الخميس، سبتمبر 26، 2013

البتاع المُعيَّن هايص!

 
حُق للناس إنهم يعترضوا على إعلان مرسي اللي حصَّن فيه قراراته رغم إنه رئيس منتخب إلا إن ده ميدِّيلوش الحق يغير النظام العام ويضفي قُدسيَّة على قراراته، وهو نفسه قال إنه الإعلان الدستوري ده كان أبرز أخطاءه.

إنما الحلو بقى في اللي مبيعترضوش على أي قرارات يطلَّعها البتاع اللي متعيَّن على دبابة ده ولو كان فيها إهدار لكل الحقوق المتعارف عليها بقالها سنين.. عدلي منصور طلع قرار بإلغاء السقف الزمني للحبس الاحتياطي، يعني عمر وعريني وغيرهم ممكن يفضل يتجدد لهم الحبس الاحتياطي كده لما لا نهاية!

يعني بتاع مش منتخب وجاي على ضهر دبابة وكمان بيطلَّع قرارات تاخد من حقوقك الإنسانية يا مواطن وانت عامل فيها من هولندا!

ناس تعشق اللي يرقعها صحيح!

ربنا يتولانا برحمته.

الثلاثاء، سبتمبر 17، 2013

في المرأة!



"المرأة تساوي الرجل في كل شئ" أكذوبة كُبرى وفي كثير من الأحيان يُضَل بها الكثيرون تحت دعاوي "الإنسانية" وغيره، في حين أني واقعًا أراها مخالفة للفِطرة والواقع وإن كان تحقيق المساواة أمر وارد.

بمعنى أني أرى أن المرأة تكافئ الرجل تمامًا، فهي تقوم بأشياء لا يستطيع هو القيام بها في الحالة السوية، وكذلك فإن الرجل يقوم بأشياء لا تستطيع هي القيام بها في الحالة السوية.

ماذا أعني بـ "لا تستطيع/لا يستطيع في الحالة السوية"؟

يعني يمكن للمرأة أن تقوم بما يقوم به الرجل وبكفاءة عالية ولا يُعد ذلك أمرًا شاذًا عليها، ولكن يسبب ذلك خللًا في المجتمع لأن الدور الحقيقي المنوطة هي به تأثر سلبًا.

وبالتالي فإن القول أن المرأة لا يمكنها القيام بمهام الرجل وأنه لا يمكن القياس على حالات شاذة للمرأة تفوقت فيها فيما يعمل به الرجل (مثال: مارغرت ثاتشر أو شجرة الدر أو حتشبسوت) هو قول مُعتل لديّ ولا أقيم به حجة. لأننا نعيش واقعًا نجد فيه المرأة تقوم بأعمال الرجل كما يقوم هو ولكن ما أريد إثباته هنا أن تقمُص شخصية المرأة للرجل يحدث خللًا بالمجتمع لأن دورها الأساسي تأثَّر سلبًا.

والعكس بالعكسِ.

ثم أني أرى كثيرًا من الحركات النسائية Feminists غير متسقة مع نفسها فيما تدعو إليه، يعني كثيرًا منهن يسوِّقْن لمساواة المرأة بالرجل أن تكون مثله تمامًا، حتى أن كثيرًا منهن يتعمَّدْن لباس لبس الرجل والتعامل كما الرجال. في الحقيقة هذا أمرٌ فيه تناقض، لأنه هذه الدعاوي تحمل في طياتها إعترافًا أنه: "من أجل القيام بأعمال الرجال والمساواة الكاملة معهم علينا أن نكون مثلهم، وبالتالي لكي نكافئ الرجل علينا أن نكون رجالًا نحن الأخروات.. يعني مواصفات القيادة في المجتمع يجب أن تكون ذكورية!"

وفي الحقيقة هذا انتقاص من المرأة، لأن المرأة مرأة، لا يمكن أن تساوي الرجل. وكذلك الرجل لا يمكن يساوي المرأة. بل تتزن العلاقة أن يكافئا بعضهما البعض، فيتحمَّل كلٌ منهما عبئًا مختلفًا عن الآخر وإن كان هدفه الأسمى في النهاية واحد.

إنما خلق الله الرجل والمرأة ليتكاملا لا ليتناحرا في هذه الحياة.. قناعتي أن المنافسة الحياتية بين الرجل والمرأة هي أمر مُبتدَع ولا أصل له في الفطرة الإنسانية. وإن كان يجمعهما تنافسٌ فهو في سبيل الله ورضوانِه.

واللهُ أعلم.

الاثنين، سبتمبر 16، 2013

رأيي في اعتصام المترو (وما يشابهه من أفكار)



تعودت أن أقيِّم الأمور بنتجائها، فتكون الإجابة على سؤال: ما المرجو؟ هي الفيصَل - نوعًا ما - فيما أنوي فعله، ومن هنا فإنه ومع كل فعالية تمُر بها الثورة أسأل نفسي هذا السؤال: ما المرجو من هذه الفعالية؟ لماذا؟ وأستنتج من هنا قرارًا قد يحتمل الصواب وقد يحتمل الخطأ.

بخصوص اعتصام المترو، فالفكرة - حسبما فهمت - كانت تعتمد على الآتي:

- ازدحام شديد جدًا بالمترو يترتب عليه شلل عليه مروري على سطح الأرض.
- ربكة في خط المترو، خسائر لشركة إدارة المترو.
- تعسيف لحركة المواطنين الطبيعية،

وكان الهدف النبيل من ذلك هو:

- شل البلد،
- التأثير سلبًا في الاقتصاد،
- انهيار الحُكم (أي الانقلاب).

بالتأكيد لم يخطط أصحاب الفكرة أن يكون يوم اعتصام المترو هو الذي سيقضي على الانقلاب ولكن لعلهم فكروا أنها خطوة على طريق إسقاط الانقلاب.

***

ما شغل تفكيري هو أن عقلي رفض الاقتناع أن مثل هذا التصرف سيؤثر سلبًا على استقرار الحكم للانقلابيين، يعني هب أن الاعتصام قد نجح وشُلت بالفعل حركة المرور وانهار المترو والاقتصاد كذلك، كيف سيؤدي ذلك بأي سبيل إلى زعزعة حكم الانقلابيين؟ بل على العكس أرى أن الفكرة ستشد من عضدِهم وتثبت لدى العامة أننا ننشُدُ هدمًا لا بناءً، فضلًا عن أن الهدمَ الذي ننشُدُه لا يأتي في سبيل إقامة بناءٍ عادلٍ فيما بعد. لأن الحكاية لا تتعدى تضييق على مصالح العامة لن يُمَس بسببه أصحاب الانقلاب.

سيظل الحكم في مخلب الانقلابي حتى لو انهار الاقتصاد بكاملِه، ولن يؤدي انهيار الاقتصاد إلى انتفاضة الكتلة الصامتة المؤيدة باطنًا لحكم الجيش، لأنه في قرارة نفسِها هي تعلم أن سبب زعزعة الحكم هو تصرفات "الإخوان" لا حكم الجيش، فضلًا عن أن الزن على الأذن أمر من السِحر، فعلى الرغم من الفشل الاقتصادي لحكومة البِبلاوي حتى الآن - بسبب السياسات الحاقنة العاجلة لا بسبب مسيرات مناهضي الانقلاب - إلا أن المواطن العادي لا ينسب الفشل إليهم، بل يصدقهم في كل ما يقولونه بواسطة أبواقهم الكاذبة عن إرهاب الإرهابيين في سيناء وعن بطولات الجيش العرمرم في صد هذا الإرهاب في حين أن حقيقة ما يحدث من سيناء - بحسب ما يصلنا من المراسلين المستقلين هناك - أن الجماعات الجهادية التكفيرية الحقيقية لا يمسُها السوء بينما يضارّ أهالي سيناء الذين لا ناقة لهم ولا جمل مما يحدث.. المواطن العادي لا يعرف ذلك: المواطن العادي يصدق إعلام الجيش مهما قال له، حتى أن قطاعًا واسعًا منهم صدقوا وجود السلاح الكيماوي في رابعة وقت الاعتصام..

حسنًا، نحن لا ننشُدُ المواطن العادي فهؤلاء لا تُقام عليهم الثورة..

إذًا، ما المرجو من الفكرة؟

إذا كان كيان الحكم الانقلابي لن يهتز، وإذا كان الإعلام سيسوِّق للفكرة أنك تتعمد إيذاء الوطن، وإذا كان المواطن العادي لن يستجيب إليك لأنك ضيَّقت عليه حركته الطبيعية في اليوم، وإذا كانت الفكرة لا تسوِّق لنفسها إعلاميًا - لأنها اعتمدت على كتم الهتافات المعادية للانقلاب والاعتماد فقط على محاولة شل حركة المرور - فما المرجو إذًا من مثلِ هذه الأفكار؟

نفس الكلام عندي ينطبق على فكرة: "العصيان المدني" أو "الاضراب"،

رأيي أنه إذا لم يكن لديك زخم شعبي ورغبة حقيقية في العصيان المدني فإن ما تفعله لا ينتج شيئًا غير تعريض الفئة المناهضة للانقلاب إلى الخطرِ البيِّن، لأنه سيُحصروا بدقة وقتها، دعنا نتذكر إضراب السادس إبريل في العام 2008 وقت حكم مبارك وقت أن كان جُل الشعب المصري يلعن السرقة والفساد، وقتها: على المستوى العام، فشل الإضراب.

أعلم، أن إضراب 6 إبريل سمَّع بقوة في ثورة يناير فيما بعد، ولكن للأسف: الحال غير الحال الآن، لأنه علينا الاعتراف أن الشعب المصري منشق، ليس الكل مع الانقلاب طبعًا، ولكن قطاعًا كبيرًا منه كفر بالثورة وبالحرية ومنهم من كفر بالكرامة الإنسانية، وبالتالي: فإن صدى الإضراب أو العصيان المدني اليوم لن يلِجَ بنا إلى إنهيار لنظام حكم الاستبداد الحالي، وإنما سنضيِّق الأمرَ علينا - كرافضين للانقلاب - أكثر وأكثر، وسيعلو نجم الاستبداد والقمع أكثر فأكثر.

ختامًا أقول أن هذا اجتهادي، يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، وأسأل الله تعالى أن يهدينا الحق ويرزقنا اتباعه إنه وليُ ذلك والقادر عليه.

الخميس، سبتمبر 12، 2013

بيوت الله، وأوقاف الحكومة! (مسجد يوسف الصحابي)

مسجد يوسف الصحابي بالنسبة لي مش مصلى بصلي فيه وأمشي، مسجد يوسف الصحابي يعني:

- أحسن صُحبة بإذن الله تشوفها هناك،
- مقرأة والدي بعد صلاة الجمعة هناك،
- درس مصطفى حُسني كل يوم أربع،
- درس فاضِل سُليمان ما بين التراويح،
- الأنشطة،
- العيال اللي بتجري تلعب وتتمرمَغ على أرضِه،
- الشيخ محمود بتاع زمان الله يمسِّيه بالخير بقى،

ساءني جدًا لما رُحت أصلي العشاء النهاردة هناك وشوفت الورقة المعلقة برَّة بنفسي: إن المسجد هيتقفل بعد الصلاة بنصف ساعة ونرجو الالتزام "منعًا للإحراج".

قلبي اتقبض وأنا داخل ألحق الجماعة، مع قلة الضوء اللي فيه حسستني إنه الجامع اتغيَّر ومبقاش مسجد يوسف الصحابي اللي الواحد اتعوَّد عليه..

معقولة يبقى حاله كده بعد ما أنواره كانت بتملا مصر الجديدة كلها،

ويحزنك إنه عمره ما كان له موقف معادي للسُلطة بالعكس، مافتكرش إنه جِه فيه إمام إلا وكان مفاد خطابه إنه نهدِّي اللعب ونعمل على إصلاح أنفسنا والدعوة الحسنة وغيره..

ليه يسدوا في وشوش الناس بيوت ربِّنا؟!

هم ليه مُصرِّين يصنعوا الإرهاب بإيديهم؟!

الأربعاء، سبتمبر 11، 2013

بيوت الله، وأوقاف الحكومة!

أذكر من كام سنة كده أيام حكم موباريك كنت في التجمع الخامس أنشد مسجدًا للصلاة، وصلت للمسجد بعد ما الصلاة كانت خلصت ولما شوفت إن المسجد مقفول تمامًا كنت في غاية الضيق.

حسيت إن الناس بتقفل في وشَّك بيوت الله وبتمنعك من الصلاة،

مهما كان تبريره لكده، في النهاية وقع ده عليّ كان: بقفل في وشك باب بيت الله.

اليومين دول ومع القرارات اللي أصدرتها وزارة الأوقاف بناءً على التعليمات الأمنية، زي: منع جمع التبرعات ومنع الأنشطة ومنع المقارئ تحت دعوى إن المساجد "للصلاة بس!"، افتكرت جدًا اليوم ده، وحزنت لتضييق مفاهيم الناس، وتحويل الدين لطقوس وبس! وتفريغ فكرة "المسجد" من حقيقتها، للمسجد للصلاة أيوة، بس هو كل حاجة تانية.

المسجد كل حاجة: صلاة، وتجمعات لفعل الخير، وتجمعات لمناقشة أي حاجة في البلد، ومجالس علمية (شرعي وحياتي)، وتواصي بالحق و.. و..

لما أعرف إنه من كام يوم مسجد يوسف الصحابي (اللي عمر ما تولى إمامته حد يهاجم السلطة) أعلن إنه نظرًا للظروف الأمنية الجامع هيتفتح قبل الصلاة بنُص ساعة وبعدها بنُص ساعة ووقف كل الأنشطة اللي كانت فيه يبقى حرام!

إيه ذنبنا إن خطابك عقيم وإن الناس عارفة إن روح الإسلام مش في اللي بتقوله، فالناس بتجتهد في الجامع عشان ترضي ربنا.. تقوم عشان تجبرها على سماع اللي بتقوله وبس تمنع اللي بيعملوه بشكل أمني!!

لو خطابك اللي ع المنبر فيه حقيقة الإسلام كان الناس راحولك وقصدوا رضا ربنا في اللي بتقوله، لكن عشان مش دي الحقيقة وفيما يبدو إنك عارف الكلام ده، فببتعامل "أمنيًا" مع بيوتِ الله وبتمنع الأنشطة اللي عامله حركة للناس في سبيل الله.

العقاب الجماعي من سِمات الدول الديكتاتورية الهشَّة اللي مش فالحة غير بالحديث بالسلاح وفرض رأيها بالقوة الأمنية، لكن انت لو حقاني تواجه الإرهاب بالقانون - لو وُجد - وتسيب اللي بيشتغل يشتغل.

المساجد بيوت الله.

ربنا يتولانا برحمته.

الأحد، سبتمبر 08، 2013

جاهزون لأي شئ، حصل اللي حصل

مع تقدم الزمن ابتداءً من يوم 28 يناير 2011 وأنا أتبلد تمامًا تجاه ما أسمعه من أخبار فيما يخص السياسة أو الدولة أو الإنسانيات في هذا البلد بصفةٍ عامة، وكانت أقصى حالات الصدمة والترقب - وحقًا أقول - حينما رأيت صور ولافتات حسني مبارك تُقطَّع وهي أعلى المباني الحكومية، وقتها شَعُرت أن حاجزًا حقيقيًا داخلي انكَسَر، وأنا لا أخجل من الاعتراف بذلك. قبل اندلاع موجة 25 يناير كنت لا أتصور أن التغيير في مصر سيأتي بهذه الطريقة، أو بالأحرى لم أتخيل أن المظاهرات ستنجح في إزاحة حسني مبارك العتيد من كرسيِّه المغرِّي على الرغم إنه معاه كل أسباب البطش والتسلُط. وكنت أظن أن الحالة التونسية لا يمكن قياسها على مصر بأي حال، لأني لم أكن أتوقع أن الجيش المصري سيحذو حذوَ الجيش التونسي في هذا الصدد فيرفض ضرب المتظاهرين ويُجبر الرئيس على التنحي.

غير أنه مع تقدم الزمن يتبيَّن إنه أصلًا مُدخَلنا في الأمر محدود للغاية، وأنه في النهاية سواء كان هياج الشارع مُنَظَّم أو غير مُنَظَّم فإنه يُستَغل من قبل الأطراف التي تلعب السياسة في البلاد من قديم الأزل.. وأدَّعي أنه حتى هذه اللحظة لا يمكن الجَزم بـ "أين الحق الأبلج؟" ولكن فيما أرى يمكن التعرف على كثيرٍ من "الباطل اللجلج"، والآن لدي قناعة - قابلة للتغيير - أننا مجرد طرف في معادلة كبيرة جدًا، وأننا لسنا طرفًا إيجابيًا مُبادرًا، بل يخدِّم على أطماع آخرين في الوقت المناسب.

ثم أني وبتتابع الأحداث، من استفتاء شرخ الشعب المصري إلى انتخابات البرلمان إلى حل البرلمان (أين البرلمان؟) إلى انتخابات الرئاسة وظهور قُطبَيْ المسرح المصري كفيلم طيور الظلام وحتى انقلاب 3 يوليو 2013 وأنا أتبلَّد وأفقد الإحساس بالأمور تمامًا أو أفهم الأمور على حقيقتها نوعًا ما لا أدري.

للحق كنت في غاية الهدوء والاسترخاء بينما كنت أستمع للسيسي وهو يتلو بيان الانقلاب، ولم يكن ذلك من باب تقليل حجم الموقف أو استهانةً به.. ولكن نفسي ألِفَت شألبظات المسرح العام المصري فظهرت حقيقة الدولة المصرية الكُفتويَّة وعِشنا على الحقيقة انقلابًا عسكريًا واضحًا كوضوحِ الشمسِ مُتَلَبِّسًا بنكهة شعبية ذات خلفية فلولية، ومعها حَسني النوايا على كثير من مثقفي السلطة المُنَظِّرين - على كل لون يا حلاوة - على كثيرٍ من نُشطاء الثورة الجعجايِّين على غير ذلك.

وبالمناسبة أنا سعيد بذلك، طالما أن حرقة الدم لن تأتي بنتيجة في كل الأحوال، فأعتقد أنه من الحِكمة فعل ما يُمليك عليك اجتهادُك تبغي به رضا الله وفقط من غير أن تتألم من تقلب الأوضاع في هذا الوطن الحلابِسَّة.

فقط ابكِ على ما كان منك من تقصيرٍ في حق الله، وترحَّم على من مات في سبيل الحق.


طرفة للعبرة | العقد اللولي

طُرفة للعِبرة:

يُحكى أن قرينة الرئيس السابق موباريك ادَّعَت أن عُقدها اللولي قد سُرِق، فهاج القصر كله وشكَّ الكلُ في الكلُ، وكلف الرئيس وقتها وزير داخليته بالبحث عن السارق والقبض عليه، واسترجاع العقد اللولي لحرمِه المصون. 

لم يتجاوز الأمر بعض اليوم حتى وجدته في أحد أدراج الكومود بجانب السرير، فقالت لزوجِها أن: خلاص لقيناه. بعدها اتصل بوزير الداخلية ليُخبره أن العقد اللولي لم يُسرق فلا داعي للالتزام بالأمر السابق إصداره، فكان رد وزير الداخلية:

طب واللي اعترف ده يا فندم هنعمل فيه إيه؟!

الثلاثاء، سبتمبر 03، 2013

وبكرة تشوفوا مصر - (تكملة)

علق الأخ الكريم المهندس حسين أبو سُبيْع على الرسالة السابقة، (وبكرة تشوفوا مصر) فقال (وقد علقت على كلامِهِ بالأحمر):

"ممكن باختصار - غير مُخلّ على فكرة - يكتب : كانت الأحداث بين الخامس و العشرين من يناير إلى الثلاثين من أغسطس حافلةً بالمساخر التي لا يمكن أن تُذكر في كُتب التاريخ ، و إلا ظنّ القارئ بكابتها ذهاب العقل، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- قامت السلطات المصرية بالتحقيق مع حمامة ،و بطة ، و سمكة قرش. (وقيل مع النِمر تشيتوس لأنه خرفش بينما كان القائد العام يرفع البنطلون فظن الحاضرون أن البنطلون فُتئ)
- كيلو البطاطس في عهد السيسي كان سعره دولاراً كاملاً ، بينما كان سعر المانجو في عهد مرسي نصف دولار، علماً بأن أهم أسباب الخروج على مرسي كانت الوضع الاقتصادي الذي وُصف آنذاك بالمتردي.
- قامت الثورة على مرسي بسبب مشكلات الوقود و الكهرباء و الأمن ، و كان الوزراء الثلاثة القائمون على هذه المهام هم وحدهم الباقون في التشكيل الحكومي بعد الثورة!
- لجنة الدستور الذي كُتب في عهد الرئيس مرسي المنتخبة من الشعب على مرحلتين وُصفت بأنها لا تمثل طوائف الشعب ! ،بينما لجنة العشرة المسؤولة عن كتابة دستور ثورة 30 يونيو لا يعلم أحدٌ (حتى جوجل نفسه) عنها شيئاً.
- الفتاة صاحبة قضية كشف العذرية (سميرة إبراهيم) التي اتهمت اللواء (آنذاك) عبد الفتاح السيسي بالمسؤولية المباشرة عن جريمة هتك عرضها، و اعترف هو نفسه بالجريمة، كانت من أشد المؤيدين له و لقيادته للبلاد! (وقالوا أن سِت البنات توافق على ما فعله الجيش على الرغم ما تعرضت له على أيدي الشرطة العسكرية في الواقعة المشهورة)
- تمت محاكمة الرئيس مرسي بالمسؤولية عن مقتل مجموعة من الشباب حول القصر ، علماً بأن عددهم عشرة ، تسعة منهم إخوان! (والعشرة كانوا يعتصمون اعتصامًا مخالفًا للقانون أمام القصر الرئاسي، وفي المقابل قُتل أكثر من ألف معتصم في رابعة ولم يتجرأ أحدهم على طلب محاكمة قاتليهم)
- البلتاجي متهم بقتل متظاهرين ، كان هو نفسه منهم.
- صفحة كلنا خالد سعيد التي كانت وسيلة الحشد الرئيسية لثورة 25 يناير تم ضرب مسؤوليها في ثورة 30 يونيو ، و مع ذلك بقوا مؤيدين لها حتى الثالث من يوليو ، ثم اختفوا تماماً، و اختفت معهم ثوريتهم ، بل اختفت كذلك قضية خالد سعيد ، و أصبحت أمه تُضرب في المحكمة ! (في الغالب الصفحة كانت فوتوشوب)
- أحد التُهم الإعلامية الموجهة للإخوان هي التسبب في إسقاط الأندلس. لعل المقصود هنا كان هو كباريه الأندلس ، الكائن بشارع الهرم ، بجوار "مسرح الزعيم". (نعم وقد قيل في ذلك أن الملك خوان كارلوس قال: سماني أبي خوان على اسم جماعة الإخوان وذلك امتنانًا لهم للدور الذي قاموا به في إسقاط في الأندلس)
- كل الشباب الذين اتهموا الإخوان بخيانتهم في مواجهة العسكر في "محمد محمود" علماً بأن خيانة الإخوان اقتصرت على الامتناع عن المشاركة، قاموا هم أنفسهم بالتواطؤ مع العسكر! (وقد أحال البعض الضربة التي تلقتها سوريا على يد الولايات المتحدة لعدم نزول الإخوان في محمد محمود)

و عند هذا الحد ، انفعل كاتب التاريخ على من يقوم بإملائه قائلاً : يلا من هنا يا بن العبيطة!
"

الاثنين، سبتمبر 02، 2013

وبكرة تشوفوا مصر..

ها هو قد شارف أواخر السبعينيات من عمرِه، هذا الذي كان في العشرينيات وقت ثورات الربيع العربي والأحداث الجِسام، يجلس مستقبلًا البحرَ وقت المصيف، بجانبه التِرمس واللب والسوداني وتشكيلة من مختلف المسليات، بالإضافة إلى زجاجة سفن أب.

يرن جهاز Smart CC الخاص به "بوري بوري، بوري بوري"..

يقول في نفسه: "يــاه، ده الواد حسين، الـ*** ده مش ناوي ييجي بقى"، ويرد على الهاتف:

- إزيك يلا!
- إيزيك يابني.
- إيه يابا، إنجلترا خلاص بالحلاوة دي؟
- يابني مانشستر يابني..
- طب تعالى تِف ع البلد وارجع طيب.
- مانا جاي أنا جاي.. أنا.
- يا إبني انت ليه مش عايز تعترف بقى؟!
- مصر يابني..
- آه..
*ضحك هستيري*
- إزي عيالك وأحفادك يا عم انت؟
- أهو، بصيف مع الواد زياد..
- إزاي العياللللللللل؟
- والله العظيم تسافر ولا تتنيل زي مانتا!
- قشطة، أنا هبقى أنزل مصر كده على 27 سبتمبر..
- طب ابقى لاغيني بقى..
- قشطة، هانزلك أنا والمدام بقى..
- حابيب قلبي!

"تريك"..

يقول في نفسه: "سبحان الله يا أخي، الواد ده.. هممم، ماشي".

يأتيه ابنه زياد ليجلس معه ساعة على البحر، فيرحب به:

- يا هلا يا هلا،
- أبابا :)
- صحيح الواد اسمه إيه ده فين دلوقت؟
- مالك يابابا وبيمتحن :)
- بيمتحن؟ وسايبه جاي هنا..؟ مش كنتو تيجو أما يخلص امتحانات؟
- ما قشطة يخلص هو ويبقى ييجي مع نفسه وأنا أضيع أجازتي ليه؟!
- آه صحيح.. (صمت).. وهو بيمتحن إيه النهاردة؟
- تاريخ.
- هوبا!
- إيه؟
- لا أبدًا، أصل التاريخ ده حكاية تملي لما بتبقى في مناهج الحكومة بتبقى ماسخة ومالهاش علاقة بالواقع.
- مناهج إيه يا حاج؟! دلوقتي بيطلبوا من الولد يعمل Thesis عن الحقبة التاريخية اللي المفروض يدرسها وبيناقشوها معاه، ولو عرف يقنعهم باللي عمله ينجح معرفش مياخدش الدرجة.
- لا يا راجل؟
- زي ما بقول لك كده..
- يعني مفيش مناهج؟ ده إيه السبهللة دي!
- أصلهم لقوا إنه كده كده مناهج التاريخ بيتحلق لها فقالوا الولاد نفسهم كأنهم هم اللي بيكتبوا التاريخ..
- طب والعيال بقى بيجيبوا التاريخ منين؟
- سيرش..
- سيرش آه، جوجل برضو؟
- لأ جوجل مبقاش إنجِن للبحوث العلمية عشان بقى ملهلط وبيعرض أي هبل في الجبل، دلوقتي بقى فيه حاجات موسوعية متخصصة ولها اشتراكات بالدولار.
- وهو مشترك فيها بالدولار؟
- آه.
- إيه؟!
- وفيها إيه؟
- لأ مفيهاش حاجة بس أصلك مش حرامي يعني..
- بالدولار يا حاج بس أسعار رمزية يعني..
- همممم.. ماشي..
(صمت)
"تليفون زياد يرن، روك روك.. روك روك"
زياد يقول متوجسًا:
- أهو خلص أهو؟
- هو إيه بالضبط؟
- مالط خلص الامتحان، ما الأبليكيشن ع الـCC اللي معايا باعتلي ريبورت بيقول لي إنه خلص، أما أخش أشوف عمل إيه؟
- فعلًا؟
- الحمد لله الواد نجح أهو :)
- عرفت منين؟ هو انت عندك الرسالة اللي كتبها واتناقش فيها؟
- لو ع الرسالة ممكن أجيبها، بس أنا عرفت إنه نجح من الـ report اللي بعتهولي الـ app، بس أخش لحضرتك أشوف..
- يقول في نفسه: "تخش فين يا عم انت؟"
- أهو، دي الـ Thesis اللي قدمها، وتعليقهم عليها إنه بحث متميز، ولكن لم فيه قصور بخصوص حُقب زمنية معينة من تاريخ مصر.
- تقدر تعرف أنهي حُقب اللي خفق فيها؟
- آه، ما هم كاتبين: مكنش بحثه كويس بخصوص: فترة ثورات الشعب المصري ضد الاستبداد..
- ما لازم ميعرفش يتنيل يكتب كويس عنهم دي كانت فترة بنت ستين كلب!
- ليه يا بابا؟! ده دي اللي شكلت تاريخ مصر.. يعني مصر قبل 25 يناير، غير مصر بعد 25 يناير..
- وحياتومك انت كمان؟!!! بقول لك إيه؟؟؟!!!! بقول لك إيه؟!!!! أنا مش ناقصك استظراف انت كمان!!!
- فيه إيه بس؟! هي مش مصر قبل ثورة 25 يناير كان يحكمها محمد حسني مبارك اللي عصره اتسم في أواخره بالفساد المالي والإداري، فالشعب المصري طلع عليه في 25 يناير 2011، فانشال في فبراير 2011 بعد ما الجيش اتدخل وحمى الثورة؟
- آه يا قلبي!
- سلامة قلبك يابابا، وبعدين اتعملت انتخابات برلمان ورئاسة، وفاز في الرئاسة مرشح الإخوان اللي قعد يأخون في الدولة فثار عليه الشعب في 30 يونيو فاتشال بعد تدخل الجيش اللي حمى البلد من تآمراته الخارجية ومن جماعته الإرهابية..
- في نفسِه: "ابني أنا اللي بيقول الكلام ده؟!!!"، ثم يهِب فيه:
- بقول لك إيه؟! ممكن تجيبلي هو قال إيه في الرسالة بتاعته بخصوص الكلام ده؟
- حاضر، ثواني وأشوف لحضرتك.. هممم.. ثورة عرابي، ثورة يوليو، همممم.. ثورة 25 يناير.. بيقوللك بقى..
- هات أقرأ أنا،
"ولما كان الحال في غاية البؤس على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ولما كانت كرامة الإنسان المصري لا قيمة لها كما ذكرنا سالفًا، ظهرت دعوات للخروج على الرئيس المصري محمد حسني مبارك، واختير ميعاد 25 يناير لأنه يوم عيد الشرطة التي كانت أداة البطش للرئيس السابق، وبالفعل خرجت أعداد مهولة، ولم يكن لها قائد - حينئذ - ثم تبع ذلك خروجٌ أكبر يوم 28 يناير فيما سُميَ وقتها بجمعة الغضب، فلم يكن أمام الشرطة وقتها غير الضرب في مقتل وبالفعل استُشهِدَ المئات من الشعب المصري العظيم إلا أنه تبع ذلك أعمال حرائق لأقسام الشرطة وكثُرَ السلب والنهب وغابت الشرطة في مشهدٍ غريب لم يألفه الشعب المصري. بعدها تدخل الجيش فأزاح مبارك عُنوةً من منصب الرئاسة وحل البرلمان المُزَوَّر وعطَّل العمل بدستور 71 وكل تعديلاتِه. 
...
...
فكان الاستفتاء الذي فتأ الشعب المصري نصفيْن، وشحذ كل طرف هممه لشيْطنة الطرف الآخر بما فيه وما ليس فيه وذلك بحسب ما اطلعت على وثائق القنوات الفضائية وقتها ومانشيتات جرائد الأحزاب،
...
...
...
ففاز محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين على نظيرِه الدكتور أحمد شفيق المحسوب على نظام حسني مبارك، ومنذ ذلك الوقت وعاش الشعب المصري فترةً عصيبةً ما بين ضيقِ العيش الاقتصادي وتردي الخطاب الديني وحصرِه في أمور حماسية، وما بين خطاب إعلامي في غاية الرُخص ما بين الطرفين،
...
...
...
... واستجابةً للوضعِ في الشارع، قام الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بانقلابٍ عسكريٍ أزاح فيه الرئيس المنتخب محمد مرسي وعطَّل الدستور المُستفتى عليه..
...
...
يختلط هنا الأمر كثيرًا بين جهات الدولة الرسمية التي أكدت وجود السلاح المكثف باعتصامات رابعة العدوية والنهضة، وبين أنه بعد الفض لم يتم اكتشاف هذه الأسلحة الغزارة التي كانوا يسوقون لها قبل عملية الفض التي قُتِلَ فيها أكثر من ألف مصري على أقل تقدير، وكما وصفت منظمات حقوق الإنسان العالمية وقتها أنه استُخدمت قوة مُفرِطة قاتلة Excessive Lethal Force في الفضّ.
...
...
...
بالاطلاع على مصادر المعلومات المتاحة، يتبين لنا أن أهداف الثورة التي قامت في25 يناير 2011 قُضيَ عليها بالكامل في 3 يوليو 2013 ببيان عبد الفتاح السيسي الذي أزاح فيه مرسي عن السلطة، ليس لأن مرسي كان رمزًا للثورة، ولكن لأنه بإزاحة مرسي عن الحكم تم إجهاض إرادة الشعب المصري في كل الاستحقاقات التي أدلى فيها بصوتِه. ومن هنا، انتكست إرادة الشعب المصري وتيقَّن أن البلاد ليست له.

وقد شهدت مصر تبايُنًا في مواقفها الخارجية تجاه قضايا سوريا و..
.."