الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009

على شرف سيناء


أحبائي وأعزائي المشاهدين.. أهلاً ومرحباً بكم.. شالوم حاطّوم شلشيع حاتساييم.. ننقل إلى حضراتكم وقائع المباراة الودية بين منتخبنا الوطني المصري والمنتخب الإسرائيلي في احتفالية مرور خمسين عاماً على اتفاقية السلام كامب ديفيد.. وبالسلام احنا بدينا بالسلام..


المباراة مقامة على أرض مدينة السلام في استاد السلام، شرم الشيخ رمز السلام العالمي.. لتكون المباراة رمزاً عالمياً من رموز السلام في وسط سحر شرم الشيخ الخلاب الذي طالما يسحر ملايين البشر سنوياً من شتى أنحاء العالم..


جهاز منتخبنا الوطني بقيادة الكابتن سالم أبو سليم اختار ثمانية عشر لاعباً من أجل هذه المبارة المقامة على شرف سيناء واتفاقية كامب ديفيد العالمية التي صارت مثلاً يحتذى به لحل كل النزاعات العالمية.. المحلية منها والدولية.. وتحرّى الكابتن سالم أن يكون اللاعبين بيسفولي أورينتد يعني متأصلين على السلام.. ومش أي سلام السلام العادل فقط.


صحيح أن هذه المباراة لا فائدة فنية منها تماماً.. فليس إسرائيل - الشقيق - أي تاريخ في كرة القدم ولم يساهموا في إثراءها ولو عكسياً حتى ولكن هذه المباراة لها أبعاد أخرى.. فيحضر هذه المبارة السيد رئيس الوزراء الإسرائيلي شالوم أبوجاموس ونظيره المصري السيد نعناع أبو نعينع.. وطبعاً أنا قلت الإسرائيلي الأول عشان هو الضيف.. ولا هو مش ضيف ؟؟


وطبعاً المباراة مذاعة عالمياً ومن قبل شتى محطات الإذاعات العالمية.. يعني لو حضرتك بصيت كده تلاقي السي إن إن، لو بصيت كده تلاقي البي بي سي.. لو بصيت كده تلاقي قناة تو الإسرائيلية.. مع غياب قناة النيل للرياضة لإن المباراة مش مذاعة أرضياً، ومحتكرة فضائياً لصالح قنوات الجزيرة الرياضية..


نازل فريق مصر بلباسه الأحمر، ونازل فريق إسرائيل بلباسه الأزرق في أبيض.. والفريقين واقفين زناهير.. والسلام الوطني لإسرائيل.. الأمل..


طالما في القلب تكمن

نفس يهودية تتوق

وللأمام نحو الشرق

عين تنظر إلى صهيون

أملنا لم يضع بعد

أمل عمره ألفا سنة

أن نكون أمة حرة في بلادنا

بلاد صهيون وأورشليم القدس


"تصفيق بارد بعد سماع الكلمات وفهم مغزاها والحسرة على الكرامة التي ضاعت".


و.. و.. الآن نستمع إلى السلام الوطني المصري..


بلادي بلادي

لك حبي وفؤادي

أنت غايتي والمراد

وعلى كل العباد

كم لنيلك من أيادي

بلادي بلادي لك حبي وفؤادي


"برود وعدم إحساس بالكلمات، مشاعر جافة لا قيمة لها، تصفيق روتيني من الجمهور الحاضر"..


ويسلم الفريقان على بعض في روح محبة وود وتسامح وسلام وحمام.. ومع الصورة التذكارية للفريقين والتي أصرت اللجنة المنظمة أن تجمع الفريقين مع بعضهما البعض للتعبير عن التسامح والسلام..


حكم اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية ديفيد فوركس، وبسرعة نبدأ المباراة.. ويبدأ الفريق الصهيـ... الإسرائيلي ضربة البداية..


الكرة مع ديفيد.. يدّيها لسمحون.. يمررها موشى.. يباصي باصة طولية لولبية ماكرة بن حاييم.. يقفش عليه من ورا خالد جمعة.. تيييييت.. الحكم بيقول فاول يا روح امك.. الكرة لما تبقى مع بن حاييم تسيبوا يايضيعها هو يايجيب هو جول.. مالكش دعوة بيه خالص.. حلق عليه بس..


طبعاً الفاول من على احدى البقاع السحرية في غز.. أقصد في الملعب على بعد ياردات من التمانتاشر.. فين أيام زمان كانت لعبة الكابتن أبوتريكة دي متخيبش معاه.. الحكم بيدي تعليماته للحيطة تقف على بعد تسعتاشر ياردة على أن تكون المنطقة اللي في النص منزوعة اللاعبين.. وبييجي بن حاييم يقف وسط الحيطة بلطجة عشان يعمل ثغرة في قلب الحيطة يقوم يسدد بنيامين وتعدي من الخرم اللي في الحيطة لكن يمسكها محمد الحضري بكل سهولة..


هنا، وقف السيد شالوم متذمراً.. إزاي يصد الحارس بتاع مصر الكرة كده بمنتهى الاستهزاء وكأنه بيلاعب بني آدمين مش من طينته.. دي معاداة للسامية.. ده اعتداء على الأمن القومي اليهودي في مصر.. وقال:

"لا يمكن السكوت على إهانة أي يهودي في أي بقعة من العالم، ما بالكم إذا كانت سينا.. أنا بطالب الفاول يتعاد ولما نشوف حسن نوايا اللاعبين المصريين تجاه اللاعبين اليهود"..


طالب ديفيد فوركس المسئولين بضبط النفس وأن الأمر لا يتعدى كونه مباراة كرة بين فريقين شقيقين، لكن شالوم رأسه والف صرمة قديمة تتعاد الكرة..


اتعاد الفاول، وبرضه صدّها الحضري..


"لا بقى دانتو جايبينّا تهزؤنا هنا، إيش حال اننا في بلدنا يعني"، شالوم متذمّراً.


وهنا قام السيد نعناع وانتفض: "أنا مسمحلكش على فكرة".


فغضب شالوم قائلا: "طب وحياة أمي الماتش مش حيكمل إلا لو الفاول اتحسب جول"..


انتفض نعينع وصرخ قائلاً: "لا.. لا.. كله إلا كرامة المواطن المصري.. كله إلا كرامة المواطن المصري.. الريّس بيقول.. حماية الرعايا المصريين مسئولية الدولة.. أيوة.. مسئولية الدولة.. وأمن حراسة المرمى المصري خط أحمر.. مصر هي أمي ونيلها جوه دمّي.. لا يأس مع الحياة.. ولا حياة لمن تنادي"..


رد شالوم هادئاً: "بيني وبينك حكم الماتش هو اللي يفصل بينا"..


نعينع: "فل".


حكم المباراة أوقف الماتش وقال تحسباً أن يتطور النزاع الرياضي إلى نزاع سياسي، نلجأ للتحكيم.. وإمعاناً في النزاهة سأقف في وسط الأرض تماماً عند منتصف دائرة السنتر لنحكم في الأمر، وليأتني قائد الفريق المصري وقائد الفريق الإسرائيلي كلٌ على أرضه لنحكم في الأمر..


فأتى محمد حسن كابتن الفريق المصري وأتى بن حاييم كابتن الفريق الإسرائيلي لعقد المفاوضات لتهدئة الأوضاع.. خاصة أن المباراة مقامة في أجواء سلمية حمامية تنبذ العنف والحرب والكتل.. (الكتل كلمة بديلة لكلمة القتل تدل على الاستنفار التام من الحروب والقتال)..


ديفيد فوركس: شوفوا.. مبدئياً كده احنا لازم نلتزم بضبط النفس، وهدوء الأوضاع، والنوايا السليمة، والسلام.. العالم كله بيتفرج علينا.. واحنا بقى لنا خمسين سنة أهه ضاربين المثل في السلام العالمي.. لازم نفهم الغجر اللي غيرنا إننا أحسن منهم.. واخد بالك يا بن حاييم.. وبعدين يعني ده ماتش كورة.. لا راح ولا جه.. حييجي إيه ده جنب العلاقات الاستراتيجية الرهيبة اللي بينا وبين بعض.. داحنا بين غاز وتطبيع وتضبيط.. فيعني مش حييجي حتة جول هنا ولا هناك يعمل فينا كده..


حسن: بس ده ماجاش جول يا كوتش، الكورة مسكها حارس المرمى بتاعنا..


بن حاييم: شوفت.. شوفت.. أهه من أولها أهه مفيش نوايا سليمة.. وفي معاداة للسامية..


فوركس: ماتضبط يا حسن انت فاكر نفسك مين..


حسن: ياعم أنا قلت حاجة.. بقول الكورة مسكها الحضري..


بن حاييم: انتو عمركو محتعترفوا بينا.. نجيبلكم خبرا في الزراعة، نعمل معاكو الكويز.. مفيش فايدة.. حتفضلوا تعادونا كده.. ماتشات كورة اللي بتحبوها ولعبناها معاكو في إيه تاني ؟؟


فوركس: شوف يا حسن.. أنا شايف عشان نخرج من المزنق ده.. إحنا نقسم البلد نصّين.. الكورة تعاد بناتلي.


حسن: إيه.. ده يبقى ظلم.. الكورة معانا أصلاً.. بأمارة إيه تتعاد بلن.


بن حاييم: أحسن ما تتحسب جول..


حسن: تتحسب جول إزاي.. ياجدعان ده صدها..


فوركس: محدش شاف إنه صدها.. الكاميرات الموجودة مجابتوش وهو بيصدها.. وأنا كحكم شايف إنه اللعيب بتاعك استهزأ بالمنافس وده في المقاوم الأول ضد الروح الرياضية وبعدين كده بيعرض نفسه للإصابة وبالتالي يستحق إنذار.. كمان اعترض قبل كده إن الكرة تتعاد وده يستوجب انذار كمان يعني طرد.. وبعدين انت كمان اعترضت دولقتي أكثر من مرة يعني المفروض تاخد لك انذارين في السريع يعني طرد.. وممكن أسلوبك الغير محترم في الاعتراض ده يخليني أبعت شكوى للفيفا تخليك تتوقف لك كام شهر.. أنا مش شايف إن كل ده يساوي بنالتي يتلعب وممكن ميجيش..


حسن: خلاص، بس بسرعة قبل الجماهير تاخد بالها..


وهكذا تنازل الفريق المصري أولاً.. فجرّ التنازل تنازلاً أكبر منه.. اتعاد الفاول وما كانش المفروض يتعاد.. وبعدين بقى بنالتي.. طالما وافقت على البنالتي.. استحمل أذاه.. حمّلت الحارس مسئولية هو كان ممكن يتجنبها في البداية.. ويعيش الماتش عيشة كريمة واثق في نفسه.. لكنك حمّلته همّ وقرف.. لو البنالتي دخل.. بقى هو اللي غلطان وهو اللي تهاون في حفظ كرامة مصر.. ولو صدّه.. مسيرك تضيّع انجازه ده بتنازلات تانية أعمق وأوغل..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق