الخميس، يونيو 16، 2011

ثـــورة أخــــلاق


هذه الخاطرة.. فضفضة مع الذّات.. ومع من يستحمل!!

- كلمة "الثّورة" أصبحت ماسخة.

- جملة "لما قمنا بالثّورة" بقت أمسخ.

- أخلاق الشّعب المصري في تعاملاته عادت لما كانت عليه قبل الثورة واتّضح أن الأمر كان "زياطة" ما بعد الثورة.. يعني أستنى لما اللي قصادي يعدّي الأول.. تقوم للكبير عشان يقعد ومثل هذه السلوكيّات التي انتشرت كالنار في الهشيم بعد الثورة الآن عدنا لطبيعة الأمر وهي الزياطة.

- بالنسبة لي.. فالكلام عن الثورة وأمجادها وأمجاد شباب الثورة والشباب هم اللي عملوا كل شئ كلام فارغ.. وأقولها مدويّة.. أن هذا النظام البائد كان قد استشرى في الفساد والطّغيان.. فاستحقّ الهلاك.. أما نحن فلازلنا كما نحن بأخلاقنا الانتهازيّة وسلبيّاتنا لازالت كما هي.. وأقول في العموم ولا أعني أن كل فرد منّا كذلك.

- من يظنّ أن الثورة أخرجت ما فينا من محاسن وإيجابيّات فأوافقه في هذا الرأي ولكنها أخرجته لحظيّاً.. ولكننا نثبت يوماً وراء الآخر أننا لسنا قدر المسئوليّة وأننا لا نقدر قيمة الوقت.. وسنعرف قيمة الوقت جيّداً حينما تأتي انتخابات مجلس شعب وحكومة والوعي السياسي للمواطن المصري لا يزال ضحلاً.. وسنعرف قيمة الوقت حينما تمرّ السنين وتتزايد الفوائد على القروض التي اقترضناها من البنك الدولي علينا لتكون ركاماً جديداً كما كان الركام القديم.. ولنظلّ عالة على العالم.. ولنظل ناظرين إلى أمريكا وكأنها بابا وماما.

- ربما كثيرٌ ممن يعتصمون معهم مبرراتهم التي تدفعهم للاعتصام.. ولكن هذه الحكومة لن تستطيع أن تلبي احتياجات هؤلاء "وهم أصحاب الحقّ" الآن.. ففقر هؤلاء ليس بسبب قرار واحد خاطئ.. أو جملة قرارات خاطئة.. وإنما بسبب ثلاثين عاماً من السواد علينا جميعاً.. فالحكومة لا تجد مسلكاً الآن لتلبية طلبات المعتصمين - خاصة معتصمي الأجور القليلة - فالمنطق يقول أن الحكومة مفلسة.. والظاهر يقول أن هؤلاء لديهم قناعة كاملة أنه إذا لم يعتصموا اليوم فلا اعتصام لهم غدا.. وأنهم إذا ما لم ينالوا حقوقهم اليوم فالحكومة القادمة ستقول لهم ببساطة: أمكوا في العشّ ولا طارت.. أشعر أن هذا هو ما يستقرّ في قلوب المعتصمين.. والحقيقة.. أن الثّورة لم تقم لكي لا نثق في أنفسنا مجدّداً.. فلا نثق في اختيارنا للحكومة القادمة.. ونظنّ أنها "ستعيّن" أيضاً من قبل مبارك.. بل قامت الثورة لكي يختار الشعب حكومته لتلبّي مطالبه.. أما الآن.. فالحكومة لا تلاحق على مطالب المرحلة الانتقاليّة.. والعبور بالبلاد لمنطقة الأمان حتى تطالّب كذلك بعدالة الأجور وإسكان المتلطّمين بالشّوارع منذ سنوات.. كان الله في عون د. شرف الذي يوصف بالضّعف نتيجة ذلك..

- روح ميدان التحرير الإيجابية يمكن أن تتحقّق كذلك في ميدان اسفنكس وميدان الحجاز وميدان الساعة وكل ميادين وشوارع مصر.. فأرجوكم لا تخصّوا ميدان التحرير في خطاباتكم وكأنه كان "فقط: معقل الشرفاء.. لأن الأمر - بصراحة - أصبح مستفزّاً..

- لا فضل لابن الثّورة على ابن مش الثّورة.. وابن الثّورة إذا ما أخطأ يأخذ على دماغه عاديّ جدّاً.

- ليس كل ما يقوله "ابن الثّورة" مسلّماً به..

- ليس من المفروض أن يكون مصطلح "ابن الثّورة" هذا موجوداً بالأساس.

- الآن من يريد أن يرتقي ويكون صوته عالياً يحكّها في الثّورة.

- المواطن الذي لم يكن مقتنعاً بالثورة كوسيلة للإصلاح له نفس الحقوق كـ"ابن الثّورة" ومن حقه أن يستفيد من مكتسباتها شأنه شأن "ابن الثّورة".

أسأل الله السداد في القول والعمل.. والله المستعان

هناك 3 تعليقات:

  1. لست " ابن الثورة"و لم أر - و لو مرة- ميدان التحرير و لست مصريا حتى :) و..يعجبني جدا ما كتبت, يعبر و بأمانة- و ان اختلف السياق- عما يختلج في أعماقي و أنا أرى أخلاق و تصرفات شباب التغيير المغربي (حركة 20 فبراير).
    لا أجد - أحسن من تعبيرمغربي صميم : مقالك " برد لي القلب " بمعنى فش غيلي :-D
    دمت موضوعيا و منطقيا و لو ضد التيار

    ردحذف
  2. اللهم انصر شعب مصر الكريم

    ردحذف
  3. i totally AGREE in every sense of word

    ردحذف