الاثنين، مارس 21، 2011

ولامؤخذة - بعد الاستفتاء


الحمد لله على ما كان من الاستفتاء، والله المستعان على ما هو قادم.. والآن على الجميع أن يعمل على المرحلة القادمة..

لا أزال أشدّد على أنه كان لكل من الفريقين وجهة في رسم مستقبل مصر، والحقّ أنه في النهاية كلاهما كانا يطمعان في نفس المقصد وهو مستقبل خالي من ديكتاتور جديد، وحياة حرة كريمة لكل الناس.. ومصر أفضل!

ولا أزال أؤكّد أن الفارق بين الفريقين هي الرؤية، والزاوية التي ينظر بها للحدث وللمستقبل، ولا أخوّن أيّاً من الطّرفين ولا أدّعي أنّي أكثر تفقّهاً منه.. والحقّ أن كلمة الفريقين هذه تمغّص عليّ فرحة يوم الاستفتاء.

ولكن المشكلة الحقيقيّة كانت في استخدام المنابر الدّينيّة هنا وهناك بشكل موجّه لأحد الخيارين، بداعي أن هذا سيخدم صالح الدّين، ووقوع البعض في تجريم من يصوّت بملء إرادته لأيّ الخيارين.. ولكنّي أعتقد أنه لايزال أمامنا وقت لفهم هذه المعاني وتوصيلها لجموع الناس خاصّة في الرّيف والأقاليم.

والمؤسف أن البعض ممن نحسبهم من المثقّفين انجرفوا وراء هذه الدّعاوي وربطوا تصويتك بدينك.. والحقّ أن تصويتك هو مرتبط بتصوّرك أنت وحدك حول المرحلة المقبلة ليس أكثر.. وهذا كذلك ما لمسته إذ رأيت في البيت الواحد الأخ وأخاه يختلفان حول نعم ولا.. وهو أمرٌ صحّيّ على كل حال إذ أنه يثبت أن عصر القالب الفكري للشعب بأكمله انتهى ولا رجعة له.

المرحلة المقبلة هي التي أراها بها الشّغل كله.. ونتيجة التصويت أرغمت التيّارات السياسيّة أن تعمل بكل قوّة على إثبات وجودها في الشّارع.. ومن كان له سابق خبرة بالعمل السياسيّ ومصداقيّة لدى النّاس من قبل هو الذي سيحوز على ثقتهم في البرلمان المقبل.. ومن سيسعى لطرح رؤيته الجديدة لمصر الجديدة في الفترة المقبلة في خلال الأشهر القليلة المقبلة وتكون رؤيته هذه كاملة من مجاميعه.. ورؤية شاملة حول مستقبل مصر السياسي والثّقافي والاقتصادي ومكانتها حول العالم بالتأكيد سيحوز على ثقة النّاس.

الآن اختار الشّعب المصري مساراً للمضيّ حول مستقبله، وعلى الجميع أن يشحن كل طاقته ليسوّق لأفكاره التي يرى فيها مستقبلاً باهراً لمصر.. وعلى الجميع احترام نتيجة الاستفتاء والمضيّ قدماً بمقتضاها.

ولا أظنّه من الحكمة، أو حتى من "الصحّ".. أن يسخر البعض من اختيار غالبيّة الشّعب المصري، فيتّهم الدّيمقراطيّة - الآن - أنها يسّرت السبيل للحمقى أن يفرضوا كلمتهم.. وأعتقد أنه من العدل والحقّ و"الصحّ" أن نتوقّف عن تسمية فئة معيّنة من الناس بالـ"بسطاء" وآخرون بالنّخبة والمفكّرين والمثقّفين وأصحاب القرار.. فلقد أظهرت الثّورة شريحة من الشّعب المصري كنا نظنّهم لا يهتمّون بالسّياسة ولا بحال البلاد.. وظنّنا - جهلاً - أنه كل ما يهتمّون به هو لقمة العيش والسّكن والأمن.. إلا أن الثّورة جمعت المتعلّم والأمّيّ، المهندس والطّبيب.. والخبّاز والبوّاب.. ظننّاهم في غفلة عما يحدث وظننّا أنّنا نحن فقط من يفقه بحال البلاد والعباد.. وهذا على أساس أننا نفقه في أمور الدولة والسياسة والحكم.. والحقيقة أن هذه كانت أكذوبة كبرى.. فالكل يعلم والكل يعي ولكن الفارق في أسلوب الخطاب.. فقط!

تمنّيّات:
-----

إلغاء الحكم المسبق على النّاس.

عدم
التخوين أو التخويف.

الكفّ عن ترويج
الشّائعات، والاقتناع أنها من أعداء الوطن.

التفكير قبل التصرّف، والتتفكير بناء على معطيات ومعلومات حقيقيّة ودقيقة وليس بناء على تخرّصات وأوهام.

العمل من اللحظة على الارتقاء بمكانة مصر بين الأمم، والنهضة
العلميّة بها.

ألا ييئس أحدٌ منّا.. أن تكون
مصر أفضل بلاد العالم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق