة، مش شرط تكون الدولة دي من أكثر الدول تقدمًا، ولا أكثرها غنى، بس المستوى التعليمي اللي فيها أعلى من نظيره المصري بكثير، ومستوى الاطلاع عند الفرد اللي هناك أعلى، إنما في مصر: نسبة صغيرة من الشعب هي اللي عندها الاطلاع وعندها مخ تقيم به الأمور بعيدًا عما يُغنى به صباحا ومساءً من إعلام الدولة، ودول في المُجمَل مكروهين من الأغلبية، عشان الأغلبية معندهاش الاطلاع ده ولا عايزة يبقى عندها الاطلاع ده، اتمسخت باللي عمله فيها النظام على مدار عقود فأصبح اقناعها بنقيض فكرها شيه مستحيل.

إنما - بالنسبة لي - الأمل لسة موجود، الناس مفاتيح، والفطِن هو اللي يعرف إيه المفاتيح بتاعتهم ويستخدمها معاهم، من غير ما يميَّع ولا يداهن ولا ينافق. ممكن تحصل، واللهِ. بس إحنا نستعين بالله أولا، وثانيا نأخذ بالأسباب اللي تخلينا نوصل لمجتمع واعي منتج يملك مقدرات نفسه.

عندنا شباب لسة صغير، بذرة تقدر تحطها في مجتمع إيجابي، هتطلع فكر إيجابي برضو..

عندنا شباب كتير جدًا عايز يتعلم، ودلوقتي أكتر من زمان بكتير، وعنده استعداد يموت نفسه عشان يكون أحسن..

عندنا عقول ذكية، ومجتهدة، وبتحقق نجاحات مُلفتة بالمقارنة مع نظائرها..

عندنا ناس مؤمنة إن ربنا استخلفها في الأرض عشان مهمة معينة: وهي عبادته. فبيشوفوا إزاي يحققوا مراد ربنا سبحانه وتعالى منهم فيها، في الظروف اللي وُجدوا فيها دي..

وقبل ده كله، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي. فهتسيب السعي وتقعد تتريق، يبقى أنت كده مش بتحقق المطلوب منك.

السبت، يوليو 16، 2016

محاولة انقلاب ١٥ يوليو - #تركيا

اللي يخصني إن الحمد لله ربنا حفظ اللاجئين والأهالي المُبعدين من بلادهم.

غير كده وبعد ما الموضوع خلص والصورة اتضحت تقريبا بشكل كامل:

- اللي حصل حدث مهم جدًا ولافت للنظر، هو محاولة الانقلاب فشلت فعلا، بس كون إنها المرة دي توصل لمرحلة السيطرة على إعلام الدولة الرسمي، ويكون للمنقلبين نوعا ما قوة مكنتهم من اعتقال رئيس الأركان وإذاعة بيان الانقلاب بالشكل ده فده مش طبيعي ومعناه إن فيه مشكلة.

- المقارنة بين اللي حصل في تركيا واللي حصل في مصر سامحوني إني أقول إنها مش عادلة. وحاسس بصراحة إن الناس جاية زيادة عن اللزوم على الشعب المصري، وإنه إزاي الشعب تركي شعب عظيم والشعب المصري شعب وقيع. كلامنا هنا عن بالأسباب اللي على الأرض وفي الواقع بعد إرادة ربنا سبحانه وتعالى النافذة: الوضع في مصر كان إن كل الأجهزة السيادية مع وبتدعم ومشاركة في الانقلاب على رئاسة الجمهورية، وزِد على ذلك قطاع من الشعب أساسًا. إنما في تركيا الوضع مش كده تمامًا، يتضح لك بعد ما العركة خلصت إن أجهزة الدولة هناك مخابرات وشرطة وجيش مع الرئاسة، وإن اللي عمل الانقلاب هم مجموعة من المتمردين - مع قوتهم اللافتة للنظر - حاولوا يعملوا الانقلاب ويكسبوا اللقطة والناس تتعامل مع الأمر الواقع لكن خسروا، والشرطة المدنية بقت تعتقلهم واحد واحد. إنما في مصر الناس كانت منتظرة بس هو امتى الرئيس هيتم الانقلاب عليه، والبلد كانت بتتحضر على مدار ٦ شهور إنه ماشي، وكانت أجهزة الدولة السيادية والقضاء والصحافة بتعاكس رئيس الجمهورية في تقريبا كل حاجة بيعملها. أحزاب المعارضة العلمانية والكردية في تركيا رغم خلافها الواسع مع إردوغان رفضت الانقلاب، إننا في مصر الانقلاب ما نجحش إلا بغطاء الأزهر والكنيسة وأحزاب المعارضة.. دول طلعوا في بيان الانقلاب مع وزير الدفاع أصلا، ومع ذلك - تعليقا على الشعب المصري والتنكيت عليه - طلع ناس اعترضت على اللي حصل ونالها من الأذى ما نالها وبقوا كأنهم ضد المجتمع ورغبته. فالناس تعمل إيه فعلا؟ ينزلوا عشان يُقتلوا وبس؛ الناس في تركيا نزلت بتحريض من الرئاسة وبدعم من الشرطة المدنية وهم سامعين تصريحات وزير الدفاع ورئيس والمخابرات وقائد القوات الخاصة والأحزاب السياسية برفضها للانقلاب وإنه هيفشل وإن الانقلابيين هيتحاكموا ويتعاقبوا على اللي عملوه، فأنى لنا بالمقارنة فعلا..

وأخيرًا: للأسف عواقب اللي حصل ده متوقع إنها تكون سلبية - رغم فشل محاولة الانقلاب - عشان طبيعي هيكون توتر لاحق في المجتمع التركي أو قبضة أغلظ للرئاسة على الحكم الشئ اللي ممكن يبرر محاولة انقلابية لاحقة بعد كده. يعني كده كده عواقب أي محاولة انقلابية مش كويس، سواء المحاولة نجحت أو فشلت، بس طبعا اللي حصل ده أخف الضررين بكتير، بالنسبة لي في ال مقام الأول عشان الـ ٢ مليون لاجئ سوري اللي هناك، والمشردين من بلادهم اللي كان ممكن يشرّدوا أكتر لو محاولة زي دي كانت نجحت.

#انقلاب_تركيا
#تركيا

الثلاثاء، يوليو 12، 2016

مسئولية رفع الظلم عن المستضعفين..


(*) الصورة من المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ مؤخرًا بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو 
ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والتمثال الموجود هو لثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية.

من أكتر الحاجات اللي بتخوفني الأيام دي ضياع قضية فلسطين واختزالها في فكرة الحدود والتراب والتعامل بمنتهى راحة البال وتخدير الضمير مع الظلم الواقع على الأمة فيها وتقبُل الأمر الواقع بل وخلق الأعذار والمبررات اللي بتسوغ لضياع الحق ده وبالتالي التعامل مع الكيان الصهيوني ومن والاه كأصدقاء مقربين.

جيل بعد جيل وقضية رفع الظلم الواقع على الأمة بتتنسي وخاصةً في الأجيال اللي جاية.

إحنا لازم ناخد موقف ونشوف نعمل إيه في دُنيتنا دي عشان نرفع الظلم ده ولو في الوقت الحالي بكلمة الحق اللي نقولها لأولادنا عشان القضية الأساسية متتنسيش والبوصلة ما تضيعش.