الاثنين، أكتوبر 25، 2010

أبا شهد


سرق الولا السرقة المشينا...وظنّ أنه بسرقته يستعينا
يحسب أنه بفعلته ناجياً...ولا يدري أنّي سيف الحدّ لسارقينا
ينكر ويكذب فيتّهمنا...بظلم ظلمناه إيّاه مستكينا
رضي أن يطعم أولاده...من حرام واستحلّ ما حرّم وأدينا
ورأى في مخيّلته الرقّ...ورأى فيها المعازف والقينا
ما كان مالي ولا مال الدنيا...ينجيه من الله يوم الظّعينا
ولن تقف حاجته للمال شاهدة...إلا عليه يوم يخزي الله الظّالمينا
ربّي ما دفعته للسّرقة...ولا كنت يوماً حليفة سارقينا
ويوم تشهد يداه على ما فعلت...مرغمة وهي الشّاهدينا
لا تنكرنّ ما كان جليّاً...ولا تنفينّ ما اتّهمت به يا ظعينا
أبا شهد فلا تعجل علينا...وانظرنا نخبرك اليقينا
إنّها بلدة لا تطبّق...حدّ السيف لسارقينا
ولا تجلد من زنا...ولا تشمط من فسّد فاسدينا
ولكن الحسرة والنّدامة...يوم نلقى الله عطشانينا
يوم لا ظلّ إلا ظلّه...ولا حبيب ولا صديق بوادينا
ثمّ تقول عيالي وحالي...غلبان فقير مسكينا
فإنّي أعرف أقواماً...على الكفاف والقديد عائشينا
فما شحذوا وما هانوا...وما سرقوا وما كادوا كائدينا
فالنّفس العزّة أبا شهد...فما نفعتك المئة والخمسينا
فرتكت فما زاد الأمر...عليك وعلى أهلك إلا طينا
ثمّ تشهد أنّك طيّب...كيف ومالك لوّث بالحرام زينا
ثمّ لنت أبا شهد بعد أن...هاتفتك وكنا سلاماً قالينا
فلأن تكون رجلاً أبا شهد...خير لك من مال العالمين
وأرسلت لي خاصّتي...وصرت من عباد الله التائبين
وعاهدتني ألا تعاود السّرقة...ولا تكرّرها فتكون من الأسفلين
تاب الله عليك أبا شهد...بوركت من تائب وكرهت السّارقينا
فكلّ ابن آدم خطّاء...وخير الخطّائين التوّابين


الثلاثاء، أكتوبر 19، 2010

لا يكون المؤمن كذّاباً




من القيم العظيمة التي أكّد عليها وغرسها الإسلام في نفوس المؤمنين.. الصدق، وتجنّب الكذب.. وعظّم الإسلام من قيمة الصّدق وخوّف أتباعه من الكذب.

وأحسب أن في التشديد على تحريم الكذب عبر وعظات ربما أكبر من فكرة الخداع أو الغش فقط. وإنما فكرة.. لماذا تكذب ؟

أنت لا تكذب - كذباً حراماً - إلا إذا كنت تتخفى بذنب ارتكبته.. أو إثماً في حقّ أحد ما تخشى بطشه.. فالكذب بجانب أنه ذنب كبير في حد ذاته فهو يعبّر عن خلل في حياتك أصلاً.

أهملت في عملك وتخشى علم رئيسك بذلك فتكذب.. سرقت أمانة في عنقك فتخشى بطش صاحبها فتكذب.. أو أنك حقدت على أخ لك وكرهت له الخير فكذبت عليه وبهتّه، وغير ذلك.


وهكذا ترى أن الكذب يعبّر عن خلل في الشخصيّة أو هو يداري ضعفاً أو إثماً ارتكبه الكذّاب، وبالتالي ففي التشديد على تحريمه عبرة حتى أن الأحاديث وردت فيه غليظة.

سئل رسول الله: يا رسول الله: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: "لا".. حديث مرسل.

والحديث يبيّن أن المؤمن قد يضعف فيكون جباناً، وربما يشتهي المال فيبخل.. مع العلم بأنه لا ينبغي أن يكون جباناً أو بخيلاً.. ولكنه احتمالٌ وارد.. قد يضعف فيقترف هذه الذنوب.. ولكن أن يكون كذّاباً.. فمعنى الحديث.. أنه أمرٌ غير وارد.

والتأمّل في الحديث تجد أن الكلام حول المؤمن.. يعني ربط عدم الكذب بالإيمان.. وهذا يعطي لنا عبرة وعظة من تحريم الكذب..

المؤمن لا يمكن أن يكون كذاباً.. لا يخدع أبداً.. قد يجبن فيخشى على حياته أو يخشى على ماله.. مفتون.. أما أن يكذب.. ما الذي يجعله يكذب ؟؟!!

لا يدّعي مسلم ما ليس فيه من الخصال الحسنة.. ولا يكذب على أخيه فيخدعه.. ولا يكذب على زبائنه ليبيع..

إذا كان المسلم جباناً.. فجبنه على نفسه.. وإن كان بخيلاً فالضّرر عليه وحده.. أو على أهله.. ولكن إن كان كذّاباً.. فإنه يهدد استقرار المجتمع المسلم بالكــامل.

الكذب من آيات النّفاق.. والنّفاق أساس انهيار المجتمعات الإسلاميّة.. وقتل كل صفة راقية فيها.

الكذب على الشعوب.. أكثر وبالاً على صاحبه..

والكذب على النّفس..

قد يرى الإنسان الحقّ حقّاً كما هو.. إلا أنه يكذب على نفسه لأنه لا يتماشى مع هواه وصالحه، وأحسب أن هذا من أخطر أنواع الكذب.

الخميس، أكتوبر 14، 2010

جيّ من البلاد البعيدة..


كنت رايح وسط البلد النهاردة ففكست للعربيّة وقلت أستقل التاكسي الأبيض، المهم مطوّلش عليكو ركبت وكان معايا مهندس زميلي في الشركة.. الكلام جاب بعضه بينّا وبين سوّاق التاكسي - واللي أحسبه راجل محترم وشايف شغله ومش بيرغي إلا على الأدّ..

كان الكلام عن الشغل وإن الشباب بقى يتّنّك على الشغل وإنه مش عايز يشتغل إلا لو يشتغل مدير وبعشّين ألف جنيه والجو ده.. الشاهد إنه السيرى جت على الناس بتوع جنوب شرق آسيا وأد إيه هم بيقدّسوا الشغل وميقدروش يعيشوا من غير شغل.. وإنه في اليابان بيدّوهم أجازات بالعافية وبتاع..

ثم حكى لنا السائق إنه ركّب واحد صيني قرب نفق الأزهر كده عشان يوصّله المنيب.. وكان معاه بضاعة، فالراجل فطن - مش محتاجة نباهة يعني - إنه بيتاجر زي الصّينيين اللي منتشرين في القاهرة كلها دول..

فالسائق بيجرّ كلام مع الصيني فسأله.. انت رايح تبيع بضاعتك في المنيب ؟

قال له: لا.. بني سويف!

فيه شباب في مصر ممكن يفرهد إنه يكون شغله رحّاله ما بين أقاليم مصر وحرّها.. والشباب دول كثير.. واللي شغال فيهم في الكلام ده ممكن تلاقيه بيشتكي من شغلانته وإنها مرمطة وبهدلة وكده..

ده واحد جاي من الصين في بلد ميعرفهاش.. بيسوّق لبضاعته مش في أحسن حتت أو أرقى حتت.. لا دول بقو يروحو أقاليم.. مش بيكتفي إنه بيروح العتبة والموسكي والمنيب ووسط البلد بجانب إنه مهتم كذلك بالأحياء الراقية.. لا ده قرر يزور الأرياف والأقاليم لإنه شاف إن الوسيط ممكن يضيّع فرصة وصول منتجه مباشرة للعميل وممكن يقلل من فرص انتشاره منتجه الصّيني.

يعني مش حيعتمد على موزع يحط ربحه فوقيه.. لا ما أوصل أنا للناس اللي محتاجة بضاعة رخيصة دي مباشرة.

شوفت الناس دي إزاي بتعمل كل ما في وسعها عشان توصل منتجها كل بقعة في العالم.. وبتحارب عشان يتقال إن منتجها ده جودته كويّسة.. وبقو يعملوا كل حاجة أهه..

واحنا هنا عندنا مصانع الغزل والنسيج بتهوّي وتلاتّتربع الأفكار المصريّة بتتجهض عشان مفيش تسويق كويّس..

أكيد واحد زي الصّيني ده مش مستمتع بحياته أوي مثلاً.. ولا هو شايف إن شغله ده ممكن يأنتخه..

الفكرة إنه بيعمل حاجة هو مقتنع بيها.. وزيادة كمان.. الصيني ده تحسّ إنه مستعد يبيع اللي واره واللي قدّامه.. وميأكلش.. أو يأكل أي حاجة.. بس في سبيل إن منتجه يوصل كل ربوع الدنيا..

الأحد، أكتوبر 10، 2010

العفو عند المقدرة.. أحسن كتير من الشوشرة


بخصوص شغب جماهير الترجّي..

أولاً: موقف الحكومة التونسيّة كان قمة في الاحترام، وله كل التبجيل والتوقير على تهدئة الموقف وعدم الشعللة والحرص على الإخوّة.. وذلك في الاعتذار الرسمي من قبل إدارة النادي والاتحاد والسفارة التونسية.. والتنويه على أن هذه الأفعال لا تخصّ الشعب التونسي بكامله وإنما هي تخصّ هذه القلّة فقط.

ثانياً: بخصوص عفو السيد الرئيس عن الـ 14 مشاغب..

هو بالنسبة للي اضّرب لحدّ ما جاله نزيف داخلي وفي المستشفى ويا عالم عايش ولا ميّت.. هل هو عفى عن اللي ضربه.. وإذا كان عفا عنه ليه لم يعلن ذلك ؟؟ ولو ما كانش عفا عنه.. بأي حقّ يتطوّع أيّ حدّ - أيّاً كان - ويعفو بالنّيابة عنه.

الرئيس له الحق أنه يعفو عن واحد شتمه في جريدة.. أو يقتصّ منه.. ده شئ يرجع له هو.. لكن لو الموضوع له حقّ بشأن حد أو ناس تانيين.. فأعتقد إن مسألة العفو دي.. ترجع له هو!

أظنّ كان حيبقى ألطف لو ترك الأمر لصاحب الشّأن..

اللي حصل ده ذكّرني بإسماعيل ياسين في فيلم من أفلامه لما كان داخل على استعراض المفروض إنه بيقفش فيه مراته وهي بتخونه والمفروض إنه حيضربها بالرصاص بس حس إن النهاية حتبقى ألطف لو طرّى قلبه وعفا عنها فسامحها ورقص هو وهي واللي كانت بتخونه معاهم على لحن: العفو عند المقدرة أحسن كتير من الشوشرة مخالفاً بذلك نصّ الرواية اللي كانت في التياترو.

وإن كان المقارنة هنا مش عادلة، لإنه دي كانت زوجة إسماعيل يس في الفيلم والأمر يخصّه.. فبراحته.. ده شرفه هو.. لكن العفو عند المقدرة ميبقاش في حقّ واحد تاني.. دي حاجة مش منطقيّة أساساً.


الاثنين، أكتوبر 04، 2010

يبدو إنه مفيش فايدة


لسة سامع خبر أن فرد الأمن - أو الدفاع المدني - الذي انهال عليه مشجعو الترجي بالضرب قد فارق الحياة منذ قليل..

واضح إنه هذا المسلسل الغمّ، والمقرف، والحزين لن ينتهي.. مادامت هذه النفسيّات موجودة..

واضح إنه مسلسل الهمجيّة والتخلّف والعصبيّة الحقيرة سيظل حيّ بين العرب ولو حصل إيه!

وواضح إنه فعلاً فيه شعوب محتاجة حكّام يسففوها التّراب ويضربوها بالجزمة عشان تمشي على عجين متلخبطوش!

وواضح إن المصري - رسميّاً وبالحقائق - متهان برّه وجوّه من أهل بلده ومن غير أهل بلده برّه وجوّه.

وواضح إن الغباء متفشّي في أفراد الأمن اللي كانوا واقفين بيتفرجوا على الفقيد وهو بيضّرب لحد ما أغمى عليه.. وفضلوا يتفرجوا حتى بعد تدخل زميله عشان ينتشله من الكلاب دول وشايفين إن الواد فاقد الوعي ومش بيتحرّك..

وواضح إنها مش مسألة كورة.. دي شعوب عمرها محتألف لبعض غير بحكم من حديد.. غير بعدل يطبّق بقوّة وقبضة من حديد.

إحنا فعلاً دول متخلّفة عقليّاً وحركيّاً وحضاريّاً ونفسيّاً وكل حاجة في الدنيا.

ربنا يلطف بينا!.