الأحد، مارس 02، 2014

رسالاتي لكِ - مقدمة

كثيرًا ما كنت أحاول أن أتذكر لحظات ما في طفولتي، فقد أتذكر صورة من حدثٍ ما، وقد أتذكر إحساس ما، أو أحيانًا أتذكر رائحة مكانٍ ما، ولكن يبقى الأمر دومًا ناقصًا إذ أني لا أستطيع تذكر الحدث بالكامل، فأظل في تمنٍ أن أتذكر بقية تفاصيل المشهد حتى إذا فشلت، قررت الاستسلام والمُضي قُدُمًا في حياتي..

ماذا لو أن أحدًا من أقاربي المقربين قد دوَّن لي شريط ذكريات عمري، فأتاني به لأقرأه.. حتمًا لكان ذلك أمرًا في غاية النشوة لي.. فتذكر الذكريات في ذاتِه أمر ممتع، إذ تقارن المواقف وإحساسك نحوها وأنت صغير بريء، والآن وأنت بالغ تدعي النُضج والرزانة، فإما أن تتمنى براءة الماضي أو أنك تقول: يا لسذاجتي كيف كنت أفكر هكذا.. وهذا أمر ممتع في الحقيقة.

فقلت: ليس معنى أن أحدًا لم يسدِ لي هذ المعروف، ألا أُسديَه لغيري، خاصةً إذا كان غيري هذا مُهجة قلبي وروحي، ابنتي لَمار..

تخيل أني دوَّنت لحظات حياتها الفارقة حتى إذا حان زواجُها أهديْتُ إياها تلك الرسائل.. يا ترى كيف سيكون إحساسها؟ الذي أثق فيه أني سأكون في غاية الشوْقِ لمراقبة نظرات عينيها وهي تقرأ هذه المقدمة، ولكن من يدري لعلي أبلغَ أجلي قبل أن تقرأ هذه الكلمات، أو لعل المكتوب في الأقدار غير ما ننتظره بحكم العادة.. ولكن دعنا نعيش اللحظةَ ونبني أن هذه الرسائل ستقرأها ابنتي حين تبلغ ربما بعضًا وعشرين، وتكون مقبلة على الزواج وذاهبة إلى بيت زوجِها - الذي أسأل الله تعالى أن أحبَّه حُبًا شديدًا - فتسترجِعُ بقرائتها أحلى أيامها مع أمِها ومعي..

لذا، فقد قررت أن أُسدي هذا المعروف لها فأدوِّن لحظات حياتها التي أرى أن قلبها قد يخفق لها، وأما ما لا أعرفه فعليها هي أن تذكرَهُ في ذاكرتها.. ولننظُر السيرة الذاتية لهذه الجميلة كيف ستكون بإذن الله..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق