الخميس، يوليو 26، 2012

وطنٌ نظيف

 بخصوص حملة وطن نظيف، ومن غير تكسير عزيمة ولا تثبيط هِمَم.. بس أنا عايز أعرف هل إحنا انتخبنا الدكتور مرسي عشان مشاكل البلد تتحَلّ بالمبادرات التطوّعيّة؟ هل إحنا انتخبنا مرسي في مؤسّسة الرئاسة عشان برضُه نعتمد ع المتطوّعين في حل أزماتنا زي أيام حسني مبارك؟ هو مش هدف الانتخابات الرئاسيّة إننا نكمل مؤسسيّة الدولة على أساس ديمقراطي يؤهّل البلد إنها تحل مشاكلها موسّسيًا..!

هو مش فيه شركات نظافة الحكومة متعاقدة معاها عشان تنظّف الزبالة دي؟ هل يُعقل إني أسيب الشركات دي - اللي بسببهم الزبالة بقت رُكام في كل شوارع مصر نظيفها و"مش نظيفها" وخلّتنا نترحّم على أيام رجل النظافة اللي كان بياخد تلاتة جنيه في الشهر مقابل إننا منشوفش الزبالة بالمنظر المُمرض ده - هل يعقل بقى إني أسيبهم وأروح أعتمد على حسني النوايا من المتطوّعين عشان يعملوا وطن نظيف؟

طيّب لما الشباب المتطوّع يخلّص حملته "وطن نظيف" يوميْ الجُمُعة والسبت القادميْن، خلاص كده المشكلة اتحلّت؟ مش حنشوف زبالة في الشوارع تاني؟ - أنا مفترض إن الحملة فرتكت مصر نظافة يعني - يعني أكيد الدكتور مرسي على تمام الثقة إن مصيبة الزبالة دي مش مصيبة كده تتحلّ بسخونة يومين، دي أحد كوارث مصر.. اللي مينفعش تتحلّ غير بعمل مؤسسي وعلى مستوى كبير جدًا..

ثم إنه فين لمؤخذة المجالس المحليّة اللي مترتباتهم أكتر حاجة مكلّفة بيعملوها واللي كان قال عليها زكريّا عزمي - بنفسه - قبل كده إن الفساد فيها وصَل للرُكَب؟ يعني هل يعقل إن الشباب بتاعنا يروح ينظّف ودول لمؤخذة قاعدين لي في الطّراوة وبياخد مرتبات ومكافآت على كده كمان؟

انتو عارفين بقى العمل التطوّعي الصّح بقى.. إننا نلمّ الزبالة آه.. كلها.. ونروح رامينها قُصاد مقارّ المجالس المحلية والأحياء.. ويعيشوا هم في القرف والزبالة ويحسّوا هم هاملين الناس إزاي ومعيّشينهم فـ إيه؟

لو كده.. أنا دايس وشّ!!

الثلاثاء، يوليو 24، 2012

رمضانيات - الخوْف من الرياء


هي مشكلة عويصة كلنا بنواجهها، وأول حاجة عشان نواجهها إننا نعترف إنها موجودة..

مشكلة إنك تخاف تعمل العمل أحسن يُحبط عملك لما الناس تقول عليك جامد وحلو وإن نفسك يروق لها ذلك،

مشكلة الموضوع ده إنك لو فضلت تفكّر كده مش حتعمل أي حاجة فـ حياتك، خاصّة إن معظم الأعمال التطوعية بيشوفها الناس، والناس كلها بتعرف إنك بتعمل العمل ده وحيشْكروا فيك، فلو فكست لكل عمل خايف فيه من شبهة الرياء يبقى حيفوتك خير كثير، كمان يتلعب في دماغك إنك متنشرش الفكرة التطوعية اللي بتعملها مثلا خوفًا من الرياء برضُه، فينتج عن كده إن عملك التطوعي ده يفضل محصور عليك انت واللي معاك بس، وممكن تكون عامل نجاحات محترمة لو انتشرت كتير حيبقوا عايزين ينضمّوا ليك أو حتى يقلّدوك، بس عشان انت خايف من شبهة الرياء، مانتاش عايز تقول لحد ع الموضوع ده.. وهنا عايزين نفرّق بين حاجتين:

- إنك بتنشر إنجازات عملك التطوعي ده، صور.. فيديوهات.. تقارير.. عشان الناس تعرف إنه فيه نماذج ناجحة وتُعتبر زي pilot projects تجر وراها أعمال خير كثيرة جدًا..

- وإنك تكون مش عايز من ورا شغلك ده غير المنظرة فعلا، ووقتئذ كل ما تعمل "فسوة" حتبقى عايزها تضّرب في اتنين عشان يتحقّقلك مُرادك النفسي اللي بيُشبع العُجب اللي عندك،

فعادي لازم تفرق بين الاتنين..

عايز أقوللك إنه حرام عليك - حرام مش فقهًا حرام بمعناها الاجتماعي يعني - إنه يبقى عندك حاجة تقدر تعملها للناس بس متعملهاش عشان ياعيني خايف من شبهة الرياء..

هو كويّس إنك تبقى خايف من شبهة الرياء، بس مش معنى كده إنك متعملش العمل!!

وعشان نخرج من هذا المزنق، ممكن تاخد في حُسبانك النقط دي:

حنقول مثلا إن ربنا كرمك وجعلك سبب في دخول ميّة لبيت فقير،

- أولًا كُل الفضل يُنسب لله عز وجل، وتحمد ربّك إنه اختارك انت عشان تكون سبب في حاجة زي كده، كان ممكن غيرك اللي ياخد الشرف ده..

- آه ممكن تقول للناس إنكم عملتوا الموضوع ده بهدف الدعوة إنهم يشاركوا بعد كده، لكن متقعدش تفصّل فـ أد إيه تعبتوا انتوا بقى في اللي عملتوه وأد إيه الدنيا كانت حرّ والعطش شديد وصرفتوا كل فلوسكو..

- حاول تكثر أي من أعمال الخير اللي محدش يعرف عنها حاجة غيرك، وتكون سرّ بينك وبين ربنا فقط، لو تقدر حتى اللي بتعمل له الخير شخصيًا ميعرفش إنك انت اللي بتعمل له الخير يبقى حلو أوي :)، وتكثر أوي من الكلام ده، حسب قُدرتك طبعًا.. عشان بعد كده لما يُقاس عملك اللي الناس عارفاه ده مقابل أعمالك الخيريّة يطلع حاجة صغيّرة..

- احمد ربّك إنك وُفقت لمثل هذا العمل، وتذكّر دئمًا: إذا أردت أن تعرف مقامك، فانظر أين أقامك.. ربنا أراد لك إنك تبقى في هذا المكان ده من فضل الله عليك..

وربنا يتقبّل منكم ومنا صالح الأعمال، ويجعلها خالصًة لوجهه الكريم..

الاثنين، يوليو 23، 2012

جامعة الدول والوصاية..





تغريدات بخصوص خبر احتمال عرْض الجامعة العربية على النظام السوري بالتنحّي السريع مقابل الخروج الآمن:

الخبر: (اضغط هنا)

- خروج آمن لبشار؟!!!! هي الجامعة العربية دي بتفس في اللي مالهاش فيه ليه؟ هو الشعب السوري فوّضكم تتكلموا باسمه؟


إحنا متفهمين يا جامعة يا عربية إن قرارك مش في إيدك وإن قلتك أحسن، بس اللي مش متفهمينه إنك تبقي عارفة كده وتتعنطزي تعرضي خروج آمن لبشار!!!


بأمارة إيه الجامعة العربية تدخل في سوريا وسبع تربع أنظمة الدول العربية أنظمة ديكتاتورية طاغية على شعوبها؟!!


بأي حق تفترض جامعة بتضم نظم زي النظام السعودي حل بخروج آمن لبشار بعد ما قتل من شعب سوريا 20 ألف قتيل!!


ساكتين ساكتين طول ما كان بشار بيقتّل في المتظاهرين العُزل، وجايين لما ربنا وحّد كلمة الجيش السوري الحر وبدأ ينتصر تعرضوا خروج آمن لبشار؟!


لما تكون النظم العربية نظم محترمة أصلا تبقى ساعتها تتدخل وعلى استحياء كده في أمر سوريا، مش تفرض خروج آمن لنظام طائفي ابن كلب بيقتّل في شعبه.


يارب انصُر المجاهدين في سوريا وانتقم من بشار وعصابته واشفِ صدور قوم مؤمنين..


يارب اجعل من سوريا بلدًا عدلًا يعيش فيه أهله في أمان تحت إمرة إمام عادل يأمر بالمعروف فيهم وينهي عن المنكر..

الأحد، يوليو 22، 2012

رمضانيات - لينوا بأيْدي إخوانكم..



يمكن ربّنا كَرَمَك وعرفت طريق المسجد من سنة، سنتين، عشر سنوات.. وربنا علّمك من دينه وفقهه، في رمضان كن ليّنًا مع هؤلاء اللي بيعرفوا الجامع في رمضان بس..

احتمال كبير ميكونش لهم نصيب زيك فملقوش أب يعلمهمة دينهم، أو صُحبة حلوة تدلّهم ع الخير.. فلا تتكبّر!

لا تتكبّر!!

اللي انت فيه ده انت مالكْش يد فيه مُطلقًا..

لازم تكون على قناعة تامّة بكده.. وإلا حتبُصّلهم باستعلاء،،

فتبًص بقرف لما تلاقيه واخد حيّز زيادة أوي في الصف جنبك! أو تتضايق أوي من صوت نفسه، ولا لو كانت ريحة بقّه سجاير مثلا.. آه.. محتمل يكون لسة مخلّص سيجارة بتاعة بعد الفطار، بس مش هاين عليه يسيب الجماعة، ولا صلاة التراويح.. ربنا قبل بيه في بيته، تقوم تصُدّه انت مثلا ولو بنظرة كِبْر..

لا يا أخي..

انت دورك إنك تحبّب خلق الله في الله.. وتعرّفهم طريقه، ولو كنت سبب فـ إن حد منهم يظل على  ارتباط ببيت ربّنا لازم تعرف كويس أوي إنك مش انت اللي هديته مثلًا.. ده بس ربنا كرمك وجعلك سبب في هدايته، وكان ممكن يخلّي أي حد تاني يبقى في المكان ده بدالك..

إذا أردت أن تعرف مقامك، فانظُر أين أقامك.. صحيح مقامك عند الله عزيز، بس ده مش بالرخيص يا حلو، الجنة غالية.. وعايزة جُهد.. وتعب.. وتواضع وكسْرة نَفس..

سوريا.. والعجبُ العُجاب



من الممكن أن يتفهّم المرء من يرى في حل الثورة كثورة أنه غير مُجدي، ليس حلًا جذريًا لفساد البلاد والعباد.. ممكن نتكلم ونتناقش، أما من يدّعي أن هذه الأنظمة التي يثور عليها شعوبها هي أنظمة وطنية وصمام أمان أمام مؤامرات العالم الخارجي، فالحقيقة.. إنه لازم نتناقش برضُه :P

ولكن النقاش في هذه الحالة، يأخذ محورًا استفهاميًّا في المقام الأول، مني - أو ممن يأخذ برأيي - إلى من يدعي أن هذه الأنظمة هي حامية حمى الوطن ضد ألاعيب الغرب الخفية، وضد خبائث الصهاينة..

طب هل في مؤامرات فعلًا؟ يعني هل يتآمر الغرب علينا وكل ما نحن فيه سببه تآمر الغرب؟

الحقيقة هو أيوة ولا..

الغرب (أمريكا وإلخ) يفعل ما يراه يصبّ في مصلحته، في صورة ميكيافيلّيّة لا يعتبر فيها أي أخلاق إنسانيّة.. براجماتيّة لا تعتبر مصالح الناس في الاعتبار مُطلقًا.. كل شئ له مبرره.. حتى إزهاق الأنفس البريئة سيكون له مبرره حتمًا.. والحقيقة أن هذا لا يسري فقط علينا نحن - أي منهم تجاهنا - وإنما حاربوا أنفسهم سنينًا طويلة قتلوا الملايين من بعضهم البعض فقط لفرض النفوذ والسطوة.. كم مات في الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها نظام الأمم المتحدة الغاصب الذي أيد الأمم المنتصرة للأبد.. فلا يقرر العالم شيئًا على غير إرادة هذه الدول.. كلٌ وقوته..

ومن ضمن تآمرات الغرب، تآمره على العرب، ينشُدُ في ذلك مصلحته الخاصّة، ولو أن الغرب عَلِمَ عِلْم اليقين أن مصلحته الحقيقية مع العرب، لباتوا معهم.. ولكن بسبب سلوك العرب الاستهلاكيّ، والذي أصبح لا يعرف شيئًا عن الانتاجية إلا من رحم بي.. رأى الغرب (أمريكا وكده) أن مصلحتهم مع العرب تقتضي أن يظلّ العرب على هذه الشاكلة.. مستهلكين!

وإنه لمن العار والعيب أن يقرر الغرب فينا ما يقرر، ويلعب فينا كيفما شاء كالعرائس.. ونحن نركن للاستراحة وترك العمل، ننفذ لهم "تآمرَهم" بأيدينا.. هم ليسوا بحاجة للتخطيط الرهيب لإيقاعنا في فخّ الكسل والاستهلاك الصِّرف!

في الواقع نحن من يتآمر علينا.. لو أن لهذه الأمة أمر رُشد، يتمثل في شعوبها، ما نجحت مؤامرات الغرب ولا أساليبهم "الخفية" في الإيقاع بنا.. التآمر على الأمة واقعٌ منذ فجر التاريخ، ولكنّا لا نجد له أثرًا في عصور صدر الإسلام أو عصور الخلافة الرشيدة..

هذا لأن الدولة كانت تقوم على حاجة الناس، وتسعى لعزّتها.. تؤمن بربّها فلا تهاب أيًا من خلق الله مهما بلغت عظمته.. كانت فُرس أو روم..

وبالتالي فإن القول بأن الأمة تتعرض لمؤامرات عظيمة فتّاكة هو قولٌ صائب ولكنه في الأساس يقع على أنظمة حُكمها التي ذلّتها بين الأمم، وشعوبها التي رضخت لذلك ورضيت به.

وإنه لمن العجب العُجاب، ومن الأمر المستغرب.. أن تسمع أحدَهم يقول: أن النظام السوري - مثلًا - يعد طرف مواجهة ضد الكيان الصهيوني...

أولًا: سأُسلّم أن النظام السوري هو فعلًا الجبهة الحقيقية أمام النظام الصهيوني،

إذا سلّمنا أن النظام السوري هو الحصن المنيع الباقي أمام الكيان الصهيوني العميل، هل يُعد هذا مبررًا لقمْع كل كلمة حق في دولة سوريا؟

يا إخوة، إن الظُلمَ في سوريا لم يبدأ مع بدء الثورة - لعلكم تعرفون - وإنما السمة الأساسية لحكم الأسد الفأر هذا هو القضاء على كل كلمة حق تقال في وجه هذا النظام الغابر.. وقد خلفَ الفأر الابن أباه في الظُلم، فكما دكّ الأب حمص قبل ذلك، يدُكّها الابن أيضًا عملاً بتاريخ أبيه الأسود في القضاء على كلمة الحق قبل أن تخرج من المظلومين.

من الذي ربط بين كون الدولة جبهة أمام العدو الصهيوني وكونها بلد طاغية في الظلم على أبنائها؟ ما العلاقة بين قوة الجيش وحماية البلاد من الاعتداء الخارجي عليها والاستعداد للمواجهة وظُلم الشعب وقهره..!!

ما العلاقة؟

لماذا الربط بين قوة الدولة بطُغيانها على شعبها؟

إذا كانت العلاقة بين كرامة المواطن وطُغيان دولته عليه علاقة طردية، فحتمًا كرامة المواطن العربي هي الأعلى بين نظرائه من المواطنين "الغربيين"، ولكن الحقيقة غير ذلك!

هيْبة الدولة الحقيقية هي كرامة المواطن التي يعيش بها، فإذا كان هذا المواطن يعيش في حرية حقيقية، يقول رأيه دون خوف.. لا سقف لإبداعه في العلم والعمل.. وقتئذ تكون هيبة الدولة في أعلى مستوياتها..

هل كان لليبيا هيبة وقت حُكم القذافي؟

هل كان لمصر هيبة - أو هل لمصر هيبة - تحت حكم مبارك أو الحكم العسكري بصفة عامة؟

هل لدولة سوريا المحتلة جولانُها هيبة؟

ثانيًا: أن هذا التسليم خاطئ شكْلًا وموضوعًا..

قل لي بالله عليك، دولة سلّمت باحتلال قطعة من أرضها لدولة الكيان الصهيوني - الذي تدّعي مواجهته - حتى أنها باتت تستورد منها التفـــــاح!!! كيف تكون دولة مواجهة؟!!!

الأمور كلها لا تزيد عن كونها مصالح!! مصالح!! نواجه إسرائيل - كلامًا - وقتما تقتضي المصلحة، وقتما تؤزُّنا إيرانُ على ذلك أزًّا.. ونسكُت ولا كأننا في المنطقة أصْلًا لما لا نجد من العويل مصْلحة..

قل لي ماذا فعل نظام الأسد تجاه القضية الفلسطينية؟

من الهوان أن نرضى بحكم مثل هذا الطاغية من أجل كذبة نضْحك بها على أنفسنا!!!

اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. 





الجمعة، يوليو 20، 2012

وبعدين يا مُرسي..؟





هو النظام المجرم بتاع حُسني مبارك (المجرم نفس اللفظ اللي استخدمه مُرسي في الانتخابات تنفيرًا من شفيق) كان عبارة عن حسني مبارك بس؟ هو اللي كان بيعذب الناس وينفخ أي صاحب رأي ويضيّق على أهالينا ف غزة؟

أنا مش فاهم هو مش السيد عمر سليمان اللي حتتعملله جنازة عسكري تحت حكم مرسي ده كان من ضمن النظام المجرم البائد بتاع حسني مبارك؟

إذا كان عمر سليمان ابن بارّ للوطن، يبقى كان بأمارة إيه شفيق كان بيبشّر بعودة النظام البائد، آخره كان حيعملّنا شوية كراهة في بعض الأركان لما يخش الدولاب وخلاص خلصنا على كده؟

أنا بقول نُضبُط يا مرسي..

شُكرًا..


* * *

للفائدة، مقال يضْرب في هذا الصّدد بخصوص مُرسي وإن كان على غير ذات الموضوع: (اضغط هنا)

رمضانيات - في أدب الطعــام



بعد أول إفطار، نسأل الله أن يتقبل صيامَكم، وقيامكم..

بما إن رمضان بيجْبرنا بفضل الله إننا نفطر كلنا في وقت واحد، ونتسحّر كلنا في وقت واحد،، مبقاش فيه حجة واحد يفطر متأخّر ولا في وقت تاني غير الوقت اللي أهله حيفطروا.. صحيح هو الطبيعي إننا نأكل مع بعض، اجتماعيًا حتى..

الخاطرة هنا لن تحوى كل آداب الطعام - على الإطلاق - وإنما ما تيسّر، وما أعتقد فيه أنه قد يغيب عن أذهاننا.. قليلًا يعني،،

- حاول بقدر الإمكان الالتزام بسنن النبي (ص) في الطعام، تسمية الله سبحانه وتعالى، والأكل باليمين وتأكل مما يليك طبعًا (بلاش فضايح :) )

- متدبّش أوي، الرسول (ص) كان بيقعد للطعام قعدة كأنه حيقوم على طول، وكان قعدته وهو بيأكل قعدة متخلّيش بطنه كلها تملأ بالطعام، تخليه يشبع بدري.. عشان يفضل ثلث للأكل، ثلث للماء، ثلث للتنفس..

- احتمال كبير يكون الأكل فيه حاجات مش عاجباك، مش على مزاجك انت.. من السُنة بقى والخلق الحسن إنك ما تقعدش تقبّح في الأكل قصاد الناس.. مش عاجبك الأكل.. متاكُلش منه، معزوم عند ناس وقاعدين يعزموا عليك بحاجة مانتاش حاببْها.. اخرج من الموضوع بصنعة لطافة، متعيّبش ع الأكل أبدًا.. دي نعمة ربنا، وغيرك بياكل معاك.. مش حاجة حلوة إنك تفقع ع الناس وهي بتاكل..

- لو الأكل بقى حلو.. يا سلام.. امْدح بقى.. واشْكر الله ع النعمة..

- خليك خفيف.. في الأكل مع اللي عمل الأكل..

- متتكلّمش والأكل فـ فمك، بس سُنة عن الرسول (ص) إن يكون في حديث واحنا بناكل، ده اجتماعيًا شئ لطيف جدًا.. مش يكون الناس قاعدة تاكل وتحشّ كده وخلاص..

تقبّل الله منا ومنكم،،،


الخميس، يوليو 19، 2012

رمضانيات - في السلوك العام..



كل عام وأنتم بخيْر، رمضان جديد وفرصة جديدة للقبول عند الله سبحانه وتعالى، لعل الله يمنّ علينا هذا الشهر أن يجعلنا من عتقائه من النار.. قولوا آمين :)

بدايًة هذه السلسلة ستكون في شكل "خواطر"، لا هي ممنهجة ولا متسلسلة، بل كلما أستشعر خاطرًة أشعر أنها قد تكون مفيدة سأشاركها معكم.. سأسعى ألا تكون هذه "الخواطر" تقليديّة منعًا لتكرار الخُطب المتوقعة بخصوص هذا الشهر الكريم..

تقبّل الله مني ومنكم،،

أولًا: تقبل الله منكم قيام الشهر الكريم، وبذكر القيام أوصيكم بقراءة هذه الوصايا، كتبها أخي شريف خيري..

ثانيًا: الخاطرة الأولى بقى.. :)

عايزين بس نؤكّد على كام نقطة كده، اللي مش معتبرها من الثوابت، يعتبرها بقى م الآخر:

- كونك صايم، مش بيغيّر حاجة في بواطنك النفساوية، فكونك صايم مش حتتحول من إنسان حليم لإنسان عصبيّ ماشي يبلطج على خلق الله.. عشان قال صايم..

- الصيام في الحرّ صعب؟ الرسول الكريم والصحابة كانوا بيصوموا في الجزيرة العربية.. واخد بالك.. احنا هنا في الحضر، واللي مش مننا عنه تكييف ربنا مُنعم عليه بمروحة تهوّي عليه.. فاسترجل! بس ده مش تقليل من الثواب.. خلِّ بالك ماهو على قدر ما تكون المشقّة يكون الثواب بإذن الله.. فاحتسب، مين أدّك يا عم أجرك مضاعف بإذن الله بس تُخلص لله.

- سلوكك في الشارع ياريت متربطوش بالصيام، عشان لو انت بتكسر ع الناس وتبلطج في الشارع ده مش بسبب الصيام، انت اللي كده.. صيام من غير صيام.. انت خُلقي وروحك في مناخيرك، وإياك تكون فاكر إن ده مدح مثلًا، حاكم فيه ناس بتتفاخر أوي إنها عصبيّة وزربونة ومش طايقة نفسها، قال يعني هي كده شديدة.. وفي واقع الأمر: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وده عكس فكرتك تمامًا.. فياريت تعيد توازنات الأمور في دماغك تاني..

- النقطة اللي فوق تسري برضه ع اللي بيتذرّع إنه مشْربش القهوة بتاعة الصبح فمعلش اعذرني مش في الموود، لا يا حبيبي مش مشكلة غيرك إنك مسلّم دماغك لكباية ولا فنجان تضبط بيهم دماغك عليهم.. سلوكك تجاه الآخرين لا يعتمد على مزاج معاليك يعني.. الاحترام احترام.. ده دين قبل ما يبقى أي حاجة تانية..

- تذكّر دائمًا إن الهدف من الصيام: الوصول لتقوى الله عز وجل، مينفعش يبقى سلوكك العام مع الناس ميرضيش ربنا وتنتظر غفران من ربنا سبحانه وتعالى عمّا تقدّم من ذنبك وما تأخّر..

النصايح اللي فوق دي ليّ قبل ما تكون ليكم.. تقبّل الله منّا ومنكم،،

جزاكم اللهُ خيرًا..

الثلاثاء، يوليو 17، 2012

الإنسـان المصــري أما يتْمِرِع!



استكْمالًا للحلقة الماضية في سرد ما حلّ بالإنسان المصري، نتوقف عند ظاهرة ملموسة ولعلكم تشاركوني فيها - خاصّة من اعتمدوا لفترة طويلة من حياتهم على المنتجات الاستهلاكية المصرية "الأكل" - والحقيقة أود أن أشير إلى حقيقة ثابتة وجب التنويه لها:

أنني حينما أنتقد الإنسان المصري وأتغزّل في ما حلّ به من تشوه لفطرته أو نقص في صفاته الكريمة فإني بذلك لا أعفي نفسي من هذا النُقْصان.. ماهو محسوبكم إنسان مصري برضُه - ولكن شاءت الأقدار أن يلتفت انتباهي لمثل هذه الصفات التي انتكست في طبع المصري كي أكتب فيها فأقوّم نفسي وإياكم.. وأيضًا وهو هام جدًا: أن يتحلى كلٌ منا بقدر من الإيجابية بحيْث إذا رأى أي من هذه التصرفات السلبية في الشارع يسعى بكل ما أوتيَ من قوة أن يغيّرها.. بالكلمة الحسنة طبعًا مش عافية يعني..

ما أود لفت النظر له في هذه الخاطرة هو أمر يشعر به كما أسلفت من في تعامل مباشر مع المنتجات الاستهلاكية المصرية خاصّة تلك التي لا تنتمي لمؤسسات كبيرة.. يعني مثلًا محلات الأطعمة السريعة..

هي سمة عامّة حقيقًة لا أدري لماذا.. حينما يظهر على محل من محلات الأكل بدايات مبشّرة للمستهلك ولأصحابه، ثم يبدأ يُدرّ الدخل والشُهرة على أصحاب المكان.. يتنطّع المحل في جودته وفي أسْعارِه!

المفترض أنه حينما يُعرف عن محل ما أنه اشتهر لجودة طعامه ولأسعاره المناسبة بالمقارنة مع أقرانه يكون كل سعيه أن يؤكد هذه الصورة لدى الزبون.. ويسعى بكل ما أوتيَ من قوة لاستقطابه، ولكن الحقيقة أنه ما يلبث قليلًا - سنة أو سنتين - حتى تجد جودة وكمية الطعام في النازل والسعر في الطالع.. يعتمد على طبع سلبي آخر في المستهلك المصري وهو ما إن تعوّد على مطعم معيّن في مكان معيّن تجده لا يريد تركَه ولو اعترف بسوء جودته مع الوقت.. دائرة ثقة يخلقها لنفسه لا يحب أن يخرج منها ولو بالطبل البلدي.. نحن نحب الاستقرار.. واخد بالك.. الاستقرار.. وأن يركد الحال كما هو خير ألف مرة من أن يتشقلب مرة واحدة ولو للأحسن.. ما علينا!

مثال: مطعم أبي قير للمأكولات البحريّة قرب ميدان تريومف، اشتهر بشوربة السي فوود لديهن كانت تنافس أعتى مطاعم الأسماك على الرغم من أن مطعم أبي قير هذا محل صغير جدًا.. مفيهوش قعدة أصْلًا.. ويمكن القول أن ذاع صيته وانتشر اسمه على مسامع الكثيرين، ويندر أن تمرّ عليه إلا وتجد عليْه زحام شديد..

مع الوقت، الأسعار زادت.. نقول مبرّر، ماهو يعني المطعم مش حيسلم من التضخّم وازدياد أسعار البضاعة عليه ولا عماله.. لكن مع زيادة السعر، يصغر الحجم.. وتقل الجودة بشكل ملحوظ!!!

السؤال هو: ليه؟!

يعني مفترض أن الإنسان: 1- يشكر ربه عز وجل على ما أنعم عليه من النجاح، 2- يفعل كل ما لديه لتأكيد صورة النجاح هذه لدى المستهلك عشان ميْجيش واحد زيّ يكتب فيه مقال مخصوص!!!

طب قُل يا سيدي ده محل صغير، واتمرَع ميجراش حاجة.. محلات تانية مفترض أنها تنتسب للفئة الكبيرة من المحلات تعمل نفس العمْلة.. زي كوك دوور اللي عيشه بقى بيفَروِل - ده الطبيعي - وبيغْلى exponentially بما لا يتناظر مع غلوّ البُضاعة ولمؤخذة.. وده كوك دوور يعني.. ميصحّش.. دا عِلي عشان المقاطعة أساسًا..

والمثال الذي تتجلى فيه هذه السمة هو بالطبع محلات شاورما الريم، اللي مكمّلش سنة وهوب فرقع الفراقيع، ما إن حدث ذلك حتى زادت أسعاره، وساءت جودة شاورمته، وساءت خدمته "الدليفري وكده"..

فالموضوع يتحمّله اثنين:

1- المطعم أو خلّينا نقول صاحب الخدمة اللي اتْمرع عشامّا كَبَر وبقى يلعب بالناس..
2- الناس نفسها اللي مبقاش عندها فرق، فلا تقيّم الغثّ من السمين، ومعندهاش قُدرة على معاقبة اللي يتنطّع عليها..

وبس كده!

الاثنين، يوليو 16، 2012

الإنسان المصري وتشوّه الفِطرة!



على الرغم من إن الموضوع اتهرى قبل كده كثيرًا.. ولكن بما إنه الأمر كما هو، فلا مانع من المزيد من الهري، ولكن نحسب أن يكون هرْيًا إيجابيًا نوعًا ما..

الفكرة التي نود "تسليط" الضوء عليها - قال يعني هي ناقصة - هي الحفاظ ع الحاجة.. الصيانة.. النظافة..!

السؤال: لماذا لا يلتزم المصري بالحفاظ على الحاجة.. من تلقاء نفسه؟

حينما تسير في شوارع الكوربة، تبقى بتتمنى تستمتع بمبانيها الفنية الجميلة، ولكنك تجد نفسك بتضحك على نفسك، لما تلاقي نفسك بتحاول تقنع نفسك إنها تستمتع بمباني مترّبة، ومش نظيفة..

في الغالب، الفراغ ما بين اللافتات المعلقة على الكوبري وجسم الكوبري مبيبقاش فراغ.. الحقيقة بيتحوّل لمقلب زبالة.. شوف ابتكار المواطن المصري الأصيل إنه يخلّق أماكن جديدة يرمي فيها زبالته..!! الصراحة حاجة تقرف!

الحقيقة، مما استنبطته.. أن المواطن المصري - في الغالب يعني إلا من رحم ربي - لا يجعل من الحفاظ على الجمال همًا له إلا إذا كان ذلك مرتبط بعائد مادّي له..

يعني طول ما الموضوع مفيهوش مصلحة، يبقى إنشالله تولَع!

والحقيقة أن الموضوع غير قاصر على النظافة فقط، بل الصيانة بشكل عام.. يعني مثلًا.. مصاعد العمارة التي أسكُنُها، هم أربعة مصاعد مقسّمين بالتساوي على نصفيْ العمارة.. المصعدان اللي بيخدموا صفّ الشقق اللي ساكن في وسطهم رئيس اتحاد الملاك، ماشاء الله اللهم لا حسد.. ويارب يفضلوا كده علطول.. مبيعطلوش، ونظاف كده دايْمًا ماشاء الله.. أما بقى المصعدان الآخران.. اللي بيخدموا السُكان العادة.. من فترة لفترة يعطلوا، وأداء المصاعد عامًة تلاقيه في الزُقزيقة.. ونوره يرعّش أحيانًا.. ومش نظيف، تملّي يعني.. كده!

الدافع اللي يخلّي القائمين على العمارة يصيّنوا المصاعد اللي بتخدم رئيس اتحاد الملام أكبر بكتير جدًا من الدافع اللي يخلّيهم يصيّنوا مصاعد الناس العادة، بل أحيانًا قد تصل - في بعض الأماكن يعني مش شرط عمارتنا - إنه لما القائمين على الأمر يقوموا بدورهم، يبقى فضل من عند معاليهم مش الواجب، ولما حتى هذا الفضل بيتعمل، مش لازم يتعمل بذمّة أوي..

هذه الذمّة أصبحت صفة لقلائل في هذا البلد، ما هو برضُه حاسس إنه مظلوم وحاجاته مش متلبّيّة، فعلى قعد فلوسْكو بقى!

من فترة، جُدّد ميدان هليوبوليس، جُدّدت حديقة الميدان الوسطى وسُفلت الشارع ليصبح أكثر نعومة، ووضع علم مصر ليرفرف وسط الميدان، قماشة العلم كبيرة كده تفرح، والله لما كنت بشوفها كنت بنبسط.. والله فعلًا أنا الحاجات بتؤثر فيّ.. الموضوع لم يمُر عليه زمن طويل، حتى تمزّق الجزء العلوي من العلم، وأصبح يرفرف متناثرًا وكأنه يشحذ، أو بيرْدح مثلًا.. والموضوع مطوّل الحقيقة.. متعرفش بقى اللي جدّد معملش حسابه لو حاجة زي كده حصلت من المسئول عنها يصلّحها؟ ولا على قد فلوسْكو برضه - الموضوع معمول هدية من شركة تعمل في الإضاءة بالمناسبة- ؟ ولا فاكس الفكرة إنه العلم يتقطع ميتقطع ولا يتنيّل يعني هو مين اللي حيركّز..

الفكرة بقى فـ إيه؟ إنه الفِطرة.. انتكست!!! خاصّة في موضوع الزبالة اللي في الشوارع ده، بصرف النظر إنه المفترض إنه في حيّ وناس تُسأل عن الزبالة اللي في الشوارع دي اللي طالت النظيف والمتواضع.. الناس أصبحت لا تجد مشكلة فإنها تمشي وجنبها كوم زبالة مرمي، القطط جوّاه ياما وأعزكم الله يعني الريحة جايبة مدى بتاع أربعة أمتار حواليها..

نرجع نقول، إنه ليه تنظف، هل في فلوس ورا إنها تنظف؟ إذا كانت الإجابة لا.. يبقى فاكِس!!! وهذه مصيبة في حد ذاتها الحقيقة.. أعتقد أن هذا عَوَر أصاب الشخصية المصرية وقد نحتاج سنوات لعلاجه..

بالإضافة إنه سلوك المواطن نفسه في تزبيل / إهْمال الشارع أو المكان العام - اللي ماله سايب ده - أصبح أمر لا يُزجَر عليه.. لا من قبل الحكومة، ولا من قبل الناس أنفسهم، ولا من نفسِه.. بل قد يجد في نفسه ما يبرر تزبيل المكان العام الذي يرتادُه..

شئ يغيظ أما تشوف كل مواطني بلاد الدنيا مش عايز يزبّل بلده - وده شئ طبيعي مش إعجاز يعني - وأنت البلد المتفرد اللي الزبالة أصبحت سمة من سماته..

طبعًا الموضوع متباين، مش كل محافظات مصر واحد، الحقيقة القاهرة بتتألق بالذات في الموضوع ده، لكن إذا كان نصيب بقية المحافظات أقل في العتاب بخصوص الزبالة والتزبيل، فمسألة الضمير كلنا فيها في خندق واحد.. انهيار عقارات الإسكندرية - مش أول مرة - والعمارات المخالفة في الإسكندرية كثيرة جدًا وقد "نفاجأ" بسقوط المزيد من العقارات إن لم يتحرك ساكن من أصحاب الضمائر الميتة في الأحياء هناك، وغير ذلك في شتى ربوع مصر..

مصيبة لما الموضوع يتعلق بأرواح الناس، والضمير فيه يغيب، والله أنا ما عارف اللي أعطى تصريح هذه العمارة المخالفة - لو عايش يعني - يا ترى نايم في سكون وعلى راحة راحته ومش على باله العشرات اللي قُتلوا بسبب إهمالِه وضميرِه الميّت!

داحْنا عالم سايْكو باين!!

ربنا يصلح الحال..

السبت، يوليو 07، 2012

اللهم رُحْماك بهم..


بالأمس، كنت عند مسجد رابعة العدوية منتظرًا عند محطة الأتوبيس، في الواقع لم أكن منتظرًا للأتوبيس وإنما استغللت خلوّ أريكة الاستراحة من الناس فقلت أستظلّ بظلّ تندتها.. المهم، وافق ذلك انتظار أم كبيرة في السن مظهرها كمظهر سائر أمهات المصريين.. أعتقد أن عمرَها قد جاوز الستين "مرتاح".. كانت تنتظر معي على نفس الأريكة..

مع مضيّ الوقت، أبدت هذه الأم تعبها وإرهاقها من طول الانتظار.. فلم تستطع كتمان إحساسَها بهذا الإرهاق، فاشتكت لي قائلة: كل اللي كانوا واقفين معايا ركبوا وأنا لسة ماركبتش.. الأتوبيس بتاعي مش راضي يعدّي.. لا 700 عدى ولا 936 عدى ولا... ولا...

كانت الساعة وقتئذ الثانية ظُهْرًا، وكان الجو شديد الحرارة.. أنا اللي اسمه شاب لم أستطع تحمل شدة الشمس ولجأت للتندة لأستظل بها..

لو أنك كنت معي وسمعت شكوى هذه الأم.. فتتسلسل خيوط الأفكار في خيالك عن عيشة هذه الأُم.. ربما تعيش هذه الأم مثل هذا التعب والإرهاق كل يوم منتظرًة أتوبيسها الذي يوصّلها لمسكنها في الموسكي..

لا أولاد لها فيصّلونها لمقصدها من غير عناء، أو لعل أولادها هم أصلًا لا يجدون ما يركبون ليقضوا هم مصالحَهم.. لعلها فقدت زوجها منذ زمن.. وجاءت كل هذه المسافة معتمدًة على مواصلات القاهرة الغير آدميّة لتكشف عند التأمين الصحي بشارع الطيران أو تجد ضالّتها عند مسجد رابعة العدويّة.. لا أدري.. ولكن أحسب أن دفعها للمجئ في هذا القَيْظ وبمواصلات القاهرة - التي لا تأتي أصلًا - دافعٌ عظيم.. لعل حياتَها بين هذا المشوار وبين بيتِها..

احمد ربَّك يا أخي، إذا كانت لك سيارة بتكييف توصلك منتهاك وقتما شئت.. احمد ربّك إن كنت تنعم بالصحّة لتركب المواصلات فتصل مقصدك من غير مذلّة لخلق الله.. احمد ربّك أنك لا تزال تخدم أمَّك وادعوه ألا يكتب عليها أن تكون ظروفها كظروف هذه الأم..

لا أدري كيف تصرّفت هذه الأم لتصل إلى مقصدها بالموسكي بعدما عزفت أتوبيسات الموسكي أن تأتي إليها.. أسأل الله أن تكون بخير الآن..

وإذا بالسيدة تشكو إليّ أمرَها، إذا بامرأة تفرش الأرض ببطّانية لأخرى مُعْدمة.. لا تستطيع الوقوف على رجليْها.. ولعلها لا تجد مسكنًا لها.. افترشت الأرض على هذه البطانية، لا تطيق النظر إلى الشمس وهي في هذه الشدّة.. الظروف كلها قاسية عليها..

وقتها قالت هذه الأم: اللي يشوف بَلْوِة غيره، تهون عليه بَلْوِته..

الحمد لله..

اللهم وفّق مُرسي أن يشكّل حكومًة تضع نُصب أعينها أمثال هؤلاء.. بعيدًا عن صراعات السياسة والاستحواذ على الحكم..

الثلاثاء، يوليو 03، 2012

خواطر تنفيسية - أيها التويب/الفيسبوكر الجامد!


هذا الجيل ومن قبله أول مرة بالنسبة له إنه يمر بمثل هذه الفترة من الثورة والصراعات السياسية واللخفنة والمقصّــات وتساقط الأقنعة والكلام ده.. فالطبيعي.. الطبيعي.. إنه يفاجأ بكل حاجة بتحصل، والطبيعي إنه ميبقاش فاهم.. يعني ده مش عيب في ذات هذا الشعب - بجيلينه - إنه يتوقع حاجات تطلع مش هي اللي حتحصل.. ولا هو عيب إنه يُصدم من كده..

صحيح لازم يبني توقعاته ع المنطق، ويحلل بمنهجية - بقدر الإمكان يعني - بحيث يقدر يتوقع اللي ممكن يحصل من العسكري بقى من الثوار من الإخوان من الشعب من برة من جوة من أي حتة.. العوامل والأطراف كتيرة أوي أوي.. والإعلام كبير ومتشابك وفتاي أوي أوي.. فمصادر التشويش ع المواطن المصري مش طبيعية.. كل ده بيخلي توقعاته ممكن متبقاش في محلها.. ده مش نقص في عقله.. ده لإنه مفيش أي حاجة من اللي إحنا عايشينها ماشية بشكل قياسي..

العيب بقى، ع اللي ربنا مديله بُقين حافظهم.. ومعندوش غيرهم.. ووقت ما الناس قاعدة - غصب عنها مش قاصدة - تتوقع إيه اللي حيجرى في البلد، ما هي البلد بلدهم برضُه وأكل عيشهم فيها فطبيعي يتوقعوا عشان يعرفوا يعملوا إيه في دي بلد.. هو يبقى ساكت.. قوم بقى لما يحصل شئ غير اللي ناس متوقعاه.. تلاقيه يكتب لك تويتة ولا ستيتس ع الفيسبوك على إحدى الهيئات التالية:

- والله انتو شعب غلبان، لسة بتثقوا في فلان الفلاني، ده راجل **** من زمان.. "على أساس إن سيادته من كَوكب تاني"..
- ناس طيبين أوي يا خال..
- انتو لسة واخدين بالكو دلوقتي.. "وكأن معاليه هو الجهبذ اللي ما فاتتوش حاجة"..
- الموضوع باين م الأول.. - يكتب جملة قرأها في أي بتنجانة تدل إنه علامة يعني ثم يتبع ذلك بـ "يا غجر"..

يا ريت بس معالي جناب التويب ولا الفيسبوكر الأسطورة يتواضع ويتنازل للشعب العادة اللي زيّينا، وينخرط معانا في الخرنوط اللي إحنا كلنا عايشين فيه ده، عشان م الآخر مفيش حد مننا كلنا عاصر البتنجان المقلي اللي إحنا عايشينه ده، وكل ما تقارن اللي حصل في مصر باللي حصل في أي حتة في العالم تلاقيه معاه شوية فـ حاجات، وحاجات تانية يتفرّد النموذج المصري بشتتان في جهات متفرقة وعديدة.. ده غير إن زمان غير دلوقتي.. العوامل المؤثرة زمان غير البظرميت اللي إحنا عايشينه دلوقتي..


ولو فعلا سيادة معالي التويب أو الفيسبوكر ده جامد وكان متوقع الكلام ده.. يتواضع يعني.. يتواضع.. مفهاش حاجة.. داحنا في الأول وفي الآخر برضه.. عايشين في بلد واحد، نتّيتة زي بعض.. فمش أسلوب يعني..

وربنا يهدينا جميعًا..