الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009

على شرف سيناء


أحبائي وأعزائي المشاهدين.. أهلاً ومرحباً بكم.. شالوم حاطّوم شلشيع حاتساييم.. ننقل إلى حضراتكم وقائع المباراة الودية بين منتخبنا الوطني المصري والمنتخب الإسرائيلي في احتفالية مرور خمسين عاماً على اتفاقية السلام كامب ديفيد.. وبالسلام احنا بدينا بالسلام..


المباراة مقامة على أرض مدينة السلام في استاد السلام، شرم الشيخ رمز السلام العالمي.. لتكون المباراة رمزاً عالمياً من رموز السلام في وسط سحر شرم الشيخ الخلاب الذي طالما يسحر ملايين البشر سنوياً من شتى أنحاء العالم..


جهاز منتخبنا الوطني بقيادة الكابتن سالم أبو سليم اختار ثمانية عشر لاعباً من أجل هذه المبارة المقامة على شرف سيناء واتفاقية كامب ديفيد العالمية التي صارت مثلاً يحتذى به لحل كل النزاعات العالمية.. المحلية منها والدولية.. وتحرّى الكابتن سالم أن يكون اللاعبين بيسفولي أورينتد يعني متأصلين على السلام.. ومش أي سلام السلام العادل فقط.


صحيح أن هذه المباراة لا فائدة فنية منها تماماً.. فليس إسرائيل - الشقيق - أي تاريخ في كرة القدم ولم يساهموا في إثراءها ولو عكسياً حتى ولكن هذه المباراة لها أبعاد أخرى.. فيحضر هذه المبارة السيد رئيس الوزراء الإسرائيلي شالوم أبوجاموس ونظيره المصري السيد نعناع أبو نعينع.. وطبعاً أنا قلت الإسرائيلي الأول عشان هو الضيف.. ولا هو مش ضيف ؟؟


وطبعاً المباراة مذاعة عالمياً ومن قبل شتى محطات الإذاعات العالمية.. يعني لو حضرتك بصيت كده تلاقي السي إن إن، لو بصيت كده تلاقي البي بي سي.. لو بصيت كده تلاقي قناة تو الإسرائيلية.. مع غياب قناة النيل للرياضة لإن المباراة مش مذاعة أرضياً، ومحتكرة فضائياً لصالح قنوات الجزيرة الرياضية..


نازل فريق مصر بلباسه الأحمر، ونازل فريق إسرائيل بلباسه الأزرق في أبيض.. والفريقين واقفين زناهير.. والسلام الوطني لإسرائيل.. الأمل..


طالما في القلب تكمن

نفس يهودية تتوق

وللأمام نحو الشرق

عين تنظر إلى صهيون

أملنا لم يضع بعد

أمل عمره ألفا سنة

أن نكون أمة حرة في بلادنا

بلاد صهيون وأورشليم القدس


"تصفيق بارد بعد سماع الكلمات وفهم مغزاها والحسرة على الكرامة التي ضاعت".


و.. و.. الآن نستمع إلى السلام الوطني المصري..


بلادي بلادي

لك حبي وفؤادي

أنت غايتي والمراد

وعلى كل العباد

كم لنيلك من أيادي

بلادي بلادي لك حبي وفؤادي


"برود وعدم إحساس بالكلمات، مشاعر جافة لا قيمة لها، تصفيق روتيني من الجمهور الحاضر"..


ويسلم الفريقان على بعض في روح محبة وود وتسامح وسلام وحمام.. ومع الصورة التذكارية للفريقين والتي أصرت اللجنة المنظمة أن تجمع الفريقين مع بعضهما البعض للتعبير عن التسامح والسلام..


حكم اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية ديفيد فوركس، وبسرعة نبدأ المباراة.. ويبدأ الفريق الصهيـ... الإسرائيلي ضربة البداية..


الكرة مع ديفيد.. يدّيها لسمحون.. يمررها موشى.. يباصي باصة طولية لولبية ماكرة بن حاييم.. يقفش عليه من ورا خالد جمعة.. تيييييت.. الحكم بيقول فاول يا روح امك.. الكرة لما تبقى مع بن حاييم تسيبوا يايضيعها هو يايجيب هو جول.. مالكش دعوة بيه خالص.. حلق عليه بس..


طبعاً الفاول من على احدى البقاع السحرية في غز.. أقصد في الملعب على بعد ياردات من التمانتاشر.. فين أيام زمان كانت لعبة الكابتن أبوتريكة دي متخيبش معاه.. الحكم بيدي تعليماته للحيطة تقف على بعد تسعتاشر ياردة على أن تكون المنطقة اللي في النص منزوعة اللاعبين.. وبييجي بن حاييم يقف وسط الحيطة بلطجة عشان يعمل ثغرة في قلب الحيطة يقوم يسدد بنيامين وتعدي من الخرم اللي في الحيطة لكن يمسكها محمد الحضري بكل سهولة..


هنا، وقف السيد شالوم متذمراً.. إزاي يصد الحارس بتاع مصر الكرة كده بمنتهى الاستهزاء وكأنه بيلاعب بني آدمين مش من طينته.. دي معاداة للسامية.. ده اعتداء على الأمن القومي اليهودي في مصر.. وقال:

"لا يمكن السكوت على إهانة أي يهودي في أي بقعة من العالم، ما بالكم إذا كانت سينا.. أنا بطالب الفاول يتعاد ولما نشوف حسن نوايا اللاعبين المصريين تجاه اللاعبين اليهود"..


طالب ديفيد فوركس المسئولين بضبط النفس وأن الأمر لا يتعدى كونه مباراة كرة بين فريقين شقيقين، لكن شالوم رأسه والف صرمة قديمة تتعاد الكرة..


اتعاد الفاول، وبرضه صدّها الحضري..


"لا بقى دانتو جايبينّا تهزؤنا هنا، إيش حال اننا في بلدنا يعني"، شالوم متذمّراً.


وهنا قام السيد نعناع وانتفض: "أنا مسمحلكش على فكرة".


فغضب شالوم قائلا: "طب وحياة أمي الماتش مش حيكمل إلا لو الفاول اتحسب جول"..


انتفض نعينع وصرخ قائلاً: "لا.. لا.. كله إلا كرامة المواطن المصري.. كله إلا كرامة المواطن المصري.. الريّس بيقول.. حماية الرعايا المصريين مسئولية الدولة.. أيوة.. مسئولية الدولة.. وأمن حراسة المرمى المصري خط أحمر.. مصر هي أمي ونيلها جوه دمّي.. لا يأس مع الحياة.. ولا حياة لمن تنادي"..


رد شالوم هادئاً: "بيني وبينك حكم الماتش هو اللي يفصل بينا"..


نعينع: "فل".


حكم المباراة أوقف الماتش وقال تحسباً أن يتطور النزاع الرياضي إلى نزاع سياسي، نلجأ للتحكيم.. وإمعاناً في النزاهة سأقف في وسط الأرض تماماً عند منتصف دائرة السنتر لنحكم في الأمر، وليأتني قائد الفريق المصري وقائد الفريق الإسرائيلي كلٌ على أرضه لنحكم في الأمر..


فأتى محمد حسن كابتن الفريق المصري وأتى بن حاييم كابتن الفريق الإسرائيلي لعقد المفاوضات لتهدئة الأوضاع.. خاصة أن المباراة مقامة في أجواء سلمية حمامية تنبذ العنف والحرب والكتل.. (الكتل كلمة بديلة لكلمة القتل تدل على الاستنفار التام من الحروب والقتال)..


ديفيد فوركس: شوفوا.. مبدئياً كده احنا لازم نلتزم بضبط النفس، وهدوء الأوضاع، والنوايا السليمة، والسلام.. العالم كله بيتفرج علينا.. واحنا بقى لنا خمسين سنة أهه ضاربين المثل في السلام العالمي.. لازم نفهم الغجر اللي غيرنا إننا أحسن منهم.. واخد بالك يا بن حاييم.. وبعدين يعني ده ماتش كورة.. لا راح ولا جه.. حييجي إيه ده جنب العلاقات الاستراتيجية الرهيبة اللي بينا وبين بعض.. داحنا بين غاز وتطبيع وتضبيط.. فيعني مش حييجي حتة جول هنا ولا هناك يعمل فينا كده..


حسن: بس ده ماجاش جول يا كوتش، الكورة مسكها حارس المرمى بتاعنا..


بن حاييم: شوفت.. شوفت.. أهه من أولها أهه مفيش نوايا سليمة.. وفي معاداة للسامية..


فوركس: ماتضبط يا حسن انت فاكر نفسك مين..


حسن: ياعم أنا قلت حاجة.. بقول الكورة مسكها الحضري..


بن حاييم: انتو عمركو محتعترفوا بينا.. نجيبلكم خبرا في الزراعة، نعمل معاكو الكويز.. مفيش فايدة.. حتفضلوا تعادونا كده.. ماتشات كورة اللي بتحبوها ولعبناها معاكو في إيه تاني ؟؟


فوركس: شوف يا حسن.. أنا شايف عشان نخرج من المزنق ده.. إحنا نقسم البلد نصّين.. الكورة تعاد بناتلي.


حسن: إيه.. ده يبقى ظلم.. الكورة معانا أصلاً.. بأمارة إيه تتعاد بلن.


بن حاييم: أحسن ما تتحسب جول..


حسن: تتحسب جول إزاي.. ياجدعان ده صدها..


فوركس: محدش شاف إنه صدها.. الكاميرات الموجودة مجابتوش وهو بيصدها.. وأنا كحكم شايف إنه اللعيب بتاعك استهزأ بالمنافس وده في المقاوم الأول ضد الروح الرياضية وبعدين كده بيعرض نفسه للإصابة وبالتالي يستحق إنذار.. كمان اعترض قبل كده إن الكرة تتعاد وده يستوجب انذار كمان يعني طرد.. وبعدين انت كمان اعترضت دولقتي أكثر من مرة يعني المفروض تاخد لك انذارين في السريع يعني طرد.. وممكن أسلوبك الغير محترم في الاعتراض ده يخليني أبعت شكوى للفيفا تخليك تتوقف لك كام شهر.. أنا مش شايف إن كل ده يساوي بنالتي يتلعب وممكن ميجيش..


حسن: خلاص، بس بسرعة قبل الجماهير تاخد بالها..


وهكذا تنازل الفريق المصري أولاً.. فجرّ التنازل تنازلاً أكبر منه.. اتعاد الفاول وما كانش المفروض يتعاد.. وبعدين بقى بنالتي.. طالما وافقت على البنالتي.. استحمل أذاه.. حمّلت الحارس مسئولية هو كان ممكن يتجنبها في البداية.. ويعيش الماتش عيشة كريمة واثق في نفسه.. لكنك حمّلته همّ وقرف.. لو البنالتي دخل.. بقى هو اللي غلطان وهو اللي تهاون في حفظ كرامة مصر.. ولو صدّه.. مسيرك تضيّع انجازه ده بتنازلات تانية أعمق وأوغل..



الأحد، ديسمبر 13، 2009

الموت الزؤام.. ولا أن يزعمني عادل إمام


على خلفية المناوشات بين الشيخ خالد الجندي والزعيم على نفسه عادل إمام..


الحقيقة اللي جاي في الكلام فيه ده مالوش علاقة بزعلة الشيخ الجندي من عادل إمام، ولكن الحادثة استفزت الواحد وأنا لما أستفز أكتب على طول..


لو حنتكلم عن الفن والفنانين وأهل الفن والوسط الفني.. م الآخر.. أنا كل يوم يثبت لي إنه الوسط ده صعب النجاة منه، وإنه كل اللي بيخشه لو كان بيخشه بنية سليمة وقلب أبيض لازم نيته حتشوب وقلبه مش حبفضل ناصع البياض.. ولما أهل الفن بيجرجروا الناس الطيبين ليه عادة بتبتقى آخرتهم مش طيبين.. عشان المعظم إسفاف ولو مش إسفاف بيبقى فيه تجاوزات كبيرة غير مقبولة.


يعني مثلاً محدش يصدق إنه بنت الشيخ الحصري - شيخ عموم المقارئ المصرية وأفضل من يعلم ترتيل القرآن وأفضاله على الأمّة كلها صدقة جارية له، رحمه الله رحمة واسعة - بنته اشتغلت مغنية وخرجت عن المألوف تماماً لعيلة زي عيلة الشيخ الحصري.. ورغم نقاء طفلة زي ديه.. إلا أنه أهل الفن غووها.. وخلوها تكابر وتعند وتبقى ضد إرادة أبوها الشيخ الحصري.. حتى وصلوه إنه اتبرّى منها.. وقال لا هي بنته ولا يعرفها.


وأهي دي بنت شيخ من أجلّ الشيوخ المصريين، وفضله مش على المصريين بس ده على الأمة كلها.. ياما ناس تعلموا ترتيل القرآن الكريم على إيديه.. وياما ناس تعلموا الاتقان في مخارج الحروف على إيديه.. وشرايطه لسه صدقة جارية ربنا يجازيه بها خير ويرحمه برحمة منه.. لكن رغم إنها بنت علامة زي ده.. إلا أن أهل الفن غووها وغرروها وأكيد قالولها انتي مش حتغني غنى فاحش ولا فيه عري ولا قلة أدب ولا حاجة.. بس حرام ندفن موهبة زي دي.. وحتماً هي اقتنعت وخرجت على إرادة أبيها وعلى القيم اللي تربت عليها..


دلوقتي إحنا لما بنشوف ممثل مش بيعمل سفالة في أفلامه أو مشاهد جنسية بنقول عليه يا سلام ده محترم وابن ناس وعنده دين.. رغم إنه ممكن يكون بيتجاوز عن الطبيعي بكثير.. بس احنى بالمقارنة بنقول ده راجل لقطة.


فهو و سط فيه شبهات كثير.. وملغّم.. وم الآخر كده شرّه أكثر من خيره..


ده حتى اللي بتعتزل منه وبتحاول تتجنب القرف ده بيلعبولها في دماغها يا إما يتريقوا عليها يإما يغووها بالفن والفنانين التاني فمنهم اللي بيضعف ومنهم اللي بيثبت على موقفه..


نرجع بقى لموضوع الزعيم على نفسه عادل إمام.. واللي بدأ بداياته ككومبارس ولا حتة ممثل يطلع في الأفلام يضّرب ويتسكع على قفاه.. لغاية أما في السبعينيات ولا الثمانينيات عمله كام فيلم بطولة لوحده صدق نفسه فيهم.. وهاص في أفلام المقاولات لما قال يا كفى.. وعمل أفلام مش نظيفة وقايمة على السفالة والانحطاط الأخلاقي لما قال يا بس.. والظاهر إنه كونه كان بيترقع على قفاه وهو لسه بليه عاملاله عقده نفسيه - عقدة نقص - لإنه دلوقتي الاتجاه دايماً في أفلامه أو مسرحياته إنه هو البوب وهو النجم وهو الأوحد وهو الزعيم والباقي أحقار.. غاوي يعظم في نفسه في الأفلام حتى لما يكون الدور اللي طالع يؤديه دور واحد هلاس بتاع نسوان برضه بيعظم في نفسه.. حتى في فيلم ليه اسمه مرجان أحمد مرجان في استعراض في آخره هو بيطلع وسط الناس لفوق والناس كلها بتبديله التعظيم والتبجيل وينحنوا أدامه.. رغم أن المفروض شخصيته في الفيلم مكسورة عينه عشان مش متعلم.. بس تقول إيه بقى.. عقد النقص بتحنّ..


والزعيم على نفسه عادل إمام غاوي من صغره يطلع بتاع نسوان وحرمجي.. والظاهر برضه إن الفيلم اللي عمله وهو صغير وكان طالع فيه مهنته كومبارس أثر فيه نفسياً.. لما كان بيضّرب ويطلع البطل هو اللي يبوس البطلة.. وهو يقعد ويصرخ يقول عاوز أبوس.. الظاهر إنه ده عمله عقدة نفسية لغاية دلوقتي.. مش بيراعي حتى سنّه.. لغاية دلوقتي في أفلامه بيطلع مع بنات قد أحفاده ولا عامل حساب أخلاق ولا دين ولا حرمة بيوت.. ولا حاطط في دماغه إن الأفلام بتاعته دي بتخش البيوت كلها.. وفوق ده وده.. في عز أفلام اللي بيطلع فيها بتاع نسوان وزنا رسمي يبان إنه هو ده المواطن المصري الأمثل وإنه يا ريت كل المصريين يبقوا زيه.. زي ما قال له الضابط بتاع العمارة في فيلم السفارة في العمارة.. رغم إن الضابط ده كان بيشوفوا كل يوم وهو داخل العمارة بالغانيات زي كل يوم.. هو ده المواطن الأمثل اللي كل المصريين لازم يبقوا زيه.. يزني يسكر طالما مبيفكّرش يبقى زي الفل..


وطبعاً ما كان عادل إمام ليكون لولا الإعلام ومساندته ليه.. ماهو يعمل الفيلم القبيح من دول وياخد جوايز ويبقى مقرب من السلطة.. وهو راخر بيليّس تمام أوي للسلطة.. هو يخبط في كله زي ما هو عايز.. ويتريق على الحكومة زي ما هو عايز.. بس ييجي كل فترة والتانية يمدح ويشكر في الريس ويشيد بحكمته ومهارته..


وطبعاً عادل إمام مسابش حاجة إلا أما دخل فيها.. يعني سياسة مسابش.. هلس مسابش.. لازم بقى يخش في الدين.. وبالفعل.. دلخة عادل إمام في الدين كانت زي دخلته في الهلس بالضبط.. لازم يطلع الراجل أبو جلبية ولحية ده إرهابي.. ولو مش إرهابي يبقى نصّاب.. ولو مش نصّاب يبقى بتاع نسوان.. أو ممكن يبقى دول كلهم.. يعني الراجل الملتحي ده بقى هو أسّ الفساد.. عادل إمام هو أكبر من ساهم في نشر الفكر العام إنه السنّي ده متشدد متزمت حيجيبنا ورا.. وفي الواقع.. مش جايبنا ورا غير عادل إمام وأمثاله..


أنا بصراحة مش بطيق عادل إمام.. ومش معنى إننا بنضحك على كام إفيه قاله هنا ولا هناك إنه يبقى رمز لنا.. لا معلش.. عادل إمام لو زعيم يبقى زعيم على نفسه أو على اللي بيرضوا يطلعوا معاه يتسكعوا على قفاهم في المسرحيات.. هو يقبلوا إنه يبقى زعيم عليهم هما حرّين.. لكن احنا الحمد لله لنا شخصية وعارفين يعني إيه نقبل علينا زعيم..


وبقول للشيخ الجندي.. بغضّ النظر عن أساس المشكلة اللي بينك وبينه.. ده ميهمناش في شئ.. اللي يهمنا إنك راجل لك كلام كويس وعلم كبير وبتفيد غيرك كثير.. لكنك بتحط نفسك أحياناً كثيرة في زمرة الناس دي، لما تقول الفن ومفنّاشي واحنا بنحترم الفنانين.. أنهي فنانين اللي بتحترمهم.. يعني إيه مفهومك عن الفن المحترم ؟؟ آه اللي مفيهوش ابتذال مفيهوش عري مفيهوش قيم ضحلة مفيهوش قرف وسم هاري في بدن شبابنا.. حلو أوي.. الفن الجميل ده كام في الميّة بقى من الموجود.. كام في المية ده لو موجود.. وهل قصدك بالفن المحترم ده إنه يكون فن الزمن الماضي.. أخاف من كده.. ما هو ده اللي جاب ده.. ودوكوهمّا هم اللي عملوا فينا دهوّه.. واهو كله على كله.. ولما تشوفه قلّه..


وأخيراً يا شيخ خالد.. متحطّش نفسك في زمرة هؤلاء.. ولا تجيب سيرتهم على لسانك.. ومتقولش عشان تخرج نفسك من الغلط إنه عادل إمام له تاريخ.. تاريخ إيه.. ما هو أي واحد له تاريخ.. ما شارون له تاريخ.. بس تاريخ زفت على دماغه ودماغ اللي جابو أبوه..


في كلمة أختم بها للأستاذ الدكتور أحمد عكاشة رئيس جمعية الأطبّاء النفسيين العالمية بيقوللك إيه: التليفزيون والسينما يوزعان العلل النفسية والتشوهات الاجتماعية على الجميع بالعدل والقسطاس.

الاثنين، ديسمبر 07، 2009

البرادعي.. والميكروفونات


امبارح قرأت تصريح للسيد وزير شئون مجلسي الشعب والشورى السيد مفيد شهاب وهو الوزير الأسبق للتعليم العالي، قرأت له تصريح بيقوللك إيه بقى.. إنه خطأ انه الدكتور محمد البرادعي يترشح للانتخابات الرئاسية.. ليه بقى ؟؟.. لأنه يفتقد الخبرة الحزبية ومتطلبات العمل السياسي..


واحد رئيس هيئة دولية معترف بها في الدنيا كلها وبيتعامل مع كل رؤساء العالم وخبير في التفاوض وخبرة في الحقوق والقانون مش منتظر منه يكون عنده خبرة سياسية.. !!!.. أمال مين اللي عنده خبرة سياسية..


لا حقيقي يعني إذا كان واحد زي ده معندوش خبرة سياسية.. ولا عنده فكرة عن الخبرة الحزبية - قال يعني هنا في أحزاب أساساً - يبقى مين اللي عنده.. سيادته اللي كان وزير تعليم عالي محناش عارفين لازمته إيه.. ولا لما كان وزير شئون مجلسي الشعب والشورى اللي لدح دلوقتي - فعلاًَ - مش عارف إيه لازمة المنصب ده.. تحس كده إنه عامل زي منصب محمود الجوهري لما اتعيّن المدير الفني للاتحاد المصري - وزير الشئون الكروية - بس الفرق إنه الجوهري مستحملش الهجص ده وحس إن وجوده مالوش لازمة فاستقال.. إنما ده على أي أساس بيعتبر إنه البرادعي مفتقد للخبرة السياسية..


لا وكمان في حملة من الصحف القومية على البرادعي مش مفهوم سببها.. لمجرد إنه بني آدم شاف في نفسه الأهلية إنه ممكن يبقى رئيس للبلاد.. عادي يعني يا جدعان هو كان عمل إيه.. ما هو لو فيه انتخابات محترمة حيخش ولو هو فعلاً مش مناسب - الناس مش شايفاه مناسب للحكم - حسيقط في الانتخابات وخلصنا.


أنا شايف ان واحد زي ده ممكن يبقى مفيد للبلد - وله من المؤهلات ما يساعده للوصول للمنصب ده - على الأقل فيه ممارسة سياسية عملها وعارف العالم بيمشي إزاي والعالم كمان عارفه كويس أوي ومش مفروض علينا من حد..


أعتقد إنه الرئيس مبارك نفسه مش حيحط في دماغه واحد عشان حب يفكر يترشح قصاده.. مبدئياً المفترض إنه مش فاضي للكلام ده وكمان هو عارف - ولازم يعرف - إنه لازم يبقى في غيره يقدر يشيل المسئولية.. وإلا تبقى فعلاً خربت.


المشكلة في الأرزقية والمنافقين وأصحاب الأبواق اللي بيليّسوا للحكم والحاكم أياً كانوا.. هو اللي يخربوا أجدعها بني آدم يمسك..

الأحد، ديسمبر 06، 2009

جماعات الضغط


جماعات الضغط وهي جماعات المصالح المشتركة والتي لديها من الوسائل ما يؤهلها لتنفيذ رغبتها حيال قرار اقتصادي أو سياسي.. ويطلق لقب لوبي على جماعة الضغط.. وهو لدينا ارتبط باليهود أو الصهاينة فنقول اللوبي اليهودي أو اللوبي الصهيوني ولكن الحقيقة أن الأمر لا يتعلق باليهود والصهاينة فقط.


ولكن أي جماعة تنتمي لفكر أو مصلحة مشتركة يمكن اطلاق عليها اسم جماعة ضغط، أو لوبي..


ولا يعتبر الكثير ذلك عيباً ولكنه عمل، يعني لم يمنع أحداً المسلمين في أمريكا من تكوين جماعات ضغط على الحكومة الأمريكية لاستصدار قرارات تخدم مصالحهم، ولكن الفكرة بأي شئ ستضغط هذه الجماعات.


اللوبي اليهودي يضغط لأنه يمتلك الاقتصاد والإعلام.. وهذه هي أدوات ضغطه..


ونتيجة تغلغله في الإعلام بشدة أوحى للشعب الأمريكي المغيب أنه المسكين وأنه المظلوم وأن على أمريكا الوقوف بجانب إسرائيل - شعباً وحكومة - لتحقيق حلم دولة اليهود على أرض فلسطين المسلمة. بينما فشل المسلمون في توصيل الحقيقة للعالم وهي أن أرضهم اغتصبت.. فلا سعوا لاسترداد حقهم بالقوة - كما هو الواجب - ولا بيّنوا للناس الحقيقة.. والحق أن الحقيقة لا يمكنها الوصول للناس إلا من منطلق القوة.. ومن هذه الزاوية تسعى إسرائيل بكامل طاقاتها للريادة في المنطقة وتقنع أمريكا أنها نجاتها في المنطقة وبالتالي عليها تسليحها ليكون لها الغلبة في كل الأحوال.. مع ضمان تدني مستوى المسلمين والعرب التسليحي والعلمي.. والأخلاقي.


ويمكن لجماعة الضغط أن تنتمي لمجموعة اقتصاديين بضغطهم يديرون اقتصاد البلاد في صالحهم من خلالهم ضغوطاتهم التي تمارس على الحكومة أو من خلال البرلمان.. مثلاً من الكتل الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية اتحاد الصناعات.. والذي من أجله قد تتخذ الحكومة قرارات قد تضر بمصالح غيرها من الشعوب ولا تبالي.. حتى أنه من النظريات التي بحثت في أسباب الحرب على أفغانستان والعراق هو السلاح.. وتشغيل مصانع السلاح.. فالحرب الباردة انتهت وسباق التسلح بين أمريكا وروسيا انتهى بسقوط الاتحاد السوفيتي.. فعلى هؤلاء أن يجدوا ذريعة لقيام حرب أخرى تخدم مصالحهم وتدرّ عليهم المليارات.


كذلك المؤسسات النفطية التي لها علاقة برؤساء الحكومات، فلا يخفى على أحد أن شركة هاليبرتون يرأسها - أو كان يرأسها - ديك تشيني نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وكان ممولها جورج بوش الرجل الحذاء.. وتسببت حرب العراق في رخاء وغنى منقطع النظير لشركة هاليبرتون وأهل هايبرتون من جراء شفط خيرات العراق النفطية من غير رادع.


ولا تحسبنّ أن بلادنا تخلو من جماعات الضغط، بل هي متوغلة في شتى المجالات ولعلها أحد أسباب الفساد في كثير من المواطن، وربما تفسر بعض الأحداث على علة جماعات الضغط، فمثلاً:


- قررت وزارة الصحة فرض صورة منفّرة على كل علب السجائر الهدف منها تنبيه من يدخن أن التدخين عاقبته الموت وأنه لا فائدة منه.. فكانت الصورة لمريض يضع جهاز التنفس الصناعي ويرقد في غيبوبة.. وبالفعل كان لها أثرها على الأقل من أصر على التدخين علم أنه يهلك نفسه فأصبح يقيناً بالنسبة له أنه كما المنتحر. ونتيجة لذلك، حتماً، تضررت شركات الدخان وعلى رأسها المصنع الأوحد للدخان في مصر وهي الشرقية للدخان..


فجأة يظهر صاحب الصورة في الإعلام ويقول أنه ليس مريضاً بل هو ممثل اتفق مع وزارة الصحة أن يصوروه وهو في هذه الحالة، ولا أساس من الصحة لهذه الصورة.. ليس هذا فحسب، بل أنه ادعى أن وزارة الصحة أكلت عليه ماله الذي اتفق أن يتقاضاه منهم..


طبعاً كانت النتيجة أولاً: انعدام تأثير الصورة على المدخن الذي يتلكأ لكي لا يشعر نفسه بالذنب أو الخطر من التدخين.

وثانياً: تم إزالة الصورة أساساً بواحدة أقل حدة - لكي لا يشعر المدخن بالتوتر وهو يدخن ويقبل على شراء السجائر - وهي عبارة عن طفل يضع منديلاً على أنفه.. يعني الدخان مضايقه.. خلاص يعني لو دخنت في مكان ليس فيه أطفال إذاً في الأمر حسن..

ثالثاً: حتى هذه الصورة أزيلت، ووضع مكانها رسماً كاريكاتورياً لإمرأة حامل، يدخل الدخان إلى بطنها وعبارة ساذجة بجانب الصورة تفيد أن التدخين يضر الحوامل.. إذاً البراح أصبح أوسع وأفسح.. دخّن كما شئت.. وفي الأماكن العامة.. ولكن إذا كانت تجلس بجانبك إمرأة حامل، انفخ الدخان في الناحية الثانية..


أتصور أن هذا بفعل جماعات الضغط الذين يتسفيدون من الدخان والذين يدخنونه.. شركة كالشرقية للدخان لا يمكن أن تتنازل عن تعريفة واحدة اكتسبتها فيما مضى، بل تأمل في الزيادة دائماً.. نعم، شركة الشرقية للدخان ثاني أكبر إيرادات في مصر، بعد قناة السويس!.


- كذلك من النماذج التي توحي بفعل جماعات الضغط، شغل الرنات والزيرو تسعمائة.. كان وزير الإعلام قد أصدر قراراً بمنع الزيرو تسعمائة من التليفزيون، وبالفعل منعت لفترة.. ثم ما لبثت أن عاودت ثانية.. طبعاً فوراء هذه الرنات وهذا الهراء رجال أعمال ثقيلو المستوى، وأصحاب القنوات يتضجرون من منع ما كان يكسبهم الملايين على قفا الفراغ والتفاهات.


متيجوا نعمل جماعة ضغط ضد الفساد، وتكون أدواة ضغطها المقاطعة..


يعني نعمل لوبي المقاطيع..


اللي ميعجبناش نقاطعه.. وما أكثر ما لا يعجبنا في هذا البلد.. شرط ألا نقاطع ما كان مقاطعته خراباً مستجلاً والأذى منه أكبر من نفعه.. يعني مثلاً مينفعش نقاطع الحكومة.. منركبش أوتوبيسات ولا نطلع شهادات ميلاد ولا تعاون مثلاً مع وزارة الصحة في الانفلونزا مثلاً.. ولكن مثلاً ممكن نقاطع حديد عز بسبب الاحتكار وقانون الاحتكار اللولبي الذي تم تقييفه مؤخرا.. مثلاً نقاطع الكورة ومشاهدة الكورة عشان القرف اللي حصل مؤخراً ده مش عايزين نفتكره.. مثلاً نقاطع تامر حسني عشان ده مثال سيئ للشباب لتهربه من الخدمة العسكرية والتزوير.. نقاطع القنوات المسفّه السافلة اللي خربت الأخلاق وخربت الدنيا ولا ليها لجام ولا حاكم..


نقاطع الاستبداد وحب النفس والسلبية التي تملكت منا شعباً وحكومة.


الاثنين، نوفمبر 23، 2009

الواقع الحاصل للماتش الفاصل


الآن وبعد أن فرغ الجميع من جمع الأدلة المادية والعينية بخصوص الاعتداء الجزائري على المصريين في أم درمان وفي ساحات الخرطوم كلها.. وبعد أن فنّد الجميع - الزائطون وغير الزائطين - كل ما قيل وقال وسيقال حول الفضيحة التي حدثت..


ما حدث في الأيام الماضية بيّن لنا عدة حقائق كانت خافية، وكان حتماً سيأتي اليوم المناسب لإظهارها، والحقيقة أن الأسباب وراء ما حدث من شغب وترويع ليست مباراة كرة قدم إطلاقاً.. للأسف هذه هي حقيقة المسلمين اليوم.. أو بالأحرى من ينتسبون إلى العروبة كمصطلح..


- أن العروبة كانت وهماً ولا أصل لقومية العروبة ولا دليل عليها.. ولا يكفي تحدثنا باللغة العربية كلغة أم ليكون ما يجمعنا هو اللغة، ولم تكن اللغة يوماً ما ما كان يجمعنا في عزّ الأزمات.. وما كانت فكرة العروبة إلا لخلق زعامة لجمال عبد الناصر - رحمه الله - وبموته انتهى أصل ارتباطنا الزائف بما يسمى بالعروبة.


- جمع العرب تحت مظلة العروبة لم يكن ليحصل لولا المساعدات التي كان يقوم بها عبد الناصر لشتى الدول العربية، فكان طبيعياً منهم أن ينتموا لها ولو باللسان حفاظاً على الدعم المصري سواء كان هذا الدعم لثورة الجزائر أو لليمن أو لغيرهم.


- بوفاة عبد الناصر تبخرت فكرة العروبة ولم تعد موجودة إلا على لسان العرب وليسبوا بعضهم بعضاً بعدم الانتساب لها.


- وما كان اشتراك مصر في تحرير الكويت من أجل العروبة، وإنما الأمر كان أساساً تلبية لطلب أمريكا.. وهذا لا ينفي أننا حاربنا لتحرير الكويت وما يجرؤ أحدهم على إنكار هذا.. وإن تحول هذا الأمر الآن إلى سبّة في تاريخنا.. وظهرت المقولة الخليجية: سنقاتل حتى آخر جندي مصري.


- التوتر الأخير أظهر زيف الانتماء لنسب، أو للغة أم.. وإنما الانتماء الذي ينبغي أن ينمّى فينا هو الانتماء للدين.


- ليس كل أخ عربي أخي، وإنما كل أخ مسلم أخي.


- أنت عربي إذا كان أصلك عربي، وإلا كنت كما كان أصلك.. الأمر نسب ليس أكثر.. ولا فضل لعربي على أعجمي.. وكذلك لا فضل لأعجمي على عربي إلا بالتقوى.. وكم من علامات جاءت في تاريخ أمتنا الإسلامية وهم ليسوا بعرب.. كالبخاري ومسلم وغيرهم.


- وبالتالي فأنا أنتمي أولاً لديني.. وكل مسلم يهمني أمره.. كان مصرياً، عربياً، أعجمياً.. ثم بعد ذلك يأتي إنتمائي لبلدي وهذا لأن الارتباط بالمكان الذي أعيش فيه أمرٌ فطريٌّ لا جدال فيه.. والدليل على ذلك حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكّة عن سائر البلاد، وكرهه لفراقها.


- أوضح التوتر الأخير جليّاً كيف ينظر شعب كالشعب الجزائري - أو على الأقل لفئة كبيرة منه - لمصر والمصريين.. مما ظهر في الصور من غل وحقد في الضرب.. ومما روي من محاولات لقتل.. ومما رؤي من تدمير وتخريب للممتلكات المصرية في الجزائر.. أنهم ينظرون لنا على أننا مغرورون متكبّرون.. ننظر إليهم نظرة فوقية.. ولعل الذي أثرى هذا الإحساس لديهم هو أننا لطالما نقول لهم: نحن من أطعمكم، نحن من علمكم.. نحن من عرفكم العربية.. دولتكم أعلنت من مصر.. من غيرنا أنتم ولا شئ.. والحقيقة أن هذا هراء.. فإذا كنا بالفعل علمناهم وأطعمناهم فكان هذا فيما مضى.. فعلام الآن العنطزة والغرور.. إن الشعوب لا تبقى على حال.. انظر إلى أهل الخليج الذين طالما قلت أن أفضالنا عليهم لا تعد ولا تحصى.. انظر إليهم أين هم وأين نحن.. انظر إلى جامعاتهم.. هؤلاء الذين ظللنا نقول أن أساتذتنا هم من علموهم الفارق بين الألف وكوز الذرة.. الآن الجامعات الخليجية - بالفلوس - تضاهي جامعاتنا وتفوقها في الإمكانات.. واستبدلوا الأساتذة المصريين بغيرهم من الأوروبيين.. إلا قليلاً.. فلم يعودوا يحتاجون لنا.. صحيحٌ أنهم لا ينبغي ألا ينسوا ماضيهم.. وأننا كنا معهم.. ولكن الأحرى بنا ألا نقبع في ماضينا.


- ردود الفعل حول التوتر الأخير أظهرت ما كان مخفيّاً منذ سنين.. إلى الآن.. لم يعتذر أي مسئول جزائري حول الأحداث بل وأنكروها.. ولا حتى سفير الجزائر في مصر.. مما يشعل الغضب أكثر.. كأنهم يقولون.. نعم إن ما حدث في السودان لا يضيرنا.. وأنتم تستحقون هذا وأكثر.. لم يصدر حتى تصريح لتهدئة الموقف.


- أن ما حدث ليس سببه مباراة كرة قدم وإلا ما كانت هذه الأحداث لتحدث لفوز الجزائر.. لو كان الأمر بسبب عصبية كرة قدم، لكان الحريق والدمار أتى لخسارة الجزائر لا لفوزها.. ولكن الأمر وراءه كراهية مستترة.. وليست على مستوى فئة قليلة من الشعب الجزائري.. أحداث حصار أكثر من 2000 مصري بالجزائر وإجرام أكثر من 10000 جزائري بالسودان ليس عن فئة قليلة.. بل هي أعداد.


- شبهة اشتراك الحكومة في هذه الجريمة أجّج الموقف أكثر.. وسماحهم لأصحاب السنج والمطاوي بالذهاب للمباراة كارثة.. ووصول طائرات تحمل متطرفين بعد انطلاق المباراة غير مبرر.. والأمر كله كان سينتهي لو أن شبهة تدخل الحكومة لم تكن موجودة.. ولكن الشبهة موجودة.. وإلى الآن الحكومة لم تنف.


- أنّه لا سعر لكرامة المصري في الخارج.. لأنه لا سعر لها في الداخل..


- أنّ النّعرة الموجودة حالياً في تصريحات المسئولين كاذبة، وأننا لا نستقوى إلا على اخواننا.. وإلا كنّا رأينا مثل هذه النّعرات على شهدائنا الذين يقتلون - قال إيه بالخطأ - على يد الصهاينة.


- أن الأحداث الماضية كانت فرصة ممتازة لتلميع صورة السيد جمال مبارك تمهيداً لحكمه للبلاد.


- أن صورة مصر الفنية الإعلامية المهلبية أساءت لنا كثيراً.. وأننا مظلومون لأن أمثال هؤلاء من الفنانين والراقصات يتحدثون بلساننا رغم أنوفنا..


وربنا يجعله عامر..

الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

تولع الكورة عاللي كوّروها


ده لو بيلاعبوا الكيان الصهيوني مش حيعملوا كده..


فريق الجزائر كسب الماتش ومع ذلك الجمهور الجزائري اعتدى على الجمهور المصري في السودان.. لغاية أما استخبوا منهم في شقق السودانيين وبناياتهم، وحوصروا.. وقطع عليهم الطريق.. وأصيب عدد من المصريين.. ده والجزائر كسبت.. أمال لو كانوا خسروا كانوا عملوا إيه ؟؟


لا معلش بقى أنا عاوز أتوصل لحل اللغز ده.. معلش فعلاً لما الجزائر بتلاعب تونس ولا المغرب ولا أي بلد تانية عمر ما الاعتداءات دي بتحصل تماماً.. ولا سمعت عن أن الجالية التونسية في الجزائر اترمت بالمولوتوف ولا البلا الأزرق ده.. ولا شفت في عيونهم حجم الكراهية دي لنا..


ما هو التفسير مش حيخرج من حاجتين:


- إما إننا شعب هفأ وبيستحلوا الضرب فينا ومفيش رادع عنده شخصية يوقفهم أو يوقفنا.

- يا إما في حقد مش طبيعي من قبلهم - غير معلوم سببه دلوقتي - أو على الأقل هم شايفينّا مغرورين وواخدين في نفسنا قلم ونستاهل الضرب بقى..


وبعدين أنا بشوف إنه في اجماع عربي على كده..


مش عارف احنا كنا عملنالهم إيه..


مش حاقول أفضالنا عليكم واحنا اللي علمناكم والكلام ده عشان أساساً ماعدش ييجي منه، وبعدين اللي راحوا علموا ما راحوش ببلاش، بس ياخي اعملوا حساب للأخوة في الدين.. في الديــــــــــن.. احنا مسلمين.. يعني إخوة..


والله العظيم أنا مش متخيل احساس المصري اللي شايف واحد جزائري عايز يقتله عشان ماتش كورة.. ومش حاقدر أقول أو العكس عشان طبيعة المصريين - غصب عنهم مش بكيفهم - مش بتسمح لهم إنهم يعتدوا على حد.. ودي حقائق..


والله العظيم والله العظيم والله العظيم ما التأهل لكأس العالم وللزفت هيعوّض كسر واحد اتكسره واحد من اللي اتصابوا دول، بل ولا خدش كمان..


وبعدين تعالوا هنا..


أنا مش فاهم حجم الرسمية الرهيبة اللي طبعت على المباراة دي.. إيه هو الرئيس البشير يقابل بعثتي الفريقين، وإيه هو بوتفليقة يأمر بإرسال عشرتلاف مشجع للسودان.. تقولشي أمر بإرسال عشرتلاف كتيبة لتحرير الأقصى، ولا الجسر الجوي المصري لنقل المشجعين لمؤازرة ودعم المنتخب في السودان.. دلوقتي افتكرتوا تروحوا السودان.. بالمناسبة السودان دي على وشك الانفصال خلاص كل سنة وانتوا طيبين السنة الجاية عشان مفيش دكر من العرب دول عرف يلمّهم على بعض، واستنينا لحد ما الخواجات بتوع بره قالولهم انفصلوا.. ويا محلا ده على قلوب السودانيين الجنوبين وعلى رأسهم سيلفا كير اللي قال لهم: لو ترضوا بالعبودية صوتوا للوحدة مع السودان.. جايين احنا بقى دلوقتي نفتكر السودان عشان ماتش هباب كرة.. لا ومش نفتكرها بالخير مثلاً داحنا بنجيبلهم مصايب كمان.. فالحلي بس أنس الفقي وزير الإعلام الهابط بتاعنا يقوللك حنرسل قوات للسودان لو استمر الأمر على كده.. انت حتحور على نفسك كنت تعمل سبع رجالة في بعض لما كل عسكري من ولاد مصر بيتقتل على الحدود مع إسرائيل وبعدين انت مالك أساساً خليك في الإعلام بتاعك مالك انت ومال قوات ولا نيلة..


حسبي الله ونعم الوكيل على أمة بتاكل في نفسها عشان هجايص ونسيوا هم موجودين أساساً ليه ؟؟

جاهليّة


أكتب هذه الكلمات قبل ساعات من الحرب الكروية المنتظرة خارج الملعب وفي شتى بلاد العالم وقبل المباراة الرياضية المنتظرة داخل الملعب بين الشقيقين اللدودين مصر والجزائر اللذان طال بهما الأمد في التأهل لكأس العالم.. واحد منذ 1990، والآخر منذ 1986.. وأحدهما سيتأهل لكأس العالم وسيكون الفريق العربي الوحيد فيه إذ فشلت كل الدول العربية في التأهل.


أكتب هذه الكلمات والحقيقة أن شعور القلق الذي بدأ يتسرب إليّ ليس بسبب المباراة - في المقام الأول - ولكن بسبب الأحداث المتوقعة ما بعد المباراة.. إذ أنه لا مفر من فوز أحد الفريقين والتأهل للنهائيات.. وبالتالي - بالمنظر اللي احنا شايفينه ده - لا مفر من أحداث الشغب التي ربما تتبع المباراة.


فبسبب فوز مصر - الذي فرحت له كثيراً وانفعلت كذلك - قامت الاعتداءات في شتى أنحاء الأرض.. وليست على مستوى المشجعين بل على مستوى كل من ينتسب لإحدى الجنسيتين..


فبسبب جلدة منفوخة بالهواء اعتدي على أكثر من 2000 مواطن مصري يعملون بالجزائر في المقاولون العرب وأوراسكوم ومصر للطيران.. وحوصر هؤلاء الموظفين وهددوا بالقتل ورموا بالمولوتوف والكاوتش المحروق.. وأصيب العشرات وكادوا يموتوا لولا فضل الله ثم تدخل الجيش الجزائري بقوات مكافحة الشغل لحماية المصريين بعد تقاعش الشرطة هنالك لذلك.


الحقيقة أن الأمر تجاوز كل الخطوط الحمراء والبنفسجية وقل ما شئت..


والمسئولية تقع في المقام الأول والأخير على الإعلام المصري والجزائري.. فهما السبب في الشحن الفظيع الذي وصل إليه كل مواطن.. وبإقحامهم للأغاني الوطنية في الأمر أدى لتصوير المباراة وكأنها حرب فعلية.. ثم يلومون الناس بعد ذلك لكراهية بعضهم بعضا.. فيرجعون يذكروننا أن هذه رياضة، وإنه ميصحّش كده.. سبحان الله.. مانتوا اللي ولعتوا الدنيا.. وبأسلوب منظم جداً ومستمر..


هل يعقل إني كل مافتح التليفزيون ألاقي أغاني وطنية وتحميس لا يتوقف.. لا يتوقف.. هل فرغت الدنيا تماماً من الموضوعات التي يمكن التكلم عنها غير في الكرة وخصوصاً في هذه المباراة..


التأهل إلى كأس العالم لم يكن ليعوض روح إنسان واحد مات أو قد يموت بسبب هذه السفاهة.. بل إصابة إنسان واحد أو فقدان يد أو رجل منه بسبب هذه التفاهات لهو إثمٌ عظيم..


ضحكتوا علينا الدنيا.. يعني لما الشعب الإسرائيلي يطالب حكومته ببث المباراة عشان يشمتوا فينا وفي الهبل اللي بنعمله في بعض ده يبقى حلال ولا حرام.. والفضائح لم تقتصر بينا وبين بعض بس.. بل اعتدي على المصريين في إيطاليا وفرنسا.. وكسّرت منشآتهم الصناعية كذلك..


جاء في البخاري أن رجلان من الأنصار تشاجرا فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجر يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى جاهليّة.. فقالوا يا رسول الله كسع رجلاً من المهاجرين رجلاً من الأنصار.. فقال دعوها فإنها منتنة.


فإذا كان التعصب للنسب أو للقوم - المهاجرين والأنصار وهو شرف - هو أمرٌ نهى عنه رسول الله ولو لأمر يمكن الخوض فيه، بل ووصفه بالمنتن فما بالكم إذا كان أصل الخلاف بسبب كرة قدم.. بالية.. أمرها في النهاية كرة..


التأهل لكأس العالم حلم يراود شعوب الفريقين منذ أمد.. والإنسان يتمنى رؤية المنتخب المصري في كأس العالم.. سيكون أمراً جميلاً إذا ما سجدوا لله ورآهم العالم كله كذلك.. لعل هذا يكون سبباً لهداية الناس إلى الله.. ولكن لأن يكون السبيل إلى كأس العالم على جثث الناس، أو بالسب والسخرية والشتيمة فإن هذا حتماً من قبيل الجاهلية التي أتى الإسلام ليقضي عليها..


ربنا يستر على الناس اللي في السودان ولا اللي في الجزائر ولا اللي في مصر..

الأربعاء، نوفمبر 11، 2009

يمنّون علينا بالمجاري


بقلب في التليفزيون في أمان الله لقيت لك واحد بيتكلم بحرقة أوي، خلاص الولاء حيبظ من عينيه.. وبيقول: الرئيس حقق ثورة في البنية التحتية وبناء البلد.. انتو ناسيين لما كنا نرفع التليفون ساعة عشان تيجي الحرارة.. لا ومجاري إيه وصرف صحي وكل ده مكانش موجود..


طبعاً أنا حفاظاً على ضغط الدم فضلت إني مكملش متابعة النجم، اللي مستكتر على نظام بقاله 30 سنة في الحكم إنه يعملنا تليفونات تنكلم فيها ولا صرف صحي لمؤخذة نعملها فيه.. أنا مش فاهم هم متخيلين إنه الطبيعي إنه رئيس الجمهورية ميعملش حاجة خالص.. يعني هي منة إنه احنا دلوقتي بنتكلم في التليفون زي البشر كلهم.. يعني لو كنا لسة في مرحلة التليفون أبو حرارة تيجي بعد نص ساعة ده - لغاية دلوقتي - كانت الدنيا حتبقى سابقانا بأد إيه.. إذا كان دلوقتي سابقنا ييجي بخمسين سنة.. أمال لو احنا بقى لسة في العصر الحجري بنتكلم مع بعض بالحمام الزاجل ولمؤخذة بنعملها في البكابورت كانوا حيبقوا سابقنا بميتين سنة مثلاً.


هو الراجل ده مش متخيل إنه في أمم بقت قوة عظمى في ثلاثين سنة، أو حتى بقت دول لها قيمة في مناطقها الإقليمية.. زي تركيا وإيران.


أنا مش فاهم شغل المنة والذل ده حيفضل لحد امتى.. يا جدعان داحنا بادئين الصناعة والتطور والكلام ده مع اليابان.. شوف اليابان فين واحنا فين.. وأهي اليابان خارجة بقى مش من حرب عادية.. ده من حرب عالمية بقى.. وفي مدن اتمسحت تماماً.. مش حرب أنهكت اقتصاد البلد ولا حاجة..


بلاش بقى شغل النفاق المغلف بالحماسة الهجصية ده عشان كده عيب.. لإني كنت حنفعل على الإذاعة والتليفزيون كلها بسبب الراجل ده اللي حتى مانيش عارف اسمه.

الأحد، نوفمبر 01، 2009

سبحان الله الهادي


نرى من الله الآيات التي تثبت لنا كل يوم أنه هو الهادي، وأن الدعاة والشيوخ والوعّاظ هو أسباب من عند الله وحده إن شاء كانوا سبباً في هداية الناس وإن شاء خلق أسباباً أخرى.. سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.


فإن من أعظم دلالات هداية الله وأن دين الإسلام هو دين الله أن الإسلام ينتشر هذه الأيام على الرغم من تشنيع صورته في الإعلام الغربي وعلى الرغم من الحالة المهينة التي عليها العرب والمسلمين من ضعف وبعد عن الدين أساساً، ولعل السبب الأخير أراه أقوى تأثيراً في نفوس غير المسلمين أن يقربوا للإسلام فيقول أحدهم: كيف يكون الإسلام ديناً قيماً وأتباعه على هذا المنهج اللامنهجي، فحكامهم متغطرسون وشعوبهم سلبية لا إرادة لها، ولديهم أموال لا ينفقونها حق انفاقها ولديهم فقراء مشردون لا نصيب لهم من أموال الخليج الطائلة شيئا. فكيف لنا اتباع منهج أسوأ ما فيه مريدوه، وماذا يضمن لنا ألا نتحول على شاكلتهم لعل منهجهم هو ما يأمرهم بهذا.


فأبسط ما يكون أن يأنف غير المسلمين أن يقرؤا عن الإسلام حتى بغضاً في متبعيه، ولكن الله تبارك وتعالى هو الهادي، وغنيٌ عن خلقه أجمعين، ومن فضله علينا أن جعل منا أسبابا لهداية الله إلى منهجه القويم، فنحن من يحتاج ذلك وليس دينه.. فإن كان على الإسلام فهو يصل إلى ربوع الدنيا كلها على يد المسلم والفاجر على حد سواء.. وآيات الله ومعجزاته تملأ الكون كله وتحتاج إلى متدبر مجتهد لينال شرف الانتساب لدين الله فيفوز بالجنة التي وعدها الله إياه.


ادعوا إلى دين الله واسعوا لتكونوا أسبابا في نشره لنلقى الله يوم القيامة وفي صحيفتنا أننا كنا سبباً في هداية الناس من فضله، وأننا لم نخن الأمانة التي أودعت لدينا ولم نستأثر بالدين لنا وحدنا فلم نقل ليودي الطوفان بغيرنا.


شاهدت مقطع فيديو حول إسلام أحد الفتيان الغربيين للإسلام، فكان يحكي أنه ظل يدرس الإسلام ستة أشهر - انظر كيف يهدي الله الخلق، كيف ألهمه الله بالإسلام وما يدفع هذا الشاب المغيب لدراسة دين الله والاجتهاد فيه - ثم رأى أنه على الله أن يعطيه علامة لتدفعه إلى الإسلام..


فكان الفتى ينتظر أي شئ، محرك سيارة يدور، طير يطير، نور ينبثق.. لا يزال على عقيدته، ولكنه لم ير أياً من هذا يحدث، وكان على وشك الاقلاع عن الانضمام للإسلام إذ لم ير من الله ما يساعده وما يدفعه للانضمام فيه. إلى أن رأى أن يقرأ في القرآن قليلاً لعل الله يحدث أمراً فكانت الآية:


"إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف اليل و النهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دآبة و تصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء و الأرض لأيت لقوم يعقلون"


فابتهجح الرجل، وقال كيف أريد علامة من الله والكون كله آيات من الله تبارك وتعالى لخلقه أن خالق هذا الكون واحد، هو من أنزل هذا القرآن وبعث في العالمين رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليبين للناس الحكمة بالموعظة الحسنة. فارتاح من بعد عناء في البحث عن الحقيقة التي ظل يبحث عنها واجتهد في كذلك فكافئه الله بالهداية لدين الحقّ.


فسبحان الله الهادي، فإننا لا نهدي ولكن الله هو الهادي.. وما نحن إلا أسباب قد يسببها الله نبارك وتعالى لهداية خلقه، فلنعمل على ذلك ولنسعى لنيل رضا الله تبارك وتعالى عنا.


ولنسأل الله أن يجعلنا سببا في هداية الناس.. اللهم اهدنا واهد بنا.


كم أودّ أن ألقى هذا الشاب لأتعلم منه، لعل الله يجمع بيننا جميعاً في الدنيا على الخير وفي الآخرة في الجنّة برحمة منه إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

الخميس، أكتوبر 29، 2009

أفلام سياسية

الصورة لأفيش فيلم عنتر ولبلب والذي يظهر فيه الاسقاط السياسي بشكل ملحوظ، فعنتر يمثل الاستعمار ولبلب يمثل الشعب الذي يسعى للجلاء
كل دولة تود أن يكون لها نفوذاً في إقليمها تعتمد على إعلامها بشكل ملحوظ في هذا الأمر, و ليس الإعلام هو مجرد الخطب و الصحافة و الأخبار التحميسية بل ربما يتمثل في شكل غير مباشر في الأفلام التب تنتج في هذه الدولة..


راقب نوعية الأفلام التي تنتجها الدولة التي تنظر إلى أمنها القومي في أمنها الإقليمي ستجد أنه كثير من هذه الأفلام يمجد الحياة العسكرية و يصفها بالإنضباط و أن الجيش هو سند هذه الأمة و لو حتى في إطار كوميدي..


فتنتج هذه الدولة الكثير من الأفلام التي تبين فيها انتصارها على العدو مهما بلغ هذا العدو من قوة و مهما بلغ هذا العدو من غطرسة و تعطش للدمـاء..


مثلاً أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة سنوات فيلم بعنوان يوم الإستقلال و هو يحكي هجوم الغرباء على كوكب الأرض, و يصف الفيلم شجاعة الجيش الأمريكي في التصدي لهؤلاء الغرباء على الرغم من القوة الهائلة التي ظهروا بها في الفيلم.. و يبين أنه لم يبدأ الهجوم على هذه المخلوقات سوى الأمريكان و الجيش الأمريكي.. و ينتهي الحال بالطبع إلى انتصار الجيش الأمريكي بعبقرية أحد أبناءه و فدائية الآخر..


بالطبع لا يخفى على أحد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلى عسكرة العالم لصالحها.. و بالتالي يجب على حكام هذه الدولة أن يحببوا شعبهم في الجيش و يصوروا لهم أن التضحية من أجل أمريكا هي الهدف الأسمى في حين أنه لو فكر المواطن الأمريكي للحظة لماذا يقتل ابنه أو شقيقه أو أبوه في العراق لما خضع لهذا الهراء.. فهم يسعون بهذه الأفلام استقطاب الشعب الأمريكي و تغييبه أكثر مما هو مغيب لينحاز إلى فكرة الحرب دوماً.


و من سبل تحبيب الشعوب في الحرب أن يكرّه النظام من يظنه عدو له إلى شعبه.. أو أن يكرّه إلى شعبه الكتلة التي تسيطر على ثروة من الثروات العالمية كالبترول مثلاً.. فيصور العرب في أفلامه دائماً رعاع و لا يفقهون شيئاً.. و أنهم لا هم لهم سوى جلب المال.. و دائماً ما يصور العرب و المسلمين على أنهم حاقدين على ما فيه الغرب الآن من نعيم فيسعون إلى قتل هذا النعيم بأي شكل من الأشكال فيسفكون الدماء و يقتلون هنا و هناك.. فتجد أكثر الشعب الأمريكي حينما يسمع كلمة عربي أو مسلم يصوّر له في الحال القتل و الإرهاب و الدماء. و بالطبع فإن هذا معروض في أكثر أفلامهم عن العرب, و في المقابل يصور الجندي الأمريكي هو الشجاع المقدام الذي يضحي بنفسه من أجل الحرية و هي الخصال المنعدمة تماماً في الجندي الأمريكي الذي شهر عنه الجبن و قلة الفدائية. و الدليل على سياسية الأفلام أنه في كثير من أفلام الحركة يكون العدو غير أمريكي, فيتصور دائماً للمشاهد الأمريكي أن عدوه هو عدو أمريكا و هو الحاقد عليها.. و على حسب الفترة السياسية التي ينتج فيها الفيلم, فتارة يكون هذا العدو سوفيتياً شيوعياً حاقداً..و تارة تجده مسلماً أو عربياً و هكذا..


و من هنا فإن أمريكا تسعى في كل مرحلة من مراحل العصر أن تسيس أفلامها بما يخدم أهدافها السياسية.. فالآن مثلاً عدو أمريكا المعلن هو إيران و أنها خطر على أمريكا و على أصدقاء أمريكا.. فيظهر فيلم ثلاثمائة و الذي يحكي الحرب بين الفرس و اسبرطة و شجاعة المقاتلين الثلاثمائة و جسائتهم في مواجهة غطرسة و تكبر و قوة و ضخامة الجيش و الملك الفارسي.. في إشارة نسبية لصراع أمريكا و إيران.. و حتى أنه في الفيلم ركز على تسخير العبيد في بلاد فارس و أنهم شعوب مقهورة و أن ملكهم يستعبدهم و يعيش هو في رخاء و رفاهية..و على الجانب الآخر يظهر لك الإسبرطيون في قمة الديمقراطية و يصور لك البرلمانات و.. و..


بينما من المستحيل أن تجد فيلماً أمريكياً يحكي عن فترة الخلافة الإسلامية الرشيدة و كيف أن الأقلية كانوا يعاملون معاملة حسنة و أن أصحاب الديانات الأخرى من النصارى و اليهود كانوا يعيشون في كنف المسلمين فكانوا أهل ذمة و ميثاق.. مستحيل أن ترى نوعية كهذه من الأفلام لأن هذا لا يخدم السياسة الأمريكية بل هو ضدها.. فالعرب و المسلمين يجب أن يظهروا في صورة نتنة لكي لا يستحقوا ما لديهم من ثروة تكون حلالاً للأمريكان تحت أي مسمى و ليكن مسمى الحرية.


و الحق أن أمريكا ليس لها السبق في هذا الأمر.. فكل دولة تريد أن تعزز من أمنها القومي بفرض كلمتها إقليمياً تسعى إلى تكوين هيبتها وسط الدول الأخرى إعلامياً.. و الأفلام أحد أهم العوامل الإعلامية التي تساعد على نشر هذه الفكرة إقليمياً و ربما عالمياً..
و لكن الفارق في الأهداف التي تسعى هذه الدول الوصول إليها من بسط نفوذها في المنطقة.. قد تتباين هذه الأهداف و قد تتشابه.. فمصر مثلاً في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تنظر إلى أمنها القومي إقليمياً.. فكان لها نفوذها في إفريقيا و كانت كلمة مصر ذات قيمة فعالة و مؤثرة بشكل مباشر على الدول العربية كلها.. انظر إلى أفلام هذه الفترة و ما تحمله أحياناً في طياتها من معان سياسية ستجدها تخدم الأفكار التي كانت تبثها الدولة في ذلك الوقت و لو في إطار كوميدي لتناسب طبيعة الشعب المصري..


مثلاً كان دوماُ يظهر الإنتربول (البوليس الدولي) في صورة بلهاء غبية و أن البوليس المصري هو الذكي و هو الذي يوقع العصابات العالمية بينما يفشل الإنتربول في ذلك.. الإنتربول هنا هو رمز للعنصر الإستخباراتي الغربي أو للذكاء الغربي فالسخرية منه تحمل في طياتها معان كثيرة.. كما أن أفلام هذه الفترة كانت كثيراً ما تمدح في الجيش و في الحياة العسكرية فتثني على الإنضباط فيها و في سلوك رجالها القويم..


سلسلة أفلام اسماعيل يس التي تناولت أفرع القوات المسلحة و البوليس كلها كان يمتدح في النظام العسكري و كيف و أنه ساهم في بث الشجاعة في نفوس من يدخلون الحياة العسكرية بشرط أن يكون ذلك في سياق كوميدي يتقبله الشعب المصري.


كان لمثل هذه الأفلام عميق الأثر في نفوس شعوب الإقليم الذي فيه مصر فاقتنع الناس بالفعل أن مصر دولة ثقيلة جداً و جيشها عتيد و هذا يفسر حجم الصدمة التي أخذت بالشعوب العربية كلها بما فيها الشعب المصري بعد حرب 67.. إذ كان الناس لا يتخيلون أنه و بعد هذه الضجة الإعلامية يخسر الجيش المصري هذه الخسارة النكراء و تضرب طائراته الحربية و هي على الأرض.


نخلص إلى أن كل دولة تسعى إلى مكانة عسكرية في إقليمها أو في العالم بشكل عام تسعى بحرص أن تسبقها سمعتها إلى أهدافها قبل أن تصلها جيوشها بالفعل.. فيهزمون من قبل حتى أن يتعاركوا.

الأربعاء، أكتوبر 21، 2009

لعيبة القوات المسلحة البواسل

لاعب طلائع الجيش المصري: الغاني بابا أركو

أولاً، وعشان محدش يفهمني غلط:


- أحسن جيوش الأمم جيوشنا.

- والله زمان يا سلاحي، اشتقت لك في كفاحي، للدفاع عن السلام، والعيشة في الحرية، والوئام والنماء، والإخاء والمحبة، والفيل أعمل له حفلة، والديك شركسين والقطة مشمشي.

- أمن مصر وحدودها خط أحمر.

- الجندية شرف ورجولة.

- الجيش المصري: يد تبني، ويد تحمل السلاح.

- سحقاً لكل من يحاول إهانة الجيش المصري والقوات المسلحة المصرية.


ماشي يابا كده..

يعني نيتنا سليمة الحمد لله وبنحب مصر والله أكبر فوق كيد المعتدي.


هو سؤال بس محيرني، وخلاني أتساءل الحقيقة:


ماذا تمثل فرق طلائع الجيش، وحرس الحدود، والانتاج الحربي، والشرطة، والداخلية وغيرها ؟


الإجابة: هي تمثل القوات المسلحة المصرية من جيش وشرطةن وهي دليل على اهتمام سيادة المشير ومعالي وزير الداخلية بالرياضة لتكون جزءاً لا يتجزأ من منظومة الحياة العسكرية، ولتكن المنافسة الشريفة عنواناً لهم.


طيب، يعني أعضاء هذه الفرق هم جنود القوات المسلحة ليمثلوها في المسابقات المحلية وغير ذلك.


الإجابة: لا، تماماً.


أمال منين بيمثل الجيش المصري.


الإجابة: أيوة ماهي الإدارة هي إدارة عسكرية.


بس الفكرة في اللاعبين، يعني إذا كان لاعبي الفريق لا علاقة لهم بالجيش تماماً بل ربما لا علاقة لهم تماماً بالبلد أساساً، ما علاقة هذا بالجيش أساساً.. يعني إيه اللي جاب بابا أركو ولا كاميني للجيش المصري على أي أساس بيمثل الجيش المصري.. وإزاي أحمد سلامة بشعره الطويل الحلو ده بيمثل الجيش المصري اللي هم كلهم على واحد. إيه الفكرة إني أخلي الجيش يصرف فلوسه على لاعبين لا ينتمون إليه على الإطلاق ولا يعبرون عنه بشتى الطرق وأسمي الفريق طلائع الجيش وهو مالوش دعوة بالجيش خالص.


لو كانت الفكرة تكوين فريق من المجندين مثلاً أو الضباط حتى، ويشارك هذا الفريق في المسابقات، ويصرف عليهم ربضه وكل حاجة.. ماشي.. ساعتها نقول إنه الجيش يحاول يختلط بالشعب ويثبت فعلاً إن الرياضة والمنافسة متأصلين فيه.. لكن إنه يشتري لعيبة من غانا ونيجيريا ولما يفوز الفريق ببطولة ما يقول ده يدل على الانضباط في المنظومة العسكرية.. إيه اللي جاب المنظومة العسكرية في الحوار بقى إذا كان كل اللعيبة مالهمش دعوة بالجيش خالص.


يإما بقى يسموا الفريق: فلوس الجيش المصري، فهذا أقرب للصواب، مش طلائع الجيش لإن دول مش طلائع الجيش، ولا دول حرس الحدود، ودول بتوع الانتاج الحربي.


وأعتقد أنه هذه الفرق أساسا كانت أسست للغرض الذي ذكرته وهو أن الفريق يكون مكون من مجندين في هذه المؤسسات، عشان يبقى الموضوع له معنى.


يإما بقى ما ينسبوش انجازات هذه الفرق للمنظومة العسكرية عشان نكون صادقين مع أنفسنا.

الثلاثاء، أكتوبر 20، 2009

كن إيجابيّاً


هل جبلت الأمم على الإيجابية وحضّ الغير على الحق والخير.. أم أنها جبلت على السلبية وأن تعيش لنفسها وليسحق الآخرون.
إذا راقبت الأمم على مدى العصور تجد أن غالبيتها كانت تعمل لنفسها فقط.. وكانت تتوسع وتنتشر لتنفذ أجندة استراتيجية لها فقط.. تفعل ما تراه صحيحاً لها فقط فلا تحض غيرها على اتباع الحق.. فهي لا تستخدم القوة على غيرها لتقويمه بل لبسط نفوذها حول العالم وليزداد أفرادها ثراءً.


وقد لا يلوم أحد هذه الأيام تلك الدول التي تنتهج مثل هذا المنهج، فالآن كل دولة بل كل دويلة لها أجندتها الخاصة بها ولو كانت صغيرة كالقرية.. لا علاقة لها بغيرها إلا فيما اشتركت فيه مصالحهما..


هذا هو الواقع الذي نعيشه.. وهذا هو ما تنتهجه الأمم الآن حتى أمة محمد على الرغم من أن هذا ليس من منهج الإسلام في شئ..
الإيجابية هي مبدأ متأصل وأصيل من مبادئ الإسلام والذي بغيره لا دعوة.. وإن كان لا دعوة فلا صلاح ولا حض على الخير.. فينهار تمسك الناس بالصلاة والزكاة وكل الأركان.. فالدعوة هي الخيمة الكبيرة التي تقع تحتها كل العبادات.. فالأصل في الدين النصح وضده اللامبالاة وعدم الاكتراث بالغير.


ولعل أسمى أهداف الفتوحات الإسلامية أن تصل دعوة الحق للغير الذي لا يعرفها.. ويشهد على ذلك قبور الصحابة في أنحاء المعمورة.. فلو كان الإسلام للعرب فقط ما كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – رحمة للعالمين. ولو وقف انتشار الدين عند حد جزيرة العرب ما كان وصل الآن بفضل الله إلى كل أنحاء المعمورة بشتى السبل والطرق.


إذاً فأنت لست وحدك في هذا العالم.. وهذا المبدأ تقوم عليه فريضة الزكاة.. فالإسلام ليس ديناً روحانياً فقط كله صلاة وصيام فقط.. بل يجب أن تشعر بغيرك.. أنت تأكل الطعام وتجد ماءك وتبيت آمناً في بيتك معافاً في جسدك قد قيضت لك الدنيا بحذافيرها غيرك لا يجد قوت يومه ويبيت خائفاً لا مأوى له.. يجب أن تشعر به، ففرضت عليك الزكاة وكانت تطهيراً لك من الذنوب والخطايا.


وكذلك فإن مبدأ الإيجابية يأتي تحته النصح ورد المنكر.. فإذا كنت أن تصلي وتزكي وخلقك حسن لا تؤذي الناس فلا يعفيك ذلك من نصح أخيك الذي ضل عن الطريق السوي.. فنحن قوم أمرنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.. بما استطعنا..


قال الله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.


فمن شروط الخيرية أن نكون إيجابيين فنأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ونصح في الله منفذين منهج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام والمسلمين الأوائل من بعدهم..


ومن هنا فإن مبدأ "وانا مالي" غير وارد في الإسلام، والدعوى بأنه فليفسد الفاسد ففساده على نفسه خاطئة إذ أن فساده ينصب عليه وعلى المجتمع.. فكلنا في قارب واحد إما أن يشد بعضنا بعضاً أو أن نهوي سوياً..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا".والحديث في صحيح البخاري، كتاب الشركة، وكتاب الشهادات، وهو عند الترمذي في أبواب الفتن.


هذا الحديث البليغ هو أشبه بحالنا اليوم.. فالمشكلة أن القائم على حدود الله لا يأخذ على يد هؤلاء الواقعين فيها فالحال كما نرى المجتمع كله يغرق فلا ينجو أحداً.. لا فرق وقتها بين صالح اختص نفسه بالعلم والعمل والطالح.. فبغير أن يقوم هذا ذاك سيستمر غرق المجتمع.


ولهذا يأتي الحديث الذي معناه أن الله تبارك وتعالى أراد اهلاك قرية لفساد أهلها فقالت الملائكة أن فيها فلاناً التقي فقال فبه فابدأوا.. وهذا لأن فلاناً هذا لم يكن يمتعض وجهه حتى مما يرى من الحرام ولم يحضّ أهل قريته على الصحيح الذي يعلمه ويراه.. فما أشبه حال هذه القرية بحالنا – اللهم الطف بنا – فمنا كثيرين من الصالحين والعباد ولكنهم ليسوا إيجابيين لينصلح المجتمع بصلاحهم.


أختم المقال بقصة النملة التي خافت على قومها من سليمان وجنوده بينما هم يمرون على واد النمل، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يَحطِمَنَّكُم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون.


مابال هذه النملة لو أنها دخلت مسكنها ونجت هي من الهلاك ولم تهتم بقومها فإن نجوا نجوا وإن لم فهم الذين لم جلبوا على نفسهم الهلاك لا ذنب لها في ذلك. إن هذا الكائن الضعيف الذي لا يكاد الانسان يعطيه اهتماماً يضرب به الله تبارك وتعالى مثالاً عظيماً في الإيجابية.. خافت النملة على قومها فأبت إلا أن تحذرهم من الهلاك فصرخت فيهم ادخلوا مساكنكم وانظر إلى الوعي في الدعوة فلم تحذرهم من بطش سليمان وجنوده بل حذرتهم من الهلاك على أيديهم وهم لا يشعرون.. جملة قصيرة جمعت إيجابية ووعياً بالموقف نفتقده في مجتمعاتنا..


الإيجابية في كل الأمور.. في الدين والعمل والعلم والأخلاق.. تخلص من مبدأ "وانا مالي" فلا صلاح ولا تقدم ولا رفعة وهذا المبدأ لا يزال يعيش – أو يعشش – في عقولنا

الأحد، أكتوبر 18، 2009

افريقيا - بلاد الأحلام


- هو الواد علام مش باين اليومين دول ليه ؟

- عقبال عندك عنده عقد عمل في إفريقيا

- يا راجل، ما شاء الله، فين بقى ؟

- في نيجيريا

- يا معلم، دي لعبت معاه يا ريس


تخيل لو أن هذا هو الحوار النمطي الذي يدور بين المواطنين، استبدل كلمة الخليج والكويت وقطر والبحرين والسعودية وغيرهم من الدول التي شبعت مصريين واكتفت بدول أخرى بكر تحتاج الاستثمار والتنيمة والوعي وعندها من الخيرات والثروات ما يقيم العالم كله في الأيام القادمة، افريقيا هي المستقبل وهي البيئة النقية التي لازالت تحتفظ بنظافتها وفطرتها وتنتظر من يستغل هذه الامكانات الهائلة ليفيدهم ويفيد نفسه


شركة كالمقاولين العرب لها باع في إفريقيا ولكن نفوذها هناك بدأ يضمحل مع دخول دول مثل الصين والكيان الصهيوني ليقوموا بالدور الذي لم يكن يقوم به سوى مصر، كان في كل دولة من الدول الافريقية شارع باسم عبد الناصر أو برج باسمه، فما من دولة فرغت من اسهامات مصر في إقامة السدود وأساسات البنى التحتية، وكانت الأداة هي المقاولين العرب أما الآن فالمساهمة موجودة ولكن البدائل للدول الإفريقية كذلك أصبحت موجودة وبكثرة وانتبه العالم لثروات إفريقيا الغنية ونحن لازلنا نلهث وراء الدينارات العربية


لا أنكر اسهاماتنا العربية، ولا أعيب ذلك بل هو عين الصحيح ولكن في وقته، وقنما بنينا الأساس للعرب كان لنا قيمة لديهم، ولا استغناء عنا أبداً أما الآن وبعد السعودة والكوتتة والقطررة والبحررة والاستعانة بالهنود والأوروبيين بل وباليهود صرنا كغيرنا بل ونعامل معاملة لا تليق بنا على الاطلاق، كفانا مهانة ولنطلق العنان لشبابنا في إفريقيا التي تنتظر منا الكثير والتي لا تزال شعوبها تعاني من فقدان الحاجات الأساسية


كان الحديث في برنامج حالة حوار على التليفزيون المصري حول إفريقيا ونفوذنا في إفريقيا، فبغض النظر عن استفزاز المحاور وفوفيّته التي كان يمارسها على الشباب وكأنه دكتور في هندسة عين شمس، إلا أن أحد الشباب تحدث عن هذا التوجه الذي يجب أن يطرح من قبل الدولة وبالتالي يشجع عليه رجال الأعمال، يقول الشاب أن الشباب الآن لا يحلم سوى بالسفر إما للخليج أو أوروبا - طبعاً - وهو لا يرى في إفريقيا سوى المجاعات والجفاف والقتل ولا يعرف عن دول إفريقيا سوى أسماء الدول التي تقع مع مصر في تصفيات كأس العالم، فلا يمكن له أن يتخيل أنه في يوم من الأيام قد تكون إفريقيا هذه مصدر ثروة لبلده وله


لو أن رجال الأعمال وجهوا استثماراتهم لهذه الدول، خاصة أنها دول بكر وتحتاج للبناء والتشييد في شتى النواحي، وشجّع الشباب أن المرتب مقابل الغربة سيكون مجزيا لحتما ستتغير هذه الثقافة ولساهمنا في نهضة إفريقيا من ذلها لأوروبا، يجب أن نفيق إذ أن افريقيا تنهب ثرواتها المعدنية الماسية والذهب والنفط لجيوب أوروبا بينما شعوبها تعيش قحطاً مزرياً، هذا طبعاً بالاشتراك مع زعماء لهم خونة عملاء، يجب أن نشاهم في وقف الصراعات الإفريقية أقربها التي في الصومال والسودان فهذا أمننا القومي، والأمن لن يتحقق إلا إذا سدّ جوع شعوب هذه الدول، ولن يسدّ جوع هذه الدول إلا إذا عملوا، ولن يعملوا إلا إذا علموا، ولن يعلموا إلا بنا، لأن غيرنا لا يعلمونهم بل يستغلون أراضيهم البكر وثرواتهم المكنونة من غير أن ينفعوا بها هذه الشعوب المغلوبة على أمرها


افريقيا تنادينا، وأمننا القومي يستصرخنا من عبث الكيان الصهيوني به

الاثنين، أكتوبر 12، 2009

العفة وأمن مصر


شاهدت فقرة من برنامج البيت بيتك، كان تامر أمين يستضيف أحد المثقفات لم يتسن لي أن أعرف ما وظيفتها ولماذا هي مستضافة ولكن الحديث كان حول النقاب ومشكلة النقاب ولماذا النقاب وكأن النقاب لم يكن موجوداً في مصر طوال مئات السنين كأنه بدعة مستحدثة استحدثها المتشددون والمتطرفون، طبعا لا أصل لهذا الكلام الفارغ


حادثة شيخ الأزهر بإحدى المعاهد الأزهرية أثارت الجدل حول النقاب وهل هو من الدين أم لا ؟، والغريب أن الناس تركت الحوار الذي دار بالفصل وانتبهت للنقاب، وكأن النقاب لم يكن موجوداً قبل هذه الحادثة، كأن هذه الطفلة هي التي استحدثته


أظن أنه كان بالأحرى أن نتحدث عن مستوى الحوار الذي أقامه شيخ الأزهر مع الطفلة ومع أسلوب الاقناع الذي اتبعه، ومع ما انتهجه من ألفاظ قد تكون جرحت شعور هذه الطفلة، هذا على حسب ما ذكر في كل الصحف


ولكن الإعلام اهتم بالحديث حول النقاب،


كيف يتسبب النقاب الذي هو امعان في ستر المرأة في كل هذا اللغط والضجيج ؟


السيدة المستضافة أظهرت وبفظاظة انزعاجها وخوفها من النقاب ومن المنتقبات، وكأنهن دون غيرهن خطر متوغل في المجتمع، وقنبلة موقوتة، وإرهاب مقنّع، ولا أعرف السر في ذلك لأن تفسيرها للأمر لم يفنعني الحقيقة


هي تقول - وإن كان ليس حرفيّاً - : أنا ايش عرفني المنتقبة دي شايلة إيه في إيديها خنجر ولا حاجة، ماهو مش باين حاجة من الخيمة اللي هي لابساها دي، إيش ضمّنّي أنا واحدة في سوبرماركت وهي منتقبة تقوم حاطّة قنبلة ولا حاجة في العربية بتاعة أي حد ما هو محدش شايفها - ما شاء الله فعلا تصور يعبر عن خيال مبدع وكأن النقاب هو اللي حيخبي القنبلة، على كده بقى لازم الستات كلهم يمشوا عذراً من غير هدوم بقدر الإمكان عشان نتأكد انهنّ مش شايلين معاهم قنابل، وكمان الرجالة وإلا كده يبقى بنضطهد الأنثى - أنا بصراحة لما بشوف واحدة منتقبة بابعد عنها خوفاً منها - الحقيقة ولا المنتقبات يتمحّكن في الوقوف بجانبك فلست أنت شرف لهم كذلك


مسألة فرضيّة النقاب من عدمها هي تخص كبار العلماء ولا دخل للانصاص فيها، فمن يقول منهم هو فرض له دليله ومن يقول منهم هو مستحب فله دليله، والنقاش يكون فيما بينهم ونحن علينا الاجتهاد والتعلّم والنقل منهم والأخذ بما يقوله الجمهور، ولعل ما يقوله العلماء أن الحجاب الشرعي الذي لا يظهر سوى الوجه والكفين فقط وإن خافت المرأة المسلمة على المجتمع من الفتنة ارتدت النقاب هو الغالب، أما العوام فليس لهم أن يتحدثوا في أمور الدين اعتباطا وبغير دليل، وبمبررات خيالية مغفلة لا أصل لها، كالتي تقول أن المنتقبة قد تضع القنبلة تحت النقاب، يعني هو الغير منتقبة مش ممكن تحطّه تحت هدومها وخلاص ولا هي هجمة على فكر الإسلام بشكل عام، شيخ الأزهر نفسه - رمز الاعتدال المعتدل المعدول - نفى أنه قال أن النقاب ليس من الإسلام، أي أنه من الإسلام، وهذا هو شيخ الأزهر الذي تعترف به الدولة أعلى رمز إسلامي في البلاد، فلا تأتي احداهنّ لتجرّح فيما اتفق عليه أنه من الإسلام


وبعدين أيّ الخيارين أخطر على أمن مصر القومي: النقاب الذي يحفظ للفتاة عفتها ويزيد من سترها وهو المستحبّ في الإسلام على ألا ترغم الفتيات عليه كما قال الأزهر فيما مضى، أم النقيض وهو الكتّ والميني جيب والستريتش هذه المشعلات التي جعلت الشباب يعضّ في الأرض ولا يكاد يفكر إلا في هذا الوهم، أليس هذا السلوك هو أحد أسباب التحرش والاغتصاب وقلة الأدب التي ابتلينا بها هذه الأيام، أم أن المرأة من حقها أن تلبس كما تشاء فيما هو ضد الزي الشرعي الإسلامي ولكنها كلما اقتربت من العفة رنّ جرس الخطر


والجحة الملتوية التي زهقت منها، أنا ايش ضمني مش ممكن يكون راجل، للمنتقبة أن تكشف عن وجهها للسيدات مثيلاتها فبالنسبة للمدينة الجامعية لم لا يعين على بيوت الطالبات ومساكنهنَ سيدات ليتأكدن من هوياتهنّ، مش حيجرى حاجة يعني، وما أكثر من لا لازمة لعملهن إن كان في شئون الطلبة ولا دادات ولا غيره، الخير كثير والحمد لله، على الأقل سيكون عملعهم ضروري وحيوي، يحافظ على أمن الكلية والجامعة من ناحية ويضمن الحرية الشخصية التي تراها البنت عفتها من ناحية أخرى


هم مش ماشيين بمبدأ كل واحد حر يلبس اللي هو عاوزه، اشمعنى نيجي عند دول ونقول لا الحرية لها حدود، يعني هو كان فين الحدود دي لما البنات بيلبسوا اللي بيفوّر مشاعر الشباب أكثر ماهي فايرة وجوّاه طاقة غليان حتخليه يطقّ


على العموم ربنا يهدي الجميع، ويجعله عامر

الأحد، أكتوبر 11، 2009

اقرأ: أحجار على رقعة الشطرنح


أحجار على رقعة الشطرنج لوليام جاي كار هو أحد الكتب التي تتحدث عن المؤامرة الكبرى الخفية التي يحيكها من هم وراء الستار وهم غير معروفين للعامّة، فيريد الكاتب أن يظهرهم على حقيقتهم ويجلّي أساليبهم الماكرة الخبيثة في كيفية السيطرة على العالم وعلى زمام الأمور ومقاليد الحكم في شتى بقاع الدنيا، ورغبتهم الدموية في تدمير الدول وانقلاب أهلها على نظم الحكم فيها لتنظيم ما يعرف بالثورة العالمية من أجل أن تنصاع كل هذه الحكومات في نهاية المطاف إلى حكم النورانيين - كما يقول - ولا يجدوا عنهم بديلا، ويتحكم النورانيون في العالم وفي ثرواته ويخر الجوييم - من هم دونهم - إلى حكمهم بعدما يوقنون أنه لا خير إلا معهم وأن هؤلاء النورانيين هم خير من يعرف مصلحة الجوييم الذين هم أقرب للحيوان منهم للإنسان بل هم أحجار يستخدمونها وقتما شاءوا أو رموا بها وقتما شاءوا

والكتاب يشير لكون اليهود هم الغالبية الكاحة من النورانيين غير أنه يشير أن الشعوب اليهودية بريئة منهم لئلا يتهم بمعاداة السامية وكذلك فإنه يربط فيقول أن النورانيين سيطروا على الماسونية البريئة فدمجوها بها من غير أن يقدم ما الماسونية، غير أن الحقيقة أنها جماعة سرية خبيثة هي والنواريين واحد لا خلاف بينهم

الكتاب يسرد الأحداث من منظور أن كل الوقائع التي جرت في العالم من حروب عالمية ومن ثورات ومن إبادات هي من تدبير هؤلاء المتآمرين النورايين، حتى أنه يزعم أن مسبب الفاشية النازية اليمينية هو نفسه - أو زميله - مدبر الثورة البلشفية والمخطط للشيوعية اليسارية التي هي تمام الضد بداعي تدمير هذه الأنظمة وتفكيك هذه الأمة لتقع كلها تحت قبضة النورانيين

المهم حتى لا أحرق عليكم الكتاب، الخلاصة أن به فائدة وإن كان ليس من المفترض أن تصدق كل ما جاء فيه، وبالتالي فأرشحه لكم لقرائته

الأحد، أكتوبر 04، 2009

حكيم الأندلس: عبّاس بن فرناس

من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنّة - مكّة المكرّمة، قرأت هذا المقال حول العالم المسلم عبّاس بن فرناس الذي لم أكن أعرف أنه من عباقرة العلماء المسلمين الذين لم ينصفهم الكثير من المؤرخين على الرغم من أنه كان له باع في شتّى العلوم كالطبّ والصيدلة والكيمياء والفلك والطبيعة، هذا بالإضافة إلى أنه أساسا كان من جهابذة النحو، رحم الله عبّاس بم فرناس وغفر له

كتب دكتور أحمد علي هجوان - باحث في الهيئة

هو أبو القاسم العباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي الأندلسي القرطبي منزله في مدينة العلم والعلماء برابرة تاكرتا، ولم يذكر المؤرخون تاريخ ولادته إلا أنه عاش في القرنين الثاني والثالث الهجريين في عهد الخليفة عبد الرحمن الثاني بن الحكم. أجمع المحققون من المؤرخين على أنه توفي عام 274هـ ـ 887م وأجمعوا كذلك أنه تعمر 80 حولاً وعلى هذا تكون ولادته في حوالي 194هـ.
أين تعلم؟ وأين علم؟
نشأ وتعلم في قرطبة منارة العلم وبلد الصناعات، نشأ في برابرة تاكرتا التي قصدها العرب والعجم لتلقي جميع أنواع العلوم وكان أساتذة بيكون عالم أربا المشهور يتعلمون في الأندلس.
تعلم ابن فرناس القرآن الكريم ومبادئ الشرع الحنيف في كتاتيب (تاكرتا) ثم التحق بمسجد قرطبة الكبير ليتضلع وينهل من معارفه ثم خاض غمار المناظرات والمناقشات والندوات والخطب والمحاورات والمجادلات في شتى فنون الشعر والأدب واللغة، ولتوقد ذهنه كان أدباء الأندلس وشعرائها وعلماء اللغة يجلسون حول عباس بن فرناس الذي اشتغل بعلم النحو وقواعد الإعراب يعلمهم اللغة ويفك الغامض من العلوم كعلم البديع والبيان وعلوم البلاغة واللغة التي ابتكرها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وكان بن فرناس شاعراً مجيداً أشهرته قصيدة الرثاء التي رثا بها ابن الخليفة محمد بن عبد الرحمن الثاني ابن الحكم المتوفى سنة 273 فوق شهرته السابقة، وهو من نحاة عصره فقد صنفه الزبيدي صاحب الطبقات في الطبقة الأولى وقيل في الثالثة من نحاة الأندلس، كما وصفه بأنه كان متصرفاً في دروب الإعراب، وقد جاء بما أدهش العالم في علوم الطبيعة وكان مبرزاً في علوم الفلك ماهراً في الطب مخترعاً في مختلف الصنع عالماً بالرياضيات وكان من عباقرة علم الكيمياء.
وكان يحسن الإفادة من ربط العلوم ببعضها ويحسن الاستفادة والإفادة من جمعه بين تلك العلوم فمثلاُ كانت دراسته للكيمياء أكبر مساعد له بعد الله على دقته في صناعة الزجاج وعلى التمرس في الصيدلة والطب وعلى التحليق في السماء وقد اهتدي فيما نعلمه في أمور خفيت على من سبقه من العلماء وحسبه ما قاله المعجبون به من أهل زمانه ومن جاء بعدهم بأنه من أبرز المبرزين متفوق على أقرانه في علم الطبيعة والهيئة والرياضيات والطب والصيدلة والكيمياء والهندسة والصناعات وكل المعارف الدقيقة والآداب الرفيعة وكان رائد محاولة تطبيق العلم على العمل ولهذا استحق لقب حكيم الأندلس.
منهجه في الطب والصيدلة:
درس عباس بن فرناس الطب والصيدلة وأحسن الإفادة منهما فقد عمدا إلى قراءة خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها واهتم بطرق الوقاية من الأمراض عملاً بقولهم درهم وقاية خير من قنطار علاج، ثم قام بدراسة وتجارب علاج من أصيب بالأمراض على مختلف أنواعها ثم أجرى الدواء.
قال العبقري (د. رحاب خضر عكاوي) درس خصائص الأحجار والأعشاب والنباتات ووقف على خواصها المفيدة في المعالجة وكان في سبيل ذلك يقصد المتطببين والصيادلة ويناقشهم فيما بدا له من اطلاعه في هذه الصنعة الجليلة التي تحفظ البدن وتقيه من آفات الأدواء والأعراض وقد اتخذه أمراء بني أمية في الأندلس طبيباً خاصا لقصورهم، انتخب من مجموعات من الأطباء المهرة لشهرته وحكمته وأسلوبه الجاذب عند إرشاداته الطبية الخاصة بالوقاية من الأمراض وإشرافه على طعام الأسر الحاكمة لإحراز السلامة من الأسقام والأمراض فلا يحتاج إلى المداواة إلا نادراً، فإذا حصل ما يكرهون من المرض دلهم على أنجع الطرق في المداواة ولم يكن ابن فرناس يقنع بكل ما كتبه الناس من نظريات بل ألزم نفسه إلقاء التجارب ليتحقق من صحة كل نظرية درسها أو نقلها من غيره ليرقي بها إلى مرتبة الحقيقة العلمية أو ينقضها، وقد شجب القبول والقناعة بالأمور الظاهرة المبسطة المقدور على النظر والبحث فيها، كان ابن فرناس يغوص في تحقيق ما علم وكان يطبق النظريات العلمية على منهج علمي في كل العلوم وأهمها الطب والصيدلة وخاصة دراسة الأعشاب.
الصناعات الفلكية
الميقاته:
كان أول من صنع الميقاته لمعرفة الأوقات كما جاء في الأعلام.
المنقالة:
قال (إدريس الخرشاف) كما اشتهر بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقالة (آلة لحساب الزمن) (نموذج بالمسجد الكبير بمدينة طنجه) واشتهر بصناعة الآلات العلمية الدقيقة.
ذات الحلق:
اخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الإسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتي عرفت بذات الحلق.
القبة السماوية:
بينما كنت في منتصف سبعينات القرن المنصرم أدرس في جامعة الأزهر تعرفت على القبة السماوية وأعجبت بما قدمته من عروض في علم الفلك، فلما درست تاريخ أبي القاسم العباس بن فرناس اكتشفت أنه المخترع الأول لهذه القبة لما علمت أن الناس كانت تقصد منزله لا لطلب الطب فحسب، بل لمشاهدة ما اتخذه عباس من رسم جميل بديع في منزله فقد مثل هيئة السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها والشمس والقمر والكواكب ومداراتها كما ذكر الزركلي وغيره من المؤرخين والمترجمين للعباس بن فرناس أمثال صاحب عباقرة الإسلام د. رحاب خضر عكاوى. وقد وصف الشعراء المعاصرون له هذه اللوحة العجيبة مؤكدين أنه جعل في أعلاها نجوماً وغيوماً تبدوا كأنها حقيقة فعدوا ذلك من عجائب الصنعة وبديع الابتكارات.

اختراع صناعة الزجاج من الحجارة والرمل:
أجمع المؤرخون أن العباس بن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغني والفقير، وسبب عناء ابن فرناس هو التسهيل على الناس وأول من استفاد من تجارب ابن فرناس هم أهل الأندلس ويرجع ذلك إلى سبب اهتمامه الشديد بصناعة الكيمياء.
الطيران:
وأول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران، فقد كسا نفسه الريش ومد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره لأنه لم يعمل له ذنباً وقد وصف شعراء عصره هذا الطيران وأسهبوا في الثناء عليه. قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا بحثاً قال فيه لا يغض من اختراع ابن فرناس الطيران تقصيره في الشأن البعيد فذلك شأن كل مشروع في بدايته.
وفيما يلي أقدم لك مقتطفاً يفصل هذه القضية بقلم العبقري د. رحاب خضر عكاوى.
قال تحت عنوان: ابن فرناس ومحاولة الطيران
قام عباس بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.
بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطيران إنما يقع على زمكه (زيله)، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.أهـ.
ويؤسفني أن كتاب الموسوعات إذا تعرضوا لتاريخ الطيران ينصفون أرفيل رايت 1877م وأخاه يلبور 1867م ـ 1912م في موسوعاتهم، لكنهم ينسون أو يتناسون منزلة المخترع عباس بن فرناس التي احتلها في التاريخ. إن عباس بن فرناس قد سبق عباقرة القرن العشرين بأكثر من عشرة قرون، علماً أن الاختراعات في ذلك العصر تعد من عجائب الدهر. إن اختراعاته المدهشة وتجاربه المذهلة تعد من مفاخر المسلمين ومآثرهم، لقد كان صاحب مغامرات نادرة، فقد طار وحلق في الهواء كما تطير الطيور بعد أن تجاوز الثمانين حولاً، رحم الله عباس بن فرناس وتجاوز عن هفواته ومغامراته.

الأربعاء، سبتمبر 16، 2009

النملة


يحكى أن نملة كانت تجتهد وتكد في الغابة لتحصل على قوت يومها لها ولأهلها وكانت تنتج انتاجاً ملحوظاً أشاد به الجميع ومدحه كبار الغابة، ووصل الإعجاب إلى ملك الغابة الذي قرر أن يمد يد العون للنملة لكي تنتج أكثر وتستفيد وتفيد أكثر وأكثر


فقرر الأسد أن يعين لها مساعدا يقوم بالأعمال التي لا مهارة فيها ليوفر الوقت والمجهود الضائع على النملة، فهي يمكنها أن تفوّض الأعمال الثانوية هذه لمساعدها فتزداد الكفاءة


النملة كانت مقتنعة أنها وحدها تقوم بالواجب وزيادة ولا داعي للفشخرة والإتيان بمن يساعدها، ولكن الإدارة العليا للغابة مضت في قرارها فانتدبت العنكبوت ليساعدها في التنظيف وترويق المكان


استمر الأمر هكذا حتى وجدت الإدارة أنها بقيت فترة ولم تتدخل في عمل النملة فقررت أن تساعدها أن تزيد من كفائتها، فرأت أن المنظومة وصلت لمرحلة متقدمة يجب أن يتبعها تطور في الأداء فيجب استخدام الكمبيوتر واللاسلكي لزيادة الكفاءة الانتاجية للنملة، فانتدبت الإدارة العليا برئاسة الأسد باعوضة لتقوم بأعمال الكمبيوتر واللاسلكي


كل هذا والنملة أساسا غير مقتنعة بوجود هؤلاء بجانبها واضطرت النملة أن تغض الطرف عن تصرفات تراها خاطئة وضد الصالح العام لأن قرار مساعدتها هو قرار إداري عالي أسدي لا رجعة فيه وحتما فيه الصالح العام


ثم رأى الأسد أن يعين للنملة نائبا للشئون الإدارية والعمالة والأمن والأمان، لم تر النملة أي لازمة للمنصب الجديد غير الفرهدة وضياع الوقت ولكن الإدارة ترى أن ما كان قبل ذلك كان أي كلام والآن حان وقت الضبط والنظام
ومضى بعض من الوقت، حتى رأت الإدارة العليا للغابة أن المصاريف زادت بشدة وأن حجم الانفاق تطور كثيرا ولا يناسب الانتاج الحالي وبالتالي قررت الإدارة العليا برئاسة الأسد أن تطرد النملة ترشيدا للإنفاق

الاثنين، سبتمبر 14، 2009

من يكتب التاريخ


من الذي يكتب التاريخ


**


حكمة اليوم: أنت تقرأ كتب التاريخ كما يحب أن تقرأها من ألفها تأليفا


**


هل تخيلت وأنت تقرأ أحد كتب التاريخ أن ما تقرأه هو هراء مع أن الأحداث المجردة التي يذكرها المؤرخ حدثت فعلا


يعني كل كاتب يضع القليل من البهارات والتوابل على الرواية التاريخية فتقرأها مرة تلعن سلسفين أحد أطراف الحدث التاريخي بينما تقرأ نفس الكلام في كتاب آخر فتلعن سلسفين طرف آخر - ربما يكون الضد - في نفس الحدث التاريخي


مثال، أقوللك مثال


نكسة يونيو، ممكن تقرأها على أن جمال عبد الناصر كان ضحية الثقة العمياء في شخص غير جدير بالثقة وهو عبد الحكيم عامر وبالتالي نفخ عامر الجيش بأن أمرهم بالانسحاب وضربت القواعد الجوية وهي على الأرض وكانت أشر هزيمة مني بها الجيش المصري الذي كان بعبعاً في المنطقة وكان الناس مطمئنين لوجوده، وكنا نهدد بأن نلقي إسرائيل في البحر ولكن الخيانة التي تعرض لها ناصر هي التي أودت بالجيش وهزمنا ونكسنا، وأن عبد الناصر كان يبني جيشا قويا عتيدا كان سيلقي في إسرائيل في البحر لولا الخيانة اللعينة


وممكن تجد في كتاب آخر كلاماً مغايراً بأن عبد الناصر هو من ضحى بالشعب بأكمله أساسا ليوقع بمصر في هذه الحرب النكراء ليجد ذريعة مناسبة للتخلص من عبد الحكيم عامر بعدما زاد نفوذه وفاحت رائحته وصار مشاركا في الحكم غصبا، فصعّد عبد الناصر الموقف وقال سنرمي بإسرائيل في البحر وأهلا بالمعارك وتبا لكل شئ، فاستفزت إسرائيل وما كان هذا إلا ما تمنته لتضرب القوات المصرية في مقتل وليتخلص عبد الناصر من عامر بمنتهى المهارة لينتهي نفوذه ولتهدأ الرائحة النفاذة وليستحوذ عبد الناصر على الحكم استحواذا فلا يبقى معه شريك


وقد تجد من يقول أن عبد الناصر ما كان يريد حربا ولا قتالا في الوقت الراهن إلا بعدما يعد العدة ويجهز جيشه ليحارب العدو، ولكن كان عليه الرد على استفزازات إسرائيل المتتالية وأراد أن يثبت أننا نستطيع الرد ولكنه في أخطأ في المغامرة فلم تكن محسوبة وكان الهجوم الإسرائيلي مبيت النية من قبل ولا فارق معهم إذا ما استفزهم عبد الناصر أو لا فلما أظهر عبد الناصر القليل من الزجر تلكأت إسرائيل وضربت ضربتها


في الثلاثة سيناريوهات إسرائيل ضربت مصر وعامر قال للجيش انسحبوا وعبد الناصر صعّد الموقف، ولكن ما بين ضحية وماكرٌ أفّاك ووطني


والأمر كله متعلق بمن يكتب التاريخ، فربما كتب الواقعة من أحب عبد الناصر فيقول هو الوطني وكان ضحية الخيانة والعمالة - ولعل هذا هو الحق - وربما يكتب آخر ليظهر عبد الناصر هو العميل على الشعب وهو الذي جاب لمصر الخسائر - وربما رأى أحدهم أن هذا هو الحق - فبما أن الحقيقة عنا مغيبة فالكل يتلاعب بنا في كتبه على حسب هواه، وبالتالي فحذار حينما تقرأ كتب التاريخ فلا تنساق وراء ما يتبه المؤرخ إلا في الحقائق الثابتة التي لا كذب فيها والعالم كله يراها، وحينما تقرأ رأيه فاعلم أنه رأيه واطرح الاحتمالات الباقية والدوافع التي ربما تكون دفعت هؤلاء لفعل هذا ما تراه مشينا