الجمعة، أبريل 10، 2020

العلام بالإنجليزي

من أسوأ ما ارتُكِب في حق أجيالنا هو دفع الناس دفعًا إنهم يعلموا أولادهم بالانجليزي (مش إنهم يتعلموا اللغة الانجليزية). قرار أي أسرة دلوقتي إنها تعلم أولادها في مدارس "عربي" معناه إنهم مُضطرين يدخلوهم مدارس مستواها متدني من حيث الإمكانيات وجودة التعليم فضلا عن المستوى الاجتماعي ممكن يكون فارق وده مُضِر بالتأكيد.

تعلم العلوم باللغة العربية مؤسس للإدراك والوعي، إننا نفكر بالعربي ده بيحمي هويّتنا وثقافتنا وبيحافظ على انتمائنا لأصولنا. أي أمة عايزة تؤسس حضارة حقيقية لازم تعلم عيالها العلوم بالعربي، ومن ده إن كل المصطلحات العلمية يكون لها نظير واقعي بالعربي، عشان لما نبني على العلوم دي نكون بنبني لنفسنا مش مضطرين أن أوراقنا البحثية تكون بالإنجليزي عشان تنتشر.

مفيش بلد محترمة نظام تعليمها الأكفأ بيكون بلغة أجنبية، لازم يكون بلغة أهل البلد. ده فيه دول لغة شعوبها كانت بتضيع وأصرّوا في بناء دولتهم إن العلوم تتعلم بلغة الشعب مش بالإنجليزي!

كان فيه نقاش في البرلمان المغربي من فترة إنهم عايزين يخلوا المناهج التعليمية بالفرنساوي ويلغوا التعليم بالعربي تمامًا عشان يواكبوا سكة ودوغري فرنسا وأوربا علطول، أنا معرفش ما وصل إليه النقاش هناك لكن دي مصيبة حقيقية وضياع للهوية وضربة قاضية لأي نية لبناء الحضارة من جديد.

مفهوم إن القيادة حاليا للغرب ولأصحاب اللغة الإنجليزية وإن الانفصال عن ده يُعتبر عبث، وطبيعي إن المُطّلع بشكل متخصص في العلوم دي مضطر إنه يكتب ويخاطب وينشر بالإنجليزي، لكن ده ما يمنعش إننا مش مضطرين نعلم أساسيات العلوم دي بالإنجليزي. إحنا حاليا بنستثقل قراءة العلوم دي بالعربي، بل الأمرّ إننا بيصعُب علينا نتقبل إننا نخلي لغة الموبايل بالعربي، لأنه ارتبط في ذهننا إن التعامل مع التكنولوجيا بالعربي شئ بايخ وعلامة على إن الشخص ده "بيئة". إحنا ممكن نبقى عارفين لغة عربية واللي مننا دارسها كمان ودارس علوم شرعية ومع ذلك لغة موبايله بالإنجليزي وتواصله مع أي حاجة مرتبطة بالتكنولوجيا أو النضافة حتى لازم يكون بالإنجليزي، اتبنى حاجز رهيب بيننا وبين اللغة العربية في هذا الخصوص وده هيفضل مخلينا توابع مهما نضفت عقولنا وبقينا بنفهم أكتر وأكتر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق