الاثنين، أغسطس 09، 2010

ليلة رأس رمضان - كشف حساب


إلى ضميري ونفسي وعقلي وحسّي..

كل عام وأنتم بخير.. رمضان هلّ عليكم بنوره، وهو من نفحات الله ونعمه عليكم وعليّ.. فالله يعلم كم أخطأنا ونسينا أنفسنا طوال العام.. فتأتي فرصة رمضان كيف أقف معكم وقفة حقيقيّة.. قبل الدخول في روحانيّاته الكريمة.

ضميري، عشت أربعة وعشرين عاماً ويزيد.. تؤنّب حسّي ونفسي على كل فعلة تراها مشينة قد ينجرفا فيها.. أما آن الأوان أن تملك القرار.. فلا يقتصر دورك على التأنيب واللوم فقط.. أما آن الأوان أن تفهم أنه أدواتك في الإقناع بليت.. وأنها أصبحت موضة قديمة.. قد ألفها عقلي.. واعتادها حسّي.. وأهملتها نفسي.

ضميري، اكتسب صفات القيادة وقد نفسي وعقلي وحسّي.. كرهت أن تكون واعظاً لا حيلة لك في أمري.. لا تستسلم لمحاولات نفسي لتغييبك.. فأنت حيّ مستيقظ.. لا تستجب لمشاعر حسّي في اللامبالاة والسلبيّة.. لا تكن من أهل "وأنا مالي".

إني عشت أربعة وعشرين عاماً.. فماذا فعلت غير أني أعيش على هذا الكوكب.. هل هذا هو الهدف من كوني إنساناً ؟؟ هذا لا يعقله عقلي..

عقلي، لا تستسلم لم لا تفهمه وتعيه.. ولا تنصاع لمن يريد جرّك للتغييب أنت الآخر.. فإذا كان وجب على ضميري أن يقودك للحقّ.. فإنه وجب عليك أن تقود ضميري لفهم الحقّ والتمييز بين الحقّ والباطل.. بين الخير والشرّ.

ضميري وعقلي عليكما أن تعيا دوري في هذه الحياة.. وأن تكون طاعة الله هي منهجكما.. وأن تقوّماني إذا ما حدتّ عن الحقّ وجنحت للباطل.. وألا تستسلما لنفسي وحسّي فيما هو مذموم.

فإن المؤمن وجب عليه أن يقود نفسه للطاعة قبل أن تجرّه هي للمعصية.. فيشغلها بالطّاعة والذكر وعمارة الأرض.. وإلا فسدت وجرّته هي إلى ما لا يحمد عقباه.

يا رب.. اجعل من رمضان المقبل.. مطهرة لنفسي.. ومقوّم لحسّي.. ومذكّر لعقلي وضميري..

اللهم سلّمنا لرمضان وتسلّمه منّا متقبّلاً يا رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق