الأربعاء، يناير 27، 2010

هوّن عليك


الاختيار..

أصعب ما في الوجود.. أقسى ما يواجهه الإنسان في هذه الدنيا.. الاختيار..

وأصعب ما فيه.. خوف الإنسان من الندم بعد الاختيار.

يقف إحساس الندم أمام الإنسان مخوّفاً إياه من اختراق ضواحي الحياه..

يخشى الإنسان الاختيار لئلا يكتشف أن اختياره ضيّع عليه الخير.. فيقعد حزيناً ملوماً..

فيقول يا ليتني كنت اخترت كذا، فما كنت ضيّعت عليّ كذا.. آه لو كنت اخترت الخيار الفلاني.. لكنت أفضل حالاً..

فلعل الإنسان يقف عن تطوير ذاته إذا ما ظنّ أن النّدم يتربّص به عند كل اختيار..

لعله يقنع بما هو فيه، ويفضّل ألا يقترب من المحاذير، التي قد يظل يلوم نفسه عليها أياماً وأيام..

لا..

على الإنسان أن يدرس ما فيه اختيار بعناية واخلاص من غير توتّر أو قلق..

وعليه أن لا يشعر أن الدنيا كلها تقف منتظرة اختياره..

وعليه أن يقنع بأن الخير كله من عند الله..

وأن إرادة الله تبارك وتعالى دائماً فيها الخير..

فإذا ما درس واطمأنت نفسه لما درس..

وأخذ بكل الأسباب والمعطيات..

فليتوكل على الله وهو حسبه..

فإذا ما رأى أنه أصاب، فليحمد الله كثيراً..

وإذا ما رأى غير ذلك، فليعلم أنه ما كان مصيبه ما كان مخطئه، وما كان مخطئه ما كان مصيبه.. وأن الخير كله بيد الله..

وأنه وجب عليه ألا يلومنّ نفسه.. فقد درس بعناية ودراية.. وكانت النتيجة تقود إلى اختيار ما.. فاستخار وتوكل على الله.. فلقي ما لقي.. فحتماً هذا هو الخير.. لا يدري لعل الله يريد بذلك أمرا..

فهوّن عليك..




الأحد، يناير 17، 2010

غزّاوي


ولدت في غزة، وهي قلبي ووجداني.. لم أخرج من غزة طوال حياتي ولا حتى حاولت الخروج منها وقت الحصار.. فهمّي كله أن أبقى فيها وألا يستحوذ عليها الكيان الصهيوني مرة أخرى.. ولكم فرحت لمّا خرج الاحتلال منها منكسرا بعدما رأى الويل من صواريخ المقاومة ومن أسر الجنود والفوز في المعارك على الأرض.. فخرج منها لينأى بنفسه عن المهالك.. ولا يقترب منها إلا محصّناً في دبّابة أو طائراً في الجوّ.

ولكم فرحت بخطّة فكّ الارتباط الصهيوني.. فأنا لا أقبل ماء ولا طعاماً يقدّم إليّ بأيد صهيونية خبيثة.. تقدّم لنا الوقود بيد وتقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا باليد الأخرى.. وقلت ولاءنا لبني ديننا.. لأخوتنا.. أكيد أموال العرب الكثيرة ستخرجنا مما نحن فيه من فقر ومرض وهمّ.. حتماً سنكون في عزة ولا نذلّ أبداً.. لم يخلق من يستطيع أن يركّعنا نحن أهل فلسطين، قوم غزة والضّفة.. وأهلنا بالأمّة كلها معنا..

ألم تروا الشعوب المسلمة في أقاصي الأرض ومغاربها تتظاهر من أجلنا.. تودّ لو فتحت الحدود بيننا وبينهم.. فجاءوا ليقاتلوا معنا عدوّنا وعدوّهم.. نعم.. المسألة ليست مسألة أرض لدولة محتلة.. فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم.. إنها قضية تهمّ العرب كلهم.. بل تهمّ المسلمين كلهم.. من الهند والصين إلى أقصى المغرب.. كل مسلم حيّ يرزق في هذا العالم يجب أن يشتاق للقدس وللأقصى، وأن يحلم بالتحرير وأن يتمنى أن يشارك في مثل هذا الحدث الجلل الذي سيحدث آجلاً أو عاجلاً بإذن الله.

حينما بدأت الانتخابات التشريعية، لنختار برلماناً فلسطينياً يعبر عن الكيان الوطني الفلسطيني.. صمّمت على المشاركة في هذه الانتخابات لأضع حدّاً للمهازل التي كانت تحدث.. وللفساد الذي عانينا منه طوال السنوات الماضية.. ولنكون رأياً فلسطينياً موحداً همّه الوحدة والكيان الفلسطيني والتحرير والأقصى وكل المقدّرات الفلسطينية.. وانتظرنا دعماً عربياً للانتخابات التي أشهد أنها كانت نزيهة وأنني فيها لم أتعرّض لضغط أو حتى تحريض لكتلة ضدّ أخرى.. والعالم كله شهد بنزاهة هذه الانتخابات حتى من لم ترقه نتائجها بعد ذلك.

ولمّا سئمت ممن كانوا يمثلون السلطة الفلسطينية في هذا الوقت، رأيت أن أتنخب كياناً جديداً الكل مجمعٌ على وطنيّته وجهاده وحبّه للبلد والعمل على ذلك.. فاقترعت لحماس لأملي في تغيير جذري لمنظمة التحرير الفلسطينية جامعة الفصائل، ولظنّي أنّ أكابر فتح ومصلحوها لن يضيرهم أن يكون القائد حماس إذا كان ذلك في مصلحة فلسطين.

فانتخبت حماساً، وكانت الأغلبية لحماس.. وحقّ لهم تكوين الحكومة وكوّنوها بالفعل..

ولكن لم تبارك القوى العظمى هذه الحكومة على الرغم من اعترافهم بأن الانتخابات كانت نزيهة.. عموا عن الحق رغم أنه كان واضحاً جليّاً.. زطبعاً لم يرق للكيان الصهيوني أن يجبر على التفاوض مع ملقّنه العذاب حماس.. فقرر الجميع مقاطعة الحكومة الفلسطينية الشرعية والتي انتخبها الشعب الفلسطيني في نزاهة كاملة.

وما أصابني بالاكتئاب هو موالاة شريك الحكم فتح في هذا الجرم، فلم يعترف أبو مازن بالحكومة وضيّق عليها الخناق.. وتمنى لو تأتي الفرصة ليقيلها.. لم يصطحب أي ممثل للحكومة معه في أي زيارة رسمية أبداً.. لا لبلد عربي ولا لغيره.. وحوصرت الحكومة..

وفي الوقت نفسه وضعت حماس في موقف بائس حرج.. فهي الآن صاحبة الحكومة وعليها التعامل مع الآخرين.. مع من يكرهونها ومع من يحبّونها ومع من يداهنونها.. وعليها توضيح موقفها من وجود الكيان الصهيوني.. ما الردَ ؟؟.. هل لوجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين أصل أم لا ؟؟ قل الآن.

في البداية كان موقف حماس واحداً.. ورافضاً لوجود إسرائيل أساساً.. ثم اندهشت وتعجّبت لمّا صدر التصريح من حماس بقبولها انسحاب إسرائيل لحدود 67 وتكون القدس عاصمة لفلسطين.. لا تحسبوا هذا أمراً هيّناً.. فهذا تغيير كامل في أيديولوجيّة حماس الرافضة للوجود الصهيوني مطلقاً.. والتي تعتبر - كما نعتبر - وجوده غير شرعيّ ولا أصل له وأنه لن تستقيم الأمور إلا لو فنيت دولة إسرائيل.

ليعود الأخ هنيّة فيبرر ويقول أن هذا كان لإظهار اللين السياسي في إطار المقدّرات الفلسطينية التي لا تفريط فيها وهي حقّ العودة والقدس وغيره..

ثم أني لاحظت أن العمليات العسكرية على الكيان الصهيوني قلت تماماً بل حدّ منها بشدّة.. صحيحٌ أن الجدار سبب رئيسي في ذلك.. ولكن كم من مصاعب كانت تواجه المقاومة من قبل ويتغلّب عليها.. ليس حماس فقط.. بل بقية الفصائل الفلسطينية كذلك..

هل غرّت حماس بالحكومة.. فلما اشتغلت بالسياسة رأت أن العمليات الآن تضرّ ولا تنفع..

آخر عملية استشهادية أتذكرها تلك التي نفذت انتقاماً لاستشهاد الشيخ ياسين - رحمه الله - ولا أتذكر بعدها حدثاً جللاً ارتعدت له فرائص الصهاينة.. إلا الصواريخ التي تضربها حماس على استحياء.. ثم ما تلبث أن تكفّ منها..

ثم حدثت فاجعة الاقتتال الداخلي.. والتي لن أخوض فيها غير أن حماس أرادت أن تأخذ حقها بيدها عنوة في غزة، وفتح تكبرت وعندت فاستولت على الضفة.. والاتهامات بين الطرفين بالخيانة والولاء لغير فلسطين.. والخروج على الحكم والأخوة والإسلام.. والشعب تحت أرجلهم يئنّ..

قفل على حماس بغزة بسور من حديد، وحوصر معها شعب فلسطينيّ أبيّ عظيم.. وتخلّى العرب كلهم عنّا ولم يحاول أيّ منهم فكّ الحصار أو كسره غير بالتصريحات والكلام الفارغ..

أجعص العرب تاريخاً أو مكانةً أو مالاً أو عتاداً أو فماً لم يحرّك ساكناً حيالنا.. أهؤلاء العرب الذين كنت آمل أن يساندونا في اختيارنا.. أهؤلاء العرب الذين ظننت أنه بفكّ الارتباط عن الكيان الصهيوني سيكونون ظهراً لنا.. نحن رأس الحربة يا ناس ؟؟.. لا نطلب منكم قتالاً من أجلنا.. بل في الوضع الحالي لا نطلب منكم مالاً حتى ولكن لا نشاركوا العالم في تجويعنا.. نحن لا نجد قوت يومنا، وأهلي منهم المريض والشيخ الكبير والرجل الهرم الذين بحاجة للدواء.. أطفالي لا يتلقّون أي تعليم ولا أضمن لهم مستقبلاً.. الله تبارك وتعالى هو الضامن.

إذا كانت هذه خطّة منظّمة لقتل شعب غزة فبعينكم لن تقتلوا غزة..

إذا كانت هذه الخيانة خطّة منظّمة لتركيع أهل عزة.. فلا نوّلكم الله مناكم..

إذا كانت هذا الخيانة العربية لأن العرب مغلوبون على أمرهم.. فهدانا وهداهم الله.. لعل الله يردّ لهم عزّتهم التي فقدوها لمّا تركوا الدّين..

أما إذا كانت هذه الخيانة مدبّرة وكان هذا كيد بعض العرب فينا لينالوا من أمريكا الذهب والجاه.. فعلى الباغي تدور الدّوائر.. ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون..

الأحد، يناير 03، 2010

على الشريط


أخدم على الشريط الحدودي لغزة منذ أعواماً عديدة، كنت هنا وقت الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتابعت خدمتي بعدما انسحبت منه إسرائيل.. وعاصرت سيطرة حماس عليه فيما سمّي بالانقلاب على الشرعية.. والحق أن خدمتي على الشريط تسبب لي الاكتئاب المزمن يومياً، وأورثت بداخلي من التناقضات الشرسة ما يكاد يفتك بي.

والحقيقة أني كنت أتوقع الانسحاب الإسرائيلي من غزة آجلاً أو عاجلاً.. إسرائيل تريد أن تخلع مسئوليتها من القطاع وتوريط أي طرف آخر فيه.. وما يدفع إسرائيل خارج القطاع دفعاً حركة المقاومة التي تحصد كل يوم أو اثنين جندياً أو تصيب آخر.. أو ربما تخطف أحدهم.. مما جعل إسرائيل تشعر وكأن له قدم علقت تريد أن تخرج بها إلى ما تسيطر هي عليه بغير مشاكل.. ولتتخذ من انسحابها فرصة للوقيعة بين شركاء الحكم في فلسطين.. الحقيقة أني لم أقتنع تماماً بأنهم شركاء في أي شئ.. هم يتناحران منذ وجودهما.. وما منع اقتتالهما من ذي قبل غير وجود الشيخ ياسين في كفة حماس والرئيس عرفات في كفة فتح رحمهما الله.. فكان للاثنان ثقل بين الأمة.. وإن كان في رأيي ثقل الشيخ ياسين أقوى وأعمق في النفس..

فالشيخ ياسين هو من كان يقود المجاهدين لقتال الاحتلال ولا شئ غير الاحتلال.. وكان يرفض دخول حماس في الحكومة لأنه يعرف أن هذا سيقوّض من مقاومتها للعدو.. فإذا ما دخلت حماس السياسة وجب عليها الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات التي أجريت بين الجانبين والتي جلها ظالم وجائر. ما كان الشيخ ياسين ليرضى بما يحدث بين شركاء الحكم في فلسطين.. بل كان يوجه القتال كله نحو العدو الحقيقي الظاهر الجليّ أمام أعين الناس كلهم.. العدو الصهيوني.

رحم الله الشيخ ياسين.. رجلٌ قعيدٌ بأمة بأكملها.. رزقه الله الشهادة لصدقه وحبّه لها.. وكذلك للدكتور الرنتيسي..

كنت إذا سمعت خبراً عن مقتل يهودي بغزة أثناء خدمتي على الحدود أطير فرحاً، وأشعر وكأن الانتصار لي شخصياً.. نعم فأنا أؤمن الحدود لأهل غزة وأخشى عليهم من المؤامرات والفتن.. وأذبّ عن أهلي بغزة كل منكر قد يسوء إليهم.. مخدرات كان أو عملاء.. نعم أنا أحرس غزة. وكنت إذا علمت هجوماً بربرياً صهيونياً على القطاع شعرت وكأن الهجوم على أهلي.. كم وددت لو أني أدخل فأقاتل وأحمي اخواني وأطفالي من هجوم الكلاب عليهم..

بينما كانت إسرائيل بالقطاع، لم تكن التوترات الحالية موجودة.. سواء الحدود أو بالداخل.. وهذا لا ينفي ضرب الجبناء لأهلي في غزة.. ولكن الأمر كان محكوماً فلا قصف جوي مثلاً.. وهذا في المقام الأول خوفاً على أنفسهم.. وبالتالي فأنا أرجع اسنحاب إسرائيل من غزة لهذا السبب.. حتى إذا ما أرادت أن تدك القطاع ما منعها من ذلك مانع.. وافترت في كل مكان.. يقاتلون من وراء جدر..

نعم، هي خطة فك الارتباط من جانب واحد، يلي ذلك بناء جدار العزل الذي جعل من القطاع سجن كبير..

بدأ دوري على الشريط يأخذ محوراً آخر..

لم يعد وجودي مبرراً من قبل نفسي واضطربت كثيراً.. فقبلاً كنت أهب لمنع دخول المهربات للقطاع.. وأساعد المرضى والأطفال والشيوخ منهم.. وكنت على كامل الاستعداد أن أدخل القطاع فأداوي كل جريح فيه.. وأحنو على كل صغير وشيخ فيه.. ولكن المظهر تحول إلى أني أشارك في الحصار على أهل غزة.. فإذا ما أرادوا الخروج من معبر رفح الحدودي منعتهم.. وإذا هرّب إليهم السلاح تصديت له..

أخشى على نفسي من القطاع.. تحول الأمر إلى كذلك.. أخشى أن يهرّب السلاح إلى مصر ليخدم أجندات دولٌ أخرى لا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي إلا صرخاً وبالفم الكاذب.. دولٌ قد تستغل حالة السداح مداح التي عليها الشريط الحدودي لتهرب سلاحاً ربما يوجه لقلب ابني وابنتي..

ولكن.. أهذه هي الحقيقة.. أم أني أتآمر على أهلي في غزة الذين ظلت أخدمهم طوال السنين الماضية.. وإذا كنت أتآمر فلمصلحة من ؟؟ لطالما أخذت قضية فلسطين على عاتقي.. ولم يتجرأ أحد أولئك الذي يتطاولون عليّ بعمل نصف ما عملته..

اليوم يحرق علمي.. وأتهم بالخيانة والاستبداد وحصار قطاع غزة..

اليوم إسرائيل بعيدة كل البعد عن الاتهامات والاستنكارات والشجب.. وأنا الذي في الصورة.. أنا العميل والخائن..

أنا أمرر المساعدات للقطاع ولكن على من يمررها أن يعلن عنها وأن يتبع الخط الذي أرسمه له.. لم العند ؟؟.. لماذا تتعاملون معي كخائن.. لماذا تنظرون إليّ بعين خبيثة.. هذا ظلم كبير.. أنا أخوكم الأكبر.. لا تخيروني بين أمني الشخصي وبين غزة.. كلاهما غالي عليّ..ولا تقولوا أنّي أبرر لي نفسي قتل غزة.. مالي بقتل غزة.. وكيف لي أن أقتل غزة والتي لطالما كانت في مسئوليتي منذ حكم مصر عليها وقت حكم جمال عبد الناصر.

أيكم فعل ما يزيد عن فعلي لغزة.. هاتوا أقساكم في الحديث عليّ ليقول لي ما قدم لغزة.. كفاكم عبثاً بالتاريخ.. أنا حامي غزة.. لا..

لا..

لست حامي غزة..

بل شأني شأنكم.. مثبّط الهمّة قليل الحيلة.. لا أدري ما أصنع بحالي.. فكيف أدري ما أصنع بغزة..

ولكنّكم مثلي، لستم أفضل مني.. وأولكم هذا الصغير الذي يتطاول عليّ.. هو أكبر معاون لإسرائيل اقتصاداً وسياسةً.. وهو مرتع لأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.. ارحموني اجعلوني أبحث عن أكل عيشي..

ولكن..

هل أكل عيشي هذا حلال ؟؟

هل حلالٌ عليّ أن آكل لقمة بينما أخي على الناحية الأخرى من الشريط يموت جوعاً.. إن نجا من الموت من القصف.

أذكر لكم أني كلما هممت لأن آكل أثناء الخدمة ما استطعت.. فنصفي جوعان لا يشبع.. ونفسي لا تتوقني للطعام إلا إذا طعم هو وشبع.. ولا يبدو لي ذلك محققاً في الظروف التي نحن فيها الآن..

ووسط هذا الهم.. من بين هذا الهم ما أضحكني.. وهو شر البلاء.. حينما علمت بحملة المقاطعة الأوروبية على مصر.. بسبب الحصار على غزة.. والاحتجاجات التي قام بها أجانب في ميدان التحرير لحرية غزة.. فجأة تحولنا نحن للجناة وأننا نحن من يحاصر غزة..

العالم كله ضدّي الآن.. فماذا أنا بفاعل ؟؟

ما هو الشئ الذي يجمع بيني وبين أخي ؟

أتدرون ما مشلكتي ؟؟

مشكلتي أنّي أريد أن أرضي كل الأطراف.. خيّرها وشرّيرها.. لا أريد أن يتضايق مني أحد..

أمريكا.. لا تأخذي على خاطرك مني فإننا شركاء استراتيجيون..

أوروبا.. نحن بيننا تجارة قديمة.. وخير قديم.. وتاريخ مشترك..

فلسطين.. أنت قلبي وأصلي وقبلتنا الثانية وبين كل لحظة وأخرى نشتاق إليك..

العرب.. نحن أخوة وحتماً مصيرنا مشترك..

أعرف أين خطئي.. فالحقّ لا يتجزأ.. الحقّ واحد..

من يريد أن يرضي كل الناس على اختلاف أهوائهم وأخلاقهم وعقائدهم ونواياهم.. فلا خير فيه..

عليّ أن أرى الحق فأتبعه.. ولا أخاف في الله لومة لائم..