الأربعاء، مارس 16، 2011

البيان الصّريح في شأن جوّ الدّيقراطيّة المريح


الحمد لله، أنا سعيد وفرحان ومبسوط.. أن اليوم الذي كنت أتمنى أن أرى البلاد تمشي في الطّريق إليه.. هأنذا أعيشه اليوم بكامل حواسّي.. وبكامل قواي العقليّة.. وهو أننا نختلف.. ونتناقش.. وسبحان الله.. نقرر مستقبل البلاد.

إننا نتناقش في تعديلات الدّستور التي قد يقبلها وقد يرفضها الشّعب المصري في سابقة لم يعشها جيلي على الإطلاق.. هذا له أسبابه.. وهذا له أسبابه.. وبإذن الله سيكون لقرار الأغلبيّة الفضل في تقدّم البلاد.

إلا أننا لازلنا في مناقشاتنا متأثّرين بزمن الرّعب والتّخويف من المستقبل.. فأحياناً في مناقشاتنا حول "نعم" أو "لا".. تجدنا نميل لأساليب التخويف من المستقبل المجهول لاقناع الطّرف الآخر بآرائنا.

أنا وإن كنت من مؤيّدي قبول التعديلات الدستوريّة لتكوّن الدّستور المؤقّت الذي سيوصلنا لمجلس شعب منتخب من قبل الشّعب يختار لنا هيئة تأسيسيّة لصياغة الدّستور الجديد، لا أجد في أيّ من أسبابي موافقتي على التعديلات الدستوريّة.. الخوف من المجهول أو من عدم الاستقرار وغير ذلك.. وإلا كنت إذاً أيّدت بقاء دعوى بقاء حسني في الحكم دعوى جاهليّة أو كنت قلت أن الاحتجاجات هي ضدّ الاستقرار بشكل عام.. ولكنّي أجد أسباباً أخرى لقبولي بالتعديلات لعل كلّها طرح من قبل مفكّرين ومن قبل أمثالي من العوام كذلك.

وعلى الجانب الآخر.. ومثلما أكره تخويف أصحاب "لا".. والذين لا أنكر عليهم مطلقاً اختيارهم.. أكره تخويف أصحاب "نعم".. من أنه "نعم" هذه ستجلب لنا برلماناً إخوانيّاً وطنيّاً متطرّفاً وأننا بذلك نرمي بمستقبل مصر في يد الإخوان.. لنعود فنستخدم فزّاعة الإخوان كما استخدمها العهد البائد.. أنا أثق في اختيارات شعب مصر.. وإلا ما كنت اغتظت من وصف نظيف رئيس وزراء الأسبق أننا شعب لم ينضج بعد للديمقراطيّة..

الحقّ أنّي أجد لأصحاب "لا" أسباباً قويّة لا أنكرها عليهم.. وإنما اخترت "نعم" لأسباب أراها في نظري أكثر قوّة والحقّ أنّه ربما كلٌ منّا ينظر للأمر من وجهة نظر مختلفة هي التي خلقت الاختلاف والحقيقة أن هذا هو الطّبيعي في الحياة إلا أنه جديدٌ علينا.

أسأل الله ألا يغضب أصحاب "لا" من أصحاب "نعم" إذا ما كانت الأغلبيّة لـ"نعم".. وأسأل الله ألا يغضب أصحاب "نعم" من أصحاب "لا" إذا ما كانت الأغلبيّة لـ"لا".. وأنا في كل الأحوال سأحتفل بالنتيجة أيّاً كانت.. وسأعمل بمقتضاها وبكل قوّة..

وأسأل الله أن تجري العمليّة في كل تحضّر وألا يشوبها الشّوائب من هنا أو من هناك.

هناك تعليق واحد: