الاثنين، أغسطس 12، 2013

تابوه رقم 6: الحقيــقة

وده من المطبات اللي كنت بقع فيها كتير خلال التلات سنوات اللي فاتوا وهو اعتبار مصدر معين مصدرًا للحقيقة، والحقيقة إني مكنتش بوْصِف أي منبر إعلامي بالصدق على طول الخط، لكن على الأقل كان عندي قناعات إنه ممكن تحرّي الحقيقة الكاملة في أي من الأحداث اللي مرت بها مصر خلال الثورة.. والحقيقة إنه لأ.

لا يمكن لمصدر معلومات إنه يتحرى الحقيقة الكاملة لحدثٍ ما ولو اتصف بالنزاهة والنية الحسنة، كل الأحداث فيها دَخَن رهيب ولا يمكن تقصي الحقيقة الكاملة عنها أو الادعاء بامتلاك الحقيقة الكاملة تمامًا، ولو كنت في قلب الأحداث.

الحدث الواحد تجد فيه شهادات من ناس ثِقات متضاربة، كل واحد منهم شاف اللي شافه ورجع حكاه على الفيسبوك وتويتر، والحقيقة إنه مهما كان منتشر مش هيقدر أبدًا يغطي كل ملابسات الحادث.

الاعتصام فيه سلاح، 
لا الاعتصام سلمي تمامًا وأتحدى اللي يقول إنه فيه سلاح.. 
طب العيال ضربت نار ع الداخلية، 
لا يستحيل يكون كان مع العيال سلاح ناري أنا كنت هناك يا جدع!!!

والاتنين كانوا هناك فعلًا وبيحكوا اللي شافوه فعلًا..

وأعتقد إن المشكلة إننا منتظرين إن الحاجة الأنالوج اللي فيها دوشة كتير أوي (دي حقيقتها) منتظرينها تبقى ديجيتال يا واحد يا صِفر.. يعني أحداث زي مجلس الوزرا ومحمد محمود والعباسية كلها فيها ربكة كبيرة جدًا وأحداث صغيرة وتفاصيل رفيعة في وسطهم مينفعش أبدًا تخليك تصدر حكم إن الدنيا فيها كانت يا أبيض يا أسود. مستحيل! وبالتالي مينفعش انت كشخص تحكم عليها بمنتهى الأريحية حتى لو كنت في قلب الحدث، عشان فعلًا الدنيا مش بالوضوح ده.. فضلًا عن لو انت أساسًا مش في الأحداث وقاعد متابع الأحداث من ع النت ولا الفضائيات فساعتها فعلًا متحاولش تشترك في الحدث لإنك مش عارف أي حاجة!!

مش شرط يكون كل اللي ماتوا في أحداث 25 يناير سلميين، ووارد أوي ومنطقي كمان إنه يكون قطاع كبير منهم من اللي اتقتلوا كانوا من اللي بيتهجموا ع الأقسام عشان يهربوا ذويهم ولا يسرقوا السلاح اللي فيها، فتابوه الشهدا بصفة عامة ده محتاج تمحيص عن كده، ولا يمكن لأحد أن يدعي معرفة الحقيقة الكاملة فيما حدث بخصوص الأقسام وهروب المساجين، عشان ممكن أوي يكون فيه أقسام الضباط فعلًا هم اللي هربوا المساجين اللي فيها، وممكن أوي أقسام تانية يكون تم الهجوم عليها والضباط اتقتلوا فعلًا.. فده ممكن يبقى صح وده ممكن يبقى صح، والاتنين ممكن تلاقي لهم أدلة مثبتة وحقيقية.

تعذيب البلطجية/المخالفين في الاعتصامات دلوقتي، ممكن أوي يبقى صح.. بس انت بتحكم بإيه من إيه.. اعتصامات بالحشد ده والكبر ده مش متوقع يحصل فيها تجاوزات في حقوق الإنسان إزاي مع اعتبار خوف المعتصمين من البلطجية وإن ده أسلوب وارد لفض اعتصامهم زي محاولة موقعة الجمل مثلًا أو غيره يعني مش القصد التمثيل بالمثال ده تحديدًا..

وجود سلاح في الاعتصامات، وصباح الفل كأن الاعتصامات اللي قبل كده كلها كانت بريئة من السلاح، وكأن السلاح في بلدنا صعب أوي تجيبه دلوقتي مثلًا.. يعني مين يقدر يؤكد مية في المية إن اعتصامات محمد محمود (اللي كنت مؤيدها ونزلت فيها عشان نخلص) أو اعتصام مجلس الوزرا أو أو مكنش فيهم سلاح، يا أخي مين اللي أكد مية المية إنهم على الأقل مش مخترقين من البلطجية.. ممكن تكون نوايا المعتصمين سليمة، بس وسطهم فيه ناس بسلاح، وعشان المعتصمين حاسين بالخطر فممكن يسيبوهم وسطهم، أو ميعرفوش إنهم وسطهم، أو مش قادرين عليهم أو أو..

فالقصد إنك:

إوعى تعتبر أي مصدر من مصادر المعلومات في العالم إنه معاه الحقيقة الكاملة، وخليك عارف واعترف إننا بيتلعب بنا كتير أوي، وإنه كلمة بتودينا وكلمة بتجيبنا.. وإياك تثق في أي مصدر إعلامي ولو شُهِد لمن فيه بالنزاهة، عشان ممكن أوي يكونوا هم نفسهم مضللين.. فضلًا إنه فيه منابر إعلامية انت عارفها وأنا عارفها مينفعش أبدًا تكون هي مرجعيتك في إنك تعرف الأخبار. وفي النهاية خُذها قاعدة عامة كده: محدش عنده الحقيقة الكاملة، ولو افترضنا طلع حد عنده الحقيقة الكاملة فمش من المنطقي إنه يديهالك :)

وشارك في مجريات الأحداث باللي يمليه عليه ضميرك واللي اجتهدت فيه بقدر المستطاع - من غير ما تضحك على نفسك - مراقبًا لله تعالى في كل الأحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق