الثلاثاء، أغسطس 25، 2020

الروح الغلاوية..

 

الروح الغِلاوية: وهي المصطلح الأوقع من الروح التنافسية، حيث أن الأخير يُضفي سَيْسَنة نسبية على المصطلح. وعلى كلٍ، فإن هذه الروح أصبحت نادرة الوجود في الملاعب المصرية. وهنا لست بصدد تقييم هذه الروح أخلاقيا ولكن أريد لفت الانتباه لفاعليتها.

الكابتن العميد المخضرم حسام حسن كان مهاجما فتاكًا شرسًا على المرمى رغم أنه لم يكن من أحرَف اللاعبين.. وذلك في نظري بجانب إتقانه مهارات "التفنيش" ع الجول فهو لاعب غِلاوي، لا يرضى لنفسه الهزيمة أبدًا، يموت كَمدًا لو خسر مباراة خاصةً ممن يريد إثبات التفوق عليهم، ويشحذ الهمم في زملائه اللاعبين بمنتهى العنف لا لشئٍ إلا أنه لا يسمح لنفسه سوى بالانتصار. وينعكس ذلك على مقاومته للإصابات وربما التحامل عليها أثناء المباراة كما كانت تحكي عنه الأساطير، ربما تعرض لما يقارب الالتواء أو مقدمات الشرخ في عظامه ويلعب عليها لنهاية المباراة ويرفض التبديل لأنه يريد هو أن ينتصر بيديه. ولا يهتم بالتصوير عاريًا ليظهر عضلات بطنه الستة ولا يلهث وراء تصاوير الدعايات إلا نادرًا لتحقيق المكسب المادي المطلوب. يكاد أن يقتل نفسه في التدريبات حتى لا يتفوق عليه أي من زملائه في الفريق أو ينتزع أي من منافسيه لقب الهداف.. همه الأول والأخير الانتصار الشخصي والإثبات لنفسه وللغير أنه الأجدر مهما تقدمت به السن.

إذا أضاع فرصة لهدفٍ كاد أن يشق ملابسه ندمًا عليها، على عكس غالب لاعبي اليوم إذا أضاع الفرصة أو أدخل هدفا في مرماه نظرا للسماء يائسًا وكأنه يقول: بوف بأه، إلى متى يستمر سوء التوفيق! ويليق أن ترسم فةق رأسه قلبا مكسورا دلالة على كسرة النفس التي تعرَّض لها. ولعله يخرج بعد مباراة أول ما يفكر فيه قصة الانستجرام التي سينشرها لمحبيه ومعجبيه.

انقراض هذا النوع من اللاعبين الغلاوية نذير ضياع للكرة - ولا بأس في هذا - ولكن الأمر عبرة عظفي تبدل الأحوال وتغير المعايير وتباين الإعجاب على مر العصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق