الاثنين، نوفمبر 28، 2016

مصطلحات قضية فلسطين..

الكلام ده مهم جدا، مش مجرد ألفاظ بدل ألفاظ.. الفكرة إنه ده بينبني عليه تصرفاتنا وأسلوب تعاملنا مع قضية فلسطين. ده بيرجعني تاني للكلام بتاع المنشور السابق والخاص بتصرفات البعض اللي فيها استعطاف للعالم فيما يخص حق فلسطين..

ليه بقى؟

عشان لما بنقول مصطلحات زي معتقل/اعتقل من دون محاكمة/إسرائيل/.. ده بيعتبر إنه خلاص الكيان الصهيوني ده بقى كيان شرعي وقانوني ومشكلتنا معاه بس إنه بيعتقل الفلسطينيين دون تُهم. لكن لما أقول إن دول أسرى، يبقى أنا لسة فاكر إنها حرب وإن الكيان ده غير شرعي وغاصب وإن القضية دي مش هتتحل غير لما الكيان ده يُقتلع وينتهي تماما وتعود الأرض بكاملها لأصحابها. ده الأساس اللي ما ينفعش ننساه.. خاصةً في الأيام دي اللي بيحصل فيها حاجات عمرها ما كانت بتحصل من قبل فيما يخص التطبيع مع الصهاينة، الحد إنها بقت دولة شقيقة وبنتعامل معاها بمنتهى الأخوية: نروح نعزيهم، نطفي لهم حرايق، ده غير العلاقات الاقتصادية والسياسية اللي مع العرب كلهم والعالم الإسلامي..

فالخلاصة إنه مش كلام ومصطلحات وفراغ يعني، ده حفظ للحق من الضياع، وعشان نربي أولادنا على كده وما ننساش!

الجمعة، نوفمبر 25، 2016

#إسرائيل_بتولع

السلام عليكم..

سعدت جدًا بأخبار الحرائق التي طالت ممتلكات الصهاينة المحتلين.

بالمقابل، لا يمكنني أبدا - تحت أي ظرف - أبدي المسكنة والاستعطاف في حال حدوث العكس - أي في حال أبدى الصهيوني سعادته ونشوته إذا حصل لي مثل ما حصل له - وذلك:

لأني أعتبره عدوي، وهو يعتبرني عدوه. فلا منطق ولا عقل ولا تاريخ ولا جغرافيا يبرر استعطاف وتمسكن العرب للعالم حال وقوع الأذى من ذلك الكيان الغاصب. يعني إذا كان هو عدوي الذي لا أتوقع منه غير كل أذى واضطهاد وقمع، كيف لي أن أناشد العالم أن يضغطوا عليه كي يرحمني قليلا.. وهو عدوي الذي أشمت فيه إن أصابه ضرر بل مفترض أني أسعى دوما لذلك..

وبالتالي، فإني لا أجد نفسي داعمًا في أي وقت من الأوقات لنشر صور ومقاطع الإهانات والإذلال التي يقوم بها الكيان الصهيوني للشعب العربي على مدار عقود.. بينما أجد نفسي في غاية الحماس لنشر صور ومقاطع وأخبار المقاومة والانتصارات التي ينعم بها الله عليها كل حينٍ وآخر..

الأربعاء، نوفمبر 23، 2016

هل ترغبونهن في الحجاب حقا؟

انطلاقا من أننا ديننا دين إيجابيّ، فكل منا يجب أن يكون حريصًا على أخيه المسلم أن يكون على الطريق المستقيم السويّ. أملًا أن يعمنا الله سبحانه وتعالى جميعًا برحمته. ويجب أن يكون الدافع الأساسي وراء دعوة بعضنا البعض للخير هو التطبيق العملي لقول الله سبحانه وتعالى:

والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

وبالتالي، يجب علينا الحرص حين يدعو أحدنا الآخر، ألا يدخل في قلبه مثقال ذرة من كبر أو عجب أو سلطوية. فلا يظن نفسه مثلا أفضل من ذاك الذي يدعوه، لا لشئ إلا أن الله قدر أن جعله يسبقه بالنصيحة. فإن كان الأمر كذلك، سينعكس ذلك حتمًا على أسلوب الدعوة التي ينتهجها هذا الداعي. فيكون رحيمًا بمن يدعوه، معينًا له. لا أن يكون متسلطًا عليه وكأنه قد ملك أمر دنياه وآخرته.

---

من الأمور ذات الطابع الحساس لدينا هنا في مصر، هو دعوة البنات والسيدات لارتداء الحجاب. وهو أمر من الله سبحانه وتعالى صريح لا خلاف على ذلك. ولكن الأسلوب الذي ينتهجه البعض يؤدي - في الحالة الطبيعية - إلى نتائج سلبية تمامًا. إما بتنفير المُوجه إليها الخطاب من الحجاب - وربما من الدين - أو بخروج الأمر عن سياقه الأصلي الذي شرَّعه الله سبحانه وتعالى تمامًا.

الحجاب - أو قل الزي الشرعي (وذلك للرجال والنساء) - هو أمر من الله سبحانه وتعالى كسائر الأمور التي فرضها علينا سبحانه وتعالى. كالصلاة والصيام والزكاة وخلافه. مع اختلاف تفاصيل كل أمر شرعيّ و/أو أولوياتها بحسب ما يقوله الفقهاء. لا يجب أن يتعدى الأمر هذا الإطار. ولا يجب اختراع مبررات لا أصل لها لترغيب النساء فيه.

فمبادرات البعض - مع افتراض حُسن النوايا فيها - بمدح جمال النساء وهن يرتدين الحجاب أمر عجيب وغير معقول! فتقول إحداهن أو أحدهم - ومصيبة أن يقول أحدهم ذلك أفدح - "انظروا إلى وجهها وقد نوَّره الحجاب"، أو تقول هي: "شكلها أحلى بالحجاب". وهل ارتدت هي الحجاب ليكون شكلها أجمل فيه؟ لو كانت تلك هي الحقيقة للزمها التوبة من ذلك وتجديد النية في الأمر. ثم عليكِ يا أخت أن تراعي مشاعر من تظنين نفسك أنكِ تجمِّلي الحجاب في نظرها بمثل هذا الخطاب، فكلامك معناه بشكل مباشر أن البنت ليست جميلة بغير الحجاب، فلتلبس الحجاب لتحسِّن من الأمر قليلا. ما هذا؟ إلى أي مدى صِرنا لا نميِّز بين الكلام الجميل والكلام الجارح؟ لماذا يجوِّد البعض بما لا يعي ولا يفهم؟ خاصةً أنه غير مطلوب منه ذلك على الإطلاق. الأمر أبسط من ذلك بكثير: با بُنيتي: إن الله تعالى أمر بالحجاب فريضة على كل مسلمة بالغة مثلك، فافعلي ما تؤمرين - ويجب أن يسبق ذلك حبا لله وشريعته - لا أن يتعدى الأمر ذلك أبدًا.

المشكلة الحقيقية - في رأيي - أنه قد يكون الدافع وراء الدعوة لارتداء الحجاب اتجاه آخر غير اتجاه رضا الله سبحانه وتعالى والحرص على المسلمين. وقد تختلط النوايا بشدة في هذا الأمر، ولذلك علينا الانتباه. فمن الممكن مثلا أن يكون الدافع:

- تسلُط. فقط لذة فرض الرأي على الآخر. غير معتبر تمامًا أصل الموضوع.
- إحساس بالإنجاز. تريد أن تشعر أنك أنجزت شيئًا ما في حياتك، فتعتبر ارتداء إحداهن للحجاب سمعًا وطاعةً لك هو إنجاز شخصي لك بينما الأمر ليس كذلك تماما.
- تغذية الإحساس بالكبر، أو أنك أفضل منها. فتنصحها. حقيقة الأمر لا يهمك أن ترتدي هي الحجاب أو لا. القصة أن تظل أنت في مرتبة أعلى منها تلقي عليها النصائح والمواعظ. فبدلا من أن يكون ذلك مساعد لك أن يستقيم أمرك أنت الآخر فتنظر لحالك يا مسكين مع الله، يتحول الأمر إلى تغذية الكبر في نفسك. فمع كل موعظة وأخرى تنتشي نفسك بالدخان.

وربما غير ذلك..

وأقول إنه مما يساعد على خلق هذه الشوائب في القلب واختلاط النوايا هو فقر تزكية النفس لدى الإنسان. فلو أن نفسه نقية صادقة مع ذاتها وتعرف أولها ومنتهاها أو تريد ذلك بصدق، لما كان دافع دعوته لغيره إلا حرصه على نفسه وعلى غيره، واتباعا لقول الله تعالى: وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. ومن هنا، فإن ضعف تزكية النفس لدى الإنسان - وهي الهدف الأعظم والأسمى من خلقها - يجعل الإنسان يترك حتى الأخذ بالأسباب في أسلوب الدعوة. فإن مثل هذه الأمور الحساسة تحتاج إلى فطنة وحذر، ودراية بالأمور، وبالخلفية الثقافية لمن تدعوه.

الحجاب شأنه كشأن أي أمر تعبدي آخر، يحتاج إلى قلبِ صافِ نقيّ من أمراض القلوب حتى نحصل على الفائدة الكبرى من الالتزام به. فالصلاة إذا ما كانت تؤدى كحركات جسمانية فقط دون ارتباط حقيقي بين قلب العبد وربه أثنائها، فإنه بذلك يفقد عظيم الفائدة منها. كذلك الحجاب. أرى أنه يكفي للمرء أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعبادة على هيئة ما كي يتم تنفيذها بقلب منيب، ولكن حتما يجب أن يسبق ذلك تعلق بالله الواحد الأحد، وتدريب النفس على ذلك ومجاهدتها مع اليقين أن الله سبحانه وتعالى سيهدي إلى سبيله، فهو القائل: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..."

والله من وراء القصد..

الاثنين، نوفمبر 14، 2016

انتباه | في كلام دونالد ترامب بمنظمة الـ AIPAC

مما قال دونالد ترامب في خطابه الذي ألقاه بمنظمة الـ AIPAC خلال حملة ترشحه لمنصب رئاسة أمريكا أنه: في مجتمعاتنا، الأبطال هم الرياضيون ونجوم السينما، بينما في مجتمع الفلسطينيين فإن الأبطال هم القتلة - يقصد بذلك جنود المقاومة. في إشارةٍ منه أن مثل هذه المجتمعات تختلف عنا كثيرا. نحن نعلي من قدر نجوم المجتمع من الرياضيين ورموز السينما، بينما هم يعلون من قدر المقاتلين. والحقيقة: أنه لم يخطئ في ذلك، بل أقول أنه طالما تواجدت هذه الظاهرة - حب المقاتلين والمجاهدين - في صفوف بعضِ ما، لازم ذلك استمرار الأمل ولبشَّر بعدم موت حمية نصرة الحق في أمتنا. أما إذا أصبحنا سواء، فصارت أمثالنا العليا في لاعبي الكرة ونجوم السينما، فإن أمل الانتصار والمقاومة سيخبو ونصبح - حرفيا - تابعين لمن يعتدون علينا، وعيالا عليهم.. حتى تكالبوا علينا كما تكالب الأكلة إلى قصعتها. كلام خطير من شخص سيتولى حكم أقوى دول العالم والمسيطرة عليه. فعلينا الانتباه لقضيتنا ولديننا. لمن نوالي وممن نتبرأ.

اضغط هنا لتقرأ خطاب دونالد ترامب المشار إليه كاملا..

الثلاثاء، نوفمبر 08، 2016

إلى من توجه كلامك؟


الكلام وسيلة تواصل عبقرية خلقها الله سبحانه وتعالى، أهمية فارقة وقصوى. تخيل لو أن الكلام لم يكن موجودًا. لا لغة ولا كتابة ولا كلام ولا أي شئ. تلك الحضارات لم تكن لتقوم أبدًا. تنتقل المعرفة بالكلام وبعض المشاعر لا مفر من التعبير عنها بالكلام. نعمة كبرى أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بها. وكسائر النعم، علينا حسن استغلال هذه النعمة حتى لا تنقلب علينا ابتلاءً كبيرًا.

والكلام هنا أعني به كل ما يُقال وما يُكتب. في حياتك الحقيقية وعلى وسائل التواصل الاجتماعية على الانترنت.

ومع أهمية وفعالية هذه النعمة، فإن كثرة استخدامها أو استخدامها في غير محلِها يقلب الأمر رأسًا على عقب. وتنقلب من نعمة كبرى نعتمد عليها اعتمادًا أساسيًا في التواصل إلى نقمة في شكل حفرة واسعة يتجادل فيها الناس بغير هدف واضح في النهاية.

في نظري، يتم تفعيل الفائدة الكبرى من نعمة الكلام إذا ما تم توجيهه للأشخاص المعنيين أو الشريحة المُستهدفة بشكل صحيح. وقتها سينتج عن هذا الكلام عمل وبالتالي لا يكون الكلام هباءً منثورًا لا فائدة منه.

المطب:

وهو أننا أصبحنا نستخدم خاصية الكلام لذاتها. نتكلم لمجرد الكلام. وبالتالي أصبح لا ننتبه لأي الناس نوجه الكلام على خصوصيته. فمثلًا:

(*) شخص لديه دائرة معارف محددة على فيسبوك: جُلها أو قل كلها لا يد لهم فيما يجري في البلاد ولا علاقة لهم بالقرارات التي تتخذها الحكومة سواء كانت قرارات اقتصادية أو شئ من هذا القبيل. ما الفائدة أن يسخِّر هذا الشخص من وقته ساعات عديدة يتحدث ويتناقش مع من لا يد لهم ولا حيلة فيما يجري ويسعى بكل قوته أن يقنعهم بوجهة نظره - سواء كانت مؤيدة أو معارضة لما يجري - وقد يفقد صداقات في ذلك. دعك أن إقناع أي منا بأمر ما مخالف لقناعاته فيما يخص حال البلاد حاليا هو من المستحيلات حاليا، ولكن هب أن حصلت المعجزة الدنيوية فاقتنع. ما المحصلة؟ لا شئ. ما قام به صناع القرار قد قاموا به. ولن يتغير من الأمر شئ.

تقول ولكن النقاش مفيد للفكر بصفة عامة لذاته هكذا..

حسنا، أوافقك ولكن حين يكون النقاش على أسس عقلية. تُمتع من يتناقش. ولكن حين ترى أن من يتكلم لا دارية له بما يجري وما يقوله فقط هو نابع من رأيه السياسي والأخلاقي تجاه الأمر - وهو وضع للأمر في غير محله - فهو لا يعي تماما بفنيّات الموضوع. فقط يكتب لمجرد أن يعلن عن رأيه، والذي - في مجتمع سوي الفطرة - لا يُفترض أن يهتم أحدًا به. ولكنك تجد من يجادله، فهنا يجد الكاتب أو صاحب الرأي هذا فرصة للدخول في هذه المعركة الوهمية. وكأنه يصارع طواحين الهواء. لا فائدة مما كتب لأنه صادر من شخص لا علاقة له بهذا الفن، وصادر لشريحة لا علاقة لها بهذا الفن كذلك. فلا نجد مُحصلة لذلك كله سوى: الجدال.

(*) كتابة ونشر على فيسبوك/تويتر ما يُفهم منه أنه نقد لسلوك معين في المجتمع صادر من فئة معينة. هذه الفئة غير موجودة في محيط الكاتب على الانترنت. فتجد أن المحصلة لا شئ غير الجدال الفارغ الذي لا يُنتظر منه نتيجة إطلاقا. لأن الفئة المستهدفة من الخطاب غير موجودة. لم تقرأ مقالك. فما كان منك إلا التفريغ على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت لا أكثر. لو أنها كانت دعوة لمن حولك للنزول لأرض الواقع لتغيير هذا التصرف الذي تراه سلبيا ثم يتبع ذلك خطوات جدية في هذا الأمر لكان الأمر منطقيا نوعا ما.

ومن هنا، علينا أن ننتبه إلى من نوجه حديثنا. وبالتالي: قبل أن نكتب، نختار الفئة المستهدفة من الكلام أولا فنقول مثلا أن الكلام موجه إلى:

- الشباب المتواجد على الانترنت: فوقتها سيكون أسلوب الكتابة مناسب لهذه الفئة، وكذلك ستنشر ما تكتبه في الوسط الذي يتواجدون فيه (فيسبوك، تويتر، ...)

- الأهالي: فحسب. هم متواجدون فعليا على وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، ولكن ظني أنه ليكون الكلام أكثر تأثيرا وفعالية بالنسبة لهم، فإنه من الأحرى أن يكون التواصل معهم تواصلا على الحقيقة. بمعنى: أن تكلمه وأنت تراه. تزوره. تهتم به. تلك الخِصال التي - تقريبا - نسيناها حاليا. ووقتها يجب عليك أن تختار اللغة والأسلوب المناسبيْن للكلام معهم. تراعي شَيْبتهم. تراعي خبرتهم. تراعي أنهم - وذلك طبيعي للغاية - يشعرون أنهم يملكون الخبرة التي تؤهلهم أن يكون "الصح" معهم، فتجتهد في توصيل المعلومة لهم ولو كانت على غير قناعتهم بأن تحترم خبرتهم وسنين عمرهم التي قضوْها في الدنيا. والأغلب أنك تستفيد منهم أكثر مما يستفيدون منك، خاصةً فيما يتعلق بمواجهة صعاب الدنيا والتعامل معها والحكمة في اتخاذ القرارات الأسرية وخلافه.

- عامة الشعب: والذين لا يتواجدون على وسائل التواصل الاجتماعي إلا لنشر صور لهم وإبداء الإعجاب بالصور الأخرى. وهؤلاء لا يستقيم أبدًا أن تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت في توصيل ما تريده إليهم. نعود للتواصل الطبيعي على الأرض معهم، وتمثيل القدوة لهم فيما تريدهم أن يمثلوه. والمعايشة.

كما علمنا الأخ الكريم فريد أبو حديد من قبل، فإنه في علم التسويق: لكي تسوِّق بضاعتك كما ينبغي وتضمن لها مشتري = عليك أن تختار أولا الشريحة المستهدفة لمنتجك، لأن ذلك سيسوق بقية العملية الانتاجية تباعا. فسيؤثر هذا الاختيار على شكل المنتج ووسيلة الدعاية له وغير ذلك من الأمور. أفكارك التي تريد إقناع الناس بها هي بضاعتك التي تريد أن تروِّج لها. فإذا ما اخترت الشريحة المستهدفة من كلامك بعناية، ثم صوَّغت كلامك بعناية ليناسب تلك الشريحة، ثم نشرته في المكان المناسب لها ضمنت على الأقل أنه وصل إليهم ومَسَّهم. المفترض أن الخطوة التي تلي ذلك هي العمل بما يقتضيه هذا الكلام، فتضع الخطة المناسبة لذلك ثم تمضي.

غير ذلك = فالكلام لن يكون إلا ثرثرة فراغ وجدال مذموم لا يُرجى منه خير.

والله من وراء القصد.

----
(*) الصورة من فيلم "الطيب والشرس والقبيح" وكان المشهد يصور أحد القتلة يريد أن يقتل هذا الرجل بالصورة، فبعد أن رفع مسدسه ليقتله ظل يثرثر بالكلام ما يطول، فاستغل الرجل ذلك فأخرج مسدسه سريعًا فقتله. إذا كان القصد القتل فليذهب وليقتله، ما فائدة الكلام والثرثرة التي لا طائل منها إذا كانت النهاية هي قتله؟ فكانت النتيجة أن قُتل هو إذ سبقه ذلك الرجل بالصورة.