الأربعاء، يوليو 28، 2010

وذكّر


الحمد لله على نعمة الإسلام، الدّين الإيجابي الذي يحضّ تابعيه على النّصح والدّعوة، والتأكيد على أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمّى.. وأنه لكي تنتسب لجماعة المسلمين حقّاً عليك أن تهتم بأمر المسلمين في كل مكان. فلا تقف حدود البلاد أو عوائق السلاطين ضدّ تلاحم المسلمين وترابطهم.

ومن هنا، فكما وجب على المسلم نصح أخيه المسلم بالحسنى واللين.. فإنه على المسلم أن يتقبّل النّصيحة من أخيه المسلم وليحفظها.. إذ أنه في بعض الأحيان يشعر المرء بحساسيّة تجاه النصيحة.. خاصّة إذا كانت في الدّين.. ربما يأخذها أنها من قبيل التوجيه المباشر أو فرض الرأي أو السلطة.. ولكن الحقيقة ليست كذلك تماماً.

فليس معنى أن أخي ينصحني، أنه بالضّرورة أفضل منّي في كل شئ.. وإن كان هذا ليس عيباً أو وارد.. ولكن لا يجب أخذ الأمر من هذه الحساسيّة.. أو كأن تؤخذ من ناحية: أنه ينصحني لأنه يرى نفسه أفضل منّي.. وبالتالي فمن المحال أن أتقبّل منه نصيحة.. وهنا تأتي قيمة الآية الكريمة: وذكّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنيـــن.

قال الله المؤمنين، ولم يقل تنفع الكافرين.. صدق الله.. فإن المؤمن هو الذي يتّعظ ويقبل النّصح في الدين.. أما الكافر المعاند، فهو لا يسمع.. وقفل على قلبه بالضبّة والمفتاح..

بل إنه ليس من الطبيعي في هذا الكون، أن يعيش الإنسان بغير نصح..

وهي من قبيل التذكرة.. يعني أنت تعرف أن صيام النوافل أجره كبير، وثوابه عظيم.. ولكن لعلك تنسى أو تتكاسل أو تغفل.. فيذكّرك أخوك بصيام النوافل كما وجب عليك تذكرته بالفضائل كلها.

والركّ كذلك على أسلوب النصح والدعوة.. فيجب أن يخلو من الغلظة.. أو من الكبر والعياذ بالله.. فكلنا فقراء إلى الله.. لا فرق بين أحد منا وغيره إلا بالتقوى.. ولا يمكن لتقيّ أن يتكبّر أو أن يغلظ على أخ له في الإسلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق