الأحد، مارس 27، 2011

ولامؤخذة - ماذا لو حكم العلمانيّون - هواجس


من منطلق العدل في التناول، ومن منطلق الحياديّة التامّة - اللي م الآخر لا أدّعيها - ولكنّي سأتقمّص دور المحايد في هذا المقال.. لنتفهّم سويّاً - وبقول سويّاً - هدف المخاوف والهواجس والتشكّات من أفكار قوم.. لم يظهر منهم إلى الآن.. أيّ شئ!

فبعد مضيّ أهه أكثر من أسبوع على الاستفتاء اللي مش باين ملامح أيّ حاجة من ساعة إعلان نتيجته إلى الآن - ما علينا يعني - والمخاوف والهواجس تتناثر في مصر حول الدّولة الدّينيّة ووصول الإخوان للحكم.. ووصل السّلفيين - اللي هم الناس اللي بدقون، على أساس إن السّلف دول طائفة من الناس مش منهج فكري كلنا المفروض نكون عليه - إلى الحكم..

ظهرت المخاوف في مقالات وفيديوهات وكاريكاتيرات.. فمصر تطلق اللحية.. وحنبقى دولة دينيّة.. مش دولة مدنيّة.. والنّقاب سيفرض.. والجزية ستفرض.. وحنقطّع أيدي النّاس.. وسنكربج المعارضة ونقطع رقابهم.. وسيلبس الناس الجلباب بالعافية.. وسنتحوّل بقدرة قادر للسّعوديّة.. وسنحتلّ من أمريكا.. لأن القاعدة ستأتي إلى هنا حتماً.. وطالبان ستجد لها من مصر مسقرّاً لها.. ولعلها تسمّي نفسها.. تلميذان ولا حاجة!!

ورغم سذاجة هذه المخاوف - ولا أدّعي بذلك حكمة وحنكة ومهارة - إلا أنها مخاوف ساذجة برضه.. ولا أظنّ المقال هنا مجالٌ للردّ عليها.. أو بالأحرى قد ردّ على هذه المخاوف من قبل علماء كبار مراراً وتكراراً ولكن المشكّكين لا يصدّقون..

ماذا لو كان العكس؟

ماذا لو حكم العلمانيّون؟؟

هل لي أن أطلق لخيالي العنان.. فأتصوّر ماذا يمكن أن يحدث.. وبصرف النّظر عن ردود العلمانيّين.. أو الطّائفة العلمانيّة؟؟

علمانيّة.. أي سيضطهد كل من يظهر عليه الالتزام بتعاليم دينه.. وسيعتقل كل من يذهب لدار عبادته.. وسيصدر قانون بمنع الحجاب.. وستعتقل من تلبس النّقاب.. وسيصدر قانون منع تدّد الزوجات ويعتقل من يعدّد في زيجاته.. ستشمّع الجوامع والكنائس.. كل القوانين المستمدّة من الشريعة الإسلاميّة ستلغى ويحلّ محلّها قوانين وضعيّة غربيّة.. تنحّي الدّين تماماً.. المرأة التي تلبس الحجاب سينزع عنها الحجاب قهراً في الشّارع!!!.. ستلغى دروس الدّين من المدارس.. سيلغى الأزهر!!!.. ستقفل مراكز تحفيظ القرآن الكريم.. ستصادر كل أراضي الأوقاف.. ستلغى الرقابة من على المصنّفات الفنّيّة تماماً ليرى أولادنا كل قبيح عياناً بياناً في التليفزيون وفي كل أوقات اليوم.. سنعادي العرب.. سنعادي المسلمين.. ستلغى تأشيرات الحجّ والعمرة.. سنقهر الفلسطينيين.. لن نفتح معبر رفح مطلقاً.. سنراهم يموتون أمامنا بدم بارد فلا نأبه لهم..

طبعاً، لكل من هذه المخاوف ردّ ممّن ينسب نفسه للفكر العلمانيّ.. وربما يكون هذا بالنسبة له خرافات ومخاوف ساذجة وهراء لا قيمة للردّ عليه أساساً فما بالك بالمخاوف نفسها..

حسناً، فإنّ لكل من المخاوف التي يخاف منها البعض من الحكم الإسلاميّ الردّ عليها وهو ردّ شافي كافي.. لا تحوير فيه.. ولكن العبرة بهل أنت تطرح مخاوفك من أجل أن تعرف الحقيقة، أم أنك تطرحها كيداً في منافسك الفكريّ؟

والله الموفّق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق