الأحد، مايو 08، 2016

رسالاتي لكِ - الرسالة الرابعة

حبيبتي لمار،

والله لا أدري إن كنتِ تعرفين كم أحبك، وهو حبٌ لم أعهد به من قبل. ولا أطلب منك أن تبادليني نفس مقدار الحب، فقط أريدك أن تعيشي حياةً سعيدة في رضا الله تبارك وتعالى. وأتعجب! فإني أرى فيكِ صفة الطيبة واضحة جليَّة، صحيحٌ أن كل الأطفال أبرياء، لا يمقتون أحدًا، ولكني أشعر معكِ أنت بالذاتِ أنكِ طيِّبة طيبةَ متفرِّدة، لا يضاهيكِ فيها أحد حتى تاريخه، لا أدري ربما يكون هذا إحساسي لأني أبوكِ، الثابت أنه لا شك: أنت مُميَّزة، على الأقل في عيناي أنا.

ها أنت، ستُكملين عامك الرابع في نوفمبر القادم إن شاء الله تعالى، وسأخوض رحلة البحث عن مدرسةٍ مناسبةٍ لكِ في الأشهر القادمة، حتى تدخلين أول صف دراسي لك إن شاء الله تعالى في سبتمبر للعام السابع عشر بعد الألفين، ولهذا الأمر حديث طويل، لعلي أفرد له رسالات خاصة. ولكني أود سريعًا أن أقول لكِ: أني على قناعة تامة أن النظام التعليمي في البلاد نظام خرب، وأني سأدخلك إياه اضطرارًا، وسأحاول قصارى جهدي أن أجنبك مآسيه، وأن يكون تعليمك الحقيقي غير معتمدٍ على المدرسة بشكل أساسي، بل على التجارب الحياتية التي سأسعى أن تخوضيها بنفسِك، وسأخوضها معكِ، ناصحًا وحريصًا، لا مُتسلطًا مسيطرًا.

رسائل - (3)



كيف يمُنٌّ الله عليك بنعمة الإسلام والقرءان، ثم أنت تهمل قراءة وفهم كتابه الكريم فتعيش في هذه الدنيا شأنك شأن أدنى مخلوقات الله بل أضل. في يدك كتاب الله، فيه آياته المحكمات، التي ما ترك فيها سبحانه وتعالى شأنًا في نفسك إلا وقال فيه القول الفصل، ثم أنت تهمله، وحين تقرأه، تقرأ كأنك تقرأ ترانيم لا تعي منها شيئًا.. ستُسأل عنهُ إذ أقيمت عليك الحُجَّة فادَّعيت وقتها بالجهل، والحق أنك إن أردت أن تتعلم ستتعلم، وإن كانت حجتك الداحضة عليك تقول أنه لم يكن لديك الوقت الكافي لتقرأ وتفهم مراد الله منك في هذه الدنيا، فكان أولى بك أن تترك ما يشغلك عن ذكرِ الله إلى ذكر الله وفهم واستيعاب مراده منك، والعمل بمقتضى ذلك.

الخميس، مايو 05، 2016

رسائل - (2)



إذا كان منتهى أملك أن تعيش في الدنيا مربوطًا في ساقية لقمة العيش، فأمثالك لا نصيب لهم في قيام الأمة، ولا يحق لك حينئذ أن تتباكى على الذل والهوان اللذين تعيش الأمة فيهما.

الأربعاء، مايو 04، 2016

رسائل - (1)


إن من يرضى لنفسه الذلَّ والهوانَ في هذه الدنيا بأن يكون مُستعمرًا من طواغيتها، لا يمكنه بأي حال من الأحوال ادعاء الحرية أو الدفاع عنها.

إن من يعرف نفسه تمام المعرفة، ويدري حاله في هذه الدنيا، أنه مُستعبد - وإن كانت صورة الاستعبادِ لطيفة أنيقة - ثم يدَّعي أمام الناس أنه هُمامٌ مغوارٌ قاهرٌ للطواغيت، وينصِّب نفسه على الناس حاكمًا وقاضيًا: هو من أشد الناس فقرًا وإن حَوَت جيوبُه الملايين، وأكثرهم خداعًا لنفسه وكذبًا عليها.

اصمت قليلًا، فكِّر كثيرًا، انظُر لحالِك، واسأل ربَّك أن تنجو، ثم اعمَل بما تراه يرضي الله في هذه الدنيا، واعلم أنها دنيا زائلة، طال عمرك ما طال، ستموت! فلا تضيِّع أُخْراك بدنياك أو دنيا غيرِك.

والسلام.