السبت، سبتمبر 29، 2012

يوميات زوج معاصر - أيها العزاب!

بحُكم أني قاربت على إتمام عامي الأول كمتزوج، يمكنني وبكل ثقة أن أكتب كزوج معاصر ينصح إخوانه العُزاب، هؤلاء الذين لا يفكرون في الزواج حاليًا، وأيضًا هؤلاء المقبلين على الزواج بكل قوة..

والفترة التي قضيْتها كعائل تدفعني دفعًا أن أنصح السادة العزاب بالأتي (هذا بصرف النظر عن نواياهم حيال الزواج الآن):

- عليك أن تكون مستعدًا للزواج..

بالإضافة للاستعداد المادي المعقول، والاستعداد - لمؤخذة - الصحي، الأصل في الاستعداد هو الاستعداد للفكرة..

إذا كنت داخل على الزواج لأنه نقطة على الطريق وعليك أن تتزوج - فقط - لأنها سنة الحياة...

إذا كنت داخل على الزواج متصورًا أن كل مشاكلك النفسية ستحل من تلقاء نفسها بسببه..

إذا كنت داخل على الزواج "مفكّــر" إنه تجربة لطيفة يجب أن تمر بها كي تحكم عليها..

إذا كنت داخل على الزواج معتقد أن شريكة حياتك عليها أن "تؤيف" حياتها وطباعها عليك وأنت كما أنت "جبلة"..

إذا كنت داخل على الزواج - فقط - لإشباع تلك الرغبة اللي أنا وانت عارفينها..

إذا كنت داخل على الزواج متصور إن الزوجة المكتوبة لك هذه صحابية جليلة وأنت تكن كما تكن هذا لا يهم..

إذا كنت داخل على الزواج معتمدًا على مبدأ: كله بالحنيّة بيفُك!

إذا كنت أبدًا لا تستغنى غن كل أوقات حريتك الماضية..

إذا كنت تعتقد أنه على زوجتك أن تتفهم تفهمًا كاملًا أن وقتك مع أصدقائك لا يجب أن ينقص ولا "فسوة" عما كان عليه قبل الزواج..

إذا كنت داخل على الزواج - فقط - لأن تأتي بزرْبة عيال تلعب بيهم و"خلاص"..!

إذا كنت ترى نفسك شخصًا "لُقطة" ويا بخت اللي حتتجوزك بك أيًا كانت..!



إذا كان أمر البيت والعيال والمسئولية وتدبير الأمور هو أمرٌ خنيق بالنسبة لك..

فأنصحك نصيحة لا ينصحها إلا أخٌ حريصٌ على أخيه..

أجِّل الفكرة قليلًا..

ولا تعتمد أنه الأمور مع الوقت ستتوائم، وأن الطباع مع مضي الأيام ستتطبّع مع بعضها البعض من غير جُهد.. نعم محال أن تجد من يتطابق معك في تكامل الطباع، ولن تكون فترة الخطوبة كافية أبدًا لتطبُّع الطباع - خاصة إذا ما كان الزواج صالوناتي - ولكن التطبُّع لن يحدث أبدًا إذا ما اجتهدت أنت في ذلك..

صدقني الأمور ليست أتوماتيكيًا بالساهل هكذا، عليك أن تجتهد في كل خطوة من خطوات الزواج،

بدايًة من النية: لماذا ستتزوج؟!

هو سؤال غاية في الخطورة وأنت وحدك من يستطيع الإجابة عليه، ولا تبحث عن إجابات قوالب لأن الجميع يقولونها.. ابحث في الدين لماذا شُرّعَ للزواج وانظر في نفسك هل أنت على الأهليّة التي من خلالها يمكنك تحقيق مقاصد الزواج..

ثم مرورًا باختيار الزوجة، وأنصحك أن تخطّطَ لهذا تخطيطًا، فلا تكون صاحب هوى.. هذه تأخذك يمينًا وأخرى ترميك شِمالًا.. 

أهم شئ في العالم أن تعرف ماذا تفعل ولماذا تفعله..!

وأنت أدرى مني بمعايير اختيار الزوجة، ونفس الحال بالنسبة للبنت، فهي الأخى تختار زوجها بكل تأكيد..!

ثم في دراسة شخصية الطرف الآخر وبحث نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف، وعليك أن تعلم أنه ليس بالضرورة لأنها نقاط خلاف أن عليك أن تجعل منها نقاط اتفاق.. أحيانًا كثيرة في بعض النقاط يفضّل أن تترك الأمور كما هي على اختلافها، ليس هذا عيبًا فيك أو ضعف شخصية منك أو منها.. وإنما هذا هو التكامل.. وهذا في رأيي أفضل كثيرًا من اتفاق واهم قائم على النفاق كي تمضي الأمور - وخلاص - ثم ما تلبث أن تصطدم بالحقيقة بين كل موقف والآخر..

لا عيب أبدًا إن لم تدرك لنفسك هدفًا واضحًا من الزواج أن تؤجل الفكرة.. خيرٌ لك من أن تدخل "التجربة" فتصدّع، وتصدّعها.. 

وكما يقول أخي فريد أبو حديد: الأهم من الشغل، تضبيط الشغل، أظن أنه كذلك الأهم من الدخول في الزواج وخلاص، تضبيط الزواج نفسه..

طبعًا أنتم أدرى بشروط الزواج، وتعلمون متى يكون مباحًا ومتى يكون مستحبًا ومتى يكون واجبًا ومتى.. ومتى.. لا داعي أن أذكر ما هو مستهلك بالنسبة لكم أو ما قد تجدوه في حلقات العلم بشكل أوفى ومن ألسن العلماء.. إنما ما هنا هو مجرد خاطرة من أخ قريب لكم قد تكون كلماته قريبة هي الأخرى من قلوبكم..

هناك 4 تعليقات:

  1. طب انت ليه كده خوفتنا :@
    واللى مش عارف أى حاجة من دى غير انه بيحب انسان وعايز يكمل عمره معاه يبقى ايه ؟

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. زي الفل.. دوووووس يا معلم.. :)

    ردحذف