الأحد، أغسطس 30، 2009

ابن أختي والإسقاط السياسي


أراد ابن أختي أن يكسر الروتين والعادة، وأن يتمرد على التقاليد القديمة التي تحكم بأن الكبير هو من يحكي الحواديت وقرر هو أن يحكي حدوتة اليوم، فقال:


كان في أسد، ومعاه الراجل بالعصايا، وبعدين الأسد كان جعان، دخل بقى الأرنب، فالأسد كان عايز يعضّه، قام الأرنب مسي - أي مشي - وبعدين جه كلب، كلب كبير يعني، أكل الأسد


قلت مقاطعاً: بقى الكلب أكل الأسد


فرد مفسرا: كلب كبير يعني


إلى هنا انتهت الحدوتة

الحقيقة حاولت أن أجد أي أسباب تكون دفعت ابن أخني -أربعة أعوام - لسرد هذه القصة إلا أنه كان يأكل جزرة ربما هذا ما أوحى إليه بالأرنب، والحقيقة أنا عيني كانت في الجزرة إذ لم أكن قد فطرت بعد، خاصة أن أتبعها بخيارة كان ريقي يجري عليها جريانا، فكنت أسمع قصته غير آبه لما يقول ولكني فرغت لتحليلها حينما لبيت نداء بطني تلبية


القصة بها اسقاط سياسي عالمي، فيما يبدو أن مستقبل عمرو - ابن أختي - سيكون حافلا إما في السلك الدبلوماسي أو في المعتقلات السياسية لحنكته السياسية الظاهرة


الأسد هنا يمثل القوة العظمى في العالم وهي حاليا أمريكا، بينما الرجل هو من يتحكم فيها مستترا غير ظاهر وهو يمثل اليهود الصهاينة المتحكمين في الاقتصاد والسياسة الأمريكية من غير أن تراهم، حتى أنك لا تراه ظهر في أحداث القصة تماما، فلم يشر إليه العبقري عمرو غير أنه موجود، ولهذا حكمة، فهو متحكم بالأسد ولكنه مستتر


أما الأرنب، فهو يمثل الدول التي تكشكش لأمريكا كشكشة بينة ظاهرة، أحيانا تريد أن تقطف منها قطفة ولكن ما تلبث أن تبخ فيها أمريكا البخة الواحدة حتى يفروا هاربين، وتلاحظ أن الأسد كان جوعانا وما جاع إلا على الأرنب، بمعنى أن أمريكا لا تفتري إلا على الغلابة الذين يوحون لها بقوتها وعظمتها وجبروتها


أما الكلب فهو يمثل الدول الأبية المفترية المعترضة، ولاحظ وصفه بالكبير للدلالة على أنه يمتلك من القدرات ما يخدم استراتيجياته، ويدعم موقفه في المجتمع الدولي، والإصرار على وصفه بالكلب ربما لأن ابن أختي لا يميل إلى هذه الأيديولوجية ميلا، حتما هو يفضل سياسة الاعتدال وبالتالي أنا أعدل عن احتمالية كون مستقبله في المعتقلات والظاهر أنه سيكون من أفضل ساسة مصر في المستقبل


كان معكم، محمد حيدرة مكتشف البراعم ومؤيد الصغار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق