الاثنين، فبراير 24، 2020

آخر ما أكتب ليناير

لا يخدعنَّك العنوان، فإنه قد يوحي لك أني طالما كتبت وكتبت عنها وكأني حفيٌ بها أو خُضت غمار ثورتها أو اعتصمت بين ثائريها في ساحات الميادين، ولكن الحقيقة أن نصيبي من المشاركة في تلك الثورة هو الفضول والاندهاش أكثر من العزيمة والقرار.. لم أعرِّض نفسي للخطر فيها إذا ما ظننت أن احتمال الوقوع في الخطر قائم ولو بنسبة ضئيلة. 

غير أن أصحابي كانوا ممن ينزلون الشوارع فمنهم من كان دائم الحضور في المسيرات ومنهم من كان يبيت مع المعتصمين ومنهم من كان يؤمن بها فكان يكتب وهو مغترب وإن سنحت له الفرصة للرجوع للبلاد فيرجع وينزل مع النازلين.

وبعضٌ من أصحابي كانوا غالبا لا ينزلون مثل حالي، وقد تباين السبب في ذلك.

بالنسبة لي، فلما كان الأمر أمر موت. يعني أن من ينزل يعرِّض حياته حتمًا للخطر خصوصًا في أيام الثورةِ الأولى، فقد كنت أتورَّع عن النزول بثقة لأمريْنِ هامَّيْن:

أولا: أني لا أفهم ما يحدث على الحقيقة. وإن كان ظاهر الأمر أن مظلومين انتفضوا ضد ظالمهم. فحبس الناسَ ظُلمًا وقتل منهم من قتل. ولكن السؤال: متى يخرج الناس على حاكمهم؟ وقد كان هذا الحديث وقتها يُقابل بالاستهجان، ويوصَف من يطرح الفكرة للنقاش بالخضوع والجُبْن. وأنا لا أعرف الجبان من الشجاع. فالكل يتكلم ولا ضابط لذلك. والأقرب لقلبي وقتها هو دعم الثورة، ولكن لا رؤية بعد ذلك. ولا وعي حقيقي بأساس المُشكل. كل ما كان يسيطر على العقول هو الخلاص من الموجود بغرض التغيير. يجب أن نرى وجهًا آخر غير حسني مبارك في سُدَّةِ الحكم وقد كان.

وثانيا: أهلي. والذين إن كنت أخاف على نفسي القتل، فإني أخاف عليهم أكثر الحزنَ عليّ. ولا أطيق تصوُّرَ مشهد حزنِهِم عليّ، خاصةً وإن كان الأمر كما ذكرت في "أولًا" ليس قضية جليَّة الوضوح كجهادِ ضد كافرٍ معتدٍ.

فكنت متابعًا للأحداث متابعةً قريبة، مهتمٌ بالتطورات السياسية ومتابعٌ للأحزاب والاتفاقات والتحالفات والمساومات وغيره.. للساسة مُدَّعي دعم الثورة ولرموز الثوار في الميادين الذين ظهروا في الإعلام دون غيرهم للحديث عنها ولبعض عابري السبيل فيها الذين إما لاقوْا نحبهم أو انتظروا أو بدلوا تبديلا.

وقد خُضت مع من خاضوا وأفتيْت في الأمور السياسية، وقد ساعد في ذلك منصة فيسوبك والتي أعطت لمن يعرف ولمن لا يعرف الحق في الخوضِ في السياسة وإعلان آرائه النيِّرة وليتأثر بها من يتأثر، دون دراسة. ربما عانى السياسيون وقتها معاناة علماء الدين لما رأوْا آراء العوام في تحريك جموع الناس أو تثبيطهم، كما عانينا من آراء المشايخ الذين لا يفهمون في أمور السياسة بتاتا إلا أنه كان عليهم الخوض فيها للتأثير على تابعيهم والذين كوَّنوا ثقافتهم ووعيهم منهم لا من غيرهم. فكانت تجارةٌ بالسياسة وتجارةُ بالدين وتجارةُ بالفقر وتجارةُ بالغنى. انكشف معدن الناس فما صمد إلا القليل. فإن للكلام شهوة كانت في ذروتها في تلك الأيام.

 كان آخر علاقتي بالسياسة قبل الثورة انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وانتخابات رئاسة الجمهورية والتي ولأول مرة نُفذت طبقا للتعديلات الدستورية التي أقرَّت انتخابات تعددية على منصب رئيس الجمهورية. قبل ذلك، كان ينتخب مجلس الشعب رئيسا للجمهورية ثُم يُستفتى عليه جموع الشعب فإن وافق الشعب كان بها وإلا فلا. وطبعا لم يحدث منذ قيام الجمهورية أن الشعب رفض رئيسا. في انتخابات مجلس الشعب هذه تحديد علا نجم جماعة الإخوان، ولأول مرة نجح 88 عضوا منهم لنيل مقاعد في البرلمان. في سابقة، وفي انتخابات الرئاسة هذه ترشَّح ضد مبارك أيمن نور - وقد كان وقتها فتى المعارضة الذهبيّ الذي تنسَج على ذكراه الآمال - وترشَّح ضده كذلك رئيس حزب الوفد. شاركت وقتها في تلك الانتخابات واستخرجت بطاقة الانتخابات الحمراء وبصمت لأول مرة وقد كنت أدرس في كلية الهندسة وقتها وقد كان شعورًا لطيفا، فلأول مرة أشعر وكأني أشارك في اتخاذ القرار. وقد كان معلومًا وقتها للمُطلعين أن سر اتجاه التعددية في انتخابات الرئاسة فضلا عن نزاهة انتخابات المرحلة الأولى في مجلس الشعب هو ضعط إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والأستاذة كوندوليزا رايس على الرئاسة المصرية.. وقتها فاز حسني مبارك بنسبة 88% وكان منافسه في المركز الثاني أيمن نور زعيم حزب الغد ثم رئيس حزب الوفد هذا (المفارقة أني لا أذكر سوى أن اسمه كان جمعة، والمفارقة الأكبر أني وقتها انتخبته هو، وذلك لأني تأثرت بحملات التشويه الممنهجة التي طالت أيمن نور فانتخبت أي اسمِ آخر غير مبارك وأيمن نور، انظر كيف كان الوعي وقتها وكيف كان أسلوب اتخاذ القرار.. حاجة تكسف!). ثم جاءت انتخابات مجلس الشعب عام 2010 والتي تولى إدارتها وحنكتها رجل الأعمال الشاب وصديق جمال مبارك (أو هكذا كانوا يقولون) ورئيس شركات حديد عز وعازف الدرامز بفرقة حسين إمام المهندس أحمد عز الذي علا نجمه بعد أن احتكر توريد حديد التسليح خاصةً بعد ما استحوذ على حديد الدخيلة ثم فصَّل بعدها قانونا لمنع اتهامه بالاحتكار. المهم أن إدارة أحمد عز للانتخابات لم تكن بحكمة وحنكة سلفه الأستاذ كمال الشاذلي المخضرم الذي نال خبرته من إدارة الانتخابات بل وإدارة نقاشات مجلس الشعب بشكل غير رسمي على مدار عقود. كانت تمثل الانتخابات للبعض وكأنها المتنفس الوحيد لشعور الناس بحريتهم في الاختيار حتى لو كانوا يعلمون أنها مسرحية، ولكن ثمة فارق بين مسرحية اجتهِدَ في حبكتها الدرامية وإخراجها وأخرى غرضها عرض النتيجة، والأخيرة هي ما حدث في انتخابات 2010 حيث اكتسح الحزب الوطني لمقاعد المجلس كلها بشكلٍ فجّ مما دلَّ على أن ضغط إدارة أوباما والأستاذة هيلاري كلينتون لم يكن كسلفِه، وكانت الانتخابات بمثابة إعلان حالة الوفاة للسياسة في مصر وكانت أقرب ما يكون لما يجري حاليا فيما يخص إدارة انتخابات مجلس الشعب.. وفي ظني أنها كانت عاملًا كبيرًا من عوامل إشعال شرارة الثورة واتحاد الحركات السياسة وظهور الجبهة الوطنية للتغيير...

كان 25 يناير 2011 يوم ثلاثاء، رجعت للبيت بعد انقضاء يوم عملٍ شاق لأجد رسالة نصية من أحد الأصدقاء تقول: "أوف أح، الشعب عمل الصح". نزلت الجماهير في ذلك اليوم في أعداد كبيرة باغتت أفراد الشرطة بينما لم يتدخل الجيش في أي فض، وعلمنا بسقوط أول شهيدٍ للثورة بمدينة السويس. ثم كانت الدعوات للنزول يوم الجمعة 28 يناير 2011، وقتها تُوُفي والد صديق لي فذهبت لصلاة الجنازة عليه وكانت الخطة أن تكون بعد صلاة الجمعة بمسجد السلام بمدينة نصر. وصلت لصلاة الجمعة بالمسجد وصليت صلوات جنازات ولكني لا أجد صديقي ولا أي من أصدقاء الكلية، وانقطعت الاتصالات وقتها بالكلية فم أدرِ ما أفعل. فلما خرجت من المسجد إذ بتجمهرٍ سريع قد تكوَّن وتعالَت الهتافات وكان الناس ينضمّون إليهم ليزيدَ عددهم، وكان الهتاف الأعلى والأكثر: الشعب يريد إسقاط النظام. وأذكر بوضوح انضمام رجلٍ كبيرٍ في السن للشُبان فكان يصرخ بعزم ما كان يستطيع ولكنه كان يهتف: الشعب يريد إصلاح النظام، لعله كان يسمع الهتاف هكذا أو لعل هذا ما أراده هو لا أدري. وأنا لا أزال في حيرةٍ من أمري ولا أعرف كيف أصل للشباب ولا لأهل الجنازة.. فقلت أذهب إلى بيت الفقيد فلما وصلت قيل لي أنهم ذهبوا لتشييع الجنازة ولا يعرف الرجل أين كانت هي.. فانقطع أملي أن أصلَ إليهم. ولكني وصلت لبعض أقراني في الكلية وعزمت أن أسيرَ معهم نحو المظاهرات، وفي الطريقِ قابلنا صديقٍ لنا أخبرنا أنه كان بالتظاهرات برمسيس وعليه العودة الآن للبيت لضغطِ أهله عليه، ولم أكُن أخبرت أهلي أني أعزم على ذلك ولا أتصوَّر أن أخبرهم بذلك أصلا ولأن اتصالات الهاتف الخلوي منقطعة تعذَّر حتى أن أطمئنهم عليّ، فآثرت الرجوعَ كذلك. ولما رجعت البيت وفتحت التلفاز لأشاهد على الجزيرة مشاهد للثورة في المحلة الكبرى ولبعض مناطق القاهرة، فلما رأيت الناس يهجمون على لافتات حسني مبارك يمزقونها قُذِفَت في قلبي الرهبة ووقتها تيقَّنت أن الأمر ليس هزلا.وقُتِلَ من قُتِل. وقد اطمئننت على أصحابي أن الكل عادَ بيته، ثم كان الترقب لخطاب حسني مبارك والذي كان يأمل الثوار أن يتخلى فيه عن حكمه إلا أنه أعلن فيه عن نيته عدم خوض انتخابات الرئاسة المقبلة وأنه أساسًا لم يكن ينتوي ذلك. كنت ممن رضوا بذلك وقتها - في نفسي - وقلت أن حياة الناس أولى وأن التمادي قد يعرض الناس للخطر ثم أنه لا حاجة للناس في الاستمرار في التصعيد خاصةً وأنه وعد بقبول الطعن في انتخابات البرلمان كذلك، وقد عهدت أن أتحصل على المكاسب الممكنة أفضل من الإصرار على المطلب الأعلى. والحقيقة أنه وقت انفجار المظاهرات لم يطلب الثوار تنحي مبارك بل كانت المطالب هي تغيير الحكومة وحل مجلس الشعب. وكان خطاب حسني مبارك عاطفيًا أثَّر في نفوس البعض، فكثيرٌ من معتصمي التحرير آثروا ترك الاعتصام وبقي جمعٌ آخر من الثوار منهم الإخوان، رفضوا ترك الميدان حتى يتنحى حسني مبارك عن الحكم. ثم كانت موقعة الجمل إذ أزَّ بعض ضعاف النفوس وأصحاب المصالح بعضَ المجرمين أن يهاجموا معتصمي التحرير بالجمال والخرزانات، ولم يتدخل الجيش وقتها لحماية المعتصمين، وصدَّ المعتصمون ذلك الهجوم ببسالة وشجاعة ونُقِلَ ذلك بالصوت والصورة كأنه فيلم وثائقيّ، إنها مصر بلد العجائب! فعاد من كان قد تأثر بخطاب حسني مبارك وتمكَّن المعتصمون من التحرير مرةً ثانية. وصُوِّرَ الأمر وقتها أن حسني مبارك هو من أرسل هؤلاء البلطجية ليجليَ الميدان من المعتصمين، والله أعلم إن كانت تلك هي الحقيقة، فلعل بعض أصحاب المصالح لما رأى أن حسني مبارك سيمنح حق الطعن على انتخابات مجلس الشعب للمتظلمين أراد أن يفسد عليه أواخر أيامه.. ثم كان خطاب اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات بتخلي حسني مبارك عن الحكم وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، فرح الناس بهذا النصر، وقد نزلت للكوربة لأشاهد الاحتفالات، ورأيت الناس ينثرون الورود على الدبابات، ويزيح الجيش فوَّهات الدبابات عن الناس إشارةً منه أنه لا يعاديهم وأنه منهم وأنهم منه.. وطاردني شعور هل يحق لي أن أفرح بهذا النصر وإن لم أكن مشاركًا فيه؟ لم أفكر وقتها في شكل الرئيس المقبل، لم يسيطر عليّ سوى الشعور بالفرح الحذِر والترقُب.  لتبدأ هنا حقبة في تاريخ مصر سالت فيها دماءٌ كثيرة وظهرت فيها أحقادُ وأطماع سوداء وتناطحت فيها الأفكار وظهر من تحت الأرض معتقدات عجيبة لم نكن نعلم أنها موجودة أصلا وبغى فيها الظالمون على المستضعفين حتى مهَّدوا السبيل وفرشوا الطريق لما نحن فيه الآن.

رحم الله من مات وأفضى إلى الله سبحانه وتعالى، كأني على قناعة أن ترك هذا الخناق نجا. فقد كانت فتنة الكل يخوضُ فيها وقد يتنازل عما تربَّى عليه من قيم وفضائل لأجل كسب معركة من تلك المعارك الوهمية.

رحم الله من مات، وعلى رأسهم مولانا الشيخ عماد عفت. ولم أحظَ بالتعلُّمِ على يديه، ولكني رأيت وأرى الآن من كان لهم الشرف في ذلك. وحين أقرأ عنه وعن مناقبه رحمه الله يتسلل إلى قلبي أن مثل هذا لم يكن ليعيش مثل أيامنا هذه. فسبحان الله مُدبِّر الأمر.

إن ما نراه من إرهاق لمن هم في مثل أعمارنا لعله من آثار تلك الأيام، أو قُل أن الناس أيقنوا أن الكلام لا طائل منه طالما أن القوة الحاكمة في النهاية ستمضي إلى حيث ترسم أو قل رُسِم لها، ونحن ليس لنا إلا ننتظر ونجتهد في الممكن أو نسافر.

وقد ارتحل كثيرون من أصحابي لخارج البلاد آملين في عيشة سوية. ولا أظنَّهُم لاقوْا الصفاء النفسي الذي نشدوه بسفرهم، فإن النفوس مقهورة. لا نزال نرى بعضًا منهم يذكرون تلك الأيام أو يتابعون ما يجري في البلاد في غيابهم والآخرون غالبا يساورهم نفس الشعور إلا أنهم آثروا السكوت. يكاد يستحيل على المرء أن يفصلَ نفسه عما يجري أو أن يفصل مشاعره تجاهه بمجرد تركه للبلاد. 

وقد سبق من قبل أيام مبارك ارتحل الكثيرون لما رأوْا أن الحياة في مصر لا مستقبل فيها وأن الظلم كبير، فلما رأوْا في الثورةِ أمل عادوا. وهذا يدل لي أنهم تركوها بأجسادهم فقط ولكن وجدانهم ومشاعرهم ظلت هنا.

حسنًا، وماذا كان ينتظر البعض؟ إن مصر العظيمة لم تُحكم حقيقةً سوى بسيطرة الجيش. إن نموذج مصر السياسي قائم على جيش مُتمكِّن من أصول وفروع الحكم فيها، ما دون ذلك من أحزاب وخلافه كانت أمور هامشية للغاية. ووصف عصر الملكية حيث كانت الأحزاب والبرلمان والصحف الحرة بالنموذج الديمقراطي لمصر في الحكم في رأيي باطل، لأنه وقتها القوة الحقيقة كانت في يد الإنجليزي المحتل والذي كان يسيطر في نهاية الأمر بالجيش كذلك، ولما انجلى الانجليز حلَّ محلَّهم الضباط المصريون فلا فرق إذًا. ولما قامت الثورة وانتُخب مرسي رئيسا لم يُمكَّن الرجل من أصول وفروع الحكم والدليل أنه لما قامت 30 يونيو وجاء وقت إزاحته من كرسي الحكم في 3 يوليو لم يكُن الأمر عسيرًا على الإطلاق. فقط تم حجزه وإعلان البيان وانتهى الأمر، وظهرت قوة الجيش في تطبيق حظر التجوال والسيطرة على مقاليد الأمور حتى رأى الجيش ضرورة وجود رئيس من خلفية دستورية للحكم أثناء الفترة الانتقالية، والكل يعرف أن ذلك الرئيس المؤقت - عدلي منصور - كان رمزيا أو قُل بغرض تسيير الأعمال ليس إلا.. وعليه فإن الحكم الأساس في مصر هو حكم الجيش، ولا أتصوَّر في الوقت الراهن نموذجا غير هذا. ليس هذا تأييدًا لما يجري أو اعترافًا بأن هذا هو الأنسب والأصلح، ولكن هذا - حاليا - هو الواقع. 

افتقدنا في تلك الفترة الكبير الذي يوجّه بالحكمة والعلم والخبرة. ولما ظهر أمثالهم كانوا يُشوَّهون إما من إعلام الدولة الرسمي والخاص وإما من بعض المنتفعين. والسهل عندنا في مصر هو إبطال وإسقاط الفرص والكيانات الناجحة لا دعمها. مصلحة القوي الخاصة فقط هي ما تتحكم في الأمور لا الصالح العام ولا حتى مصالح المنتفعين المشتركة. بل هو طرف واحد قوي يطغى على الكل بسلطانه وإرهابه لهم وفي النهاية رؤيته هي التي تُنفذ ويسعى المنتفعون لتوفيق أوضاع مصالحهم بحسب هذه الرؤية.

لقد كانت أياما عسيرة، ابتُلينا فيها.. وقد كان منا فيها ما أراد الله سبحانه وتعالى. فنسأل الله تعالى أن يسامحنا على أخطائنا ولغونا وفسادنا وأن يرحمنا برحمته في الآخرة.

لطالما كان يلك الساسة وقت الثورة بمصطلح: "الخروج الآمن" وكانوا يقصدون به فكرة أن يخرج القائمون على الدولة وقت الثورة خروجًا آمنًا يليق بكونهم كانوا قادة في وقت من الأوقات فلا يُحاكمون ولا يُهانون.. أما والله إني لأقلِّد شيخنا الفاضل أنس السلطان في طلبي لهذا، خروجًا آمنًا من هذه الدنيا وما فيها، فتصورُّ أن كل هذا الدم والفساد والتناطح على لعاعةٍ لا تسوي عند اللهِ شيئا يجعل العاقل يعيد التفكير في أمره، وما عليه أن يجتهد فيه في الأيام التي يعيشها في هذه الرحلة القصيرة.

والحمد لله رب العالمين.

هناك تعليق واحد:

  1. وجدتها صدفة أثناء بحثي على جوجل
    سرد جيد وصادق

    ردحذف