الأربعاء، مايو 04، 2016

رسائل - (1)


إن من يرضى لنفسه الذلَّ والهوانَ في هذه الدنيا بأن يكون مُستعمرًا من طواغيتها، لا يمكنه بأي حال من الأحوال ادعاء الحرية أو الدفاع عنها.

إن من يعرف نفسه تمام المعرفة، ويدري حاله في هذه الدنيا، أنه مُستعبد - وإن كانت صورة الاستعبادِ لطيفة أنيقة - ثم يدَّعي أمام الناس أنه هُمامٌ مغوارٌ قاهرٌ للطواغيت، وينصِّب نفسه على الناس حاكمًا وقاضيًا: هو من أشد الناس فقرًا وإن حَوَت جيوبُه الملايين، وأكثرهم خداعًا لنفسه وكذبًا عليها.

اصمت قليلًا، فكِّر كثيرًا، انظُر لحالِك، واسأل ربَّك أن تنجو، ثم اعمَل بما تراه يرضي الله في هذه الدنيا، واعلم أنها دنيا زائلة، طال عمرك ما طال، ستموت! فلا تضيِّع أُخْراك بدنياك أو دنيا غيرِك.

والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق