الخميس، أكتوبر 14، 2010

جيّ من البلاد البعيدة..


كنت رايح وسط البلد النهاردة ففكست للعربيّة وقلت أستقل التاكسي الأبيض، المهم مطوّلش عليكو ركبت وكان معايا مهندس زميلي في الشركة.. الكلام جاب بعضه بينّا وبين سوّاق التاكسي - واللي أحسبه راجل محترم وشايف شغله ومش بيرغي إلا على الأدّ..

كان الكلام عن الشغل وإن الشباب بقى يتّنّك على الشغل وإنه مش عايز يشتغل إلا لو يشتغل مدير وبعشّين ألف جنيه والجو ده.. الشاهد إنه السيرى جت على الناس بتوع جنوب شرق آسيا وأد إيه هم بيقدّسوا الشغل وميقدروش يعيشوا من غير شغل.. وإنه في اليابان بيدّوهم أجازات بالعافية وبتاع..

ثم حكى لنا السائق إنه ركّب واحد صيني قرب نفق الأزهر كده عشان يوصّله المنيب.. وكان معاه بضاعة، فالراجل فطن - مش محتاجة نباهة يعني - إنه بيتاجر زي الصّينيين اللي منتشرين في القاهرة كلها دول..

فالسائق بيجرّ كلام مع الصيني فسأله.. انت رايح تبيع بضاعتك في المنيب ؟

قال له: لا.. بني سويف!

فيه شباب في مصر ممكن يفرهد إنه يكون شغله رحّاله ما بين أقاليم مصر وحرّها.. والشباب دول كثير.. واللي شغال فيهم في الكلام ده ممكن تلاقيه بيشتكي من شغلانته وإنها مرمطة وبهدلة وكده..

ده واحد جاي من الصين في بلد ميعرفهاش.. بيسوّق لبضاعته مش في أحسن حتت أو أرقى حتت.. لا دول بقو يروحو أقاليم.. مش بيكتفي إنه بيروح العتبة والموسكي والمنيب ووسط البلد بجانب إنه مهتم كذلك بالأحياء الراقية.. لا ده قرر يزور الأرياف والأقاليم لإنه شاف إن الوسيط ممكن يضيّع فرصة وصول منتجه مباشرة للعميل وممكن يقلل من فرص انتشاره منتجه الصّيني.

يعني مش حيعتمد على موزع يحط ربحه فوقيه.. لا ما أوصل أنا للناس اللي محتاجة بضاعة رخيصة دي مباشرة.

شوفت الناس دي إزاي بتعمل كل ما في وسعها عشان توصل منتجها كل بقعة في العالم.. وبتحارب عشان يتقال إن منتجها ده جودته كويّسة.. وبقو يعملوا كل حاجة أهه..

واحنا هنا عندنا مصانع الغزل والنسيج بتهوّي وتلاتّتربع الأفكار المصريّة بتتجهض عشان مفيش تسويق كويّس..

أكيد واحد زي الصّيني ده مش مستمتع بحياته أوي مثلاً.. ولا هو شايف إن شغله ده ممكن يأنتخه..

الفكرة إنه بيعمل حاجة هو مقتنع بيها.. وزيادة كمان.. الصيني ده تحسّ إنه مستعد يبيع اللي واره واللي قدّامه.. وميأكلش.. أو يأكل أي حاجة.. بس في سبيل إن منتجه يوصل كل ربوع الدنيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق