الثلاثاء، يوليو 24، 2012

رمضانيات - الخوْف من الرياء


هي مشكلة عويصة كلنا بنواجهها، وأول حاجة عشان نواجهها إننا نعترف إنها موجودة..

مشكلة إنك تخاف تعمل العمل أحسن يُحبط عملك لما الناس تقول عليك جامد وحلو وإن نفسك يروق لها ذلك،

مشكلة الموضوع ده إنك لو فضلت تفكّر كده مش حتعمل أي حاجة فـ حياتك، خاصّة إن معظم الأعمال التطوعية بيشوفها الناس، والناس كلها بتعرف إنك بتعمل العمل ده وحيشْكروا فيك، فلو فكست لكل عمل خايف فيه من شبهة الرياء يبقى حيفوتك خير كثير، كمان يتلعب في دماغك إنك متنشرش الفكرة التطوعية اللي بتعملها مثلا خوفًا من الرياء برضُه، فينتج عن كده إن عملك التطوعي ده يفضل محصور عليك انت واللي معاك بس، وممكن تكون عامل نجاحات محترمة لو انتشرت كتير حيبقوا عايزين ينضمّوا ليك أو حتى يقلّدوك، بس عشان انت خايف من شبهة الرياء، مانتاش عايز تقول لحد ع الموضوع ده.. وهنا عايزين نفرّق بين حاجتين:

- إنك بتنشر إنجازات عملك التطوعي ده، صور.. فيديوهات.. تقارير.. عشان الناس تعرف إنه فيه نماذج ناجحة وتُعتبر زي pilot projects تجر وراها أعمال خير كثيرة جدًا..

- وإنك تكون مش عايز من ورا شغلك ده غير المنظرة فعلا، ووقتئذ كل ما تعمل "فسوة" حتبقى عايزها تضّرب في اتنين عشان يتحقّقلك مُرادك النفسي اللي بيُشبع العُجب اللي عندك،

فعادي لازم تفرق بين الاتنين..

عايز أقوللك إنه حرام عليك - حرام مش فقهًا حرام بمعناها الاجتماعي يعني - إنه يبقى عندك حاجة تقدر تعملها للناس بس متعملهاش عشان ياعيني خايف من شبهة الرياء..

هو كويّس إنك تبقى خايف من شبهة الرياء، بس مش معنى كده إنك متعملش العمل!!

وعشان نخرج من هذا المزنق، ممكن تاخد في حُسبانك النقط دي:

حنقول مثلا إن ربنا كرمك وجعلك سبب في دخول ميّة لبيت فقير،

- أولًا كُل الفضل يُنسب لله عز وجل، وتحمد ربّك إنه اختارك انت عشان تكون سبب في حاجة زي كده، كان ممكن غيرك اللي ياخد الشرف ده..

- آه ممكن تقول للناس إنكم عملتوا الموضوع ده بهدف الدعوة إنهم يشاركوا بعد كده، لكن متقعدش تفصّل فـ أد إيه تعبتوا انتوا بقى في اللي عملتوه وأد إيه الدنيا كانت حرّ والعطش شديد وصرفتوا كل فلوسكو..

- حاول تكثر أي من أعمال الخير اللي محدش يعرف عنها حاجة غيرك، وتكون سرّ بينك وبين ربنا فقط، لو تقدر حتى اللي بتعمل له الخير شخصيًا ميعرفش إنك انت اللي بتعمل له الخير يبقى حلو أوي :)، وتكثر أوي من الكلام ده، حسب قُدرتك طبعًا.. عشان بعد كده لما يُقاس عملك اللي الناس عارفاه ده مقابل أعمالك الخيريّة يطلع حاجة صغيّرة..

- احمد ربّك إنك وُفقت لمثل هذا العمل، وتذكّر دئمًا: إذا أردت أن تعرف مقامك، فانظر أين أقامك.. ربنا أراد لك إنك تبقى في هذا المكان ده من فضل الله عليك..

وربنا يتقبّل منكم ومنا صالح الأعمال، ويجعلها خالصًة لوجهه الكريم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق