الاثنين، أغسطس 23، 2010

يا مصري ليه ؟


سلسلة من أحداث مضت في الفترة القليلة الفائتة وصّلتني لقناعات طالما كنت أحاول عبثاً أكذّبها.. أو أصوّر لنفسي أن الأمر ليس بهذا السّوء.. تيقّنت أن مصر في صنف بلاد التأخّر والضّياع.. وأنها من سيئ لأسوأ.. والأمم تسبقها بحقب.. وأمم كنت عبثاً أعتقد أنها في نفس المستوى أو لعل المسافة بيننا وبينهم ليست شاسعة.. اتضح لي أنها شاسعة.

ليست الفكرة في أنه ينقصنا المال.. أو النفط.. أو الذهب.. ولكن الكارثة أنه ينقصنا الإرادة على العيشة في كرامة.. أو النيّة للعمل أساساً.. أو الحضّ على مراعاة الضمير الإنساني.. أو الاتجاه للإتقان في العمل..

إننا كرهنا أن نتقدم وظننّا أنه لطالما نحن على وجه البسيطة فهو إنجاز.. ولطالما أصبح هذا هو منتهى طموح سقف أحلامنا.. أن نعيش على البسيطة.. أو نلملم في لعاعة لا شأن لها بالتنمية.. فحتماً.. سينهار هذا السقف على أنفخنا.. وحتى العيشة بلقمة هنيّة ستفنى.. والأساس الاستراتيجيّ لمعيشة أساسيّة سنتنازل عنها تدريجيّاً.

ومن يقول
- أملاً زائفاً - أن الأمر ليس بهذه القتامة.. فأقول أنه لا يرى أحد مصر كفراعنة أو أصل للحضارة غير المتنطّعين من المصريّين..

لعل علينا أن نتيقّن أنه شأننا كشأن أحراش إفريقيا.. ربنا ننافس هؤلاء.. وإن سبقنا بعضهم..

فنحن سواءٌ في الفساد.. سواءٌ في الهمم المثبّطة.. سواءُ في الجري وراء مصالح الغير.

منذ يومين إيران أعلنت عن أوّل طائرة حربيّة لها بدون طيّار.. وأنشأت غوّاصات، هكذا يستمع المواطن الإيرانيّ لأخبار يومه.. أن يده تنشئ المعجزات.. وفكره يتمدّد في الشرق ونفوذه يدخل كل مكان.

أما نحن.. فمواطننا يستمع لحديث الراقصة والمذيعة الجلياطة.. أو يستمتع بمشاهدة خناقات مرتضى وشوبير.. أو جدّو المليونيّ.. أو حمرا لعيسى الذي بدأها في أحد الرّمضانات بالكلام عن الصحابة وخير الأمم.. ثم أنهاها بمجالسة المشاهير من نجوم المجتمع في السيما واللطّ.

روسيا حينما منعت تصدير القمح وألغت عقود التصدير لأن شعبها أولى.. لصنا نحن وانفردت علينا الأمم واتّنت لتلبية مطالبنا من القمح.. نحن من كنّا أكبر مصدر للقمح في العالم.. والآن نحن أكبر مستورد له.. ولا سيرة ولا خبر.. ولا اهتمام بذلك في وسط زخم المسلسلات والبرامج في رمضان..

يا مصري ليه.. دنياك لخابيط..؟

علينا أن نتخذ من دول كانت مسحوقة وصارت أمماً ذات وزن وقوّة في العالم قدوة لنا..

علينا الآن أن نضع صورة العرب قبل الإسلام.. من جهل ورعويّة عشوائيّة.. أمام أعيننا.. ثم نرى ماذا قلب حالهم من قلوب شتّى همجيّة إلى أعظم أمّة في العالم ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق