الأحد، يناير 29، 2012

ما التحرير..


يحتاج المرء لوقفة مع النفس لتجديد النيّــة فيما يعمل.. سواء كان عمله اليومي.. صرفه على أهل بيته.. سؤاله على أبيه وأمّــه.. ضحكه مع أطفاله أو مداعبته مع جيرانه وأصحابه.. ومظاهــراته..

النيّــة نقطة فاصلة فيما تعمل.. فإما تعمله رياءً، أو ربما تابعاً لغيرك،.. أو أنك تحتسب منه أجراً عند الله، فيصير من ضمن منهجك في الحياة.. فيخدّم هذا العمل على هدفك "العــام" في الحياة..

وأحسب أنه لا نقاش فيما بيننا أن هدفنا العام في الحياة هو رضا الله سبحانه وتعالى - إذ أفترض أننا جميعاً نؤمن بالله ونسأله رضاه والجنّة - ولكن تختلف أساليبنا بحسب اجتهاداتنا في نيل هذا الرضا..

وقد نختلف فيما بيننا فيما نراه سبيلا لرضا الله ورفعة بلادنا..

الهدف: هو تحقيق الهدف، فلا تقم بالعمل ليقول عنك الناس شجاعاً أو بطلاً أو غيره.. ويصدّق عملك نواياك..

وبوضوح.. يظهر لنا من يقوم بالعمل مرائياً أو باغياً "شو إعلامي" ومن يعمله ابتغاء الهدف الأكبر.. فمن يعمل ابتغاء هدف "رضا الله" لا يهتم بالإعلان كل فترة وأخرى عن صولاته وجولاته بالبلاد.. وصوته المنبوح لطلب الحقّ.. وصوره مع العربات المحترقة أو غيره..

ومن هنا..

فالتحرير بالنسبة لي وسيلة وليس غاية.. وصراحةً.. لا أجد تعاطفاً ناحية من يقول: اشتقنا للتحرير.. فين أيام التحرير.. التحرير بالنسبة لي ليس نزهة أو فيلم أكشن أحكيه لأولادي.. التحرير بالنسبة لي وقت يستغل خدمة للهدف الأسمى في حياتي..

فبما أن رضا الله يأتي بإذنه من خلال طاعته وعمارة الأرض وإقامة العدل ودرء الفساد والمفاسد.. فالنزول للتحرير في الحق هو سبيل لرضاه.. أما النزول لغير هذه الهدف فهو مضيعة للوقت في موضع لا يقبل ذلك!

كل هذا ويسع الاختلاف بيني وبينك في النزول.. فقد ترى أن عدم النزول هو الصواب وهو الذي يخدم الهدف الأكبر ومنه صالح الوطن.. وقد ترى أن النزول هو أمر حتميّ لتحقيق هذا الهدف الأكبر.. أو بالأحرى تحقيق أهداف صغيرة تتعلق بالوصول لهذا الهدف الأكبر..

فالدنيا لن تقف عند التحرير.. وإنما هو وسيلة..

هناك تعليقان (2):

  1. جميل جدا :)..

    بس عايز أوضح حاجة بالنسبة لجملة "اشتقنا للتحرير" وكدة.. أينعم أنا تقريبا عمري ما قلتها بس كنت حابب أقول إن اللي بيقولها مش بالضرورة مكنش بينزل بنية لله..

    هي بس بتبقى تذكر ذكريات جميلة.. بس ده لا يتعارض مع انها ذكريات جميلة في سبيل الله.. زي ما تكون انت مثلا سافرت العين السخنة للتفكر وبتاع.. وتيجي بعد رجوعك بشهرين تقول ياه فين أيام العين السخنة.. لإنك آه كنت مستمتع فيها، بس مستمتع فيها بحاجة بتعملها لله.. فالتحرير أو غيره الواحد المفروض يكون واخد فيه نية لله.. بس مفيش مانع ان واحد يكون بيستمتع بـ"لمة" الناس في سبيل الله أو ضد الظلم أو كدة وبيشتاق للـ"لمة" دي اللي في سبيل الله بردو.. مفيش تعارض قصدي يعني :).. أنا عارف ان غالبا انت ما تقصدش أصلا كدة من الحتة دي في الخاطرة بس حبيت أوضحها :) ..

    ردحذف
  2. هو كويّس إنك وضّحت الفكرة دي عشان اللي بيقرا يفهم أنا قصدي إيه.. أنا بس مش عايز الموضوع يقلب "زياطة".. يعني تحرير من أجل التحرير.. لا لو مفيش داعي - من وجهة نظري - إني أنزل التحرير يبقى مانزلش.. وكذا العكس.. لو شايف النزول يخدم القضية أو بنصر ضعيف يبقى أنزل.. عشان ندرأ شبهة إننا ناس فاضية ولقينا نفسنا في التحرير، فحنفضل عرضة لاتهام دائم إننا مش حنسيب التحرير حتى لو تحققت المطالب اللي نفسنا فيها..

    وشاكرين مهلّلين :)

    ردحذف