الأحد، أغسطس 23، 2009

رمضان


قد هلّ علينا هلال رمضان الكريم،مرحب شهر الصوم مرحب،وقد علت الأكف بالدعاء للمولى بصلاح أحوالنا والنصر।


يتبادر إلى ذهني السؤال - وهو يتبادر إلى ذهني كل عام في رمضان॥ لماذا مع كل هذا الدعاء.. إحنا زي ماحنا بطة بلدي


أكيد على مدار العقود اللي فاتت كان على الأقل واحد صالح في كل مسجد وهم ينادون ربهم ليصلح أحوالنا॥ ولكن الأمر كما هو।بل يزيد سوءا في الحقيقة


هي السيئة بتعم ولا الحسنة بتعم ولا السيئة مش بتعم بس هي بتبرطش على الحسنات اللي حواليها فنجد أن تأثير الحسنات ذهب


هو ليه احنا مسلمين وبنعبد ربنا وبندعيه في كل رمضان إن مشاكلنا تتحل - واحنا مسلمين - ومع ذلك لسة الأمور زي ما هي


قيل أنه من سوء الأدب مع الله أن ندعوه من غير أن نتخذ الأسباب المستقيمة لتحقيق ما ننشده॥ كأن نقول: يا رب.. يا رب.. يا رب أعلى في سلمي الوظيفي وأمسك برانش مانجر وأقبض خمسة وسبعين ألف دولار.. يا رب ده انا مبأذيش حد وقلبي أبيض زي البفتة وعمر ما حد زعل مني ولا حتى خد على خاطره مني.. أنا بس عايز بقى فلوس كثيرة بقى.. عشان أقوم صارفها كلها في الجوامع.. يا رب نوّلهالي بس وأنا حشتغل بيهم كما ترضى


يا أخينا إنت اللي تبدأ॥ إنت اللي تشتغل وتقرّح وتتبهدل وتدعي ربنا وانت بتشتغل.. ربنا حيكرمك.. بالمنطق.. احنا مسلمين وموحدين وبندعي ربنا ليل ونهار انه يكرمنا وبنختم القرآن عشر مرات في رمضان.. ومع ذلك زي ماحنا.. أكيد في حاجة غلط.. ببساطة احنا مش بنشتغل.. ولو بنشتغل كل واحد فينا عايش في جزيرة لوحده رافع شعار ليسحق الآخرون سحقا.. فأنا ومن بعدي الطوفان ليغرق فيه الآخرون غرقا.. وحسب تقرير مركز دعم واتخاذ القرار - تقريبا - أن المواطن المصري أصبح يعيش في جزيرة نائية عن باقي المواطنين غير مكترث بهم وأن صفة الأنانية زادت بشدة في المواطن المصري بالآونة الأخيرة وأن الصراع على الصعود على السلم الاجتماعي أصبح على أشده كما الصراع بين تيسن وميتسوبيشي على عقود المصاعد.. احم


لوحظ أن الدولة - رسميا - تتعامل بجد مع رمضان - رسميا - إنه أساسا مش مناسبة دينية على الاطلاق، وإنه فعلا شهر للمسلسلات والست كوم والكلام ده॥ أنا عارف انت سمعت الكلام ده شيفريليون مرة.. بس مش دي الفكرة يا نجم.. أنا بتكلم في نقطة ثانية.. إنه فعلاً.. أوفيشيالي أصبح شهر للمسلسلات.. لما التليفزيون يبقى حيبظ منه 100 مسلسل.. 100 مسلسل يا ظلمة.. لا ده كمان المسلسلات أصبح لها أفيشات وبتاع.. يعني موسم.. ده أيام فطوطة كانت أرحم.. مش فاهم.. اشمعنى رمضان الدولة تعمدت إنها تصوره كده.. وإنه يكون موسم للكلام ده.. ويقوللك في رمضان يحلى السهر.. سهر إيه يا ولاد الـ... أنهي سهر.. متسيبوا الناس.. وبعدين عشان ميبقاش اسمه فتّان أميبتاب باتشان.. يقوم عاملك برنامج ديني في اللذيذ كده في وقت مقتول اللي هو الناس مستحيل يفتحوا التليفزيون فيه يإما في الشغل يإما نايم مفرهد قبل الفطار.. والثقيل ورا.. ارزع من أول ما المغرب يؤذن له واديلوا في الست كوم والنص كوم، والمسلسلات.. يا راجل ده نور الشريف عامل مسلسلين لوحده.. ده افترا بني آدمين يا جدعان مش كده.. الرحمة حلوة..


وبعدين قمة الاستفزاز تطلع واحدة لبسها لا علاقة له تماما برمضان ولا شوال تقوللك أنا حبقى معاكو في رمضان॥يعني من الآخر.. أنا اللي حفطّركم


ولا رمضان أحلى مع بيبسي॥ إزاي يعني


ممكن يبقى في نغمات رمضانية॥ده إذا كان في شيشة رمضانية.. هو مش يحلى السهر.. عيش أحلى ما في الغمّة


الناس في رمضان بتبقى سواقتهم فظيعة॥ مريعة شنيعة


يعني هي سواقتهم كانت في غير رمضان رزينة مثلا


الكسر والتعدية من اليمين والكلام ده॥دي سمة المصريين..وأنا أولهم..وللأسف الشديد..في كثير من الأحيان..لو مطلعتش بوز العربية عشان تعدي..فعلاً..مش حتعدي..ده في بعض الأحيان لما اللي وراك بيلاقيك إديت فلاشر انتظار للدلالة على أنك تبحث عن ركنة.. يتعمد أن يكلكس لك كلكسة مزعجة لأنه علم أنك بذلك مضطر للسير ببطء وهو ما لا يرضي طموحه المروري


بصوا يا جدعان محدش له دعوة بيّ في أول أسبوع من رمضان عشان محدش يزعل مني


قال يعني لو حد كلمك في غيره حتستقبله بالورد॥ما دفعك لقول هذا إلا أنك تتلكأ لنفسك للبطش بغيرك بطشا।وأنت تفخر لكونك عصبيا وهذه من شيم الجاهلية..اهدا كده وصل على النبي واصطبح وقل يا صبح


في الليلة الخامسة عشرة.. يأتي من يسألك: كم مرة ختمت المصحف في رمضان ؟لسة॥ لم أختمه بعد..ده انت جاي تهرج بقى


ياخوانا مين اللي قال انه لازم المصحف يتختم عشرين مرة في رمضان وبعدين يتساب طول السنة॥ وإيه الفائدة لما تختم القرآن كثير ومعاملاتك لسة زي ما هي.. تبطش بهذا وتسحق هذا وتأكل مال هذا.. ولا تتقن عملك.. فلا تعمل بما تقرأ..


افعل ما يمكنك الاستمرار عليه بعد رمضان.. وكأن رمضان مدرسة فعلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق