الأحد، يوليو 22، 2012

سوريا.. والعجبُ العُجاب



من الممكن أن يتفهّم المرء من يرى في حل الثورة كثورة أنه غير مُجدي، ليس حلًا جذريًا لفساد البلاد والعباد.. ممكن نتكلم ونتناقش، أما من يدّعي أن هذه الأنظمة التي يثور عليها شعوبها هي أنظمة وطنية وصمام أمان أمام مؤامرات العالم الخارجي، فالحقيقة.. إنه لازم نتناقش برضُه :P

ولكن النقاش في هذه الحالة، يأخذ محورًا استفهاميًّا في المقام الأول، مني - أو ممن يأخذ برأيي - إلى من يدعي أن هذه الأنظمة هي حامية حمى الوطن ضد ألاعيب الغرب الخفية، وضد خبائث الصهاينة..

طب هل في مؤامرات فعلًا؟ يعني هل يتآمر الغرب علينا وكل ما نحن فيه سببه تآمر الغرب؟

الحقيقة هو أيوة ولا..

الغرب (أمريكا وإلخ) يفعل ما يراه يصبّ في مصلحته، في صورة ميكيافيلّيّة لا يعتبر فيها أي أخلاق إنسانيّة.. براجماتيّة لا تعتبر مصالح الناس في الاعتبار مُطلقًا.. كل شئ له مبرره.. حتى إزهاق الأنفس البريئة سيكون له مبرره حتمًا.. والحقيقة أن هذا لا يسري فقط علينا نحن - أي منهم تجاهنا - وإنما حاربوا أنفسهم سنينًا طويلة قتلوا الملايين من بعضهم البعض فقط لفرض النفوذ والسطوة.. كم مات في الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها نظام الأمم المتحدة الغاصب الذي أيد الأمم المنتصرة للأبد.. فلا يقرر العالم شيئًا على غير إرادة هذه الدول.. كلٌ وقوته..

ومن ضمن تآمرات الغرب، تآمره على العرب، ينشُدُ في ذلك مصلحته الخاصّة، ولو أن الغرب عَلِمَ عِلْم اليقين أن مصلحته الحقيقية مع العرب، لباتوا معهم.. ولكن بسبب سلوك العرب الاستهلاكيّ، والذي أصبح لا يعرف شيئًا عن الانتاجية إلا من رحم بي.. رأى الغرب (أمريكا وكده) أن مصلحتهم مع العرب تقتضي أن يظلّ العرب على هذه الشاكلة.. مستهلكين!

وإنه لمن العار والعيب أن يقرر الغرب فينا ما يقرر، ويلعب فينا كيفما شاء كالعرائس.. ونحن نركن للاستراحة وترك العمل، ننفذ لهم "تآمرَهم" بأيدينا.. هم ليسوا بحاجة للتخطيط الرهيب لإيقاعنا في فخّ الكسل والاستهلاك الصِّرف!

في الواقع نحن من يتآمر علينا.. لو أن لهذه الأمة أمر رُشد، يتمثل في شعوبها، ما نجحت مؤامرات الغرب ولا أساليبهم "الخفية" في الإيقاع بنا.. التآمر على الأمة واقعٌ منذ فجر التاريخ، ولكنّا لا نجد له أثرًا في عصور صدر الإسلام أو عصور الخلافة الرشيدة..

هذا لأن الدولة كانت تقوم على حاجة الناس، وتسعى لعزّتها.. تؤمن بربّها فلا تهاب أيًا من خلق الله مهما بلغت عظمته.. كانت فُرس أو روم..

وبالتالي فإن القول بأن الأمة تتعرض لمؤامرات عظيمة فتّاكة هو قولٌ صائب ولكنه في الأساس يقع على أنظمة حُكمها التي ذلّتها بين الأمم، وشعوبها التي رضخت لذلك ورضيت به.

وإنه لمن العجب العُجاب، ومن الأمر المستغرب.. أن تسمع أحدَهم يقول: أن النظام السوري - مثلًا - يعد طرف مواجهة ضد الكيان الصهيوني...

أولًا: سأُسلّم أن النظام السوري هو فعلًا الجبهة الحقيقية أمام النظام الصهيوني،

إذا سلّمنا أن النظام السوري هو الحصن المنيع الباقي أمام الكيان الصهيوني العميل، هل يُعد هذا مبررًا لقمْع كل كلمة حق في دولة سوريا؟

يا إخوة، إن الظُلمَ في سوريا لم يبدأ مع بدء الثورة - لعلكم تعرفون - وإنما السمة الأساسية لحكم الأسد الفأر هذا هو القضاء على كل كلمة حق تقال في وجه هذا النظام الغابر.. وقد خلفَ الفأر الابن أباه في الظُلم، فكما دكّ الأب حمص قبل ذلك، يدُكّها الابن أيضًا عملاً بتاريخ أبيه الأسود في القضاء على كلمة الحق قبل أن تخرج من المظلومين.

من الذي ربط بين كون الدولة جبهة أمام العدو الصهيوني وكونها بلد طاغية في الظلم على أبنائها؟ ما العلاقة بين قوة الجيش وحماية البلاد من الاعتداء الخارجي عليها والاستعداد للمواجهة وظُلم الشعب وقهره..!!

ما العلاقة؟

لماذا الربط بين قوة الدولة بطُغيانها على شعبها؟

إذا كانت العلاقة بين كرامة المواطن وطُغيان دولته عليه علاقة طردية، فحتمًا كرامة المواطن العربي هي الأعلى بين نظرائه من المواطنين "الغربيين"، ولكن الحقيقة غير ذلك!

هيْبة الدولة الحقيقية هي كرامة المواطن التي يعيش بها، فإذا كان هذا المواطن يعيش في حرية حقيقية، يقول رأيه دون خوف.. لا سقف لإبداعه في العلم والعمل.. وقتئذ تكون هيبة الدولة في أعلى مستوياتها..

هل كان لليبيا هيبة وقت حُكم القذافي؟

هل كان لمصر هيبة - أو هل لمصر هيبة - تحت حكم مبارك أو الحكم العسكري بصفة عامة؟

هل لدولة سوريا المحتلة جولانُها هيبة؟

ثانيًا: أن هذا التسليم خاطئ شكْلًا وموضوعًا..

قل لي بالله عليك، دولة سلّمت باحتلال قطعة من أرضها لدولة الكيان الصهيوني - الذي تدّعي مواجهته - حتى أنها باتت تستورد منها التفـــــاح!!! كيف تكون دولة مواجهة؟!!!

الأمور كلها لا تزيد عن كونها مصالح!! مصالح!! نواجه إسرائيل - كلامًا - وقتما تقتضي المصلحة، وقتما تؤزُّنا إيرانُ على ذلك أزًّا.. ونسكُت ولا كأننا في المنطقة أصْلًا لما لا نجد من العويل مصْلحة..

قل لي ماذا فعل نظام الأسد تجاه القضية الفلسطينية؟

من الهوان أن نرضى بحكم مثل هذا الطاغية من أجل كذبة نضْحك بها على أنفسنا!!!

اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. اللهم خَلّص أهل سوريا من الظُلم.. 





هناك تعليق واحد:

  1. المشكلة ان الحقيقة الواقعة دلوقتي ان سوريا في طريقها للتفكك بعد مدخلت في سكة التصفية العرقية و الحقيقة الواقعة التانية ان دول كتير ليه اطماع في سوريا و اولهم تركيا طبعا و اسرائيل زائد دول الخليج الحقيقة التالتة ان تفكك سوريا تفكك القضية الفلسطينية الحقيقة الرابعة ان نظام الاسد نظام طائفي ابن وسخة هو اللي وصل الامور لكل ده..

    ردحذف