الخميس، يونيو 02، 2011

خلــط الأوراق


يضيق صدري ولا يكاد ينطلق لساني في شأن جماعة الإخوان المسلمين، بين معجب لتنظيمها وهدفها الموحّد وخدماتها الدعويّة للإسلام وبين منتقد لتقوقعها وانغلاقها حتى بعدما فتحت آفاق الحرّيّة.. تستشعر من تصريحات بعض قادتهم أنهم ألفوا الظلام وجوّ "المحظورة" فلما انقشعت الظلمة تجدهم يشكّكون في كل امرء.. ويحسبون كل نقد لتصرّف لهم هو نقد لكيانهم ودعوة لإزالته.. أو كما أشار صبحي صالح - من أبرز قياداتهم - أنه ليس هجوم عليهم بل هو هجوم على الدعوة الإسلاميّة.. وهذا هو خلط الأوراق..

يا سيّد صالح.. إنما من عظمة الإسلام أنه لا كهانوت فيه.. وأنه إذا ما أخطأ شيخٌ عالمٌ معروفٌ له العلم وُجب أن يصحّحَ له خطؤه.. وإلا خلق أوصياء على الدّين يعتقد الناس فيهم أنهم لا يخطئون.. فنقع فيما نعيب فيه على الشّيعة أن نزّهوا آياتهم من الخطأ.

الردّ عليك يا سيّد صالح لا يعني هجمة فكريّة شرسة على الإسلام.. فالناس انتقدتك أنت!! أنت وليس الإسلام..

ليس معنى أن تبنّت جماعة الإخوان المسلمون الدّعوة في كثير من المواطن أنها تكون عصماء عن السّهو والخطأ.. أو أن ينسب كل ما تقوم به أن هذا هو عين الإسلام.. بل عين الإسلام أن إذا أخطأ أحد.. يُقوَّم.

هدانا الله وإيّاكم.

هناك تعليقان (2):

  1. أعتقد هناك فرق بين النقد والتشهير ، ما حدث مع الرجل تجاوز النقد إلى التشهير. والتشهير ليس به فحسب بل تشنيعا على من ينتمي إليهم، وأنا أأسف أن كثيرا ممن أحسبهم منصفين أصبحوا يحملون كلام هذا الرجل وأمثاله على أسوأ المحامل ويؤولون الألفاظ على أبشع ما تُؤوّل.وأتعجب من تكرارنا ليل نهار بألا عصمة لمخلوق ثم نريدالملائكية من هذا الرجل وأمثاله ولمجرد وقوعه في خطأ أو مخالفته لرأينا فيشنع به ويعمم حكمه على من هو منهم.

    أشكرك لسعة صدرك :)

    ردحذف
  2. إنّما قصدتّ أن أدرأ عن الإسلام خطأ مقالة هذا الرجل.. وأنا على علم أن الرجل له باع في القانون ولكن صرّح أكثر من تصريح أضرّ بنفسه وبسبب "الأحكام المطلقة" التي يعشقها الشّعب المصري أضرّ كذلك بالتيّار الدّيني بصفة عامّة.. فوجب التنويه أنه لا يعبّر سوى عن رأيه فقط.. ووجب التنبيه كذلك أنه وجب أن يُعلمَ للجميع أن كل يؤخذ منه ويردّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّــم

    ردحذف