الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009

ولدت مسلما


الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والفضل الله على منّة الإيمان وما أغلاها منّة، ولدت مسلما فما حار عقلك بين الأديان تبحث عن الحقيقة، بل رأيت الحق وهداك الله به هداية، غيرك يولد في شتى بقاع الأرض إما ينصّره أهله أو يهوّده أو يكونوا على الإلحاد أو الوثنية، ولكننا ولدنا مسملين على الفطرة وبقينا على الفطرة، نقرأ قرآننا بالعربية فلا نجد عناء في القراءة ولا نتعثر سوى في الأحكام التي سرعان ما نتعلمها في أشهر بسيطة إذا ما عزمنا على ذلك عزما، غيرك لا يعرف العربية ولا يكاد يفقه العربية لا قولا ولا كتابة بل ولا يجد من يعلمه إياها


ولدت مسلما فلم يدخل عقلك أساطير وهذي أديان أخرى تشرك بالله أو ربما لا تعترف به أصلا، ولدت لتجد نفسك على دين يحترم العقل ويقدس الأخلاق ويعتبر المعاملة أصل من أصول الدين وهو دين قيم يساوي بين الناس أجمعين وما كان أفضلهم إلا أتقاهم


ولدت مسلما فما وجدت نفسك وثنيا ولا مشركا ولا تؤمن بخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تنسب لله إلا ما أنسبه لنفسه جل في علاه، له الكمال في كل شئ، وله الحكمة كلها


علمك أبواك الدين بيسر من غير عسر، ولدت لتجد الدين كاملا مكملا أحكاما وشريعة وعقيدة وفقه، ولدت لتجد لكل سؤال جوابا


وغيرك


غيرك ولد في مجتمع لا يرى الإسلام غير إرهاب وفزع، غيرك ولد ليرى الإسلام مصور له كأنه وحش يكاد يفتك به وبأهله وبوطنه، غيرك ولد ليصور له الإعلام الإسلام عدو له، ولد غيرك وهو يرى أخبار المسلمين كلها دماء وقتل وتفجيرات من غير أن يعرف أن هذا ليس من الإسلام في شئ، من غير أن يعرف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بالتسامح والحسنى وكان أحنّ الناس وأجودهم، ولد وهو غائب عنه أن الإسلام حرم حرق الشجر وقتال الشيوخ والضعفاء، بل ولد في أسرة كارهة للإسلام وتصوره له في كل وقت وحين على أنه عدوه الأول والأخير وأن المسلمين لا شفقة بهم ولا رحمة، وأن ربّوه ليعيش ليهدم الإسلام هدما


أنت ولدت هكذا، وهو ولد هكذا


أيستقيم الأمر من غير دعوة للفلاح


هل تدري يا من ولد مسلما أن الدعوة أمر ملزم غير اختياري، من حق هذا الذي ولد على غير الإسلام أن يسمع عن الإسلام الصحيح الدين القيم منك، وأنت عنه تلهّى


هل ترى له مصدر سواك


إن الله هو الهادي، والله تبارك وتعالى يسبب الأسباب لهداية البشر، فمن منهم يسعى لمعرفة الحقيقة ويعرض عن هذه الخزعبلات التي نشأ عليها يسبب الله الأسباب لهدايته، فالله غني عنك لتهدي عباده ولكن عليك أنت تنول هذا الشرف


دعوة الحق ستصل بك أو بغيرك، فلا تتكاسل وتقول نفسي نفسي فليستخلفنّ الله غيرك ليكون سببا في هداية غيره


نعم، من سنن الله في الكون أن تستبدل الأمم الهزيلة الفانية بغيرها المكدّة المجتهدة التي تسعى لتوصيل كلمة الحق لغيرها


أما نحن وقد تكاسلنا في دعوة غيرنا للحق الذي عرفناه


أخشى ما أخشاه أن نستبدل ويستخلفنا غيرنا


اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا


فالحق لا يتجزأ ولا يستبدل


بل العباد هم الذي يتغيرون ليبقى الحق واضحا ظاهرا للعالمين


يا رب اجعلنا سببا لنصرة دينك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق