الأحد، نوفمبر 01، 2009

سبحان الله الهادي


نرى من الله الآيات التي تثبت لنا كل يوم أنه هو الهادي، وأن الدعاة والشيوخ والوعّاظ هو أسباب من عند الله وحده إن شاء كانوا سبباً في هداية الناس وإن شاء خلق أسباباً أخرى.. سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.


فإن من أعظم دلالات هداية الله وأن دين الإسلام هو دين الله أن الإسلام ينتشر هذه الأيام على الرغم من تشنيع صورته في الإعلام الغربي وعلى الرغم من الحالة المهينة التي عليها العرب والمسلمين من ضعف وبعد عن الدين أساساً، ولعل السبب الأخير أراه أقوى تأثيراً في نفوس غير المسلمين أن يقربوا للإسلام فيقول أحدهم: كيف يكون الإسلام ديناً قيماً وأتباعه على هذا المنهج اللامنهجي، فحكامهم متغطرسون وشعوبهم سلبية لا إرادة لها، ولديهم أموال لا ينفقونها حق انفاقها ولديهم فقراء مشردون لا نصيب لهم من أموال الخليج الطائلة شيئا. فكيف لنا اتباع منهج أسوأ ما فيه مريدوه، وماذا يضمن لنا ألا نتحول على شاكلتهم لعل منهجهم هو ما يأمرهم بهذا.


فأبسط ما يكون أن يأنف غير المسلمين أن يقرؤا عن الإسلام حتى بغضاً في متبعيه، ولكن الله تبارك وتعالى هو الهادي، وغنيٌ عن خلقه أجمعين، ومن فضله علينا أن جعل منا أسبابا لهداية الله إلى منهجه القويم، فنحن من يحتاج ذلك وليس دينه.. فإن كان على الإسلام فهو يصل إلى ربوع الدنيا كلها على يد المسلم والفاجر على حد سواء.. وآيات الله ومعجزاته تملأ الكون كله وتحتاج إلى متدبر مجتهد لينال شرف الانتساب لدين الله فيفوز بالجنة التي وعدها الله إياه.


ادعوا إلى دين الله واسعوا لتكونوا أسبابا في نشره لنلقى الله يوم القيامة وفي صحيفتنا أننا كنا سبباً في هداية الناس من فضله، وأننا لم نخن الأمانة التي أودعت لدينا ولم نستأثر بالدين لنا وحدنا فلم نقل ليودي الطوفان بغيرنا.


شاهدت مقطع فيديو حول إسلام أحد الفتيان الغربيين للإسلام، فكان يحكي أنه ظل يدرس الإسلام ستة أشهر - انظر كيف يهدي الله الخلق، كيف ألهمه الله بالإسلام وما يدفع هذا الشاب المغيب لدراسة دين الله والاجتهاد فيه - ثم رأى أنه على الله أن يعطيه علامة لتدفعه إلى الإسلام..


فكان الفتى ينتظر أي شئ، محرك سيارة يدور، طير يطير، نور ينبثق.. لا يزال على عقيدته، ولكنه لم ير أياً من هذا يحدث، وكان على وشك الاقلاع عن الانضمام للإسلام إذ لم ير من الله ما يساعده وما يدفعه للانضمام فيه. إلى أن رأى أن يقرأ في القرآن قليلاً لعل الله يحدث أمراً فكانت الآية:


"إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف اليل و النهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دآبة و تصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء و الأرض لأيت لقوم يعقلون"


فابتهجح الرجل، وقال كيف أريد علامة من الله والكون كله آيات من الله تبارك وتعالى لخلقه أن خالق هذا الكون واحد، هو من أنزل هذا القرآن وبعث في العالمين رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليبين للناس الحكمة بالموعظة الحسنة. فارتاح من بعد عناء في البحث عن الحقيقة التي ظل يبحث عنها واجتهد في كذلك فكافئه الله بالهداية لدين الحقّ.


فسبحان الله الهادي، فإننا لا نهدي ولكن الله هو الهادي.. وما نحن إلا أسباب قد يسببها الله نبارك وتعالى لهداية خلقه، فلنعمل على ذلك ولنسعى لنيل رضا الله تبارك وتعالى عنا.


ولنسأل الله أن يجعلنا سببا في هداية الناس.. اللهم اهدنا واهد بنا.


كم أودّ أن ألقى هذا الشاب لأتعلم منه، لعل الله يجمع بيننا جميعاً في الدنيا على الخير وفي الآخرة في الجنّة برحمة منه إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق