الأحد، يونيو 26، 2011

وهكذا يعود الأمر من جديد - الدوري يقود السياسة


مع اشتعال مسابقة الدوري العام.. والأهلي يتصدّر الجدول والزمالك يخسر إلى غير ذلك.. عادت ألباب الناس لتنشغل بالكورة واللعيبة والدوري.. والنكات والاشتغالات على مدربي الفرق.. لتعود ريما لعادتها القديمة.

طبعاً هذه ليست دعوة لعدم الفرجة ع المباريات بكل تأكيد.. شخصياً شاهدت الماتشات.. وتابعت إثارة الدوري وكل هذا.. ولكن آسف حين أرى فتنة الناس من جديد بهَوَس الكورة.. خاصة بعدما تبيّن لنا أهميّة هذا الفصيل ومدى الجدوى من صرف هذه الملايين عليه.. وبعدما زاد اهتمامنا بالبلاد ورأينا بأعيينا المناطق التي لا تكاد المياه الحلوة تصلُ إليهم.. فلا يشربون الماء إلا بعد مشقّة مُهلكة..

في اعتقادي الشخصي.. أن النظام البائد كان يستخدم الدوري العام وبشكل عام الكرة في مصر كأحد الوسائل الرئيسية لإلهاء الشعب عما يجري في البلاد.. ليس إلهائه بمعنى أن يغيب الناس عما يحدث في البلاد.. وإنما تجد الشعب يعرف البلاوي المتلتلة التي تحدث.. ولكنه يتعامل معها ببلادة شديدة.. ويُحرق دمه إذا ما خَسِرَ فريقُه.

فالمواطن المصري يريد أن يركز فيما يحرق دمه.. فكانت الدولة توجه حرقة دم المواطن المصري في ثلاثة مجالات حياتيّة غاية في الأهميّة الحقيقة.. الكورة (مصر والجزائر.. الأهلي والزمالك.. الأهلي والإسماعيلي.. شيكابالا.. متعب ويارا.. وغير ذلك) والتعليم (الثانوية العامّة وكأنها هي النقطة الفاصلة الحاسمة في حياة الإنسان ومن يفشل فيها فحتماً مصيره الهلاك.. وهو محض كذب ويعبر عن نظام تعليمي أفشل من الفشل).. وأكل العيش (وطوابير العيش.. ومخمضة البحث عن قوت اليوم)..

يٌلهى المواطن المصري في هذه المجالات.. ومن ثمّ يعتبر الانشغال بالسياسة الخارجية المصرية ترف وبذخ.. وفي بعض الأحيان تفاهة.. ويعتبر الانشغال بالقضايا الإقليميّة سفسطة وهَسَس وأنعَرَة ع الفاضي.. وهذا عين ما كان ينشدُهُ النظام البائد.

أما وقد غار النظام البائد فالأحرى بنا أن ننشغل في كيفية بناء البلد ومواجهة التحديات "الرهيبة" التي تواجهها.. ملفات الانتخابات والأمن والوفاق والاتفاق والفتن والنخبة والشعب وغير ذلك..

أسأل الله ألا يعود تغييب الشعب المصري بالكورة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق