الاثنين، يوليو 16، 2012

الإنسان المصري وتشوّه الفِطرة!



على الرغم من إن الموضوع اتهرى قبل كده كثيرًا.. ولكن بما إنه الأمر كما هو، فلا مانع من المزيد من الهري، ولكن نحسب أن يكون هرْيًا إيجابيًا نوعًا ما..

الفكرة التي نود "تسليط" الضوء عليها - قال يعني هي ناقصة - هي الحفاظ ع الحاجة.. الصيانة.. النظافة..!

السؤال: لماذا لا يلتزم المصري بالحفاظ على الحاجة.. من تلقاء نفسه؟

حينما تسير في شوارع الكوربة، تبقى بتتمنى تستمتع بمبانيها الفنية الجميلة، ولكنك تجد نفسك بتضحك على نفسك، لما تلاقي نفسك بتحاول تقنع نفسك إنها تستمتع بمباني مترّبة، ومش نظيفة..

في الغالب، الفراغ ما بين اللافتات المعلقة على الكوبري وجسم الكوبري مبيبقاش فراغ.. الحقيقة بيتحوّل لمقلب زبالة.. شوف ابتكار المواطن المصري الأصيل إنه يخلّق أماكن جديدة يرمي فيها زبالته..!! الصراحة حاجة تقرف!

الحقيقة، مما استنبطته.. أن المواطن المصري - في الغالب يعني إلا من رحم ربي - لا يجعل من الحفاظ على الجمال همًا له إلا إذا كان ذلك مرتبط بعائد مادّي له..

يعني طول ما الموضوع مفيهوش مصلحة، يبقى إنشالله تولَع!

والحقيقة أن الموضوع غير قاصر على النظافة فقط، بل الصيانة بشكل عام.. يعني مثلًا.. مصاعد العمارة التي أسكُنُها، هم أربعة مصاعد مقسّمين بالتساوي على نصفيْ العمارة.. المصعدان اللي بيخدموا صفّ الشقق اللي ساكن في وسطهم رئيس اتحاد الملاك، ماشاء الله اللهم لا حسد.. ويارب يفضلوا كده علطول.. مبيعطلوش، ونظاف كده دايْمًا ماشاء الله.. أما بقى المصعدان الآخران.. اللي بيخدموا السُكان العادة.. من فترة لفترة يعطلوا، وأداء المصاعد عامًة تلاقيه في الزُقزيقة.. ونوره يرعّش أحيانًا.. ومش نظيف، تملّي يعني.. كده!

الدافع اللي يخلّي القائمين على العمارة يصيّنوا المصاعد اللي بتخدم رئيس اتحاد الملام أكبر بكتير جدًا من الدافع اللي يخلّيهم يصيّنوا مصاعد الناس العادة، بل أحيانًا قد تصل - في بعض الأماكن يعني مش شرط عمارتنا - إنه لما القائمين على الأمر يقوموا بدورهم، يبقى فضل من عند معاليهم مش الواجب، ولما حتى هذا الفضل بيتعمل، مش لازم يتعمل بذمّة أوي..

هذه الذمّة أصبحت صفة لقلائل في هذا البلد، ما هو برضُه حاسس إنه مظلوم وحاجاته مش متلبّيّة، فعلى قعد فلوسْكو بقى!

من فترة، جُدّد ميدان هليوبوليس، جُدّدت حديقة الميدان الوسطى وسُفلت الشارع ليصبح أكثر نعومة، ووضع علم مصر ليرفرف وسط الميدان، قماشة العلم كبيرة كده تفرح، والله لما كنت بشوفها كنت بنبسط.. والله فعلًا أنا الحاجات بتؤثر فيّ.. الموضوع لم يمُر عليه زمن طويل، حتى تمزّق الجزء العلوي من العلم، وأصبح يرفرف متناثرًا وكأنه يشحذ، أو بيرْدح مثلًا.. والموضوع مطوّل الحقيقة.. متعرفش بقى اللي جدّد معملش حسابه لو حاجة زي كده حصلت من المسئول عنها يصلّحها؟ ولا على قد فلوسْكو برضه - الموضوع معمول هدية من شركة تعمل في الإضاءة بالمناسبة- ؟ ولا فاكس الفكرة إنه العلم يتقطع ميتقطع ولا يتنيّل يعني هو مين اللي حيركّز..

الفكرة بقى فـ إيه؟ إنه الفِطرة.. انتكست!!! خاصّة في موضوع الزبالة اللي في الشوارع ده، بصرف النظر إنه المفترض إنه في حيّ وناس تُسأل عن الزبالة اللي في الشوارع دي اللي طالت النظيف والمتواضع.. الناس أصبحت لا تجد مشكلة فإنها تمشي وجنبها كوم زبالة مرمي، القطط جوّاه ياما وأعزكم الله يعني الريحة جايبة مدى بتاع أربعة أمتار حواليها..

نرجع نقول، إنه ليه تنظف، هل في فلوس ورا إنها تنظف؟ إذا كانت الإجابة لا.. يبقى فاكِس!!! وهذه مصيبة في حد ذاتها الحقيقة.. أعتقد أن هذا عَوَر أصاب الشخصية المصرية وقد نحتاج سنوات لعلاجه..

بالإضافة إنه سلوك المواطن نفسه في تزبيل / إهْمال الشارع أو المكان العام - اللي ماله سايب ده - أصبح أمر لا يُزجَر عليه.. لا من قبل الحكومة، ولا من قبل الناس أنفسهم، ولا من نفسِه.. بل قد يجد في نفسه ما يبرر تزبيل المكان العام الذي يرتادُه..

شئ يغيظ أما تشوف كل مواطني بلاد الدنيا مش عايز يزبّل بلده - وده شئ طبيعي مش إعجاز يعني - وأنت البلد المتفرد اللي الزبالة أصبحت سمة من سماته..

طبعًا الموضوع متباين، مش كل محافظات مصر واحد، الحقيقة القاهرة بتتألق بالذات في الموضوع ده، لكن إذا كان نصيب بقية المحافظات أقل في العتاب بخصوص الزبالة والتزبيل، فمسألة الضمير كلنا فيها في خندق واحد.. انهيار عقارات الإسكندرية - مش أول مرة - والعمارات المخالفة في الإسكندرية كثيرة جدًا وقد "نفاجأ" بسقوط المزيد من العقارات إن لم يتحرك ساكن من أصحاب الضمائر الميتة في الأحياء هناك، وغير ذلك في شتى ربوع مصر..

مصيبة لما الموضوع يتعلق بأرواح الناس، والضمير فيه يغيب، والله أنا ما عارف اللي أعطى تصريح هذه العمارة المخالفة - لو عايش يعني - يا ترى نايم في سكون وعلى راحة راحته ومش على باله العشرات اللي قُتلوا بسبب إهمالِه وضميرِه الميّت!

داحْنا عالم سايْكو باين!!

ربنا يصلح الحال..

هناك 6 تعليقات:

  1. يا عم حيدودز انت بتخطف الكلام من عا لساني...
    انا فيه منظر من قريب استفزني بطريقة عجيبة رغم اني باشوفه كتير.....
    واحد شرب من الكولدير و ساب الحنفية مفتوحة ....
    حقيقي باحاول افهم العقلية دي وصلت لايه حتى الآن مش عارف ..... بس في النهاية اظن انه مالهاش غير تفسير واحد
    " الفطرة انتكست ".....
    ابقى خد لايك على المقال في الفيس بوك بئا :)

    ردحذف
  2. ربنا يهدينا....المشكلة ان لما نفس الشخص المصري ده بيسافر بره بيبقى نظيف و عادي وبيحترم قوانين البلد..بس لما بيوصل مصر بيتحول... بس معلش محتاجين وقت بس وكل حاجه تتغير للأحسن

    ردحذف
  3. في طريقي للشغل انهارده (شغلي يعتبر في مكان راقي الدقي و كده بس الزباله اعزكم الله منظر و ريحه لا تتاق علي الصبح كده تحس انك مش طايق نفسك و مش فاهم كميه الزباله دي ازاي ,اومال فين الزبالين وشركات الزباله الاجنبيه)جت في بالي الفكره دي ان ليه بننبهر بنظافه البلاد التانيه و نتمنه نكون نصفهم في النظافه ده علي أساس ان الزباله دي ناس بتجبها من بره ترميها عندنا مش سلوك الناس والا حاجه,فكره ان لوقلنا للناس علي فكره انت متراقب و اي حاجه هترميها هتتجاب علي فكره هنلاقي تغير ملحوظ(مع ان احنا متراقبين مراقبه اهم وهي من ربنا بس احنا مش رابطين الاحداث).
    (الفطره انتكست ):ده في كل حاجه في حياتنا لان لو في شوايه من اخلاقنا وطباعنا علي الفطره كنا هنلاقي الحياه لسه فيها شوايه صفاءو راحة بال بس ده مش موجود اصلاً دلوقتي خلاص
    عمارة الاسكندريه:لهم حاجه فاشله ان العماره تقريباً اتبنت في وقت الثوره والانفلات الامني يعني احنا اللي غالطنين (عشان عملنا ثوره وكده)وكأن ده مبرر ان مايكونش في رقابه بعد ما فتره الانفلات خلصت علي الاقل
    نفسي نرابي ولادنا في المستقبل بئه علي ان موضوع النظافه و الاهتمام بالجمال ده حاجه مهمه جداًاًاًاً وحاجه أخلاقيه و نعلمهم ده ضمن الحلال و الحرام
    وأخيراً الموضوع رائع

    ردحذف
  4. @Nora Bierak:
    فاكر أول ما إشارات روكسي بتاعة الكاميرات اتعملت، الناس كانت بتلتزم بالإشارة الحمرا ولو في الفجر، أما عرفوا إنها باظت - صيانة برضو - بقوا يكسروا الإشارة في عز الظهر لو عسكري المرور مش واقف!!

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. هي دي فكرة انهم لازم يكونوا مترقبين مراقبه تؤادي لعقاب وقتي (يعني مش مراقبه ربنا اللي مش هيتعاقبوا فيها علي اخطأهم حالاً)
    الاهمال بئه سمه الناس :يعني لما تركب المترو اللي مليان ناس بالهبل و الناس هتمون من الزحمه و مافيش لا مراوح والاشفات هواء رحت أسئل مين المسؤل ان المراوح دي تشتغل او لا واحد قالي لا هي شغاله بس العدد كبير قلتله لا مش شغاله قالي روحي للمسؤول رحت قالي لأ حالاً هكلمه يشغل المراوح يعني الناس هيغم عليها و هتموت و هو بيقولي هكلمه يشغل يعني السواق ميت مش حاسس بالناس قلتله مش لازم اجي كل يوم لو سمحت عشان تشتغل قالي لالا ده احنا بنتأكد ان المراوح شغاله قبل ما يطلع من المحطه (يعني السواق بيقفلها عند والا ذل )والله خطوات بسيطه جداً بس شوايه ضمير علي حياء علي خوف من ربنا و اشفاق علي الناس و كله هيتحسن ان شاء الله

    ردحذف