الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

فقدان الحسّ


توجد ظاهرة - لا أدري إن كان مصطلح ظاهرة صائب بشأنها أم لا - تغلغلت في نفس الشعب المصري في العقد الأخير، وربما قبله قليلاً.. وهي اختفاء الشّعور بما يدور حولنا ولو كان لمن هم أقرب الناس منّا..

أذكر أنه لما كنت في مرحلة الثانوية العامة، قام شارون - عليه من الله ما يستحقّ - باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه وكردّ فعل لذلك اندلعت انتفاضة فلسطين وثار لها ثوّارها في أرجاء الوطن العربيّ بوجدانهم ومشاعرهم وإن حالت بينهم وبين فلسطين الحدود والمسافات والعراقيل.

بل.. وإن كانت ثوراتهم وحميّتهم هذه من قبيل "الزّياطة" فقط.. ومفهومها أنه طالما الدنيا سخنة فطبيعي أن نسخن نحن كذلك حتى أنه سرعان ما تهدأ الدنيا بعد هذا الحراك.. وكنا حتى نعيب ذلك ونقول أننا شعب زيّاط لا يعرف قضيّة ولا يهتمّ حقيقة بالأمر وما إن تهدأ الأمور ينبطّ كما كان ولكن بمرور الأيّام والسنوات اتّضح أن هذه كانت نعمة، فعلى الأقل كان الفرد منّا يشعر بالقضيّة.. ولو للحظات.

أما الآن، فالدنيا تقوم وتقعد.. وتضرب غزّة.. ويحرق العراقيّون، وينفصل السّودان.. ولا تجد ساكناً يتحرّك ولو بقول "آه". والحقّ أنّي لا أعني هياج شعبي.. ولكني أتحدث عن وجود القضيّة في أمخاخ النّاس أساساً.. فقد تحوّل الشعب المصري - فعلاً - إلى كيان منعزل لا همّ له سوى لقمة العيش من أجل العيش على هذه البسيطة.

فلا يعنيه جاره أن يولع ولا يحرق بجاز.. بل لا أبالغ إذا قلت أنه حتى لا يعنيه ماذا ينتظر الأجيال القادمة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق