الثلاثاء، فبراير 28، 2012

نــقـــطـــة نـــظـــام


ربط المنهج بالأشخاص يهوي بالمنهج ويقلل قيمته، لا يصحّ ربط أي منهج إنساني في هذا العالم بحسب أتباعه.. بل يقيّم الفكر بالفكر.. وإلا إذا كان تقييم المنهج بتقييم أتباعه لانتهت كل هذه المناهج من جذورها.. وإنما قياس نجاح الفرد هو بقياس اتباعه لهذا المنهج وتطويره - إن كان يقبل التطوير - بما يكفل له البقاء.

فإذا كان المنهج ذاته يضمن لنفسه البقاء بحكم أنه يتميز بصفات الثبات على المبادئ الأساسية، والمرونة حسب ظروف العصر، وقوة الهدف، فبالأحرى عدم تقييم المنهج من خلال تقييم أفراده.. وإلا إذا ما حكمنا على المنهج بعد حكمنا على الأفراد أسقطنا المنهج وهو برئ من ظلم من يدّعــون نسبهم إليه.

فإذا كان هذا المنهج هو "الإسلام"، وهو "الدين" بمعنى النظام الكامل للحياة وليست العبادات، فإنه من العبث أن نربط حكمنا على المنهج الإسلامي بحكمنا على أشخاص يزولون..

فإذا كان "دين الله" لا يكون تحت الشُبُهات مهما جاء الناس ومضوا.. ومهما ادّعى البعض وأنكر.. فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن نربط نجاح المنهج الإسلامي بنجاح من يدعون الانتساب إليه.

وإلا كان الحكم على المنهج الإسلامي باتّ منذ اندلاع هجمات سبتمبر، فيصبح المنهج الإسلامي كله مؤيد لاستهداف المدنيين.. فمن قام بالفعل هو إنسان.. ربما قام به لدافع انتقاميّ لا صلة له بالإسلام.. أو سياسي بحْت.. يتغيّــر الأفــراد ولا يتغيّر منهج الإسلام القويم.

وكذلك، فقد يصل للسلطة باسم الشعب من كان يحمل على كتفه لواء الدّين، الدّين بعدله وتقويمه.. وانتخبه الناس على هذا الأساس.. ثم أدار ظهره لذلك وعمل بما تقتضيه مصلحته الشخصية قصيرة المدى.. فهذا عليه وحْده لا على الدين.. ولا يسري على من يتخذ من منهج الإسلام قصْداً وسبيلاً لرضا الله والفلاح في الدنيــا.

أخطـــر شــئ في العـــالم أن نتعلّــق بالناس لا بالمنهج! إن أحسنوا فرحنا بهم وإن أخطــأوا تغاضيْنا عن منكراتهم.. بل كلٌ يؤخذ منه ويُردّ.. إلا المنهج القويم ذاته..

إن أحسن الرجل منكم الدّهــر كله، ثم أخطــأ.. لا يشفع إحسانه مدى الدّهر ألا نقوّمــه.. وإلا صنعْنا بأيدينا فرعوناً جديدا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق