‏إظهار الرسائل ذات التسميات شأن عربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شأن عربي. إظهار كافة الرسائل

السبت، يونيو 06، 2020

سيناريو ‏التقسيم


 انفصلت جنوب السودان عن السودان في يوليو ٢٠١١، تنفيذًا لنتايج الاستفتاء اللي اتفق عليه حكام الشمال والجنوب إنه يُقام بعد ست سنوات من قعدتهم الأخيرة اللي قرروا بها حسم الصراع وعشان كل حي يروح لحاله.

جنوب السودان كانت مُهملة للغاية من حكومة السودان، مفيش تنمية ولا عيشة عِدلة ولا تعليم ولا أي حاجة.. كأنهم كانوا في عصر زمني غير اللي كان فيه الشمال. حتى جامعات الشمال مكنتش بتفتح أبوابها لسكان الجنوب زي الشمال، التعامل مع الجنوب كان من الأول إنهم بلد تانية ناس مش شبهنا ولا يشبهونا ويمكن كمان عالة علينا.

بينما الجنوب فيه بترول، وكان ممكن الأمور تُدار بشئ من العدل يحفظ للجميع كرامته والسودان يفضل سودان مستفيد من ثرواته في الشمال وفي الجنوب والخير يعم على الكل. إنما الإرادة السياسية مكنتش كده والكل كان بيدفع في اتجاه الانفصال.

بينما العرب اللي بيصرفوا فلوسهم يمين وشمال على المرقعة مكنش لفلوسهم للأسف حضور لحل الصراع ده. الناس في الجنوب لو كان انصرف عليهم وحلينا مشاكلهم كانوا رضوا بالبقاء مع السودان دولة واحدة واستفادوا منها وما دخلوش في الهمّ اللي هم فيه حاليا من حروب أهلية وفقر وضحالة في شتى المجالات على المستوى الدولي. أول ما استقلوا اتقتل جون غرنغ قائدهم في حادث لطيارته الهليكوبتر الخاصة وتولى نائبه رئاسة الدولة الوليدة وفضل حال القبائل على ما هو عليه ودبَّحوا في بعض في حرب أهلية والشمال طبعا في السلكان ولا يفرقوا معاه إياكش يولعوا في بعض، والحقيقة إنهم ما صدقوا خِلصوا منهم خصوصًا إنهم ما بيشتركوش معاهم في العربية ولا في الديانة. زِد على ذلك كون جنوب السودان الوليدة دولة حبيسة مالهاش مينا ع البحر خلاهم غصب عنهم عشان يستفيدوا من البترول لازم يعتمدوا على الشمال في التصدير من بورسودان ده غير إنهم مضطرين طبعا يسيبوا نفسهم غنيمة لشركات البترول اللي معاها العلوم والفنيات اللي تعرف تستخرج بها البترول ده.

فاختصارا منطقة في جنوب دولة عربية انفصلت عشان الدولة العربية دي مش فارق معاها أهلها ولا وحدة أراضيها ولا تغوُل العدو بأطماعه فيها.. فتركوها محدش يسأل فيها، والدول العربية الغنية اللي كان ممكن بفلوسها توقف الصراع وتساعد عملت نفسها ولا كأنها هنا وتفرّغت في صرف فلوسها على صراعات إقليمية تانية أو على الهلس والهانتي كانتي.

سيناريو التقسيم موجود وعندنا في بلادنا العربية اتعمل في غير مكان، وفيه دول أُنشئت في الأساس لأهداف سياسية وخدمة لمصالح المستعمر القديم مش عشان فيه حضارة وناس هنا عايشة من قديم ولهم صفة معينة حابين يستقلوا بها. سيناريو التقسيم بيحصل عشان نحل به مشاكل، مش بقول إننا العرب الوحيدين اللي بنتقسم، لكن بقول إن ثبت قصاد عينينا إن لما بنتقسم بنضعف، ومع ذلك ما بيكونش فيه أي محاولات جدية لحل الصراعات السياسية في بلادنا لأنه الدافع بيكون نفعية للسياسيين الحاكمين والقوى الكبرى وبس.

الله أعلم، بعد تطورات ليبيا الأخيرة وارد جدًا نشوف سيناريو تقسيم يقسم ليبيا نُصين شرق وغرب تبعًا لشكل الصراع الموجود، وبما يرضي أطراف الصراع اللي هي مش ليبية أصلا، آخذين في الاعتبار إن الأحداث دلوقتي أسرع، فاللي كان بيحصل في ست سنين يحصل دلوقتي في ست أشهر، خصوصًا وأن نزعة وحدة الأرض والحفاظ عليها ونبذ الفرقة بيننا كانت موضة وبطلت، والأسوأ إنها بطلت في نفوس الناس مش في سياسات الحكومات فقط.
----

التقسيم بيحصل أما بيستحيل إن طرفي الصراع يبقوا عايشين مع بعض تحت دولة واحدة.

يعني الاتنين مش هيبقوا باقيين على بعض، كل واحد راح لحاله وبيشوف مصلحته.

في نظري، إن وقتها تدخل أطراف عدائية للتعاون مع دولة منهم للاستقواء على التانية هيكون سهل جدًا، خصوصا أما يبقى الطرفين مش ناضجين كفاية فيفهموا إن مهما حصل مصالحهم هتفضل مرتبطة ببعض.

عودة على نموذج جنوب السودان: الشمال ما بيحاولش يساعد وإياكش يولعوا في بعض في حربهم الأهلية وهياخدوا إتاوة على مد أنابيب البترول من خلالهم لو حصل، دلوقتي لو جه طرف خارجي عايز ينال من السودان كلها سهل جدًا يخش من الجنوب فينغنغهم ويشوف يحط على الشمال إزاي يبني سد ولا ينيل اللي ينيله معرفش. بينما لو كان سودان واحد الكل عايش فيه "بالعدل" والكل مستفيد من ثرواته مش هيبقى فيه فرصة لكده.

هل كلامي مُطلق؟ بالتأكيد لا، وارد يحصل نموذج التقسيم ده وينجح.. بس في نظري مع طبيعة بلادنا العربية ما بيمشيش. 

الجمعة، أبريل 10، 2020

العلام بالإنجليزي

من أسوأ ما ارتُكِب في حق أجيالنا هو دفع الناس دفعًا إنهم يعلموا أولادهم بالانجليزي (مش إنهم يتعلموا اللغة الانجليزية). قرار أي أسرة دلوقتي إنها تعلم أولادها في مدارس "عربي" معناه إنهم مُضطرين يدخلوهم مدارس مستواها متدني من حيث الإمكانيات وجودة التعليم فضلا عن المستوى الاجتماعي ممكن يكون فارق وده مُضِر بالتأكيد.

تعلم العلوم باللغة العربية مؤسس للإدراك والوعي، إننا نفكر بالعربي ده بيحمي هويّتنا وثقافتنا وبيحافظ على انتمائنا لأصولنا. أي أمة عايزة تؤسس حضارة حقيقية لازم تعلم عيالها العلوم بالعربي، ومن ده إن كل المصطلحات العلمية يكون لها نظير واقعي بالعربي، عشان لما نبني على العلوم دي نكون بنبني لنفسنا مش مضطرين أن أوراقنا البحثية تكون بالإنجليزي عشان تنتشر.

مفيش بلد محترمة نظام تعليمها الأكفأ بيكون بلغة أجنبية، لازم يكون بلغة أهل البلد. ده فيه دول لغة شعوبها كانت بتضيع وأصرّوا في بناء دولتهم إن العلوم تتعلم بلغة الشعب مش بالإنجليزي!

كان فيه نقاش في البرلمان المغربي من فترة إنهم عايزين يخلوا المناهج التعليمية بالفرنساوي ويلغوا التعليم بالعربي تمامًا عشان يواكبوا سكة ودوغري فرنسا وأوربا علطول، أنا معرفش ما وصل إليه النقاش هناك لكن دي مصيبة حقيقية وضياع للهوية وضربة قاضية لأي نية لبناء الحضارة من جديد.

مفهوم إن القيادة حاليا للغرب ولأصحاب اللغة الإنجليزية وإن الانفصال عن ده يُعتبر عبث، وطبيعي إن المُطّلع بشكل متخصص في العلوم دي مضطر إنه يكتب ويخاطب وينشر بالإنجليزي، لكن ده ما يمنعش إننا مش مضطرين نعلم أساسيات العلوم دي بالإنجليزي. إحنا حاليا بنستثقل قراءة العلوم دي بالعربي، بل الأمرّ إننا بيصعُب علينا نتقبل إننا نخلي لغة الموبايل بالعربي، لأنه ارتبط في ذهننا إن التعامل مع التكنولوجيا بالعربي شئ بايخ وعلامة على إن الشخص ده "بيئة". إحنا ممكن نبقى عارفين لغة عربية واللي مننا دارسها كمان ودارس علوم شرعية ومع ذلك لغة موبايله بالإنجليزي وتواصله مع أي حاجة مرتبطة بالتكنولوجيا أو النضافة حتى لازم يكون بالإنجليزي، اتبنى حاجز رهيب بيننا وبين اللغة العربية في هذا الخصوص وده هيفضل مخلينا توابع مهما نضفت عقولنا وبقينا بنفهم أكتر وأكتر.

الأحد، مارس 01، 2020

المشروعات السياسية

البنك المركزي المصري - شارع شريف

وهي مشروعات وقتيَّة الغرض لا يُنتظَر منها عائد في المستقبل ولا يُعرف لها هدف صلب حقيقيّ واضح الرؤية في الوقت الحاضر، وغالبًا تكون مرتبطة بفكرة خطرت في ذهن أحد القائمين على الدولة فأراد أن يجعلها رأيَ العيْن أثناء فترة مسئوليته. وللأسف، مثل هذه المشروعات والتي تكون عادةً مضغوطةً في فترة تنفيذها تستنزف الكثيرَ من الأموال، وذلك للحاقِ بالجدول الزمني المضغوط المشروع وحتى يتم الافتتاح في التوقيت المُحَدد والذي عادةً يكون توقيتا سياسيًا، ولأن غالبًا تكون حدود متابعة هذا المسئول للأمر قاصرة على ما إذا كان تم الانتهاء من تنفيذ المشروع في التاريخ المُحدَّد أم لا. 

وتتميز دول الشرق الأوسط وخاصةً العربية منها بمثلِ هذه النوعية من المشروعات، لأن غرضها يكون معنويًا أكثر منه عائد ماديّ حقيقيّ يُنتفع به. فعلى سبيل المثال قامت دولة قطر بتنفيذ مشروع المترو وبعض المشروعات الكبرى الأخرى بغرض اللحاق بفعاليات كأس العالم لكرة القدم، وكان من ضمن هذه المشروعات بناء استادات عملاقة تتسع لمشجعي الكرة في هذا الحدث العظيم والذي يُقام كل أربع سنوات، بينما عمليًا فإنه بعد الانتهاء من تلك الفعالية، ستمسي هذه الاستادات خاوية على عروشها وذلك لأن الدولة نفسها صغيرة ومثل هذه الاستادات تفوق احتياجاتها، وللعلم فإن المشروعات المُقامة حاليًا بقطر تجري على قدمِ وساق للحاق بالمواعيد التي التزمت بها دولة قطر مع الفيفا للانتهاء من مثل هذه المشروعات. وهذه المشروعات لا تنقصر على الاستادات فقط، بل كذلك الفنادق الضخمة والمترو وتوسعة وتطوير مطار الدوحة وغيره. مما يحتاج إلى ضخّ الأموال الطائلة لتنفيذ ذلك.

ومثال على ذلك أيضًا مشروع تطوير البنك المركزي المصري بشارع شريف، وذلك بعد نقل جميع موظفي البنك إلى مقره الرئيسي بشارع الجمهورية. ولم تكن الصورة واضحة للرأي العام لماذا يتم تطوير المنشأة التاريخية للبنك المركزي المصري وكانت التخرُصات هل سيتحول إلى متحفٍ أو أثر؟ ولكن انتهى به الحال حاليًا - إلى حد علمي - إلى فرع ثانوي يمكث به بعض موظفي البنك، فضلًا عن أن جميع الموظفين بمن في ذلك من ارتحل منذ سنوات إلى المبنى الرئيسي بشارع الجمهورية سينتقلون إلى مقرهم الجديد بالعاصمة الإدارية، وكل ذلك يندرج تحت قسم المشروعات السياسية التي تريد الدولة أن توصِّل من خلالها رسالة معنوية لشعبها وكذلك لشعوب المنطقة أو ربما للعالم.

والأمثلة كثيرة مثل مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بمصر وبرج خليفة بإمارة دبي وبرج المملكة بالسعودية وغير ذلك، مما يستنزف ميزانيات الدول وقد تلجأ هذه الدول للقروض والاستدانة من أجل الانتهاء من مثل هذه المشروعات رغم عدم وضوح الرؤية حول العائد المادي من ورائها. والحقيقة أن الرسالة المعنوية من ورائها لا تصل كما يريد الراسل أن تصل لكل الناس، فبعض الطبقات الاجتماعية بالشعوب تنبهر فعلا بمثل هذه المشروعات وتعتقد أنها دليلٌ على قوة الدولة وهيبتها والبعض الآخر لا يراه إلا سفه وتبذير لموارد الدولة لا طائل منه والبعض الآخر مستفيد من تلك المشروعات إذا ما كان يعمل بمجال المقاولات أو غيره.

لعلك إن تابعت حركة البناء في أوربا لا تجد مثل هذه المشروعات في جدول أعمالها، وربما تجد بعض الاستثناءات في أمريكا مثل برج الحرية والذي أُقيم بدلًا من برجي التجارة العالمييْن كرد فعل سياسي ليرضي الشعب الأمريكي مع اختلاف كون أن هذا البرج سيحِل محل برجين كانا محل عمل لآلاف الموظفين والاستثمار فيه حتميّ ولكنه يشترك مع مشروعات الشرق الأوسط كونه دافعه ردّة فعل سياسية على هجوم البرجيْن في 11 سبتمبر. 

الاثنين، فبراير 24، 2020

آخر ما أكتب ليناير

لا يخدعنَّك العنوان، فإنه قد يوحي لك أني طالما كتبت وكتبت عنها وكأني حفيٌ بها أو خُضت غمار ثورتها أو اعتصمت بين ثائريها في ساحات الميادين، ولكن الحقيقة أن نصيبي من المشاركة في تلك الثورة هو الفضول والاندهاش أكثر من العزيمة والقرار.. لم أعرِّض نفسي للخطر فيها إذا ما ظننت أن احتمال الوقوع في الخطر قائم ولو بنسبة ضئيلة. 

غير أن أصحابي كانوا ممن ينزلون الشوارع فمنهم من كان دائم الحضور في المسيرات ومنهم من كان يبيت مع المعتصمين ومنهم من كان يؤمن بها فكان يكتب وهو مغترب وإن سنحت له الفرصة للرجوع للبلاد فيرجع وينزل مع النازلين.

وبعضٌ من أصحابي كانوا غالبا لا ينزلون مثل حالي، وقد تباين السبب في ذلك.

بالنسبة لي، فلما كان الأمر أمر موت. يعني أن من ينزل يعرِّض حياته حتمًا للخطر خصوصًا في أيام الثورةِ الأولى، فقد كنت أتورَّع عن النزول بثقة لأمريْنِ هامَّيْن:

أولا: أني لا أفهم ما يحدث على الحقيقة. وإن كان ظاهر الأمر أن مظلومين انتفضوا ضد ظالمهم. فحبس الناسَ ظُلمًا وقتل منهم من قتل. ولكن السؤال: متى يخرج الناس على حاكمهم؟ وقد كان هذا الحديث وقتها يُقابل بالاستهجان، ويوصَف من يطرح الفكرة للنقاش بالخضوع والجُبْن. وأنا لا أعرف الجبان من الشجاع. فالكل يتكلم ولا ضابط لذلك. والأقرب لقلبي وقتها هو دعم الثورة، ولكن لا رؤية بعد ذلك. ولا وعي حقيقي بأساس المُشكل. كل ما كان يسيطر على العقول هو الخلاص من الموجود بغرض التغيير. يجب أن نرى وجهًا آخر غير حسني مبارك في سُدَّةِ الحكم وقد كان.

وثانيا: أهلي. والذين إن كنت أخاف على نفسي القتل، فإني أخاف عليهم أكثر الحزنَ عليّ. ولا أطيق تصوُّرَ مشهد حزنِهِم عليّ، خاصةً وإن كان الأمر كما ذكرت في "أولًا" ليس قضية جليَّة الوضوح كجهادِ ضد كافرٍ معتدٍ.

فكنت متابعًا للأحداث متابعةً قريبة، مهتمٌ بالتطورات السياسية ومتابعٌ للأحزاب والاتفاقات والتحالفات والمساومات وغيره.. للساسة مُدَّعي دعم الثورة ولرموز الثوار في الميادين الذين ظهروا في الإعلام دون غيرهم للحديث عنها ولبعض عابري السبيل فيها الذين إما لاقوْا نحبهم أو انتظروا أو بدلوا تبديلا.

وقد خُضت مع من خاضوا وأفتيْت في الأمور السياسية، وقد ساعد في ذلك منصة فيسوبك والتي أعطت لمن يعرف ولمن لا يعرف الحق في الخوضِ في السياسة وإعلان آرائه النيِّرة وليتأثر بها من يتأثر، دون دراسة. ربما عانى السياسيون وقتها معاناة علماء الدين لما رأوْا آراء العوام في تحريك جموع الناس أو تثبيطهم، كما عانينا من آراء المشايخ الذين لا يفهمون في أمور السياسة بتاتا إلا أنه كان عليهم الخوض فيها للتأثير على تابعيهم والذين كوَّنوا ثقافتهم ووعيهم منهم لا من غيرهم. فكانت تجارةٌ بالسياسة وتجارةُ بالدين وتجارةُ بالفقر وتجارةُ بالغنى. انكشف معدن الناس فما صمد إلا القليل. فإن للكلام شهوة كانت في ذروتها في تلك الأيام.

 كان آخر علاقتي بالسياسة قبل الثورة انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وانتخابات رئاسة الجمهورية والتي ولأول مرة نُفذت طبقا للتعديلات الدستورية التي أقرَّت انتخابات تعددية على منصب رئيس الجمهورية. قبل ذلك، كان ينتخب مجلس الشعب رئيسا للجمهورية ثُم يُستفتى عليه جموع الشعب فإن وافق الشعب كان بها وإلا فلا. وطبعا لم يحدث منذ قيام الجمهورية أن الشعب رفض رئيسا. في انتخابات مجلس الشعب هذه تحديد علا نجم جماعة الإخوان، ولأول مرة نجح 88 عضوا منهم لنيل مقاعد في البرلمان. في سابقة، وفي انتخابات الرئاسة هذه ترشَّح ضد مبارك أيمن نور - وقد كان وقتها فتى المعارضة الذهبيّ الذي تنسَج على ذكراه الآمال - وترشَّح ضده كذلك رئيس حزب الوفد. شاركت وقتها في تلك الانتخابات واستخرجت بطاقة الانتخابات الحمراء وبصمت لأول مرة وقد كنت أدرس في كلية الهندسة وقتها وقد كان شعورًا لطيفا، فلأول مرة أشعر وكأني أشارك في اتخاذ القرار. وقد كان معلومًا وقتها للمُطلعين أن سر اتجاه التعددية في انتخابات الرئاسة فضلا عن نزاهة انتخابات المرحلة الأولى في مجلس الشعب هو ضعط إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والأستاذة كوندوليزا رايس على الرئاسة المصرية.. وقتها فاز حسني مبارك بنسبة 88% وكان منافسه في المركز الثاني أيمن نور زعيم حزب الغد ثم رئيس حزب الوفد هذا (المفارقة أني لا أذكر سوى أن اسمه كان جمعة، والمفارقة الأكبر أني وقتها انتخبته هو، وذلك لأني تأثرت بحملات التشويه الممنهجة التي طالت أيمن نور فانتخبت أي اسمِ آخر غير مبارك وأيمن نور، انظر كيف كان الوعي وقتها وكيف كان أسلوب اتخاذ القرار.. حاجة تكسف!). ثم جاءت انتخابات مجلس الشعب عام 2010 والتي تولى إدارتها وحنكتها رجل الأعمال الشاب وصديق جمال مبارك (أو هكذا كانوا يقولون) ورئيس شركات حديد عز وعازف الدرامز بفرقة حسين إمام المهندس أحمد عز الذي علا نجمه بعد أن احتكر توريد حديد التسليح خاصةً بعد ما استحوذ على حديد الدخيلة ثم فصَّل بعدها قانونا لمنع اتهامه بالاحتكار. المهم أن إدارة أحمد عز للانتخابات لم تكن بحكمة وحنكة سلفه الأستاذ كمال الشاذلي المخضرم الذي نال خبرته من إدارة الانتخابات بل وإدارة نقاشات مجلس الشعب بشكل غير رسمي على مدار عقود. كانت تمثل الانتخابات للبعض وكأنها المتنفس الوحيد لشعور الناس بحريتهم في الاختيار حتى لو كانوا يعلمون أنها مسرحية، ولكن ثمة فارق بين مسرحية اجتهِدَ في حبكتها الدرامية وإخراجها وأخرى غرضها عرض النتيجة، والأخيرة هي ما حدث في انتخابات 2010 حيث اكتسح الحزب الوطني لمقاعد المجلس كلها بشكلٍ فجّ مما دلَّ على أن ضغط إدارة أوباما والأستاذة هيلاري كلينتون لم يكن كسلفِه، وكانت الانتخابات بمثابة إعلان حالة الوفاة للسياسة في مصر وكانت أقرب ما يكون لما يجري حاليا فيما يخص إدارة انتخابات مجلس الشعب.. وفي ظني أنها كانت عاملًا كبيرًا من عوامل إشعال شرارة الثورة واتحاد الحركات السياسة وظهور الجبهة الوطنية للتغيير...

كان 25 يناير 2011 يوم ثلاثاء، رجعت للبيت بعد انقضاء يوم عملٍ شاق لأجد رسالة نصية من أحد الأصدقاء تقول: "أوف أح، الشعب عمل الصح". نزلت الجماهير في ذلك اليوم في أعداد كبيرة باغتت أفراد الشرطة بينما لم يتدخل الجيش في أي فض، وعلمنا بسقوط أول شهيدٍ للثورة بمدينة السويس. ثم كانت الدعوات للنزول يوم الجمعة 28 يناير 2011، وقتها تُوُفي والد صديق لي فذهبت لصلاة الجنازة عليه وكانت الخطة أن تكون بعد صلاة الجمعة بمسجد السلام بمدينة نصر. وصلت لصلاة الجمعة بالمسجد وصليت صلوات جنازات ولكني لا أجد صديقي ولا أي من أصدقاء الكلية، وانقطعت الاتصالات وقتها بالكلية فم أدرِ ما أفعل. فلما خرجت من المسجد إذ بتجمهرٍ سريع قد تكوَّن وتعالَت الهتافات وكان الناس ينضمّون إليهم ليزيدَ عددهم، وكان الهتاف الأعلى والأكثر: الشعب يريد إسقاط النظام. وأذكر بوضوح انضمام رجلٍ كبيرٍ في السن للشُبان فكان يصرخ بعزم ما كان يستطيع ولكنه كان يهتف: الشعب يريد إصلاح النظام، لعله كان يسمع الهتاف هكذا أو لعل هذا ما أراده هو لا أدري. وأنا لا أزال في حيرةٍ من أمري ولا أعرف كيف أصل للشباب ولا لأهل الجنازة.. فقلت أذهب إلى بيت الفقيد فلما وصلت قيل لي أنهم ذهبوا لتشييع الجنازة ولا يعرف الرجل أين كانت هي.. فانقطع أملي أن أصلَ إليهم. ولكني وصلت لبعض أقراني في الكلية وعزمت أن أسيرَ معهم نحو المظاهرات، وفي الطريقِ قابلنا صديقٍ لنا أخبرنا أنه كان بالتظاهرات برمسيس وعليه العودة الآن للبيت لضغطِ أهله عليه، ولم أكُن أخبرت أهلي أني أعزم على ذلك ولا أتصوَّر أن أخبرهم بذلك أصلا ولأن اتصالات الهاتف الخلوي منقطعة تعذَّر حتى أن أطمئنهم عليّ، فآثرت الرجوعَ كذلك. ولما رجعت البيت وفتحت التلفاز لأشاهد على الجزيرة مشاهد للثورة في المحلة الكبرى ولبعض مناطق القاهرة، فلما رأيت الناس يهجمون على لافتات حسني مبارك يمزقونها قُذِفَت في قلبي الرهبة ووقتها تيقَّنت أن الأمر ليس هزلا.وقُتِلَ من قُتِل. وقد اطمئننت على أصحابي أن الكل عادَ بيته، ثم كان الترقب لخطاب حسني مبارك والذي كان يأمل الثوار أن يتخلى فيه عن حكمه إلا أنه أعلن فيه عن نيته عدم خوض انتخابات الرئاسة المقبلة وأنه أساسًا لم يكن ينتوي ذلك. كنت ممن رضوا بذلك وقتها - في نفسي - وقلت أن حياة الناس أولى وأن التمادي قد يعرض الناس للخطر ثم أنه لا حاجة للناس في الاستمرار في التصعيد خاصةً وأنه وعد بقبول الطعن في انتخابات البرلمان كذلك، وقد عهدت أن أتحصل على المكاسب الممكنة أفضل من الإصرار على المطلب الأعلى. والحقيقة أنه وقت انفجار المظاهرات لم يطلب الثوار تنحي مبارك بل كانت المطالب هي تغيير الحكومة وحل مجلس الشعب. وكان خطاب حسني مبارك عاطفيًا أثَّر في نفوس البعض، فكثيرٌ من معتصمي التحرير آثروا ترك الاعتصام وبقي جمعٌ آخر من الثوار منهم الإخوان، رفضوا ترك الميدان حتى يتنحى حسني مبارك عن الحكم. ثم كانت موقعة الجمل إذ أزَّ بعض ضعاف النفوس وأصحاب المصالح بعضَ المجرمين أن يهاجموا معتصمي التحرير بالجمال والخرزانات، ولم يتدخل الجيش وقتها لحماية المعتصمين، وصدَّ المعتصمون ذلك الهجوم ببسالة وشجاعة ونُقِلَ ذلك بالصوت والصورة كأنه فيلم وثائقيّ، إنها مصر بلد العجائب! فعاد من كان قد تأثر بخطاب حسني مبارك وتمكَّن المعتصمون من التحرير مرةً ثانية. وصُوِّرَ الأمر وقتها أن حسني مبارك هو من أرسل هؤلاء البلطجية ليجليَ الميدان من المعتصمين، والله أعلم إن كانت تلك هي الحقيقة، فلعل بعض أصحاب المصالح لما رأى أن حسني مبارك سيمنح حق الطعن على انتخابات مجلس الشعب للمتظلمين أراد أن يفسد عليه أواخر أيامه.. ثم كان خطاب اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات بتخلي حسني مبارك عن الحكم وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، فرح الناس بهذا النصر، وقد نزلت للكوربة لأشاهد الاحتفالات، ورأيت الناس ينثرون الورود على الدبابات، ويزيح الجيش فوَّهات الدبابات عن الناس إشارةً منه أنه لا يعاديهم وأنه منهم وأنهم منه.. وطاردني شعور هل يحق لي أن أفرح بهذا النصر وإن لم أكن مشاركًا فيه؟ لم أفكر وقتها في شكل الرئيس المقبل، لم يسيطر عليّ سوى الشعور بالفرح الحذِر والترقُب.  لتبدأ هنا حقبة في تاريخ مصر سالت فيها دماءٌ كثيرة وظهرت فيها أحقادُ وأطماع سوداء وتناطحت فيها الأفكار وظهر من تحت الأرض معتقدات عجيبة لم نكن نعلم أنها موجودة أصلا وبغى فيها الظالمون على المستضعفين حتى مهَّدوا السبيل وفرشوا الطريق لما نحن فيه الآن.

رحم الله من مات وأفضى إلى الله سبحانه وتعالى، كأني على قناعة أن ترك هذا الخناق نجا. فقد كانت فتنة الكل يخوضُ فيها وقد يتنازل عما تربَّى عليه من قيم وفضائل لأجل كسب معركة من تلك المعارك الوهمية.

رحم الله من مات، وعلى رأسهم مولانا الشيخ عماد عفت. ولم أحظَ بالتعلُّمِ على يديه، ولكني رأيت وأرى الآن من كان لهم الشرف في ذلك. وحين أقرأ عنه وعن مناقبه رحمه الله يتسلل إلى قلبي أن مثل هذا لم يكن ليعيش مثل أيامنا هذه. فسبحان الله مُدبِّر الأمر.

إن ما نراه من إرهاق لمن هم في مثل أعمارنا لعله من آثار تلك الأيام، أو قُل أن الناس أيقنوا أن الكلام لا طائل منه طالما أن القوة الحاكمة في النهاية ستمضي إلى حيث ترسم أو قل رُسِم لها، ونحن ليس لنا إلا ننتظر ونجتهد في الممكن أو نسافر.

وقد ارتحل كثيرون من أصحابي لخارج البلاد آملين في عيشة سوية. ولا أظنَّهُم لاقوْا الصفاء النفسي الذي نشدوه بسفرهم، فإن النفوس مقهورة. لا نزال نرى بعضًا منهم يذكرون تلك الأيام أو يتابعون ما يجري في البلاد في غيابهم والآخرون غالبا يساورهم نفس الشعور إلا أنهم آثروا السكوت. يكاد يستحيل على المرء أن يفصلَ نفسه عما يجري أو أن يفصل مشاعره تجاهه بمجرد تركه للبلاد. 

وقد سبق من قبل أيام مبارك ارتحل الكثيرون لما رأوْا أن الحياة في مصر لا مستقبل فيها وأن الظلم كبير، فلما رأوْا في الثورةِ أمل عادوا. وهذا يدل لي أنهم تركوها بأجسادهم فقط ولكن وجدانهم ومشاعرهم ظلت هنا.

حسنًا، وماذا كان ينتظر البعض؟ إن مصر العظيمة لم تُحكم حقيقةً سوى بسيطرة الجيش. إن نموذج مصر السياسي قائم على جيش مُتمكِّن من أصول وفروع الحكم فيها، ما دون ذلك من أحزاب وخلافه كانت أمور هامشية للغاية. ووصف عصر الملكية حيث كانت الأحزاب والبرلمان والصحف الحرة بالنموذج الديمقراطي لمصر في الحكم في رأيي باطل، لأنه وقتها القوة الحقيقة كانت في يد الإنجليزي المحتل والذي كان يسيطر في نهاية الأمر بالجيش كذلك، ولما انجلى الانجليز حلَّ محلَّهم الضباط المصريون فلا فرق إذًا. ولما قامت الثورة وانتُخب مرسي رئيسا لم يُمكَّن الرجل من أصول وفروع الحكم والدليل أنه لما قامت 30 يونيو وجاء وقت إزاحته من كرسي الحكم في 3 يوليو لم يكُن الأمر عسيرًا على الإطلاق. فقط تم حجزه وإعلان البيان وانتهى الأمر، وظهرت قوة الجيش في تطبيق حظر التجوال والسيطرة على مقاليد الأمور حتى رأى الجيش ضرورة وجود رئيس من خلفية دستورية للحكم أثناء الفترة الانتقالية، والكل يعرف أن ذلك الرئيس المؤقت - عدلي منصور - كان رمزيا أو قُل بغرض تسيير الأعمال ليس إلا.. وعليه فإن الحكم الأساس في مصر هو حكم الجيش، ولا أتصوَّر في الوقت الراهن نموذجا غير هذا. ليس هذا تأييدًا لما يجري أو اعترافًا بأن هذا هو الأنسب والأصلح، ولكن هذا - حاليا - هو الواقع. 

افتقدنا في تلك الفترة الكبير الذي يوجّه بالحكمة والعلم والخبرة. ولما ظهر أمثالهم كانوا يُشوَّهون إما من إعلام الدولة الرسمي والخاص وإما من بعض المنتفعين. والسهل عندنا في مصر هو إبطال وإسقاط الفرص والكيانات الناجحة لا دعمها. مصلحة القوي الخاصة فقط هي ما تتحكم في الأمور لا الصالح العام ولا حتى مصالح المنتفعين المشتركة. بل هو طرف واحد قوي يطغى على الكل بسلطانه وإرهابه لهم وفي النهاية رؤيته هي التي تُنفذ ويسعى المنتفعون لتوفيق أوضاع مصالحهم بحسب هذه الرؤية.

لقد كانت أياما عسيرة، ابتُلينا فيها.. وقد كان منا فيها ما أراد الله سبحانه وتعالى. فنسأل الله تعالى أن يسامحنا على أخطائنا ولغونا وفسادنا وأن يرحمنا برحمته في الآخرة.

لطالما كان يلك الساسة وقت الثورة بمصطلح: "الخروج الآمن" وكانوا يقصدون به فكرة أن يخرج القائمون على الدولة وقت الثورة خروجًا آمنًا يليق بكونهم كانوا قادة في وقت من الأوقات فلا يُحاكمون ولا يُهانون.. أما والله إني لأقلِّد شيخنا الفاضل أنس السلطان في طلبي لهذا، خروجًا آمنًا من هذه الدنيا وما فيها، فتصورُّ أن كل هذا الدم والفساد والتناطح على لعاعةٍ لا تسوي عند اللهِ شيئا يجعل العاقل يعيد التفكير في أمره، وما عليه أن يجتهد فيه في الأيام التي يعيشها في هذه الرحلة القصيرة.

والحمد لله رب العالمين.

الأربعاء، ديسمبر 14، 2016

أساس المأساة.. #حلب #سوريا #العالم


 إزهاق الأنفس وسلب الحياة هو بلا شك أقسى ابتلاء لذوي المقتولين، ولا أرى ما هو أصعب على الإنسان تحمله من قتل ذويه أو إيذاؤهم. لذا، فإنه من الطبيعي أن ما يجري في بلادنا كلها على مدار سنين طوال أن يجلب علينا الحزن والشعور بالمأساة.

ولكن الجانب الأكبر من المأساة - في نظري - هو الأسباب الدنيوية التي دعت لمثل هذه النتائج. فإن ما نعيشه الآن ما هو إلا محصلة طبيعية لتراكمات من الخسارة والخيانة والظلم والتفرق والفشل والجهل على مدار عقود طويلة من الزمن. وبالتالي، فإن الوقوف عند الحالة الحالية مما نحن فيه هو محض قصور نظر أو قل تغافل عن أساس المأساة.

لقد عاش المسلمون سنينا طويلة من الفرقة والتشرذم وحب الدنيا والتعلق بها وقهر للضعفاء وشراسة لأصحاب النفوذ والقوة، أحيل ذلك بقدر لا بأس به إلى بعدهم من المنهج الرباني الذي ارتضاه الله لهم. ولا أريد  بذلك أن أعيد وأكرر بكائيات على المجد الزائل.. ووقت أن كنا وكانوا.. ومثل ذلك من الخطاب، الذي لا يؤدي إلا للتحسُرِ والندم، والبكاء الذي لا طائل منه. وإنما أريد فقط أن أقرر هنا، أن السبب الأعظم لتعاسة البشرية وبالأخص المقهورين من المسلمين منهم هو البعد عن منهج تزكية النفس القويم الذي أنعم الله به علينا، ثم تأتي من بعد ذلك الأسباب العملية المتعلقة بسوء إدارة الأمور، والخيانات، والطغيان، والظلم، والجهل، ومثل ذلك..

---

ما الواقع الآن؟

الواقع مرير، أراضٍ محتلة. حكام طغاة. جهلٌ مُطبق. أمة لا تملك قرارها. يتسابقون أيهم يفوز برضا الغرب المنتصر. ولاة أمور إما مرضيٌ عنهم من الغرب المنتصر أو هم عملاء خونة من أساس الموضوع. بشر يُقتلون. لا ثمن لدماء المسلمين ولكن دماء الغرب المنتصر غالية. نقتل بعضُنا بعضا والأسوأ من ذلك أننا صِرنا نستسيغ ذلك..

الشعوب مُنقادة لما يُراد لها أن تنقاد إليه، ابتلوا بالجدل إلى أقصى حد. نسوا أنهم هنا في هذه الدنيا ليفعلوا ويكسروا العادات، بل انصاعوا لما هو موجود وركنوا إليه. ومن منهم لديه بعض الإحساس، آثرَ البكاء على ما يحدث آملًا بذلك ألا ينسى شاعريَّته. إلا قليلُ منهم، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.

والجانب المظلم من المأساة، هو من يظن أنه بكتابة كلمات لا يراها إلا هو ومن حوله من الأصدقاء والمعارف حول ما يجري من أحداث أنه بذلك انتصر للقضية، وفعل ما عليه بها. والأظلم في هذا الأمر، أن تتسع تلك الشريحة بشكل كبير، فيصبح وكأنه لا يحدث سواء البكاء على ما يجري. فتجد أنه فعليًا لا ينتصر أحدٌ للقضية، إلا القليل. والقليل مُحارَب بضراوة وشراسة شديدة من أصحاب المصالح، ومع الوقت يزداد الأمر عليه صعوبة أكثر فأكثر. وييْأس من "القليل" أعداد أكثر فأكثر. حتى يعود ذلك المحارِب الذي يريد أن يؤثرَ بقوة فيما يجري من أحداث غريبا، لا أحد يستسيغ تواجده أصلا. وكأن الجهاد انحسر في جهاد البكائيات واللطم، وصار من يريد أن يغير بقوة في الأرض ويجتهد في ذلك كمن يحفر بالماء. حتى تجد أن أنصار البكاء واستجداء العالم ينكرون على من يعمل ويجتهد فيما يراه مؤثرًا ما يفعل، فيقولون موالٍ، أو صامت، أو جاهل.

ومن هنا، فإن المشكلة بوضوح منا نحن. من داخلنا. لا من العدو. من انعدام بوصلة التحرُك الحقيقي.

---

دعك مما نعيشه الآن، وتخيَّل لو أن الواقع كان كما يلي:

الأمة تتعرض لهجمات العدو الواحدة بعد الأخرى، ويتولى عليها إما طغاه مستبدين أو خونة عملاء للعدو، ولكن قطاعا واسعا من شعوب هذه الأمة مرتبطٌ بالله سبحانه وتعالى ومؤمنٌ به وقد أخذ قسطًا من التعلُمِ والتربية والفِكر فعرف ما يجب عليه فعله ليقلب طاولة العالم رأسًا على عقب فينتزع زمام الأمور مرةً ثانية. لا ييأس. لا ينظر للنتيجة. يعرف أن الأمرَ سيستغرق سنوات طوال. لا يلتفت للجدل الذي لا فائدة منه. لا يبكي على الحال وفقط. يعي ما يحدث حوله من الأمور.

ترى إن كان ذلك حاصلًا، ما استطاع أن يتولى أمرهم من يفسد عليهم دُنياهم.

ما هذه المثالية؟ تتحدث وكأن الأمر أسهل من السهولة..

لا طبعًا، هو ليس أسهل من السهولة على الإطلاق - وإن كان الله على كل شئٍ قدير - ولكن المُراد مما أقول هنا ليس تهوين الأمر على الناس وتخديرهم و/أو تصوير القصة وكأنها 1+1=2. لا. بل إن الأمر يحتاج التأسي بالنهج النبوي فيصير الجهد، والإخلاص، والتضحية، والصبر، وعدم الاستعجال، ومعية الله سبحانه في الضراء والسراء، والتواصي بالحق وبالتواصي بالصبر، وغير ذلك.. بل لأن الأمر بهذه الصعوبة، فإننا نستسهل الخوض في الجدال ومعارك شبكات التواصل الاجتماعي واللغو فيها وبذل فيها كل الطاقات بدلًا من الانشغال بما ينفع حقا.

---

عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا:

ألا تستنصر لنا؟!
ألا تدعو لنا؟! 

فقال : "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". رواه البخاري.

هؤلاء كانوا صحابة، وكانوا يُعذبون لأنهم أسلموا! وما صدَّهم فعل الكفار عن دينهم أبدًا، ولم ييأسوا.. فقط قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تستنصر لنا؟! ألا تدعو لنا؟! فما كان من نبي الله إلا أن أخبرهم أنه سبقهم من أوذوا في الله أكثر مما أوذوا، فما كان منهم إلا الصبر على البلاء والمُضي كما شرَّع الله لهم.

---

والحق سينتصر حتمًا، بك أو من غيرك. سواء انتسبت لذلك أم أعرضت ويأست. فأولى بك أن تنظر في أمرِك، ماذا عليك فعله كي تنجو من هذه الدنيا؟!

إن من أكثر ما نحتاجه فعلا في مثل هذه الأيام هو الهرع لسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، ونرى كيف كان يفعل، بكل التفاصيل.. نتأسى به بحق، لا بالكلام وكثرة التجارة به. صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق وأعظمهم.

---

علينا النظر، ما المُتاح الآن فعله.. وإني على قناعة تامة أن كل شخص يمكنه أن يخرج بغير ما يخرج به أخوه مما يمكننا عمله للتأثير بالإيجاب على مُجريات الأمور. وأرى أنه في العموم، توجد أساسيات علينا العمل عليها، ثم قد تنبثق منها فروعٌ أخرى تناسب كل شخص:

- جهاد النفس، والسيطرة عليها. التوبة إلى الله وترك معصيته. عهد جديد مع الله سبحانه وتعالى.
- الالتزام بصحبة القرءان الكريم وتدبُر آياته والحرص على تطبيقها عمليًا.
- الالتزام بالدعاء وعدم تركه. واليقين بالله.
- التعلُم. تعلُم الدين. وتعلُم ما ينفع من العلوم، والسهر على ذلك. وأن ينظر كل إنسانٍ في نفسه، فيعرف أين سيكون تأثيره أكثر فعالية، وبذلك يعرف في أي مجال سيبدأ. وعليه أن يبذل وقتا كافيا ليدرس بعناية كيف سيؤثر عمله إيجابا في واقع الأمة، ومن ثم يضع الخطة لذلك، ويختار الصحبة التي سيعمل معها لتحقيق هذا الهدف السامي، ثم يتوكل على الله أو ينضم لمجموعةٍ يراها تعمل بجِد في هذا الاتجاه فيستعين بها ويستعينون به على إتمام ما يروْنه مؤثرًا إيجابًا في رفع البلاء عن الأمة، ثم يتوكل على الله. المجالات التي يمكنك التأثير بها متنوعة وكثيرة.. انظُر في الثغرات التي تؤتى منها الأمة واعمل على حمايتها. وهي كثيرة الآن وتحتاج من يعمل بجد.


---

قال الله: "يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". آل عمران.

وقال الله: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". الأنفال.

تأمل مع نفسك دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الترمذي بإسناد صحيح: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذيْنِ الرجليْنِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر".

لماذا لا ترجو من الله أن يُعز الإسلام بك؟

الاثنين، نوفمبر 28، 2016

مصطلحات قضية فلسطين..

الكلام ده مهم جدا، مش مجرد ألفاظ بدل ألفاظ.. الفكرة إنه ده بينبني عليه تصرفاتنا وأسلوب تعاملنا مع قضية فلسطين. ده بيرجعني تاني للكلام بتاع المنشور السابق والخاص بتصرفات البعض اللي فيها استعطاف للعالم فيما يخص حق فلسطين..

ليه بقى؟

عشان لما بنقول مصطلحات زي معتقل/اعتقل من دون محاكمة/إسرائيل/.. ده بيعتبر إنه خلاص الكيان الصهيوني ده بقى كيان شرعي وقانوني ومشكلتنا معاه بس إنه بيعتقل الفلسطينيين دون تُهم. لكن لما أقول إن دول أسرى، يبقى أنا لسة فاكر إنها حرب وإن الكيان ده غير شرعي وغاصب وإن القضية دي مش هتتحل غير لما الكيان ده يُقتلع وينتهي تماما وتعود الأرض بكاملها لأصحابها. ده الأساس اللي ما ينفعش ننساه.. خاصةً في الأيام دي اللي بيحصل فيها حاجات عمرها ما كانت بتحصل من قبل فيما يخص التطبيع مع الصهاينة، الحد إنها بقت دولة شقيقة وبنتعامل معاها بمنتهى الأخوية: نروح نعزيهم، نطفي لهم حرايق، ده غير العلاقات الاقتصادية والسياسية اللي مع العرب كلهم والعالم الإسلامي..

فالخلاصة إنه مش كلام ومصطلحات وفراغ يعني، ده حفظ للحق من الضياع، وعشان نربي أولادنا على كده وما ننساش!

الجمعة، نوفمبر 25، 2016

#إسرائيل_بتولع

السلام عليكم..

سعدت جدًا بأخبار الحرائق التي طالت ممتلكات الصهاينة المحتلين.

بالمقابل، لا يمكنني أبدا - تحت أي ظرف - أبدي المسكنة والاستعطاف في حال حدوث العكس - أي في حال أبدى الصهيوني سعادته ونشوته إذا حصل لي مثل ما حصل له - وذلك:

لأني أعتبره عدوي، وهو يعتبرني عدوه. فلا منطق ولا عقل ولا تاريخ ولا جغرافيا يبرر استعطاف وتمسكن العرب للعالم حال وقوع الأذى من ذلك الكيان الغاصب. يعني إذا كان هو عدوي الذي لا أتوقع منه غير كل أذى واضطهاد وقمع، كيف لي أن أناشد العالم أن يضغطوا عليه كي يرحمني قليلا.. وهو عدوي الذي أشمت فيه إن أصابه ضرر بل مفترض أني أسعى دوما لذلك..

وبالتالي، فإني لا أجد نفسي داعمًا في أي وقت من الأوقات لنشر صور ومقاطع الإهانات والإذلال التي يقوم بها الكيان الصهيوني للشعب العربي على مدار عقود.. بينما أجد نفسي في غاية الحماس لنشر صور ومقاطع وأخبار المقاومة والانتصارات التي ينعم بها الله عليها كل حينٍ وآخر..

الاثنين، نوفمبر 14، 2016

انتباه | في كلام دونالد ترامب بمنظمة الـ AIPAC

مما قال دونالد ترامب في خطابه الذي ألقاه بمنظمة الـ AIPAC خلال حملة ترشحه لمنصب رئاسة أمريكا أنه: في مجتمعاتنا، الأبطال هم الرياضيون ونجوم السينما، بينما في مجتمع الفلسطينيين فإن الأبطال هم القتلة - يقصد بذلك جنود المقاومة. في إشارةٍ منه أن مثل هذه المجتمعات تختلف عنا كثيرا. نحن نعلي من قدر نجوم المجتمع من الرياضيين ورموز السينما، بينما هم يعلون من قدر المقاتلين. والحقيقة: أنه لم يخطئ في ذلك، بل أقول أنه طالما تواجدت هذه الظاهرة - حب المقاتلين والمجاهدين - في صفوف بعضِ ما، لازم ذلك استمرار الأمل ولبشَّر بعدم موت حمية نصرة الحق في أمتنا. أما إذا أصبحنا سواء، فصارت أمثالنا العليا في لاعبي الكرة ونجوم السينما، فإن أمل الانتصار والمقاومة سيخبو ونصبح - حرفيا - تابعين لمن يعتدون علينا، وعيالا عليهم.. حتى تكالبوا علينا كما تكالب الأكلة إلى قصعتها. كلام خطير من شخص سيتولى حكم أقوى دول العالم والمسيطرة عليه. فعلينا الانتباه لقضيتنا ولديننا. لمن نوالي وممن نتبرأ.

اضغط هنا لتقرأ خطاب دونالد ترامب المشار إليه كاملا..

الأحد، أكتوبر 16، 2016

لحظة تغير التاريخ..! #فلسطين

أكثر اللحظات التاريخية استفزازا بالنسبة لي هي اللحظات اللي بتكون ما بين وضع معين للبلد/للأمة/للعالم ووضع تاني مغاير تماما للي كان عليه قبل كده. مفهوم طبعًا إنه التحول ده مبيبقاش في يوم وليلة، ولكن في النهاية هي بتبقى لحظة بيحصل فيها استسلام أو إعلان انتصار. اللحظة دي بيبقى عندي شغف كبير جدًا أعرف حال الناس ساعتها بيبقى عامل إزاي، وربطه بحالهم قبل اللحظة دي وبعدها. الموضوع مشاعر أكتر منه أحداث تاريخية جامدة بنقرأها في كتب التاريخ أو منشورات فيسبوك. من أكتر اللحظات دي استفزازا بالنسبة لي هي لحظة نكبة فلسطين وتمكن العصابات الصهيونية من الأراضي هناك ومن ثم إعلان دولة اليهود. عندي قناعة إن الغالبية الكاسحة من الكتابات الموجودة في المحيط بتاعنا مش بتتناول اللحظة دي كما يجب أن يتم تناولها. إما بيكون بتجني كبير جدًا على الشعب اللي كان عايش وقتها وتصدير فكرة إن الناس سابت بلادها بسهولة لعصابات الصهاينة أو مداراة كبيرة وإخفاء لكم الخيانات اللي حصلت اللي أدت بنا للحظة دي. قبلها بمفيش كان فيه خلافة إسلامية - الدولة العثمانية - وكان لها سلطان وجاه واعتبار، في لحظة معينة السلطان والجاه والقوة دي كلها انهارت واستسلمت والبلاد اتقسمت ووصل بنا الحال للي إحنا فيه دلوقت.

لو جينا تخلينا إننا رجع بنا الزمن لورا لحد ما بقينا في حقبة الثلاثينيات 1930's.. عصابات اليهود المسلحة بتهاجم قرية ورا قرية تحتلها وتطرد منها العرب اللي فيها، وبعدها تسميها بأسماء يهودية في خطة منظمة لتغيير ديموغرافية المكان وتمكين أنفسهم من الأرض ونسبها لهم. إحنا دلوقت وسط العرب اللي كانوا وقتها وكل شوية بنسمع أنباء عن اليهود إنهم بياخدوا القرى وبيقتلوا الناس بدعم من الانجليز. في شيوخ وأطفال بيتهجروا من الأرض بتاعتهم قسرًا. وفي نفس الوقت فيه كتائب جهادية مسلحة قررت تقاوم العدو. وأمة تانية من الناس قررت تنظم تظاهرات في القدس ضد الاحتلال الانجليزي. يوم بيومه بنعيش مآسي وإحنا شايفين القدس وبلاد فلسطين بتضيع من إيدينا. إحساس الخزي والعار أقوى من ألم ضرب النار والقتل اللي بيحصل فينا.






جنود الاحتلال الانجليز قاعدين في بيت المقدس وكل يوم يواجهوا المظاهرات اللي بيعملها العرب، زي إخواتهم اللي في مصر. وسط أنظمة من الخونة والعملاء اللي نصبوهم علينا حكام لنا وإحنا ملناش شوكة عليهم غير بدعائنا عليهم وأعمال المقاومة المسلحة والمظاهرات اللي بتتعمل كل يوم.

فيه مننا كتير تطوعوا في كتائب المقاومة المختلفة، وكتير جُم من البلاد اللي جنبنا زي مصر عشان يجاهدوا اليهود الملاعين. كان فيه أبطال عظام فضلوا يقاتلوا العدو الصهيوني لحد ما حوصروا ومبقاش معاهم سلاح ولا ذخيرة وتكالب عليهم الكلاب فاستُشهدوا زي الشهيد عزالدين القسام والشهيد عبد القادر الحسيني..


كتير مننا كان بيحاول يشارك في الجهاد ولكن بالدعم المالي، فكانوا يروحوا البلدان المجاورة يلموا تبرعات لإغاثة المنكوبين من عدوان اليهود أو لقتال الصهاينة، كانت الشعوب معانا لكن الأنظمة يا إما مشاركة في الاحتلال ومتعاونة معاه يا إما خافت على نفسها لحد ما الدايرة دارت عليها واستغنى عنهم اللي كان بيؤيهم بعد ما اتحرقوا ككروت يداروا وراها عدوانهم الغاشم على أراضينا..





ولاد الكلب ملهمش ملة ولا دين غير الظلم والتجبُر، ويبقوا عُبط لو معملوش كده في ظل خنوع غريب من الأنظمة العربية واستسلام لهم ما يتفسرش غير إنه مشاركة في العدوان علينا. فكأن العدوان مش بس من عصابات الصهاينة اليهود، لا ده منهم هم كمان. واللي منهم ده أشد مرارة وقسوة علينا من هجوم الصهاينة علينا.. الصهاينة هدوا مساجد وقتلوا شيوخ وأطفال. سرطان ولاد الكلب.





والوساخة سمة اللي بيساوم على رقابنا وعلى أراضينا. يروحوا بالبدل الافرنجي يتفاوضوا على دمائنا. بتفاوضوا مين يا هطل؟ بتفاوضوا الملاعين اللي بيقتلونا؟ بتفاوضوهم عشان تخففوا وطأة رجليهم ودنسهم عننا؟ لا مش عايزين مفاوضتكم ولا تلزمنا! إحنا هنظل بالأرض ونموت فيها، واللي مننا اتهجر منها مصيره هيرجع لنا. وكل واحد معاه مفتاح داره عشان في يوم من الأيام هيرجع لها.


لابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم 
أسودعلى كل ظالم

ولو مشوفناش حقنا بيرجع لنا في الحياة الدنيا، فإحنا مؤمنين وموقنين بربنا الكريم العادل. اللي قال في كتابه الكريم:

"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار".. 

الثلاثاء، يونيو 14، 2016

الحدود المرسومة!



تبُص على الخريطة والخطوط المرسومة، فتتعجب!

مين اللي رسم الخطوط اللي فاصلة بين الناس وبعضها دي؟ الاحتلال. واتزرع في قلوب اللي عايشين في البلاد دي تعصُب وتمسُك بقدسية الخطوط دي، اللي هي أساسًا معمولة عشان تفرَّق بينهم، وتخلي اللي يعدي من بلدة لبلدة لازم له تأشيرة وشُغلانة، كأنه غريب عنهم. رغم إنه قبل كده كانوا إخوات بس دلوقتي خلاص: بقى فيه پاسپور مصري وسعودي وأردني ولبناني وسوري وفلسطيني.. مأساة والله!

لو كان الحال غير الحال، كان زماننا كل فترة بنلف بلاد الله دي بعربياتنا، إنما منهم لله اللي ابتدعوا الانقسام ده فينا..

ولما اتزرع الكيان الصهيوني بيننا، ومن قبل كنا بنسميه العدو، بقى خلاص دولة وسطنا حواليها خطوط زي بقية الدول اللي حواليها.. له نفس الحقوق وبيتم التعامل معاه من نفس المنطلق. دولة ودول.

واللهِ تحزن، أما تمر على الخريطة فتلاقي أسماء زي تل أبيب وچيروساليم بدل تل الربيع والقدس جنبًا إلى جنب مع العقبة ودمشق وطرابلس وسيناء..

تُهنا ونسينا - أو تناسينا - إحنا هنا ليه ولا بنعمل إيه، واتسحلنا في الدنيا بتاعتهم واتبعناهم لجحور الضب بتاعتهم..
فهل هنفوق لنفسنا أو هنمشي حتى في سكة الفوَقان؟

نسأل الله النجاة..

الأربعاء، سبتمبر 17، 2014

داعش وغيرها..



- داعش لا تمثل الإسلام، الإسلام دين سمح، داعش لا تمثل الإسلام، الإسلام بيخلي الناس تحب بعض، الإسلام ليس داعش وداعش ليست الإسلام.
-- طيب.. داعش لا تمثل الإسلام، وإحنا عارفين.. مين بقى بيمثل الإسلام فانت واخده مقياس؟
- ...
-- طب انت عملت إيه عشان يبقى فيه كيان بيمثل الإسلام.
- ...
-- تكونشِ فاكر إنهم مش عارفين إن داعش لا تمثل الإسلام؟
- لا كتير منهم عارفين بس بيستغلوا الموقف عشان يشوِّهوا صورة الإسلام فلازم..
-- فلازم انت تفرهد نفسك وتقعد تعيد وتزيد معاهم إن الإسلام دين سمح الإسلام دين سمح من غير ما يشوفوا منك أي نموذج بيحقق الإسلام اللي بتتكلم عليه ده، فكل اللي انت بتعمله إنك زي اللي بيؤذن في مالطة! وفي الحقيقة العالم مش شايف مننا غير شجب واستنكار تصرفات داعش وماعش وفاعش وخلاص، لكن فين المثال الجامد فحت اللي بيمثل الإسلام (لو المصطلح ده صح يعني) مفيش..

***
الكلام والتفهيم مهم جدًا وأمر غاية في الحساسية والخطورة، ولازم يتصدر له ناس ويكون الناس دول على قدر من العلم والحكمة عشان يبينوا للناس اللي اختلط عليهم، لكن المشكلة اللي بتحصل دائمًا إننا بقينا بندافع عن الإسلام ونصد عنه الشبهات اللي بتتزرع فيه - الله أعلم إيه اللي وراها - ونموذج الإسلام اللي شايفينه صح ده مش موجود غير في الكتب!

لازم نشتغل غلى تطبيق الإسلام كما أُنزل على رسول الله وكما طبقه الصحابة الكرام، أو نساعد أي نماذج بتحاول تعمل ده عن علم، إنما بأنهي منطق هنتحول كلنا لمدافعين عن نموذج الإسلام اللي هو محدش بيطبقه أساسًا! حتى فين مصداقيتنا وقتها؟!

في النهاية، وتاني، هي دعوة ربنا سبحانه وتعالى وهتوصل هتوصل وبتوصل، فأذكر نفسي وإياكم بإننا يا نشتغل لخدمة دين ربنا في الأرض يا إما هنُستبدَل بناس تانية تشتغل لخدمة دين ربنا في الأرض، وربنا سبحانه وتعالى غني عن الناس أجميعن وقادر بكُن إنه ينصر دينه، المهم إحنا ننول هذا الشرف.

الجمعة، أغسطس 15، 2014

جهاد غزة 2014 - (3)



كتبت: 25 يوليو 2013

يعني انت شايف أنهم بالكام صاروخ ده خلاص هيحرروا القدس؟ انت مش شايف في المقابل مات منهم كام واحد؟ انت عندك الأرواح دي إيه هينة كده؟!
------------

آه بالكام صاروخ والقتال بتاعهم ده ربنا ينصرهم ويحرروا القدس إن مكنش دلوقتي فمستقبلًا في كل الأحوال لما ربنا يأذن.

ومسألة استشهاد الكثير منهم فدي حاجة خاضعة لـ: "هم شايفين الحياة إزاي؟"، فلو هم - والحمد لله إنهم مش كده - شايفين إن الهدف من الحياة إننا نأنتخ ونبرطَع ونقعد في التكييف والمهم عندهم إن الكهربا متقطعش وإن الهوم دليفري ميقفش وإن التليفزيون ميبطلش تفاهة = فطبعًا ساعتها مش هيبقوا عايزين يؤذوا ولا إن الدنيا تضيق عليهم خالص. لكن الواقع - والحمد لله - مش كده، هم ناس عاشوا بالجهاد في الحياة، وما تذمروش رغم إنهم تحت الحصار بقالهم كام سنة، تجويع وقصف كل شوية وحصار على الدوا وغيره.. عشان عارفين إن المبدأ هو الأساس مش تربية الكروش والأنتخة هي الأصل. السلام بالنسبة لهم مش خيار استراتيجي على حساب كرامتهم ورجولتهم، إنما الجهاد هو الأصل ويا إما ياخدوا اللي هم عايزينه بالحق والقوة يا شكرًا نقعد تحت الحصار عادي جدًا، وليُستشهد منا من يستشهد، في الجنة إن شاء الله.

ومسألة كام واحد بيموت في غزة وحرام، فالحمد لله إنك بدأت تحس إن القتل ده جريمة وحاجة وحشة، أصل من شوية كده كنت بتقول على شوية ناس معتصمين في إشارة ما يموتوا ولا يتيتِّم عيالهم أصلهم قافلين الإشارة، فالحمد لله إنه مع الوقت بدأت تحس إن القتل ده أفظع جريمة في الوجود - والخيانة برضو - بس أتمنى إن يكون جات لك الرقة دي عشان حرام الناس تتقتل مش عشان انت ملكش دعوة بالموضوع، يعني أتمنى يكون نفس ردك ده هو هو لو الناس كانت ماشية في مسيرة في الشارع كده فاضَّرب عليهم نار تتعاطف معاهم برضو..

كونك لسة بتلوم الضحية دي بقى فربنا معاك، ممكن يكون لسة قدامك شوية، أو بتطالب الضحية إنها تتقتل وتغتصب أرضها وتسكت، أملًا إن الكيان الصهيوني يحن عليها ويبطل ضرب. الحقيقة إن دي مشكلتك انت وحدك، مش مشكلتهم هم: هم ناس اتربوا على الجهاد والقتال وإنه عادي إننا نعيش في ضيق ماهو مش الهدف من الدنيا إننا نبيع الدنيا ونطرِّيها، وإن اللي يعتدي عليّ أدافع عن نفسي وآخد بكل الأسباب الممكنة اللي تخليني أقاتله وأدفع عدوانه باللي أقدر عليه. هم عارفين إنه كده ولا كده الدنيا كلها زائلة، فنموت بكرامتنا أحسن ما نموت والعار ملازمنا.

وربنا يكرمنا ويغفر لنا تقصيرنا بحق المستضعفين في بلاده برحمته. إن رحمته وسعت كل شئ.

المجاهد عبد القادر الحسيني


 
 
ومن أعلام الجهاد في فلسطين الشهيد عبد القادر الحسيني والذي تأثَّر بجهاد وكفاح الشيخ عز الدين القسام رحمه الله تعالى ورضيَ عنه وناضل من أجل الدفاع عن فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغادر.

عبد القادر الحسيني من مواليد اسطنبول، درس القرءان الكريم في زاوية من زوايا القدس ثم درس الآداب والعلوم في بيروت ثم درس الكيمياء في مصر ثم عاد بعد ذلك إلى القدس الشريف. خطا من ذلك الوقت على خطا الشيخ المجاهد القسام وأدرك أن الجهاد والكفاح المسلح هو السبيل لدحر الصهاينة من الوطن. شارك في المقاومة ضد الاحتلال البريطاني ونفذ عمليات اغتيالات لقادة العسكر الإنجليز حتى أصيب إصابات بالغة نُقِلَ على إثرها إلى العراق في خُفية، وهناك لم يترك الجهاد بل شارك في مقاومة الاحتلال البريطاني أيضًا فاعتُقِل ثلاث سنوات.

وحين أُفرج عنه عاد إلى مصر وخطَّط فيها للمقاومة الفلسطينية فدرَّب المجاهدين هناك بالتعاون مع قوى وطنية مصرية وليبية مناهضة للظُلم والاحتلال كما قام بتدريب عناصر مصرية أيضاً للقيام بأعمال فدائية، حيث شاركت عناصره في حملة المتطوعين بحرب فلسطين وكذلك في حرب القناة ضد بريطانيا.

عاد الحسيني إلى فلسطين الوطن وقاد قطاع القدس وعمل على وقف الزحف اليهودي، ، ومن ثم قام بعمليات هجومية على قطعان المستوطنين المتواجدين في محيط المدينة المقدسة.

ثم كانت معركة القسطل التي ذهب إليها لتحريرها من دنس اليهود، ورغم أن المعركة كانت غير متكافئة تمامًا إلا أنه أصرَّ على الذهاب هناك لتحريرها إذ لم يكن هناك سبيل غيرُ ذلك، وقد خانه العرب ورفضوا تسليحه خوفًا من بريطانيا. خافوا من بريطانيا أن تغضب عليهم وتركوا الحسيني ورجاله في معركة القسطل محاصرين حتى استُشهد رحمه الله تعالى ورضيَ عنه.

ومن كلامه رحمه الله في هذا الموقف:

"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين".

"نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين ، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم"

رحم الله عبد القادر الحسيني وبلغه أعلى منازل الجنة. وليد اسطنبول وشهيد القسطل.

بطلًا حييت برغم ألوان الأذى


 
نَم في سلام، نومة الأبطال واترُك حماسًا ترُد كالزلزال
بطلًا حييت برغم ألوان الأذى، أفلا تموت اليومَ كالأبطال
قد عِشتَ تدعو للنضالِ فحان أن يحيا بموتِك ألف ألف نضال
فلإن قضيت فتحت كل حجارة في القدسِ ثأرٌ ناجزٌ لقتال
يا أيها الحر الذي لم يستطِب إلا الحياةِ أو المماتِ كريمًا
ما عشتَ كي تهنأ ولكن عشتَ كيّ تصلي الصهاينة اللئامَ جحيمًا
لما رحلت تركت خلفك أمةً رضعت لبان الثأرِ منك قديمًا
كنت الزعيم وإن طالتك يد الردى، سيظل ثأرك في الأنام زعيمًا
يا من وقفت بوجهِ أقوى دولةِ وهزمتها دهرًا وأنت المقعدُ
اختارك المولى لأنَّك طاهرٌ، ولأن غيرَك في النجاسةِ عربدوا
نَم في سلام، نومة الأبطال واترُك حماسًا ترُد كالزلزال
بطلًا حييت برغم ألوان الأذى، أفلا تموت اليومَ كالأبطال

رحمك الله يا شيخ المجاهدين..

الشيخ المجاهد عز الدين القسام




يطلق الجناح العسكري لحركة حماس على نفسه: كتائب عز الدين القسام، فمن هو عز الدين القسام؟

هو الشيخ المجاهد عز الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام من مواليد سوريا ودرس العلوم الشرعية بالأزهرِ الشريف في مصر ثم عاد إلى سوريا ليشارك في الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي، ودعَّم الثورة الليبية ضد المحتل الإيطالي، ثم انتقل إلى فلسطين العزيزة فقاوم فيها المحتل البريطاني حتى استُشهِد عام 1935 في معركة يعبد بعد جهاد كبيرٍ ضد الاحتلال الانجليزي.

باعَ الشيخ المجاهد القسام الغالي والنفيس في سبيل الله، وعقد العزمَ أنه إما نصرٌ أو شهادة يلقى بها الله تعالى.

الشيخ القسام سوري المولد، واستشهِد في فلسطين، وهذا هو الإسلام الذي لا يعرف الحدودَ ولا الفواصل. إنما هذه الحدود اصطنعها العدو الغربي ليفرق بها بين بني الإسلام، وقد فطن أمثال المجاهد القسام لمثل هذا وجاهدوا المحتل وخططه للاستيلاء على أرض المسلمين، ولم يترك السلاحَ حتى استشهِد وهو في يدِه رضيَ الله عنه.

وقد حمل راية الجهاد من بعد الشيخ القسام قادة أكابر، حملوا همَّ الأمة ولم يتركوا الجهاد أبدًا. فلم يركنوا إلى الحياةِ الدنيا وفهموا بحق أن الدنيا دار ابتلاء وأنه عليهم الكفاحَ فيها لرفع راية الإسلام ولكي تكون كلمة اللهِ هي العليا، ولكي يعيش أبناءهم وأحفادهم بعزة وكرامة.

وقد بارك الله في أرض فلسطين فنبت فيها الشيخ المجاهد القائد أحمد ياسين رحمه الله تعالى ورضيَ عنه وجزاه عنا خيرًا، قاوم الاحتلال الصهيوني بكل ما يملك وهو الشيخ المقعد حتى نال الشهادة من الله عام 2004 بينما كان عائدًا من صلاة الفجر.

بارك الله في المجاهدين وفي المقاومة، ونصرهم نصرًا مؤزرًا.

وانتقم الله من اليهود الكفرة المعتدين،

وخذل الله الخونة وموالي اليهود المنافقين.

السبت، يوليو 12، 2014

جهاد غزة 2014 - (2)

تجاهد كتائب المقاومة الأبية أقوى جيوش المنطقة وأقوى سلاح جو فيها وأكثر بلاد المنطقة تقدمًا وأعلى تصنيف في البحث العلمي في العالم دون خوف أو تردد أو هيبة للحسابات الأرضية، والكل يعلم وهم أولنا - أي المجاهدون - أن هذه المواجهة مع هؤلاء ستأتي في يوم من الأيام وستكون صفرية وأن التعايش مع المجرم المحتل الغاصب اللص لا يكون إلا بخنوع الطرف المقاوم، وبإذن الله لن ينال العدو الصهيوني هذا الاستسلام، فإما نصرًا أو شهادة من هؤلاء الأبطال.

إذا قرأتم أن القبة الحديدية تصدت لمعظم الصواريخ الفلسطينية، فإن ذلك لا يبخس من حق المقاومين في شئ، متوقع أن تكون الخسائر من طرف الكيان الصهيوني أقل بكثير من تلك التي من طرف المقاومة، ولكن العبرة هنا أن المجاهدين لم يستسلموا لأقوى جيوش المنطقة، لأن معهم الحق. 

ونحن إن كان لنا من الأمر شئ فالدعاء لهم بالنصر والتمكين وإن طال الزمان، وبدعمهم أنى أتيحت الفرصة. حتى إن وقفنا أمام الله وسُئلنا عما فعلنا نقول أن فعلنا قدر استطاعتنا وهو جهدٌ مقِل وتقصير فادح نسأل الله تعالى أن يغفره لنا.

النصر للمقاومة.

الموت لإسرائيل.

‪#‎J80‬

جهاد غزة 2014 - (1)

ببساطة لمن يلوم حماس وغيرها على جهاد اليهود الفجرة، أخي إن القضية عند أمثال هؤلاء لم تنسَ ولن ينسوها بإذن الله. فأذكرك أخي أن فلسطين هي أرض للمسلمين وحق أصيل لهم، وأن اليهود الفجرة الملاعين أتوْا فاستباحوا أرضها وهتكوا عرض أبناءها وقتلوا شبابها وأطفالها، واغتصبوا المسجد الأقصى الشريف على عين الأنظمة العربية، فلا يبقى لهؤلاء غير الجهاد وفقط، وهم الذين معهم الراية. فلا حق لمن يجلس ءامنًا في بيته معافًا راكنًا إلى الدعة أن ينظِّر عليهم فيقول ما حُق لهم أن يضربوا الآن أو كان عليهم الانتظار حتى كذا. هم المجاهدون رأس الحربة في عنق الاحتلال الصهيوني الغاصب.

فاللهم بارك في كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى وتحرير الأقصى وغيرهم من المجاهدين الذي نذروا أنفسهم لله، فإما نصرًا مؤزرًا وإما شهادةً في سبيل الله يلقون الله بها وبرحمةِ الله يزفون إلى جناتِ الخلد بصحبة النبي الأكرم والصحابة الأشراف.
اللهم سَدِّد رميهم، واغفر لنا تقصيرنا بحقهم.

نصر الله المقاومة الحُرَّة الأبية، وقصم الله ظهرَ المعتدين والخونة ومن والاهم.

الاثنين، يونيو 02، 2014

أماني وأغاني


في العام 2001 أو 2002 أنشد حسين عادل قصيدة "إن الثورة قادمة لا محالة" وكانت فيما أذكر غضبًا من اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وتلاه الشيخ الرنتيسي رحمه الله، ثم توافقت هذه القصيدة مع اندلاع ثورات الربيع العربي فكأنه كان يقصد الربيع العربي في 2011:

إن الثورة قادمة لا محالة
وذلٌ بعد قهرٍ؟ لا استحالة
هيا يا شعب نحمل علم الوطن
هيا كي نعيد مجدَ الزمن
نصرخ في وجه الطُغاة
هاااااا هاااااا هااااااا
كي يعود مجدنااااااااا


وهنا أنتهز الفرصة وأقول له في إيجاز:

قامت الثورة وانتهت كالكلالة
وشرطوا على الرئيسِ نقاء السلالة (*)
يلا يا شعب نخلع نغادر الوطن
يلا يا شعب اجرِ الحق لك سكن
لا وألف لاااااااا
لااااااااا لااااااا لااااااااااا
خلاص كفاية أفْورااااا
-----------
(*) إشارة إلى شرط مصريَّة والديْ من يترشح لرئاسة مصر.

الأربعاء، مارس 26، 2014

زمن القمم العربية الجميل..


هييييه، فين أيام اجتماعات القمة الطارئة، والقرار إما بيكون بالإجماع أو مبيكونِش، والتاني يقول له: لأ، بالأغلبية بتاع ده.. الأغلبية البسيطة، بس بقى ويتفقوا على التدخل ومساعدة أمريكا في الحرب على العراق وكده.. برضو ياخي حُسني كان بيرزع أحيانًا كده وكان له شَمخَة.. هي شمخة على ليبيا آه مفيش حاجة بس تحسُه كان مسيطَر، تلاقيه واقف مدكوك في الأرض كده مبيهموش آه.. حتى القذافي ساعتها طلع نرفزته ع الراجل بتاع جامعة الدول العربية وشتمه شتيمة فحيتة مش عارف استحملها إزاي ساعتها وقال له: انت مو عربي! أنا مش عارف الصراحة لو حد شتمني قال لي انت مو عربي ممكن يبقى رد فعلي إزاي.. بس ساعتها الراجل كتم في سره وحبسها آه.. وقال له أنا أكثر عروبة منك.. أوف أفحمه.. تقريبًا الراجل ده كان مفيد شهاب الدين.. حيث اللول يعني!

الواحد برضو بيفتقد الأكشن والساسبنس اللي كان في القمم العربية زمان، يعني تلاقي كده بتاع الكويت بيشرشح لبتاع العراق، وتلاقي بتاع العراق بيحُط على بتاع الكويت.. وبقية الخِرءَّات اللي بيتفرجوا، واللي كان بيكسكس لده ولده المهم يخرج متأمن وخلصنا..

مممم.. ولا لما حسني مبارك قدم القذافي إنه: ملك ملوك إفريقيا التقليديين، أيوة بقى يا ريس يا كايدهُم، دلعه إنه ملك ملوك إفريقيا - اللقب اللي كان بيحبه القذافي أوي - بس في نفس الوقت قال: "التقليديين"، آه عشان مينساش نفسه، حسني مبارك مش حاكم تقليدي أبدًا، إذا كان القذافي مسك الحكم 40 سنة فحسني كان بينافس يعني ومسكه 30 سنة برضو، وإحنا.. إحنا دولة مؤسسات، إنما إيش تكون ليبيا دي.. بس خلِّ بالك القذافي لو كان عنده منصب كان لوَّح الاستقالة بوجوهنا في البداية بس هو مكنش رئيس دولة ليبيا على فكرة.. أيوة بجد.. القذافي كان قائد ثورة الفاتح من سبتمبر - زي العاشر من رمضان والسلام عندنا كده - فمنصب الرجل كان شرفي يعني هو كان بيشفلح في الناس كده بحُكم إنه جامد أوي مش أكتر..

لأ الأمة العربية ولادة يا جماعة، إحنا بنغير في التاريخ.. بصرف النظر بقى بنغير فيه إزاي أهو بنغير وخلاص، ودورنا ملموس والعالم كله بيتأثر بنا.. يااه.. شوف خرَّجنا للعالم زعماء أفخاذ عظام زي حسني مبارك بطل الحرب والسلام والقذافي عميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وحافظ الأسد زعيم حزب البعث السوري ونافِخ حلب الأسطوري وصدام حسين زعيم الأشاوس وعدلي منصور..

وعدلي منصور..

وعدلي منصور.. آه.. عدلي منصور اللي بطالب برفع الحصار عن غزة.. ده ناشط سياسي عظيم يعني.. هو أنا هنسى أما كان واقف على معبر رفح ورافع شارة بيقول فيها Free Gaza وقعد ينشد بقى: لا تبالي يا غزة وتحلي بالعزة..

آه..

أمال إيه؟!

الجمعة، ديسمبر 27، 2013

نسيان القضية..

الحاجة اللي كُنا خايفين منها زمان، بدأت تبقى واقع عايشينه على الأرض دلوقتي. دلوقتي بقى العدو حماس والمقاومة الفلسطينية، وإسرائيل بقت دولة مجاورة مفيش أي مانع لإقامة علاقات معاها.. القضية اتنسِت، وبقى الكلام على إنه إسرائيل دولة محترمة متقدمة ديمقراطية علينا أن نتعاون معها، ونعمل لها ألف حساب في اتخاذ القرار الوطني.

يا جماعة إحنا أهالينا ربّونا على نُصرة القضية اللي هي "حق"، دلوقتي الشباب الجُداد طالع شايف إسرائيل بلد متطورة محترمة ديمقراطية بتواجه إرهاب ولها حق الدفاع عن نفسها فيه!

يا شباب، المهمة صعبة.. ومحتاجين صبر وعلم وعمل وإخلاص لله وحده.

الموضوع أصبح لا يحتمل إننا نتهاون في أي من أساسيتنا اللي تربينا عليها، خليك عارف كويس إنك لما بتتهاون في تربية ابنك دلوقتي فانت بكده بتطلع بني آدم خالي من القيم والمبادئ ومعندوش قضية في الحياة.. وسلبيات ده مش على ابنك لوحده، انت كده بتساهم في ضياع المجتمع كله.

باللهِ عليكم متاخدوش كلامي إنه أفوَرَة، إحنا فعلًا اتلعب بينا كويس أوي، وعرفوا يخشوا لنا من مداخل الدنيا والهوان، لغاية ما وصلنا للحالة اللي إحنا فيها دي.. وعمرنا ما كنا هنوصل لها لو كنا تمسكنا بالدين والمبادئ ونُصرة الحق.

التربية يا إخوة لا تهاون فيها..

"وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكونوا أَمْثالَكُم"..


---------------
شاهد إن شئت مثال حي على ما وصلنا إليه من تقبل فكرة وجود الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين وأن الطريق هو نبذ الخلافات بيننا وإقامة علاقات حقيقية بين الدولتين: https://www.youtube.com/watch?v=RHzTZxAUOkA